logo
وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ "وشيك" لتايوان، ويحثّ آسيا على تعزيز دفاعاتها

وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ "وشيك" لتايوان، ويحثّ آسيا على تعزيز دفاعاتها

الوسطمنذ 3 أيام

Getty Images
حذّر وزير الدفاع الأمريكي من أن الصين تُشكّل تهديدا حقيقيا لتايوان.
حذّر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، من أن الصين تُشكل تهديداً "وشيكاً" لتايوان، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي والعمل مع الولايات المتحدة.
وفي حين أن الولايات المتحدة لا "تسعى للهيمنة على الصين أو خنقها"، إلا أنها لن تُطرد من آسيا ولن تسمح بترهيب حلفائها، وفقاً لما قاله هيغسيث خلال قمة دفاعية آسيوية رفيعة المستوى.
وفي ردّها على ذلك، اتهمت الصين الولايات المتحدة بأنها "أكبر مُثير للمشاكل" على صعيد السلام الإقليمي.
ويخشى الكثيرون في آسيا من زعزعة الاستقرار، إذا غزت الصين جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وتطالب بها بكين. ولم تستبعد الصين استخدام القوة لذلك.
وفي حديثه خلال قمة حوار شانغريلا الدفاعية في سنغافورة، وصف هيغسيث الصين بأنها تسعى لأن تصبح "قوة مهيمنة"، تأمل في السيطرة على أجزاء كثيرة من آسيا.
وانخرطت الصين في صدامات مع العديد من جيرانها بشأن مطالبات إقليمية تنافسية على بحر الصين الجنوبي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي إن بكين "تستعد بشكل مؤكد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى" في آسيا، وأشار إلى الموعد النهائي الذي يُزعم أن الرئيس شي جين بينغ حدده للجيش الصينين، وهو حتى عام 2027، ليكون قادراً على غزو تايوان.
وهذا التاريخ طرحه مسؤولون وجنرالات أمريكيون لسنوات، لكن بكين لم تؤكده قط.
وقال هيغسيث إن الصين "تبني الجيش اللازم للقيام بذلك، وتتدرب عليه يوميا، وتتدرب على المهمة الحقيقية".
وأضاف "دعوني أوضح أن أي محاولة من الصين الشيوعية لغزو تايوان بالقوة ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم. لا داعي لتجميل الأمر. التهديد الذي تشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً. نأمل ألا يكون كذلك، ولكنه ممكن بالتأكيد".
وأوضح هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب أو صراع مع الصين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: "لا نسعى إلى الهيمنة على الصين أو خنقها، أو تطويقها أو استفزازها. لا نسعى إلى تغيير النظام. ولكن يجب أن نضمن ألا تتمكن الصين من الهيمنة علينا أو على حلفائنا وشركائنا"، مضيفا "لن نُطرد من هذه المنطقة الحيوية".
ورداً على ذلك، نشرت السفارة الصينية في سنغافورة ملاحظة على صفحتها على فيسبوك قالت فيها إن الخطاب "مليء بالاستفزازات والتحريض"، وقالت إن هيغسيث "شهّر بالصين وهاجمها مراراً وتكراراً، وبالغ بلا هوادة في الحديث عما يُسمى "التهديد الصيني".
وأضافت السفارة: "في الواقع، تُعدّ الولايات المتحدة نفسها أكبر "مُثير للمشاكل" على صعيد السلام والاستقرار الإقليميين".
ومن الأمثلة التي استشهدت بها السفارة الصينية: "نشر الولايات المتحدة أسلحة هجومية" في بحر الصين الجنوبي، وإجراء استطلاعات لما وصفته السفارة بـ"الجُزر والشعاب المرجانية الصينية".
وأوضحت السفارة أن "أكثر ما تُقدّمه الولايات المتحدة الآن للعالم هو "عدم اليقين"؛ إذْ أنها تدّعي حماية السلام وعدم السعي إلى الصراعات. لقد سمعنا ذلك. فدعونا نرى ما ستتخذه من خطوات".
