
المرتزقة ومواقفهم المخزية والمذلة
يمني برس- بقلم- عبدالفتاح البنوس
سئل الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر عن أحقر الناس فأجاب : من ساعدوني على احتلال أوطانهم، إجابة في الصميم أصابت كبد الحقيقة ولبّها، فالخونة العملاء المرتزقة هم أحقر البشر على مر العصور، وهم محط إهانة وإذلال واحتقار كل من حولهم بما في ذلك أسيادهم الذين يقتاتون من موائدهم، ويدينون لهم بالولاء والطاعة، وفي يمننا الحبيب شاءت إرادة الله عز وجل عقب ثورة 21 سبتمبر أن تفضح أدعياء الوطنية، وأصحاب الشعارات الزائفة التي تتغنى بحب الوطن، وتتشدق بالجمهورية والثورة والمكتسبات والثوابت الوطنية، وأصحاب شعارات ( اليمن في قلوبنا ) و ( اليمن أولاً )، فظهروا على حقيقتهم، بعد أن سقطت الأقنعة التي كانوا يلبسونها ، وانكشف المستور، وتجلّت الحقائق بكل وضوح .
لقد أظهر هؤلاء قبحهم وخستهم ونذالتهم من خلال عمالتهم وخيانتهم لوطنهم وتآمرهم عليه بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء، عندما سارعوا إلى الارتماء في أحضان السعودية والإمارات، والشرعنة لعدوانهم السافر على بلادهم وأبناء شعبهم، تحت يافطة الدفاع عن الصحابة والكعبة والعروبة، وهي الأسطوانة المشروخة التي أسمعونا إياها طيلة السنوات الأولى من عمر العدوان على بلدنا من أجل صبغ العدوان بالصبغة الطائفية والمذهبية، لضمان الاستفادة من خدمات الجماعات التكفيرية التابعة للأجهزة الاستخباراتية العالمية في العدوان على بلدهم، ورغم الضخ المالي وتشغيل الماكينات الإعلامية التابعة لهم للعزف على وتر ( سب الصحابة) و ( استهداف الكعبة ) و ( التمدد الفارسي) ؛ إلا أنه سرعان ما تجلّت الحقائق، وظهر دجل وزيف وكذب هذه الادعاءات، وظهر جلياً بأن الصحابة الذين يدافعون عنهم هم ترامب وبايدن ونتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد وبقية ملوك وأمراء وقادة العمالة والخيانة والتأمرك والتصهين!! وأن العروبة التي يدعون الدفاع عنها مجرد أكذوبة بدليل تطبيعهم مع العدو الصهيوني، وتنكرهم لكل قيم العروبة وأخلاقها وثوابتها ، أما الكعبة فقد اتضح من خلال العدوان على غزة بأن كعبتهم التي يدافعون عنها هي البيت الأبيض وتل أبيب، بدليل أنهم اليوم من يشكلون الخطر الحقيقي عليها، وهم من يدنسونها تحت يافطة الترفية والانفتاح ، أما ادعاء الخطر الإيراني والتمدد الفارسي فقد تكفل وزير الدفاع السعودي بالرد عليهم من خلال تصريحاته على هامش زيارته للعاصمة الإيرانية طهران .
ومن ثم انتقلوا للدفاع عن ( الشرعية ) المزعومة والسعي من أجل استعادتها، وظلوا لسنوات عديدة يتشدقون بمسمى الشرعية، والرئيس الشرعي، والحكومة الشرعية، وشرعنوا للمجازر والمذابح التي ارتكبت بحق النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، وكل ذلك تحت ( يافطة دعم الشرعية ) رغم أنهم يدركون جيداً أن شرعيتهم المزعومة مجرد شماعة استخدمها الأمريكي والسعودي والإماراتي من أجل تبرير عدوانهم، وفي لحظة فارقة تبخرت هذه الشرعية المزعومة في الهواء وتمت إزاحتها من المشهد السياسي من قبل السفير السعودي، وإيداعها قيد الإقامة الجبرية الفندقية بالرياض ، واستبدالها بثمانية رؤساء دفعة واحدة، تم اختيارهم بالتوافق السعودي الإماراتي، ولم يجرؤ أي مرتزق عميل أن ينبس ببنت شفاه إزاء ذلك لأنهم يدركون بأن لا شرعية لهم على الإطلاق، وأن الدنبوع هادي كان أشبه بالكومبارس، حاله حال السبعة الخونة المرتزقة وثامنهم العليمي أعضاء ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي .
واليوم وفي ظل معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها بلادنا نصرة ودعماً وإسناداً لإخواننا في غزة فلسطين وجنوب لبنان، والتي على إثرها أقدم العدو الأمريكي على شن عدوانه الإجرامي على بلدنا، انبرى المرتزقة بكل وقاحة وقلة حياء للدفاع عن أمريكا وإسرائيل، وتسابقوا على عرض خدماتهم للقتال بالنيابة عن الإسرائيلي والأمريكي، أو إلى صفهما، ضد بلدهم وأبناء شعبهم لأنهم وقفوا مع غزة ولبنان، وشكلوا رأس حربة لمحور المقاومة، قبل أن يتفردوا بالواجب الجهادي نصرة لغزة وفلسطين ولبنان .
يجاهرون بالتحالف مع قتلة أطفال ونساء غزة، لقتال إخوانهم الذين سارعوا إلى الرد على حرب الإبادة التي يمارسها القاتل الصهيوني اللعين، ويجرّمون على إخوانهم قيامهم بهذا الواجب الديني الجهادي المقدس، الذي يرون بأنه يتهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ، يحشدون الحشود، ويتباهون بالعدوان الأمريكي على بلدهم، ويذهبون للشرعنة لجرائمه ومذابحه البشعة بكل سفالة وانحطاط، ويشتغلون للترويج للروايات الأمريكية بشأن المناطق المستهدفة، والتي يدّعون أنها مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة وغيرها من الأكاذيب التي يدرك الأمريكي قبلهم أنها عارية عن الصحة، بل ويقدمون الإحداثيات والبلاغات الكيدية بكل جرأة ووقاحة .
وعندما قصف العدو الأمريكي ميناء رأس عيسى سارعوا لتبرير ذلك كالعادة وبطريقة قذرة، كما برروا لجريمة الفازة، ومدينة أمين مقبل السكنية بالحديدة، ومنزل الشيخ صالح السهيلي، واستهداف المنازل والأعيان المدنية في صعدة وصنعاء وأمانة العاصمة والبيضاء وحجة ومارب والجوف وعمران وذمار وإب، ولم تسلم منهم حتى المقابر، التي سارعوا لنفي استهدافها، رغم علمهم اليقين باستهدافها، ولكنهم لا يدخرون أي وسيلة للدفاع عن أسيادهم (الصهاينة والأمريكان) ليحوزوا على رضاهم .
فهل رأيتم اقذر وأوسخ وأحقر وأتفه وأوضع وأخزى وأذل وأقذع من هؤلاء الخونة المرتزقة على مر العصور ؟!!!!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 18 دقائق
- الدستور
حسام شاهين: 30 يونيو يوم إستعادة الهوية الوطنية
وجّه حسام شاهين، مساعد الأمين العام لحزب الجبهة بشمال سيناء، والنائب السابق تحية تقدير واعتزاز بمناسبة الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، للرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة الباسلة، وكل أبناء الشعب المصري الذين سطروا ملحمة وطنية خالدة في هذا اليوم المجيد. وأكد 'شاهين' أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد احتجاج شعبي، بل كانت لحظة فاصلة في تاريخ الوطن، أعادت فيه الجماهير الإرادة الشعبية إلى مسارها الصحيح، واستعادت الدولة المصرية هويتها الوطنية وثوابتها الراسخة. وقال: "في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، نؤكد وقوفنا الكامل خلف القيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وندعم بكل قوة جيشنا العظيم ومؤسسات الدولة الوطنية التي تقف دومًا في خندق الوطن والشعب." وشدد مساعد الأمين العام لحزب الجبهة على أن المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر، بكل ما تحمله من تحديات إقليمية واقتصادية، تتطلب من الجميع الاصطفاف الوطني والوعي بوحدة الصف، والتمسك بأهداف الدولة المصرية في التنمية والاستقرار والحفاظ على الأمن القومي. وأضاف شاهين أن شمال سيناء كانت ولا تزال خط الدفاع الأول عن الوطن، وأن أبناءها يقدمون أروع الأمثلة في الوطنية والتضحية، وسيظلون دائمًا جزءًا أصيلًا من معادلة بناء مصر الجديدة. واختتم شاهين بالدعاء لمصر أن يحفظها الله من كل سوء، وأن يوفق قيادتها السياسية لما فيه الخير لشعبها العظيم ومستقبلها الواعد.

