logo
كنوز تحت الرمال !

كنوز تحت الرمال !

عكاظ١٤-٠٤-٢٠٢٥

أعلنت هيئة التراث في التاسع من هذا الشهر عن اكتشاف أثري فريد يُظهر أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل ملايين ملايين سنة كمنطقة غزيرة الأمطار وكثيفة بالغطاء النباتي والأنهار والبحيرات وترتع في جنباتها أنواع من الحيوانات كالفيلة والزرافات والتماسيح وأفراس النهر. وفي إيضاح مهم، ذكر المدير العام لقطاع الآثار الدكتور عجب العتيبي أن الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.
وسط الامتداد الهادئ لصحراء الصمان شمال شرقي المملكة، تتوارى تحت الأرض معالم طبيعية غامضة تُعرف بـ«الدحول»؛ وهي كهوف عميقة وتجاويف صخرية تنفتح في قلب الصحراء، لتكشف عن عالم باطني شديد الغرابة والجمال، و«دحول الصمان» ليست مجرّد تشققات وتجاويف طبيعية في الأرض، بل هي تكوينات جيولوجية تشكّلت عبر آلاف السنين بفعل تفاعلات المياه الجوفية مع الصخور الجيرية، ما أفضى إلى تكوين كهوف متعرجة تمتد لعشرات الأمتار تحت سطح الأرض. ومن أشهرها دحول: أبا الجرفان، أبو عنقة، مريغان، والعيد. وهذه التجاويف لم تنفتح فجأة كما يظن البعض، بل تشكّلت تدريجيًا عبر آلاف السنين حسب الدراسات ونتيجة لعمليات طبيعية بطيئة تعرف بالتجوية الكيميائية، تحديدًا في الصخور الجيرية، ومع تسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض وامتزاجها بثاني أكسيد الكربون، تتم عملية تذويب الحجر الجيري مما يكوّن تجاويف وشقوقًا تحت الأرض تتوسع مع الزمن، وما قد يبدو «انفتاحًا مفاجئًا» للراصدين هو انهيار سقف التجاويف الذي يؤدي إلى ظهور فتحة على سطح الأرض بعد فترات من الأمطار الغزيرة أو الهزات والنشاط الزلزالي البسيط. إذن، الدحول هي نتيجة عملية بطيئة، لكن ظهورها على السطح هو نتاج طويل الأمد لعوامل طبيعية معقّدة وتفاعلات بطيئة داخل طبقات الأرض السفلى.
شارك في الدراسة الأثرية حول هذه الظاهرة الفريدة لدحول الصمان 30 باحثًا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة.
هذا الاكتشاف الأثري، وغيره من المواقع التي لم تكتشف بعد، تسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة البيئية المستدامة، وحماية كنوز طبيعية ظلت لقرون أسراراً مدفونة تحت رمال صحراء الجزيرة العربية!
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كنوز تحت الرمال !
كنوز تحت الرمال !

عكاظ

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

كنوز تحت الرمال !

