logo
دراسة نقديّة لقصيدة – (جُندُ اللهِ في غَزَّة) للشاعر العربي السوري الدكتور أسامة حمود!عدنان عويد

دراسة نقديّة لقصيدة – (جُندُ اللهِ في غَزَّة) للشاعر العربي السوري الدكتور أسامة حمود!عدنان عويد

ساحة التحريرمنذ 5 أيام
دراسة نقديّة لقصيدة – (جُندُ اللهِ في غَزَّة) للشاعر العربي السوري الدكتور أسامة حمود!
د. عدنان عويد.
يشار إلى أن الشاعر 'أسامة الحمود' من مواليد دير الزور1971, حصل على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب, وعلى درجة الدكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة الفرات, حيث عين عضواً في الهيئة التدريسية في جامعة الفرات. هوعضو اتحاد الكتاب العرب/جمعية الشعر. صدر له خمس مجموعات شعريّة:
1- ضفائر البوح. 2- على أكف الياسمين. 3- قيثارة الصدى.
4- ضوع قصيد وبعض نثار. 5- حديث الياسمين.
حائز على المركز الأول في مسابقة قصيدة الأغنية الوطنيّة السوريّة. وشارك في العديد من المهرجانات الأدبيّة والفعاليات والأنشطة الثقافيّة. عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للثقافة عام 2025.
له قصائد منشورة في صحف ومجلات ومواقع إلكترونية عديدة.
لقد شغلت حرب غزة في تشرين الأول 2023, منذ قيامها حتى اليوم العالم بأسره, إن كان من خلال تلك البطولات التي قدمها مقاتلو غزة الأبطال في مقاومة أعتى جيش في الشرق الوسط (الجيش الذي لا يقهر) من جهة. ثم ما حققته هذه الحرب من جرائم بحق كل أهل غزة دون استثناء في العمر والجنس, هذه الحرب التي بينت للعالم كله أيضاً عنصريّة الصهاينة, وخروج مئات الملايين في دول الغرب وأمريكا ذاتها باحتجاجات تعبر عن سخطها وكرهها للصهاينة وكشف ادعاءاتهم في معاداة الساميّة.
وبالرغم من الشارع العربي ظل صامتاً لأسباب يعرفها الجميع, إلا أن صوت الكتاب والأدباء والفنانين كان الأعلى في الاحتجاج والتعبير عن معاناة أهلنا في غزة, ومن بين هذه الأصوات جاء صوت الشاعر العربي السوري الدكتور 'أسامة حمود' في قصيدته (جُندُ اللهِ في غَزَّة).
البنية الدلاليّة للقصيدة:
استطاع الشاعر في هذه القصيدة أن يبين لنا تلك القيم النبيلة التي يتحلى بها معظم فلسطيني أهل غزة بشكل خاص, من خلال تمسكهم بقضيتهم وصبرهم على كل الأوجاع والآلام التي حلت بهم من قبل الصهاينة وهم يدافعون عن أرضهم وكرامتهم, هذا الدفاع الذي يعرفون بأنهم سيقدمون له الكثير من وجودهم بالذات, إن كان على مستوى ما تم من تدمير لمعظم منازلهم وبنية 'غزة' الخدميّة, أو على مستوى تقديم الشهداء, أو على مستوى فرض الحصار والتجويع.
إن كل ما جاء في القصيدة من دلالات يشير إلى حالات لا حصر لها من البطولات والتضحيات والصبر على مقاومة الصهاينة, ولكن هم في المقابل كبدوا العدو الصهيوني الكثير على المستوى المادي والبشري والمعنوي. حتى حازوا عند الشاعر أسامة على تسمية (جند الله في غزة).
(للهِ جُنـــدٌ حَيَّـــرُوا وَعيَ العِـــدَا
كالجَيشِ واحِدَهُـم يراهُ تَجَمهَرا)
إن هؤلاء الغزاويين لم يختلف صغيرهم عن كبيرهم في شجاعته وتضحياته, وخاصة هؤلاء الأطفال المعجزة الذين بهروا العالم في صمودهم وصبرهم وشجاعتهم وايمانهم بقضيتهم. حيث يقول فيهم الشاعر:
(والطِّفلُ من تحتِ الرُّكامِ يُخِيفُهُم
فكـــأنَّ طَـــودًا للمــــماتِ تَحَضَّرَا)

