
شادي حسن يروي كواليس أشهر أغانيه
من بين هؤلاء يبرز اسم شادي حسن، ملحن اختار أن يصعد بهدوء، وأن يترك لألحانه مهمة التقديم والتمهيد. تعاون مع كبار النجوم، من عمرو دياب إلى تامر حسني ورامي صبري ومحمد حماقي، وقدم تجربة موسيقية تمتزج فيها الحرفة بالإحساس.
وفي حواره مع "العربية.نت"، كشف عن عوالمه الخاصة، وبداياته الفنية، كما تحدث عن كواليس الأغاني التي علقت في ذاكرة الجمهور، عن الفن كمسؤولية، والنجاح كاختبار دائم، وعن المسافة بين ما يُلحنه للعالم، وما يحتفظ به لنفسه، وعن علاقته بالهضبة عمرو دياب وتلحينه له في ألبومه الأخير، كما تحدث عن تجربته مع النجوم تامر حسني ورامي صبري، وأعماله القادمة مع محمد حماقي.
بداية، دعنا نبدأ من محطة تعد حلماً لكثير من صُنّاع الموسيقى: كيف كانت تجربتك مع النجم عمرو دياب؟
بصراحة، الدخول إلى عالم عمرو دياب لم يكن بالأمر السهل. كنت أعلم تماماً أن هذا الفنان لا يختار أعماله اعتباطًا، بل يزن كل تفصيلة بعناية شديدة. لقائي الأول به كان من خلال ترشيح، ووقتها لم يتم التعاون فوراً. لكن حينما وصلت إليه لحن أغنية "جماله" شعر بشيء مختلف، وكانت تلك لحظة التحوّل بالنسبة لي. ومنها بدأنا التعاون الذي تُوِّج لاحقًا بأعمال تركت أثرًا في الجمهور.
حدثنا عن التعاون الأخير في الألبوم الجديد؟
قمت بتلحين أغنية "دايما فاكر"، وهي من كلمات تامر حسين في الألبوم الجديد الذي صدر منذ أيام.
ما الذي يميز عمرو دياب في تعامله مع الملحنين؟
عمرو دياب ليس مجرد مطرب؛ هو عقل موسيقي يُدرك تمامًا ما الذي يبحث عنه. لا يطلب لحناً سريعاً أو رائجاً فقط، بل يبحث عن إحساس صادق، عن شخصية موسيقية تحمل بصمة. حين تعمل معه، تشعر أنك في "ورشة بحث" وليس مجرد جلسة تلحين. هو يطرح الأسئلة، يناقش، يقترح، ويقودك إلى أفضل ما فيك دون أن تشعر.
هناك أيضا تجربتك في التعاون مع تامر حسني..كيف نشأت هذه العلاقة الفنية؟
تامر من الفنانين الذين يتمتعون بطاقة تلقائية وصدق ظاهر، وهو شديد القرب من الناس في اختياراته وأدائه. بدأت علاقتنا من خلال مشروع أغنية كنت أعمل عليها مع الشاعر عمرو تيام، وكان من الواضح أن تامر سيكون الاختيار الأمثل لأدائها. تطور الأمر سريعًا، وتحوّلت الفكرة إلى أغنية "فعلاً مايتنسيش"، التي جمعته مع رامي صبري.
وهل كانت الفكرة منذ البداية قائمة على تقديم "دويتو"؟
في الحقيقة، لم تكن الفكرة منذ اللحظة الأولى قائمة على أنها "دويتو"، لكن كلما تطوّر اللحن بدأنا نشعر أن هناك مساحة لشخصيتين غنائيتين مختلفتين أن تتحاورا عبره. وهنا جاءت الفكرة بأن يكون رامي صبري وتامر حسني، ورامي يقدّم حالة مختلفة تماماً عن تامر، مما منح الأغنية نوعاً من التوازن والتضاد المحبب.
كيف تصف التعاون مع رامي صبري؟
رامي فنان يملك حساً غنائياً عالياً، وهو واضح وصريح في اختياراته، ويدافع عن الأغنية التي يؤمن بها. خلال العمل على "فعلاً مايتنسيش"، أبدى حماساً كبيراً، وساهم في تطوير أداء الأغنية بطريقة جعلتني أرى اللحن من زاوية جديدة. أحب هذا النوع من التعاون الذي لا يكتفي بأن يؤدي المطرب اللحن بل يضيف إليه من روحه.
