
القاضية المغربية مينة سكراتي تتولى رئاسة الجمعية الدولية للنساء القاضيات تجسيدا للشراكة الأمريكية-المغربية في المجال القضائي
بلاغ صحفي
الدار البيضاء في 23 أبريل 2025 – تولت رسميا القاضية المغربية مينة سكراتي منصب رئيسة الجمعية الدولية للنساء القاضيات خلال المؤتمر نصف السنوي المنعقد يوم 9 أبريل بكاب تاون بجنوب إفريقيا. وبانتخابها رئيسة للجمعية الدولية للنساء القاضيات تكون القاضية سكراتي أول قاضية عربية تتولى المنصب الأعلى في هذه الجمعية، كما يعتبر هذا الانتخاب تعبيرا قويا على قيادتها، ونزاهتها، وكذا التزامها بخدمة القضاء. واستضافت السيدة القنصل العام للولايات المتحدة بالدار البيضاء ماريسا سكوت حدثا تكريميا بالدار البيضاء يوم 22 أبريل اعترافا بالإنجاز الذي حققته القاضية سكراتي وللاحتفال بالتعاون الأمريكي-المغربي في المجال القضائي.
وقد دعمت الحكومة الأمريكية المسيرة المهنية للقاضية سكراتي والجهود التي تبذلها في القضاء منذ سنة 2016 حين التحقت ببعثة تتكون من قاضيات مغربيات رائدات خلال المؤتمر نصف السنوي للجمعية الدولية للنساء القاضيات بواشنطن. وأرست تلك التجربة الفارِقة أسس اتحاد قاضيات المغرب، والتي تتولى القاضية سكراتي حاليا رئاسته.
واليوم، يعتبر اتحاد قاضيات المغرب فرعا وطنيا متميزا للجمعية الدولية للنساء القاضيات، ويعمل من أجل تعزيز الدور القيادي للمرأة في المجال القضائي في كافة أنحاء المغرب.
ويأتي انتخاب القاضية سكراتي على رأس الجمعية الدولية للنساء القاضيات بعد استضافة المغرب الناجح للمؤتمر نصف السنوي للجمعية سنة 2023 بمراكش- وكان أول مؤتمر حضوري بعد جائحة كوفيد-19 – والذي استقبل أزيد من 1200 قاضية امرأة مختلف أنحاء العالم، من بينهن 75 قاضية من المغرب و75 من الولايات المتحدة. وكان المؤتمر بمراكش بمثابة لحظة تاريخية بالنسبة للتبادل والتعاون القضائي، كما كان الحدث محطة بارزة ضمن مجهودات المغرب الدائمة من أجل التموقع كمركز إقليمي للحوار القانوني، والتبادل المهني، والإصلاح القضائي.
إن انتخاب القاضية سكراتي، إضافة إلى العمل المتواصل والجدير بالثناء الذي تقوم به الجمعية الدولية للنساء القاضيات واتحاد قاضيات المغرب، ليجسد التعاون والشراكة القضائية القوية في مجالي الأمن والقضاء بين الولايات المتحدة والمغرب، إذ يعمل بفضله خبراء في مجالي القضاء وإنفاذ القانون من الولايات المتحدة والمغرب معاً على أساس منتظم لجعل بلدينا أكثر أمانا.
وصرّحت السيدة ماريسا سكوت، القنصل العام للولايات المتحدة بالدار البيضاء لهذه المناسبة إن 'الدور القيادي الجديد للقاضية سكراتي يؤكد على التزام المغرب بالتفوق في المجال القضائي. ونحن نتطلع إلى مواصلة التعاون من أجل تعزيز المؤسسات القضائية.'
