logo
المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

العربي الجديدمنذ 3 أيام

صادق الحراسي
فنان وحكّاء
يشقّ طريقه بثبات في عالم الفنون البصرية من قلب اليمن إلى عواصم عربية وأوروبية. تنبع أعماله من تجربة شخصية عميقة، وتتقاطع مع أسئلة الهوية والذاكرة والفقد، لتمنح الصورة الفوتوغرافية دوراً يتجاوز التوثيق إلى التعبير الحميمي والتأمل. في هذه المقابلة، يتحدث لـ"العربي الجديد" عن محطات بارزة في رحلته، وعن كيفية تحوّل التصوير من هواية إلى وسيلة للبوح والسرد، وعن مشروعه المستمر الذي يسائل أثر الآباء في حياة أبنائهم.
بدايةً، كيف بدأت رحلة صادق الحراسي المهنية؟ وما هي اللحظات التي شكلت تحولات حاسمة في مسيرتك؟
بدأت رحلتي المهنية بعد تخرجي في الجامعة، حين التحقت بمؤسسة رموز للثقافة والفنون في صنعاء. كانت تجربة مهمة بالنسبة لي، لكنها لم تدم طويلًا بسبب جائحة فيروس كورونا التي أوقفت أنشطة المؤسسة. بعدها، اتجهت إلى العمل مع منظمات تُعنى بحقوق الإنسان، وكنت طوال تلك الفترة أمارس الفنون هوايةً أكثر من كونها مصدر دخل. بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة، وكنت أنشر نثراً وقصصاً قصيرة، من بينها قصة نشرت في مجموعة "صراع الأدب الجديد في اليمن" عام 2019. مع الوقت، تطورت تجربتي إلى البودكاست وصناعة الأفلام وكتابة السيناريوهات لمنظمات غير حكومية ومسابقات وحملات إعلانية، وكانت مشاريع خفيفة عموماً، لكنها ساعدتني على صقل أدواتي.
هل تذكر اللحظة التي شعرت فيها بأنك قادر على استخدام الصورة وسيلةَ تعبير؟
التصوير بالنسبة لي كان دائماً هواية، لكن عام 2020 تغيّر كل شيء. تواصل معي مدير تحرير مجلة المدنية حمزة شيبان، وطلب مني تغطية قصة فوتوغرافية. كنت شديد التردد، لأني لم أكن أعتبر نفسي مصوراً، وما زلت في الحقيقة لا أرى نفسي مصوراً محترفاً، لكني قبلت التحدي، وصورت قصة عن شارع المطاعم في صنعاء. بعدها بفترة، تواصل معي المبعوث الأممي لليمن
للمشاركة في معرض شبابي رقمي. لم يكن المعرض رقمياً فقط، بل أقيم أيضاً في مركز بوزار للفنون في بروكسل، وشاركت فيه بمشروع ضم أربع صور تقريباً.
ماذا عن مشاركتك في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين؟
عام 2022، شاركت بمشروعي في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى مهرجان الصورة في عمّان. لم أكن أتوقع قبوله، وكنت مُفاجَأً لأنني لم أدرس التصوير أكاديمياً، وكنت أصوّر بهاتفي المحمول خاصة مع اشتداد الحرب في اليمن، حيث أصبح حمل الكاميرا محفوفاً بالمخاطر وتُعامل أحياناً بوصفها سلاحاً. هذا الواقع جعل التصوير بالهاتف أداتي الرئيسية، وتعلقت به كثيراً. الورشة التي حضرتها في عمّان كانت محطة مفصلية بالنسبة لي. كانت أول مرة ألتقي فيها مصورين عرباً وعالميين. هناك شعرت بأن التصوير الوثائقي، والاستخدام البصري للرواية، يشبهني جداً. لاحقاً انتقلت إلى برلين، وانفتح لي باب جديد للتعلم، وتعمقت في التجربة البصرية أكثر. من هنا بدأ "الزين"، مشروع شخصي لم يُنشر بعد، لكنه عُرض ضمن مخرجات ورشة في متاحف قطر. هو محاولة مني لفهم مشاعري، ولرسم مقاربة بيني وبين والدي الراحل. نحن نتشابه كثيراً، حتى إن أهل قريتنا يعتقدون أنني هو كلما زرتها. والدي توفي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وكان من المفترض أن يسافر إلى مصر للعلاج في اليوم نفسه. ظلّت فكرة وفاته مؤلمة، وكنت أتهرب من مواجهتها، بل كنت أعتقد في أعماقي أنه لا يزال على قيد الحياة. هذه المشاعر شكلت جوهر مشروع "الزين"، الذي كان بالنسبة لي وسيلة للتصالح مع فقدي، وللحديث مع والدي بطريقتي.