الأغنية حققت نجاحاً ملحوظاً عند صدورها.. ما سر هذا القبول برأيك؟
أعتقد أن النجاح جاء من صدق الفكرة وبساطتها في آنٍ. اللحن خرج من منطقة عاطفية لا تتصنّع الحزن أو الفرح، بل تقول ما يشعر به الإنسان العادي ببساطة. كما أن التوزيع الموسيقي الذي قدّمه طارق توكل أضاف للأغنية إيقاعاً متجدداً جعلها سهلة الوصول إلى قلوب المستمعين.
ولماذا يحب شادي حسن الأغاني ذات الإيقاع السريع؟
أنا أميل إلى الأغاني ذات الإيقاع السريع لأنها مبهجة وتساهم في إسعاد الناس في الأفراح والأماكن العادية، لذلك أحب هذا النوع من الأغاني.
وماذا عن علاقتك الفنية بمحمد حماقي؟ هل هناك تعاون قادم؟
أُكن احتراماً كبيراً لمحمد حماقي، وأعتبره من أكثر الفنانين وعياً بما يريد أن يُقدمه. تحدثنا في أكثر من مناسبة عن إمكانية التعاون، وهناك بالفعل مشروع موسيقي قيد التحضير في الألبوم الجديد، وأؤمن أن الوقت المناسب سيفرز العمل المناسب، وأتطلع أن يكون بيننا تعاون قريباً يضيف إلى رصيدي وإلى ذائقته المتميزة.
في رأيك.. ما الفرق بين العمل مع كل من عمرو دياب وتامر حسني ورامي صبري وحماقي؟
كل فنان من هؤلاء هو مدرسة فنية مستقلة. عمرو دياب يتعامل مع الموسيقى كعالم متكامل من الفكرة إلى التفاصيل الدقيقة، وتامر حسني يحمل روحاً تجريبية ويحب المغامرة في الأداء، أما رامي صبري فصوته مفعم بالصدق ويملك "كاريزما" حقيقية حين يغني، في حين أن حماقي يركّز على الكمال في كل تفصيلة، سواء في اللحن أو التوزيع أو حتى اختيار الكلمة.
كيف تختار مشاريعك الموسيقية؟
لا أضع أمامي مبدأ الانتشار أو الحسابات الرقمية فقط. أكثر ما يهمني هو أن أكون مؤمناً باللحن قبل أن أقدمه. أحياناً أرفض مشاريع كبيرة فقط لأنني لا أشعر بالصدق فيها. اللحظة التي لا أشعر فيها بشحنة عاطفية تجاه ما أقدمه، هي اللحظة التي أفقد فيها مبرراً للاستمرار.
أخيراً، ما هو الحلم الذي لم تحققه بعد؟
ربما أكون قد تعاملت مع معظم الأصوات التي كنت أحلم بها، لكن الحلم الحقيقي هو أن أصل يوماً إلى مرحلة يستطيع فيها أي شخص يسمع لحناً لي، أن يقول: "هذا لحن شادي حسن".. أن أترك أثراً موسيقياً يحكى عنه بعد سنوات، هذا هو الحلم الأهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 25 دقائق
- مجلة سيدتي
لأول مرة في تاريخ تيك توك .. آمال ماهر تحتل الترند بألبوم حاجة غير
تصدر ألبوم الفنانة آمال ماهر الجديد والذي يحمل اسم "حاجة غير" قائمة الترند على منصة "تيك توك"، وذلك بجميع أغانيه، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المنصة، وحقق الألبوم تفاعلاً واسعاً بين المستخدمين. حيث استخدمت مقاطع الأغاني في آلاف الفيديوهات، مما عكس جماهيرية آمال ماهر الكبيرة ونجاحها في العودة إلى الساحة الفنية بقوة. آمال ماهر .. عودة بعد غياب بـ "حاجة غير" عادت النجمة آمال ماهر بعد غياب أثار الكثير من التساؤلات، لتؤكد من جديد مكانتها في الساحة الغنائية، بإطلاق ألبومها الجديد "حاجة غير"، الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي فور صدوره، وتفاعل معه جمهورها بشكل واسع، ليكرّس مكانتها كأحد أبرز الأصوات النسائية في العالم العربي. ويضم الألبوم مجموعة متنوعة من الأغاني التي تمزج بين الطرب الأصيل والأسلوب