logo
خلال رئاسته المليئة بالمجازفات... ضرب إيران أكبر مقامرات ‏ترامب

خلال رئاسته المليئة بالمجازفات... ضرب إيران أكبر مقامرات ‏ترامب

النهارمنذ 5 ساعات

خلال الأشهر الأولى من عمر إدارته الحالية خاض الرئيس الأميركي ‏دونالد ترامب غمار عدة مغامرات مقبلا على المخاطرة، تماما كما ‏كان يفعل عندما كان يملك كازينو للقمار في الماضي.‏
إلا أن الضربات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة على إيران في ‏الآونة الأخيرة ربما تمثل أكبر مقامراته حتى الآن.‏
يقول خبراء إنه رغم أن المكاسب السياسية المحتملة كبيرة وتعتمد إلى ‏حد كبير على قدرة ترامب على الحفاظ على السلام الهش الذي يسعى ‏لتحقيقه بين إيران وإسرائيل، فإن هناك احتمالا سلبيا يتمثل في خروج ‏الأمور عن سيطرته في ظل ترقب الرأي العام الأميركي المتشكك.‏
حتى الآن، يبدو أن ترامب كسب الرهان فقد جعل التدخل الأميركي ‏محدودا وأجبر الطرفين على وقف إطلاق النار. ويقول فراس مقصد ‏المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة ‏أوراسيا "لقد راهن، ومضت الأمور في صالحه".‏
ويبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد. وعبر ترامب ‏أمس الثلاثاء عن إحباطه من شن إسرائيل هجوما على طهران بعد ‏ساعات من إعلانه عن وقف الأعمال القتالية.‏
وإذا لم يصمد الاتفاق، أو إذا ردت إيران في نهاية المطاف عسكريا ‏أو اقتصاديا، فإن ترامب يخاطر بتفتيت تحالف "أميركا أولا" الذي ‏ساعده على العودة إلى البيت الأبيض.‏
وقال كريس ستايروالت المحلل السياسي في (معهد المشروع ‏الأميركي) "إذا استمرت إيران تمثل مشكلة بعد ستة أشهر من الآن، ‏فسوف يؤدي ذلك إلى تقويض حركة لنجعل أمريكا عظيمة مرة ‏أخرى".‏
وأضاف ستايروالت أن ترامب، بطريقة أو بأخرى، أضعف بالفعل ‏جوهر الحركة بعدما نفذ ما أقسم خلال حملته الانتخابية بأنه لن يفعله ‏وهو إقحام الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط.‏
ولعل رسائل ترامب تظهر بالفعل التحديات التي قد تواجهه في ‏الحصول على تأييد قاعدته الشعبية. إذ قال يوم الخميس الماضي إنه ‏سيحتاج إلى أسبوعين لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك ‏في الحرب إلى جانب إسرائيل مبررا ذلك بأن الوقت ضروري لتهدئة ‏الأوضاع.‏
وخلافا لتصريحاته، وافق بعد يومين على إرسال قاذفات لمهاجمة ‏منشآت نووية إيرانية مما فاجأ الإيرانيين على الأرجح، بل والكثير ‏من الأميركيين.‏
وقد يمثل قراره مهاجمة إيران إشكاليات لأي جمهوري يسعى ‏للوصول للرئاسة في الانتخابات المقبلة. ويوضح ستايروالت "في ‏عام 2028، ستكون مسألة التدخل الأجنبي خطا فاصلا. ستشكل ‏اختبارا حاسما في ظل سعي الناس لتعريف ما هي حركة لنجعل ‏أميركا عظيمة مرة أخرى".‏
ترك البيت الأبيض إلى حد كبير لنائب الرئيس جيه.دي فانس، أحد ‏أكثر أعضاء الإدارة الأميركية تأييدا للسياسات الانعزالية، الدفاع عن ‏الضربة الإيرانية في برنامج إخباري يوم الأحد. ويُنظر إلى فانس ‏باعتباره أحد ورثة حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" بعد ‏مغادرة ترامب لمنصبه.‏
‏* مجازفات كبيرة
لم تكن إيران المقامرة الوحيدة الكبيرة التي خاضها ترامب وهو يعلم ‏أن ثمارها بعيدة المنال.‏
فقد أثار استخدامه المتكرر للرسوم الجمركية حالة من عدم اليقين في ‏الأسواق وأذكى المخاوف بشأن التضخم. وفقدت جهوده لتقليص ‏البيروقراطية الحكومية الزخم مع خروج إيلون ماسك من دائرة ‏مستشاريه. وأثارت حملته المتشددة بشأن الهجرة احتجاجات في أنحاء ‏البلاد.‏
