logo
لماذا تتراجع العلمانية في تركيا؟

لماذا تتراجع العلمانية في تركيا؟

Independent عربية٣٠-٠٤-٢٠٢٥

لعل كثيراً من متابعي الصحافة الغربية لاحظوا في الأعوام الكثيرة الأخيرة أن باحثين غربيين في شؤون الإسلام والإسلام السياسي يؤثِرون بل ويروجون نسخة معينة من الإسلام على ما عداها، هي نسخته الصوفية، التي تبدو لهم روحانية، مشغولة بالآخرة عن الدنيا، خلافاً لنسخ جماعات من قبيل "داعش" و"القاعدة"، ومن قبلهما "الإخوان المسلمون"، فهذه تزاحمهم على الدنيا بل تقاتلهم عليها، فضلاً عن رؤيتهم من جهتها نظرة عدائية تجاه الآخر.
ولعل كثيراً أيضاً من كتاب الغرب ينظرون إلى تركيا – قبل مرحلة أردوغان في الأقل - باعتبارها نموذجاً للتصالح بين الإسلام والعلمانية والليبرالية.
ويأتي كتاب جديد لصحافي مخضرم هو ديفيد تونج ليلقي شكوكاً عميقة على كلتا الفكرتين.
صدر الكتاب حديثاً بعنوان "قبضة الإسلام الباقية في تركيا: إحياء الطرق الدينية وصعود أردوغان"، وقد قضى تونج أكثر من نصف حياته في تركيا مراسلاً لصحف "غارديان" و"أوبزرفر" و"فايننشال تايمز" وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في فترات مختلفة، فمن طول معايشة الكاتب لتركيا يكتسب الكتاب أهمية أكيدة.
تكتب ليزا أندرسن في استعراضها للكتاب (فورين أفيرز- مايو/ أيار – يونيو/ حزيران 2025) أن السياسة في تركيا "غالباً ما تُصوَّر باعتبارها صراعاً بين العلمانية الموالية للغرب التي تبناها المؤسس التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك، والبعث الإسلامي السني الأحادي اللون الذي يتجسد في الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية).
ويكشف تونج الديناميات المعقدة الكامنة وراء قبضة حزب "العدالة والتنمية" على السلطة السياسية وعمق الالتزام الديني الهائل التنوع الذي صمد أمام محاولات الإصلاحيين في القرن الـ19 فصل الدين عن السياسة".
تشير أندرسن أيضاً إلى أن حقبة الحرب الباردة، بعدائها للشيوعية، كانت تؤثر التدين، فـ"شهدت هذه الفترة إحياء الكثير من الطرق الصوفية... ومع تلاشي وعد الاندماج في أوروبا بنهاية الحرب الباردة، ازداد الإسلام السياسي جاذبية، مهيئاً المسرح لصعود أردوغان وحزب العدالة والتنمية عام 2002، ويقنعنا تونج بأن الطرق الدينية ملمح دائم في السياسة والحياة العامة في تركيا".
كتب بيتر فرانكوبان أستاذ التاريخ العالمي بجامعة أكسفورد مستعرضاً الكتاب (فايننشال تايمز التاسع من يناير 'كانون الثاني' 2025) أن ديفيد تونج يذكِّرنا في كتابه الممتاز بمقولة أن "هذا قرن تركيا"، وليست هذه المقولة الواثقة تصريحاً من تونج نفسه وإنما هي "تصريح الرجل المسيطر على المسرح التركي على مدى العقدين الماضيين: أي رجب طيب أردوغان. يقول تونج إن أردوغان تعهد بعد إعادة انتخابه عام 2023 بأن تركيا 'بعد التخلص من الوصاية الأجنبية' سوف تصبح 'من أكبر 10 بلاد في العالم في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والعسكرية والدبلوماسية وجميع المجالات'".
يشير فرانكوبان إلى أن تونج يسعى في كتاب "قبضة الإسلام" إلى إيضاح الروابط التي تشد لحمة تركيا، فينصب تركيزه على "الإسلام السني بصفة عامة، والطرق الصوفية بصفة خاصة" باعتبار كليهما جزءاً لا يتجزأ في "ثقافة الأتراك اليوم".
