
مصير 'اليونيفيل' على المحك.. مهمة تتطلب التغيير أم تواجه الانسحاب؟
يُعد الوضع في جنوب لبنان انعكاسًا معقدًا لتوازن القوى الإقليمي والدولي، حيث تتشابك قرارات الأمم المتحدة مع المصالح السياسية على الأرض. إن فهم هذا المشهد يبدأ من التمييز الدقيق بين الأدوات القانونية المتاحة لمجلس الأمن، وتحديدًا الفصل السادس والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. فالقرار 1701، الذي شكّل حجر الزاوية للسلام الهش في المنطقة منذ حرب 2006، يستند إلى الفصل السادس، مما يجعله دعوة للحلول السلمية وغير ملزم بالقوة.
هذا الفرق جوهري؛ فالفصل السابع يمنح مجلس الأمن صلاحية اتخاذ إجراءات قسرية، مثل العقوبات أو التدخل العسكري، دون الحاجة إلى موافقة الدولة المعنية. وتوضح الأمثلة التاريخية مدى قوة هذا البند، فقد فُرضت عقوبات وتدخلات دولية على العراق بعد غزوه للكويت، وفُرض حظر جوي على ليبيا عام 2011 دون موافقة نظامها. ولهذا السبب، فإن مهمة اليونيفيل، المبنية على الفصل السادس، هي قوة لمراقبة الوضع ومساعدة الجيش اللبناني، وليست قوة تنفيذية تفرض قراراتها بالقوة.
تلك الطبيعة المحدودة للتفويض هي أساس التحديات التي تواجهها القوة على الأرض. ففي ظل رفض بعض الأطراف اللبنانية السماح لليونيفيل بالتحرك دون مرافقة الجيش اللبناني، تتكرر حوادث منع دورياتها من دخول مناطق معينة، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى حد التعدي على القوات أو حتى القتل في حال حاولت الدخول إلى ما يُسمى 'مناطق حساسة'. هذا الواقع الميداني هو ما يُترجم إلى صراع دبلوماسي سنوي حول تفويض اليونيفيل، حيث يصر لبنان على الحفاظ على التفويض الحالي، بينما تضغط إسرائيل لزيادة صلاحيات القوة ومنحها حرية حركة كاملة.
مستقبل الجنوب: خيارات على حافة الهاوية
يتوقف مستقبل جنوب لبنان على عدة مسارات محتملة. فمسار التهدئة قد يؤدي إلى نجاح الجيش اللبناني في بسط سيطرته بدعم من اليونيفيل، وتتم تسوية نزع السلاح تدريجياً. أما السيناريو الأخطر، فهو التدخل المباشر عبر إدراج لبنان تحت الفصل السابع، في حال فشلت كل الحلول. هذا الاحتمال، رغم خطورته، قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة وانقسامات داخلية حادة.
تُظهر التطورات الحالية أن هذا الملف حساس للغاية. ففي الوقت الذي تشير فيه مصادر أميركية إلى ارتياح واشنطن لقرارات الحكومة اللبنانية، يُعبر الفرنسيون عن تفاؤلهم بتجديد مهمة اليونيفيل لمدة عام، حتى وإن كانت هذه الخطوة قد تُطرح 'للمرة الأخيرة'. هذا يعكس التعقيدات السياسية المحيطة بالملف، ويؤكد أن مستقبل الجنوب اللبناني لا يزال معلقًا بين الحلول السلمية وخيارات أكثر خطورة، خاصة مع وجود مخاوف من أن يؤدي فشل التوافق إلى انسحاب اليونيفيل، مما قد يفسح المجال أمام إسرائيل لفرض 'منطقة أمنية عازلة' داخل الأراضي اللبنانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 27 دقائق
- ليبانون ديبايت
تصاعد التنديد الدولي بخطط إسرائيل الاستيطانية في القدس والضفة
جددت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، استنكارها لمخطط إسرائيل بناء مستوطنة جديدة قرب القدس الشرقية المحتلة، محذّرة من أن المشروع يهدد بتقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى قسمين، ويعرّض الفلسطينيين في المنطقة لخطر الإخلاء القسري، معتبرة ذلك جريمة حرب. وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن القرار الإسرائيلي خطوة "غير قانونية" وتشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، أن المستوطنات غير القانونية ستؤدي إلى ترسيخ الاحتلال وتأجيج التوترات. وتصاعدت موجة التنديد الدولي، إذ أعلنت وزارة الخارجية الألمانية رفضها الشديد لخطط إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، مؤكدة أن توسيع مستوطنة معاليه أدوميم سيقيد حركة الفلسطينيين. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية هدم مدرسة قيد الإنشاء في الضفة مطلع الشهر الحالي، كانت مخصصة لنحو 100 طفل فلسطيني، محملة إسرائيل المسؤولية، ومشددة على أن استمرار السياسة الاستعمارية يهدد حل الدولتين. ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 أو بضمها إليها في 1980. وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أعلن أمس التصديق على مشروع استيطاني في المنطقة المعروفة بـ"إي1"، يتضمن بناء 3401 وحدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم و3515 وحدة إضافية في المنطقة المجاورة، ما يربط المستوطنة بالقدس ويقطع التواصل بين رام الله وبيت لحم. ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن موافقة سموتريتش تحيي مشروع "إي1" المجمّد منذ عقود بسبب الضغوط الدولية، والذي يعد حاجزًا إستراتيجيًا أمام قيام دولة فلسطينية، ويمثل خطوة نحو ضم الضفة الغربية المحتلة.


