
ماكلارين وألياف الكربون .. قصة طويلة
على مدار أكثر من أربعة عقود، رسّخت ماكلارين مكانتها كشركة رائدة عالمية في مجال هندسة السيّارات خفيفة الوزن، بفضل اعتمادها على تكنولوجيا الهياكل المصنوعة من ألياف الكربون – لتُجسّد إرثًا لا مثيل له في مجال هندسة المواد المركّبة والابتكار
الهياكل الأحادية المصنوعة من ألياف الكربون تجسّد الابتكار الثوري الذي انتقل من مضمار السباق إلى الطرقات. فما بدأ كمعيار أساسي في سيارات الفورمولا 1 – ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا – أصبح التكنولوجيا الأساسية التي تقوم عليها كل سيارة ماكلارين مخصّصة للطرقات، دون استثناء.
تختزل سيارة ماكلارين W1 الجديدة قدرات العلامة الفريدة في هذا المجال، حيث تمّ تصميم الهيكل الأحادي المصنوع من ألياف الكربون "Aerocell" ليحقّق أقصى درجات خفّة الوزن، مع توفير منصة مثالية للـ"التأثير الأرضي الديناميكي الحقيقي" وأعلى مستويات الراحة والعملية في السيارات الخارقة. كما تشهد سيارة W1 الظهور الأول لألياف ART الكربونية فائقة الصلابة والمصمّمة بأعلى معايير، ضمن حزمة الجناح الأمامي النشط.
تواصل ماكلارين الابتكار من دون كلل في مجال تقنيات المواد المركّبة، وتسعى جاهدة لتحقيق لحظات ثورية جديدة في قطاع صناعة السيارات.
على مدار أكثر من 60 عامًا من الابتكار في عالم الفورمولا 1، رسّخت ماكلارين مكانتها كشركة رائدة في تقديم تقنيات ثورية شكّلت معيارًا يُحتذى به في مجال هندسة السيارات الخارقة خفيفة الوزن.
وتتجلّى قدرات ماكلارين بصورة واضحة من خلال استخدام ألياف الكربون، المادة التي تجمع بين الخفّة والقوّة والصلابة. ومع اقترابها من نصف قرن من الريادة في هذا المجال التقني المتقدّم من علوم المواد، تواصل ماكلارين توسيع حدود الإمكانيات وتطوير آفاق جديدة لما هو ممكن.
وتُجسّد ألياف الكربون رمز تفوّق ماكلارين، بفضل خصائصها التي تجمع بين الخفّة والقوّة والصلابة. وعلى مشارف نصف قرن من الريادة في هذا المجال المتقدّم، تُواصل ماكلارين إعادة تعريف الممكن ودفع حدود الابتكار، لتُبقي على صدارتها في عالم هندسة المواد المتطوّرة.
تلعب ألياف الكربون دورًا أساسيًا في تقديم سيارات خارقة تتمتّع بأفضل مزيج ممكن من المزايا على الطرقات وحلبات السباق. فمنذ إطلاق أوّل سيارة تجارية لها، وهي ماكلارين F1، استندت جميع سيارات ماكلارين إلى شاسيه مصنوع من هذه المادة المركّبة. يُعتبر الوزن الخفيف والصلابة العالية لألياف الكربون عاملَين رئيسيَّين يُساهمان في تحقيق أداءٍ يُحتذى به وتجربة قيادة مشوّقة، إلى جانب توفير راحة استثنائية في القيادة ودرجة أعلى من الكفاءة. أمّا قوّتها فتحقّق مستويات عالية من الأمان والموثوقية والمتانة. إنّها المادة المثالية لتشكّل أساسًا يُتيح للمهندسين ابتكار منصات للسيّارات الخارقة، تُتيح للمصمّمين ابتكار سيّارات مُلفتة من ناحية الشكل وكفؤة من ناحية الهوائيات الديناميكية.
إنّها تقنية متجذّرة حتّى العُمق في إرث ماكلارين العريق في عالم الفورمولا 1، وتشكّل جزءًا أساسيًا من هويّة ماكلارين.