وجاءت هذه اللهجة الصينية القوية في الوقت الذي قلّصت فيه عمداً حضورها في الحوار.
Getty Images
تتوغل الطائرات المقاتلة الصينية في المجال الجوي التايواني فيما يُسمّى بتكتيكات المنطقة الرمادية.
ولطالما شكّل حوار شانغريلا منصةً للولايات المتحدة والصين لعرض أفكارهما على الدول الآسيوية، في ظلّ تنافس القوى العظمى على النفوذ.
ولكنْ، في حين أرسلت الولايات المتحدة هذا العام أحد أكبر وفودها على الإطلاق، أرسلت الصين بدلا من ذلك فريقا أقلّ مستوى بشكل ملحوظ، وألغتْ خطابها المقرر يوم الأحد. ولم تُقدّم أيّ تفسير لذلك.
الردع ليس سهلاً
ولمنع الحرب، تريد الولايات المتحدة "رَدْعاً قويا" يُشكَّل بالتعاون مع حلفائها، كما قال هيغسيث، الذي وعد بأن الولايات المتحدة "ستستمر في دعم أصدقائها وإيجاد سبل جديدة للعمل معاً".
لكنه شدد على أن "الردع ليس سهلا"، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي، مشيراً إلى أوروبا كمثال.
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعضاء حلف شمال الأطلسي، الناتو، بزيادة إنفاقهم على الدفاع، بما لا يقل عن 5 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي - وهو نهج وصفه هيغسيث بأنه "حب قاس، ولكنه مع ذلك كله فهو حب".
وقد سارعتْ بعض الدول، بما في ذلك إستونيا، إلى القيام بذلك، بينما أبدت دول أخرى، مثل ألمانيا، استعدادها للامتثال.
وتساءل ترامب، في إشارة إلى الصين: "كيف يُعقل أن تفعل دول في أوروبا ذلك بينما ينفق حلفاء وشركاء رئيسيون في آسيا أقل في مواجهة تهديد أشدّ وطأة؟"، مضيفاً أن كوريا الشمالية تُشكل تهديداً أيضاً.
وأصرّ ترامب على أن "أوروبا تُكثّف جهودها. ويمكن لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بل ينبغي عليهم، أن يحذوا حذوها من خلال تطوير دفاعاتهم بسرعة"، قائلا إنهم يجب أن يكونوا "شركاء لا تابعين" للولايات المتحدة.
وأشاد بالمعدات العسكرية الأمريكية، وأشار أيضا إلى شراكة جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز مرونة الصناعات الدفاعية.
ومن أولى مشاريع تلك الشراكة، إنشاء مركز لإصلاح الرادار في أستراليا لطائرات الدوريات البحرية الأمريكية التي اشتراها الحلفاء، والمساعدة في إنتاج الطائرات المسيّرة في المنطقة.
كما حذّر ترامب الدول الآسيوية من السعي لإقامة علاقات اقتصادية مع الصين، قائلا إن بكين ستستخدمها "كرافعة" لتعميق "نفوذها الخبيث"، مما يُعقّد القرارات الدفاعية الأمريكية.
وجاء خطاب هيغسيث بعد يوم من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحوار نفسه، داعياً أوروبا إلى أن تكون حليفاً لآسيا أيضا.
وإجابة على سؤال حول مقترح ماكرون، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تفضل أن يكون الميزان الأكبر للاستثمارات الأوروبية في تلك القارة" حتى تتمكن الولايات المتحدة من استخدام "ميزتها النسبية" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وانتقد رد الصين نهج الولايات المتحدة تجاه أوروبا. وجاء في البيان: "بما أن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين يتمثل في حثّهم على إنفاق المزيد للدفاع عن أنفسهم، فما هو التزامها تجاه الآخرين؟".
EPA