IM Lebanon
منذ 44 دقائق
- IM Lebanon
سفارة الهند في لبنان تحتفل باليوم الوطني الـ79
احتفلت سفارة الهند في لبنان بيوم استقلالها التاسع والسبعين بتاريخ 15 آب 2025، وأُقيمت مراسم رفع العلم في مقر السفارة صباحًا، حيث وضع سعادة سفير الهند في لبنان محمد نور رحمن شيخ إكليلًا من الزهور تكريمًا للمهاتما غاندي، ورفع العلم الوطني. وقد شارك في هذا الاحتفال أكثر من 200 شخص، من بينهم أفراد من الجالية الهندية، وأفراد من الكتيبة الهندية، وأصدقاء لبنانيين، وموظفو السفارة، حيث ردّدوا النشيد الوطني. وقرأ السفير شيخ الخطاب الذي ألقته فخامة رئيسة الجمهورية على اﻷمة، وحثّ المواطنين الهنود على مواصلة المساهمة في تعزيز العلاقات بين الهند ولبنان. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، رفع السفير شيخ العلم الوطني مرة أخرى في احتفال خاص بمناسبة يوم الاستقلال والذي أقيم في الكتيبة الهندية في إبل سقي. وحضر الاحتفال قائد قوة اليونيفيل اللواء ديوداتا أباغنارا والعقيد غلادستون من الكتيبة الهندية CONTICO؛ وكبار مسؤولي اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، وكبار الشخصيات المحلية. وسلّط السفير شيخ الضوء على مسيرة الهند منذ الاستقلال، والعلاقات الهندية اللبنانية الوطيدة، والتزام الهند الراسخ بدعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان. كما تطرق إلى برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي (ITEC) لبناء القدرات، والذي يُقدّم منحًا لنحو 100 مواطن لبناني؛ والعديد من مشاريع التنمية القادمة، بما في ذلك معسكر جايبور للأطراف الاصطناعية، وتجديد مركز صحي وملعب صغير، وإضاءة الشوارع بالطاقة الشمسية، وتزويد دراجات نارية للشرطة البلدية، بالإضافة الى التعاون الثقافي والأكاديمي. وشجّع السفير على تعزيز التبادل التجاري الثنائي بين البلدين، مشيراً إلى إمكانية رفعه من 500 مليون إلى مليار دولار أمريكي في المستقبل القريب، وفي نهاية كلمته أكدّ على دعم الهند المستمر لنمو لبنان واستقراره.


تيار اورغ
منذ 2 ساعات
- تيار اورغ
رئيس بعثة اليونيفيل زار قائمقام حاصبيا
استقبل قائمقام حاصبيا رواد سلوم، في مكتبه في سراي حاصبيا، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ديوداتو ابانيارا يرافقه منسق شؤون القائد العام عباس عواله، في زيارة تعارفية لمناسبة تسلمه مهامه الجديدة كقائد عام لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان. وتم عرض الأوضاع الأمنية في القضاء والبحث في مشاريع الخدمات الإنمائية التي تنوي "اليونيفيل" القيام بها في القرى والبلدات التابعة لنطاق عملها. وأعرب اللواء ابانيارا عن تعاطفه مع المواطنين الجنوبيين، مبديًا أسفه لاستمرار العمليات العسكرية في الجنوب، آملًا التوصل لوقف سريع لإطلاق النار بشكل نهائي وإحلال السلام والأمن على طول الحدود الجنوبية. كما شكر للقائمقام سلوم حسن التعاون والإيجابية في التعاطي من قبله مع كل من الكتيبتين الإسبانية والهندية، ونوه بدوره الإيجابي في متابعة المشاريع التي تنفذها السلطات المحلية، بالتعاون مع الجهات الدولية المانحة. بدوره، شكر سلوم لرئيس البعثة زيارته، متمنيًا له "التوفيق" في مهامه الجديدة، مثنيًا على "الدور الإنساني والإنمائي والخدماتي الذي تقوم به اليونيفيل"، مؤكدًا "ضرورة استمرار التعاون والتنسيق التام بين كل من قيادة الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية في ما خص الملف الأمني المستجد على كامل الحدود الجنوبية".