سيّارة MP4/1 (1981)
غيّرت سيّارة MP4/1 قواعد اللعبة في عالم الفورمولا 1 كأوّل سيارة سباق تعتمد على هيكل أحادي مصنوع بالكامل من ألياف الكربون. وفّرت هذه البنية، بخفّة وزنها وصلابتها، تحسينات هائلة على صعيد الأداء والسلامة على حد سواء. وكان هذا الهيكل الرائد، من تصميم جون بارنارد، بمثابة نقطة تحوّل تاريخية أدّت إلى اعتماد واسع النطاق لألياف الكربون في رياضة السيارات، ما غيّر تصميم سيارات الفورمولا 1 إلى الأبد.
أدّى إدخال هياكل السيارات المصنوعة من ألياف الكربون في رياضة الفورمولا 1 إلى إطلاق حقبة حديثة في تاريخ السباقات. وقد برز التفوّق الفريد لهذه المادة من منظور السلامة بشكل واضح خلال سباق الجائزة الكبرى الإيطالي لعام 1981، حين تعرّض سائق ماكلارين، جون واتسون، لحادث مروّع أثناء القيادة بسرعة 140 ميل في الساعة، لكنّه خرج منه دون أن يُصاب بأي أذى. شكّل هذا الحدث نقطة تحوّل رئيسية أقنعت مجتمع الفورمولا 1 بأنّ تقنية هياكل ألياف الكربون هي مستقبل السلامة في هذه الرياضة. وبعد ثلاثة سباقات فقط، أثبتت هذه التقنية إمكانيّاتها الهائلة من ناحية الأداء، حيث فاز واتسون بجائزة بريطانيا الكبرى ذلك العام بفارق يزيد عن 40 ثانية.
سيّارة ماكلارين F1 (1993)
من بين العديد من مزايا التصميم الثورية التي قدّمتها سيارة ماكلارين F1، برز استخدام هيكل أحادي من ألياف الكربون وجسم كامل مصنوع من نفس المادة كإحدى أهمّ التقنيات التي ركّزت على تقليل الوزن إلى الحد الأدنى وزيادة الصلابة الهيكلية إلى أقصى حد. وقد أرست F1 معايير جديدة في عالم السيارات، باعتبارها السيارة الأولى التي تبنّت ألياف الكربون في السيارات المخصّصة للطرقات، لتُقدّم أداءً لا مثيل له بفضل وزنها الخفيف البالغ 1,140 كلغ وقوّتها الهائلة البالغة 627 حصانًا، المستمدة من محرّك V12 بسعة 6.1 ليتر. أمّا الهيكل الأحادي المصنوع من ألياف الكربون، والذي تم تصميمه باستخدام أحدث برامج التصميم والتحليل بمساعدة الكمبيوتر آنذاك، فقد منح السيارة نسبة قوة إلى وزن استثنائية وغير مسبوقة في السيارات المخصّصة للطرقات، لتحجز لنفسها مكانةً بين أيقونات هندسة السيارات الخارقة.
شكّل هذا الهيكل أساسًا لأسرع سيارة مخصّصة للطرقات في العالم، حيث حقّقت سرعة قصوى بلغت 240.1 ميلًا في الساعة على مضمار "إيرا-ليسين" في ألمانيا. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل دشّنت تقنية ألياف الكربون دورة متكاملة من الحلبة إلى الطريق ثم العودة إلى الحلبة مرة أخرى، عندما فازت سيارة F1 GTR بسباق لومان 24 ساعة عام 1995.
سيّارة ماكلارين 12C (2011)
قدّمت سيارة ماكلارين 12C، أول سيارة طريق من إنتاج شركة ماكلارين أوتوموتيف في مركز ماكلارين للإنتاج المتطوّر، مفهوم MonoCell؛ وهو هيكل أحادي مصنوع من ألياف الكربون بقطعة واحدة، يُوفّر مستوى غير مسبوق من الصلابة والخفّة في سيارة مخصّصة للطرقات آنذاك. شكّل تطوير هذا الهيكل محطة مفصلية في مسيرة ماكلارين مع ألياف الكربون، ناقلًا تقنياتها إلى القرن الحادي والعشرين.
