
سياقاتهل الراحلون أفضل حالًا؟
استغنت مايكروسوفت الأسبوع الماضي عن 6 الآف موظف بما يعادل 6 ٪ من العاملين في الشركة، بينهم مهندسو برمجيات مقابل وظائف أقل، ومهندسون يعملون بدعم من أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد البرمجيات. الاستغناء عن الموظفين ليس حكرا على مايكروسوفت، حيث استغنت شركة (أي بي أم) عن 8 آلاف موظف هذا الشهر، يقابلها وظائف مدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضا.
كل ما سبق متوقع، الاستغناء عن الموظفين في هذه المرحلة من التحول الكبير أمر مهم ويتطلب منا العمل لمعالجته، لكن الأمر المقلق حقا الذي لا يُلتفت إليه كثيرا هو العمل الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما طبيعة هذا العمل وما جودته؟
عن استبدال الموظفين، تشير كثير من التقارير التي رصدت التحولات الجديدة في بيئة العمل إلى مؤشرات تستحق المتابعة. نشرت النيويورك تايمز الأسبوع الماضي تقريرا عن استغناء شركة أمازون عن بعض موظفيها واستبدال أعمالهم بأدوات تطور ما نسبته 30 ٪ من البرمجيات الجديدة بالذكاء الاصطناعي. أدى الاستغناء عن الموظفين وإبدالهم بالتقنيات الجديدة كما أفاد التقرير إلى تدني جودة العمل للموظفين الذين استمروا في الشركة، حيث أصبحت الأعمال روتينية ولا تحمل تحديات محفزة للإبداع.
كلنا يعرف أن استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي تؤيده دعوى طالما رفعها المؤيدون للتحول أن الأعمال الروتينية سوف يتولاها الذكاء الاصطناعي مما يفرغ الموظفين لأعمال أكثر إبداعا. ما نراه اليوم أن الاستغناء عن الوظائف مصمم لتخضع الأعمال لقدرات الذكاء الاصطناعي أولا ويكون الموظف مكملا للفجوات. هكذا تظل عملية الاستغناء تدريجية حيث يتطور الذكاء الاصطناعي شيئا فشيئا ويظل الموظف مكملا للأعمال إلى أن يستبدل بالكلية. في هذه الأثناء يصبح الموظف الموعود بأعمال أكثر امتاعا قطعة غيار أو عجلة خامسة إن شئتم.
النقاش حول عملية استبدال الموظف مقابل أعمال أكثر إمتاعا لها وجه من الحقيقة، لكن أين لنا من الوصول إليها في زحمة الراكضين على مضمار رفع الإنتاجية وأرقام خفض التكاليف؟ يقال إن استبدال الموظفين ترك للذكاء الاصطناعي أعمالا روتينية حقا كما يشير كثير من المديرين في أمازون، كأعمال الصيانة الدورية مما وفر ما يعادل 30 مليون ساعة أو 4 آلاف سنة عمل.
مهما تضخمت الأرقام، فليس ذلك كفيلا بأن يصرف نظرنا عن الحقيقة التي لا مناص منها وهي أن جودة العمل في تدني مستمر. الاستغناء عن الموظفين يترك فراغا يملؤه الذكاء الاصطناعي حيث يحل ضيفا ثقيلا يضع الموظف في منافسة غير عادلة. ما لاحظه موظفو أمازون أنهم أصبحوا الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج، حيث يرفع الذكاء الاصطناعي إيقاع العمل حتى لا يستطيع الموظف مجاراته. شرح أحد المهندسين المسألة ببساطة: كانت إضافة خاصية جديدة في الموقع تأخذ أسبوعين، أما بعد الاستعانة بالأدوات الجديدة، أصبح مطلوبا منا إنجازها في أيام قليلة.
ربما يقع اللوم على من صمم الوظائف الجديدة على غير ما كان متصورا في الصورة المثالية. الواقع الذي يقتحم حفلة الأحلام الوردية كالقطار السريع هو ما نراه الآن في أول اتصال للذكاء الاصطناعي في بيئة العمل. إن كنا على قلق من الذين تركوا وظائفهم وخرجوا، فنحن أكثر قلقا على الذين جلسوا ليتكيفوا مع هذا الواقع الجديد.
