
12 يومًا هزّت طهران: كيف كشفت الحرب القصيرة ضعف الردع الإيراني؟
تعاني المؤسسة الحاكمة في إيران من ضعف عسكري وسياسي بعد حرب استمرت 12 يومًا في يونيو 2025، بدأت بغارات إسرائيلية تلتها ضربات أمريكية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية تحت الأرض باستخدام قذائف خارقة للتحصينات. كشفت الحرب عن نقاط ضعف عسكرية وهزت صورة الردع الإيراني، خاصة بعد مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين. هذا التصعيد جاء قبل يوم واحد من جولة مفاوضات مقررة مع الولايات المتحدة، مما أثار اتهامات داخلية بأن الحوار الدبلوماسي كان "فخًا استراتيجيًا".
تشير مصادر إيرانية مطلعة إلى توافق داخل هيكل السلطة الدينية على استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، معتبرة إياها ضرورية لبقاء النظام. يرى القادة أن المحادثات هي السبيل الوحيد لتجنب تصعيد عسكري إضافي قد يهدد وجود الجمهورية الإسلامية. الرئيس مسعود بزشكيان أكد أن العودة إلى المفاوضات لا تعني "الاستسلام"، لكنه واجه انتقادات حادة من غلاة المحافظين، مثل القائد بالحرس الثوري عزيز غضنفري، الذين يرون أن التصريحات المتسرعة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
تزيد التهديدات الأمريكية والإسرائيلية من الضغط على طهران. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدا استعدادهما لضرب إيران مجددًا إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم. كما تلوح في الأفق عقوبات جديدة من الأمم المتحدة بموجب آلية "إعادة فرض العقوبات" التي تدفع بها الترويكا الأوروبية. في المقابل، هددت إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن مصادر مطلعة ترى أن هذا تهديد تكتيكي وليس خطة واقعية، نظرًا للمخاطر التي قد تؤدي إلى تدخل عسكري أمريكي-إسرائيلي.
يعاني الاقتصاد الإيراني من ضغوط متزايدة بسبب العقوبات، سوء الإدارة، وتداعيات الحرب. يواجه البلد انقطاعات يومية في الكهرباء، وانخفاضًا قياسيًا في منسوب المياه، مما دفع الحكومة إلى التحذير من "حالة طوارئ وطنية للمياه". هذه الأزمات زادت من الإحباط الشعبي، حيث يعبر مواطنون مثل علي رضا، تاجر أثاث في طهران، عن فقدان الثقة في قدرة النظام على الحكم الرشيد. على الرغم من ذلك، لم تندلع احتجاجات واسعة النطاق، حيث كثفت السلطات الإجراءات الأمنية وقمعت المعارضة.
لضمان استمرارية القيادة، شكلت إيران مجلسًا للدفاع لحماية التنسيق السياسي والعسكري في حال اضطر خامنئي للانتقال إلى مخبأ. كما عاد المعتدلون إلى الظهور في وسائل الإعلام الحكومية لتهدئة القلق الشعبي وإيحاء بإمكانية الإصلاح. ومع ذلك، يحذر محللون مثل أليكس فاتانكا من أن إعادة بناء القدرات النووية دون ضمانات دبلوماسية قد تؤدي إلى ضربة عسكرية حتمية، بينما قد تؤدي المفاوضات إلى تحسين اقتصادي، لكنها تخاطر برد فعل متشدد داخلي.