كان MonoCell بمثابة العمود الفقري لأوّل مجموعة سيّارات خارقة تعتمد بالكامل على هيكل أحادي من ألياف الكربون يتم إنتاجه بكميات كبيرة، ممّا جعل مزايا هذه التقنية متاحة على نطاق غير مسبوق في قطاع صناعة السيارات، وفتح الباب أمام جيل جديد من السيارات التي تستفيد من الصلابة الهيكلية والوزن الخفيف لتحقيق أداء فائق.
ولم يكُن MonoCell سوى واحد من العديد من التقنيات الثورية التي قدّمتها ماكلارين 12C إلى عالم السيّارات الخارقة، كما كانت من الركائز الأساسية في صياغة هوية سيّارات ماكلارين الخارقة الحديثة، مما مهّد الطريق لمستقبل العلامة.
تفوّق هيكل MonoCell على تصاميم الألمنيوم التي كانت لا تزال شائعة في ذلك الوقت، ليس فقط بفضل وزنها فائق الخفّة الذي لم يتجاوز 75 كلغ، بل أيضًا بفضل صلابتها الالتوائية المذهلة، إلى درجة أن نسخة سبايدر من 12C لم تكن بحاجة إلى أي تعزيزات إضافية للهيكل – وهو نهج بلا مساومات استمرّت ماكلارين في اعتماده في جميع طرازات سبايدر التي أنتجتها منذ ذلك الحين.
سيّارة ماكلارين P1™ (2013)
بعد عامَين فقط من إطلاق سيّارة 12C، عادت ماكلارين لتُحدث ثورة جديدة في تكنولوجيا السيارات الخارقة المصنوعة من ألياف الكربون مع الكشف عن سيّارة ماكلارين P1™ عام 2013. شكّل هذا الطراز المحطة الثانية في سلالة سيارات "1" التي تحمل إرث العلامة، حيث قدّم خطوة متقدّمة أخرى بعد ماكلارين F1، بفضل هيكله المصنوع بالكامل من ألياف الكربون، والمُسمّى MonoCage.
لم يقتصر تصميم MonoCage على توفير صلابة التكوين الأحادي، بل شمل أيضًا السقف، والهياكل السفلية، ومجرى الهواء العلوي، وتجويف سحب هواء المحرّك. والأهم من ذلك، أنّه دمج أيضًا حاوية البطارية والإلكترونيات الخاصة بوحدة الطاقة، مما عزّز أداء P1™ الهجين عالي الأداء، ليُرسي معايير جديدة في تكنولوجيا السيارات الفائقة.
سيّارة ماكلارين 720S (2017)
مع إطلاق سيّارة ماكلارين 720S، قدّمت ماكلارين هيكل Monocage II المصنوع من ألياف الكربون، والذي لا يزال يُستخدم في ماكلارين 720S اليوم. شكّل هذا الابتكار قفزة نوعية مقارنةً بـ MonoCell، حيث عزّز الصلابة البنيوية وخفّض الوزن بشكل ملحوظ.
يتكوّن هذا الهيكل خفيف الوزن من مقصورة الركاب بالكامل، حيث يجمع بين حوض كربوني وهيكل علوي مصنوع من ألياف الكربون، مما يعزّز الخفّة ويزيد من الصلابة. لم يتقصر Monocage II على تطوير تقنية الهياكل الأحادية المصنوعة من ألياف الكربون ضمن فئة السيارات الخارقة التجارية، بل كان عاملًا أساسيًا في تحقيق أداء وديناميكيات حائزة على جوائز عالمية، إلى جانب تحسينات كبيرة على صعيد راحة السائق والركّاب، والرؤية، والتصميم.
يتميّز هيكل Monocage II بأعمدة سقف نحيفة للغاية، ما يمنح رؤية بانورامية استثنائية من خلال الزجاج الأمامي. وبفضل التصميم الذي يدفع بأعمدة B-pillars نحو الخلف في مقصورة القيادة المتقدّمة للأمام (cab-forward cockpit)، يعزّز هذا الهيكل الإحساس بالرحابة والانفتاح داخل السيارة. كما تمّ تصميم العتبات بحيث تنخفض بالقرب من موضع أقدام الركاب، مما يسهّل عملية الدخول والخروج من السيارة. أمّا الأبواب ثنائية الأسطح ذات التصميم مزدوج الطبقات، فتفتح للأمام وللأعلى، مع جزء من السقف، في حركة دراماتيكية تعكس لغة التصميم الفريدة لماكلارين. والنتيجة سيّارة خارقة تتميّز بسهولة الوصول إلى مقصورتها بقدر سهولة إطلاق أقصى إمكاناتها على الحلبات والطرقات.
وكما هو الحال مع المزايا التي قدّمها هيكل MonoCell، فإنّ نسخة سبايدر من طرازَي 720S و750S تتميّز بهيكل خلفي علوي مصنوع من ألياف الكربون، مصمّم خصيصًا لهذا الإصدار، دون الحاجة إلى أي تعزيزات إضافية لدعم الصلابة، ما يضمن ديناميكيات قيادة مشوّقة مع زيادة طفيفة في الوزن.
مركز ماكلارين لتقنيات المواد المركّبة (MCTC)يفتح أبوابه (2018)
استثمرت الشركة 50 مليون جنيه إسترليني لافتتاح مركز ماكلارين لتقنيات المواد المركّبة (MCTC) في مدينة شيفيلد في المملكة المتحدة عام 2018، لتُدشّن بذلك أوّل منشأة إنتاج مستقلّة لماكلارين خارج مقرّها الرئيسي في ووكينغ. وقد تمّ إنشاء هذا المرفق العالمي المستوى من خلال شراكة جمعت بين ماكلارين أوتوموتيف ومركز أبحاث التصنيع المتقدّم التابع لجامعة شيفيلد (AMRC) ومجلس مدينة شيفيلد، ليصبح مركزًا رائدًا في هندسة المواد المركّبة، والبحث والتطوير، وإنتاج الجيل الجديد من الهياكل الأحادية المصنوعة من ألياف الكربون، المتوافقة مع تقنيات المحرّكات المستقبلية.
وكانت أولى الأجزاء المصنوعة من ألياف الكربون التي تمّ إنتاجها في المركز مخصّصة لطراز ماكلارين765LT فائق الخفّة، حيث جرى تصميم الجناح الخلفي النشط، والمصدّ الخلفي، وأرضية السيارة الأمامية، ثمّ هندستها وتصنيعها بالكامل داخل المركز، ممّا عزّز من مكانة ماكلارين في تطوير وإنتاج السيارات الخارقة التي تتمتّع بأداءٍ غير مسبوق.
ماكلارين أرتورا (2021)
شكّلت ماكلارين أرتورا نقلة نوعية في هندسة السيارات الهجينة فائقة الأداء، إذ قدّمت للمرّة الأولى هيكل ماكلارين فائق الخفّة المصنوع من ألياف الكربون (MCLA)، الذي صُمّم خصيصًا لدمج أحدث أجيال منظومات الدفع الهجينة عالية الأداء. يتميّز هذا الهيكل بكونه أخف وزنًا وأكثر صلابة من أي هيكل سابق، حيث يدعم منظومة الدفع الهجينة المزوّدة بمحرّك V6 في أرتورا، بينما يواصل تحسين وتطوير المزايا الهيكلية الفريدة لاستخدام الشاسيه الأحادي المصنوع من ألياف الكربون.
