logo
طوفان بشري في وداع سيد الشهداء وصفيّه الهاشمي

طوفان بشري في وداع سيد الشهداء وصفيّه الهاشمي

البناء٢٤-٠٢-٢٠٢٥

إنه النبأ العظيم والتاريخ الذي سيحفر عميقاً في القلوب والنفوس واللحظة المفصلية التي تؤكد أن الشمس لا يحجبها الغياب. إنه اللقاء الأخير والمستقر الذي اليه سنسعى على الدوام نتلو النذور ونضيء الشموع ونرفع الرايات ونضم الصور بقوة الإيمان أننا أهل الحق والأرض وأهل العزاء.
ماذا نكتب عن عيون تشتاق لمحياك؟ ماذا نكتب عن أهلك وناسك والطوفان البشري الذي ضاقت به كل المنافذ نحو ساحة اللقاء، وكيف نجد لغة تصف البحر البشري الهادر بالهيهات…
هيهات أن نركع لمستعمر ومحتل، هيهات أن ننزع من نبضنا حضورك، هيهات أن يكسرنا الوداع، هكذا كانت الهتافات وعلى كل الطرقات ارتفعت القبضات بأننا على العهد سنكمل المسير ولن نخاف سرب المقاتلات الحربية.
هي لحظة الحقيقة بكل ما تحمل من قسوة ووجع ودموع لن نحبسها بعد اليوم بل سنجعلها سيلا وخيطاً متصلاً من بيروت الى الجنوب والبقاع والشمال وكل جزء من البلاد، دموع تشبه الضاحية التي كانت ديرتك وتشبه تراب القرى المتعمد بالدماء.
كباراً وصغاراً وشيباً وشباباً حضروا يبحثون عن أمل بأن يلقي عليهم خطاب النصر فكان صدى الصوت 'يا أشرف الناس وأكرم الناس السلام عليكم' كافياً لفيض من البكاء لا ينتهي وأمنيات بأن يتوقف الزمن قبل الغياب.
لم يردعهم الصقيع ولا جليد تكدّس بياضاً على الجبال، ومن حاول قبيل اليوم المهيب التهويل من فعل منخفض جليدي مرتقب لا يدرك أنّ في الثلج والمطر عطاء من السماء في وداع الطهر والنقاء.
أهل الوفاء وأشرف الناس كما خاطبهم السيد يوماً افترشوا الطرقات وحملوا الصور لتضجّ مدرجات المدينة الرياضية بعبارات الولاء لنهج المقاومة، أما خارجها تكلمت عيونهم وقبضاتهم والعبرات عن حب يتخطى الحدود ويرسخ معادلة الوجود.
السيد يطلّ علينا بنوره ونحن على العهد
لسان حال الناس كان الإصرار على المقاومة حيث عبّرت إحدى السيدات: 'نحن أهل الجنوب نحب كلّ الناس وندعو اخوتنا في الوطن أن يأتوا الى بيوتنا علّهم يدركون شيئاً من صمودنا، السيد رحل فداء لأمة خذلته في مكان ما لأنها سعت لتضييق الخناق على المقاومة بكل الوسائل ولكن رغم ذلك صمدنا وبقينا وسنستمر وسنعيد بناء بيوتنا'.
محمد بيطار القادم من النبطية وصل الى المدينة الرياضية قبل يوم من التشييع وقال: 'نحن حتى الآن لا نصدق أن السيد قد رحل، ونرجوه أن يعود، السيد رمز أممي وما بعد هذا التاريخ الذي نشيّعه فيه الى مثواه الأخير نشعر بأن السيد الذي كان حيا بيننا هو سيكون حياً بين كل احرار العالم'.
