logo
هل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا؟

هل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا؟

الغدمنذ 5 أيام
لطالما تردّد الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يكتبون باليد اليسرى يتمتعون بقدرات إبداعية أعلى من غيرهم، واستُشهد بأسماء بارزة مثل مايكل أنجلو، وألبرت أينشتاين، وبول مكارتني، وليدي غاغا، لتأكيد هذا التصوّر
اضافة اعلان
لكن هل هناك حقائق علمية تدعم هذا الربط بين الأعسر والإبداع؟
فريق من الباحثين في جامعة كورنيل قرر التحقق من هذه المسألة علميًا. فقاموا بتحليل بيانات مأخوذة من 17 دراسة أُجريت خلال المئة عام الماضية.
ونُشرت نتائج التحليل تحت عنوان "اليد المسيطرة والإبداع: حقائق وأوهام" في مجلة Psychonomic Bulletin and Review، وتوصلوا إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى لم يسجلوا أداءً أفضل في اختبارات معملية مصممة لقياس الإبداع. بل أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى حصلوا على نتائج أعلى بقليل، بحسب موقع سيكولوجي توداي.
العُسّر وتمثيلهم في الوظائف الإبداعية
في تحليل آخر شمل بيانات من حوالي 12,000 شخص في الولايات المتحدة، نظر الباحثون إلى علاقة نوع المهنة باليد المسيطرة.
وشملت العينة موظفين في 770 وظيفة، من بينها وظائف تقليدية تُصنف على أنها إبداعية مثل الفن والموسيقى، وأخرى تتطلب أيضًا التفكير الإبداعي مثل الفيزياء والرياضيات.
وتبيّن من النتائج أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى كانوا ممثَّلين بنسبة أقل في الوظائف التي تتطلب مستويات عالية من الإبداع، وهو ما يناقض الفكرة السائدة بأن الأعسر يتمتع بقدرات إبداعية خارقة.
ماذا يقول الباحثون؟
قاد الدراسة طالب الدكتوراه أوين مورغان، وشارك فيها كل من البروفيسور دانيال كاساسانتو من كلية البيئة البشرية في جامعة كورنيل، والدكتورة سيي تشاو من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، والتي حصلت على درجة الماجستير من كورنيل.
وقال كاساسانتو: "البيانات لا تدعم وجود أي ميزة في التفكير الإبداعي لدى الأعسرين."
وأشار إلى أنه من المنطقي أن نتوقع عكس ذلك، نظرًا لما هو معروف عن الدماغ والإبداع. فالتفكير الإبداعي – أو ما يعرف بـ"التفكير المتشعب" – يتم دعمه بشكل أكبر من قبل النصف الأيمن من الدماغ، وهو النصف الذي يتحكم باليد اليسرى. لذا فإن استخدام اليد اليسرى في مهام يومية مثل الكتابة قد يزيد من تنشيط هذا الجزء من الدماغ.
ومع ذلك، ورغم العلاقة بين نصف الدماغ المسيطر واليد المستخدمة، لم تُثبت البيانات أي تفوق إبداعي فعلي لدى الأعسرين.
فهم أصل الخرافة
يُرجّح أن هذه الأسطورة الشعبية استمرت بسبب وجود نسبة أعلى من الأعسرين في مجالي الفن والموسيقى. وهو ما جعل الناس يربطون بين استخدام اليد اليسرى والموهبة الإبداعية بشكل عام، متناسين أن هذا التمثيل لا يشمل بقية الوظائف الإبداعية.
قال كاساسانتو: "الناس ركزوا على مجالين فقط - الفن والموسيقى - حيث يتواجد الأعسرون بنسبة أعلى، لكن عند النظر إلى طيف واسع من المهن، يتلاشى هذا التفوق الظاهري."
رغم أن الصورة النمطية عن الأعسر المبدع رائجة ومغرية، فإن الأدلة العلمية لا تدعمها.
ولا توجد دلائل حاسمة تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا من غيرهم. في النهاية، يبدو أن هذه الفكرة مجرد خرافة مدنية مدعومة بقليل من الحقيقة وليس بوقائع علمية ثابتة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعادل رحلة من باريس إلى ميلانو.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم
تعادل رحلة من باريس إلى ميلانو.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم

