logo
أنالينا بيربوك رئيسةً للجمعية العامة للأمم المتحدة

أنالينا بيربوك رئيسةً للجمعية العامة للأمم المتحدة

العربي الجديدمنذ 2 أيام

انتَخبت
الجمعية العامة للأمم المتحدة
في نيويورك، اليوم الاثنين، وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، رئيسة لدورتها القادمة، الدورة الـ80، وصوتت 167 دولة عضو في الجمعية العامة لصالح انتخاب الوزيرة الألمانية السابقة، فيما حصلت منافستها الدبلوماسية الألمانية السابقة، هيلغا شميت، على سبعة أصوات، في حين امتنعت أربع عشرة دولة عن التصويت. وبانتخاب بيربوك فإنها تصبح خامس امرأة تتولى هذا المنصب الذي يستمر العمل به لمدة سنة، وستبدأ مهامّها مع بداية الدورة الجديدة في سبتمبر/أيلول القادم.
وأعربت بيربوك عن امتنانها للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد انتخابها رئيسةً للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، خلفاً للسياسي ورئيس الوزراء الكاميروني السابق، فيليمون يانغ، ووصفت بيربوك قيادته "بالحكيمة والملهمة والمُوحدة"، وشدّدت على أن رئاستها للجمعية العامة ستأخذ من شعار "معاً أفضل" عنواناً لرئاستها كذلك، وأكدت أنّ بابها سيبقى مفتوحاً أمام الجميع، وتحدثت عن "أوقات عصيبة نعيشها"، كما "أوقات مليئة بعدم اليقين"، في إشارة إلى الأزمات العالمية المستمرة، إذ يشهد العالم أكثر من 120 صراعاً مسلحاً، وشددت على أن العالم مر بأوقات عصيبة من قبل ومن الضرورة مواجهة التحديات وسط الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة، وأكدت أنها ستعمل على ما يوحّد الدول بدلاً مما يفرقها.
أخبار
التحديثات الحية
استطلاع: غالبية الألمان ترفض ترشيح بيربوك لمنصب في الأمم المتحدة
ولفتت الدبلوماسية الألمانية كذلك الانتباه إلى مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المتعلقة بخفض التكاليف داخل الأمم المتحدة ومؤسّساتها والمعروفة تحت اسم "الأمم المتحدة 80"، وأكدت الدورَ الحيوي الذي تلعبه الأمم المتحدة حول العالم، ونبهت إلى ضرورة أن تكون المؤسّسة الدولية "منظمةً قويةً... وقادرة على تحقيق أهدافها الأساسية بما فيها العمل على تحقيق السلام والتنمية والعدالة"، ولفتت الانتباه إلى خطة التنمية المستدامة 2030، وضرورة التركيز عليها وقالت إنها على سلم أولويات الدورة القادمة، أي الدورة الـ 80 للجمعية العامة.
ويشار إلى أن آخر امرأة تولت منصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت وزيرة الدفاع والخارجية السابقة للأكوادور، ماريا فيرناندا اسبنوزا. وعرفت اسبنوزا خلال رئاستها للجمعية العام 2018 بحيويتها ونشاطها. وقبلها تولت الحقوقية والدبلوماسية البحرينية الشيخة هيا راشد آل خليفة رئاسة الجمعية العامة عام 2006، أما الدبلوماسية والقاضية الليبيرية أنجي بروكس فكانت ثاني امرأة تتولى منصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1969، وهي المرأة الأفريقية الوحيدة منذ تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتولى رئاسة الجمعية العامة، أمّا أول امرأة تولّت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة فكانت الدبلوماسية والسياسية الهندية فيجايا لاكشمي نانديت عام 1953.
وعلى الرغم من أهمية المنصب الدولي لكنّه يبقى إلى حدٍ ما منصباً رمزياً إذ تبقى صلاحيات رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة محدودة نسبياً.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى فتح تحقيق ضد بيربوك من قبل المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية تبريرها جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، واصفة تصريحاتها بـ"الخطيرة". وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد قالت في كلمة في جلسة عقدت في الجمعية الاتحادية الألمانية، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمناسبة الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، إن "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أن "حماس" تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس. وأضافت: "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضاً وضعها المحمي بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين".
وكشف استطلاع للرأي، في مارس/آذار الماضي، أن ترشيح بيربوك لمنصب رفيع في الأمم المتحدة لم يحظَ بقبول جيد لدى معظم المواطنين في ألمانيا. وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، رأى 42% من الألمان أن ترشيح بيربوك لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمر سلبي، وذكر 15% أنه سلبي إلى حد ما، بينما رأى 12% أنه إيجابي، ووجد 16% أنه إيجابي إلى حد ما.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل
"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل

العربي الجديد

timeمنذ 29 دقائق

  • العربي الجديد

"تيك توك" يحظر وسم #SkinnyTok لترويجه اضطرابات الأكل

لم يعد تطبيق المقاطع القصيرة تيك توك يعرض نتائج البحث عن وسم #SkinnyTok. وهذا الحظر هو أحدث خطوة في نهج "تيك توك" التدريجي تجاه المحتوى الذي قد يشجع على اضطرابات الأكل. وهي خطوة قد تلقى ترحيب المعارضين، لكن قسماً آخر من الخبراء يعتبرها خطوة غير كافية، بالنظر إلى تعامل صنّاع المحتوى والمستخدمين عادة مع القيود. حملة أوروبية ضد #SkinnyTok كانت مقاطع فيديو تحمل هذا الوسم تُروّج اضطرابات الأكل وغيرها من السلوكات الغذائية غير الصحية أو المحفوفة بالمخاطر. وتُتّهم خوارزميات التطبيق عموماً بترويج مقاطع حول اضطرابات الأكل للمراهقين المعرضين للخطر. وأنشأ باحثون في مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي، في 2022، حسابات "تيك توك" لشخصيات مراهقة خيالية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، ثم قاموا بـ"الإعجاب" بمقاطع مصورة حول اضطرابات الأكل، لمعرفة كيفية استجابة خوارزمية المنصة. في غضون دقائق، بدأت المنصة التي تلقى رواجاً واسعاً بين المراهقين توصي بمقاطع حول فقدان الوزن، بما في ذلك تلك التي تعرض صوراً لنماذج أجسام مثالية وأنواعها. وكانت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الرقمية، كلارا شاباز، من بين السياسيين الذين قادوا حملة تصدٍّ ضد هذا الوسم تحديداً، بجانب جهات تنظيمية فرنسية وأوروبية، منذ إبريل/ نيسان. ونقلت صحيفة ذا غارديان عن شاباز حينها أن "مقاطع الفيديو هذه التي تُروّج النحافة المفرطة مُقززة وغير مقبولة على الإطلاق. الأدوات الرقمية رائعة من حيث التقدم والحرية، لكن إساءة استخدامها قد تُدمّر حياة الناس، ولا يُمكن لشبكات التواصل الاجتماعي التهرب من مسؤوليتها". سوشيال ميديا التحديثات الحية توقّفي عن الأكل... قوافل من أجساد المراهقات على تيك توك خبراء يقللون من أهمية خطوة "تيك توك" لكن بينما اعتبر المرحّبون حظر نتائج البحث عن التي يُحتمل أن تكون ضارة خطوة إيجابية، رأى آخرون أنه لا يضع حقاً عقبات أمام الراغبين في البحث عن فيديوهات مماثلة. وصرّحت الأستاذة بجامعة كورنيل، بروك إيرين دافي، لصحيفة نيويورك تايمز، بأن "المستخدمين أذكياء. إنهم يعرفون كيفية استخدام هذه المنصات، وكيفية التهرب من أنظمة إدارة المحتوى الخاصة بها". خطوات "تيك توك" ضد اضطرابات الأكل هذا الحظر أحدث خطوة في نهج "تيك توك" التدريجي تجاه المحتوى الذي قد يشجّع على اضطرابات الأكل. في عام 2020، فرضت الشركة قيوداً على الإعلانات التي قد "تروّج صورة سلبية أو ضارة للجسم"، مثل مكملات إنقاص الوزن. وفي 2021 بدأت "تيك توك" شراكة مع جمعية اضطرابات الأكل الأميركية لتقديم المزيد من الموارد للمستخدمين الذين يعانون هذه المشكلة. وفي وقت لاحق من ذلك العام، طرحت الشركة أيضاً نهجاً جديداً لصفحة "من أجلك" يحد من تأثير مشاهدة الكثير من المقاطع المتكررة حول موضوع سلبي.