أعلنت هيئة التراث في التاسع من هذا الشهر عن اكتشاف أثري فريد يُظهر أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل ملايين ملايين سنة كمنطقة غزيرة الأمطار وكثيفة بالغطاء النباتي والأنهار والبحيرات وترتع في جنباتها أنواع من الحيوانات كالفيلة والزرافات والتماسيح وأفراس النهر. وفي إيضاح مهم، ذكر المدير العام لقطاع الآثار الدكتور عجب العتيبي أن الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة. وسط الامتداد الهادئ لصحراء الصمان شمال شرقي المملكة، تتوارى تحت الأرض معالم طبيعية غامضة تُعرف بـ«الدحول»؛ وهي كهوف عميقة وتجاويف صخرية تنفتح في قلب الصحراء، لتكشف عن عالم باطني شديد الغرابة والجمال، و«دحول الصمان» ليست مجرّد تشققات وتجاويف طبيعية في الأرض، بل هي تكوينات جيولوجية تشكّلت عبر آلاف السنين بفعل تفاعلات المياه الجوفية مع الصخور الجيرية، ما أفضى إلى تكوين كهوف متعرجة تمتد لعشرات الأمتار تحت سطح الأرض. ومن أشهرها دحول: أبا الجرفان، أبو عنقة، مريغان، والعيد. وهذه التجاويف لم تنفتح فجأة كما يظن البعض، بل تشكّلت تدريجيًا عبر آلاف السنين حسب الدراسات ونتيجة لعمليات طبيعية بطيئة تعرف بالتجوية الكيميائية، تحديدًا في الصخور الجيرية، ومع تسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض وامتزاجها بثاني أكسيد الكربون، تتم عملية تذويب الحجر الجيري مما يكوّن تجاويف وشقوقًا تحت الأرض تتوسع مع الزمن، وما قد يبدو «انفتاحًا مفاجئًا» للراصدين هو انهيار سقف التجاويف الذي يؤدي إلى ظهور فتحة على سطح الأرض بعد فترات من الأمطار الغزيرة أو الهزات والنشاط الزلزالي البسيط. إذن، الدحول هي نتيجة عملية بطيئة، لكن ظهورها على السطح هو نتاج طويل الأمد لعوامل طبيعية معقّدة وتفاعلات بطيئة داخل طبقات الأرض السفلى. شارك في الدراسة الأثرية حول هذه الظاهرة الفريدة لدحول الصمان 30 باحثًا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة. هذا الاكتشاف الأثري، وغيره من المواقع التي لم تكتشف بعد، تسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة البيئية المستدامة، وحماية كنوز طبيعية ظلت لقرون أسراراً مدفونة تحت رمال صحراء الجزيرة العربية! أخبار ذات صلة

البعض يستمتع بالموسيقى أكثر من غيرهم.. والسر في الجينات
البعض يستمتع بالموسيقى أكثر من غيرهم.. والسر في الجينات

العربية

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • العربية

البعض يستمتع بالموسيقى أكثر من غيرهم.. والسر في الجينات

اكتشف علماء في معهد "ماكس بلانك" لعلم اللغة النفسي في مدينة نايميخن الهولندية ومعهد "ماكس بلانك" للجماليات التجريبية في مدينة فرانكفورت الألمانية أن استمتاع البعض بالموسيقى أكثر من غيرهم يرجع جزئيا لأسباب وراثية. ولمعرفة ذلك، استخدم الباحثون بالتعاون مع معهد "كارولينسكا" في السويد تصميما بحثيا يقارن التشابه بين التوائم المتطابقة أو غير المتطابقة، وشملت الدراسة بيانات أكثر من 9 آلاف توأم. ونشرت النتائج في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز". علم ذكاء اصطناعي تحديث منصة "شات جي بي تي" .. "ارجع للذكريات المحفوظة" وقالت ميريام موسينج، الباحثة المشاركة في الدراسة من معهد "ماكس بلانك" في فرانكفورت، إن النتائج ترسم "صورة معقدة"، وأضافت "تُظهر النتائج أن استمتاعنا بالموسيقى لا يعتمد حصرا على قدرتنا على إدراك النغمات الموسيقية أو الشعور بالبهجة بشكل عام. بل يبدو أن هناك عوامل وراثية وبيئية محددة تؤثر على حساسيتنا الموسيقية". وبالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن هناك جينات مختلفة تؤثر على الجوانب المختلفة للاستمتاع بالموسيقى، مثل تنظيم المشاعر أو الرقص على الإيقاع أو عزف الموسيقى مع آخرين.

"الحربش" لـ"سبق": الجامعات السعودية شريكنا في اكتشاف كنوز المملكة.. الأبواب مفتوحة لجميع الخبرات
"الحربش" لـ"سبق": الجامعات السعودية شريكنا في اكتشاف كنوز المملكة.. الأبواب مفتوحة لجميع الخبرات

صحيفة سبق

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • صحيفة سبق

"الحربش" لـ"سبق": الجامعات السعودية شريكنا في اكتشاف كنوز المملكة.. الأبواب مفتوحة لجميع الخبرات