و"قد يُدهش الكثير من هذه الصورة التي يرسمها تونج. فمنذ انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1922، باتت تركيا في كثير من الأحيان مرادفة للاتجاه إلى العلمنة، والليبرالية الدينية... ولم يجسِّد أحد ذلك بقدر ما جسّده أتاتورك الذي قاد تركيا في أعقاب صدمات الحرب العالمية الأولى وتفكيك الإمبراطورية القديمة على أيدي القوى الأوروبية المنتصرة، كان أتاتورك عازماً على المضي بالأتراك إلى العصر الحديث، ورأى الدين ورجاله يعترضون طريق إصلاحاته".
يذهب تونج في ما يرى فرانكوبان إلى أن القرن الماضي – على رغم المظاهر- لم يشهد انحداراً للدين في المجتمع التركي، وإنما العكس فـ'تركيا الجديدة في ظل حكم أردوغان ليست إحياءً للعثمانية وإنما هي العثمانية القديمة'، فقد استُعيد الإسلام السني، ببطء ولكن في ثبات، ليتولى دوره بوصفه عنصراً مركزياً في هوية الشعب الثقافية، وكانت الطريقة النقشبندية بشتى فروعها في صلب هذا البعث... فرسخت أقدامها في شتى المؤسسات التركية".
والطرق (tarikats) بحسب تعريف الكاتب هي "أنظمة دينية مؤسسة بهدف البحث عن الحقيقة الإلهية، وهي جزء من الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية منذ قرون".
ويرى تونج أن للطرق الصوفية اليوم قبضة هائلة على الدولة، وهي قادرة على حشد الملايين، وكثيراً ما تحشدهم فعلياً، سواء في انتخابات أو تظاهرات أو للتعبير عن رأي، ولأعلام هذه الطرق مصالحهم التجارية المتشابكة التي غالباً ما تعززها روابط عائلية وثيقة".
"وكما أن للنقشبندية نفوذاً كبيراً في تركيا، فإن تأثيرها كبير خارجها، ويرجع ذلك جزئياً إلى انتشار جاليات تركية كبيرة في العالم، ويرجع أيضاً إلى بذل الطريقة جهداً وطاقة كبيرين لإقامة بنية أساسية واستثمارية تمتد من آسيا الوسطى إلى البلقان، ومن كولونيا إلى بروكلين، ويوضح تونج أن بين الجماعات النقشبندية المختلفة تنافساً على قلوب الأتباع وعقولهم، وكذلك على جيوبهم وعلى أروقة السلطة، وقد فهم أردوغان هذا، فأشاد بزعمائها الروحيين، وحضر جنائزهم، وألقى خطباً تتواءم مع رسائلهم، وأقام بذلك قاعدة قوية لا تُقهر".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حين يرى تونج أن للتدين في ذاته جاذبية هي من أهم أسباب قوة هذه الدعوة، فإنه يرى أيضاً أن قوة هذه الطرق كبدت تركيا ثمناً باهظاً، إذ "استوجبت تقديم نسخة متشددة من الإسلام السني في المدارس التي تلقى فيها الداروينية اعتراضات مستمرة، أو كأن يقول كبار المفكرين إن مشاهدة التلفزيون أضر من 'الجلوس مع ثعبان'"، ويحق للقارئ، ولا أعني القارئ الغربي فقط، أن يرتبك أمام هذا الجمع بين الصوفية و"التشدد"، أو ينتبه إليه في الأقل.
يشير فرانكوبان إلى أن أخطر وأوضح أمثلة "الثمن الباهظ" يتمثل في ما جرى عام 2016 حينما وقعت محاولة انقلابية شاملة، إذ قامت طائرات إف-16 تابعة لسلاح الجو التركي بقصف القصر الرئاسي. "وتوجه اللوم بالكامل إلى محمد فتح الله غولن، الذي كان يبدو لكثير في الغرب 'مثالاً للإسلام السمح، ورمزاً للاستنارة الإسلامية' وكانت الحكومة قبيل محاولة الانقلاب قد اعتبرت حركته منظمة إرهابية، وكان غولن، الذي مات في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مقرباً ذات يوم من أردوغان، ثم انتقل إثر خلاف حاد إلى المنفى في الولايات المتحدة فأشرف فيها على إمبراطورية بمليارات الدولارات، تضم مئات المدارس وعشرات المؤسسات الصحية والنقابات العمالية وغيرها".
جعل فرانسيس جيلز الزميل الزائر لكلية لندن للكتاب من استعراضه للكتاب (ذي آراب ويكيلي الـ18 من مارس 'آذار' 2025) نقداً صريحاً للغرب وتصوراته التي أوهم بها نفسه عن تركيا وغيرها، فيستهله بقوله إن تركيا اليوم تجسيد لـ"خطأ القول إنه لا بد من دفن الإسلام من أجل إقامة مجتمع حديث".