لكن إذا نجح ترامب في مسعاه لحمل إيران على التخلي عن طموحاتها ‏النووية، فسوف يكون ذلك إنجازا يمثل إرثا في منطقة أزعجت ‏رؤساء الولايات المتحدة لعقود من الزمن وجرّت البلاد إلى حروب ‏في العراق وأفغانستان.‏
وتعهّد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء "الحروب الأبدية"، وهو ‏ما قد يكون أحد أسباب قلق الرأي العام الأميركي من هجومه على ‏إيران.‏
وأظهر استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس نشرت نتائجه يوم الاثنين، ‏وأجري قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، أن 36 بالمئة فقط من ‏المشاركين في الاستطلاع يؤيدون توجيه ضربات للبرنامج النووي ‏الإيراني.‏
وبشكل عام، انخفضت شعبية ترامب إلى 41 بالمئة، وهو أدنى ‏مستوى في ولايته الثانية. كما أظهر الاستطلاع تراجع الدعم لسياسته ‏الخارجية إلى مستويات أقل.‏
وقال ديف هوبكنز الخبير في السياسة الأميركية في كلية بوسطن إن ‏ترامب، عندما أقدم على تنفيذ هجومه المفاجئ على ما يبدو، لم يهتم ‏بتقديم حجج مقنعة للشعب الأميركي بأن الضربة في صالح الولايات ‏المتحدة.‏
وأضاف "لم نشهد أي نقاش حول اعتبار إيران عدوا رئيسيا للولايات ‏المتحدة أو تمثل تهديدا لها".‏
ودافع البيت الأبيض عن تحركات ترامب واصفا إياها بالضرورية ‏والناجحة.‏
وقالت آنا كيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض "في غضون 48 ساعة ‏فقط، حقق الرئيس ترامب ما حلم به أسلافه.. القضاء على القدرات ‏النووية الإيرانية بعد التنفيذ المثالي لعملية "مطرقة منتصف الليل"، ‏وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء حرب الاثني عشر يوما، ‏وأصبح العالم بأسره أكثر أمانا. يمكن للأميركيين أن يناموا ملء ‏جفونهم وهم يعلمون أن بلدهم آمن بفضل الرئيس ترامب".‏
‏* وعود، وعود
ورأى هوبكنز أن تباهي ترامب بفرضه وقفا لإطلاق النار كان جزءا ‏من نمط متكرر. فعندما كان مرشحا، قال ترامب إن بإمكانه إنهاء ‏الحرب في أوكرانيا وغزة لكنه اكتشف منذ ذلك الحين أنه لا يستطيع ‏إخضاع روسيا وإسرائيل لإرادته. وفي الواقع، حذا ترامب حذو ‏إسرائيل بضربه إيران وليس العكس.‏
يتماشى هذا الهجوم مع نهج ترامب في ولايته الثانية في التصرف ‏بجرأة من دون دعم شعبي واسع. ولأنه في فترة رئاسته الثانية ‏والأخيرة فهو لا يقلق من مواجهة الناخبين مجددا، ويعمل مع ‏كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون.‏
وعلى هذا المنوال، شهدت الأشهر الأولى من ولاية ترامب طرده ‏آلاف الموظفين الحكوميين ومنحه الضوء الأخضر لمداهمات تتعلق ‏بالهجرة وعمليات ترحيل مما تسبب في اندلاع احتجاجات وتآكل ‏العمالة اليدوية وإقامة حواجز تجارية على تدفق البضائع والآن ‏يقصف دولة في الشرق الأوسط.‏
تقول أليسون ستانجر أستاذة العلوم السياسية في كلية ميدلبري إن ‏الثمن السياسي قد لا يُدفع فورا لكنه قد يأتي متمثلا في استمرار ‏الاضطرابات المدنية في أميركا أو مكاسب للحزب الديمقراطي في ‏انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.‏
وأضافت ستانجر "إن الخطر السياسي الذي يواجهه ترامب لا يكمن ‏في تأزم الوضع في الحال... بل يتمثل في زيادة تدريجية في الشعور ‏بالاستياء الذي أثاره على جبهات متعددة، خارجية وداخلية".‏