وقالت القاضية سكراتي:' إنه شرف لا أحظى به لوحدي، بل هو لكل امرأة مغربية ناضلت من أجل تحقيق العدالة، والمساواة، والكرامة داخل قاعة المحكمة أو خارجها. '
وتمتد المسيرة المهنية القانونية للقاضية سكراتي لأزيد من 15 سنة، اشتغلت خلالها بالمحكمة الإدارية، كما دافعت عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وقادت مبادرات تهدف إلى تحقيق النزاهة القضائية على الصعيد الوطني. وانتخابها رئيسة للجمعية الدولية للنساء القاضيات لا يعتبر إنجازا شخصيا بالنسبة للنساء العاملات في القضاء فقط، بل أيضا محطة بارزة بالنسبة للمغرب باعتباره مركزا جهويا للحوار القانوني، مما يعزز العدالة وسيادة القانون على المستوى العالمي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العيون الآن
منذ يوم واحد
- العيون الآن
زيارة دراسية لقاضيات فلسطينيات إلى المغرب لتعزيز العدالة المراعية للنوع الاجتماعي
العيون الآن. أنهى وفد يضم قاضيات ومدعيات عامات من فلسطين زيارة دراسية إلى المملكة المغربية امتدت من 3 إلى 12 ماي 2025 بهدف تعزيز العدالة المراعية للنوع الاجتماعي، وتبادل التجارب حول تمكين النساء في المجال القضائي بدعم من برنامج 'سواسية 3' المشترك الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبشراكة مع المؤسسات القضائية الفلسطينية. استقبل اتحاد القاضيات المغربيات الوفد الفلسطين بقيادة القاضية مينة سكراتي رئيسة الجمعية الدولية للقاضيات. وتضمنت الزيارة جلسات نقاش معمقة مع نظيراتهن المغربيات حول بناء وتطوير منتدى القاضيات والمدعيات العامات الفلسطينيات الذي يرتقب إطلاقه رسميا في نونبر 2024 كمنصة ديمقراطية تعنى بتعزيز مشاركة النساء في القيادة القضائية. شاركت عضوات اللجنة التأسيسية للمنتدى الفلسطيني في ورشات عمل تطرقت إلى تجارب القيادة القضائية النسائية، وأهم التحديات التي تواجه النساء في هذا المجال. كما ناقشن آليات التنظيم الداخلي للمنتديات القضائية مثل الانتخابات، وإدارة الموارد، والتنسيق، إلى جانب أهمية حملات التوعية المجتمعية. قالت حنان كمار أخصائية سيادة القانون والحماية في هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن 'هذه الجولة شكّلت تجربة ملهمة للقاضيات والمدعيات العامات الفلسطينيات، وعززت روح التضامن الإقليمي في سبيل عدالة أكثر شمولاً'. سلطت الزيارة الضوء على التجربة المغربية في مجال ترسيخ مبادئ المساواة بين الجنسين داخل المنظومة القضائية، حيث تم استعراض السياسات والمؤسسات التي أسهمت في تعزيز حضور المرأة في القضاء المغربي ما جعل من المملكة نموذجا يحتذى به في المنطقة. وتندرج هذه الزيارة في سياق جهود متواصلة بدأت منذ عام 2019 من خلال ورشة عمل إقليمية وضعت خارطة طريق لتأسيس المنتدى الفلسطيني، في إطار السعي لمعالجة محدودية تمثيل النساء في القيادة القضائية، وتمكينهن من لعب أدوار فاعلة في مسار العدالة والتنمية.


أخبارنا
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
اتقِ شر من أحسنت إليه.. هذه أبرز المحطات التي ساعدت فيها الإمارات الجزائر ماديا ومعنويا