رؤيا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • رؤيا نيوز

تعادل رحلة من باريس إلى ميلانو.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم

في ظاهرة نادرة سجل العلماء أطول صاعقة برق تم توثيقها على الإطلاق، بعدما امتدت لمسافة تجاوزت 830 كيلومترا، من شرق ولاية تكساس وصولا إلى مشارف مدينة كانساس. والصاعقة، المعروفة بـ'الميغافلاش' (Megaflash)، وقعت في أكتوبر عام 2017، لكنها لم تعتمد رسميا كرقم قياسي عالمي إلا بعد تحليل دقيق للبيانات الفضائية. ويعد هذا الرقم أطول من الرقم القياسي السابق المسجل في أبريل 2020، للصاعقة التي بلغ مداها 767 كم. وحسب صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية فإن المسافة الجديدة تعادل تقريبا المسافة بين باريس والبندقية. إنجاز علمي وراء التوثيق واعتمدت الدراسة على بيانات من أقمار صناعية تابعة لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية، والتي وفرت مراقبة شاملة للبرق على مستوى القارات منذ عام 2017. وقال الدكتور مايكل بيترسون من معهد جورجيا للتكنولوجيا، والباحث الرئيسي في الدراسة، إن هذه التقنية 'وسعت من حدود ما يمكننا ملاحظته عن البرق، خاصة في الحالات النادرة والمتطرفة'. وأضاف: 'نحن الآن في مرحلة يمكننا فيها رصد حتى أندر أنواع البرق على الكوكب، وتحليل تأثيراتها الواسعة على البيئة والبشر'. خطر البرق ورغم أن معظم ضربات البرق تمتد لأقل من 16 كم، فإن 'الوميض العملاق' يتجاوز 100 كم، ويعد نادر الحدوث. وترتبط هذه الومضات عادة بعواصف شديدة طويلة الأمد يمكن أن تستمر لأكثر من 14 ساعة. وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد، سيليستي ساولو: 'البرق ظاهرة مثيرة للإعجاب، لكنه أيضا خطر قاتل يودي بحياة الآلاف سنويا. هذا النوع من البيانات مهم لتحسين أنظمة الإنذار المبكر وتوعية الناس بالخطر'. وعلى مر السنين، سجلت حوادث برق مروعة. ففي زيمبابوي عام 1975، قتلت صاعقة واحدة 21 شخصا. ويؤكد الخبراء أن الأماكن الآمنة الوحيدة أثناء العواصف الرعدية هي المباني المزودة بتوصيلات كهربائية وسباكة، أو السيارات المعدنية المغلقة. أما الهياكل الخفيفة، مثل الأكواخ أو مواقف الحافلات أو المركبات المكشوفة، فلا توفر الحماية الكافية.

الابتكار والإبداع أداة علمية للتعامل مع التحديات البيئية المعقدة في الأردن
الابتكار والإبداع أداة علمية للتعامل مع التحديات البيئية المعقدة في الأردن