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تخوف البريطانيين من الولايات المتحدة تضاعف منذ تولي ترامب الرئاسة
تخوف البريطانيين من الولايات المتحدة تضاعف منذ تولي ترامب الرئاسة

الديار

timeمنذ 23 دقائق

  • الديار

تخوف البريطانيين من الولايات المتحدة تضاعف منذ تولي ترامب الرئاسة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أظهرت دراسة نشرتها صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أن عدد البريطانيين الذين يرون الولايات المتحدة الأميركية تهديدا خطرا للأمن العالمي ارتفع، بشكل كبير، منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الفائت. وفي التفاصيل، أشار 72% من المستَطلَعين البريطانيين إلى أن الولايات المتحدة ستشكل تهديداً للسلم العالمي خلال العقد المقبل، حتى قبل أن يشن ترامب قصفا على إيران نهاية الأسبوع الماضي. الباحثون قالوا لـ"ذي إندبندنت" إن هذه النسبة هي "الأعلى على الإطلاق"، بعدما تضاعفت منذ خريف العام الماضي، عندما كانت 36% فقط. وتنافس هذه النسبة الصين (69%)، و "إسرائيل" (73%)، وكوريا الشمالية (77%)، في حين كانت روسيا في القمة بنسبة 90%، بحسب الصحيفة. وفي السياق نفسه، يظهر تقرير "المواقف الاجتماعية البريطانية" (BSA)، الصادر عن المركز الوطني للبحوث الاجتماعية، أن المخاوف بشأن دور الولايات المتحدة في العالم تختلف بحسب الانتماءات الحزبية. ويذكر التقرير أن 96% من أنصار حزب العمال والخضر يعتبرون الولايات المتحدة تهديداً خطرا، بنسبة أكبر من أنصار حزب المحافظين أو حزب الإصلاح البالغة 41%. وفي دراسة مشابهة، أظهر استطلاع للرأي، نُشر في نيسان الماضي، أنّ أغلبية البريطانيين لم يعودوا يرون الولايات المتحدة حليفة لبلادهم. وبحسب الاستطلاع، فإنّ 43% فقط من البريطانيين ينظرون الآن إلى الولايات المتحدة باعتبارها حليفًا.

ترامب يهدد بضرب إيران مجدداً ولبنان يطلب التمديد ل «اليونيفيل »
ترامب يهدد بضرب إيران مجدداً ولبنان يطلب التمديد ل «اليونيفيل »

الشرق الجزائرية

timeمنذ 26 دقائق

  • الشرق الجزائرية

ترامب يهدد بضرب إيران مجدداً ولبنان يطلب التمديد ل «اليونيفيل »

