
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لوقف إطلاق النار في البحر الأسود
Getty Images
قالت الولايات المتحدة إن الجانبين اتفقا على إنهاء النشاط العسكري في البحر الأسود- أرشيفية
بعد ثلاثة أيام من محادثات السلام في السعودية، توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود، وذلك عبر صفقات منفصلة مع الولايات المتحدة.
وصرحت واشنطن في بيان أعلنت فيه عن الاتفاقات، أن جميع الأطراف ستواصل العمل من أجل تحقيق "سلام دائم ومستقر"، وهو ما سيسهم في إعادة فتح طريق تجاري مهم.
كما تعهد البلدان "بوضع إجراءات" لتطبيق اتفاق سابق، يحظر مهاجمة البنية التحتية للطاقة لكل منهما، وفقاً لما أفاد به البيت الأبيض.
لكن روسيا قالت إن وقف إطلاق النار البحري لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد رفع عدد من العقوبات المفروضة على تجارتها في المواد الغذائية والأسمدة.
والتقى مسؤولون أمريكيون بشكل منفصل بمفاوضين من موسكو وكييف في الرياض، بهدف التوسط في هدنة بين الجانبين. ولم يلتقِ الوفدان الروسي والأوكراني بشكل مباشر.
كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن اتفاق وقف الهجمات في البحر الأسود خطوة في الاتجاه الصحيح.
ولكن بعد وقت قصير من إعلان واشنطن، صرّح الكرملين بأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد رفع العقوبات عن البنوك والمنتجين والمُصدّرين الروس المشاركين في تجارة الأغذية والأسمدة الدولية.
وتشمل الإجراءات التي طالبت بها روسيا إعادة ربط البنوك المعنية بنظام (سويفت باي) للدفع، ورفع القيود المفروضة على خدمة السفن التي ترفع العلم الروسي والمشاركة في تجارة الأغذية، وعلى توريد الآلات الزراعية وغيرها من السلع اللازمة لإنتاج الغذاء.
ولم يتضح من بيان البيت الأبيض موعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وعندما سُئل ترامب عن رفع العقوبات، قال للصحفيين: "نفكر فيها جميعاً الآن، وندرسها".
ويشير بيان واشنطن بشأن المحادثات الأمريكية الروسية إلى أن الولايات المتحدة "ستساعد في استعادة وصول روسيا إلى السوق العالمية لصادرات الأغذية الزراعية والأسمدة".
وفي حديثه في كييف، وصف زيلينسكي هذا الأمر بأنه "ضعف في المواقف".
وأضاف أن أوكرانيا ستضغط من أجل فرض عقوبات إضافية على روسيا وتقديم دعم عسكري أكبر من الولايات المتحدة إذا تراجعت موسكو عن التزاماتها.
ولاحقًا في خطابه المسائي للأوكرانيين، اتهم زيلينسكي الكرملين بالكذب عندما قال إن وقف إطلاق النار في البحر الأسود يتوقف على رفع العقوبات.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إن "دولاً ثالثة" يمكنها الإشراف على أجزاء من الاتفاق.
لكنه حذّر من أن تحرك السفن الحربية الروسية خارج "الجزء الشرقي من البحر الأسود" سيُعتبر انتهاكاً للاتفاق و"تهديداً للأمن القومي لأوكرانيا".
وأضاف: "في هذه الحالة، سيكون لأوكرانيا الحق الكامل في ممارسة حق الدفاع عن النفس".
Bloomberg via Getty Images
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على اليسار، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة - 28 فبراير/شباط 2025.
وكان قد اتُفق على ترتيب سابق يسمح بمرور آمن للسفن التجارية في البحر الأسود عام 2022، بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط من ذلك العام.
وتُعدّ كل من أوكرانيا وروسيا من كبار مُصدّري الحبوب، وارتفعت أسعارها بشكل حاد بعد اندلاع الحرب.
يشار إلى أن "اتفاقية حبوب البحر الأسود" وُضعت للسماح لسفن الشحن المتجهة من وإلى أوكرانيا بالإبحار بأمان دون التعرض لهجوم روسي.
وسهّلت الاتفاقية نقل الحبوب وزيت دوار الشمس ومنتجات أخرى ضرورية لإنتاج الغذاء، مثل الأسمدة، عبر البحر الأسود.
كانت الاتفاقية سارية المفعول في البداية لمدة 120 يوماً، ولكن بعد تمديدات متعددة، انسحبت روسيا في يوليو/تموز 2023، مدعيةً عدم تنفيذ أجزاء رئيسية من الاتفاقية.