View this post on Instagram
A post shared by مُراسلات (@murasallat)
من كان له التأثير الأكبر على توجهاتك الفنية والمهنية؟
مصدر إلهامي الأكبر هو أمي. منذ أن فتحت عيني على الدنيا، كانت تروي لي القصص وتغني طوال الوقت. ولم تكن تغني الأغاني المتداولة، بل أغانيَ خاصة بها، مرتجلة ونابعة من تجربتها ومشاعرها. هذا بالنسبة لي شكل عميق من أشكال التعبير. أما والدي، فكان يكتب الشعر ويوثق حياته من خلاله. شعرت أن من الطبيعي أن يكون لي أيضاً وسيلتي الخاصة في التوثيق، فاخترت الفن، وتحديداً البودكاست والتصوير الفوتوغرافي.
هل هناك تجربة معينة تعتبرها مصدر إلهام دائم في مسيرتك؟
نعم، بدأت فكرة مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" عام 2023 بوصفه أرشيفاً شخصياً وعائلياً، أوثق فيه تفاصيل الحياة اليومية، وأسجّل مقابلات عفوية مع أمي. وبدأت أبحث عن تسجيلات فيديو قديمة، خاصة لأعراس عائلية على أمل أن أرى والدي. كان المشروع آنذاك محاولة شخصية لفهم الغياب، وتأمل أثر الأبوة في الذاكرة. لم أتوقع خروج المشروع من إطاره الشخصي والعائلي، بيد أنّ حصولي على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ضمن برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي لعام 2024، شكّل دفعة كبيرة وشجّعني على مواصلة العمل عليه بجدية واهتمام أكبر. أطمح من خلال هذا المشروع للإجابة عن سؤال وجودي: ماذا يترك الآباء خلفهم؟ وهو سؤال مفتوح يمكن لكل شخص الإجابة عنه بطريقته، أما أنا فأحاول أن أجيب بالصور، عبر مزيج من الخيال ومساحة كبيرة من التجريد.
ماذا تقول عن مشاركتك أخيراً في "سلايد فيست سَفر" الذي أقيم تمهيداً لمهرجان سفر السينمائي في لندن؟
"سلايد فيست سفر" محطة فارقة، كونه أول منصة يخرج من خلالها مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" إلى نطاق عالمي. التجربة كانت مختلفة، ليس فقط من حيث جمهورها، بل أيضاً من حيث طبيعة العرض البصري وكيفية تأثير الصور على المتلقّي. هذا الحدث أتاح لي أن أرى كيف يمكن للتصوير أن يتجاوز التوثيق، ليصبح وسيلة لنقل الإحساس والأفكار بشكل عميق وغير تقليدي. سبق أن عرضت المشروع في مهرجان الصورة في عمّان، وهناك استمعت إلى آراء الحضور وتفاعلاتهم، وأيضاً ساعدني على فهم أعمق لكيفية تلقّي العمل. أمّا مع "سفر"، فقد خضت تجربة تفاعل من نوع مختلف، مع جمهور متنوع وجديد.
ما الذي تسعى لتحقيقه من خلال مشروعك؟
أسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم تجربة بصرية تفتح باب الحوار مع الجمهور، إذ يهمني أن أسمع كيف يستقبله الناس، وهل تصل الرسائل والمشاعر التي أحاول إيصالها. أرغب في فهم إلى أين يمكن أن يأخذهم هذا العمل، وكيف يمكن أن يتطوّر من خلال تفاعلهم معه. حين بدأت المشروع العام الماضي، قضيت خمسة أشهر في عمّان، التقيت خلالها أشخاصاً كثراً وناقشت معهم تفاصيل المشروع. ما فاجأني حقاً هو تنوع الأفكار وردات الفعل التي لم أكن أتوقعها، وقد ساعدتني هذه اللقاءات بشكل كبير في بلورة رؤيتي. أحياناً أختار ألا أُركّز على جوانب معينة لأسباب شخصية، لكن أسئلة الناس تعيدني إلى التفكير فيها بطرق لم أكن أتصوّرها. وهذا بالضبط ما أطمح إليه: أن يصبح المشروع مساحة مشتركة للتأمل والتساؤل، لا مجرد عمل فني منغلق على ذاته.