تسبب نشر تقييمات استخباراتية -عن حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني- في نشوب خلافات بالولايات المتحدة وصلت إلى إطلاق اتهامات بـ'الخيانة'. وذكرت شبكة 'إن بي سي' أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران -أحيل للكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا- كشف أن القصف أخر برنامج إيران النووي لأشهر لكنه لم يعطله. وبدورها، قالت وكالة 'أسوشيتد برس' إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية 'ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها'. وقدر معدو التقرير أن جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني 'نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار'. وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير الأميركي إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر. ولفت مصدر تحدث إلى 'أسوشيتد برس' إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد منشأة فوردو النووية. وجاءت تلك النتائج مخالفة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين تحدثا عن أن البرنامج الإيراني 'دُمر بالكامل'. ونقل موقع 'أكسيوس' الأميركي عن السيناتور كريس فان هولن قوله إنه قلق للغاية بسبب 'تحريف ترامب للمعلومات الاستخباراتية وتلاعبه بها'. وردا على تلك التسريبات، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الشخص الذي سرب معلومات استخباراتية بشأن الضربات في إيران 'ارتكب خيانة ويجب أن يعاقب'. وقال ويتكوف إن الولايات المتحدة منخرطة في محادثات 'واعدة' مع إيران بشكل مباشر ومن خلال وسطاء وهي تأمل في أن تتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأضاف في مقابلة مع 'فوكس نيوز' في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 'نحن نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر ولكن أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة'، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد بوضوح تام إنه يرغب في رؤية اتفاق سلام شامل مع إيران يتجاوز وقف إطلاق النار.وقال 'علينا الآن أن نجلس مع الإيرانيين ونتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية من أننا سنحقق ذلك'. ومن جانبه، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تقييمات استخباراتية جديدة بأنها 'كاذبة' وأكد في تصريحات نقلتها مجلة بوليتيكو أن إيران أصبحت أبعد بكثير عن بناء الأسلحة النووية بعد الضربة الأميركية. ومن جانبه، رفض البيت الأبيض -بشدة- نتائج تقرير وكالة استخبارات الدفاع، ووصفها بأنها 'خاطئة تماما'. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان 'تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني'. وأضافت ليفيت 'الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دمارا شاملا'. وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترامب إن الضربة الأميركية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان 'دمرتها تماما' وإن إيران 'لن تتمكن أبدا من إعادة بناء منشآتها النووية' وفي هذا الاتجاه ذهب وزير الدفاع الاميركي رافضا التشكيك الاعلامي وخلافه بانجازات القوات الاميركية في تدمير البرنامج النووي الايراني.. وأثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء على شجاعة إيران القتالية، مؤكدا انتهاء الحرب بينها وإسرائيل انطلاقها من إجهاد الطرفين ورغبتهما في السلام. وكشف ترامب ، في مؤتمر صحفي رفقة وزيريه للخارجية والدفاع على هامش قمة لحلف الناتو في هولندا، أن إدارته بصدد العودة للتفاوض مع الإيرانيين، وأضاف 'قد نتواصل مع الإيرانيين الأسبوع المقبل'. ومن جانبه، قال نتنياهو في خطاب متلفز الثلاثاء 'وعدتكم لعقود بأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، وبالفعل.. لقد دمرنا برنامج إيران النووي'. وقال ترامب انه كان لدى اسرائيل اشخاص في منشأة فوردو بعد ضربها، وهي ستصدر تقريرا يؤكد تدميرها بالكامل. لكن مصدر اسرائيلي قال لشبكة ' ABC ' ان نتيجة الضربة على فوردو ليست جيدة على الاطلاق. من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فرنسا تقوم بتقييمها الخاص بالاضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الايرانية. رسالة التجديد لـ «اليونيفيل» في مجلس الأمن من جهة اخرى علمت «المركزية» ان لبنان الرسمي، وجه عبر وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة طلب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» إلى مجلس الأمن الدولي، متضمنة رؤية الحكومة اللبنانية للتجديد. وتفيد المعلومات ان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية التي ارتكزت في مضمونها الى النص المعتمد العام الماضي نفسه للتجديد لهذه القوات، من دون اي تعديل. وفي السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية لـ»المركزية» ان الجانب الاسرائيلي يُعمم اجواء مفادها انه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية على عدم التجديد لليونيفيل وانهاء مهامها في لبنان، غير ان البعثة الاميركية في مجلس الامن تشير الى ان اي قرار لم يتخذ بعد في هذا الخصوص. اما فرنسا، حاملة القلم في مجلس الامن، فتبدي مصادرها الديبلوماسية تفاؤلاً بالتجديد، مؤكدة تلقيها مؤشرات في هذا الاتجاه من الجانب الاميركي، مع الاشارة الى احتمال ادخال تعديلات الى متن القرار قد تخفض العديد لكنّها لن تبلغ حتماً حدّ انهاء المهمة، كما تروّج اسرائيل، او اللجوء الى الفصل السابع. وتجري باريس مشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء في المجلس لضمان مرور القرار بأقل تجاذبات ممكنة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتحديات الحفاظ على الاستقرار في منطقة الجنوب اللبناني.