"لقد وضع الدبلوماسيون الغربيون -منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- سردية تظهر تركيا بلداً ديمقراطياً يتجه إلى الغرب، تلك كانت حقبة الحرب الباردة حيث بدا موائماً للأيديولوجية الغربية أن تنظر إلى البلد ذي الموقع الجغرافي المهم لأمن أميركا وأوروبا الغربية باعتباره نموذجاً لتوافق الإسلام مع الديمقراطية البرلمانية".
"دونما نظر إلى الانقلابات العسكرية المتواترة التي درجت على اعتقال المسؤولين والنواب المنتخبين، وتعذيب الخصوم على نطاق واسع، وتقييد حرية الصحافة، وحتى حينما كانت تركيا تخضع لحكومات منتخبة، كان الجيش التركي القوي ذو الامتيازات الكثيرة يظل فارضاً رقابته على المدنيين، بل لقد كثر الحديث عن دولة عميقة يخشاها الأتراك... ويأتي مؤلف هذا الكتاب ليقدم بديلاً مفيداً لما ترسخ من أفكار في شأن تركيا، طارحاً للمرة الأولى باللغة الإنجليزية قصة عن الطرق الدينية التي ترجع أصولها إلى العصر العثماني وكيف أنها تسيطر على مستقبل تركيا وتحدده، وهي الجارة الغريبة لأوروبا والقوة الكبيرة في شرق المتوسط".
يكتب فرانسيس جيلز أن مؤلف الكتاب عرف تركيا على مدى 60 عاماً عمل فيها مراسلاً لصحف غربية ثم مستشاراً مقيماً في إسطنبول، وأنه يتكلم التركية بطلاقة، ثم إن جيلز يكاشف قراءه بعلاقة تربطه بمؤلف الكتاب فيقول "ولا بد أن أعلن الآن أن لي مصلحة هنا، فقد تعرفت على تركيا عام 1980 من خلال ديفيد تونج حينما كنا نعمل معاً لـ'فايننشال تايمز'، وقد وافقت الكاتب في بعض آرائه في تركيا، لكنني حتى في ذلك الماضي كنت أرى غطرسة اعتقاد الغرب بتفوقه حضارياً وأرى أن هذا الاعتقاد هو الذي عصب عينيه في شمال أفريقيا، وهي المنطقة الجغرافية التي كنت متخصصاً فيها آنذاك، وأعمته عن الثقل الدائم للتاريخ والأنثروبولوجيا، تونج الآن يتكلم عن انتهاء الوصاية الغربية، ولقد انتهت هذه الوصاية الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فتركت كثيراً من ساسة الغرب وإعلامه في حيرة من أمرهم، عاجزين عن الفهم، ناهيكم عن صياغة سياسة".
ولعل فرانسيس جيلز يبدد شيئاً من حيرة القارئ إزاء هذا الربط بين الصوفية والتشدد في تركيا حينما يقول إن "الولايات المتحدة تدفع ثمن عماها، وكذلك القوى الاستعمارية السابقة، من قبيل فرنسا وبريطانيا اللتين أدى توغلهما العميق في قلب أرض الإسلام إلى تشكيل روح عداء للغرب في أعماق الطريقة النقشبندية وهي من أعظم الطرق الإسلامية وأقواها اليوم في تركيا، ويندهش الكتاب الغربيون من قوة هذه الطرق الإسلامية في الشرق الأوسط، متعمدين تناسي تاريخ القسوة التي فرضوها على ملايين المسلمين في القرنين الـ19 والـ20.
وما هذا غير مثال من أمثلة كثيرة على الأمية التاريخية التي تعانيها النخب الغربية التي لا يتجاوز التاريخ عندها ما جرى في العقد الماضي أو نحوه".
يكتب ديفيد تونج أنه "قد ولَّت الآمال التي خرجت من رحم صدمة ما بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 بأن تكون الجمهورية التي صاغها أتاتورك هي المثال المقتدى به في امتزاج الإسلام بالحداثة كما وصفها حلفاء تركيا الغربيون، لقد كانت تلك الجمهورية في نظر مقاتلي الحرب الباردة والليبراليين نموذجاً لإمكانية وضرورة إبعاد الإسلام عن السياسة، فهي بديل تقدمي لخطاب 'القاعدة' و'داعش'".