يمرس
منذ 41 دقائق
- يمرس
اليمن وثمن اللاحرب واللاسلم .. خذو العبرة من حرب ال12 يوم..!!
عادل السياغي مقدِّمة الانهيار إذا كان الخراب وجهاً، فإن اليمن اليوم هو الملامح الأكثر وضوحاً فيه: بلدٌ قُدِّم على موائد الطموح الشخصي والتجاذب الإقليمي حتى صار 19.5 مليون إنسان فيه من أصل 30 مليون يعتمدون على المساعدات، وأكثر من سبعة عشر مليوناً يواجهون انعداماً حادّاً في الأمن الغذائي، بينما يتقلّص دخل الدولة ويُشفَط احتياطيّها النقدي كأنّه حفرة لا قعر لها. الحوثيّون «أنصار الله» حوّل الحوثيّون مناطق سيطرتهم إلى شركة جباية مسلّحة: ضرائب استثنائيّة على التجّار وزكاة بالإكراه في ظل ركود اقتصادي ، تمرير حمولات الوقود في السوق السوداء، وتسييس الإغاثة لتكريس الولاء. ففي كانون الثاني/يناير 2025 اعتقلوا سبعة موظّفين أمميّين إضافيين، ما دفع الأمم المتّحدة لتعليق تحرّكاتها في صنعاء. بهذا السلوك يطعن الحوثيّون شريان الحياة الوحيد الباقي لملايين النازحين ويجعلون الجوع سلاحاً تفاوضيّاً. الحكومة المعترف بها دوليّاً ما يوصف ب(مجلس القيادة الرئاسي) في عدن ، يقبع قادة السلطة الشرعيّة على فَوْهَة خزينة مثقوبة: توقَّف صرف الرواتب لقطاعات واسعة، وتحوّل ملفّ النفط إلى مزاد نفوذ بين الوزارات المتناحرة. الفساد صار علنيّاً؛ قوائم سفر وفنادق خمس نجوم ونثريات بالدولار، بينما الجندي على الجبهة بلا مؤن ولا ذخيرة، والمواطن في تعز يحشو الخبز اليابس بماء شحيح كي ينام أبناؤه. بهذا العجز الصارخ، تثبّت الحكومة صورة «الشرعيّة الورقيّة» التي فقدت القدرة الأخلاقيّة على مطالبة العالم بالمساندة. المجلس الانتقالي الجنوبي أما الانتقالي فحوّل «القضية الجنوبية» إلى دفتر شروط يفتحه ويغلقه متى ما استدعت الحروب الصغيرة رفع أسهمه السياسية. اقتتال فصائل الأمن في عدن على العائدات الجمركيّة والموانئ يعيد إنتاج مشهد الحرب الأهلية المصغّرة ويقضي على أي إمكانية لإعادة بناء مؤسّسات الدولة في الجنوب. كلما طفا نزاعٌ داخلي ضُربت بنيةٌ تحتيّة أو أُغلِق طريق، فينكفئ المستثمرون ويُسرَّح العمال. التحالف السعودي – الإماراتي سنوات من الضربات الجوّيّة والحصار البحري جعلت الاقتصاد اليمني يترنّح؛ منع دخول الوقود والأدوية الإ لمن ارادو من الشركاء المتنفذين شلّ المستشفيات وجعل كل شيئ يصل اليمن اما صناعة رديئة او منتهي الصلاحية ، ونقل البنك المركزي إلى عدن أطلق سباقاً جنونيّاً في سعر الريال. الأخطر أنّ التحالف، وهو يدّعي حماية الشرعيّة، قسّم ساحلَي اليمن إلى مناطق نفوذ تنافسية: موانئ في المخا والمكلا سُلّمت إلى شركات إماراتيّة بنظام امتيازات طويل الأمد، بينما عدن تغرق في الظلام لأيام . إيران وتحالفاتها طهران تتعامل مع اليمن كحقل تجارب للصواريخ والطائرات المسيَّرة؛ تسلِّح الحوثيين لابتزاز السعودية والولايات المتحدة لكنها، حين دقّ ناقوس مواجهة مباشرة مع إسرائيل في يونيو 2025، لم تجد بدّاً من تقليص خطوط الإمداد عبر بحر العرب لتأمين جبهتها الداخليّة. هكذا يتبدّى اليمن مجرّد ورقة مساومة إقليمية لا أكثر. ثمن «اللا حرب واللا سلم» منذ هدنة 2022 الميتة سريريّاً، تحوَّلت البلاد إلى أرخبيل من خطوط تماسّ ثابتة: لا معارك تُحسم ولا تسوية تُوقَّع. في هذا الفراغ تكاثر «أمراء الحرب» وتجّار الوقود والسلاح؛ نهبت الجماعات المحلية إيرادات الموانئ والضرائب والزكاة ، وتضاعف تهريب الحشيش والحبوب المخدِّرة. المدارس تحوّلت إلى ثكنات أو مخازن إغاثة، والمستشفيات تفتقر حتى للمحلول الوريدي. المجتمع المنهَك النتيجة أنّ اليمني بات يُقايِض لقمته بكرامته. تضاعفت نسبة الزواج المبكّر، وارتفعت معدّلات الانتحار، وانتشر تجنيد الأطفال بوصفه «فرصة عمل» لمن فقد أبسط مقوّمات العيش. هذا الانهيار البنيوي أخطر من القصف؛ فهو ينسف العقد الاجتماعي ويزرع جوعاً متوارثاً لن يندمل حتى لو توقفت الحرب غداً. درس حرب ال12 يوماً بين إيران وإسرائيل في أقلّ من أسبوعين، تلاقى خصمان إقليميّان مسلّحان نوويّاً على قمّة تصعيد حادّ، ثم انفرط عقد المعركة تحت ضغط الخسائر الثقيلة والعزلة الدوليّة، ليتوصّلا إلى وقف إطلاق نار في 24 يونيو 2025. رغم سقوط مئات القتلى في إيران ، من بينهم أكثر من عشرين قائداً عسكريّاً رفيعاً، ورغم الهجمات الصاروخيّة الإيرانية التي طالت مستشفى سوروكا في بئر السبع، فقد أُغلِق الملف عسكريّاً سريعاً لأن طرفيه يعرفان أن استنزافاً طويل الأمد سيقضم قدرتهما الاستراتيجية. المفارقة أنّ حرباً بهذه الضراوة انتهت في اثني عشر يوماً، بينما اليمنيون محاصرون في جحيمٍ بلا توقيت نهاية. الدرس الصارخ هنا: طول أمد النزاع ليس دليلاً على توازن ردع، بل على غياب إرادة الحسم واستسهال الاتجار بمعاناة المدنيّين. خاتمة ومحاكمةٌ أخلاقية لا يحتاج اليمن إلى مبعوث أممي جديد ولا إلى هدنة بالقطّارة؛ يحتاج إلى محكمة تاريخيّة تُدين كلَّ من حوّل اليمنيّين إلى رهائن جوع. الحوثي، والحكومة، والانتقالي، والتحالف، وإيران—all of the above—يجب أن يُسلَّموا إلى مواجهة شعبية تُرفَع معها الحصانة السياسية والعسكرية. أمّا المجتمع الدولي الذي اكتفى ببيانات القلق، فعليه واجب أخلاقي بإنشاء ممرّ إنساني محميّ بالقانون الدولي، لا بالصفقات المشبوهة. إن لم يحدث ذلك، فلن تُذكَر اليمن بوصفها «الدولة الفاشلة» وحسب، بل بوصفها جريمة متعدّدة الجنسيات ارتُكبت على الهواء مباشرة، بينما العالم يصفّق لمسرحية أخرى تدوم اثني عشر يوماً ثم يُسدل الستار. الخلاصة عندما تُختَزَل دماء شعبٍ في صفقات نفطٍ و«ترندات» تفاوضيّة، يصبح الجوع أبلغ من كلّ بيان. واليمن ، بفضل « شركاء الدمار » كلّهم، صار الدليل الحي على أن الحرب ليست دائماً نقيض السلم؛ أحياناً يكون غياب الحرب المنظَّمة أسوأ بكثير من اندلاعها.