العصري، ما ساهم في انتشاره السريع وتصدره التريند على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين فئة الشباب. واستطاعت النجمة آمال ماهر أن تثبت أن الرهان على الفن الحقيقي الذي يحترم ذوق المستمع ما زال قادرًا أن ينافس بقوة، بل ويفرض نفسه ويظل حاضرًا في ظل هذا الزخم الموسيقي. واعتمدت آمال ماهر في هذا الألبوم على التعاون مع نخبة من الشعراء والملحنين، ما أضفى تنوعاً وغنى في الأسلوب والمحتوى. أطلعوا على ألبوم "حاجة غير" لـ آمال ماهر.. عودة ذهبية بصوت لا يُشبه سواه ألبوم آمال ماهر ويضم الألبوم 10 أغان تمزج بين الرومانسية والدراما والتأمل الوجداني، وتُعبّر عن تطور حقيقي في اختيارات آمال ماهر ، سواء على صعيد الكلمات أو الألحان أو التوزيع، من دون التخلي الكامل عن هوية آمال التي جعلتها مطربة تحمل رائحة الزمن الأجمل إلى الزمن الأصعب. وقد تعاونت آمال ماهر في هذا العمل مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين، أبرزهم نادر عبد الله والذي كتب لها 6 أغنيات، من بينها "حاجة غير"، "ليه سكتوا؟"، و"عقدة حياته"، أيمن بهجت قمر وكتب أغنية "خبر عاجل"، التي حملت الطابع الرومانسي البصري مع فستان الزفاف. بالإضافة إلى أحمد المالكي، عليم، ومدين: ساهموا بأغانٍ تعكس تنوع المشاعر والأفكار، أما من ناحية الألحان والتوزيع، فقد تعاونت مع أسماء بارزة مثل: أحمد زعيم، أحمد إبراهيم، مدين، وإلهامي دهيمة. عامان من التحضيرات للألبوم وقد كشفت آمال ماهر خلال حلولها ضيفة على برنامج "أجمد 7" مع جيهان عبد الله، على "نجوم FM" للاحتفال بالألبوم، أنها صورت 7 أغاني من أصل 10 في الألبوم وهو رقم كبير بالنسبة لألبوم، قائلة: "شعرت إن هذا الألبوم بمثابة تعويض للجمهور عن غيابي فترة طويلة وأريد أن أقدم لهم صورة حلوة بجانب الأغاني المميزة". أضافت آمال ماهر: "التحضير للألبوم أخذ فترة طويلة حوالي سنتين نقوم بتجهيزه، وأنا شخصية موسوسة جدًا وممكن أعيد أي أغنية 4 مرات وبمجرد ما أسمع النسخة في البيت أشعر إن عندي أحلى، وكان وارد بعد التسجيل كذا مرة أعود للأغنية في شكلها الأول، ولا أحب حرف أو طبقة أغنية لا أكون راضية عنها، كل هذا يكون جهد كبير طبعًا لكن الجمهور يستاهل الصراحة". قد يعجبكم بين تجاهل الألقاب واحتمال الزواج.. آمال ماهر تعود بـ "حاجة غير" لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
بعد مرور 22 عامًا على عرضه.. تامر حبيب يكشف مفاجأة عن فيلم سهر الليالي
على الرغم من مرور 22 عامًا على عرضه، كشف الكاتب والسيناريست تامر حبيب مفاجآة عن فيلمه " سهر الليالي"، والذي يُعد طفرة في تاريخ السينما المصرية؛ وهي أن كل القصص بالفيلم هي قصص واقعية لمجموعة من أصدقائه، وذلك خلال حلوله ضيفًا في بودكاست "فايق ورايق" مع الإعلامي إبراهيم فايق. تامر حبيب: "سهر الليالي قصص أصدقائي وأحدهم سبني" تحدث الكاتب والسيناريست تامر حبيب عن كواليس فيلمه " سهر الليالي"، كاشفًا عن سرًا وهو أن القصص التي عرضت في الفيلم واقعية لمجموعة من أصدقائه، حيث قال: "وأنا بكتب الفيلم كنت متأكد إنه مش هيتنفذ وهيترفض بسبب جرأته، خصوصًا إنه أتكتب في وقت كانت السينما النظيفة هي المسيطرة". وتابع حبيب: "فكرة البطولة الجماعية ماكنتش