(من اليسار إلى اليمين) وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، ووزير الدفاع الياباني ناكاتاني جين، ووزير الدفاع الوطني الفلبيني جيلبرتو تيودورو الابن، في صورة جماعية على هامش قمة حوار شانغريلا الدفاعية التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأضاف البيان "تواصل الولايات المتحدة توسيع إنفاقها الدفاعي الهائل أصلا. فهل سيأتي الجزء الموسع من الرسوم الجمركية التي تفرضها على دول أخرى؟"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب والتي هزّت النظام الاقتصادي العالمي وأثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة.
رؤية "المنطق السليم"
روّج وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث أيضا لرؤية ترامب حول "المنطق السليم" في التعامل مع بقية العالم؛ حيث "لا يوجد لأمريكا أعداء دائمون ولا تسعى إلى أن يكون لها أعداء دائمون".
وقارن هيغسيث بين الرئيس الأمريكي ترامب ورجل الدولة السنغافوري الراحل لي كوان يو، الذي اشتهر بسياسته الواقعية البراغماتية في العلاقات الخارجية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: "الولايات المتحدة لا تهتم بالنهج الأخلاقي والوعظي في السياسة الخارجية الذي كان سائدا في الماضي. لسنا هنا للضغط على الدول الأخرى لتبني سياسات أو أيديولوجيات. لسنا هنا لنُلقي عليكم مواعظ حول تغيُّر المناخ أو القضايا الثقافية. لسنا هنا لفرض إرادتنا عليكم".
وانتقدتْ تامي داكوورث، عضوة الحزب الديمقراطي، والتي كانت جزءا من الوفد الأمريكي في سنغافورة، هذا النهج.
وفي حديث منفصل للصحفيين خلال الحوار، قالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن رؤية هيغسيث وترامب "تتعارض مع القيم التي تأسست عليها أمتنا".
آخرون "يعرفون ما ندافع عنه، ندافع عن حقوق الإنسان الأساسية، وندافع عن القانون والنظام الدوليين. وهذا ما سنواصل السعي لتحقيقه. وأعلم أننا سنحاول في مجلس الشيوخ التمسك بذلك، وإلا فسيكون الأمر غير أمريكي".
كما انتقدت داكوورث رسالة هيغسيث العامة الموجهة إلى حلفائها في المنطقة، واصفةً إياها بـ"المتعالية".
وأضافت "لسنا بحاجة إلى هذا النوع من اللغة. نحن بحاجة إلى الوقوف مع حلفائنا، والعمل معا، وإرسال رسالة مفادها أن أمريكا لا تطلب من الناس الاختيار بين جمهورية الصين الشعبية وبيننا".
وقال عضوان آخران في الوفد، وهما النائبان الجمهوريان برايان ماست وجون مولينار، لبي بي سي إن الخطاب بعث برسالة واضحة حول تهديد الصين، وقد لاقى ترحيباً من العديد من الدول الآسيوية، وفقًا لاجتماعات عقداها مع مسؤولين.
وقال مولينار، رئيس لجنة المنافسة في مجلس النواب الأمريكي: "الرسالة التي سمعتها هي أن الناس يريدون رؤية حرية الملاحة واحترام الجيران، لكنهم يشعرون بالرهبة من بعض الإجراءات العدوانية التي اتخذتها الصين".
وأضاف "لذا، فإن وجود الولايات المتحدة موضع ترحيب وتشجيع. والرسالة هي الاستمرار في الوجود".
وقال إيان تشونغ، الباحث غير المقيم في مركز كارنيغي للشؤون الصينية، إن الحكومات الآسيوية ستطمئن بالتزام الولايات المتحدة بالوضع الراهن.
وأضاف بأن دعوة هيغسيث لزيادة الإنفاق الدفاعي "أمر شائع جدا بالنسبة للولايات المتحدة هذه الأيام"، مضيفا أنه في حين أن هذه القضية "مشكلة مزمنة" بين الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، والتي تعود إلى عقود، فإن "إدارة ترامب أكثر إصراراً وتطالب بالمزيد".
وتابع تشونغ: "أعتقد أن الحكومات الآسيوية ستستمع - لكنّ مدى امتثالها أمرٌ مختلف".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"
"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"