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
خطة زيادة الإنفاق الدفاعي «غير عادلة».. إسبانيا تتحدى ترامب في قمة «ناتو» (تقرير)
وصف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، اليوم الخميس، تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمضاعفة الرسوم الجمركية على مدريد لرفضها خطة «ترامب» لزيادة الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه «غير عادل على نحو مضاعف». وقال «سانشيز»، خلال مشاركته في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «إسبانيا بلدٌ منفتح، وصديقٌ لأصدقائه، ونعتبر الولايات المتحدة صديقًا». وأضاف: «هذان مجالان مختلفان للنقاش: الأول هو تحالف الأطلسي، والثاني هو السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي»، وفقا لصحيفة «فاينانشال تايمز». وهاجم «ترامب» إسبانيا لرفضها الموافقة على عتبات الإنفاق الدفاعي الجديدة التي اعتمدها «ناتو»، وأشار إلى إمكانية معاقبتها برسوم جمركية مضاعفة من الولايات المتحدة. وردا على سؤال حول تردد إسبانيا في دفع 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، قال ترامب في قمة «ناتو» في لاهاي، مساء أمس الأربعاء: «أنتم الدولة الوحيدة التي لا تدفع.. لا أعرف ما هي المشكلة». وأضاف ترامب: «سنصلح الأمر.. كما تعلمون نحن نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاقية تجارية.. سنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ.. وأنا جاد في هذا الأمر». وفي قمة وصفت بالتاريخية، أقر حلف شمال الأطلسي زيادة كبيرة في ميزانيته الدفاعية، استجابة لضغط مباشر من الرئيس الأمريكي، الذي عاد إلى البيت الأبيض بنهج أكثر تشددا تجاه الحلفاء والتزاماتهم في الحلف، بينما رفضت إسبانيا الانصياع قبل أن تتراجع لاحقا، بعد مفاوضات خلف الكواليس. اتفق أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» في القمة على رفع مستويات إنفاقهم إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعا من مستواهم الحالي البالغ 2%. ولكن على الرغم من تقسيم الهدف إلى 3.5% للدفاع الأساسي و1.5% للإنفاق الإضافي المتعلق بالدفاع، رفضت إسبانيا الانضمام إلى الحد الأدنى الجديد، وهي خطوة هددت بعرقلة القمة. واعتبر رئيس الوزراء الإسباني أن هدف الـ 5 % «غير منطقي وذو نتائج عكسية»، مؤكدا على حرص بلاده إلى الاستثمار في الاقتصاد بدلا عن ذلك. لكن مدريد تراجعت عن رفضها بعد مشاورات مكثفة، وحصلت على تمديد لتحقيق نسبة الـ 5% دون الحصول على إعفاء صريح، ما اعتبره مراقبون «رضوخا مشروطا» و«خطوة اضطرارية» لتجنب المواجهة مع إدارة ترامب، ما أتاح تمرير اتفاق جماعي داخل الحلف. رغم ذلك، اهتمت الصحف الإسبانية بشكل لافت بموقف مدريد ورفضها الرضوخ لمطلب ترامب زيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن اللغة المعدلة في البيان الختامي لقمة ناتو التي عقدت في لاهاي، كانت نتيجة لتسوية تم التوصل إليها بين الأمين العام لحلف ناتو، مارك روته، ورئيس الوزراء الإسباني لتجاوز النزاع وإبراز الوحدة.