إعلام وحريات
التحديثات الحية
المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب
ما الرسالة التي تودّ أن توجهها إلى جمهورك من خلال أعمالك؟
أنا منبهر بقدرة الصورة على ملامسة مشاعر عميقة، وعلى تجسيد الأشخاص واللحظات بطريقة قد تبقى في الذاكرة. ما يميّز التصوير الوثائقي بالنسبة لي هو تلك المساحة الحرة التي يتيحها للفنان كي يجرّب، يروي، ويوثّق قصته بنفسه، ويكون صاحب السردية في موضوعه. دائماً أقول لأصدقائي: لدينا في اليمن تجارب كثيرة وعميقة من الضروري أن نتحدّث عنها، لأننا إن لم نفعل، فسيتولى آخرون سردها، وربما لن تُروى بالشكل الذي يعكس حقيقتها أو الطريقة التي كنّا نودّ أن تُقال بها. أحياناً، حتى من هم من بيننا، قد يعجزون عن نقل القصة بالشكل الذي تستحقه، فنشعر بالخذلان لأن الرسالة لم تصل كما ينبغي. لهذا، بدلاً من إلقاء اللوم، اخترت أن أروي قصتي وبعض القصص القريبة مني، لا لأتحدث نيابة عن الآخرين، بل لأتشارك معهم السرد والتجربة الفنية والوثائقية. إشراك الناس في عملي هو جوهر ما أقوم به، لأنه السبيل الوحيد في نظري لصناعة عمل صادق، حيّ، وقادر على الوصول بصدق إلى الآخرين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب
المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

المصوّر اليمني صادق الحراسي: صوري محاولة لتوثيق الغياب

صادق الحراسي فنان وحكّاء يشقّ طريقه بثبات في عالم الفنون البصرية من قلب اليمن إلى عواصم عربية وأوروبية. تنبع أعماله من تجربة شخصية عميقة، وتتقاطع مع أسئلة الهوية والذاكرة والفقد، لتمنح الصورة الفوتوغرافية دوراً يتجاوز التوثيق إلى التعبير الحميمي والتأمل. في هذه المقابلة، يتحدث لـ"العربي الجديد" عن محطات بارزة في رحلته، وعن كيفية تحوّل التصوير من هواية إلى وسيلة للبوح والسرد، وعن مشروعه المستمر الذي يسائل أثر الآباء في حياة أبنائهم. بدايةً، كيف بدأت رحلة صادق الحراسي المهنية؟ وما هي اللحظات التي شكلت تحولات حاسمة في مسيرتك؟ بدأت رحلتي المهنية بعد تخرجي في الجامعة، حين التحقت بمؤسسة رموز للثقافة والفنون في صنعاء. كانت تجربة مهمة بالنسبة لي، لكنها لم تدم طويلًا بسبب جائحة فيروس كورونا التي أوقفت أنشطة المؤسسة. بعدها، اتجهت إلى العمل مع منظمات تُعنى بحقوق الإنسان، وكنت طوال تلك الفترة أمارس الفنون هوايةً أكثر من كونها مصدر دخل. بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة، وكنت أنشر نثراً وقصصاً قصيرة، من بينها قصة نشرت في مجموعة "صراع الأدب الجديد في اليمن" عام 2019. مع الوقت، تطورت تجربتي إلى البودكاست وصناعة الأفلام وكتابة السيناريوهات لمنظمات غير حكومية ومسابقات وحملات إعلانية، وكانت مشاريع خفيفة عموماً، لكنها ساعدتني على صقل أدواتي. هل تذكر اللحظة التي شعرت فيها بأنك قادر على استخدام الصورة وسيلةَ تعبير؟ التصوير بالنسبة لي كان دائماً هواية، لكن عام 2020 تغيّر كل شيء. تواصل معي مدير تحرير مجلة المدنية حمزة شيبان، وطلب مني تغطية قصة فوتوغرافية. كنت شديد التردد، لأني لم أكن أعتبر نفسي مصوراً، وما زلت في الحقيقة لا أرى نفسي مصوراً محترفاً، لكني قبلت التحدي، وصورت قصة عن شارع المطاعم في صنعاء. بعدها بفترة، تواصل معي المبعوث الأممي لليمن للمشاركة في معرض شبابي رقمي. لم يكن المعرض رقمياً فقط، بل أقيم أيضاً في مركز بوزار للفنون في بروكسل، وشاركت فيه بمشروع ضم أربع صور تقريباً. ماذا عن مشاركتك في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين؟ عام 2022، شاركت بمشروعي في معرض "سوما آرت" الفوتوغرافي في برلين، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى مهرجان الصورة في عمّان. لم أكن أتوقع قبوله، وكنت مُفاجَأً لأنني لم أدرس التصوير أكاديمياً، وكنت أصوّر بهاتفي المحمول خاصة مع اشتداد الحرب في اليمن، حيث أصبح حمل الكاميرا محفوفاً بالمخاطر وتُعامل أحياناً بوصفها سلاحاً. هذا الواقع جعل التصوير بالهاتف أداتي الرئيسية، وتعلقت به كثيراً. الورشة التي حضرتها في عمّان كانت محطة مفصلية بالنسبة لي. كانت أول مرة ألتقي فيها مصورين عرباً وعالميين. هناك شعرت بأن التصوير الوثائقي، والاستخدام البصري للرواية، يشبهني جداً. لاحقاً انتقلت إلى برلين، وانفتح لي باب جديد للتعلم، وتعمقت في التجربة البصرية أكثر. من هنا بدأ "الزين"، مشروع شخصي لم يُنشر بعد، لكنه عُرض ضمن مخرجات ورشة في متاحف قطر. هو محاولة مني لفهم مشاعري، ولرسم مقاربة بيني وبين والدي الراحل. نحن نتشابه كثيراً، حتى إن أهل قريتنا يعتقدون أنني هو كلما زرتها. والدي توفي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وكان من المفترض أن يسافر إلى مصر للعلاج في اليوم نفسه. ظلّت فكرة وفاته مؤلمة، وكنت أتهرب من مواجهتها، بل كنت أعتقد في أعماقي أنه لا يزال على قيد الحياة. هذه المشاعر شكلت جوهر مشروع "الزين"، الذي كان بالنسبة لي وسيلة للتصالح مع فقدي، وللحديث مع والدي بطريقتي. View this post on Instagram A post shared by مُراسلات (@murasallat) من كان له التأثير الأكبر على توجهاتك الفنية والمهنية؟ مصدر إلهامي الأكبر هو أمي. منذ أن فتحت عيني على الدنيا، كانت تروي لي القصص وتغني طوال الوقت. ولم تكن تغني الأغاني المتداولة، بل أغانيَ خاصة بها، مرتجلة ونابعة من تجربتها ومشاعرها. هذا بالنسبة لي شكل عميق من أشكال التعبير. أما والدي، فكان يكتب الشعر ويوثق حياته من خلاله. شعرت أن من الطبيعي أن يكون لي أيضاً وسيلتي الخاصة في التوثيق، فاخترت الفن، وتحديداً البودكاست والتصوير الفوتوغرافي. هل هناك تجربة معينة تعتبرها مصدر إلهام دائم في مسيرتك؟ نعم، بدأت فكرة مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" عام 2023 بوصفه أرشيفاً شخصياً وعائلياً، أوثق فيه تفاصيل الحياة اليومية، وأسجّل مقابلات عفوية مع أمي. وبدأت أبحث عن تسجيلات فيديو قديمة، خاصة لأعراس عائلية على أمل أن أرى والدي. كان المشروع آنذاك محاولة شخصية لفهم الغياب، وتأمل أثر الأبوة في الذاكرة. لم أتوقع خروج المشروع من إطاره الشخصي والعائلي، بيد أنّ حصولي على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ضمن برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي لعام 2024، شكّل دفعة كبيرة وشجّعني على مواصلة العمل عليه بجدية واهتمام أكبر. أطمح من خلال هذا المشروع للإجابة عن سؤال وجودي: ماذا يترك الآباء خلفهم؟ وهو سؤال مفتوح يمكن لكل شخص الإجابة عنه بطريقته، أما أنا فأحاول أن أجيب بالصور، عبر مزيج من الخيال ومساحة كبيرة من التجريد. ماذا تقول عن مشاركتك أخيراً في "سلايد فيست سَفر" الذي أقيم تمهيداً لمهرجان سفر السينمائي في لندن؟ "سلايد فيست سفر" محطة فارقة، كونه أول منصة يخرج من خلالها مشروعي "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" إلى نطاق عالمي. التجربة كانت مختلفة، ليس فقط من حيث جمهورها، بل أيضاً من حيث طبيعة العرض البصري وكيفية تأثير الصور على المتلقّي. هذا الحدث أتاح لي أن أرى كيف يمكن للتصوير أن يتجاوز التوثيق، ليصبح وسيلة لنقل الإحساس والأفكار بشكل عميق وغير تقليدي. سبق أن عرضت المشروع في مهرجان الصورة في عمّان، وهناك استمعت إلى آراء الحضور وتفاعلاتهم، وأيضاً ساعدني على فهم أعمق لكيفية تلقّي العمل. أمّا مع "سفر"، فقد خضت تجربة تفاعل من نوع مختلف، مع جمهور متنوع وجديد. ما الذي تسعى لتحقيقه من خلال مشروعك؟ أسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم تجربة بصرية تفتح باب الحوار مع الجمهور، إذ يهمني أن أسمع كيف يستقبله الناس، وهل تصل الرسائل والمشاعر التي أحاول إيصالها. أرغب في فهم إلى أين يمكن أن يأخذهم هذا العمل، وكيف يمكن أن يتطوّر من خلال تفاعلهم معه. حين بدأت المشروع العام الماضي، قضيت خمسة أشهر في عمّان، التقيت خلالها أشخاصاً كثراً وناقشت معهم تفاصيل المشروع. ما فاجأني حقاً هو تنوع الأفكار وردات الفعل التي لم أكن أتوقعها، وقد ساعدتني هذه اللقاءات بشكل كبير في بلورة رؤيتي. أحياناً أختار ألا أُركّز على جوانب معينة لأسباب شخصية، لكن أسئلة الناس تعيدني إلى التفكير فيها بطرق لم أكن أتصوّرها. وهذا بالضبط ما أطمح إليه: أن يصبح المشروع مساحة مشتركة للتأمل والتساؤل، لا مجرد عمل فني منغلق على ذاته. إعلام وحريات التحديثات الحية المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب ما الرسالة التي تودّ أن توجهها إلى جمهورك من خلال أعمالك؟ أنا منبهر بقدرة الصورة على ملامسة مشاعر عميقة، وعلى تجسيد الأشخاص واللحظات بطريقة قد تبقى في الذاكرة. ما يميّز التصوير الوثائقي بالنسبة لي هو تلك المساحة الحرة التي يتيحها للفنان كي يجرّب، يروي، ويوثّق قصته بنفسه، ويكون صاحب السردية في موضوعه. دائماً أقول لأصدقائي: لدينا في اليمن تجارب كثيرة وعميقة من الضروري أن نتحدّث عنها، لأننا إن لم نفعل، فسيتولى آخرون سردها، وربما لن تُروى بالشكل الذي يعكس حقيقتها أو الطريقة التي كنّا نودّ أن تُقال بها. أحياناً، حتى من هم من بيننا، قد يعجزون عن نقل القصة بالشكل الذي تستحقه، فنشعر بالخذلان لأن الرسالة لم تصل كما ينبغي. لهذا، بدلاً من إلقاء اللوم، اخترت أن أروي قصتي وبعض القصص القريبة مني، لا لأتحدث نيابة عن الآخرين، بل لأتشارك معهم السرد والتجربة الفنية والوثائقية. إشراك الناس في عملي هو جوهر ما أقوم به، لأنه السبيل الوحيد في نظري لصناعة عمل صادق، حيّ، وقادر على الوصول بصدق إلى الآخرين.

ترامب في 100 يوم يعيد الأسواق العالمية قرناً إلى الوراء
ترامب في 100 يوم يعيد الأسواق العالمية قرناً إلى الوراء

العربي الجديد

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

ترامب في 100 يوم يعيد الأسواق العالمية قرناً إلى الوراء

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مائة يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة عبر أوامر تنفيذية أشبه بقرارات الحرب، بدءاً من فرض رسوم جمركية شاملة على حلفاء واشنطن وخصومها، ولا سيما الصين التي طاولتها قيود تجارية شرسة، مروراً بمحاولات السيطرة على المعادن والممرات الملاحية الحيوية العالمية، وصولاً إلى حد نزع استقلالية البنك الفيدرالي الأميركي والتدخل في سياسته النقدية، الأمر الذي أثار فزع المستثمرين الذين اندفعوا إلى تخفيف وزن استثماراتهم في الأسهم والأصول الدولارية، ما كانت له انعكاسات سلبية على الأسواق التي شهدت موجات متكررة من البيع العنيف في معاملات شبيهة بما حدث خلال الأيام الأولى لجائحة فيروس كورونا في 2020 والأزمة المالية العالمية في 2008 مروراً بصدمة 1987 وصولاً إلى انهيار الأسواق قبل ما يقرب من مائة عام في 1929 والتي مثّلت بداية الكساد الكبير في الولايات المتحدة وأزمة اقتصادية عالمية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. كرّر ترامب في اليوم الأول من ولايته الثانية التي بدأت في العشرين من يناير/كانون الثاني 2025 أنّ الله "أنقذه" من محاولة اغتيال في 13 يوليو/تموز في بنسلفانيا حتى يتمكن من "جعل أميركا عظيمة مجددا" رافعاً شعار "أميركا أولاً"، لكنّ الكثير من المحليين يرون أن قرارات ترامب وسياسته تضعف كثيراً الاقتصاد الأميركي وتدفعه إلى حافة الخطر، ولا سيما أنها تنهي عصر الهيمنة المالية الأميركية