الغد

timeمنذ يوم واحد

  • الغد

الابتكار والإبداع أداة علمية للتعامل مع التحديات البيئية المعقدة في الأردن

فرح عطيات اضافة اعلان المعرفة والابتكار والإبداع أدوات لا يمكن إغفالها بالتعامل مع التحديات البيئية المعقدة في الأردن، فهي ليس "ترفا فكريا"، وإنما تولد حلولا ناجعة في ظل محدودية الموارد وتعاظم الأزمة المُناخية.ورغم أن الأبتكار البيئي في الأردن ما يزال يشق طريقه، لكنه يشهد وعيا متزايدا يترجم عبر تجارب ناجحة محليا، ترهن استمراريتها بإعداد جيل يمتلك المعرفة والقدرة على الإبداع.لكن ذلك لا يتحقق إلا بوجود تعليم مرن يربط بين العلوم النظرية والتطبيقات الواقعية، ودعم مشاريع التخرج ذات الأثر البيئي والابتكاري.فالابتكار والإبداع ليسا ترفا فكريا كما أكد الأمير الحسن بن طلال، بل أداة عملية أساسية في التعامل مع التحديات البيئية المعقّدة التي يواجهها الأردن، بخاصة في ظل محدودية الموارد وازدياد الضغوط المناخية، وفق ما أكده أمين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا د.مشهور الرفاعي.لذلك، وبحد قوله، فإن الأردن يواجه تحديات حقيقية في المياه، والطاقة، والأمن الغذائي، وإدارة النفايات، والبيئة الحضرية، والتي لا يمكن مواجهتها بالأدوات التقليدية وحدها.وبرأيه فإن الابتكار البيئي يمكن الأردن من تطوير حلول محلية فعالة، مستندة للمعرفة والسياق الأردني، بدلا من استيراد نماذج خارجية.وضرب أمثلة على ذلك في قطاع المياه، إذ يمكن أن تقدم الابتكارات في معالجة المياه الرمادية والتحلية منخفضة الطاقة حلولًا عملية للمجتمعات، إلى جانب تطوير تطبيقات ذكية لإدارة استهلاك المياه والكهرباء في المنازل والمزارع، ما يعزز الكفاءة ويقلل الهدر.أما في قطاع الطاقة، وتحديدا بمجالات تخزين الطاقة الشمسية والتشغيل الذكي للشبكات، يُمكن للابتكار أن يرفع من كفاءة استخدام الطاقة في المباني والمصانع.ويتحقق ذلك، بحسبه، بشكل أكبر عندما تتكامل هذه الحلول مع أنظمة إدارة الطلب ومراقبة الاستهلاك الفوري، ما يسمح بتوزيع الطاقة بذكاء، وتقليل الفاقد، وتحقيق وفر اقتصادي وبيئي في آن واحد.وفي قطاع الزراعة تتيح تطبيقات الزراعة الدقيقة والرأسية إنتاجا أكبر بأثر بيئي أقل، إلى جانب أنظمة ذكية لحصاد مياه الأمطار في المناطق الجافة، واستخدام التكنولوجيا الحيوية لتطوير محاصيل مقاومة للجفاف وملائمة للبيئات الهشة، تبعا له.ولا يقتصر الأمر على ذلك، وفق الرفاعي، ففي البيئات السكنية المعرضة لدرجات حرارة مرتفعة، يمكن للابتكار أن يساهم بتصميم مساكن منخفضة الكلفة وموفرة للطاقة، بما يخفف الضغط على شبكات الكهرباء ويعزز قدرة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي.في حين أن هنالك في قطاع إدارة النفايات فرصا لتحويل النفايات العضوية إلى طاقة وسماد من خلال تقنيات محلية، وفق تأكيداته.وبحسب مؤشر الابتكار العالمي، يحتل الأردن مرتبة متوسطة عالميا، ويتمتع بقوة نسبية في جودة التعليم العالي، ونسبة خريجي العلوم والهندسة، وريادة الأعمال، بحسب الرفاعي.لكن التحديات قائمة في مؤشرات أوضحها بـحجم الإنفاق على البحث والتطوير، وعدد براءات الاختراع المسجلة محليًا، وحجم الاستثمار في التكنولوجيا من القطاع الخاص.وسيتيح نقل صندوق دعم البحث العلمي والابتكار إلى المجلس الأعلى، بحد قوله، الفرصة لتوجيه التمويل نحو الأولويات الوطنية، ورفع كفاءة استخدام الموارد المتاحة، والتركيز على الابحاث التطبيقية، وتمويل باحثين من خارج الجامعات.كما يعمل المركز الوطني للإبداع على بناء قاعدة بيانات وطنية لمؤشرات الابتكار، تتكامل مع جهود رسم السياسات وتحسين بيئة الابتكار في البلاد.وتوقع أن تسهم هذه القاعدة بتعزيز الشفافية وتوجيه السياسات التمويلية نحو المجالات ذات الجدوى العلمية والاقتصادية الأكبر.ويعمل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا عبر المركز الوطني للإبداع على تعزيز هذا التوجه، عبر تشبيك الجهات الفاعلة وتحفيز الريادة التقنية، بحسبه.وتابع قائلا: "يقدم صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة دعما مباشرا للمشاريع الصناعية التي توظف الابتكار في تقليل الأثر البيئي وتحسين الكفاءة".وتابع: بدأ التوجه نحو الابتكار البيئي يشق طريقه في الأردن، لكنه ما يزال في مرحلة التأسيس، والتطبيق العملي ما يزال متباينا.وشدد على أن هناك وعيا متزايدا، وتجارب ناجحة على المستوى المحلي، لكن ثمة حاجة إلى توسعة هذا النهج ليصبح جزءًا من السياسات والخطط الوطنية.وأضاف: "نحن نؤمن أن أحد أهم التطورات في هذا السياق هو نقل صندوق دعم البحث العلمي والابتكار إلى المجلس الأعلى، مما سيتيح إعادة توجيه الدعم نحو البحث التطبيقي، وفتح المجال أمام الباحثين من خارج الجامعات، كالمؤسسات العامة والمراكز البحثية والشركات".وبات الصندوق، بوجوده تحت مظلة المجلس، أداة إستراتيجية أكثر قدرة على ربط البحث العلمي بالاحتياجات البيئية الفعلية، بما يعزز أثره التطبيقي.وفي المقابل، ومن وجهة نظره "ما زلنا نواجه تحديات في التنسيق بين الجهات المختلفة، وباستدامة تمويل المشاريع البيئية، وفي دمج مخرجات البحث ضمن عمل الجهات ذات الصلة". ويسعى المركز الوطني للإبداع لسد هذه الفجوة عبر بناء منصة وطنية للباحثين الأردنيين داخل وخارج الأردن تهدف لتحسين التواصل بين أصحاب الأفكار، وصنّاع القرار، والقطاع الخاص، كما أفاد الرفاعي.ولتعزيز الابتكار البيئي دعا الرفاعي لـتجاوز الجهود الفردية والمبادرات المعزولة نحو بناء منظومة وطنية متكاملة، ويستدعي ذلك تناغمًا فعّالًا بين السياسات، والتمويل، والقدرات البشرية، والسوق.وفي هذا السياق، هناك خطوات ملموسة يمكن البناء عليها، يقودها المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، كتوجيه صندوق دعم البحث العلمي والابتكار نحو دعم المشاريع البيئية التطبيقية، خاصة تلك التي يقودها باحثون مستقلون أو فرق متعددة التخصصات، وفقه.ومن بين الخطوات كذلك التي أشار إليها "تفعيل أدوات مثل صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة لتحفيز القطاع الصناعي على تطوير حلول بيئية في الإنتاج والتصميم.ويلعب دعم الشركات الناشئة عبر الصندوق الوطني لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "نافس"، وتوجيهه إلى ريادة الأعمال البيئية، وتحفيز الجهات ذات العلاقة على تبني الابتكار المحلي في القطاع البيئي، من بين الخطوات كذلك.