أحمد بلطجي القادم من برج البراجنة وصف المشهد المهيب بأنه لحظة تاريخية ومفصلية، وقال: 'ما ترونه اليوم هو مشهد عظيم فيه الوفاء والحب لسيد الأمة، وكل من حاول التهويل قبل هذا اليوم وصله الرد من خلال الطوفان البشري، ونحن الان نرى السيد يطل عليه بنوره الذي لا يغيب ليقول لنا انه يحبنا وسيبقى معنا يحيا في قلوبنا'.
'السيد وعدنا أنه سيصلي في القدس هو طلب الشهادة ونحن نتمنى أن يكون معنا اليوم' هكذا اختصرت إيمان زلزلي الآتية من الخيام المشهد، وهي التي تدرك أنّ زمن المعجزات قد ولى ولكن حجم التعلق بما يمثله سيد الشهداء جعلها ترجو عودة الروح الى جسده قائلة 'حبذا لو يمكنني ان امنحه روحي ليعود'.
الى جانب زلزلي تجلس الدكتورة فاطمة الخطيب القادمة من بلدة تمنين البقاعية التي خنقت غصتها قائلة: 'لقد خسرنا الأمان حين رحل السيد ودمه انتصر لذلك نحن هنا اليوم، أقول للسيد أنني أحبه على الدوام كما كل شعبه الذي سيبقى على العهد وفاء له ولكل الشهداء'.
على طول الطرقات المؤدية الى مسار التشييع انتشرت المضافات بمبادرات فردية تعبيراً عن المشاركة بكل ما يمكن خدمة للمشيّعين، وأكد عباس السيد 'نحن مبادرتنا شبابية فردية على مستوى الوطن وشعارنا انّ فلسطين هي البوصلة واجتمعنا هنا لنكون في خدمة الناس القادمين لمبادلة السيد الوفاء، أقل واجب أن نكون هنا ومهما قدمنا لن نتمكن من نوفي السيد حقه'.
ولفت السيد إلى 'أنّ الطوفان البشري فاق التوقعات وهذا يؤكد أن البيئة المقاومة تجدد العهد وكل الأحرار من الأحزاب الوطنية والقومية حاضرة للتأكيد أننا مستمرون حتى النصر الأكيد'.
الأطفال وصدق التعبير
محمد حمدان (10 سنوات) اختصر الكلام بالقول: 'اشتقت للسيد وحبذا لو يعود، وجوده يمنحنا الأمان، ولأني أحبه جئت للمشاركة في التشييع، جميعنا نحب السيد ولن ننساه أبداً وسنبقى نردد عباراته بأننا لن نتخلى عن فلسطين، السيد وعد أن لا يترك غزة ونحن على الوعد'.
مريم ابنة السنوات الخمس جلست على الإسفلت وحملت صورة السيد وابتسمت لعدسة الكاميرا وقالت: 'انا هنا لأني أحب السيد ولا أخاف من أحد فهو سيحمينا'.
اما محمد الديراني (10 سنوات) لم يستطع أن يعبّر إلا من خلال دموعه وهو القادم من البقاع رغم صعوبة الوصول، لكنه سمح لنا أن نحفظ دموعه من خلال صورة اختصرت الصدق وبراءة التعبير عن الحب الفطري للسيد والشهداء.
زينب وعلي لبسوا الزي العسكري وأعلنوا حبهم للسيد بقوة وكانت امنيتهم أن يعود رغم إدراكهم صعوبة تحقيق بعض الأمنيات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وقفات داخل مخيمات فلسطينية في لبنان تنديداً باستمرار حرب الإبادة على غزة
وقفات داخل مخيمات فلسطينية في لبنان تنديداً باستمرار حرب الإبادة على غزة