أكد الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، الدكتور جاسر بن سليمان الحربش، في تصريح خاص لـ"سبق"، أن الهيئة تفتخر بالشراكات المتنامية مع الجامعات السعودية، وتعتبرها شريكًا رئيسًا في مختلف مشاريعها، مشيرًا إلى أن أبواب الهيئة مفتوحة للتعاون مع جميع الخبرات المحلية والعربية والدولية، من أفراد ومنظمات، بما يحقق مستهدفات حماية واستكشاف التراث الثقافي الغني في المملكة. وقال الحربش على هامش مؤتمر صحفي عقدته هيئة التراث أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم،: "نحن نرى أن الجامعات السعودية بالذات شريك مهم لنا، ونفتخر صراحة بكثير من الأعمال القائمة معهم في مختلف مناطق المملكة ومع كل الجامعات الحالية. هذه دعوة مفتوحة ومتجددة لكل من يرغب في العمل معنا، ونحن منفتحون على التعاون مع جميع الخبرات الدولية". وأضاف: "لدينا الآن بعثات من عشرات الجنسيات تعمل معنا ضمن مواسم التنقيب الأثري، وكلها تتم تحت إشراف وقيادة خبراء سعوديين. نحن نتيح الفرصة لكل العلماء والخبراء للمشاركة في العمل على مواقع التراث الثقافي السعودي، بهدف تعزيز حضوره عالميًا، ولكن دائمًا بإدارة سعودية". وتابع موضحًا أن مجالات عمل هيئة التراث لا تقتصر على التنقيب الأثري فقط، بل تشمل قطاعات واسعة من التراث، منها التراث العمراني، الحرف والصناعات اليدوية، التراث الثقافي غير المادي، والتراث العالمي، موضحًا أن الهيئة ترحب بمشاركة طلاب الدراسات العليا والباحثين في هذه المجالات ضمن أطر وشروط الهيئة البحثية والمهنية. وفي سياق حديثه عن مسيرة الهيئة، أشار الحربش إلى أن هيئة التراث أكملت خمس سنوات من العمل ودخلت عامها السادس، مضيفًا: "عندما أُسست هيئة التراث، كانت لدينا مستهدفات واضحة، وبدأنا في تنفيذها بدعم سخي من الحكومة – أعزها الله – ومتابعة حثيثة من سمو وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة الهيئة. وقد استقطبنا بعثات محلية ودولية للعمل في عدد من المسارات المتصلة بالتراث". وأوضح أن من أبرز هذه المسارات "المواقع الأثرية التقليدية"، مثل القلاع والمباني القديمة والقرى المطمورة، مستشهدًا بموقع الفاو الذي تم تسجيله مؤخرًا كموقع تراث عالمي ثامن في المملكة ضمن قائمة اليونسكو. كما أشار إلى ملفات أخرى مهمة تعمل عليها الهيئة، مثل ملف المنشآت الحجرية، الذي يكشف عن دلائل لحضارات سابقة، وملف الأنظمة المائية القديمة، بما فيها القنوات والآبار ودروب الحج مثل درب زبيدة. كما سلط الحربش الضوء على ملف التراث الثقافي المغمور، الذي يضم السواحل السعودية الممتدة على أكثر من 1700 كيلومتر من البحر الأحمر والخليج العربي، مؤكدًا أنها ليست فقط مواقع طبيعية وسياحية، بل كنوز أثرية واعدة بفرص اقتصادية وتنموية واكتشافات علمية كبيرة. وفي تطور علمي حديث، أعلنت هيئة التراث خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم، شملت تحليل 22 تكوينًا كهفيًا يُعرف محليًا بـ"دحول الصمّان". وكشفت الدراسة أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل أكثر من 8 ملايين سنة. وأوضحت الهيئة أن الدراسة اعتمدت على أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية، تم توثيقه عبر الترسبات الكهفية، ويُعدّ أحد أطول السجلات المناخية على مستوى العالم، حيث يغطي فترة زمنية تمتد إلى ثمانية ملايين عام. وشارك في الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة محلية ودولية، من أبرزها: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، إضافة إلى عدد من الجامعات والمراكز البحثية من ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة. وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحوث العلمية المتخصصة، وتوسيع آفاق التعاون البحثي الدولي، مع التركيز على استدامة الإرث الطبيعي والثقافي في المملكة. كما شددت على أن الكهوف في السعودية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والاكتشافات، معتبرة أن ما تحقق حتى الآن هو مجرد بداية لفهم أعمق لتاريخ المملكة الطبيعي وثرائها البيئي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store