
مصدر عسكري إسرائيلي رفيع لبي بي سي: فككنا "الكتائب المسلحة" في الضفة الغربية ونعمل على منع إعادة تمركزها
Getty Images
أعلن مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة خاصة مع بي بي سي، أن القوات الإسرائيلية نجحت في تفكيك "الكتائب المسلحة" التي كانت متمركزة داخل مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، لا سيما في جنين وطولكرم ونور شمس، مشيرا إلى أن الخلايا المتبقية لم تعد تعمل ضمن بنية تنظيمية موحدة كما في السابق.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أو رتبته، إن العمليات الجارية تعد تحولا استراتيجيا في سياسة الجيش، إذ لم تعد المداهمات تقتصر على اقتحامات مؤقتة، بل تعتمد على التمركز الميداني طويل الأمد داخل المخيمات، بهدف منع عودة التهديد المسلح وضمان السيطرة العملياتية كما قال.
وأوضح أن هذه الحملة العسكرية تجري ضمن ما يعرف بخطة "درع ورمح" أو "حومة برزيل"، وتستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة حول بنى تحتية مسلحة تشمل مخازن أسلحة وعبوات ناسفة ومخابئ، مشيرا إلى مقتل أكثر من 100 مسلح واعتقال نحو 1500 شخص منذ بدء العمليات.
"ملخص أمني"
بحسب تقييم رسمي من المصادر العسكرية حصلت عليه بي بي سي، فإن ساحة الضفة الغربية شهدت "تغيرا عملياتيا كبيرا" منذ بداية الحرب في قطاع غزة، حيث أُغلقت المناطق الفلسطينية بالكامل أمام حركة الدخول إلى إسرائيل، ما فرض تحديات ميدانية واسعة على الجيش.
ويؤكد التقييم أن "قائد القيادة الوسطى في الجيش يدعم مبدأ مواجهة التهديد المسلح بشكل مباشر عبر تواجد الجيش في قلب مناطق التوتر، مشيرا إلى أن العمليات تتركز خصوصا في مناطق شمال الضفة، حيث تم رصد بنى تحتية لمجموعات مسلحة تنشط داخل المخيمات.
EPA
تفكيك البنية "الكتائبية"
أوضح المسؤول العسكري أن المجموعات المسلحة كانت تعمل ضمن تشكيلات تُعرف بـ"الكتائب"، وتمركزت في المخيمات على مدار الأشهر الماضية، لكنها تفككت نتيجة العمليات العسكرية المركزة، مضيفا: "لم ننجح في القضاء على كل المسلحين، لكننا فككنا التنظيمات الكبرى، ولم تعد هناك بنية كتائبية فعالة كما كانت من قبل".
فيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية، قال المسؤول إن أجهزتها الأمنية لم تنجح في الدخول إلى المخيمات بسبب "الواقع الميداني المعقد"، رغم وجود نية كما قال لضبط الأمن وملاحقة المسلحين، مشيرا إلى أن تدخلها بقي "محدود الفعالية".
وأضاف أن بعض الاعتقالات التي نفذتها السلطة جاءت فقط بعد أن فتح الجيش الإسرائيلي الطريق ميدانيا، مؤكدا أن "العمليات الناجحة الحالية كانت ضرورية لسد فراغ أمني متراكم.
توجهنا بسؤال للسلطة الفلسطينية ولم نتلق ردً حتى لحظة نشر التقرير.
الوضع الإنساني وعودة السكان
EPA
مواطن فلسطيني في طولكرم يخضع لتفتيش الجيش الإسرائيلي
أقرّ المسؤول بأن الوضع الإنساني في المخيمات صعب للغاية، لكنه أكد أن الجيش لا يمانع عودة السكان "فور انتهاء العمليات وتوفر الشروط الأمنية"، وأضاف: "نحن لا نمنع أحدا من العودة، لكن لا يمكننا تحديد موعد لذلك في ظل استمرار العمليات، لأننا نعمل على تفكيك البنى التحتية المسلحة التي تعيق حياة طبيعية".
عنف المستوطنين تحت الرصد
ردا على سؤال من بي بي سي حول تصاعد حوادث العنف من جانب مستوطنين ضد فلسطينيين، قال المسؤول إن الجيش "يتعامل بجدية" مع ما وصفه بـ"الجريمة القومية" التي يرتكبها مستوطنون، مؤكدا أن هناك إجراءات عسكرية واعتقالات تنفذ للحد من هذا النوع من الاعتداءات.
وأوضح أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى تصعيد ميداني خطير، وأضاف: "منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول، لم يزد عدد الحوادث، لكن خطورتها تصاعدت، ونحن نرد عليها بشكل حازم".