وبعد محادثات هذا الأسبوع، اتفق البلدان أيضاً على "وضع تدابير" لتطبيق حظر على مهاجمة البنية التحتية للطاقة في كل منهما.
وتسببت الهجمات الروسية على إمدادات الطاقة في أوكرانيا في انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي طوال فترة الحرب، مما ترك آلاف الأشخاص بدون تدفئة في برد الشتاء القارس.
كما دفعت الهجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى دعوة ضبط النفس.
وحصل اتفاق مبدئي على الحظر في مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، ولكن بعد ساعات من إعلانه، تبادلت كل من موسكو وكييف الاتهامات بخرقه.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قالت موسكو إن أوكرانيا واصلت استهداف البنية التحتية المدنية للطاقة في روسيا أثناء انعقاد محادثات السلام في الرياض.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم المزعوم أظهر أن زيلينسكي "غير قادر على الالتزام بالاتفاقيات".
جاء ذلك بعد أن شنت روسيا هجوماً صاروخياً استهدف شمال شرق أوكرانيا، الاثنين، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 شخص في مدينة سومي.
وصباح الثلاثاء، قالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت نحو 139 طائرة مسيرة وصاروخاً باليستياً واحداً خلال الليل.
وأضافت كييف أن ما يصل إلى 30 جندياً روسياً قُتلوا في غارة جوية على البنية التحتية العسكرية في كورسك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
احتجاجات في طرابلس تطالب برحيل حكومة الدبيبة، ودول الجوار تجتمع في القاهرة
Getty Images طرابلس شهدت احتجاجات طول الفترة الماضية في ساحة الشهداء للمطالبة باستقالة حكومة الدبيبة أضرم محتجون النار في الإطارات وأغلقوا طريقاً رئيسياً في العاصمة الليبية طرابلس، يوم الجمعة، مطالبين باستقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، وذلك عقب اشتباكات "دامية" شهدتها العاصمة، فيما تستضيف القاهرة اجتماعا عاجلا بشأن ليبيا يوم السبت. وانطلقت دعوات للتظاهر في العاصمة طرابلس يوم الخميس، ودعت للتجمع في الميادين من أجل حمل حكومة الدبيبة على الاستقالة، فيما أطلقوا عليها "جمعة الرحيل"، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالبت الدعوات أيضا بوضع مقترحات على طاولة البعثة الأممية في ليبيا، لإطلاق حوار سياسي عاجل وسريع، يحقق مطالب أبناء الأمة ولتجنيب العاصمة مزيدا من التصعيد وإنهاء حالة الفوضى والإنفلات. وأعلنت النيابة العامة الليبية، يوم الجمعة، القبض على ثلاثة من المشتبه بهم بتهمة اقتحام مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس، يوم الأربعاء. وبحسب تقارير ليبية فقد اقتحمت مجموعة مسلحة محلية تُطلق على نفسها اسم "وحدة السيطرة" مقر مؤسسة النفط، مستخدمة سيارات تحمل شعار "مجلس الوزراء – إدارة المهام الخاصة"، واقتحمت مكتب رئيس مجلس الإدارة وسيطرت على أجزاء من المبنى دون الكشف عن الأسباب. لكن المؤسسة الوطنية للنفط، نفت في بيان يوم الخميس، وقوع أي عملية اقتحام، مشيرة إلى أن ما حدث كان "خلافاً شخصياً محدوداً، وقع في منطقة الاستقبال دون أن يمتد إلى مكاتب الإدارة أو يؤثر على سير العمل." اجتماع عاجل في القاهرة على وقع الأزمة الحالية في ليبيا، أعلنت الجزائر ومصر وتونس "العودة إلى اجتماعات آلية دول جوار ليبيا"، حيث سيعقد وزراء خارجية الدول الثلاث، اجتماعاً في القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية، يوم السبت، بعد توقف دام لعدة سنوات نتيجة تباينات في المواقف إزاء الأزمة الليبية. ويهدف الاجتماع إلى دفع الأطراف المتناحرة إلى توافق عبر حوار ليبي- ليبي يتيح التمهيد لتشكيل حكومة موحدة وإجراء انتخابات عامة. ويصل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى القاهرة، يوم الجمعة، للمشاركة في اجتماع السبت، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والتونسي محمد علي النفطي، وذلك بعد توافق الوزراء على استئناف الآلية خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري إلى كل من الجزائر وتونس. ويهدف هذا الاجتماع الوزاري إلى "توحيد