ما يجب أن ندركه سريعا أن الاستغناء عن الموظفين تحول كبير ومتعدد الأوجه. سنجد أمثلة تسعفنا من تجاربنا السابقة في الثورة الصناعية حين تحول الإنتاج اليدوي إلى خطوط إنتاج طويلة يقف على جوانبها العامل مراقبا ومدققا لا منتجا مؤثرا كما سبق. لذلك فإن التحول لا يتطلب معالجة حالات الذين خرجوا من سوق العمل ليعاد تأهيلهم للعودة من جديد، إنما يشمل الموظفين الذين استمروا في العمل ويستحقون بيئة أكثر ملاءمة لقدراتهم.
كلما تقدمنا في الاستغناء عن الموظفين بالذكاء الاصطناعي ورفعنا من كفاءة الإنتاج وقدرتنا على خفض التكاليف، لا بد أن نعيد الاستثمار في هيكلة الأعمال لإيجاد بيئة عمل أكثر إنسانية للموظفين. الاستغناء عن الموظفين بالذكاء الاصطناعي في غمرة السعي الشديد لرفع هامش الربح، يجب أن يقابله إنفاق يرفع من هامش حريتهم للإنتاج النوعي والابتكار ليحقق هذا التحول وعوده في مستقبل أفضل للجميع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 44 دقائق
- الرجل
لماذا لا ينجذب خبراء الذكاء الاصطناعي الفائق إلى عروض مارك زوكربيرج السخية؟
في تحرّك يعكس حجم التحدي داخل "ميتا Meta"، دخل مارك زوكربيرج بنفسه على خط التوظيف، محاولًا استقطاب أبرز العقول في مجال الذكاء الاصطناعي الفائق، عبر تشكيل فريق من 50 باحثًا. ورغم ضخامة الاستثمارات التي رصدها – بينها صفقة بقيمة 15 مليار دولار مقابل 49% من شركة "Scale AI" – يواجه زوكربيرج عقبة غير متوقعة: المال لم يعد كافيًا. بحسب ما نقلته مجلة Fortune، أجرى زوكربيرج اتصالات مباشرة مع باحثين متخصصين، مقدّمًا عروضًا تبدأ من مليوني دولار سنويًا، وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من 10 ملايين دولار نقدًا، ورغم ذلك، رفض العديد منهم الانضمام إلى "ميتا"، مفضلين البقاء في شركات مثل "OpenAI" و"Anthropic" و"Google DeepMind". الفلسفة أهم من المال؟ لا تقتصر التحديات على الرواتب فقط، فقد أثّرت سلسلة عمليات التسريح الواسعة التي نفذتها "ميتا"، خصوصًا في يناير الماضي حين أقالت نحو 3600 موظف، على صورة الشركة كمكان آمن للعمل. وبحسب تقديرات مطلعين على الصناعة، لا يتجاوز عدد المتخصصين في الذكاء الاصطناعي الفائق حول العالم الألف شخص، وهو ما يرفع من وتيرة التنافس عليهم، ويمنحهم حرية رفض العروض الأكثر سخاء، وبحسب ديدي داس، المستثمر في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن بعض هؤلاء الباحثين يملكون بالفعل ثروات تجعل المال غير محفّز كافٍ. في وادي السيليكون، تتجاوز قرارات الانضمام للأبحاث حدود العرض المالي، لتتصل بالفلسفة التي تتبناها كل شركة، فعلى سبيل المثال، تأسست "Anthropic" عام 2021 على يد مجموعة انشقت عن "OpenAI" لأسباب تتعلق بالخلاف حول التوجه الاستراتيجي، فيما اجتذبت شركة "Thinking Machines" الحديثة أكثر من 19 موظفًا سابقًا في "OpenAI" بقيادة ميرا موراتي. ورغم استقطاب بعض الأسماء البارزة، مثل جاك راي من "Google DeepMind" ويوهان شالكويك من "Sesame AI"، إلا أن مستقبل مشروع "الذكاء الفائق" في "ميتا" لا يزال محفوفًا بعقبات تتعلق بالثقة والسمعة وغياب الحافز الإبداعي.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
806.7 مليون يورو القيمة السوقية لكأس الكونكاكاف الذهبية .. و3 منتخبات تتجاوز 100 مليونا