ويؤكد فرانسيس جيلز هذا بقوله إن العلمانية في تركيا "تعيش تراجعاً تاماً بدأ قبل نصف قرن، بل قبل انضمام تركيا إلى حلف شمال الأطلسي عام 1950. ويسرد تونج بالتفصيل كيف أنه على رغم تعاقب الحكومات التركية ظل ثابت واحد مستمراً فيها وهو تقدم الإسلام باطراد.
إذ يصف تونج كيف استطاعت فرق فرعية من النقشبندية أن تشق طريقها راجعة إلى الجيش والاقتصاد والتعليم، ولو أن هذه التفاصيل قد تكون أحياناً أشد تعقيداً من أن يدركها القارئ ذو الاهتمام بتركيا، وليس فتح الله غولن 'استثناءً من هذه العملية' ولكن الأميركيين -حسبما يؤكد تونج- أساءوا فهمه تماماً، بسبب أن واشنطن بعد الـ11 من سبتمبر كانت تبحث عن صوت إسلامي يمثل التسامح والحوار وبدت حركة غولن في ذلك الوقت مناسبة تماماً، بل لقد بدت على قول دبلوماسي أميركي آنذاك 'أفضل من أن تكون حقيقة'".
ينقل فرانسيس جيلز عن تونج قوله إن "الإسلام في الإمبراطورية العثمانية كان 'ثرياً وعميقاً ومتنوعاً، فقد كان العلماء الدارسون الباحثون، والمثقفون من أهل المدن، والحرفيون والتجار في المدن الصغيرة بطوائفها الحرفية الباقية من القرون الوسطى، والمجتمعات الريفية، يتبعون جميعاً أشكالاً مختلفة من الإسلام السني، ويتفاعلون في الوقت نفسه مع إخوانهم العلويين ومع أقليات الأرمن واليونانيين واليهود'، ولكن نطاق الإسلام اليوم ضاق وتقلص، وأصبح العرض الثقافي الذي تطرحه الصوفية أضيق أيضاً".
ويعلق فرانسيس جيلز، "ولكن على المرء ألا ينسى أن اختفاء الأقليات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو إلى حد كبير للغاية نتيجة للسياسات الاستعمارية ولإنشاء دولة إسرائيل، إذ أدى هذا وذاك إلى ترويج شكل من الدين العرقي لا يتسامح مع الآخر مثلما كانت الحال قبل قرن من الزمن".
قد يكون مفاجئاً للقارئ أن النقشبندية لم تعد مرادفاً للصوفية، ولكن هذا ما يلمح إليه بيتر فرانكوبان إذ ينهي مقاله بأن تونج يخلص من تنقله البارع بين أشواك السياسة والهوية والمعتقدات الروحية في تركيا إلى نتيجة مؤسفة مفادها أن رحابة الإسلام في تركيا اليوم تتقلص مع إفساح الصوفية والطيبة مجالاً لرؤية العالم النقشبندية المنتشرة بين جميع الجماعات الصاخبة غير المتسامحة، ثم إنه يحذر قائلاً إن "تركيا أكبر من أردوغان، و'تركيا الجديدة تتخذ من النقشبندية أساساً لها'، ولدى النقشبندية هياكل عريضة ومنتشرة وقوية، و'الملايين من الأتباع الذين سيكونون متأهبين لتشكيل معالم تركيا ما بعد العلمانية'، وهذا أمر لا بد من استيعابه، سواء كان قرننا هذا هو القرن التركي أم لا، لقد برع تونج في مهمته بتذكيرنا أن المهم في التاريخ ليس الأفراد وإنما المؤسسات التي توفر أعمدة تقوم عليها السلطة".
وينهي فرانسيس جيلز قراءته للكتاب بقوله إن تونج "يقدم دليلاً مفيداً لما ينبغي أن يعرفه ويفهمه قادة الغرب وإعلامه عن البلد، وما يصدق في حق تركيا يصدق في حق دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فجهل غالبية الكتاب الغربيين -ناهيكم بالدبلوماسيين- الذين لا يفقهون التركية ولا العربية، ناهيكم بغيرهما من اللغات، أصدق دليل على الغطرسة الغربية المستمرة على رغم فقدان أميركا وأوروبا للنفوذ الاقتصادي والدبلوماسي، ولذلك يجب أن تروج قراءة هذا الكتاب بين من يتعاملون مع تركيا من الغربيين، وبخاصة أن كثيراً منهم يوهمون أنفسهم بأن تركيا قد ترجع إلى طبيعتها -إن أمكن القول- بعد أن يترك أردوغان السلطة".
العنوان: The Enduring Hold of Islam in Turkey: The Revival of the Religious Orders and Rise of Erdogan
تأليف: David S. Tonge
الناشر: Hurst