يتم تصنيع هيكلMCLA في مركز ماكلارين لتقنيات المواد المركّبة (MCTC) في شيفيلد، ليكون بذلك أوّل هيكل تُنتجه ماكلارين خارج مقرّها الرئيسي في ووكينغ، ممّا يمثّل ثورة في هندسة الهياكل الأحادية المصنوعة من ألياف الكربون . ويعزّز هيكل MCLA الفوائد المعروفة لهياكل MonoCell وMonoCage II، ولكنّه يُضيف خليّة أمان مخصّصة للبطارية الهجينة، بالإضافة إلى تعزيز قدراته على تحمّل الصدمات والأحمال داخل الشاسيه.
بفضل تقنيّاتها الثورية، نجحت ماكلارين في إنتاج هيكل MCLA بكميات كبيرة، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم هياكل ألياف الكربون. ومع إطلاق أرتورا سبايدر، تُواصل ماكلارين فلسفتها في تطوير السيارات المكشوفة فائقة الخفّة، حيث لم يكن هناك أي حاجة لإضافة تعزيزات أو تدعيمات إضافية على هيكل MCLA مقارنة بنسخة الكوبيه – ممّا يجعل أرتورا سبايدر أوّل سيارة هجينة مكشوفة عالية الأداء من ماكلارين دون أي مساومة على صعيد الصلابة أو الوزن.
سيّارة ماكلارين W1 (2024)
تُواصل ماكلارين W1 ترسيخ إرثها العريق في هندسة السيارات الفائقة خفيفة الوزن، مع تقديم هيكل Aerocell، الذي يُعدّ أكثر الشاسيهات الأحادية المصنوعة من ألياف الكربون تطوّرًا على الإطلاق في سيّارة مخصّصة للطرقات.
يتميّز هذا الهيكل ببنية مصنوعة باستخدام تقنية ألياف الكربون المشبّعة مسبقًا(Pre-Preg Carbon Fibre)، وهي تقنية مستخدمة أيضًا في السيارة الحصرية المخصّصة للحلبات ماكلارين سولوس GT. تعتمد هذه التقنية على مركّبات مشبّعة مسبقًا بنظام راتنجي، مما يُبسّط عملية المعالجة الحرارية. ثمّ يتم تطبيق المعالجة بالضغط داخل القالب، ممّا يمنح Aerocell قوّة هيكليّة أعلى مقارنةً بالشاسيهات الأحادية التقليدية.
بفضل نسبة القوة إلى الوزن المثالية، يُتيح هيكل Aerocell تحقيق وزن أقل دون الحاجة إلى أجزاء هيكلية إضافية على جسم السيارة الخارجي، ممّا يُساهم في ضمان خفّة وزن تصميم سيّارة W1. يُشكّل هيكل Aerocell عنصرًا محوريًا في الحزمة الديناميكية الهوائية القوية لـ W1، مستفيدًا من تأثير الأرض الحقيقي (True Ground Effect) عبر رفع أرضية الهيكل الأحادي بمقدار 65 ملم، ممّا رفع موضع حجرة الأقدام ليصل إلى 80 ملم في القسم الأمامي من Aerocell. وفي خطوة ثورية، تمّ تثبيت موضع المقعد ودمجه مباشرةً في الهيكل الأحادي، مما قلّص طول Aerocell والطول الإجمالي للسيارة. سمح هذا الابتكار أيضًا بتفليص قاعدة العجلات بنحو 70 ملم.
شهدت سيّارة ماكلارين W1أيضًا طرح الجيل التالي من أحدث تقنيّات ألياف الكربون من ابتكار ماكلارين، وهي ألياف ART الكربونية. تفتح هذه المادة آفاقًا جديدة أمام المُهندسين، وهي ممكنة بفضل عملية Automated Rapid Tape (ART)، وهي تقنية تصنيع متقدّمة تُتيح ترسيب ألياف الكربون بمعدلات فائقة السرعة. يُعدّ الجناح الأمامي النشط لماكلارين W1 أول مكوّن يستخدم هذه التقنية الجديدة، ما يمنحه بنية أخف وزنًا وأكثر صلابة، مع الحدّ من هدر المواد. تُساهم هذه التقنية في إنتاج أجزاء كربونية محسّنة بمزايا هندسية متخصّصة بسرعة قياسية.
