أين كُنتم على مدى سنوات وسنوات عندما كانت الحكومات كلّها في أيديكم بالكامل؟
تآكُل لبنان
المشاكل الحياتية والمعيشية الصعبة معلومة منذ وقت طويل، والمطالبة اللبنانية بإيجاد حلول لها قديمة أيضاً. وتبقى الحكومة ومختلف السلطات المحلية مُجبَرَة بسرعة توفير حلول جذرية لها.
ولكن من المؤسف والمُضحِك والمُبكي جداً، في آنٍ واحد، هو أن أكثرية الأصوات التي تنتقد السلطات المحلية اليوم على تركيزها على ملفات السلاح والسيادة، هي تلك التي تتبع أو تدور في فلك أحزاب وتيارات وأطراف سياسية، سيطرت على الحكومات والرئاسات والمؤسسات والإدارات اللبنانية، وعلى كل ما في البلد منذ أكثر من 15 عاماً، من دون أن تحرّك ساكناً تجاه تآكُل لبنان، والتراجع التدريجي في ظروف شعبه المعيشية والحياتية والإنسانية خلال السنوات الماضية، ولا تجاه ضياع مدّخرات الناس، وتحوُّل التعليم المدرسي والجامعي والطبابة والاستشفاء... الى امتيازات محصورة بمن يمتلكون المال حصراً، أو (بمن يمتلكون) رعاية سياسية وحزبية أو طائفية ومذهبية معينة.
من يذكّرهم؟
نعم، مؤسف جداً أن الأصوات التي تطالب الدولة اللبنانية بالاهتمام بالملفات المعيشية والحياتية والإنسانية اليوم بدلاً من حصر السلاح، هي نفسها التي دعمت تحلُّل الدولة في لبنان، وكل ما تمتلكه من مقومات، والتي تسبّبت بانهيار القطاعات الصحية والتربوية والبنية التحتية... فيها، وذلك تحت كل إسم وعنوان وذريعة تمنع حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، و(تمنع) التحلّي بقرار سياسي واقتصادي ومالي وأمني وعسكري محلي واحد.
فهؤلاء كلّهم لطالما اهتموا بكل ما لا علاقة للبنان ومصلحته به، بل فضّلوا مشاريع إقليمية، ودعموا الكثير من التوترات والحروب، بدلاً من التنبّه الى نتائج وانعكاسات ذلك على مستقبل الشعب اللبناني، والكهرباء، والمياه، والاتصالات، والطبابة، والمدرسة، والجامعة، وانتظام المؤسسات...
فمن يذكّر بعض الأصوات اللبنانية بذلك، وبأن الدولة هي تلك التي لا تكون دولة، إلا إذا بدأت بحصر الأمن والعسكر والسياسة وكل شيء فيها، كمقدمة تسمح بالعيش الآمن في ربوعها، وبالتنعّم بمختلف أشكال وأنواع الخدمات كافة؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"معنى النصر"... نتنياهو: هذه المبادئ الـ 5 ستضمن أمن إسرائيل
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة إعادة جميع الأسرى، الأحياء والأموات، مشدداً على أن إسرائيل لن تتخلى عن أي منهم. وأوضح نتنياهو أن نزع سلاح قطاع غزة لا يقتصر على سلاح حركة حماس، بل يشمل ضمان عدم تصنيع السلاح في القطاع أو تهريبه إليه، مع التأكيد على فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع بما في ذلك محيطه الأمني. وأشار إلى أن من بين مبادئه تشكيل حكومة مدنية بديلة في غزة لا تنتمي إلى حماس ولا إلى السلطة الفلسطينية، معتبراً أن هذه المبادئ الخمسة ستضمن أمن إسرائيل وتمثل، من وجهة نظره، معنى "النصر". وختم قائلاً: "نعمل على أساس هذه المبادئ، ومن الجيد أن يستوعبها الجميع". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
أدرعي: نهاجم أهدافاً تابعة للحزب في جنوب لبنان
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه 'إكس': 'جيش الدفاع يهاجم أهدافًا إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان'. وأضاف: 'هاجمت قوات جيش الدفاع قبل قليل عدة مسارات تحت أرضية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان'. وتابع: 'تشكل هذه البنى التحتية التي تم استهدافها خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان'. وأردف: 'سيواصل جيش الدفاع العمل من أجل إزالة أي تهديد على دولة إسرائيل'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
خطة الجيش...مراحل أربع أو أكثر وستُعرَض في هذا التاريخ!
كشفت معلومات mtv ان خطة الجيش توضَع بهدوء وستُعرَض في أول جلسة حكومية تحدد لهذه الغاية والمرجح أن تكون هذه الجلسة يوم الثلاثاء في الثاني من أيلول إلا اذا استجد طارئ يوجب عقدها الخميس في الرابع منه. وأشارت الى ان خطة الجيش ستكون ممتدة على مراحل أربع أو أكثر والتسلسل المنطقي يفرض أن تبدأ في الرقعة الممتدة حتى نهر الأولي وتمتد تدريجياً وفق معيار جغرافي. أضافت معلومات mtv: "خطة الجيش ستتضمن مهلاً زمنية مع علامة استفهام كبيرة تطرحها المصادر حول القدرة على مطابقة هذه المهل مع المهل التي طرحت في ورقة براك أي على أربعة اشهر لا سيما أن جنوب الليطاني وحده استغرق حتى الآن نحو ثمانية اشهر". ورأت مصادر mtv انه من الصعب البدء بالسلاح الفلسطيني كمرحلة أولى نظراً لتعقيده طالما أن بعض المعطيات لا تسمح بفتح مشكلات في المخيمات كمرحلة اولى على الاقل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News