(اســمٌ على الزَّنــدِ النَّدِيِّ مُخَــطَّطٌ
طُــوبى لِطِفـــــلٍ بالثَّبــــاتِ تَزَنَّرا )

(يَرقى بثَـــوبِ العِيدِ تَهـــفُو رُوحُهُ
لِجِنـــانِ خُلدٍ، فاحتَــفى وتَعَطَّــرَا)
نعم إنه شعب المستحيل, الذي تمسك بحبل الله حتى انطبق عليه قول الله عز وجل ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله. وهذا ما ألمح إليه الشاعر بقوله :
(فلِقُـــوَّةِ الضَّعفِ اشــتِقاقٌ مُـذهِلٌ…
لا يَقــبلُ اللُّغـــزُ المَهِيبُ مُفَسِّـــرا.).
أما تلك الأجساد المسجاة في أكفانها, فهي تعبر عن ملاحم بطولات زرعت في عمق يقين كل فلسطيني بأنها ليست إلا سنابل قمح تخضبت باليقين فأثمرت إيماناً بأن القتال من أجل الوطن سيظل بحاجة للتضحيات أو الشهادة حتى يتحقق الانتصار وبالتالي الحريّة وكل ما يرتبط بها من كرامات وعزة. وهنا يقول الشاعر)
: في واحَـــةِ الأكــفانِ ثَمَّ مَلاحِــمٌ…
زَرعٌ تَخَضَّــبَ باليَقِيــنِ فأثــــمَرَا).
(أنَّ الشَّهــــــادةَ مَطلـــعٌ لِحيـــاتنا…
سَنُطِلُّ مِن رَحِـــمِ الظَّـلامِ لِنُبصِرا.)
البنية الفنية للقصيدة, أو القصيدة في الشكل:
الصورة في القصيدة:
يأتي الاهتمام النقدي بدراسة بناء الصورة, من حيث اعتبار الصورة أساس الخلق الفني في القصيدة، وهي التي تعبِّر عن تحولات النص الشعري، وتحمل المواقف الإبداعيّة والفنيّة والفكريّة التي يريد الشاعر تضمينها لنصه الشعري، كما تسهم في فهم تجربة الشاعر الإبداعيّة من خلال قدرة الصورة الشعريّة على بناء الأشكال المجازية التي تنقل رؤية الكاتب للعالم، وتعمل على تحويل الواقع الحسي والمجرد معاً إلى عوالم شعريّة خلاقة.
من هذا المنطلق تأتي دراستنا للصورة الشعريّة في قصيدة (جند الله في غزة) للشاعر الدكتور' أسامة حمود'.
بقول الشاعر:
وعَلا عَوِيلٌ للدُّيُـــوكِ مُجَـلجِـــلٌ
والخَوفُ في كُلِّ الجِهاتِ تَجَذَّرَا
فالصورة الشعرية المتخيلة هنا, تشير في دلالاتها العميقة إلى حالة الجبن والخوف الذي تلبس الجنود الصهاينة وراح يتجذر وبنتشر في كل أرض فلسطين المحتلة.
ومَضَتْ جَحَافِلُهُــم تَنُـوءُ بِخَيبَةٍ
تَســعى إلى سُبُلِ النَّجاةِ لِتَعبُــرَا
أما في هذه الصورة الحسيّة فقد أرد الشاعر أن يقول بأن الجيش الذي لا يقهر كما روجت له الصهاينة, ها هو يمضي بجحافله وهو ينوء تحت سياط الخيبة والهزيمة أمام جند الله, فرحوا يسعون بكل جهدهم إلى إيجاد سبل للنجاة من نيران من عاهدوا الله على القتال حتى الموت.
غَصَّت ملاجِئُهُم بِفَيضِ خُنُوعِهِم
والغَيظُ في رَسمِ الوُجُوهِ تفجَّـرَا
وفي هذه الصورة الحسيّة استطاع الشاعر أن يصور لنا حالة الرعب والجبن معاً عند الصهاينة حيث دفعتهم صواريخ المقاومة أن يتراكضوا مذعورين مخذولين إلى الملاجئ التي غصت بفيض خنوعهم, حتى أصبحت ملامح الغيظ تتفجر في وجوهم.
من خلال قراءتنا لصور قصيدة (جند الله في غزة), التخيليّة منها والحسيّة, إن كانت الصورة العامة التي شكلت رقعة مترابطة في بنية شكل القصيدة, أو الصور الجزئيّة كالصور البلاغية من: تشبيه واستعارة وكناية ومجاز، نجد أن تكوين الصورة في النص الشعري جاء مترابطاً ومنسجماً مع الفكرة العامة للقصيدة من جهة, كما جاء عمق الصورة منسجماً مع حركتها وعمق تلوينها المشبع بالانفعال النفسي والعاطفي والوجداني.
لقد ظهرت براعة الشاعر في تجسيم الصورة في القصيدة أيضاً, فالمعاني الخفيّة اللطيفة التي هي من خبايا العقل بدت من خلال الصورة جليّةً، ويمكن رؤيتها أو لمسها من قبل المتلقي حتى يشعر وكأنها أمام عينيه.. نعم لقد أصبحت المفردات المعنويّة التي تفهم بالعقل، مثل: الجبن والخوف والغيظ والخيبة التي ظهرت عند الصهاينة .. أو من بقية الصور التي تشير إلى الشجاعة والبطولة والتضحية التي ظهرت عند المقاومين الفلسطينيين بكل شرائحهم .. وكأنها شيء محسوس.