نحو نهاية العملية؟
ورغم أن المسؤول لم يحدد إطارا زمنيا لنهاية العملية، إلا أنه أشار إلى أن الجيش بات قادرا على تنفيذ المهام بقوات أصغر حجما بفضل التقدم الميداني، وقال: "إذا كنا بحاجة إلى كتيبة لدخول جنين سابقا، اليوم نحتاج فقط إلى سرية، لأننا سيطرنا على المفاتيح الأمنية داخل المخيمات".
وختم المسؤول بالقول إن "الجيش يعمل على تحقيق توازن دقيق بين تفكيك التهديدات المسلحة من جهة، والحفاظ على حياة طبيعية للسكان الفلسطينيين من جهة أخرى، بما في ذلك السماح بالحركة الاقتصادية عبر معابر مثل الجلبوع".
معطيات وزارة الصحة الفلسطينية
EPA
وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية فإن 960 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، بينهم 199 طفلا و21 امرأة، و24 قتلوا برصاص المستوطنين.
كما أشارت مصادر أمنية فلسطينية إلى أن من بين القتلى 287 فلسطينيا مسلحا قتلوا خلال عمليات اغتيال عبر غارات جوية أو خلال اقتحامات واشتباكات مسلحة.
ووفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني، نفذت القوات الإسرائيلية نحو 17 ألف حالة اعتقال في الضفة الغربية منذ بداية التصعيد في أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر في شمال الضفة الغربية عن تهجير ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بحسب معطيات الأمم المتحدة.
وفي جنين، أشار المحافظ كمال أبو الرب إلى أن نحو 600 منزل دمر بالكامل داخل المخيم، بينما تضررت معظم المنازل الأخرى جزئيا وأصبحت غير صالحة للسكن، ما أدى إلى نزوح نحو 22 ألف شخص، ومقتل 43، فضلا عن عشرات الجرحى والمعتقلين.
أما في طولكرم، فقد قال المحافظ عبدالله كميل إن العمليات العسكرية أدت إلى نزوح أكثر من 4,200 عائلة، أي ما يزيد عن 25 ألف شخص من مخيمي طولكرم ونور شمس. كما دمر أكثر من 400 منزل بشكل كامل، وتضررت 2,573 بشكل جزئي، بينما أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل المخيمين بالسواتر الترابية، مما حولهما إلى مناطق شبه معزولة تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 8 ساعات
- الوسط
وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ "وشيك" لتايوان، ويحثّ آسيا على تعزيز دفاعاتها
Getty Images حذّر وزير الدفاع الأمريكي من أن الصين تُشكّل تهديدا حقيقيا لتايوان. حذّر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، من أن الصين تُشكل تهديداً "وشيكاً" لتايوان، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي والعمل مع الولايات المتحدة. وفي حين أن الولايات المتحدة لا "تسعى للهيمنة على الصين أو خنقها"، إلا أنها لن تُطرد من آسيا ولن تسمح بترهيب حلفائها، وفقاً لما قاله هيغسيث خلال قمة دفاعية آسيوية رفيعة المستوى. وفي ردّها على ذلك، اتهمت الصين الولايات المتحدة بأنها "أكبر مُثير للمشاكل" على صعيد السلام الإقليمي. ويخشى الكثيرون في آسيا من زعزعة الاستقرار، إذا غزت الصين جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وتطالب بها بكين. ولم تستبعد الصين استخدام القوة لذلك. وفي حديثه خلال قمة حوار شانغريلا الدفاعية في سنغافورة، وصف هيغسيث الصين بأنها تسعى لأن تصبح "قوة مهيمنة"، تأمل في السيطرة على أجزاء كثيرة من آسيا. وانخرطت الصين في صدامات مع العديد من جيرانها بشأن مطالبات إقليمية تنافسية على بحر الصين الجنوبي. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن بكين "تستعد بشكل مؤكد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى" في آسيا، وأشار إلى الموعد النهائي الذي يُزعم أن الرئيس شي جين بينغ حدده للجيش الصينين، وهو حتى عام 2027، ليكون قادراً على غزو تايوان. وهذا التاريخ طرحه مسؤولون وجنرالات أمريكيون لسنوات، لكن بكين لم تؤكده قط. وقال هيغسيث إن الصين "تبني الجيش اللازم للقيام بذلك، وتتدرب عليه يوميا، وتتدرب على المهمة الحقيقية". وأضاف "دعوني أوضح أن أي محاولة من الصين الشيوعية لغزو تايوان بالقوة ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم. لا