ويجدر الاشارة إلى أن المجلس الأعلى قد قام بتنظيم مؤتمر وطني حول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في ترابط المياه والطاقة والغذاء والبيئة، في تشرين أول "أكتوبر" 2024، لتشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في إنتاج حلول بيئية فعالة، ومبنية على البيانات والحوكمة الذكية، وهذا النوع من الفعاليات هو خطوة عملية نحو تعزيز الابتكار البيئي في الأردن، في وقت يعمل المجلس حاليًا على تطوير سياسات جديدة لتحفيز الابتكار البيئي المجتمعي على مستوى البلديات والمجتمعات المحلية، وربطها بالصناديق التمويلية القائمة، كما أعلن الرفاعي.وتطرق الرفاعي لرؤية الأمير الحسن بن طلال القاضية بأن المعرفة ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة لبقاء الدول وتحقيق كرامة الإنسان، والتي ويرى فيها كذلك أن التحديات البيئية تتجاوز الأطر التقنية، وتدخل في عمق قضايا العدالة والحوكمة والموارد المشتركة.ومنطلقات هذه الرؤية واضحة، بحد قوله، إذ لا يمكن معالجة شح المياه، أو تهديدات الغذاء، أو أزمات الطاقة، بمعزل عن الفهم العميق للبيئة، والسياسات، والعلاقات الإقليمية.ودعا الأمير مبكرا إلى نهج تكاملي في إدارة المياه والطاقة والغذاء والبيئة، وإلى إدماج المجتمع العلمي في صنع السياسات، تبعا له.وبين أن هذه الرؤية قد ترجمت عمليًا في تأسيس المجلس الأعلى كمظلة وطنية لسياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإطلاق المركز الوطني للإبداع لتسريع نقل المعرفة إلى الواقع.كما وترجمت عبر الدعوة لتأسيس "هيئة إقليمية لحماية بيئة البحر الأحمر" كمنصة للتعاون الإقليمي في قضايا البيئة البحرية للبحر الأحمر.وإعادة هيكلة صندوق دعم البحث العلمي والابتكار ليخدم أغراضًا وطنية مباشرة، لا تقتصر على البحوث النظرية بل تشمل دعم مشاريع تستجيب لتحديات واقعية.ومن ذلك المنطق أكد الرفاعي على أن رؤية الأمير الحسن تحفّزنا على الاستثمار في الإنسان قبل البنية، وفي التفكير الجماعي قبل القرار المنفرد، وفي الحلول الإقليمية بدل السياسات الانعزالية.وحول أهمية ربط مفاهيم الاقتصاد الأخضر والدائري بالابتكار أكد الرفاعي على أن الاقتصاد الأخضر والدائري لا يمثلان مجرد توجه بيئي، بل إطار عمل يفتح المجال أمام الابتكار التقني والاجتماعي والصناعي.وأشار إلى أن الاقتصاد الأخضر والدائري يشجعان على تصميم منتجات قابلة لإعادة الاستخدام، وتحويل النفايات إلى موارد، وتطوير نماذج أعمال مرنة ومستدامة.ولفت إلى أن هذه المجالات توفر فرصًا واعدة للشركات الناشئة، والباحثين الأردنيين لتقديم حلول تلائم السياق المحلي، وتُصدَّر إقليميًا.ولكن الرفاعي شدد على أن إعداد جيل من الشباب يمتلك المعرفة والقدرة على الإبداع لا يتحقق عبر المناهج فقط، بل عبر بيئة ومنظومة متكاملة تحتضن التجريب، وتكافئ التفكير النقدي، وتفتح المجال أمام المبادرة.لذلك دعا لوجود تعليم مرن يربط بين العلوم النظرية والتطبيقات الواقعية، ودعم مشاريع التخرج ذات الأثر البيئي والابتكاري، والعمل على ربط المشاريع بالصناعة.كما حث على ربط الجامعات بالمؤسسات الحكومية ذات الصلة كالبلديات، والمجتمع المدني، والشركات، وإنشاء برامج توجيه بين أصحاب الاختصاص والخبرة والخريجين الجدد.