المواقف"، ومنع "تفاقم التطورات والتوترات الداخلية" التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة، وهددت بعودة الحرب والاقتتال الداخلي. كما يسعى الاجتماع إلى دعم المساعي الهادفة إلى دفع الحوار السياسي وتحقيق حل ليبي-ليبي وإنهاء التدخل الخارجي وضمان خروج القوات الأجنبية من البلاد. وجاء قرار استئناف اجتماعات آلية دول جوار ليبيا، بعد زيارات قام بها وزير الخارجية المصري نهاية أبريل/نيسان الماضي، إلى كل من الجزائر وتونس، للتوافق على إحياء آلية التنسيق الثلاثي التي تأسست سنة 2017 بمبادرة من الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي. وقد عقدت الآلية سلسلة اجتماعات خلال الأعوام السابقة، حتى توقفت إبان معركة طرابلس سنة 2020. جهود أممية من جانبها أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عقد اجتماع مع عدد من الأعيان وقيادات المجتمع ووسطاء من المنطقة الغربية، يوم الأربعاء، لمناقشة سبل تعزيز الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها عقب اشتباكات طرابلس هذا الشهر، والعمل على منع تجدد القتال. وقالت البعثة في بيان لها إن الاجتماع جاء في إطار جهودها المستمرة لبناء السلام وحل النزاعات، وأكد القادة المشاركون على ضرورة تعزيز الهدنة، وشددوا على أنه لا مكان لمزيد من الاقتتال. كما التزم المشاركون بتشجيع مجتمعاتهم، بما في ذلك فئة الشباب، على الامتناع عن الانخراط في النزاعات، والعمل على الحد من انتشار المعلومات المضللة والكاذبة. ودعا المشاركون إلى وضع آليات فعالة لمنع أي تحركات عسكرية أحادية الجانب، ورصد تنفيذ اتفاق الهدنة وضمان الالتزام به. كما أوصوا بتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية لضمان نهج متماسك في الترتيبات الأمنية، وبناء منظومة مساءلة للمؤسسات الأمنية والعسكرية، من خلال إعداد خطة شاملة لإعادة تأهيل ودمج عناصر التشكيلات المسلحة في الحياة المدنية أو ضمن الهياكل الأمنية الرسمية.


الوسط
منذ 5 ساعات
- الوسط
ماذا نعرف عن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
Reuters تصاعد الدخان من شمال غزة عقب انفجار، 27 مايو/ أيار 2025 أعلن البيت الأبيض تقديم مقترح أمريكي لحركة حماس بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وحظي المقترح بقبول مبدئي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتجري حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخراً من ويتكوف عبر الوسطاء"، وفق بيان صادر عنها. وكان المسؤول في الحركة باسم نعيم قال لبي بي سي، إن الاتفاق لا يلبي مطالبها الأساسية. البيت الأبيض، قال الخميس إن "المناقشات لا تزال جارية"، دون الكشف عن تفاصيل محتوى الاقتراح. وأفادت رويترز أن الاقتراح يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، بالإضافة إلى إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً، أحياءً وأمواتاً، خلال الأسبوع الأول. وفي المقابل، تقترح الاتفاقية إطلاق سراح 1236 سجيناً فلسطينياً ورفات 180 قتيلاً فلسطينياً، بحسب رويترز. كما يشمل الاتفاق إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة فور موافقة حماس عليه. وأوضحت رويترز أن إطلاق سراح الرهائن الثلاثين المتبقين سيكون مرتبطاً بسريان وقف إطلاق نار دائم، بالإضافة إلى توقف إسرائيل عن جميع العمليات العسكرية في غزة فور بدء الهدنة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الاتفاق ينص على تسليم حماس 10 رهائن أحياء وجثث 18 رهينة قتلى على مرحلتين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً والإفراج عن السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قال في اجتماع عٌقد مع عائلات الرهائن الخميس: "نوافق على قبول خطة ويتكوف الأخيرة التي عُرضت علينا الليلة. حماس لم تُبدِ أي ردّ بعد. لا نعتقد أن حماس ستُفرج عن آخر رهينة، ولن نُغادر القطاع حتى نُسلّم جميع الرهائن". وقال باسم نعيم، مسؤول كبير في الحركة لبي بي سي إن الاتفاق لا يلبي مطالبها الأساسية، مثل ضمان أن تؤدي الهدنة المؤقتة إلى وقف إطلاق نار دائم، أو العودة إلى