تقف إيران عند مفترق طرق حاسم، حيث يتطلب البقاء تحقيق توازن دقيق بين التحدي العسكري والدبلوماسية. قرار استئناف المفاوضات النووية يعكس إدراك القيادة لتكلفة المواجهة، لكنه يواجه مقاومة داخلية قد تهدد استقرار النظام. في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، يبقى السؤال: هل ستنجح إيران في تجنب التصعيد العسكري والانقسام الداخلي، أم أنها ستواجه مزيدًا من العزلة والاضطراب؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم الثامن
منذ 4 ساعات
- اليوم الثامن
بعيدًا عن الإسلام.. الملالي وصناعة الإرهاب تحت غطاء الدين
منذ أكثر من أربعة عقود، يرفع النظام الإيراني شعارات دينية، متدثرًا بعباءة الإسلام وراية آل البيت، بينما تكشف ممارساته اليومية عن تناقض صارخ مع جوهر الدين الحنيف وقيمه القائمة على العدل والمساواة والرحمة. لقد حوّل نظام ولاية الفقيه الدين إلى غطاء أيديولوجي لتثبيت سلطته داخليًا، وتوسيع نفوذه خارجيًا عبر دعم الميليشيات وإشعال الصراعات، متبنيًا نهجًا يقوم على الفاشية الدينية التي تستغل العقيدة كأداة حكم وقمع. شرعية هذا النظام قامت على استخدام الإسلام كأداة سياسية، حيث أفرغ النصوص الدينية من مضمونها وأخضعها لتأويلات انتقائية تخدم بقاء السلطة. وباسم الدفاع عن القيم الإسلامية، أسس منظومة قمعية يقودها الحرس الثوري والبسيج، تستهدف المعارضين وتفرض قيودًا تمييزية على أساس المذهب والجنس، في وقت يواجه فيه المجتمع الإيراني تدهورًا اقتصاديًا حادًا وفسادًا ماليًا وسياسيًا متجذرًا، بينما تستأثر النخبة الحاكمة بالثروات. أما الانتماء إلى آل البيت والمذهب الجعفري، فقد تحوّل في خطاب الملالي من رمز للوحدة والعدل إلى أداة للتعبئة السياسية، إذ حصر النظام المذهب في سلطة سياسية طائفية، وأقحم أتباعه في صراعات إقليمية أضرت بسمعتهم عالميًا، وأفقدت المذهب استقلاليته التاريخية القائمة على الاجتهاد والحوار. لقد شوّه النظام صورة الإسلام والمذهب الجعفري عبر سياساته القمعية وتدخله في الحروب الإقليمية، ما رسّخ في أذهان قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي صورة مغلوطة تربط الدين بالعنف والطائفية. وفي مؤتمر عقدته المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق في واشنطن، تم عرض معلومات موثقة عن الهيكلية القيادية للإرهاب داخل النظام الإيراني، والدعوة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة إرهاب الدولة، من بينها إغلاق سفارات وممثليات النظام ومراكزه الخارجية، وإدراج الحرس الثوري ووزارة المخابرات على قوائم الإرهاب، وملاحقة وطرد العملاء والمرتزقة، وفرض عقوبات شاملة من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء. وقد شدد المشاركون على أن أربعة عقود من التنازلات الدولية مكّنت النظام من التمدد، وأن الوقت قد حان لمحاسبة دبلوماسييه الإرهابيين ودعم الشعب الإيراني ومقاومته الديمقراطية في نضاله المشروع ضد الفاشية الدينية. بعد أكثر من أربعة عقود على قيامه، يواجه نظام الملالي أزمة شرعية داخلية وخارجية متفاقمة. فالدين الذي رفعه شعارًا لم يكن سوى وسيلة للهيمنة، والمذهب الذي ادّعى الدفاع عنه أُقحم في مشروع سياسي ضيق، والإرهاب الذي رعاه بات سمة ملازمة له. إن مواجهة هذا النهج لم تعد خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة أخلاقية لحماية قيم الإسلام الحقيقية وصون الاستقرار الإقليمي.