داعي لتجميل الأمر. التهديد الذي تشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً. نأمل ألا يكون كذلك، ولكنه ممكن بالتأكيد". وأوضح هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب أو صراع مع الصين. وقال وزير الدفاع الأمريكي: "لا نسعى إلى الهيمنة على الصين أو خنقها، أو تطويقها أو استفزازها. لا نسعى إلى تغيير النظام. ولكن يجب أن نضمن ألا تتمكن الصين من الهيمنة علينا أو على حلفائنا وشركائنا"، مضيفا "لن نُطرد من هذه المنطقة الحيوية". ورداً على ذلك، نشرت السفارة الصينية في سنغافورة ملاحظة على صفحتها على فيسبوك قالت فيها إن الخطاب "مليء بالاستفزازات والتحريض"، وقالت إن هيغسيث "شهّر بالصين وهاجمها مراراً وتكراراً، وبالغ بلا هوادة في الحديث عما يُسمى "التهديد الصيني". وأضافت السفارة: "في الواقع، تُعدّ الولايات المتحدة نفسها أكبر "مُثير للمشاكل" على صعيد السلام والاستقرار الإقليميين". ومن الأمثلة التي استشهدت بها السفارة الصينية: "نشر الولايات المتحدة أسلحة هجومية" في بحر الصين الجنوبي، وإجراء استطلاعات لما وصفته السفارة بـ"الجُزر والشعاب المرجانية الصينية". وأوضحت السفارة أن "أكثر ما تُقدّمه الولايات المتحدة الآن للعالم هو "عدم اليقين"؛ إذْ أنها تدّعي حماية السلام وعدم السعي إلى الصراعات. لقد سمعنا ذلك. فدعونا نرى ما ستتخذه من خطوات". وجاءت هذه اللهجة الصينية القوية في الوقت الذي قلّصت فيه عمداً حضورها في الحوار. Getty Images تتوغل الطائرات المقاتلة الصينية في المجال الجوي التايواني فيما يُسمّى بتكتيكات المنطقة الرمادية. ولطالما شكّل حوار شانغريلا منصةً للولايات المتحدة والصين لعرض أفكارهما على الدول الآسيوية، في ظلّ تنافس القوى العظمى على النفوذ. ولكنْ، في حين أرسلت الولايات المتحدة هذا العام أحد أكبر وفودها على الإطلاق، أرسلت الصين بدلا من ذلك فريقا أقلّ مستوى بشكل ملحوظ، وألغتْ خطابها المقرر يوم الأحد. ولم تُقدّم أيّ تفسير لذلك. الردع ليس سهلاً ولمنع الحرب، تريد الولايات المتحدة "رَدْعاً قويا" يُشكَّل بالتعاون مع حلفائها، كما قال هيغسيث، الذي وعد بأن الولايات المتحدة "ستستمر في دعم أصدقائها وإيجاد سبل جديدة للعمل معاً". لكنه شدد على أن "الردع ليس سهلا"، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي، مشيراً إلى أوروبا كمثال. وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعضاء حلف شمال الأطلسي، الناتو، بزيادة إنفاقهم على الدفاع، بما لا يقل عن 5 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي - وهو نهج وصفه هيغسيث بأنه "حب قاس، ولكنه مع ذلك كله فهو حب". وقد سارعتْ بعض الدول، بما في ذلك إستونيا، إلى القيام بذلك، بينما أبدت دول أخرى، مثل ألمانيا، استعدادها للامتثال. وتساءل ترامب، في إشارة إلى الصين: "كيف يُعقل أن تفعل دول في أوروبا ذلك بينما ينفق حلفاء وشركاء رئيسيون في آسيا أقل في مواجهة تهديد أشدّ وطأة؟"، مضيفاً أن كوريا الشمالية تُشكل تهديداً أيضاً. وأصرّ ترامب على أن "أوروبا تُكثّف جهودها. ويمكن لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بل ينبغي عليهم، أن يحذوا حذوها من خلال تطوير دفاعاتهم بسرعة"، قائلا إنهم يجب أن يكونوا "شركاء لا تابعين" للولايات المتحدة. وأشاد بالمعدات العسكرية الأمريكية، وأشار أيضا إلى شراكة جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز مرونة الصناعات الدفاعية. ومن أولى مشاريع تلك الشراكة، إنشاء مركز لإصلاح الرادار في أستراليا لطائرات الدوريات البحرية الأمريكية التي اشتراها الحلفاء، والمساعدة في إنتاج الطائرات المسيّرة في المنطقة. كما حذّر ترامب الدول الآسيوية من السعي لإقامة علاقات اقتصادية مع الصين، قائلا إن بكين ستستخدمها "كرافعة" لتعميق "نفوذها الخبيث"، مما يُعقّد القرارات الدفاعية الأمريكية. وجاء خطاب هيغسيث بعد يوم من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحوار نفسه، داعياً أوروبا إلى أن تكون حليفاً لآسيا أيضا. وإجابة على سؤال حول