الوسط

timeمنذ 10 ساعات

  • الوسط

"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"

Getty Images في جولة الصحف اليوم، نطالع مقالاً إسرائيلياً ينتقد هدم إحدى قرى البدو في إسرائيل دون توفير بديل للمواطنين. كما نقرأ تقريراً لموقع أكسيوس يكشف تفاصيل العملية السرّية الأوكرانية التي قارنها البعض بهجوم اليابان المفاجئ على بيرل هاربور، ونختتم بمقال بريطاني يتساءل: هل ينبغي أن تموت الدكتورة ليلى سويف المُضربة عن الطعام قبل خروج ابنها المعارض السياسي علاء عبد الفتاح من السجون المصرية؟! نبدأ جولتنا من صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ومقالها الافتتاحي الذي يندد بأوضاع البدو في إسرائيل منذ أن تولت حكومة نتنياهو السلطة في البلاد، مع تسليط الضوء على ما يحدث في قرية (قصر السر). يرى المقال أن الحكومة الإسرائيلية تركت مئات المواطنين البدو بلا مأوى، بينهم أطفال وكبار سن وذوو إعاقة أو أمراض مزمنة، عاش بعضهم في خيام لمدة عام، فيما تمكن آخرون "بصعوبة بالغة" من استئجار شقق. ومع ذلك، فإن الصحيفة ترى أن حالة القرية التي يسكنها 3000 نسمة "لم تشهدها إسرائيل من قبل"، مع العلم بأنها تدخل ضمن مجموعة من القرى غير المعترَف بها إسرائيلياً. ويوضح المقال أن عملية الهدم بدأت "تدريجياً"، بهدف توسيع بلدة (شقيب السلام) المجاورة؛ حيث هدمت السلطات اثنين من الأحياء، مع توقُّعٍ بهدم جميع منازل القرية بحلول أغسطس/آب المقبل. ووصفت الصحيفة خطة الدولة لهدم القرية بأنها ستمثل "مأساة غير مسبوقة"، خاصة وأن الدولة لم تقدّم حلاً للسكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، تاركة إياهم "في العراء". وبحسب المقال، كان أمام سكان هذه القرية ثلاثة خيارات: إما العيش في خيمة، أو اللجوء إلى المركز المجتمعي في (شقيب السلام)، أو البقاء في الشارع. Getty Images وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن سكان القرية عارضوا في البداية الخطة التي وضعتها هيئة تنمية واستيطان بدو النقب، دون جدوى، فاستسلموا في النهاية متنازلين عن نمط حياتهم الزراعي، على أن يكون لهم حي حضري بديل. وعلى الرغم من ذلك، لم يُمنح سكان (قصر السر) حلاً عملياً؛ "ولا يزال الحي الموعود به حبراً على ورق. فلا قطعة أرض، ولا بنية تحتية، ولا مكان آخر يأوون إليه". وأشار المقال إلى مظاهرة حاشدة نظّمها سكان القرية أمام مكاتب هيئة البدو في بئر السبع الأسبوع الماضي، رفعوا خلالها لافتات كُتب عليها "ليست المنازل وحدها التي تُهدم، بل أسلوب حياة أيضاً". ويقول المقال إن ما يحدث "كشف حقيقة الدولة التي اختارت أن تنظر إلى مواطنيها البدو كمشكلة تخطيط"، مشددة على ضرورة تعليق عملية الهدم لحين توفير حل مؤقت "توافقي وإنساني" في إطار الاعتراف بحقوق المواطنين الأساسية. "شبكة العنكبوت" الأوكرانية التي أوقعت روسيا في الفخ Reuters ننتقل إلى موقع "أكسيوس" الأمريكي، وتقرير يحكي تفاصيل العملية السرّية لـ "الشبكة العنكبوتية" لأوكرانيا، التي شبّهها البعض بهجوم اليابان المفاجئ على ميناء "بيرل هاربور" خلال الحرب العالمية الثانية. فخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، هاجمت أكثر من 100 طائرة مسيرة مواقع عسكرية روسية على بُعد آلاف الأميال من خطوط المواجهة، في "ضربة موجعة لسمعة موسكو"، عبّر عنها الموقع الأمريكي بأنها "تُمثل واحدة من أجرأ الخطوات في الحروب الحديثة". وترجع أهمية هذه العملية إلى أنها هجمات منسقة، استغرقت "عاماً وستة أشهر وتسعة أيام" من بداية التخطيط وحتى التنفيذ الفعلي، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن عملاء الاستخبارات الأوكرانية استعدوا داخل روسيا دون أن يُفتضح أمرهم. وبحسب موقع أكسيوس، كانت الأهداف خمس قواعد روسية على بُعد آلاف الأميال من أوكرانيا ومن بعضها البعض، استُخدمت فيها 117 طائرة مُسيّرة، بالإضافة إلى العدد نفسه من المُشغلّين على الأرض. وقد تمكنت أوكرانيا من إخفاء عشرات المُسيرات بالقرب من تلك الأهداف داخل شاحنات؛ وفي "اللحظة المناسبة، فُتحت أسطح الكبائن عن بُعد، وانطلقت الطائرات المُسيّرة لضرب القاذفات الروسية". وأفاد جهاز الأمن الأوكراني بأن 41 طائرة حربية أُصيبت خلال الهجوم، موضحاً أن حجم الخسائر الروسية يُقدر بنحو 7 مليارات دولار، علماً بأن موسكو لم تؤكد هذه الأرقام، قائلة إنها تصدّت للعديد من الهجمات رغم اختراق بعض الطائرات. ورجّح معهد دراسات الحرب صعوبة أن تعوّض روسيا الطائرات المتضررة، "كما أن