"بي بي سي" ترفض انتقادات واشنطن لتغطيتها الحرب الإسرائيلية على غزة
"بي بي سي" ترفض انتقادات واشنطن لتغطيتها الحرب الإسرائيلية على غزة

العربي الجديد

timeمنذ 29 دقائق

  • العربي الجديد

"بي بي سي" ترفض انتقادات واشنطن لتغطيتها الحرب الإسرائيلية على غزة

رفضت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) انتقادات البيت الأبيض لتغطيتها العدوان الإسرائيلي على غزة، واصفةً الانتقادات بالخاطئة. وفي مؤتمر صحافي عُقد في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، اتهمت الناطقة باسم ترامب، كارولين ليفيت، هيئة الإذاعة البريطانية بتصديق "تصريحات حماس" عند نشرها تقريراً عن عدد شهداء استهداف نيران الاحتلال موقعاً لتوزيع المساعدات يوم الأحد. وزعمت ليفيت أن الهيئة تراجعت عن خبر، لكن قالت "بي بي سي" في بيان إن "الادعاء بحذف هيئة الإذاعة البريطانية خبراً بعد مراجعة اللقطات خاطئ تماماً. لم نحذف أي خبر، ونتمسك بمصداقيتنا الصحافية". كذلك انتقدت ليفيت "بي بي سي" لتغييرها عدد الشهداء في عنوان الخبر. وردّت الهيئة بأن تغطيتها كانت تُحدّث بأرقام جديدة على مدار اليوم، وهو "إجراء طبيعي تماماً في أي خبر سريع الحركة". وذكر البيان أن الأرقام "كانت تُنسب بوضوح دائماً، بدءاً من الرقم الأول البالغ 15 من المسعفين، مروراً بـ31 قتيلاً من وزارة الصحة التي تديرها حماس، ووصولاً إلى البيان النهائي للصليب الأحمر الذي أفاد بمقتل 21 شخصاً على الأقل في مستشفاه الميداني". إعلام وحريات التحديثات الحية "بي بي سي" توقف التعاقد مع الصحافي الفلسطيني أحمد الأغا وفجر الأحد الماضي أطلقت عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون للحصول على الغذاء في مركز لتوزيع المساعدات بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. بينما ادعت مؤسسة غزة الإنسانية GHF، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وتدير الآن عملية توزيع المساعدات، أن هذه التقارير "مفبركة تماماً". وتابع بيان "بي بي سي" أن "من الضروري إطلاع الناس على حقيقة ما يحدث في غزة. لا يُسمح للصحافيين الدوليين حالياً بدخول غزة، ونرحّب بدعم البيت الأبيض في دعوتنا إلى إتاحة الوصول الفوري". اتهام البيت الأبيض و"بي بي سي" بالانحياز لإسرائيل بالرغم من هذا التراشق بين السلطة الأميركية والهيئة البريطانية حول حقيقة ما يحدث في غزة، يُتّهم الطرفان بالانحياز لإسرائيل، وإسكات الصوت الفلسطيني، ودعم الاحتلال. إذ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإسرائيل ترتكب إبادتها الجماعية في غزة بدعم أميركي على مختلف المستويات السياسية والإعلامية والقانونية والثقافية والفنية، بينما منذ بدء الإبادة نُظّمت احتجاجات عدة أمام مكاتب "بي بي سي"، ووُقّعت رسائل تتهم الهيئة بالتقليل من جرائم الاحتلال وقمع الصوت الفلسطيني والتواطؤ في الإبادة.

المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب
المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