مقترح ماكرون، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تفضل أن يكون الميزان الأكبر للاستثمارات الأوروبية في تلك القارة" حتى تتمكن الولايات المتحدة من استخدام "ميزتها النسبية" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وانتقد رد الصين نهج الولايات المتحدة تجاه أوروبا. وجاء في البيان: "بما أن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين يتمثل في حثّهم على إنفاق المزيد للدفاع عن أنفسهم، فما هو التزامها تجاه الآخرين؟". EPA (من اليسار إلى اليمين) وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، ووزير الدفاع الياباني ناكاتاني جين، ووزير الدفاع الوطني الفلبيني جيلبرتو تيودورو الابن، في صورة جماعية على هامش قمة حوار شانغريلا الدفاعية التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وأضاف البيان "تواصل الولايات المتحدة توسيع إنفاقها الدفاعي الهائل أصلا. فهل سيأتي الجزء الموسع من الرسوم الجمركية التي تفرضها على دول أخرى؟"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب والتي هزّت النظام الاقتصادي العالمي وأثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة. رؤية "المنطق السليم" روّج وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث أيضا لرؤية ترامب حول "المنطق السليم" في التعامل مع بقية العالم؛ حيث "لا يوجد لأمريكا أعداء دائمون ولا تسعى إلى أن يكون لها أعداء دائمون". وقارن هيغسيث بين الرئيس الأمريكي ترامب ورجل الدولة السنغافوري الراحل لي كوان يو، الذي اشتهر بسياسته الواقعية البراغماتية في العلاقات الخارجية. وقال وزير الدفاع الأمريكي: "الولايات المتحدة لا تهتم بالنهج الأخلاقي والوعظي في السياسة الخارجية الذي كان سائدا في الماضي. لسنا هنا للضغط على الدول الأخرى لتبني سياسات أو أيديولوجيات. لسنا هنا لنُلقي عليكم مواعظ حول تغيُّر المناخ أو القضايا الثقافية. لسنا هنا لفرض إرادتنا عليكم". وانتقدتْ تامي داكوورث، عضوة الحزب الديمقراطي، والتي كانت جزءا من الوفد الأمريكي في سنغافورة، هذا النهج. وفي حديث منفصل للصحفيين خلال الحوار، قالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن رؤية هيغسيث وترامب "تتعارض مع القيم التي تأسست عليها أمتنا". آخرون "يعرفون ما ندافع عنه، ندافع عن حقوق الإنسان الأساسية، وندافع عن القانون والنظام الدوليين. وهذا ما سنواصل السعي لتحقيقه. وأعلم أننا سنحاول في مجلس الشيوخ التمسك بذلك، وإلا فسيكون الأمر غير أمريكي". كما انتقدت داكوورث رسالة هيغسيث العامة الموجهة إلى حلفائها في المنطقة، واصفةً إياها بـ"المتعالية". وأضافت "لسنا بحاجة إلى هذا النوع من اللغة. نحن بحاجة إلى الوقوف مع حلفائنا، والعمل معا، وإرسال رسالة مفادها أن أمريكا لا تطلب من الناس الاختيار بين جمهورية الصين الشعبية وبيننا". وقال عضوان آخران في الوفد، وهما النائبان الجمهوريان برايان ماست وجون مولينار، لبي بي سي إن الخطاب بعث برسالة واضحة حول تهديد الصين، وقد لاقى ترحيباً من العديد من الدول الآسيوية، وفقًا لاجتماعات عقداها مع مسؤولين. وقال مولينار، رئيس لجنة المنافسة في مجلس النواب الأمريكي: "الرسالة التي سمعتها هي أن الناس يريدون رؤية حرية الملاحة واحترام الجيران، لكنهم يشعرون بالرهبة من بعض الإجراءات العدوانية التي اتخذتها الصين". وأضاف "لذا، فإن وجود الولايات المتحدة موضع ترحيب وتشجيع. والرسالة هي الاستمرار في الوجود". وقال إيان تشونغ، الباحث غير المقيم في مركز كارنيغي للشؤون الصينية، إن الحكومات الآسيوية ستطمئن بالتزام الولايات المتحدة بالوضع الراهن. وأضاف بأن دعوة هيغسيث لزيادة الإنفاق الدفاعي "أمر شائع جدا بالنسبة للولايات المتحدة هذه الأيام"، مضيفا أنه في حين أن هذه القضية "مشكلة مزمنة" بين الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، والتي تعود إلى عقود، فإن "إدارة ترامب أكثر إصراراً وتطالب بالمزيد". وتابع تشونغ: "أعتقد أن الحكومات الآسيوية ستستمع - لكنّ مدى امتثالها أمرٌ مختلف".