تعطيل القاذفات الاستراتيجية يعيق القدرات النووية للبلاد". ومع ذلك، ستظل روسيا قادرة على ضرب المدن الأوكرانية، بل وربما تسعى إلى إظهار قوتها بتصعيد هجماتها. كما لم تتغير شروط موسكو لوقف إطلاق النار إلى حد كبير خلال محادثات السلام في تركيا، وفقاً لما ذكره مسؤول لموقع أكسيوس. وأعرب تقرير الموقع الأمريكي عن جهله بموقف الرئيس دونالد ترامب من العملية، بين الإشادة والإدانة. ليلى سويف "على شفا الموت" الصفحة الشخصية لابنتها سناء ونختتم جولتنا بمقال الغارديان البريطانية، الذي يتساءل في عنوانه: هل يجب أن تموت ليلى سويف بسبب إضرابها عن الطعام في لندن قبل الإفراج عن ابنها علاء عبد الفتاح؟ وتحذّر هيلينا كيندي، عضوة مجلس اللوردات العمالي في بريطانيا، من أن الدكتورة ليلى سويف، الجدة المصرية التي تبلغ 69 عاماً، والتي تحمل الجنسية البريطانية "في خطر داهم". وقد امتنعت سويف عن تناول الطعام، في محاولة إنقاذ ابنها، علاء عبد الفتاح، المواطن المصري البريطاني، الذي يُعد سجين رأي بحسب منظمة العفو الدولية، والذي أمضى أكثر من عقد في سجون مصر بسبب كتاباته عن الديمقراطية. وتصف كينيدي وضع والدته سويف بأنها ترقد على سرير مستشفى في وسط لندن، "على شفا الموت" بعد 245 يوماً من الإضراب عن الطعام. ومع ذلك، لا يزال إنقاذها في إمكان الحكومة البريطانية التي يحثها المقال على اتخاذ "إجراءات حازمة". وتوضح كينيدي أن ما دفع سويف إلى الإضراب عن الطعام هو إحباطها من الحكومتين المصرية والبريطانية، بعد أن رفضت الحكومة المصرية "بقسوة" إطلاق سراح عبد الفتاح، بعد إنهاء عقوبته بالسجن خمس سنوات، بسبب منشور على فيسبوك عن تعذيب أحد السجناء، حيث رفضت السلطات المصرية احتساب السنتين اللتين قضاهما علاء في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق ضمن فترة العقوبة. أما الحكومة البريطانية "فلم تتمكن حتى من زيارة عبد الفتاح، وتقاعست للأسف عن المطالبة بحرية مواطنيها" بحسب كينيدي، التي تقول إن كل ما تأمله سويف هو أن تلم شمل ابنها بحفيدها ذي الـ 13 عاماً، الذي يعيش في برايتون، بعيداً عن والده طوال أعوام سجنه. Getty Images ليلى سويف تحمل صورة ابنها علاء عبد الفتاح في يناير/كانون الثاني 2025 في القاهرة بعد 100 يوم من إضرابها وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يؤدي فيها إضراب سويف عن الطعام إلى دخولها المستشفى، لكن الخطر على حياتها أكبر بكثير هذه المرة، حيث وصلت مستويات السكر في دمها إلى مستوى "صادم"، حيث يقول أطباؤها إن بقاءها على قيد الحياة حتى الآن "معجزة". في الأسبوع الماضي، أصدر فريق الأمم المتحدة المعنِيُّ بالاحتجاز التعسفي "رأياً تاريخياً"ً يؤكد أن علاء عبد الفتاح محتجز بشكل غير قانوني، وأنه بموجب القانون الدولي، يجب على السلطات المصرية إطلاق سراحه فوراً. ويحث المقال المملكة المتحدة على ضرورة "تكثيف الضغط على مصر للإفراج عن عبد الفتاح"، مشددة على أن الحكومة المصرية لن تستجيب "بالكلام وحده"، لا سيما بعد إثارة القضية مع السلطات المصرية، على يد أربعة رؤساء وزراء، من بينهم الحالي كير ستارمر "دون جدوى". وتقول كينيدي إن المملكة المتحدة لم تتخذ إجراءات صارمة حتى الآن أو تفرض عقوبات ضد أي جهة مصرية مسؤولة عن احتجاز عبد الفتاح، بعد انتهاء مدة عقوبته البالغة خمس سنوات، مشددة على ضرورة مراجعة هذا الموقف على وجه السرعة. ودعت عضوة مجلس اللوردات الحكومة البريطانية إلى ضرورة "التحذير من السفر إلى مصر"، آملة أن يؤثر ذلك على حجوزات الفنادق لموسم الشتاء. وأشارت إلى أن مئات آلاف المواطنين البريطانيين يسافرون إلى مصر سنوياً، ويساهمون في اقتصاد البلاد، والحقيقة أننا لا نستطيع ضمان حقوقهم. إلى جانب ذلك، حثت كينيدي المملكة المتحدة على ضرورة تأجيل أي تعاون تجاري واستثماري جديد مع مصر حتى إطلاق سراح عبد الفتاح، وتعليق أي خطط للمؤتمر الذي أعلنته الحكومة المصرية العام الماضي "لضخ الاستثمارات البريطانية"، إلى جانب وقف الدعم المالي البريطاني لمصر. وأخيراً، حثت كينيدي الحكومة البريطانية على النظر في إحالة هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية، خاصة وأن استمرار الحكومة المصرية في رفض السماح لقنصليتها بزيارة عبد الفتاح "يُعد انتهاكًا واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية". واختتمت كنيدي مقالها قائلة: "لقد ولَّى زمن الاعتماد على الدبلوماسية المهذبة وحدها، وعلى رئيس الوزراء أن يُظهر قوته وعزيمته في هذه القضية".

كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟
كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟

الوسط

timeمنذ 10 ساعات

  • الوسط

كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟

Getty Images في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان أطفال غزة في قلب الصراع يحيي العالم في الرابع من حزيران من كل عام "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس عام 1982، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا العدوان في مناطق الصراعات عبر العالم. ويتوافق إحياء هذا اليوم من هذا العام مع اشتداد معاناة أطفال غزة وبلوغها حدا لم يشهد التاريخ مثيلا لها، حسب وصف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال ورعايتهم في مناطق الحروب. وتقول تلك المنظمات، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إن حقوق الأطفال الفلسطينيين في غزة تتعرض لانتهاكات صارخة ومتعمدة بالقتل والتنكيل والعنف والتهجير القسري وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء عنهم وعن أهاليهم. وذهبت العديد من تلك المنظمات إلى وصف العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع بأنها جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين وأهاليهم جراء القصف الإسرائيلي للمنازل والمدارس والمستشفيات التي تؤويهم ومنع وصول المستلزمات الطبية إليهم. واعتبرت تلك المنظمات أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م التي نصت على سلسلة من القواعد التي تولي الأطفال حماية خاصة ضد كل أشكال العنف والتعذيب التي قد تمارس ضدهم في مناطق الصراع. وطبقا لإحصائيات صادرة عن وزارة الصحة بقطاع غزة فقد تجاوز عدد القتلى من ضحايا القصف الجوي والبري العسكري الإسرائيلي من الأطفال الفلسطينيين، الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني في غزة 16500 بحلول منتصف مايو/أيار الماضي، ناهيك عن عدد المفقودين تحت الركام والمصابين بجراح متفاوتة الخطورة. وشملت أعداد القتلى من الأطفال في غزة كل الفئات العمرية: 916 من الرضع لأقل من عام، و4365 من الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وخمسة أعوام و6101 بين سن 6 و12 عاما و5124 من الفتية بين 13 و17 عاما. وإذا كانت هذه الأرقام من الأرواح البريئة التي أُزهقت في غزة تعتبر مفجعة لكثير من المنظمات الدولية مثل "أنقذوا الأطفال" و"اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، فإن تقارير معاناة الجرحى والناجين والنازحين ترسم صورا فظيعة لما يجري في ما بقي من مستشفيات غزة كما ينقلها أطباء ومسعفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية الدولية. ويقول هؤلاء إن أمراضا نفسية عدة شاعت بين أطفال غزة جراء نوبات الخوف والهلع والقلق التي تنتابهم كلما سقط صاروخ أو انفجرت قذيفة بالقرب منهم، حتى أن الأطباء حاروا في علاجها. وتفاقمت تلك الحالات النفسية بل وخلفت تغيرات جسدية ومضاعفات مرضية. وطبقا لدراسة نشرها مركز غزة للصحة النفسية في الأسابيع القليلة الماضية حول تأثير الحرب على ارتفاع حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة لدى النازحين، أظهرت النتائج أنّ لدى 70% من عينة الدراسة الأعراض مجتمعة. ويشكو الأطباء الذي يشرفون على علاج بعض الحالات النفسية المستفحلة بين أطفال غزة من أنهم يخوضون معركة يصعب عليهم حسمها ضد الأمراض النفسية لدى الأطفال. ويقولون إن جهودهم تذهب سدى. فكلما تكررت عمليات القصف والأحزمة النارية العنيفة للجيش الإسرائيلي عادت نوبات الهلع عند المصابين وارتفع منسوب القلق والخوف لديهم من الموت. ويضيف هؤلاء الأطباء أن تداعيات الحرب خلفت أمراضا غريبة لدى أطفال غزة لم يجدوا تفسيرا لبعضها، خصوصا وأن قدراتهم على التشخيص محدودة في ظل ظروف الحرب السائدة وعدم وجود مختبرات متقدمة. ومن الروايات التي أوردها أحدهم أن طفلا فلسطينيا نجا من الموت في حادث سقوط صاروخ على بيت عائلته. لكنه فقد والديه في الهجوم، وعاين رجال الإسعاف وهم ينتشلون جثتي والديه ويلفانهما بالأغطية، وعاش لحظات الجنازة والوداع ومراسم الدفن. وتركت تلك المشاهد بقلب الطفل ندوباً مؤلمة وأصبح يعبر عن حزنه بسلوك عصبي، وبات يخاف من اقتراب أي شخص منه ومن صوت طرق الباب، وعندما يسمع صوت القصف يتذكر والديه ويبدأ في الصراخ. ويقول أطباء غزة إنهم عجزوا عن تشخيص حالات نفسية نادرة كثيرة، بين الأطفال في مختلف الأعمار، ناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم بعدما دمر الجيش الإسرائيلي 38 مستشفى حكومياً، وتوقف 81 مركزاً صحياً عن العمل، وتعطل 164 عيادة طبية. ويلخص المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "مصيدة للموت" للكبار مثل الصغار بسبب خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية. ووصفها لازاريني بأنها "نظام مهين" يجبر آلاف الفلسطينيين الجوعى على السير لعشرات الكيلومترات دونما ضمانات بعودة إلى خيامهم سالمين. برأيكم كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟ كيف تؤثر الحرب المستمرة والحصار على أطفال غزة؟ كيف تقيمون حجم معاناتهم اليومية تحت القصف الإسرائيلي؟ هل يستطيع أطفال غزة التخلص من الندوب النفسية لهذه الحرب يوما ما؟ لماذا فشل المجتمع الدولي في إنقاذ أطفال غزة من تداعيات الحرب؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 04 حزيران/ يونيو خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@ كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