الرأي
منذ 17 ساعات
- الرأي
فشل مفاوضات جنيف في شأن معاهدة جديدة للحد من تلوث البلاستيك
فشلت الدول الـ185 المجتمعة في جنيف في الاتفاق ليل الخميس الجمعة على مشروع نصّ ملزم لمكافحة تلوث البلاستيك، بعدما لاقى رفض دول عدة وانتقادات منظمات غير حكومية. وقال ممثل النروج في جلسة عقدت في وقت مبكر اليوم الجمعة «لن نبرم معاهدة في شأن تلوث البلاستيك هنا في جنيف». وأتى ذلك بعيد تأكيد الهند والأوروغواي أن المفاوضين لم يصلوا الى «توافق» في شأن المعاهدة. وقرابة منتصف ليل الخميس الجمعة، تمّ عرض نص جديد للتسوية، تضمّن أكثر من 100 نقطة تحتاج الى إيضاحات، وذلك بعد عشرة أيام من المفاوضات المكثفة. لكن رؤساء الوفود المجتمعين في جلسة غير رسمية، لم يتوصلوا الى اتفاق. ولم يتضح على الفور مستقبل التفاوض. وطلبت أوغندا عقد جولة جديدة من المفاوضات في وقت لاحق، بينما اعتبرت المفوضة الأوروبية لشؤون البيئة جيسيكا روسوال أن جنيف أرسَت «أساسا جيدا» لاستئناف المفاوضات. ويتوقع أن يعقد الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو الذي كان يرأس المفاوضات خلال الجولة السابقة في مدينة بوسان الكورية الجنوبية عام 2024، مؤتمرا صحافيا مقتضبا الجمعة، بحسب ما أكدت دوائر الأمم المتحدة. ولاقت طريقته ومسار التفاوض انتقادات شديدة طوال الجولة الدبلوماسية في جنيف. نظريا، كان يفترض أن تتوقف جولة المفاوضات (CNI5-2) التي بدأت في جنيف في الخامس من أغسطس، عند منتصف الليل (22,00 ت غ) في 14 منه. وتباعِد انقسامات عميقة بين المعسكرين المتواجهين في هذا المجال.


الوطن الخليجية
منذ يوم واحد
- الوطن الخليجية
بن زايد وبن سلمان يبحثان التعاون وتطورات الشرق الأوسط وسط التصعيد الإسرائيلي
أجرى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الخميس، اتصالًا هاتفيًا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، تناول سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين، إضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية 'وام'، بحث الزعيمان 'العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين'، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول 'عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المساعي المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة'. أما وكالة الأنباء السعودية 'واس'، فأكدت أن الاتصال تطرق إلى 'سبل تعزيز فرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار'. سمو #ولي_العهد وسمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يبحثان خلال اتصال هاتفي، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز فرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما استعرضا عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها بما… — واس الأخبار الملكية (@spagov) August 14, 2025 ويأتي هذا الاتصال في وقت حساس تشهده المنطقة، إذ يتزامن مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وإعلانه نية احتلال القطاع بالكامل، إضافة إلى التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول 'إيمانه بإسرائيل الكبرى'، والتي قوبلت بموجة رفض وإدانة واسعة من السعودية والإمارات ودول عربية وإسلامية أخرى، فضلًا عن ردود دولية منتقدة. السعودية، من جانبها، أصدرت بيانًا رسميًا عبرت فيه عن رفضها التام لتصريحات نتنياهو، مؤكدة أنها 'تدين بأشد العبارات الأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال'، ومشددة على 'الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية'. أما الإمارات، فقد أدانت عبر بيان رسمي على منصة 'إكس' تصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها 'تعدٍ سافر على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة'، مؤكدة موقفها الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني. التوتر الحالي يتجاوز غزة إلى ساحات أخرى، إذ تشهد الضفة الغربية تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا، بينما تتعامل إسرائيل مع جبهات إقليمية متعددة، من بينها المواجهة المستمرة مع حزب الله على الحدود اللبنانية، وتوغلاتها في الجولان السوري المحتل، إضافة إلى شن ضربات جوية في اليمن ضد جماعة الحوثيين، والمواجهة العسكرية التي اندلعت مع إيران في يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا. ويُذكر أن الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد كانا قد أجريا في يونيو الماضي اتصالًا هاتفيًا عقب اندلاع المواجهة بين إيران وإسرائيل، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل احتوائها. وتُعد العلاقات السعودية الإماراتية ركيزة أساسية للأمن الخليجي والعربي، حيث يجمع البلدين توافق سياسي واسع في مقاربة قضايا المنطقة، إلى جانب تنسيق مستمر في الملفات الأمنية والاقتصادية، ما يجعل من شراكتهما عامل استقرار مهم في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.