النغم والايقاع في القصيدة:
بالرغم من أن القصيدة عموديّة المبنى, وهذا يتطلب بالضرورة إيقاعاً يقوم على الوزن والقافية, وهنا جاء الوزن على البحر ( الكامل ), بينما جاء حرفا القافية والروي في حالة ارتباط بين (الراء والألف) فالراء هي حرف الروي، وهو الحرف الأساسي الذي تتحدد عليه القصيدة.
إن نظام، الوزن والقافية, والصوت المتشابه، والبنيات المتماثلة في الوحدات المتقابلة في القصيدة كان لكل ذلك دور حيوي في إبراز جمالية النص وتأثيره، مما يخلق إحساسًا بالتوازن والإيقاع. أي خلق إيقاع موسيقي داخلي يشد المتلقي ويساعده على فهم النص الشعري واستيعاب معانيه بشكل أعمق. كما أن الوزن والقافية يعتبران من أهم العناصر التي تميز الشعر عن النثر، وتضفي عليه طابعًا خاصًا يجعله أكثر جاذبية وتأثيرًا.
العاطفة في القصيدة:
العاطفة هي الانفعال النفسي المصاحب للنص، حيث تجلت عاطفة الشاعر 'أسامة' في قصيدته بالصدق المشبع بالفخر والاعتزاز برجال الله الذين أثبتوا قوة عقيدتهم وإيمانهم بوطنهم وتحديهم لمغتصبي أرضهم, ولكنها مشبعة أيضاً بالحزن على ما حل بأهل غزة من قتل وتشرد وتدمير… لقد تجلت في عاطفة الشاعر الأبعاد والدوافع الإنسانيّة والقوميّة العميقة, وهي عواطف تشابك بها الكره للعدو الغاصب, والألم لما أصاب أهل غزة من قهر وقتل ودمار, ولكنها حملت أيضاً مشاعر الاعجاب والفخر بما حققوه من انتصارات.
اللغة في القصيدة:
لقد جاءت اللغة في القصيدة سمحةً.. عليها رونق الفصاحة والابتعاد عن الوحشية أو المعجمية وجاءت في تراكيبها منسجمة, ومسبوكة الألفاظ غير متنافرة, هذا إضافة لجزالتها في مواقف القوة والفخر ببطولات أهل غزة, لقد بدت اللفظة الواحدة منسجمة مع بقية أجزاء الكلام, وهذا ما منح اللغة أيضاً سلاستها ونصوعها وإصابة معناها, وهذا ما يؤكد عند المتلقي بأن روعة السبك وبراعة الصياغة سر فن التعبير.
ملاك القول:
تعتبر قصيدة (جند الله في غزة) من أدب الحروب, هذا الأدب الذي يصور لنا ما تخلفه هذه الحروب من مآسي ماديّة على مستوى الدمار الذي يلحق بالإنسان نفسه وبالبيوت وكل وسائل الخدمات, و مآسي معنويّة على المستوى النفسي والأخلاقي والاجتماعي.. الخ. وخاصة إذا كانت الحروب غير متكافئة بين معتدي امتلك كل وسائل القتل والتدمير, وبين شعب آمن يعمل الصهيوني على سلبه أرضه وكرامته وحريته.
وقصيدة (جند الله في غزة) جاءت لتعبر عن حالة عدم التوازن في القوة من حيث العتاد والعتيد, بين صهيوني مستعمر امتلك كل وسائل القوة والدعم الدولي للمارسة عنصريته على شعب أعزل, لا يملك إلا كرامته وإرادة البقاء التي صنع منها قوة معنوية بوسائل قتال بسيطة لمواجهة قوى الشر والعدوان.
لقد جاءت القصيدة لتوصف لنا حالات الصراع الدامي بين عدو مغتصب وشعب مقهور على أمره, فكان الوصف حقيقيّاً وواقعيّا عبر فيه الشاعر بفنيّة عالية إن كان على مستوى الصورة أو اللغة أو العاطفة عن تلك البطولات الأسطوريّة لكل مكونات شعب غزة, كما صور لنا حالة الهزيمة والذل والخنوع التي حلت بالعدو الصهيوني وجيشه الذي لا يقهر.
نحن في الحقيقة أمام شاعر متمكن من حرفته, استطاع ببراعة الفنان المبدع أن ينقلنا عبر قصيدته بكل مكوناتها الابداعية في الشكل والمضمون, إلى أجواء المعركة ليجعلنا نحس ونشعر بكل ما جرى فيها من عزة وكرامة وقوة وإرادة شعب يريد التمسك بأرضه والدفاع عنها ببطولة وبسالة, وبين عدو مغتصب يشعر بأنه ليس صاحب قضية, ففي داخله مهزوز وجبان وخائف, لولا التطور التكنولوجي الذي يمتلكه والذي أعطاه شيئاً من القوة للحفاظ على ماء وجه, بعد أن عرته المقاومة في الشكل والمضمون.
كاتب وباحث من سوريّة.
d.owaid333d@gmail.com
جُندُ اللهِ في غَزَّة