ملفات سرية للمخابرات السورية تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود كان مسجوناً لدى نظام الأسد
ملفات سرية للمخابرات السورية تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود كان مسجوناً لدى نظام الأسد

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

ملفات سرية للمخابرات السورية تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود كان مسجوناً لدى نظام الأسد

Getty Images أوستن تايس، اختفى في مكان قريب من دمشق في أغسطس/آب 2012 أكّدت ملفات استخباراتية سريّة للغاية، اطّلعتْ عليها بي بي سي، أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس كان مسجوناً من قِبَل نظام بشار الأسد، وهو ما أكّده أيضا مسؤولون سوريون سابقون . وكانت الحكومة الأمريكية قد صرحت بأنها تعتقد أنّ تايس خضع للاحتجاز بأيدي نظام الأسد، لكن هذا النظام -المخلوع حاليا- كان ينفي ذلك دائماً، ولم يكنْ هناك شيء معلوم بشأن ظروف احتجاز تايس. أمّا الآن، فقد بات معلوماً ما حدث للصحفي تايس بعد اختطافه، لا سيما بعد الاطّلاع على الملفّات الاستخباراتية – فضلاً عن شهادة العديد من مسؤولي النظام السابق في سوريا. وكان أوستن تايس قد اختفى في مكان قريب من العاصمة السورية دمشق، في أغسطس/آب 2012، بعد أيام معدودة من عيد ميلاده الحادي والثلاثين. وكان تايس يعمل صحفيا حُرّاً. وبعد مرور سبعة أسابيع، ظهر تايس في مقطع فيديو عبر الإنترنت معصوبَ العينين ومقيّدَ اليدين، حيث أُجبِرَ على إعلان إسلامه بين أيدي رجال مسلّحين. على أن الانطباع الذي ساد هو أنّ أوستن تايس تعرّض للاختطاف بأيدي جماعة جهادية، وسرعان ما رأى محللون ومسؤولون أمريكيون أن المشهد "جرى إعداده وتمثيله". ولم تعلن جماعة أو حكومة مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي تايس، ولم يُعلَم عنه شيء منذ ذلك الحين، ما غذّى التكهُّنات بخصوص مكان وجوده. وجاء اطّلاع بي بي سي على الملفّات الاستخباراتية في إطار تحقيق صحفيّ مستمر بدأ العمل فيه قبل عام. وتُعَدّ الملفات الاستخباراتية أوّل دليل يظهر على السطح بخصوص احتجاز الصحفي تايس في سوريا، منذ بدأت جهود البحث عنه بعد سقوط نظام الأسد مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024. وتتألّف الملفّات الموسومة باسم "أوستن تايس" من رسائل ومحادثات قامت بها أفرُعٌ مختلفة تابعة لجهاز الاستخبارات السورية. وتحققتْ بي بي سي من أنّ هذه الملفّات أصلية. "سرّي للغاية" وأظهرتْ رسالة موسومة بعبارة "سرّي للغاية" أنّ الصحفي تايس كان معتقلاً في مركز للاحتجاز بالعاصمة السورية دمشق في عام 2012. وأكدت مصادر إضافية أن مكان الاحتجاز كان "سجن الطاحونة"، كما أكّد ضابط كبير في الاستخبارات السورية أنّ الصحفي تايس كان محتجزاً في دمشق بأيدي مجموعة شبه عسكرية. وأصرّ نظام الأسد على إنكار أيّ معرفة له بمكان وجود تايس، وكشف تحقيق بي بي سي كذب هذا النظام. وخلص التحقيق