منتشرة، والكوميدي كان هو السائد، وبعض الأكشن اللي كان بيقدمه السقا، وكتبته لمتعتي الشخصية، ومكانش في بالي إنه ينجح بالشكل ده". وأوضح تامر حبيب: "أنا فضحت 25 من أصحابي في هذا الفيلم، حكاياتهم جمعتها وطلعت بقصص الـ 8 اللي أتعرضوا في الفيلم، وعزمتهم على العرض الخاص وتفاجئوا وهم قاعدين بيتفرجوا على الفيلم إنه دي القصص بتاعتهم وفي مشاهد من الفيلم واخدها كوبي بيست من حكايات صحابي". وأكمل حبيب موضحًا أن أحد أصدقائه قد شتمه بسب نقله لمشكلة كاملة من حياته الشخصية بتفاصيلها داخل أحداث الفيلم، حيث قال: "لدرجة أن واحدًا من أصدقائي وقتما شاهد الفيلم في العرض الخاص؛ وهو الذي جسد الفنان فتحي عبد الوهاب شخصيته داخل الفيلم، شتمني وقالي مش هحكيلك حاجة تاني، أنت نقلت الخناقة التي حدثت بيني وبين زوجتي نصًا، وذلك عندما اكتشفت خيانتي لها". اطلعوا على تامر حبيب معلقًا على أزمة منة شلبي الأخيرة.. "أسود أيام حياتي" تامر حبيب: "المخرج داود عبد السيد شجعني على كتابة سهر الليالي" وعن نجاح الفيلم الذي لم يكن يتوقعه، قال تامر حبيب: "لم أكن أتوقع نجاحه أو عرضه من الأساس وكان أول كتاباتي، ولكن أعتقد أن سبب نجاح الفيلم هو صدقه ولإنه حر، وقد آمن بنجاحي الأستاذ داود عبد السيد، وهو الذي شجعني على كتابة الفيلم وخاصة لأني كنت أعاني من الإحباط بعد توقف مشروعين لي". مضيفًا: "عندما ذهبت له وأخبرته أنني أعاني من الإحباط، قال لي محبط إيه أنا علشان أعمل أول فيلم ليا كتبت 10 سيناريوهات، وقال لي أكتب لمتعتك الشخصية، فأنا كنت كاتب هذا الفيلم وأنا متأكد أنه مش هيتعرض، فبكتب وأنا صادق وحر جدًا غير متخوف من الرقابة أو جماهيريًا، ونزل الفيلم ونجح ولم يحذف منه أي مشاهد". فيلم "سهر الليالي" تبدأ أحداث الفيلم في الليلة التي يجتمع فيها الجميع في حفل يوم ميلاد ابنة أحدهم "خالد- فتحي عبدالوهاب" و"بيري- منى زكي"، وفي هذه الليلة تقع خلافات بين الأزواج وزوجاتهم؛ حيث إن حياتهم العاطفية شديدة التوتر، يجتمع الرجال الأربعة، ويقررون ترك القاهرة ومشاكلها، والسفر إلى الإسكندرية للاستمتاع وإعادة حساباتهم. وشارك في العمل الكثير من النجوم، من بينهم: منى زكي، أحمد حلمي ، شريف منير، حنان ترك، علا غانم، فتحي عبدالوهاب، وغيرهم, ومن تأليف تامر حبيب، وإخراج هاني خليفة. كان أول أعمال منى زكي التي قدّمتها وهي مرتدية الحجاب: فيلم "سهر الليالي"، والذي قدّمته عام 2003؛ حيث جسّدت دَور "بيري" زوجة الفنان فتحي عبد الوهاب ضمن أحداثه، وهو فيلم دراما رومانسي، يحكي عن أدق التفاصيل والخبايا في حياة أربعة من الأزواج الأصدقاء. تامر حبيب يكشف تحضيره للجزء الثاني من "سهر الليالي" وعلى هامش حضوره حفل توزيع جوائز Joy Awards 2025، كشف السيناريست تامر حبيب عن أعماله الفنية الجديدة، وذلك خلال تصريحات تلفزيونية؛ حيث قال: "سأعيش صحوة فنية في العام الجديد 2025، حيث أُحضر للجزء الثاني من فيلم سهر الليالي، ولكن بأبطال جدد وسنناقش مشاكل العصر الحالي". قد يعجبكم لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
سعد القرش يستعيد أسامة عفيفي