في العلاقات بين الدول، كما في حياة الأفراد، تسطر صفحات الوفاء والإخاء بالحبر السميك، لكنها أحيانا تقابل بالنسيان وربما بالتنكر، وهو ما ينطبق بمرارة على علاقة الإمارات العربية المتحدة بالجزائر، فمنذ استقلال الأخيرة، لم تدخر الإمارات جهدا في مد يد العون والمساندة، ماديا ومعنويا، في أوقات الشدة والكوارث والأزمات، غير أن رد الجميل لم يكن في مستوى التطلعات، بل ربما انقلب إلى مواقف موغلة في الجحود. وكانت الإمارات في سنة 2003، حين اهتزت الأرض تحت أقدام الجزائريين في زلزال بومرداس المدمر، من أوائل الدول التي تحركت على الأرض، حيث أرسل الهلال الأحمر الإماراتي قافلات من المساعدات الإنسانية العاجلة، تضمنت الغذاء والدواء والأغطية وأجهزة التدفئة، في مشهد ترك أثرا طيبا لدى العائلات المنكوبة آنذاك، كما أنه وقبل أن يجف حبر تقارير الزلزال، كانت الإمارات تتابع ما يجري في الجنوب الجزائري، لتعلن في أكتوبر 2008 عن تقديم مساعدات سخية لضحايا فيضانات غرداية، تمثلت في مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، تم تسليمها بتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري. ولم تقتصر المساندة الإماراتية على فترات الكوارث، بل امتدت إلى المجال التنموي والاستثماري، حيث وقعت الشركات الإماراتية اتفاقيات ضخمة لإنشاء مشاريع نوعية في الجزائر، من أبرزها مشروع 'دنيا بارك' السكني والسياحي، الذي كان يهدف إلى تطوير ضاحية نموذجية متكاملة في العاصمة، قبل أن تعرقله الحسابات البيروقراطية والريبة السياسية، كما استثمرت الإمارات في واحدة من أكبر الضيعات الفلاحية في إفريقيا بولاية تيارت، تضم عشرات الآلاف من رؤوس الأبقار الحلوب، وتوفر فرص شغل معتبرة. وعرضت الإمارات حين عصفت جائحة كوفيد-19 بالعالم، مساعدات طبية سخية على الجزائر، من ضمنها شحنات من لقاح 'سينوفارم' ومستلزمات وقائية، غير أن السلطات الجزائرية –لأسباب سياسية غير معلنة– اختارت تجاهل اليد الممدودة، في موقف أثار الكثير من التساؤلات، خاصة وأن البلاد كانت تمر بأزمة صحية خانقة. ولم تبخل الإمارات في دعم الجزائر حتى في المحافل الدولية، حيث هنأ وزير الخارجية الإماراتي نظيره الجزائري في سنة 2023، بعد انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا دعم بلاده لهذا الترشح واستعدادها لتقاسم الخبرات المكتسبة خلال عضويتها السابقة في المجلس، وهي خطوة تعكس التقدير والاحترام، رغم الخلافات التي كانت قد بدأت تطفو على السطح في بعض الملفات الإقليمية. وبالرغم من هذه الوقائع المضيئة، تعالت مؤخرا أصوات رسمية وإعلامية جزائرية تتبنى مواقف عدائية ضد الإمارات، وتتهجم عليها بأوصاف قدحية وسوقية لا تليق بدولة قائمة وهو سلوك أقرب للكيانات المتمردة المعادية للسلام والعيش المشترك، وكأنها نسيت أو تناست ما قدمته أبوظبي، بسخاء ومن دون ضجيج، في محطات حاسمة من تاريخ الجزائر الحديث.


ناظور سيتي
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ناظور سيتي
بوصوف يكتب: 'المُقدّس' في زمن الذكاء الاصطناعي…
عبد الله بوصوف كانت لحظة إعلان وفاة البابا فرانسيس الأول في 21 أبريل الماضي بمثابة إعلان عن انطلاق ترتيبات مرحلة جديدة للكنيسة الكاثوليكية، إذ لم تتوقف الآلة الإعلامية عن إنتاج وتسويق تحاليل وتقارير عن إرث البابا فرانسيس الأول، المشهود له بميله لقضايا السلام والدفاع عن الفقراء والمهاجرين، وحوار الأديان، خاصة مع الإسلام، وكلنا يتذكر زيارته التاريخية لمملكة أمير المؤمنين محمد السادس في مارس من سنة 2020. لقد أسهب البعض في تفكيك معادلات تركة البابا على مستوى دوره في العلاقات الدولية والمعادلات الجيوسياسية والحقوقية. وتطرّق البعض إلى الملفات الساخنة التي فتحها البابا بكل جرأة، خاصة داخل الكنيسة، وهي ملفات مالية وأخلاقية، وكذا أدواره القوية، سواء في موجة الهجرة الجماعية لسنة 2015، حين نقل حوالي 12 مهاجرًا غير قانوني من إحدى جزر اليونان إلى إيطاليا عبر الطائرة، أو في إدارة جائحة كوفيد-19 وآرائه حول الحرب في أوكرانيا وغزة/فلسطين. فيما تناول البعض الآخر، بكثير من العمق