بالابتعاد أكثر عن الدولار، وسط تأجج الحرب التجارية العالمية وتصاعد الحمائية بين الاقتصادات الكبرى. وتشتعل التوترات التجارية بين أميركا والصين أكبر اقتصادين في العالم، إذ فرض ترامب في البداية منذ عودته إلى البيت الأبيض رسوماً جمركية على الواردات من الصين بسبب دورها المزعوم في سلسلة توريد مخدر "الفنتانيل" بنسبة 20%، وبعدها أضاف رسوماً أخرى بسبب ممارسات تجارية تعتبرها واشنطن غير عادلة، واستمر في رفعها بالتدريج، إلى أن وصلت إلى 145% على العديد من السلع الصينية، مضافة إليها رسوماً جمركية من الإدارات السابقة، وردت الصين على ذلك برفع الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 125%، فضلاً عن إجراءات أخرى أكثر تأثيراً في الاقتصاد الأميركي تتعلق بتجميد استثماراتها الجديدة في شركات الأسهم الخاصة الأميركية وإيقاف تصدير معادن نادرة بالغة الأهمية لصناعات التكنولوجيا والدفاع، فضلاً عن ممارسة ضغوط على سوق السندات. كذلك، فرض ترامب في الثاني من إبريل/ نيسان رسوماً جمركية شاملة على مختلف دول العالم، قبل تعليقها لمدة 90 يوماً بعد نحو أسبوع من صدور القرار. ويقول الاقتصاديون والمؤرخون إن موجة الرسوم الأخيرة تشير إلى أنّ العالم قد يتجه نحو أكبر وأوسع موجة من النشاط الحمائي منذ قانون التعرفة الجمركية الأميركي لعام 1930 المعروف باسم قانون "سموت ـ هاولي"، الذي أطلق شرارة تراجع اقتصادي عالمي استمر حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945). تحولات مفاجئة وكاسحة وحذر صندوق النقد الدولي في تقرير له قبل أيام من أن تقلبات الأسواق المالية العالمية في صعود، مشيراً إلى أنّ عدم اليقين بشأن السياسات التجارية بلغ حدوداً غير مسبوقة. وأضاف: "نعيش في عالم من التحولات المفاجئة والكاسحة". وأكد صندوق النقد أن زيادة الحواجز التجارية تلحق أضراراً مباشرة بالنمو. فالرسوم الجمركية، على غرار جميع الضرائب، تزيد الإيرادات على حساب انخفاض الأنشطة ونقلها، وتشير الأدلة من فترات سابقة إلى أن الشركاء التجاريين ليسوا وحدهم من يتحملون ارتفاع معدلات الرسوم الجمركية. فالمستوردون يدفعون جزءاً منها من خلال انخفاض الأرباح، والمستهلكون يدفعون جزءاً أيضاً بسبب ارتفاع الأسعار. وهكذا، تُحْدِث الرسوم الجمركية أثراً مباشراً من خلال رفع تكلفة المدخلات المستوردة. ولفت إلى أنّ الحمائية تؤدي إلى تآكل الإنتاجية على المدى الطويل. أسواق التحديثات الحية اثنين أسود... انهيارات في البورصات العالمية بسبب رسوم ترامب ولا تزال أسواق المال العالمية تشهد تقلبات حادة منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الشاملة، وتنتظرها تقلبات أكثر حدة ولا سيما مع نقل ترامب معركته إلى الداخل بتحميل البنك الفيدرالي الأميركي مسؤولية التباطؤ الاقتصادي. وكانت بورصات العالم تكبدت خسائر فادحة قدرت بنحو 9.5 تريليونات دولار على مدار ثلاث جلسات تداول من الثالث حتى السابع من إبريل/ نيسان الجاري، جاءت أشدها وطأة في الجلسة الثالثة التي وصفت بـ"الاثنين الأسود". الدولار يخسر 10% من قيمته منذ تنصيب ترامب ويتجنب المستثمرون الدولار وسندات الخزانة الأميركية خوفاً من تداعيات حرب ترامب التجارية. فقد خسرت العملة الخضراء ما يقرب من 10% من قيمتها منذ يوم تنصيب ترامب، مع تسجيل أكثر من نصف هذا الانخفاض هذا الشهر. ويُعد الدولار من أول ضحايا حرب ترامب التجارية بين الولايات المتحدة والعالم بعد قرار رفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1909. يُمثل ضعف الدولار، الذي تراجع، أمس الثلاثاء، إلى أدنى مستوى له في عشر سنوات مقابل سلة من العملات الأجنبية، خبراً سيئاً للأميركيين، إذ قد يؤدي إلى تفاقم التضخم برفع أسعار السلع الأجنبية، كما يرفع