بوابة اللاجئين

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة اللاجئين

وقفات داخل مخيمات فلسطينية في لبنان تنديداً باستمرار حرب الإبادة على غزة

شهدت مخيمات فلسطينية عدة في لبنان، ظهر اليوم الجمعة 23 أيار/ مايو، وقفات شعبية تضامناً مع أهالي قطاع غزة والضفة الغربية، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، وذلك تنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" المتواصلة، ورفضاً للحصار وسياسة التجويع والتهجير القسري، في ظل "صمت عربي ودولي مريب تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية". وشارك في الوقفات ممثلون عن الفصائل الفلسطينية وعشرات اللاجئين الفلسطينيين، حيث نظمت الفعاليات أمام مسجد فلسطين في مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوبي لبنان، وفي مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، ومخيم الجليل في بعلبك بالبقاع اللبناني. وفي مخيم برج البراجنة، ألقى مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد يوسف حسن كلمة أكد فيها أن "غزة لم تكن يوماً مجرد مدينة، بل هي رمز الصمود وعنوان للكرامة"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني لن يُكسر، وغزة اليوم تتحمل فوق طاقتها وتعلن للعالم: نحن صامدون". وأشار حسن إلى أن الحصار المفروض على قطتاع غزة منذ عام 2007 دمّر الحياة في تلك الرقعة الصغيرة، وأن القطاع اليوم يواجه حرب إبادة شاملة، مضيفاً: "لا شيء بقي في غزة إلا وأصيب في مقتل، المستشفيات، المدارس، البيوت، والنازحين... حتى الأطباء والمسعفون والصحفيون باتوا أهدافاً مباشرة". وقال: إن "غزة لا تمتلك جيشاً جراراً أو معدات متطورة، لكنها تملك حقاً لا يموت، وستبقى تقاتل من أجله"، خاتماً كلمته بالقول: "الشعب الفلسطيني لن يصمت، لأن الصمت خيانة". وفي مخيم الرشيدية، تجمع عشرات اللاجئين الفلسطينيين أمام مسجد فلسطين بعد صلاة الجمعة في وقفة دعم لأهالي قطاع غزة، ورفضاً للجرائم "الإسرائيلية" المستمرة. وألقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في المخيم كلمة قال فيها: "منذ أكثر من عام ونصف ونحن نشهد قصفاً ودماراً وإبادة جماعية، في واحدة من أبشع صور المأساة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين". وعبّر القيادي الفلسطيني بأن العدوان "الإسرائيلي" المستمر،" المدعوم من الولايات المتحدة والغرب والمتواطئ معه النظام العربي الرسمي"، يستهدف الحياة بكل تفاصيلها في قطاع غزة، من المستشفيات والمراكز الطبية إلى البيوت والمدارس، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تطال أكثر من مليوني إنسان. وأضاف: "لن تزيدنا هذه السياسات الوحشية إلا إصراراً على التمسك بكامل حقوقنا"، مشيراً إلى مقولة الشهيد فتحي الشقاقي: "لو أننا على حجر لتحطم، فلن نُهزم ولن نستسلم". وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات، مطالباً مؤسسات حقوق الإنسان الدولية بالقيام بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني، وداعياً من تبقى من شرفاء الأمة العربية والإسلامية إلى الضغط على الاحتلال ومساندة القضية الفلسطينية. وفي مخيم الجليل بمدينة بعلبك، نظّم عشرات اللاجئين الفلسطينيين وقفة مماثلة عقب صلاة الجمعة بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة وتنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" وسياسة الحصار والتجويع. وألقى أبو علاء سيف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي، كلمة رحّب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش ذكرى النكبة، أو كما وصفها "المؤامرة الكبرى"، التي أسفرت عن تهجير قسري ارتُكب بقوة السلاح وبمجازر مروعة، لإقامة الكيان الصهيوني. وأضاف: "ما أشبه الأمس باليوم، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد قطاع غزة، ويشن حرب تجويع وتدمير ممنهجة، لمحاولة تهجير السكان بدعم من الإدارة الأمريكية وبصمت عربي". كما أكد أن الاحتلال يستهدف المدن والمخيمات في الضفة الغربية، عبر دعم الاستيطان وتدمير البيوت واعتقال الأسرى وتعذيبهم، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني. وشدد أبو علاء على أن الفلسطينيين، في غزة والضفة والشتات، "رغم الجراح والآلام، سيبقون أصحاب الحق في الأرض والمقدسات، وستستمر المقاومة حتى تحقيق النصر". بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

إضراب شامل وفعاليات في لبنان دعماً لغزة وتأكيداً على حق العودة
إضراب شامل وفعاليات في لبنان دعماً لغزة وتأكيداً على حق العودة