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
"مقترح ويتكوف: فرصة لحماس لاستغلال زخم التوجه للاعتراف بدولة فلسطينية"
Getty Images نستعرض في جولة الصحافة لهذا اليوم مقالاً يناقش السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين، ويدعو إلى استثمار الانقسامات الداخلية التي تُضعف الحكومة المركزية في بكين، وفي المقال الثاني، ينتقد الكاتب مواقف المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بشأن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي المقال الثالث، يدعو كاتبه حركة حماس إلى التعامل بمرونة مع المقترح الأمريكي الجديد، باعتباره فرصة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن. نبدأ جولتنا من صحيفة وول ستريت جورنال، ومقال للكاتب روبرت كابلان، يتحدث فيه عن نظرة خبراء السياسة الخارجية في الولايات المتحدة تجاه الصين، إذ يقول بأنهم دائماً ما يسيئون فهم الصين بشكل جوهري. ويوضح الكاتب أن هؤلاء الخبراء يتعاملون مع الصين كدولة موحّدة ومتجانسة، بينما هي في الحقيقة خليط متشابك من الهويات اللغوية والثقافية والدينية والسياسية، التي تشكّلت عبر قرون من التوترات المتراكمة. وأشار إلى أن هذه الانقسامات لا تقتصر فقط على الأقليات مثل التبتيين والإيغور، بل تشمل أيضاً الانقسامات العميقة داخل الأغلبية الهانية ذاتها، إذ توجد مجموعات محلية تتحدث بلهجات غير مفهومة لبعضها البعض، وهو ما يتسبب في وجود تنافسات تؤثر حتى على أداء الحكومة المركزية. ولفت كابلان إلى أن الكانتونيين، الذين يتمركزون بين هونغ كونغ وقوانغتشو، يُمثّلون قوة اقتصادية كبيرة، لكنهم الأقل تمثيلاً في المناصب العليا بالحزب الشيوعي الصيني والجيش، مضيفاً أن القيادات الشمالية في الحزب والجيش طالما نظرت إلى الكانتونيين باعتبارهم متمردين وغير جديرين بالثقة. وأوضح الكاتب أن مجموعة الهاكا، في جنوب الصين، ورغم أنها منفتحة تجارياً وعالمياً، فإنها تملك تاريخاً من الولاء العسكري والسياسي للحكومة المركزية، على عكس المجتمعات الجنوبية الأخرى. وقال إن أحد أفراد هذه المجموعة، هو لي فنغ، يشغل اليوم منصب مسؤول التجارة في الصين، وتتوقع منه بكين أن يجسّد السمات الإيجابية للجنوب (مثل النجاح المالي وفهم الثقافات الأجنبية)، دون أن يحمل نزعات التمرد المرتبطة بالجنوب. واعتبر كابلان أن هذه "التصدعات الداخلية تمثل نقطة الضعف الكبرى في بنية الصين، وقد تكون فرصة استراتيجية لإدارة ترامب لتعزيز ازدهار الولايات المتحدة وأمنها، مع تقليل احتمالية اندلاع صراع عسكري". وأكد أن "هوس" بكين بالوحدة "يعكس شعوراً عميقاً بعدم الأمان"، وفق وصفه، مستشهداً بتاريخ الصين الطويل من الانقسامات الداخلية، مشيراً إلى أن "الصين الممزقة" هي الصين "الأقل ميلاً إلى العدوان الخارجي". ودعا الكاتب إلى تجاوز "خرافة الصين الواحدة" كما يقول، ورؤية البلاد باعتبارها كونفدرالية هشّة من كيانات شبه متحالفة، مؤكداً أن التواصل مع هذه الكيانات – من خلال اللغة، والدبلوماسية، والتبادل الثقافي، وشبكات الجاليات، والتجارة – يمكن أن يكشف عن مجموعات تتقاطع مصالحها مع مصالح الولايات المتحدة. كما رأى أن حتى الإشارات البسيطة، مثل إصدار بيانات صحفية بلهجات غير الماندرين أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات محلية، يمكن أن تعزّز العلاقات مع هذه المجموعات التي تسعى بكين إلى طمس هويتها. Getty Images فنانٍ يرتدي زيّ الجندي الأحمر خلف كواليس أوبرا كانتونية بعنوان "ترامب، الرئيس التوأم" في ِشباط 2025 في هونغ كونغ، الصين وأشار كابلان إلى أن الشعب الصيني نفسه سيستفيد من الاعتراف باللهجات والتقاليد والهويات الإقليمية، التي دأب الحزب الشيوعي على محوها لصالح سردية موحّدة. وقال إن الصين، حين تُبنى على هويات محلية وولاءات لامركزية، "تصبح أقل احتمالاً في أن تلتف خلف سياسات خارجية عدوانية"، ما يُخفف من خطر نشوب صراع مع الولايات المتحدة. وأضاف أن هذا التوجه يمكن أن يفتح الباب لسياسة تجارية أكثر مرونة، تُبنى على علاقات تفصيلية مع مجموعات داخل الصين، بناءً على توافقها مع الأولويات الأمريكية. وبين كابلان أن الهدف البعيد هو نقل مركز الثقل من بكين والحزب الشيوعي إلى المناطق اللامركزية، وأكد أن تبني رؤية أكثر تعقيداً ومتعددة الأوجه للصين سيخفف من التوترات القومية التي يغذيها الحزب، ويحد من دوافع التصعيد، مشيراً إلى أن الاعتراف بالتنوع الطبيعي داخل الصين يمكن أن يُبدد السردية الصفرية حول الصراع بين بكين وواشنطن، ويفسح المجال أمام منافسة داخلية صينية أكثر إنتاجاً. وقال إن بكين عملت طويلاً على ترسيخ أسطورة الوحدة الوطنية والتجانس، بينما تمتلك إدارة ترامب فرصة تاريخية لإعادة صياغة علاقتها بالصين من خلال التعامل مع واقع "الصينيين