يفتتح المنتخب السعودي لكرة القدم مشاركته في النسخة الـ 18 من بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية، في الثالثة والربع فجر غد الإثنين عندما يلاقي نظيره هايتي للمرة الأولى في تاريخ مواجهاتهما المباشرة ضمن مباريات المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً أمريكا وترينيداد وتوباجو، التي تتجاوز مجموع جوائزها 18.9 مليون ريال، وفقاً للجنة المنظمة. ويعتبر هايتي الذي تبلغ قيمته السوقية 16.85 مليون يورو (73 مليون ريال) المنتخب رقم 123 الذي يلاقيه الأخضر طوال تاريخه، حيث خاض 717 مباراة أمام 122 منتخبا منذ مواجهة لبنان عام 1957. وتراوح أسعار تذاكر المواجهة بين 49 و168 دولارا، وتقام على أرض ملعب كوالكوم في سان دييجو، ويتسع لـ 70 ألف متفرج. ويحصل بطل البطولة على مليون دولار، 500 ألف للوصيف، 200 ألف لصاحب المركز الثالث، و150 ألفا لصاحب المركز الرابع، على أن يحصل كل منتخب مشارك على رسوم مشاركة تبلغ 200 ألف. ويتصدر المنتخب المكسيكي قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية في البطولة، وتبلغ 205.7 مليون يورو (891.5 مليون ريال)، فيما تبلغ القيمة السوقية للبطولة وفق آخر تحديثات موقع "ترانسفير ماركت" المختص بانتقالات اللاعبين وقيمهم السوقية 806.7 مليون يورو (3.4 مليار ريال). وضمت القائمة 3 منتخبات فقط تجاوزت قيمتهم السوقية مبلغ 100 مليون يورو، هم أمريكا (181.3 مليون يورو)، وكندا (129.5 مليون يورو)، بجانب المكسيك، فيما حل الأخضر السعودي السابع في القائمة بقيمة بلغت 26.3 مليون يورو (113.9 مليون ريال). الجدير ذكره أن الأخضر السعودي سبق أن خاض 12 مباراة على الأراضي الأمريكية، من بينها 4 مباريات في نهائيات كأس العالم 1994، نجح في تحقيق 5 انتصارات، تعادل، وتلقى 6 هزائم، سجل فيها 19 هدفا، وتلقت شباكة 17 هدفا.


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
شريحة إيلون ماسك الدماغية تمهد لتجربة بصرية خارقة!
كشفت شركة "نيورالينك Neuralink"، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، عن أولى نتائج اختباراتها على شريحة دماغية تُسمى Blindsight، قادرة على تحفيز مناطق البصر في الدماغ، وإنتاج صورًا لا وجود لها في الواقع، ضمن تجربة تم تنفيذها على قرد. بحسب المهندس في "نيورالينك" جوزيف أودوهيرتي، تمكن القرد خلال التجربة من توجيه نظره نحو "أجسام افتراضية"، تم زرعها ذهنيًا داخل دماغه باستخدام الشريحة، وأشار إلى أن التجربة نجحت في نحو ثلثي الحالات، وهي أول تجربة من نوعها تكشفها الشركة حول التقنية الجديدة. تُعد هذه الخطوة تقدمًا علميًا لافتًا في مساعي ماسك نحو بناء جهاز يُحاكي العين، ويستعيد القدرة على الإبصار، وعلى المدى البعيد، يطمح الملياردير إلى توسيع قدرات البشر البصرية لتشمل نطاقات خارقة، مثل الرؤية تحت الحمراء. زرعات بشرية قيد التجربة ورغم أن الجهاز لم يحصل بعد على ترخيص لاستخدامه البشري في الولايات المتحدة، فإن ماسك أكد أن الشركة تطمح إلى اختباره على البشر خلال العام الجاري. حتى الآن، زرعت "نيورالينك" أجهزتها في خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة في عام 2024، واثنان خلال عام 2025، وأفاد ماسك أن بعض المستخدمين يتفاعلون مع أجهزتهم الذكية المزروعة في الدماغ لمدة تصل إلى 60 ساعة أسبوعيًا، ضمن تجارب مرتبطة بالتواصل العصبي مع الحواسيب. إلى جانب مشروع Blindsight، تواصل "نيورالينك" تطوير أجهزة دماغية مخصصة للأشخاص المصابين بالشلل، تتيح لهم التحكم المباشر في الحواسيب، ومن المتوقع أن تفتح الطريق أمام تقنيات قد تمكنهم مستقبلاً من الحركة أو المشي مجددًا.