ويساهم المجلس الأعلى بدور فاعل في هذا الاتجاه عبر تقديم تمويل مباشر لمشاريع يقودها باحثون شباب عبر صناديقه المختلفة، واحتضان المبادرات الريادية في المركز الوطني للإبداع، كما ذكر.وأضاف أن الوصول للتكنولوجيا المتقدمة يتطلب أمرين أساسيين أولًا: بناء القدرات البشرية في مجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وثانيًا: توفير بيئة مؤسسية تحتضن التجريب وتحوّل المعرفة إلى أدوات عملية.وبين أن تأثير ذلك على القطاع البيئي مباشر وواسع، فعلى سبيل المثال استخدام النمذجة الرقمية لتقدير كميات المياه الجوفية، وتطوير أنظمة إنذار مبكر للتصحر أو الحرائق، ومراقبة جودة الهواء والمياه بشكل لحظي، وتحسين كفاءة الطاقة في المباني والمنشآت.وحول الفوائد التي سيجنيها الأردن من تعزيز المعرفة والإبداع والابتكار أجملها الرفاعي بـتحسين كفاءة استخدام الموارد، مما يخفف الضغط على البنية التحتية، وتقليل كلفة الاستيراد للطاقة، أو الغذاء عبر حلول محلية.ومن بين الفوائد الأخرى كذلك خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء، ورفع جودة الحياة في المدن والمناطق الريفية، وتحسين موقع الأردن في مؤشرات التنافسية والاستدامة.ويؤدي القطاع الخاص دورا مهما في هذا المجال بيد أن الرفاعي شدد على أنه لا يجب أن يُنظر للقطاع الخاص كممول فقط، بل هو شريك في التصميم والتنفيذ والتقييم، فدوره في الابتكار البيئي يمكن أن يكون محوريًا.وحدد ذلك الدور بـتطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة، والاستثمار في البحث والتطوير بالشراكة مع الجامعات، وتبني أنظمة إدارة بيئية فعالة، ودعم الشركات الناشئة عبر الحاضنات والمسرّعات.ويوفر المجلس الأعلى منصات عملية لتفعيل دور القطاع الخاص، منها صندوق دعم البحث العلمي والابتكار الذي يوفر تمويلًا تنافسيًا للمشاريع البيئية ذات الأثر الوطني، ويمكّن من الشراكة بين القطاع الأكاديمي والخاص، كما أوضح.كما أن صندوق نافس الذي يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا تلك التي تقدم حلولًا بيئية أو تعتمد على الابتكار الأخضر في نموذج أعمالها، ودعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة الذي يموّل مشاريع مشتركة بين الصناعة والجامعات، من بين تلك المنصات.ويبقى التنسيق الإقليمي والدولي الحقيقي متطلباً لمواجهة التحديات البيئية التي تتجاوز الحدود، إذ أكد الرفاعي على أنه لا يمكن للأردن بمفرده معالجة أزمة المياه، أو تدهور الأراضي، أو تغيّر المناخ.وقد يشمل التعاون الإقليمي والدولي، في رأيه، مجالات مثل إنشاء منصات مفتوحة لتبادل البيانات البيئية، وإقامة مشاريع بحث محلية وإقليمية، ودولية بتمويل مشترك، وإنشاء هيئات تنسيقية بيئية.ويعد إقامة برامج تدريب مشتركة للباحثين في مجالات مثل الطاقة المتجددة، أو إدارة الموارد، بوابة كذلك للتعاون الإقليمي في هذا المجال، كما اقترح الرفاعي.ويساهم المجلس الأعلى بدور محوري في مبادرات إقليمية مثل بريما والاتحاد من أجل المتوسط، وهو يسعى إلى توسيع هذا التعاون بشكل يُمكّن الأردن من مواجهة التحديات البيئية بمسؤولية جماعية.