المتعددين" بدلاً من وهم "الصين الواحدة". "ترغب هذه الدول في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر" إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال للكاتب مايكل فريند، ينتقد فيه ما وصفها بـ"تهديدات" فرنسا والمملكة وكندا بالاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. ويقول فريند إنه في عالم يبدو مقلوباً رأساً على عقب، "حيث تدلل الديمقراطيات الإرهابيين وتلقي المحاضرات على ضحاياهم". وأشار فريند إلى أن "هذه الحكومات، بنفاق مذهل، ترغب في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول بدولة خاصة بهم". وتطرق الكاتب إلى البيان المشترك الصادر عن هذه الدول، التي هددت فيه من أنه "إذا لم تمتنع إسرائيل عن توسيع عملياتها العسكرية في غزة وتوقف جميع أنشطة الاستيطان، فإنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات". وأكد فريند أن على إسرائيل ألا تخضع أمام هذه "المهزلة الدبلوماسية" وفق وصفه، بل على العكس، "إن أفضل رد ممكن هو تأكيد السيادة الإسرائيلية الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة". وشدد على أن الدفع الحالي من باريس ولندن وأوتاوا للاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية لا علاقة له بالسلام، "بل هو ما يعادل جيوسياسياً نوبة غضب، ومحاولة يائسة لإنعاش عملية أوسلو الفاشلة ومعاقبة إسرائيل على دفاعها عن نفسها في أعقاب أسوأ مذبحة لليهود منذ الهولوكوست". وأشار فريند إلى أن "هذا الدفع يستند إلى خيال خطير بأن الفلسطينيين يستحقون دولة" وفق ما قال، ويضيف "بغض النظر عن سلوكهم القاتل أو نواياهم المميتة". Getty Images ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمةً أمام قافلة مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، في مستودع الهلال الأحمر المصري بمدينة العريش، شمال شرق مصر وقال فريند إن "فظائع 7 أكتوبر/تشرين الأول بدّدت أي أوهام متبقية لدى الجمهور الإسرائيلي: يجب تفكيك حماس بشكل دائم، ويجب تأكيد السيادة الإسرائيلية". وبحسب الكاتب فإن الحكم الذاتي الفلسطيني "جلب فقط سفك الدماء والتطرف والإفلات من العقاب". وأشار إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة وكندا تدعي أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيُعيد إحياء عملية السلام، "لكن هذا يشبه منح المتسبب بالحرائق سند ملكية لمنزلك على أمل أن يتوقف عن إشعال الحرائق". وأكد فريند أن الحقيقة تتمثل في أن "هذه الحكومات تهتم أكثر بإرضاء سكانها المسلمين المتزايدين". وأضاف أن "لديهم الجرأة لإلقاء المحاضرات على إسرائيل – خط الدفاع الأول للديمقراطية – بينما يتجاهلون تمجيد الإرهاب في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام الفلسطينية". "لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟" إلى صحيفة القدس الفلسطينية ومقال للكاتب جهاد حرب، بعنوان "لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟". ويقول حرب إن المقترح الأخير، أو المُعدَل، الذي قدّمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، ليس جيداً ولا يلبّي أهداف الفلسطينيين في إنهاء "حرب الإبادة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وهو واقع لا شك فيه، وفق قوله. وأشار إلى أن السياسة كثيراً ما تُفرض بضروراتها، على نحو يجعلها أكثر وعورة من العمليات العسكرية، حيث يُقبل فيها أحياناً بما يُعدّ "محظوراً" من أجل تقليل الخسائر أو الحفاظ على الممكن، كما يقول الاقتصاديون، أو تفادي الأسوأ كما يرى السياسيون. وفي هذا السياق، يرى الكاتب أنه على حركة حماس أن تدرس بجدية مقترح ويتكوف، رغم انحيازه الواضح لمطالب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، كما يقول ويضيف أن ذلك "في ظل تضاؤل قدرة المناورة العسكرية، وتزايد الحاجة الشعبية لوقف حرب التجويع، حتى لو مؤقتاً". ويبين أن "الإدارة الأمريكية تحاول الدفع بحماس نحو موقع الرافض، لتُحمّلها المسؤولية أمام المجتمع الدولي، والأهم، أمام شعبها". ويؤكد حرب على ضرورة أن تتجاوز الحركة القراءة الحرفية لنصوص المقترح، لتشمل تحليلاً سياسياً أوسع للسياق الإقليمي والدولي المحيط به، ويشير إلى تحولات واضحة في مواقف عدد من الحكومات والبرلمانات الأوروبية، وحتى البرلمان الأوروبي في بروكسل، والتي باتت أكثر انتقاداً لإسرائيل، سواء فيما يتعلق بـ"حرب الإبادة أو ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية". كما نبه إلى الزخم الدولي الداعم لخيار حل الدولتين، والتحركات التي تقودها السعودية عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية استعداداً لمؤتمر نيويورك المرتقب، و"الذي يُتوقع أن يضع إسرائيل في موقع العزلة الدولية"، وفق قوله.