اجمَـــع رَمــادَ الرُّوح، آنَ خَلاصُنا
والقَـــفرُ أينَعَ بالدِّما؛ فاخضوضَرا

وهُنا لِشــعبِ المُســتحِيلِ فَـرَادَةٌ
ما فَكَّ طلسَـــمَها الزَّمــانُ لِيَجهَرا

فلِقُـــوَّةِ الضَّعفِ اشــتِقاقٌ مُـذهِلٌ
لا يَقــبلُ اللُّغـــزُ المَهِيبُ مُفَسِّـــرا

في واحَـــةِ الأكــفانِ ثَمَّ مَلاحِــمٌ
زَرعٌ تَخَضَّــبَ باليَقِيــنِ فأثــــمَرَا

(وحُبُوبُ سُــنبُلةٍ تموتُ) بأرضِهـا
سَتُثِيلُ في سِــفرِ البُطولةِ أسطُرَا

و (ستَملأُ الوادِي سَــنابِلَ) غَضَّــةً
سَـتُعِيدُ للخَصــمِ المَقِيتِ تَصـوُّرا

أنَّ الشَّهــــــادةَ مَطلـــعٌ لِحيـــاتنا
سَنُطِلُّ مِن رَحِـــمِ الظَّـلامِ لِنُبصِرا

والطِّفلُ من تحتِ الرُّكامِ يُخِيفُهُم
فكـــأنَّ طَـــودًا للمــــماتِ تَحَضَّرَا

اســمٌ على الزَّنــدِ النَّدِيِّ مُخَــطَّطٌ
طُــوبى لِطِفـــــلٍ بالثَّبــــاتِ تَزَنَّرا

يَرقى بثَـــوبِ العِيدِ تَهـــفُو رُوحُهُ
لِجِنـــانِ خُلدٍ، فاحتَــفى وتَعَطَّــرَا

لا تَنصَحُوا بالصَّبــرِ قَومًا جـاوَزُوا
للصَّبرِ سَـــقفَ سَـمائِهِ فاستُصغِرَا