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"رويترز": واشنطن تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا
"رويترز": واشنطن تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

"رويترز": واشنطن تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا

ذكر مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا أن الولايات المتحدة ستعين توماس باراك، السفير الأميركي الحالي لدى أنقرة وصديق الرئيس دونالد ترمب، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا. ويأتي القرار بعد إعلان ترمب الأسبوع الماضي، رفع العقوبات الأميركية على سوريا. واعتبرت "رويترز"، أن الخطوة تشير إلى إقرار واشنطن بصعود تركيا كقوة إقليمية مهمة لها نفوذ في دمشق منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد على أيدي قوات المعارضة نهاية العام الماضي. ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لا يوجد إعلان في الوقت الحالي". وقال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، في حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الثلاثاء، إنه سمح لموظفي السفارة التركية، بما في ذلك باراك، بالعمل مع المسؤولين المحليين في سوريا لفهم نوع المساعدات التي يحتاجون إليها. ترمب يجتمع مع الشرع واجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، في 14 مايو، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعد يوم من إعلان ترمب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق. وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الاجتماع دام لنحو نصف ساعة، وذلك قبيل انعقاد القمة الأميركية الخليجية. وذكرت وسائل إعلام تركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، شارك أيضاً في الاجتماع عبر الهاتف. ودعا الشرع، الشركات الأميركية، إلى الاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، حسبما نقل البيت الأبيض. وأشاد أردوغان، خلال الاجتماع، بحسب ما نقلته "الأناضول"، بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أنه يكتسب أهمية تاريخية. وبحسب الخارجية السورية، فإن الرئيس أحمد الشرع، عبَّر خلال اللقاء الذي شارك فيه وزراء خارجية السعودية وسوريا والولايات المتحدة، عن امتنانه لـ"الدعم الإقليمي والدولي"، مشدداً على "مُضي سوريا بثقة نحو المستقبل". روبيو يلتقي الشيباني والتقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو نظيره السوري أسعد الشيباني في أنطاليا بتركيا، الخميس، وقال إن واشنطن ستصدر "إعفاءات أولية" من العقوبات القانونية المفروضة على سوريا. واعتبر روبيو، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، أن الحكومة السورية ربما تكون على بُعد أسابيع من "انهيار محتمل، وحرب أهلية شاملة"، ولكنه أشاد بما وصفها بـ"الهوية الوطنية السورية" التي اعتبرها "أمراً جيداً" في سبيل استقرار البلاد. وقال روبيو للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، رداً على سؤال بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات عن سوريا، والتواصل مع حكومة دمشق: "بصراحة، في ظل التحديات التي تواجهها سوريا، فإن السلطة الانتقالية ربما تكون على بُعد أسابيع، وليس شهوراً، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد كارثية، في مقدمتها تقسيم البلاد". ومن المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة بعض الإعفاءات من العقوبات على سوريا خلال الأسابيع المقبلة، بعد إعلان ترمب رفع جميع العقوبات التي تستهدف دمشق.

تقرير يحذر من تهديد الإخوان للتلاحم الوطني في فرنسا
تقرير يحذر من تهديد الإخوان للتلاحم الوطني في فرنسا