في أي كوكب يعيش نظام الملالي؟؟!!!
في أي كوكب يعيش نظام الملالي؟؟!!!

الشرق الجزائرية

timeمنذ 26 دقائق

  • الشرق الجزائرية

في أي كوكب يعيش نظام الملالي؟؟!!!

كنت أظن أن العرب عندما يخسرون أي معركة، يحاولون تبرير ذلك ويدّعون بأنّ الخسارة ليست هزيمة، بل يقولون: خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب. والأسوأ من ذلك، أن نحوّل الهزيمة الى نصر إلهي فهذا «الالتفاف» في قمة الغباء. بالله عليكم، كيف يمكن أن يقول أحدهم إنّ أميركا انهزمت أمام إيران؟ هذا أولاً. خصوصاً أنّ رئيس أميركا، بل أعظم رئيس في تاريخها، ألا وهو الرئيس دونالد ترامب، قد أعلن بأنه لن يسمح لإيران بالحصول على مفاعل نووي. بدأ معها المفاوضات. وبالرغم من مرور أشهر على هذه المفاوضات التي لم تصل الى نتيجة، بل كانت مجرّد كذب وتسويف حتى وصل الأمر الى أن يتخذ الرئيس ترامب قراراً تاريخياً ويعطيهم مهلة شهرين. وبعد مرور شهرين أي في اليوم الـ61، شنّت إسرائيل عملية عسكرية على إيران وبدأت بتدمير المطارات ومراكز التخصيب وقتلت عدة عمداء في عالم الذرة. فقد أدّى قصف إسرائيل للمنشآت النووية الى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، وعلى رأسهم حسين سلامي ومحمد باقري وغلام علي رشيد وأمير علي حاجي زاده. في حين تأكد إصابة علي شمخاني. وكان مقتل هؤلاء فجر 13 حزيران (يونيو) 2025. أما العلماء النوويون الذين قضوا في الحرب فهم: فريدون عباس دوائي وهو عالم نووي ومهندس وأستاذ جامعي وحائز على دكتوراه في الفيزياء النووية. ثم محمد مهدي طهرانجي عالم الفيزياء النووي أيضاً، وأمير حسين فقيهي عضو اللجنة التعليمية بجامعة الشهيد بهشتي، وأحمد رضا ذو الفقاري عضو هيئة التدريس في جامعة بهشتي، وعبد الحميد مينوتشهر رئيس تحرير المجلة الفصلية للتكنولوجيا، ومطلبي زاده أحد العلماء النوويين، ومحمد رضا صديقي الخبير بالبرنامج النووي وغيرهم كثر. وليت إيران فهمت الرسالة وتوقفت عند المهلة الثانية التي أعطاها إياها الرئيس دونالد ترامب لمدة أسبوعين. وكما هي عادة الإيرانيين في الكذب والتسويف، لجأوا الى لعبتهم، ولكن فاتهم أن الرئيس ترامب لا يمزح. لذلك اتخذ قراراً بالقيام بأكبر وأعظم عملية عسكرية هي الثانية بعد اغتيال سيد المقاومة شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله الذي أرسلت أميركا القنابل GBU-57 الى إسرائيل لاغتياله، فقامت الطائرات الإسرائيلية من طراز «فانتوم» بقصف الضاحية وتحديداً مقر الأمين العام الشهيد حسن نصرالله شهيد فلسطين ومعه كامل هيئة المجلس من الصف الأول من الحزب. وسبق ذلك عملية «البيجر» التاريخية التي تعتبر أكبر عملية تعرّض لها الحزب في التاريخ بإصابة 6000 عنصر مميّز من فرقة «الرضوان» التي كانت تتباهى بهم أصبح بين أعمى أو شهيد أو بترت قدماه أو بترت يداه أو فقد نظره. كل هذه الخسائر وهناك من يدّعي بأننا انتصرنا، فعلى «مين» وكيف؟ طبعاً لا أعلم. العملية الثانية التي قام بها الطيران الأميركي كانت تاريخية.. إذ استطاعت أن تحطم ثلاثة مفاعلات نووية هي: فوردو ونطنز وأصفهان، المعلومات تقول إن كلفتها خلال أكثر من عشرين سنة بلغت حدود الـ500 مليار دولار. كل هذه الخسائر التي تحدثت عنها.. نجد من يقول إنّ العدو فشل في احتلال إيران.. أقول لهؤلاء والعدو الإسرائيلي فشل في احتلال لبنان.. ولكن ربح «الدنيا» والرأي العام، إذ حطّم أسطورة المقاومة التي حققت انتصار عام 2000، ولكن للأسف لم تعرف أن تحافظ على هذا الانتصار، ولا عرفت كيف تستثمره، بل هي أغرقت البلاد والعباد باغتيالات وتدمير. إذ إن هناك 39 قرية تم إزالتها تماماً، بالإضافة الى هدم أحياء بكاملها في مدينة صور ومدينة النبطية ومدينة بعلبك والهرمل، والأهم ما جرى في ضاحية بيروت الجنوبية في المكان الذي قتل فيه شهيد فلسطين. والذي لفتني أن الإعلام المقاوم أو الإعلام التابع للملالي يعتبر نفسه أنه حقق نصراً إلهياً لمنع إسرائيل أو أميركا من احتلال إيران. يا جماعة الخير، من قال لكم إنّ أميركا تريد أن تحتل إيران؟ فأميركا تريد «تهذيب» نظام الملالي لأنه لا يسمع الكلمة وقد حذرته مرات عدة كي يترك المشروع النووي لأنها لن تسمح له، وقد أكدت له ذلك من خلال طائرات الـ B2 والقاذفات GBU-57 ، وبالرغم من الخسائر التي لا تحصى ولا تعد، لا يزال البعض يكابر ويقول إنه ربح… أقدّر موقف هؤلاء لأنهم لا يستطيعون القول لشعبهم بأنهم دمّروا الاقتصاد الإيراني ودمّروا مدناً بكاملها ودمّروا ثلاثة مفاعلات نووي كلفتها مئات المليارات… وكل ذلك مقابل ماذا؟ هذا السؤال ليس عندي إلا جواب واحد… هو أن هذا النظام لا يحب شعبه ولا يحب إلاّ «الكراسي» والحكم، وأتوقع أن يحاسبه شعبه قريباً جداً. وقبل أن نختم مقالنا، لا بدّ من الإشارة الى ان هناك ومضة نور في هذا الظلام الدامس تضيف الى قلوبنا فرحة عندما رأينا الصواريخ الإيرانية على مدن فلسطين المحتلة كحيفا وتل أبيب وبعض الأماكن الحيوية والحسّاسة، بالرغم من أن العدد كان ضئيلاً جداً والتدمير لا يقارن بالتدمير الذي حصل سواء في لبنان أو في إيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store