تكاليف المسافرين إلى الخارج. وقال ديفيد بيج، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة "أكسا" لإدارة الاستثمارات في لندن، والتي تدير استثمارات بقيمة تريليون دولار لصحيفة وول ستريت جورنال إنّ هناك شعوراً واضحاً بعدم الارتياح في الأسواق المالية. وأدت هذه المخاوف إلى هروب المستثمرين من الدولار والأوراق المالية الحكومية الأميركية أخيراً، بينما كانت ملاذاً آمناً تاريخياً خلال الأزمات المالية. ويتعمق التدهور في ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي بسبب هجمات ترامب المتواصلة في الأيام الأخيرة على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جيروم باول. وصعّد ترامب انتقاداته لباول، الاثنين الماضي، في منشور على منصة تروث سوشال للتواصل الاجتماعي، ووصفه بأنه "خاسر كبير" وطالبه بخفض أسعار الفائدة "الآن" أو المخاطرة بتباطؤ اقتصادي. وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، الجمعة الماضي، إن الرئيس وأعضاء فريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، وذلك بعد يوم من تعليق ترامب بأنه ينتظر ترك باول لمنصبه "بفارغ الصبر". ويأتي هجوم ترامب بعدما قال باول، الأسبوع الماضي، إن البنك المركزي يمكنه التحلي بالصبر بشأن الحكم على كيفية تحديد السياسة، وإنه ينبغي عدم خفض أسعار الفائدة قبل اتضاح أن خطط الرسوم الجمركية لن تؤدي إلى إذكاء التضخم المرتفع. "أزمة رهيبة" بين ترامب وباول وقال إريك كوبي كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورث ستار لإدارة الاستثمارات لـ"رويترز" أمس الثلاثاء، إن هناك "أزمة رهيبة بين ترامب وباول" مما يثير "قلقاً من اتخاذ إجراء ما لاستبدال باول، وهو ما قد يؤدي لحالة من الذعر الحقيقي بالنسبة للدولار". وعلى الصعيد التجاري، قال كوبي إن "كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى صفقات تتعلق بالإعفاءات، يثير قلقا مستمرا" من أن سياسات ترامب في شكلها الحالي قد تكون مدمرة للاقتصاد. أسواق التحديثات الحية تهديدات ترامب تهوي بالأسهم الأميركية و"خطر كبير" على "تسلا" وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال، بأن ترامب كان قد وجه تهديدات مشابهة ضد الاحتياطي الفيدرالي في عامي 2019 و2020، لكن المستثمرين يرون أن الوضع الحالي يختلف لسببين رئيسيين. أولاً، أنّ ترامب أصبح أكثر استعداداً لتحدي الأعراف المؤسسية والقانونية مقارنة بفترة ولايته الأولى (2017 ـ 2021). ثانياً، أنّ مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون أصبح يفتقر إلى المدافعين عن هذه الأعراف مقارنة بالفترة السابقة. كما أن التضخم قد يصبح مشكلة أكبر هذا العام بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تعد أكبر وأوسع نطاقا بكثير من تلك التي فرضها في ولايته الأولى، مما يربك حسابات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي رفع أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة إلى أعلى مستوى لها في عقدين لمكافحة التضخم. ونقلت شبكة سي إن بي سي الأميركية، عن آدم كريسافولي من "فايتال نولدج" قوله إن "المستثمرين يواجهون مصدر قلق جديداً يتمثل في تهديدات ترامب لاستقلال الاحتياطي الفيدرالي". وأضاف أن "هذا التهديد مرتبط بحرب ترامب التجارية، إذ يضطر باول وزملاؤه إلى البقاء على الحياد بسبب احتمال ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية في الأشهر المقبلة، على الرغم من التقلبات الأخيرة في الأسواق وزيادة مخاطر تراجع النمو". كما نقلت الشبكة عن كريسافولي قوله: "يشير التراجع المتزامن في الأسهم والدولار وسندات الخزانة إلى أنّ حرب ترامب التجارية أطلقت شرارة نزوح جماعي من الأصول المالية الأميركية".