والتحليل، مدى تأثير كل هذا التراكم على مجريات 'الكونكلاف' المزمع عقده يوم السابع من شهر ماي الجاري، واعتكاف حوالي 133 كاردينالًا لتعيين البابا الجديد بصعود الدخان الأبيض. لكن هناك شيء آخر لا يقل أهمية عن تعيين بابا جديد يقود حوالي 1.4 مليار مسيحي في كل أرجاء العالم من طرف 133 كاردينالًا كناخبين كبار، إذ يتوقع المتابعون أن يكون هذا 'الكونكلاف' هو الأكثر متابعة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بفضل الثورة التكنولوجية والرقمية. الشيء الآخر الذي عشناه يوم جنازة البابا فرانسيس الأول في 26 من أبريل لم يكن مراسيم دفن رجل دين يقود الكنيسة الكاثوليكية فقط، بل كان التزامًا حرفيًا وقويًا بكل التفاصيل المرافقة لهذا الحدث التاريخي منذ لحظة إعلان الوفاة إلى يوم تنظيم الجنازة. لقد شهد العالم مراسيم الجنازة الأهم في ساحة القديس بطرس بروما، بحضور 200 ألف فرد، منهم 12 ملكًا و55 رئيس دولة ورؤساء حكومات، إضافة إلى الحجاج والمواطنين. لم نكن أمام مشهد سينمائي أو سردية سريالية، بل كنا وسط معمعان حقيقي وصراع غير معلن بين إعادة إنتاج طقوس وعادات تمتد لأكثر من 2000 سنة من جهة، والثورة الرقمية والجيل الخامس في الاتصالات، وجيل الذكاء الاصطناعي من جهة أخرى. في مشهد رهيب يغلب عليه الصمت والسواد، أُعيدت طقوس ورموز دينية محفورة في الذاكرة الجماعية لمؤمني الكنيسة الكاثوليكية. ففي كل خطوة كانت هناك دلالة، وفي كل حركة كان هناك معنى وإسقاط تاريخي. وكل الأغاني والأشعار أُدّيت باللغات القديمة واللاتينية. لقد عشنا فصلًا جديدًا من الصراع الخفي بين مكونات تيارات العالم الرقمي والهويات الافتراضية والذكاء الاصطناعي، التي لم تستطع هزم تيارات 'المقدّس' لدى الإنسان، ولم تستطع هزم أصالته وعراقته أو فصله عن جذوره، لأن كل هذا يقفز عن معادلات المنطق أو نتائج التطور وسرعة الصوت، ولأنها ببساطة تشكّل مشتركه الإنساني مع بني جلدته و'قبيلة انتمائه'. وهو مشهد مألوف عند الأمم والشعوب التي لها تاريخ حضاري وتراث إنساني كبير. إذ عشنا نفس السيناريو وبنفس أدوات الصراع غير المعلن، خلال لحظة تتويج الملك تشارلز الثالث في شهر ماي من سنة 2023 بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية. العنوان الكبير هو طقوس وعادات، وإعادة إنتاج مراسم تمتد لقرون عديدة، صمدت أمام كل شعارات التطور التكنولوجي والرقمي. كانت لحظات تتويج الملك تشارلز الثالث رسائل امتداد لملوك حكموا المملكة المتحدة التي لا تغيب عنها الشمس، بحضور تاج القديس إدوارد، كأقدم التيجان، صُنع في المملكة سنة 1661، وكُرّس التتويج بعمر 700 سنة، مع طقوس دهن الأساقفة ليد وصدر الملك بالزيت المقدس. كل هذه الطقوس والعادات، بما فيها الملابس والموسيقى وترتيب الحضور، تشكل لحظات قوية في تاريخ بريطانيا وفي مخيال شعوبها، إذ بدونها قد تفقد الملكية في بريطانيا أحد أسباب امتدادها وجزءًا كبيرًا من شرعيتها، أي الشرعية التاريخية والحضارية والدينية. وسيظل الصراع بين ثنائيات الخير والشر، والمقدّس والمدنّس، مادة للمفكرين والباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وفي لحظات نعتقد فيها بانكسار المقدّس وقيم الخير والعادات والطقوس، تنبعث هذه الأخيرة بكل قوة من رماد الصراع، وتُعلن عن حياة ممكنة لتقاليد وطقوس شعوب عريقة كاليابان، والصين، والهند، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المغربية، التي تتشبث بأصولها وحضارتها، غير آبهة بشعارات الثورة الرقمية… عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على المقدسات والذاكرة التاريخية.