Independent عربية

timeمنذ 16 ساعات

  • Independent عربية

تقرير يحذر من تهديد الإخوان للتلاحم الوطني في فرنسا

خلص تقرير حول "الإخوان المسلمين" أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية إلى أن الجماعة تشكل "تهديداً للتلاحم الوطني" مع تنامي تشدد إسلامي "من القاعدة صعوداً" على المستوى البلدي، وفق وثيقة سيدرسها مجلس الدفاع الأربعاء. وجاء في التقرير "إن هذا التهديد وحتى في غياب اللجوء إلى التحركات العنفية، يولد خطر المساس بنسيج الجمعيات وبالمؤسسات الجمهورية (..) وبشكل أوسع بالتلاحم الوطني". وشدد التقرير على أن جماعة الإخوان المسلمين "تستند إلى تنظيم متين إلا أن الإسلام السياسي ينتشر أولاً على الصعيد المحلي"، معتبراً أن انتشار هذا التشدد الإسلامي "يحصل من القاعدة صعوداً" ويشكل "تهديداً على المدى القصير وكذلك المتوسط". وأشار إلى "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الإخوان المسلمون"، مشدداً على أن هذا المشروع يهدف "إلى العمل على المدى الطويل للتوصل تدريجاً إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعد التقرير موظفان رسميان رفيعا المستوى أجريا مقابلات مع 45 أستاذاً جامعياً وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا. ورأى معدا التقرير أن هذا "التشدد الإسلامي على المستوى البلدي" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولاً إلى تشكل بيئات إسلامية تزداد عدداً". إلا أن المشرفين على التقرير أكدا "عدم وجود أي وثيقة حديثة تظهر سعي الإخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها". ونصح معدا التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد وبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".

المحكمة العليا الأمريكية تسمح بإنهاء الحماية المؤقتة لمئات الآلاف من الفنزويليين
المحكمة العليا الأمريكية تسمح بإنهاء الحماية المؤقتة لمئات الآلاف من الفنزويليين

الوئام

timeمنذ 2 أيام

  • الوئام

المحكمة العليا الأمريكية تسمح بإنهاء الحماية المؤقتة لمئات الآلاف من الفنزويليين

قررت المحكمة العليا في الولايات المتحدة السماح لإدارة الرئيس دونالد ترمب بإنهاء برنامج الحماية المؤقتة (TPS) لما يقرب من 350 ألف مهاجر فنزويلي، ما يُعد تحولًا حادًا في سياسة الهجرة الأمريكية ويؤثر بشكل مباشر على مئات الآلاف من المقيمين في البلاد بشكل قانوني، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي'. جاء القرار بعد أن أبطلت المحكمة أمرًا قضائيًا صادرًا عن قاضٍ فيدرالي في كاليفورنيا كان قد أبقى الحماية سارية المفعول للمهاجرين الفنزويليين، رغم انتهاء صلاحيتها الشهر الماضي. وكانت إدارة ترمب قد خططت لإنهاء تلك الحماية وتصاريح العمل المرتبطة بها اعتبارًا من أبريل 2025، أي قبل أكثر من عام من الموعد المحدد سلفًا لانتهائها في أكتوبر 2026. ما هو برنامج الحماية المؤقتة؟ يتيح برنامج الحماية المؤقتة للأفراد من دول تمر بظروف استثنائية – مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية – الإقامة والعمل قانونيًا في الولايات المتحدة، لكن إدارة ترمب ترى أن تمديد هذا الوضع يقوّض صلاحيات السلطة التنفيذية في الشؤون الخارجية والهجرة، حسبما ذكرت مذكرات الدفاع أمام المحكمة. ورغم حساسية القرار، لم تُصدر المحكمة العليا أي حيثيات مكتوبة توضح أسباب حكمها، واكتفت بأمر من فقرتين، مع تسجيل اعتراض القاضية كيتانجي براون جاكسون فقط. وأكد محامو المهاجرين أن القرار يمثل 'أكبر عملية تجريد من الوضع القانوني لمجموعة مهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة الحديث'، حسب تصريح المحامي أهيلان أرولانانثام لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC). مزيد من التهجير قادم ومن المتوقع أن تتخذ إدارة ترمب قرارًا مماثلًا في أغسطس بشأن إلغاء الحماية المؤقتة لعشرات الآلاف من المهاجرين الهايتيين. وفي سياق متصل، سعت الإدارة إلى إنهاء برنامج الإقامة الإنسانية المؤقتة لمئات الآلاف من الكوبيين والنيكاراغويين والهايتيين والفنزويليين، بينما تلقت ضربة قضائية نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن رفضت المحكمة العليا استخدامها قانون 'الأعداء الأجانب' لعام 1798 لترحيل مهاجرين في شمال تكساس، حيث طعن القضاة في قانونية هذا الاستخدام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store