البروتوكول الإنساني الذي سمح بدخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يومياً إلى غزة خلال وقف إطلاق النار السابق. وأضاف نعيم أن الحركة تلقت "رداً رسمياً" من إسرائيل على المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. ولفت نعيم أن الرد الإسرائيلي "لم يلبِ أياً من مطالب شعبنا العادلة والمشروعة، ومن بينها الوقف الفوري للأعمال العدائية وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة". وأشار إلى أن "قيادة حماس تقوم حالياً بمراجعة شاملة ومسؤولة للمقترح الجديد". وتابع نعيم قائلاً: "يستند هذا التقييم إلى شعور عميق بالمسؤولية الوطنية والتزام راسخ بحماية حقوق ومستقبل الشعب الفلسطيني على أرضه". من هو ستيف ويتكوف؟ EPA المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، والرئيس الأمريكي ترامب خلال لقائهما الأربعاء. وُلد ستيف ويتكوف عام 1957 في نيويورك لعائلة يهودية، حيث كانت والدته تعمل في مجال التصميم الداخلي، بينما شغل والده منصب رئيس مصنع لإنتاج الملابس النسائية. حصل ويتكوف على شهادة في القانون، وبدأ مسيرته المهنية كمحام متخصص في القضايا العقارية. وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، تعرّف ويتكوف على ترامب لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، حين كان يعمل في شركة محاماة مختصة بالعقارات تولّت إنجاز صفقة لصالح ترامب. كان أكثر من مجرد صديق. تبرع ويتكوف بملايين الدولارات لحملات ترامب السياسية على مر السنين. وبعد أسابيع فقط من فوزه على كامالا هاريس في نوفمبر/ تشرين ثاني ٢٠٢٤، وقبل تنصيبه، أرسل ترامب ويتكوف إلى الشرق الأوسط لبدء العمل مع فريق جو بايدن على الفور من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. عين ترامب ويتكوف مبعوثاً خاصاً له إلى الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، ازدادت مهامه، الى جانب دوره في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا كمسؤول عن السياسية الخارجية في البيت الأبيض. حقق ويتكوف تقدماً في بعض المحادثات مع روسيا خلال مفاوضات حرب روسيا وأوكرانيا، أنتج ذلك تبادل للسجناء أطلق بموجبه مواطن أمريكي لقاء آخر روسي، كذلك قاد فريق التفاوض الأمريكي مع إيران خلال أبريل/ نيسان الماضي.


الوسط
منذ 5 ساعات
- الوسط
مصدر عسكري إسرائيلي رفيع لبي بي سي: فككنا "الكتائب المسلحة" في الضفة الغربية ونعمل على منع إعادة تمركزها
Getty Images أعلن مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة خاصة مع بي بي سي، أن القوات الإسرائيلية نجحت في تفكيك "الكتائب المسلحة" التي كانت متمركزة داخل مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، لا سيما في جنين وطولكرم ونور شمس، مشيرا إلى أن الخلايا المتبقية لم تعد تعمل ضمن بنية تنظيمية موحدة كما في السابق. وقال المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أو رتبته، إن العمليات الجارية تعد تحولا استراتيجيا في سياسة الجيش، إذ لم تعد المداهمات تقتصر على اقتحامات مؤقتة، بل تعتمد على التمركز الميداني طويل الأمد داخل المخيمات، بهدف منع عودة التهديد المسلح وضمان السيطرة العملياتية كما قال. وأوضح أن هذه الحملة العسكرية تجري ضمن ما يعرف بخطة "درع ورمح" أو "حومة برزيل"، وتستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة حول بنى تحتية مسلحة تشمل مخازن أسلحة وعبوات ناسفة ومخابئ، مشيرا إلى مقتل أكثر من 100 مسلح واعتقال نحو 1500 شخص منذ بدء العمليات. "ملخص أمني" بحسب تقييم رسمي من المصادر العسكرية حصلت عليه بي بي سي، فإن ساحة الضفة الغربية شهدت "تغيرا عملياتيا كبيرا" منذ بداية الحرب في قطاع غزة، حيث أُغلقت المناطق الفلسطينية بالكامل أمام حركة الدخول إلى إسرائيل، ما فرض تحديات ميدانية واسعة على الجيش. ويؤكد التقييم أن "قائد القيادة الوسطى في الجيش يدعم مبدأ مواجهة التهديد المسلح بشكل مباشر عبر تواجد الجيش في قلب مناطق التوتر، مشيرا إلى أن العمليات تتركز خصوصا في مناطق شمال الضفة، حيث تم رصد بنى تحتية لمجموعات مسلحة تنشط داخل المخيمات. EPA