في هذا الصدد، قال مايكل ليتيرز، الرئيس التنفيذي لشركة ماكلارين أوتوموتيف: "تُعتبر ألياف الكربون عنصرًا أساسيًا في قصة ماكلارين وجزءًا لا يتجزّأ من هويّتنا. بفضلها نستطيع تقديم سيّارات خارقة فائقة الخفّة تتميّز بأفضل المزايا الديناميكية. والملفت أنّ هذه التقنية ما هي إلا نقطة في بحر الابتكار في هذا المجال، حيث ينتظرنا الكثير لنكتشفه، والمزيد من المكاسب والمزايا في الأفق."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الوطن
الصحافة البحرينية ودورها في الاقتصاد الوطني
يصادف مقالي الأسبوعي هذا، الاحتفال بيوم الصحافة البحرينية، ولعلها مصادفة جميلة تذكرني بحصولي على جائزة رئيس الوزراء للصحافة العام الماضي، وأيضاً مناسبة جميلة أستذكر فيها أني ابنة هذا الوطن الذي أنعم الله عليه بقيادة حكيمة سخرت كل الإمكانات لكي ترتقي بالإنسان البحريني، وتمنحه فرصاً لا حصر لها للإبداع والابتكار والازدهار، وانعكس ذلك على ازدهار مملكتنا الغالية لتكون نموذجاً للعالم أجمع. ولقد كانت الصحافة تحظى دوماً برعاية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتصبح اليوم ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة، ولا سيما في تعزيز الاقتصاد الوطني على مدار 25 عاماً الماضية. ولو تحدثت عن مسؤولية الصحافة الوطنية كأداة فاعلة في تحقيق الرؤية الاقتصادية، فلن أوفيها حقها، لكني سأتطرق إلى ما يعتبر محطات بارزة في مسيرة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم، وخاصة عندما أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في عام 2008 «رؤية البحرين الاقتصادية 2030» لترسيخ التحول من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة. وساهمت الصحافة في ترسيخ مكانة البحرين كمركز مالي إقليمي جنباً إلى جنب مع المؤسسات الاقتصادية في المملكة، فكان العمل الإعلامي شريكاً في ترويج الرؤية وتعريف العالم بنا وبمملكتنا الجميلة، ونتيجة لهذا استطاعت البحرين أن ترفع أصول القطاع المالي من 11.6 مليار دينار عام 2003 إلى 186.3 مليار دينار بنهاية 2022، وشهد القطاع الاقتصادي إصدار 140 ترخيصاً لتكنولوجيا المال «فينتك» بحلول 2023، بفضل الحملات الإعلامية التي سلطت الضوء على البيئة التنظيمية الجاذبة. ولقد كانت السياحة أحد أهم ركائز تنويع مصادر الدخل للمملكة، ولم تكن السياحة لتصل إلى ما حققته اليوم، إلا عبر تضافر جهود صحفية وإعلامية عززت عمل القائمين على القطاع، فعلى سبيل المثال القريب ما شهدناه مؤخراً في سباق «الفورمولا 1» الأخير ودور التغطية الصحفية الاستباقية وخلال الحدث على رفع مستوى العوائد غير المسبوقة. ولم تقتصر الصحافة الوطنية على تعزيز الفرص الاستثمارية ودعم الصناعة والريادة والابتكار، وإنما كان لها دور كبير في مواجهة التحديات برفع الوعي الوطني، وهو ما شهدناه خلال جائحة كورونا حيث استطاعت البحرين أن تخلق من الأزمات فرصاً، ونجحت الصحافة الوطنية في أن تجعل البحرين دولة رائدة في مكافحة هذه الجائحة، بترويج جهودها الكبيرة في التعامل مع الأزمة التي أرقت العالم، وهو ما شهد به مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم. كما لم تتأخر الصحافة البحرينية في المساهمة بتقديم تقارير شبه يومية للمواطن للتعريف بإجراءات الدعم الاقتصادي «4.3 مليار دينار»، مما حافظ على استقرار القطاع الخاص الذي ساهم بنسبة 72% من الناتج المحلي عام 2022. اليوم، وفي ظل التوجيهات الملكية والدعم الحكومي، تواصل الصحافة البحرينية دورها كجسر بين السياسات الاقتصادية والجمهور، مما يعزز الشفافية ويجذب الاستثمارات. ومع تسارع التحولات العالمية، تبقى الكلمة المكتوبة والمسموعة سلاحاً استراتيجياً في ترسيخ مكانة البحرين كواحة للاستقرار والفرص.