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
إسرائيل تمنع زيارة أوّل وفد وزاري عربي للضفة الغربية منذ 1967، وحماس "تردّ" على مقترح ويتكوف
Getty Images القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة كلفت لجنة وزارية من مصر، والأردن، والسعودية والبحرين بزيارة رام الله قرّرت اللجنة الوزارية العربية تأجيل زيارتها "التاريخية" لرام الله، والتي كانت مقرّرة يوم الأحد، وذلك بعد أن منعتْ إسرائيل دخول الوفد للضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها. وتضمّ اللجنة، المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود- رئيساً، ووزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافةً إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير خارجية مملكة البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني. ومن المقرّر أن يلتقي الوزراء في العاصمة الأردنية عمان، مساء السبت ويوم الأحد. وكانت الزيارة بدعوة من السلطة الفلسطينية لاستضافة وفد وزاري عربي يقوده الوزير السعودي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، للمرة الأولى منذ احتلالها من جانب إسرائيل عام 1967. وأكّد الوفد أن قرار إسرائيل منع زيارة الوفد رام الله ولقاء محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، والمسؤولين الفلسطينيين، يمثّل "خرقاً فاضحاً" لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، كما يعكس حجم "غطرسة الحكومة الإسرائيلية"، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي. وأضاف الوفد، في بيان مشترك، أن قرار المنع يعكس أيضاً استمرار إسرائيل في إجراءاتها وسياساتها "اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية، وتكرّس للاحتلال، وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل". وكانت إسرائيل قد أعلنت مساء الجمعة، أنها "لن تتعاون" مع زيارة وزراء خارجية عرب الى الضفة الغربية، ووصف مسؤول إسرائيلي الزيارة بأنها "اجتماع استفزازي لوزراء خارجية دول عربية، للترويج لإقامة دولة فلسطينية". وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب إلى 54 ألفا و381 قتيلا، بالإضافة إلى 124 ألفاً و54 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحسب بيانات جديدة لوزارة الصحة في قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية في القطاع، بأنّ من بين الحصيلة 4117 قتيلا، وأكثر من 12 ألف مصاب، منذ 18 مارس/آذارالماضي، أي منذ استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار. فيما أكد الجيش الإسرائيلي يوم السبت، استمرار عملياته ضد "المنظمات العسكرية" في جميع أنحاء قطاع غزة. وقال الجيش في بيان :"بتوجيه من استخبارات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، قامت القوات بالقضاء على مسلحين وتفكيك أسلحة وبنية تحتية"، كما قصفت الطائرات الحربية "عشرات الأهداف العدائية، بما في ذلك مواقع عسكرية ونقاط مراقبة، ونيران قناصة تهدد القوات البرية". ردّ حماس Reuters أطفال قطاع غزة ينتظرون هدنة جديدة تنقذهم من "المجاعة" التي تلوح في الأفق وعلى صعيد المفاوضات الدائرة حاليا لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، أعلن مسؤولون في حركة حماس أن الحركة سوف تقدم، اليوم السبت، "ورقة"، رداً على مقترح المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لوقف الحرب في غزة. وبحسب نقارير إخبارية، فإن حماس أكدت أنها أجرت "مشاورات وطنية وقيادية" بشأن مقترح ويتكوف، وسيكون ردّها "إبجابيا" مع إبداء ملاحظات وتحفّظات. ومن المتوقع أن تطالب الحركة بعدم تسليم الأسرى على يومين فقط، كما هو منصوص عليه في مقترح ويتكوف، وإنما على دفعات خلال الـ60 يوماً التي ستستغرقها الهدنة، فضلا عن رفض "غياب ضمانات واضحة لوقف الحرب"، وستحذر في ردّها على ويتكوف من "منح إسرائيل حرية استئناف الحرب". وذكرت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية، يوم السبت، أن "عائلات الرهائن الإسرائيليين تشعر بالقلق من أن هذه المرة أيضاً لن يتم التوصل إلى اتفاق في النهاية" وأشارت إلى أن "ويتكوف ومبعوث الرئيس ترمب للرهائن الأمريكيين، آدم بوهلر، وعَدا في محادثة مع العائلات بأنه إذا لم يكن هناك اتفاق، فسنطالب بمعلومات عن المحتجزين مقابل مساعدات إنسانية". توقُّف المستشفيات وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة بيانا، يوم السبت، قالت فيه إن الفرق الفنية في المستشفيات تعمل ضمن خيارات محدودة ومستنزفة لتعزيز إمدادات الكهرباء للأقسام الحيوية. وأكدت أن "الاحتلال دمر عدداً كبيراً من المولدات الكهربائية كان آخرها قصف وحرق ثلاثة مولدات كهربائية بقدرات عالية ، وما تبقى من مولدات تعمل في المستشفيات منذ أكثر من عام ونصف يصعب صيانتها لعدم توفر قطع الغيار، فضلا عن أن عداً منها مهدَّد بالخروج من الخدمة". وناشدت الوزارة كافة المؤسسات والجهات المعنية بالعمل العاجل على توفير المولدات الكهربائية بالقدرات المطلوبة، وكذلك قطع الغيار اللازمة للصيانة. وحذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة، من أن الوضع في غزة "هو الأسوأ" منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس" قبل 19 شهراً، على الرغم من استئناف التسليم المحدود للمساعدات في القطاع الفلسطيني الذي "تلوح فيه المجاعة". وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، للصحفيين في نيويورك الجمعة، إن عمليات تسليم المساعدات "ليس لها تأثير يذكر" حتى الآن بوجه عام، مشيراً إلى أن "الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب". لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان السبت، إن مؤسسة غزة الإنسانية وزّعتْ يوم السبت، مواداً غذائية نقلتها 30 شاحنة، بلغ مجموعها ما يقرب من 1.6مليون وجبة"، معتبراً هذا الرقم "قياسياً". "رفض مؤسسة غزة الإنسانية" Reuters وشهدت غزة مؤخراً الإعلان عن آلية جديدة لتوزيع المساعدات، من خلال "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي بدأت بالفعل ممارسة عملها الأسبوع الماضي، بعد أن أنهت إسرائيل -تحت ضغط عالمي متزايد- حصاراً دام 11 أسبوعا على غزة، وسمحت باستئناف عمليات محدودة لتسليم المساعدات بقيادة الأمم المتحدة. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية، بدعوى أنها "غير محايدة"، كما أن آلية توزيعها للمساعدات "تجبر" الفلسطينيين على النزوح. كما أعلن جيك وود، المدير التنفيذي الأمريكي لمؤسسة غزة الإنسانية، استقالته من المؤسسة، يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً في بيان عدم إمكانية تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات على سكّان قطاع غزة "مع الالتزام الصارم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية". لكن المؤسسة قالت يوم الجمعة، إنها تمكنت حتى الآن من توزيع أكثر من 2.1 مليون وجبة، واتهمت إسرائيل حركة حماس بأنها وراء "سرقة المساعدات"، وهو ما تنفيه الحركة. وقالت الأمم المتحدة، إن أشخاصا استولى عليهم "اليأس وفتك بهم الجوع نهبوا بعض الشاحنات" ومستودعاً تابعاً لبرنامج الأغذية العالمي. وانتقد مسؤولو الأمم المتحدة القيود الإسرائيلية على نوع المساعدات التي يمكنهم تقديمها، وقالوا إنهم خلال 12 يوماً "لم يتمكنوا إلا من نقل نحو 200 شاحنة" مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، بسبب "انعدام الأمن والقيود الإسرائيلية" على الوصول. وقالت إيري كانيكو المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: "لم تسمح لنا السلطات الإسرائيلية بإدخال وجبة طعام واحدة جاهزة للأكل. الطعام الوحيد المسموح به هو الدقيق (الطحين) للمخابز. حتى لو سُمح بإدخال كميات غير محدودة، وهو ما لم يحدث، فلن تُشكل غذاء كاملا لأي شخص". وتنتظر مئات الشاحنات المُحمّلة بالمساعدات حالياً تسلُّم الأمم المتحدة لها من الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم. وردّتْ وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى غزة، على الأمم المتحدة ببيان على منصة إكس، يوم الجمعة، قائلة إن المزيد من المساعدات سيصل إلى الناس "إذا استلمتم المساعدات التي تنتظركم عند المعابر". وأوضحت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي رفض يوم الثلاثاء، جميع طلباتها للوصول إلى معبر كرم أبو سالم لاستلام المساعدات. وعندما تمكنت 65 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات من مغادرة المعبر يوم الخميس عادت جميعها أدراجها باستثناء خمس شاحنات بسبب القتال العنيف. وبحسب مسؤول أممي، تعرضت كميات كبيرة من المُعدّات الطبية والإمدادات والأدوية والمكملات الغذائية المخصَّصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لعمليات "نهب"، بعد وصولها إلى مستشفى ميداني في القطاع.