إلى أن أوستن تايس كان قد أُلقي القبض عليه في منطقة داريا القريبة من دمشق، قبل أن تحتجزه جماعة شبه عسكرية تُدعى "قوات الدفاع الوطني" وهي معروفة بولائها للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وأكد مسؤول سوري لبي بي سي، أن الصحفي تايس ظلّ بأيدي هذه المجموعة حتى فبراير/شباط 2013 على أقلّ تقدير. وفي ذلك الوقت، عانى أوستن تايس من متاعب في المَعدة، وتلقّى علاجاً مرّتين على الأقل على يد طبيب. وتُظهر تحاليل الدم أن تايس كان يعاني من عدوى فيروسية في ذلك الوقت. وقال رجل، زارَ مقرّ احتجاز تايس، لبي بي سي، إنّ إدارة السجن كانت مهتمة بعلاج الصحفي الأمريكي أكثر من بقية المحتجزين، ومع ذلك فقد بدا (تايس) حزيناً، وفارقتْ البسمةُ وجهَه. "ورقة تفاوُض" Reuters ديبرا، والدة أوستن تايس، التقتْ رئيس المرحلة المؤقتة السورية أحمد الشرع في وقت سابق من العام الجاري وبشكل منفصل، قال عضو في "قوات الدفاع الوطني" -على اطلّاع وثيق بظروف احتجاز الصحفي تايس- إن "قيمة أوستن كانت معروفة". وأضاف لبي بي سي: "كان مفهوماً أنّ تايس 'ورقة' يمكن استخدامها في مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة". وأفادت تقارير بأن تايس حاول الهرب من مكان احتجازه، بالتسلُّل عبر نافذة في المكان، لكن تمّ الإمساك به مجددا. كما تفيد التقارير بأن الصحفي تايس خضع للاستجواب مرّتين على الأقلّ على يد ضابط في الاستخبارات السورية، وأن هذا جرى خلال الفترة ما بين 2012 و2013. وعندما تمّتْ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2014، قال الرئيس الأمريكي آنذاك، جو بايدن، إنه يعتقد أن تايس لا يزال على قيد الحياة. وقبل ذلك بيومين، قالت والدته ديبرا تايس إنّ "مصدراً مُهمّاً" أكّد أنّ ابنها كان لا يزال حياً وأنه "يتلقى معاملة جيّدة". لكن، عندما أُخليتْ السجون بعد سقوط نظام الأسد، لم يظهر أيّ أثر لأوستن تايس على الإطلاق، كما أنّ مكان وجوده لا يزال غير معلوم. وتعلَم عائلة تايس بوجود هذه الملفّات الاستخباراتية التي اطّلعتْ عليها بي بي سي، كما تعلَم السلطات الأمريكية بوجودها، وكذلك مجموعة سورية تقوم بجمْع معلومات بشأن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد. ويعتبر أوستن تايس من بين الرهائن الأمريكية الأطول احتجازاً، وقد عكف والداه -ديبرا ومارك- على حملة لتسليط الضوء على اختفاء ابنهما. وكان أوستن تايس ضابطاً سابقاً في البحرية الأمريكية، وقد خدم في كل من العراق وأفغانستان، كما أنه درس الحقوق في جامعة جورج تاون العريقة بواشنطن العاصمة. وفي عام 2012، سافر تايس إلى سوريا، لتغطية أخبار الحرب الأهلية، كمراسل صحفيّ حُرّ. ليختفي أثر أوستن تايس في خِضمّ نظامِ اعتقالٍ مُعقّد وواسع. ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقرّه المملكة المتحدة- اختفاء قُرابة المئة ألف شخص في ظلّ نظام الأسد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store