ألِمِثلِهِــــم تُســـدَى نَصــائحُ مِثلِنا
أبِمائِهــــا تُغـــوِي الجَــداوِلُ أنهُرَا

وهُنا لِوَهــــمِ المُدَّعِيــــن نِهـــايَةٌ
سَهــمٌ على صَدرِ الجِبـالِ تكَـسَّرَا

أســطورَةٌ رَسَــــخَتْ بِلُبِّ عُقُولِنا
قد آنَ – تحتَ نِــعالِنا – أن تُقهَـرَا

وَهـنٌ على وَهـنٍ، تَكَشَّــفَ للأُلى
ولِذَاكَ بَيتُ العَنكَبُـــوتِ تَبـــعثَرَا

وعَلا عَوِيلٌ للدُّيُـــوكِ مُجَـلجِـــلٌ
والخَوفُ في كُلِّ الجِهاتِ تَجَذَّرَا

ومَضَتْ جَحَافِلُهُــم تَنُـوءُ بِخَيبَةٍ
تَســعى إلى سُبُلِ النَّجاةِ لِتَعبُــرََا

غَصَّت ملاجِئُهُم بِفَيضِ خُنُوعِهِم
والغَيظُ في رَسمِ الوُجُوهِ تفجَّـرَا

للهِ جُنـــدٌ حَيَّـــرُوا وَعيَ العِـــدَا
كالجَيشِ واحِدَهُـم يراهُ تَجَمهَرا

مـن كُلِّ ناحِيَـــةٍ يُطِلُّ كَفـــارِسٍ
بالعَزمِ يَجتَــرِحُ الحَيـــاةَ لِيُزهِرَا

فكأنَّمــا تُهـــدِيهِ – مِلءَ بَرِيقِها –
مِن بَعدِ مَوتٍ رُوحَـــهُ كي يَثأرَا

وهناك، حَيثُ اللهُ يُرسِلُ جُنـدَهُ
تأبى جُمُــوعُ المُنتَهَى أن تُدبِـرَا

يا غَزَّةَ الصِّيــدِ الكِــــرَامِ تأَهَّبِي
فالنَّصــرُ في ثَوبِ الرُّكامِ تَنكَّرَا

سيَهُـــبُّ بُركانًــا يُحَــرِّرُ أرضَنا
وبِلالُ يَهـــرَعُ صَوبَهــــا ليُكَبِّرَا

#د_أسامة_الحمُّود
‎2025-‎07-‎18
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟
تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 18 ساعات

  • وكالة الصحافة المستقلة

تفسير حلم رؤية الميت مبتسم.. رسالة من السماء أم انعكاس لسلام داخلي؟

المستقلة/- الأحلام التي يظهر فيها الميت دومًا ما تحمل مشاعر مختلطة بين الحزن والطمأنينة. ورؤية الميت مبتسمًا هي واحدة من الأحلام التي تبعث شعورًا بالراحة والسكينة. لكن ماذا يعني هذا الابتسام؟ هل هو بشرى؟ رسالة؟ أم مجرد انعكاس لحالة نفسية داخلية؟ ماذا يقول كبار المفسرين؟ ابن سيرين والنابلسي يربطان رؤية الميت مبتسمًا بدلالات إيجابية، فهي غالبًا تشير إلى أن الميت في حال طيب في الآخرة، خاصة إذا كان معروفًا ومحسنًا في حياته. الابتسامة تعكس رضا الله عنه ومكانته الطيبة في الجنة، مما يمنح الرائي شعورًا بالسكينة والطمأنينة. علاقة الابتسامة بالصدقة والدعاء على الميت إذا كان الرائي قد أدّى صدقة أو دعاءً عن روح الميت ثم رأى الميت مبتسمًا، فذلك دليل على وصول الدعاء والصدقة إليه واستبشاره بذلك. قد تحمل الرؤية رسالة للرائي بأنه يجب الاستمرار في الدعاء والصدقة لراحة روح الميت. ماذا تعني ابتسامة الميت للرائي؟ رسالة طمأنينة: تشير إلى تحسن أحوال الرائي، خاصة إذا كان يعاني من توتر أو قلق. سلام داخلي ورضا: تذكير بأن الحياة قصيرة وأنه من الأفضل أن نعيشها بتفاؤل. تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا تفسير حسب حالة الرائي العزباء: زوال هموم، اقتراب فرحة، وربما قرب الزواج أو بداية جديدة سعيدة. المتزوجة: استقرار أسري وبشرى بأحداث سعيدة قادمة. الحامل: رؤية تشير إلى ولادة يسيرة ومولود سليم. الرجل: إذا كان الميت أحد والديه، فالحلم قد يعكس رضا الميت عن سلوك الرائي، وتذكير بضرورة الدعاء أو تنفيذ وصية. هل الابتسامة دائماً جيدة؟ رغم الطابع الإيجابي، إذا رافقت الابتسامة تصرفات غريبة أو نظرات مقلقة، فقد تكون رسالة تحذيرية. قد تشير إلى تقصير الرائي في واجباته الدينية أو الاجتماعية، وتحتاج لمراجعة الذات. خلاصة رؤية الميت مبتسمًا في الحلم هي غالبًا رسالة إيجابية تحمل الطمأنينة، السلام، وربما تحفيزًا للاستمرار في الدعاء والصدقة. لكنها قد تكون انعكاسًا داخليًا لحالة نفسية مستقرة، أو أحيانًا تحذيرًا في حالات معينة. الأهم أن يستمع الرائي إلى قلبه ويأخذ الرؤية كفرصة للتفكير والتغيير.

الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد
الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد

موقع كتابات

timeمنذ 18 ساعات

  • موقع كتابات

الباعة المتجولون ، إختزال لمآسي البلد

أتحدّث عن بداية سبعينيات القرن الماضي ، وكنت وقتها طالبا في الإبتدائية ، كانت مدرستنا تبعد حوالي 2كم عن المنزل ، وكنت أخرج وبجيبي عملة معدنية ذات (5 فلوس) ، أي ما تعادل 2 سنت ، لم نكن نحلم بالعملة الورقية إلا في أيام الأعياد ، وكان عليّ أن أنفقها على التنقل بسيارة (الفورد تاونس) وكنا نسميها (الفورتات) إما جيئة أو إيابا ، أو أن أحتفظ بها لأجل الباعة المتجولين المحيطين بسياج المدرسة ، على الأقل لأبتعد عن رتابة طعام المنزل . إمرأة عجوز عمياء ، أتذكر إنها تردتي (الچرغد) تحت العباءة التي فقدت لونها الأسود بسبب مكابدتها الشمس ، فصارت تميل إلى اللون القرمزي ، كانت تبيع البسكت ، وأي بسكت ، إنها مخلفات معمل (بسكولاتة) الشهير ، من القطع المكسورة التي لا تفيد للتسويق ، مجرد حفنة ملفوفة بورق الجرائد ، بخمسة فلوس . إحداهن كانت تبيع (النومي حامض) ، وكنا نقوم بوخزها بالعيدان ، ونعصرها ليتدفق الحامض فنلعقه ، وهنالك (الداطلي) ، والسمسمية ، والشلغم ، والعمبة ، وهنالك (الدوندرمة) بعربة ذات سقف مرتفع ، يعبئها البائع في كأس زجاجي مستخدما أداة تشبه (الكَرَتة) !، و(اللّكِستِك Lick Stick) ، وتعني (العصا القابلة للّعق) وهي عبارة عن قطعة من الثلج تخترقها قطعة خشب لغرض حملها ومحلاة بالسكر وبألوان زاهية ، يعلم الله ماهيتها أو منشأها ، بحيث تتلوّن أفواهنا منها لساعات ، لطالما فضحتنا أمام معلمينا أو ذوينا ، إنها نسخة من (الموطا) حاليا مع الفارق الكبير بين المكونات والطعم والنظافة ، وغيرها . جاسم ، ذلك الشاب الذي يبيع (الشامية) ، وكان يجلس على الأرض مسندا ظهره إلى حائط المدرسة ، كان طيب القلب ووحيد والدته ، كثيرا ما كانت والدته تزوره لتأخذ من رزقه ما يسد رمقهم ، أخبرنا يوما أنه يستعد للإلتحاق بالجيش لتلبية الخدمة الإلزامية بسبب وصوله للسن القانونية ، إلتحق جاسم ، أعادوه جثة هامدة إلى والدته في أول إلتحاق له ، لقد إستشهد في حركات الشمال ! ، علمنا بعدها أن والدته أصيبت بالجنون وهي تتسول في الشوارع !. (اللبلبي) ، من أكثر الأكلات شعبية ، كان باعته يدفعون (العربانة) التي تحتوي على