هل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا؟
هل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا؟

الغد

timeمنذ 5 أيام

  • الغد

هل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا؟

لطالما تردّد الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يكتبون باليد اليسرى يتمتعون بقدرات إبداعية أعلى من غيرهم، واستُشهد بأسماء بارزة مثل مايكل أنجلو، وألبرت أينشتاين، وبول مكارتني، وليدي غاغا، لتأكيد هذا التصوّر اضافة اعلان لكن هل هناك حقائق علمية تدعم هذا الربط بين الأعسر والإبداع؟ فريق من الباحثين في جامعة كورنيل قرر التحقق من هذه المسألة علميًا. فقاموا بتحليل بيانات مأخوذة من 17 دراسة أُجريت خلال المئة عام الماضية. ونُشرت نتائج التحليل تحت عنوان "اليد المسيطرة والإبداع: حقائق وأوهام" في مجلة Psychonomic Bulletin and Review، وتوصلوا إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى لم يسجلوا أداءً أفضل في اختبارات معملية مصممة لقياس الإبداع. بل أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى حصلوا على نتائج أعلى بقليل، بحسب موقع سيكولوجي توداي. العُسّر وتمثيلهم في الوظائف الإبداعية في تحليل آخر شمل بيانات من حوالي 12,000 شخص في الولايات المتحدة، نظر الباحثون إلى علاقة نوع المهنة باليد المسيطرة. وشملت العينة موظفين في 770 وظيفة، من بينها وظائف تقليدية تُصنف على أنها إبداعية مثل الفن والموسيقى، وأخرى تتطلب أيضًا التفكير الإبداعي مثل الفيزياء والرياضيات. وتبيّن من النتائج أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى كانوا ممثَّلين بنسبة أقل في الوظائف التي تتطلب مستويات عالية من الإبداع، وهو ما يناقض الفكرة السائدة بأن الأعسر يتمتع بقدرات إبداعية خارقة. ماذا يقول الباحثون؟ قاد الدراسة طالب الدكتوراه أوين مورغان، وشارك فيها كل من البروفيسور دانيال كاساسانتو من كلية البيئة البشرية في جامعة كورنيل، والدكتورة سيي تشاو من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، والتي حصلت على درجة الماجستير من كورنيل. وقال كاساسانتو: "البيانات لا تدعم وجود أي ميزة في التفكير الإبداعي لدى الأعسرين." وأشار إلى أنه من المنطقي أن نتوقع عكس ذلك، نظرًا لما هو معروف عن الدماغ والإبداع. فالتفكير الإبداعي – أو ما يعرف بـ"التفكير المتشعب" – يتم دعمه بشكل أكبر من قبل النصف الأيمن من الدماغ، وهو النصف الذي يتحكم باليد اليسرى. لذا فإن استخدام اليد اليسرى في مهام يومية مثل الكتابة قد يزيد من تنشيط هذا الجزء من الدماغ. ومع ذلك، ورغم العلاقة بين نصف الدماغ المسيطر واليد المستخدمة، لم تُثبت البيانات أي تفوق إبداعي فعلي لدى الأعسرين. فهم أصل الخرافة يُرجّح أن هذه الأسطورة الشعبية استمرت بسبب وجود نسبة أعلى من الأعسرين في مجالي الفن والموسيقى. وهو ما جعل الناس يربطون بين استخدام اليد اليسرى والموهبة الإبداعية بشكل عام، متناسين أن هذا التمثيل لا يشمل بقية الوظائف الإبداعية. قال كاساسانتو: "الناس ركزوا على مجالين فقط - الفن والموسيقى - حيث يتواجد الأعسرون بنسبة أعلى، لكن عند النظر إلى طيف واسع من المهن، يتلاشى هذا التفوق الظاهري." رغم أن الصورة النمطية عن الأعسر المبدع رائجة ومغرية، فإن الأدلة العلمية لا تدعمها. ولا توجد دلائل حاسمة تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى أكثر إبداعًا من غيرهم. في النهاية، يبدو أن هذه الفكرة مجرد خرافة مدنية مدعومة بقليل من الحقيقة وليس بوقائع علمية ثابتة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store