عكف الروائي والكاتب الصحافي سعد القرش على استعادة الشاعر والكاتب الصحافي الراحل أسامة عفيفي، أحد أشهر الصحافيين الثقافيين في جيل الوسط، والذي أسهم في تقديم عدد كبير من الأدباء، وكان له مقالات وقراءات متنوعة في الأدب الفن التشكيلي، وفي الشأن الثقافي والسياسي العام، وظلت هذه المقالات والقراءات موزعة بين المجلات والصحف المختلفة، حتى سعى القرش إلى لملمتها من بطون تلك المجلات، وجمعها في كتاب صدر مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر بعنوان «أسامة عفيفي ناقداً». يبدأ الكتاب بمقدمة كتبها القرش عن علاقته الممتدة بالكاتب الراحل، وكيف نشر له إحدى قصصه، متحدثاً عن حرص عفيفي على تقديم الأدباء الشبان الذين كان يرى فيهم الموهبة والاستحقاق، وعن مدى دوره وتأثيره في الصحافة الثقافية في مصر، من خلال إشرافه على الصفحة الثقافية في عدة صحف، ثم توليه رئاسة تحرير مجلة «المجلة» العريقة، في إصدارها الجديد بعد توقف سنوات. هذا الدور الصحافي والثقافي الذي انغمس فيه عفيفي بإخلاص ودأب، جاء على حساب كتبه وإصداراته، وظل يؤجل إصدار ديوانه وروايته وكتابه عن الفن التشكيلي عاماً بعد آخر، حتى باغته الرحيل، وظلت هذه المشروعات معلقة، وبعد رحيله جمع الشاعر جمال القصاص قصائده المتفرقة وقدم لها في ديوان صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. معظم مقالات الكتاب كانت منشورة في مجلتي «الهلال» و«المجلة»، وصحيفة «الأسبوع»، وصنفها القرش في أربعة أقسام، هي: ذاكرة، وفنون ومعارض، وعمل وفنان، وقضايا. يضم القسم الأول، ستة مقالات طويلة تراوح بين الذكريات الشخصية والنقد السياسي والآيديولوجي والثقافي العام، في حين يضم القسم الثاني - 12 مقالاً نقدياً في الفن التشكيلي، عبارة عن قراءات في تاريخ الفن التشكيلي منذ ما قبل إنشاء مدرسة الفنون، وكذا في مشروعات فنانين ومؤسسين كبار مثل طوغان وفؤاد أفندي عبد الملك، إضافة إلى قراءات في عدد من المعارض الفنية التشكيلية لفنانين مثل سماء يحيى وجمال مليكة وسامح إسماعيل وفتحي عفيفي ومحمد حجي ومحمد شاكر. ويضم القسم الثالث 11مقالاً، تتحدث عن عدد من اللوحات والمنحوتات والتماثيل الشهيرة، التي تعد قطعاً فنية نادرة، ويعود بعضها إلى فنون مصر القديمة، مثل تمثال منكاورع وزوجته، وكذا تمثال خفرع، الذي عده عفيفي «درة النحت المصري القديم، وواحد من أهم المنحوتات وأجملها في تاريخ البشرية». كما توقف هذا القسم عند أعمال الفنانين حامد عبد الله وخديجة رياض وعبد الهادي الجزار وجمال السجيني ويوري أوميليتشنكو. القسم الرابع والأخير يضم 16 مقالاً انشغلت بالهم الثقافي العام، وبعضها كان تعقيباً على بعض الأحداث التي تلت ثورة «25 يناير 2011»، وتشير عناوينها إلى أن عفيفي كان يشتبك مع أزمات حقيقية يحجم كثيرون عن الاقتراب منها، مثل «ثقافة التمويل الأجنبي»، و«عفواً... هذه النخبة منتهية الصلاحية»، و«ثقافة الاستهلاك العدمية»، و«عار جريمة إزالة الغرافيتي»، كما يحكي في مقال بعنوان «خيري شلبي والقلم المفخخ» قصة وقوع صاحب «وكالة عطية» في أزمة مع حرس الرئاسة، أثناء التفتيش الاعتيادي، استعداداً لأحد لقاءات الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مع المثقفين، وكيف فككوا قلمه خوفاً من أن يكون مفخخاً، وكيف انتقم شلبي لنفسه بعد ذلك، بأن كتب قصة قصيرة يسخر فيها من رجال الأمن، مستخدماً القلم نفسه الذي فككوه.