قدر كبير من اللبلبي ، وتحته مشعل (بريمز) نفطي للحفاظ على حرارته ، سعر (الكاسة) الواحدة 5 فلوس ، وغالبا ما كنا نطالب بماء اللبلبي (كعوازة) بعد الإنتهاء من تناول الكاسة ، ويبدو أن الرجل قد إستعد لذلك جيدا ، فترى ثلاثة أرباع القدر ماء ، ليستقر اللبلبي في قاع القدر ، في أحد الأيام ، وبينما كان يطبخ اللبلبي في منزله ، إستعدادا لبيعه أمام المدرسة ، إندلق القدر على إبنه الرضيع لتسلخ جسمه وحتى فروة رأسه ! ، ليموت بعدها بايام لا يمكن تصور آلامها في المستشفى !. أعترف أن النظافة آخر إهتماماتهم ، بعد ان سلبهم الفقر كل شيء ، لهذا كان المعلمون يمنعوننا من شراء أي شيء من الباعة المتجولين ، وخصصوا بضعة تلاميذ كجواسيس للوشاية بكل من تسول له نفسه للوقوف أمام إحدى هذه (العرباين) ! ، وكانت العقوبات قاسية ، بضعة (خيزرانات) مؤلمة على الكف ، أو صفعات بقوة تفوق عمرنا بكثير . في المقابل ، كان معلمونا يأتون المدرسة بأناقة واضحة ، الجميع كان يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق ، جميعهم كانوا يمتلكون السيارات ، في الوقت الذي كانت شوارعنا لاتشهد إلا سيارة واحدة كل بضعة دقائق ، لم نكن نعرف ما هو التدريس الخصوصي ، جميع المدارس كانت رسمية وبإدارة الدولة ، وكان المعلم إذا أحس بضعف استيعاب الطلاب في مادة ما ، كان يفتح منزله لنا أيام الجُمَع لغرض تقوية إستيعابنا دون مقابل . كنا نتوارى عن الأنظار كلما رأينا أحد معلمينا في الحي ، فقد كانوا يحاسبون الطالب في اليوم التالي على اللعب في الشارع أو أي إساءة تصرف ، كانوا حقا مُربّين يستمعون لأي مشكلة ويسعون لحلها حتى لو كانت خاصة ومنها مشكلة التنمّر المتفشي في مدارسنا . رغم صغر سني وقلة وعيي آنذاك ، إلا إني كنت أتألّم لقصصهم التي لا تُنسى ، هؤلاء قد عاشوا في مجتمع مليء بالظلم والظلام ولا زالت الغالبية تعيشه ، فعن أي زمن جميل يتحدثون رحمكم الله ، لكنه فعلا كان جيلٌ للطيبين . (لو كان الفقر رجلا ، لقتلتُه) ، أول عبارة مجلجلة تتوعّد الفقر ومسببيه ، قالها الإمام علي (ع) ، المصلح العظيم ، أعدل الناس أقام الحدّ (غيابيا) عليه ، لأنه رأس كل آفة ، وكل مأساة وكل منقصة ، وكل رذيلة ، وفعلا (ما جاع فقير ، إلا وبما مُتّعَ به غني) ، صاحبه ومن مدرسته (أبو ذر الغفاري) الثائر العظيم يقول (لو دخل الفقر مدينة ، قال له الكُفر خُذني معك) .