العربي الجديد

timeمنذ 30 دقائق

  • العربي الجديد

المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

صادق الحراسي فنان وحكّاء يشقّ طريقه بثبات في عالم الفنون البصرية من قلب اليمن إلى عواصم عربية وأوروبية. تنبع أعماله من تجربة شخصية عميقة، وتتقاطع مع أسئلة الهوية والذاكرة والفقد، لتمنح الصورة الفوتوغرافية دوراً يتجاوز التوثيق إلى التعبير الحميمي والتأمل. في هذه المقابلة، يتحدث لـ"العربي الجديد" عن محطات بارزة في رحلته، وعن كيفية تحوّل التصوير من هواية إلى وسيلة للبوح والسرد، وعن مشروعه المستمر الذي يسائل أثر الآباء في حياة أبنائهم. بدايةً، كيف بدأت رحلة صادق الحراسي المهنية؟ وما هي اللحظات التي شكلت تحولات حاسمة في مسيرتك؟ بدأت رحلتي المهنية بعد تخرجي في الجامعة، حين التحقت بمؤسسة رموز للثقافة والفنون في صنعاء. كانت تجربة مهمة بالنسبة لي، لكنها لم تدم طويلًا بسبب جائحة فيروس كورونا التي أوقفت أنشطة المؤسسة. بعدها، اتجهت إلى العمل مع منظمات تُعنى بحقوق الإنسان، وكنت طوال تلك الفترة أمارس الفنون هوايةً أكثر من كونها مصدر دخل. بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة، وكنت أنشر نثراً وقصصاً قصيرة، من بينها قصة نشرت في مجموعة "صراع الأدب الجديد في اليمن" عام 2019. مع الوقت، تطورت تجربتي إلى البودكاست وصناعة الأفلام وكتابة السيناريوهات لمنظمات غير حكومية ومسابقات وحملات إعلانية، وكانت مشاريع خفيفة عموماً، لكنها ساعدتني على صقل أدواتي. هل تذكر اللحظة التي شعرت فيها بأنك قادر على استخدام الصورة وسيلةَ تعبير؟ التصوير بالنسبة لي كان دائماً هواية، لكن عام 2020 تغيّر كل شيء. تواصل معي مدير تحرير مجلة المدنية حمزة شيبان، وطلب مني تغطية قصة فوتوغرافية. كنت شديد التردد، لأني لم أكن أعتبر نفسي مصوراً، وما زلت في الحقيقة لا أرى نفسي مصوراً محترفاً، لكني قبلت التحدي، وصورت قصة عن شارع المطاعم في صنعاء. بعدها بفترة، تواصل معي المبعوث الأممي لليمن للمشاركة في معرض شبابي رقمي. لم يكن المعرض رقمياً فقط، بل أقيم أيضاً في مركز بوزار للفنون في بروكسل، وشاركت فيه بمشروع ضم أربع صور تقريباً. ماذا عن مشاركتك في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين؟ عام 2022، شاركت بمشروعي في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى مهرجان الصورة في عمّان. لم أكن أتوقع قبوله، وكنت مُفاجَأً لأنني لم أدرس التصوير أكاديمياً، وكنت أصوّر بهاتفي المحمول خاصة مع اشتداد الحرب في اليمن، حيث أصبح حمل الكاميرا محفوفاً بالمخاطر وتُعامل أحياناً بوصفها سلاحاً. هذا الواقع جعل التصوير بالهاتف أداتي الرئيسية، وتعلقت به كثيراً. الورشة التي حضرتها في عمّان كانت محطة مفصلية بالنسبة لي. كانت أول مرة ألتقي فيها مصورين عرباً وعالميين. هناك شعرت بأن التصوير الوثائقي، والاستخدام البصري للرواية، يشبهني جداً. لاحقاً انتقلت إلى برلين، وانفتح لي باب جديد للتعلم، وتعمقت في التجربة البصرية أكثر. من هنا بدأ "الزين"، مشروع شخصي لم يُنشر بعد، لكنه عُرض ضمن مخرجات ورشة في متاحف قطر. هو محاولة مني لفهم مشاعري، ولرسم مقاربة بيني وبين والدي الراحل. نحن نتشابه كثيراً، حتى إن أهل قريتنا يعتقدون أنني هو كلما زرتها. والدي توفي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وكان من المفترض أن يسافر إلى مصر للعلاج في اليوم نفسه. ظلّت فكرة وفاته مؤلمة، وكنت أتهرب من مواجهتها، بل كنت أعتقد في أعماقي أنه لا يزال على قيد الحياة. هذه المشاعر شكلت جوهر مشروع "الزين"، الذي كان بالنسبة لي وسيلة للتصالح مع فقدي، وللحديث مع والدي بطريقتي. View this post on Instagram A post shared by مُراسلات (@murasallat) من كان له التأثير الأكبر على توجهاتك الفنية والمهنية؟ مصدر إلهامي الأكبر هو أمي. منذ أن فتحت عيني على الدنيا، كانت تروي لي القصص وتغني طوال الوقت. ولم تكن تغني الأغاني المتداولة، بل أغانيَ خاصة بها، مرتجلة ونابعة من تجربتها ومشاعرها. هذا بالنسبة لي شكل عميق من أشكال التعبير. أما والدي، فكان يكتب الشعر ويوثق حياته من خلاله. شعرت أن من الطبيعي أن يكون لي أيضاً وسيلتي الخاصة في التوثيق، فاخترت الفن، وتحديداً البودكاست والتصوير الفوتوغرافي. هل هناك تجربة معينة تعتبرها مصدر إلهام دائم في مسيرتك؟ نعم، بدأت فكرة مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" عام 2023 بوصفه أرشيفاً شخصياً وعائلياً، أوثق فيه تفاصيل الحياة اليومية، وأسجّل مقابلات عفوية مع أمي. وبدأت أبحث عن تسجيلات فيديو قديمة، خاصة لأعراس عائلية على أمل أن أرى والدي. كان المشروع آنذاك محاولة شخصية لفهم الغياب، وتأمل أثر الأبوة في الذاكرة. لم أتوقع خروج المشروع من إطاره الشخصي والعائلي، بيد أنّ حصولي على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ضمن برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي لعام 2024، شكّل دفعة كبيرة وشجّعني على مواصلة العمل عليه بجدية واهتمام أكبر. أطمح من خلال هذا المشروع للإجابة عن سؤال وجودي: ماذا يترك الآباء خلفهم؟ وهو سؤال مفتوح يمكن لكل شخص الإجابة عنه بطريقته، أما أنا فأحاول أن أجيب بالصور، عبر مزيج من الخيال ومساحة كبيرة من التجريد. ماذا تقول عن مشاركتك أخيراً في "سلايد فيست سَفر" الذي أقيم تمهيداً لمهرجان سفر السينمائي في لندن؟ "سلايد فيست سفر" محطة فارقة، كونه أول منصة يخرج من خلالها مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" إلى نطاق عالمي. التجربة كانت مختلفة، ليس فقط من حيث جمهورها، بل أيضاً من حيث طبيعة العرض البصري وكيفية تأثير الصور على المتلقّي. هذا الحدث أتاح لي أن أرى كيف يمكن للتصوير أن يتجاوز التوثيق، ليصبح وسيلة لنقل الإحساس والأفكار بشكل عميق وغير تقليدي. سبق أن عرضت المشروع في مهرجان الصورة في عمّان، وهناك استمعت إلى آراء الحضور وتفاعلاتهم، وأيضاً ساعدني على فهم أعمق لكيفية تلقّي العمل. أمّا مع "سفر"، فقد خضت تجربة تفاعل من نوع مختلف، مع جمهور متنوع وجديد. ما الذي تسعى لتحقيقه من خلال مشروعك؟ أسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم تجربة بصرية تفتح باب الحوار مع الجمهور، إذ يهمني أن أسمع كيف يستقبله الناس، وهل تصل الرسائل والمشاعر التي أحاول إيصالها. أرغب في فهم إلى أين يمكن أن يأخذهم هذا العمل، وكيف يمكن أن يتطوّر من خلال تفاعلهم معه. حين بدأت المشروع العام الماضي، قضيت خمسة أشهر في عمّان، التقيت خلالها أشخاصاً كثراً وناقشت معهم تفاصيل المشروع. ما فاجأني حقاً هو تنوع الأفكار وردات الفعل التي لم أكن أتوقعها، وقد ساعدتني هذه اللقاءات بشكل كبير في بلورة رؤيتي. أحياناً أختار ألا أُركّز على جوانب معينة لأسباب شخصية، لكن أسئلة الناس تعيدني إلى التفكير فيها بطرق لم أكن أتصوّرها. وهذا بالضبط ما أطمح إليه: أن يصبح المشروع مساحة مشتركة للتأمل والتساؤل، لا مجرد عمل فني منغلق على ذاته. إعلام وحريات التحديثات الحية المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب ما الرسالة التي تودّ أن توجهها إلى جمهورك من خلال أعمالك؟ أنا منبهر بقدرة الصورة على ملامسة مشاعر عميقة، وعلى تجسيد الأشخاص واللحظات بطريقة قد تبقى في الذاكرة. ما يميّز التصوير الوثائقي بالنسبة لي هو تلك المساحة الحرة التي يتيحها للفنان كي يجرّب، يروي، ويوثّق قصته بنفسه، ويكون صاحب السردية في موضوعه. دائماً أقول لأصدقائي: لدينا في اليمن تجارب كثيرة وعميقة من الضروري أن نتحدّث عنها، لأننا إن لم نفعل، فسيتولى آخرون سردها، وربما لن تُروى بالشكل الذي يعكس حقيقتها أو الطريقة التي كنّا نودّ أن تُقال بها. أحياناً، حتى من هم من بيننا، قد يعجزون عن نقل القصة بالشكل الذي تستحقه، فنشعر بالخذلان لأن الرسالة لم تصل كما ينبغي. لهذا، بدلاً من إلقاء اللوم، اخترت أن أروي قصتي وبعض القصص القريبة مني، لا لأتحدث نيابة عن الآخرين، بل لأتشارك معهم السرد والتجربة الفنية والوثائقية. إشراك الناس في عملي هو جوهر ما أقوم به، لأنه السبيل الوحيد في نظري لصناعة عمل صادق، حيّ، وقادر على الوصول بصدق إلى الآخرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store