أخبار الخليج
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- أخبار الخليج
وفاة سائق الفورمولا ماس
باريس - (أ ف ب): توفي سائق الفورمولا واحد السابق والفائز بسباق 24 ساعة في لومان الالماني يوخن ماس عن عمر يناهز الـ78 عاما، حسب ما أعلنت عائلته. وأفادت العائلة في بيان: «بقلوب ثقيلة، نعلن وفاة يوخن ماس اليوم بعد مضاعفات أصيب بها بعد سكتة دماغية في فبراير». واستهل ماس مسيرته في الفئة الأولى مع فريق سورتيز قبل انتقاله للدفاع عن ألوان ماكلارين، علما أن فوزه الوحيد في البطولة العالمية خلال 105 مشاركات تحقق في جائزة إسبانيا الكبرى على حلبة مونتجويك بارك في برشلونة عام 1975. وحصد نصف النقاط بعد فوزه بسبب توقف السباق قبل مرور 60 في المائة من مسافته الاجمالية اثر حادث تعرض له زميله مواطنه رولف ستوميلين واصطدامه بالحواجز ما أدى إلى وفاة 4 أشخاص. في عام 1982 غادر ماس عالم الفورمولا واحد، قبل أن يفوز لاحقا بسباق 24 ساعة في لومان، أحد أشهر سباقات التحمل في العالم، في 1989.


البلاد البحرينية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الأمير سلمان بن حمد والفورمولا 1— تحالف الرؤية والطموح في صنع الحدث السياحي
في عام 2004، وخلال محادثة مع أحد كبار المصرفيين الأجانب المقيمين في البحرين، أدهشني تعليقه الذي ظلّ راسخًا في ذهني حتى اليوم. قال لي: "صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، يتمتع ببصيرة استراتيجية ثاقبة بإدخاله سباق الفورمولا 1 – وما يحمله من ثقافة عالية – إلى البحرين". وعندما طلبت منه توضيحًا، شرح لي أن الفورمولا 1 ليست مجرد رياضة، بل هي ثقافة عالمية، وصناعة نخبوية تقوم على الفخامة والابتكار والثراء. من موناكو إلى سنغافورة، استغلت مدن كثيرة سباقات الفورمولا 1 لبناء صورة راقية وجذب الزوار الأثرياء. قال لي: "انظر إلى موناكو، كيف بنت ثقافتها الغنية حول الفورمولا 1، فخلقت هالة من الفخامة والسرعة والحصرية التي أنعشت الفنادق والمطاعم والتسوق الفاخر". وكان يرى أن البحرين تسير على الطريق ذاته. تجسدت هذه الرؤية عندما استضافت حلبة البحرين الدولية أول سباق فورمولا 1 لها في 4 أبريل 2004، لتصبح البحرين أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث العالمي. وكان فوز مايكل شوماخر في هذا السباق الافتتاحي علامة فارقة، ليس فقط في عالم الرياضة، بل في دخول البحرين إلى المشهد العالمي. وفي 13 أبريل 2025، استضافت الحلبة من جديد جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1، حيث اجتذب الحدث عشرات الآلاف من الزوار ورفع نسب إشغال الفنادق إلى ما يقارب 100%، حسب ما أفادت به هيئة البحرين للسياحة والمعارض (BTEA). وقد أدى هذا الطلب الكبير إلى انتعاش قطاعات الضيافة والنقل والمطاعم، مما يعزز التأثير الاقتصادي العميق لسياحة