الاستاذ سعدي صالح الجبوري والدكتور مفتاح الجبوري… ‏أفراحكم دائمة وجمعكم مبارك
الاستاذ سعدي صالح الجبوري والدكتور مفتاح الجبوري… ‏أفراحكم دائمة وجمعكم مبارك

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

الاستاذ سعدي صالح الجبوري والدكتور مفتاح الجبوري… ‏أفراحكم دائمة وجمعكم مبارك

في لحظات يزهو بها الفرح، وتلتقي فيها القلوب على المحبة، كان لنا شرف الحضور والمشاركة في واحدة من أجمل المناسبات الاجتماعية التي جمعت نخبة من أبناء محافظة نينوى الكرام. ففي قاعة 'بيست فيو'، احتفلنا بمناسبة ترفيع وتخرج أبناء الأستاذ الفاضل المحامي سعدي صالح الجبوري والدكتور الطبيب القدير مفتاح الجبوري، حيث كانت الفرحة لا توصف، والمشاعر تفيض اعتزازاً وبهجة. ‏لقد شهدت المناسبة حضوراً مميزاً ورفيع المستوى، ضم وجوهاً بارزة من القيادات العسكرية، والشخصيات السياسية، والرموز العشائرية، والنخب الثقافية والأكاديمية، إضافةً إلى عدد كبير من الأصدقاء والمحبين، ممن لبّوا الدعوة من مختلف مناطق محافظة نينوى. ‏وكان من بين الحضور معالي وزير الدفاع العراقي السابق الفريق الركن جمعة عناد، الذي حضر دعماً ومحبةً، ليؤكد عمق العلاقات الاجتماعية التي تربط أبناء هذه المحافظة الأصيلة. كما تشرفنا بحضور معالي الدكتور مزاحم الخياط، عضو مجلس النواب العراقي، الرجل الذي كان وما يزال قريباً من أبناء نينوى، حاضرًا في كل محفل. ‏ ‏كما التقت قلوبنا بوجوهٍ طالما افتخرنا بها، من بينها الفريق الركن المتقاعد سعيد الحميدان، والشيخ مجبل الحميدان، والشيخ الدكتور سعيد سعود الحميدان، والكاتب الكبير الأستاذ عبد الجبار الجبوري، الذي أضاء الحفل بحضوره وفكره، إلى جانب الأستاذ صالح الجبوري، نقيب محامي محافظة نينوى، والشخصية القانونية البارزة. ‏وكان بين الحضور أيضاً الأستاذ المحامي الشيخ سعود الجدوع (أبو سفيان)، والدكتور محمود ابراهيم الحميدان، الذي عرفناه إنساناً ومثقفاً، والأستاذ فتاح الجبوري، صاحب البصمة المجتمعية المميزة، والدكتور الطبيب حسين الجبوري (أبو بلال)، الذي يجمع بين مهنته الإنسانية وروحه النبيلة.والدكتور محمد العيسى والدكتور عماد عيسى الدحل واللواء الطيار بشير سعود الحميدان وغيرهم كثير من أبناء المحافظة الذين لا يسعنا ذكرهم جميعاً، لكنهم جميعًا باقون في القلب والذاكرة، لما يحملونه من حب ومودة وتقدير. ‏لقد كانت الفرصة مميزة للقاء هذه الكوكبة من الأحبة في أجواء أخوية، اتسمت بالود والتواصل والذكريات الطيبة. فليس أجمل من لقاء الأحبة على مائدة الفرح، وسط نسائم نينوى العطرة، وأحاديث الذكريات التي جمعتنا في قاعة واحدة، تحت سقف المحبة والوطن. ‏نعم، يا دكتور مفتاح ويا أستاذنا الفاضل سعدي الجبوري، لقد كانت فرحتكم هي فرحتنا، وكان حضورنا في هذا المحفل هو تعبير صادق عن محبتنا لكم واعتزازنا بكم. ولعل الأجمل من كل شيء، هو أن هذا اللقاء لم يكن مناسبة عابرة، بل كان تجسيدًا لوحدة أبناء هذه المحافظة، التي عانت الكثير لكنها لا تزال تزرع الفرح وتجمع القلوب. ‏شكراً لكم على هذه الدعوة الكريمة التي جمعتنا تحت مظلة الأخوة، وجعلتنا نتقاسم الفرح في زمن نحتاج فيه إلى لحظات كهذه، تُعيد للروح بهجتها، وللقلب طمأنينته. ‏نبارك لأبنائكم الأعزاء هذا التخرج وهذا الترفيع المستحق، ونسأل الله لهم التوفيق في حياتهم المقبلة، والوصول إلى أعلى الدرجات العلمية والرتب العسكرية، وأن يكونوا كما عهدناكم: أبناءً صالحين، وعناوين مشرقة في طريق المجد والبناء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store