صدام مرتقب بين ترامب ونجوم الصناعة: رسوم جمركية تهدد مستقبل هوليوود
صدام مرتقب بين ترامب ونجوم الصناعة: رسوم جمركية تهدد مستقبل هوليوود

العربي الجديد

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

صدام مرتقب بين ترامب ونجوم الصناعة: رسوم جمركية تهدد مستقبل هوليوود

من المقرر أن يعقد كبار المسؤولين التنفيذيين في أبرز استوديوهات هوليوود اجتماعاً عبر الهاتف، يوم الجمعة، مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لرابطة الصور المتحركة (Motion Picture Association) تشارلز ريفكين، وذلك لمناقشة الاقتراح المفاجئ الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الأفلام المصوّرة خارج الولايات المتحدة، بحسب مجلة هوليوود ريبورتر. أصيبت صناعة السينما بالذهول خلال نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أعلن ترامب أن الوقت قد حان لـ"جعل هوليوود عظيمة من جديد"، معتبراً أن تصوير الأفلام في دول أخرى يُعد تهديداً للأمن القومي. لكن في صباح اليوم التالي، بدا أن البيت الأبيض قلّل من أهمية تصريح ترامب، إذ أصدر بياناً يوضح أن "أي قرارات نهائية لم تُتخذ بعد" بخصوص مثل هذه الرسوم الجمركية. حتى الآن، لم تُصدر رابطة الصور المتحركة، وهي المنظمة التجارية الرئيسة التي تمثّل استوديوهات السينما وشركاتها الأم، أي رد رسمي على تصريحات ترامب المتعلقة بالرسوم. ومن المتوقع أن يشارك في الاتصال الهاتفي المقرر يوم الجمعة مع ريفكين كل من: آلان بيرغمان الرئيس المشارك لقسم الترفيه في شركة ديزني، ومايك هوبكنز الرئيس التنفيذي لشركة أمازون إم جي إم استوديوز، ودونا لانغلي رئيسة استوديوهات يونيفرسال بيكتشرز والرئيسة التنفيذية لقسم الترفيه والاستوديوهات في "إن بي سي يونيفرسال"، وبراين روبينز الرئيس المشارك لشركة باراماونت غلوبال، وتوم روثمان رئيس مجموعة سوني بيكتشرز السينمائية، وتيد ساراندوس الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس ، وديفيد زاسلاف الرئيس التنفيذي لشركة وورنر براذرز ديسكفري. وتحذر مصادر متعددة من أن فرض مثل هذه الرسوم الجمركية، اعتماداً على طريقة احتسابها، قد يسبب أضراراً جسيمة لصناعة السينما والتلفزيون، خاصة في ظل اعتماد عدد كبير من المشاريع على التصوير في الخارج للاستفادة من الحوافز الإنتاجية والتسهيلات الضريبية. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج قد يصل إلى 25% أو أكثر، في وقت لم تتعافَ فيه الصناعة بعد من تداعيات جائحة فيروس كورونا والإضرابات العمالية الأخيرة. مثل هذه الزيادة قد تُفضي إلى تقليص عدد الأفلام المنتَجة، مما يفرض مزيداً من الضغط الاقتصادي على صالات السينما في الولايات المتحدة وخارجها. سينما ودراما التحديثات الحية رسوم ترامب الجديدة على الأفلام الأجنبية تهزّ عالم السينما يُعد تشارلز ريفكين من أبرز المدافعين عن تعزيز الحوافز الإنتاجية داخل الولايات المتحدة لصالح استوديوهات السينما التي تمثلها الرابطة، ويتفق معه في هذا الموقف عدد من قيادات النقابات العمالية. لكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة المعلّقة بشأن آلية فرض رسوم جمركية على خدمة تُقدَّم من شركة أميركية، خصوصاً أن الأفلام اليوم تُنقل رقمياً وليس عبر بكرات أفلام كما في السابق. وتجدر الإشارة إلى أن الأفلام الأميركية حققت حتى عام 2023 فائضاً تجارياً تجاوز 15 مليار دولار. بمعنى آخر، تهيمن الأفلام الهوليوودية على شباك التذاكر في عدد كبير من الأسواق الأجنبية، باستثناء أسواق كبرى مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية. يبدو أن إعلان ترامب جاء نتيجة خطة وضعها الممثل جون فويت الذي تم عُيّن، إلى جانب ميل غيبسون و سيلفستر ستالون ، سفراء لهوليوود في إدارة ترامب بعد إعادة انتخابه رئيساً. وحتى الآن، لم يدلِ غيبسون أو ستالون بأي تصريحات علنية بشأن الرسوم الجمركية، في حين أفاد مصدر لـ"هوليوود ريبورتر" بأن ستالون فوجئ بالاقتراح، خاصة أن لديه هو وغيبسون أفلاماً جديدة من المقرر تصويرها في الخارج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store