الفعاليات. وتتماشى استضافة الفورمولا 1 مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقوية قطاع السياحة كركيزة أساسية في بناء اقتصاد مستدام لا يعتمد على النفط. على المستوى العالمي، تطورت الفورمولا 1 لتصبح صناعة تدرّ مليارات الدولارات. ففي عام 2022، حققت أكثر من 2.6 مليار دولار أمريكي من الإيرادات، وسجّلت حضور 5.7 مليون مشجع في السباقات حول العالم. هذا الاتجاه لا يقتصر على السيارات والمنافسة، بل يعكس تحوّلاً كبيرًا في قطاع السياحة حيث أصبحت التجارب والفعاليات الكبرى هي محور الجذب الأول للمسافرين. واستمرار استثمار البحرين في الفورمولا 1 جعلها في طليعة هذا التوجه. وعلى غرار لاس فيغاس التي أبرمت عقدًا لعشر سنوات مع الفورمولا 1 وحققت أكثر من 100 مليون دولار من عائدات الضرائب في سباق واحد عام 2023، تستخدم البحرين هذه الرياضة ليس فقط كترفيه، بل كركيزة لاستراتيجيتها الاقتصادية. لم يكن قرار سمو ولي العهد باحتضان الفورمولا 1 خطوة اقتصادية فحسب، بل كان مشروعًا وطنيًا للارتقاء بالعلامة الوطنية وتعزيز مكانة البحرين عالميًا، وتحقيق تنويع اقتصادي بعيد المدى. أصبح السباق منصة تدعم التعليم، إذ بدأت جامعات حول العالم بتطوير برامج في إدارة الفعاليات، الضيافة الفاخرة، وتسويق الرياضة مستلهمة من الفورمولا 1. كما دخلت البحرين من خلال هذا الحدث في دائرة الابتكار والاستدامة، في ظل الجهود المتزايدة لجعل هذه الرياضة أكثر صداقة للبيئة. وقد رافق هذا الحدث تطوير كبير للبنية التحتية في المنطقة، بما يشمل الطرق، والمرافق السياحية، والتجهيزات التقنية، وهو ما يعكس حرص القيادة البحرينية على الجمع بين الحداثة والاستدامة في التخطيط الحضري. كما ساهمت التغطية الإعلامية العالمية للسباق، والتي تصل إلى مئات الملايين من المشاهدين، في تعزيز موقع البحرين كوجهة عالمية، وجعل اسم المملكة حاضرًا في أبرز محافل الرياضة والإعلام. ورغم أن دراسات عالمية عدة تشير إلى وجود فجوات أحيانًا بين أهداف منظمي الفعاليات الكبرى والواقع المحلي، فإن تجربة البحرين تشكل استثناءً ناجحًا. فقد ساهمت الفورمولا 1 في تعزيز صورة البحرين عالميًا، مع توفير فوائد ملموسة لاقتصادها ومجتمعها. ليست جائزة البحرين الكبرى مجرد سباق، بل هي دليل على القيادة الحكيمة والرؤية المستقبلية. وفي قلب هذا النجاح يقف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي تمكن من تحويل مضمار سباق محلي إلى مركز عالمي. واليوم، لا تُعد البحرين فقط رائدة في سياحة رياضة السيارات في الشرق الأوسط، بل هي أيضًا نموذج حي لكيف يمكن للرؤية، إذا اقترنت بالتنفيذ، أن تحوّل التوجهات العالمية إلى إنجازات وطنية. في زمن تتغير فيه خريطة الاقتصاد العالمي بسرعة، تبرز البحرين كواحة استقرار وطموح، يقودها أمير جعل من الرياضة والثقافة أدوات لصياغة مستقبل وطني مشرق.