تفكيك البنية "الكتائبية" أوضح المسؤول العسكري أن المجموعات المسلحة كانت تعمل ضمن تشكيلات تُعرف بـ"الكتائب"، وتمركزت في المخيمات على مدار الأشهر الماضية، لكنها تفككت نتيجة العمليات العسكرية المركزة، مضيفا: "لم ننجح في القضاء على كل المسلحين، لكننا فككنا التنظيمات الكبرى، ولم تعد هناك بنية كتائبية فعالة كما كانت من قبل". فيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية، قال المسؤول إن أجهزتها الأمنية لم تنجح في الدخول إلى المخيمات بسبب "الواقع الميداني المعقد"، رغم وجود نية كما قال لضبط الأمن وملاحقة المسلحين، مشيرا إلى أن تدخلها بقي "محدود الفعالية". وأضاف أن بعض الاعتقالات التي نفذتها السلطة جاءت فقط بعد أن فتح الجيش الإسرائيلي الطريق ميدانيا، مؤكدا أن "العمليات الناجحة الحالية كانت ضرورية لسد فراغ أمني متراكم. توجهنا بسؤال للسلطة الفلسطينية ولم نتلق ردً حتى لحظة نشر التقرير. الوضع الإنساني وعودة السكان EPA مواطن فلسطيني في طولكرم يخضع لتفتيش الجيش الإسرائيلي أقرّ المسؤول بأن الوضع الإنساني في المخيمات صعب للغاية، لكنه أكد أن الجيش لا يمانع عودة السكان "فور انتهاء العمليات وتوفر الشروط الأمنية"، وأضاف: "نحن لا نمنع أحدا من العودة، لكن لا يمكننا تحديد موعد لذلك في ظل استمرار العمليات، لأننا نعمل على تفكيك البنى التحتية المسلحة التي تعيق حياة طبيعية". عنف المستوطنين تحت الرصد ردا على سؤال من بي بي سي حول تصاعد حوادث العنف من جانب مستوطنين ضد فلسطينيين، قال المسؤول إن الجيش "يتعامل بجدية" مع ما وصفه بـ"الجريمة القومية" التي يرتكبها مستوطنون، مؤكدا أن هناك إجراءات عسكرية واعتقالات تنفذ للحد من هذا النوع من الاعتداءات. وأوضح أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى تصعيد ميداني خطير، وأضاف: "منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول، لم يزد عدد الحوادث، لكن خطورتها تصاعدت، ونحن نرد عليها بشكل حازم". نحو نهاية العملية؟ ورغم أن المسؤول لم يحدد إطارا زمنيا لنهاية العملية، إلا أنه أشار إلى أن الجيش بات قادرا على تنفيذ المهام بقوات أصغر حجما بفضل التقدم الميداني، وقال: "إذا كنا بحاجة إلى كتيبة لدخول جنين سابقا، اليوم نحتاج فقط إلى سرية، لأننا سيطرنا على المفاتيح الأمنية داخل المخيمات". وختم المسؤول بالقول إن "الجيش يعمل على تحقيق توازن دقيق بين تفكيك التهديدات المسلحة من جهة، والحفاظ على حياة طبيعية للسكان الفلسطينيين من جهة أخرى، بما في ذلك السماح بالحركة الاقتصادية عبر معابر مثل الجلبوع". معطيات وزارة الصحة الفلسطينية EPA وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية فإن 960 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، بينهم 199 طفلا و21 امرأة، و24 قتلوا برصاص المستوطنين. كما أشارت مصادر أمنية فلسطينية إلى أن من بين القتلى 287 فلسطينيا مسلحا قتلوا خلال عمليات اغتيال عبر غارات جوية أو خلال اقتحامات واشتباكات مسلحة. ووفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني، نفذت القوات الإسرائيلية نحو 17 ألف حالة اعتقال في الضفة الغربية منذ بداية التصعيد في أكتوبر/ تشرين أول 2023. وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر في شمال الضفة الغربية عن تهجير ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بحسب معطيات الأمم المتحدة. وفي جنين، أشار المحافظ كمال أبو الرب إلى أن نحو 600 منزل دمر بالكامل داخل المخيم، بينما تضررت معظم المنازل الأخرى جزئيا وأصبحت غير صالحة للسكن، ما أدى إلى نزوح نحو 22 ألف شخص، ومقتل 43، فضلا عن عشرات الجرحى والمعتقلين. أما في طولكرم، فقد قال المحافظ عبدالله كميل إن العمليات العسكرية أدت إلى نزوح أكثر من 4,200 عائلة، أي ما يزيد عن 25 ألف شخص من مخيمي طولكرم ونور شمس. كما دمر أكثر من 400 منزل بشكل كامل، وتضررت 2,573 بشكل جزئي، بينما أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل المخيمين بالسواتر الترابية، مما حولهما إلى مناطق شبه معزولة تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.