بوابة اللاجئين

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة اللاجئين

إضراب شامل وفعاليات في لبنان دعماً لغزة وتأكيداً على حق العودة

عمّت المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، اليوم الخميس 15 أيار/مايو، فعاليات وطنية واسعة النطاق، بالتزامن مع الذكرى الـ77 لنكبة الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة. وشهدت المخيمات إضراباً شاملاً بدعوة من اللجان الأهلية، أغلقت خلاله مدارس "أونروا"، ومراكزها، ومؤسسات المجتمع المحلي، فيما نُظّمت وقفات ونشاطات وطنية وثقافية استهدفت مختلف الفئات العمرية. وأكدت "اللجان الأهلية" في بيان أن إحياء الذكرى يأتي للتأكيد على التمسك بحق العودة ورفضاً لجرائم الاحتلال، مشيرة إلى أن النكبة تمثل "الجرح الغائر في جسد الأمة"، وجريمة تاريخية ناتجة عن التهجير القسري والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948. وأوضحت أن ذكرى هذا العام تتزامن مع "حرب إبادة تشنّها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية"، مشددة على أن حق العودة "حق مقدّس لا يسقط بالتقادم". ودعت اللجان إلى إغلاق كافة المؤسسات الفلسطينية في المخيمات، ليكون يوم الذكرى يوماً وطنياً جامعاً، مناشدة الأهالي المشاركة الفاعلة في الوقفات التضامنية والأنشطة التي تهدف إلى ترسيخ الوعي الوطني لدى الأجيال الجديدة، وإحياء روايات اللجوء والصمود في الذاكرة الفلسطينية. في مخيم برج البراجنة، نظّمت منظمة "ثابت لحق العودة"، بالتعاون مع جمعية الدعم الاجتماعي "دار الشيخوخة النشطة" وجمعية "أغاريد"، نشاطاً خاصاً حمل عنوان "ديوانية العودة"، وذلك في إطار الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – "انتماء". ستهدف النشاط كبار السن، وعُقد في مركز "دار الشيخوخة النشطة" ظهر الأربعاء 14 أيار، حيث تبادل الحاضرون حكايات من قراهم المهجّرة، ووقائع اللجوء، مؤكدين على تمسكهم بالأمل والحق. وخُتم اللقاء بتوقيع خارطة فلسطين بالبصمة، ورفع شعارات دعم لغزة. قال مدير "ثابت"، الأستاذ سامي حمود، خلال كلمته: "نحيي هذه الذكرى لنؤكد أن الرواية الفلسطينية لن تموت، وأن مفتاح العودة لا يزال حيًّا في وجدان أجدادنا"، مؤكداً أن ما يجري في غزة هو حرب إبادة تستوجب موقفاً دولياً عاجلاً. لم تغب الأجيال الصغيرة عن مشهد إحياء المناسبة الأليمة، حيث نظّمت منظمة "ثابت" بالتعاون مع "أغاريد"، فعالية بعنوان "ملتقى براعم الطوفان والعودة"، صباح الأربعاء في روضة براعم الأقصى بمخيم برج البراجنة، ضمن الحملة ذاتها. شارك الأطفال في نشاطات رسم وتلوين ومسابقات وطنية، ووضعوا بصماتهم على علم وخارطة فلسطين، ورفعوا شعارات ترفض الاحتلال وتدعم غزة، واختُتم اللقاء بعرض جماعي على أنغام نشيد "فدائي". قالت المنظمات إن النشاط يهدف إلى "غرس الانتماء والهوية في نفوس البراعم، وتعزيز الارتباط بفلسطين، في ظل ما يتعرض له أهلنا من قهر وقتل وتجويع". كما شهدت روضة الأقصى في مخيم نهر البارد شمال لبنان فعاليات مشابهة، شارك فيها الأطفال من خلال أناشيد وطنية ورسوم تعبّر عن الانتماء لفلسطين، في رسالة تؤكد أن النكبة لا تزال حاضرة في الوعي الفلسطيني جيلاً بعد جيل. وقفة مركزية في شاتيلا: من النكبة إلى مجازر غزة في ساحة الشعب داخل مخيم شاتيلا، أقامت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بالتعاون مع حركة فتح واللجنة الشعبية، وقفة إحياء للنكبة ورفضاً لحرب الإبادة الجارية في غزة، وذلك بحضور شخصيات سياسية وممثلين عن الفصائل والمؤسسات، وحشد من أهالي المخيم. فتُتحت الوقفة بقراءة الفاتحة لأرواح الشهداء، ثم النشيد الوطني، وألقى عدد من الشخصيات كلمات مؤثرة. وقال اللواء الدكتور حسن الناطور، عضو المجلس الوطني الفلسطيني: "نكبة 1948 لم تكن نهاية الحكاية، بل بدايتها، ونحن اليوم نواجه أبشع فصولها في غزة، بصمت دولي مخزٍ". أضاف: "المرأة الفلسطينية كانت وما زالت في مقدمة الصفوف، أما الشعب الفلسطيني، في الوطن والشتات، لا يزال يحمل مفاتيح العودة، يرويها لأبنائه، ويعلّقها على جدران ذاكرته، لأنها ليست مجرد رموز، بل عهود لا تسقط". أما الدكتور رياض دبّاح، فأكد أن استمرار المجازر في غزة والضفة هو دليل على أن الاحتلال لا يكتفي بالنكبة، بل يسعى لاستكمال مشروعه عبر حرب إبادة وتصفية وكالة "أونروا"، مشدداً على أن النكبة لا تزال حية في تفاصيل حياة الفلسطينيين. وفي كلمة اللجنة الشعبية، قال أبو حرب إن "النكبة ليست ذكرى بل واقع يومي يعيشه شعبنا، يتجدد في كل مجزرة ترتكبها إسرائيل"، معتبراً أن المشروع الصهيوني يستهدف اليوم تفكيك المخيمات وإنهاء رمزية النكبة وقفة حاشدة في عين الحلوة ومهرجان سياسي في البقاع في مدينة صيدا، وتحديداً في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير داخل مخيم عين الحلوة، نظّمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك وقفة غضب حاشدة، صباح الخميس 15 أيار/مايو، بمشاركة واسعة من أبناء المخيم والجوار، وممثلين عن التنظيمات والأحزاب الفلسطينية الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية، والاتحادات والنقابات، وهيئة المتقاعدين العسكريين، والقوة المشتركة الفلسطينية، والأمن الوطني، واتحاد المرأة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب مواطنين لبنانيين داعمين للقضية. شارك في الوقفة وفد من اتحاد نقابات عمَّال فلسطين – فرع لبنان، يتقدمه رئيس الاتحاد غسان بقاعي، وأعضاء من المكتب الإداري والقيادة اليومية للاتحاد في منطقة صيدا وأُلقيت كلمات بالمناسبة، وجّهت التحية إلى أرواح الشهداء والجرحى والأسرى، وعبّرت عن التضامن مع أهلنا في غزة والضفة والقدس، وكل فلسطين والشتات، وشدّدت على رفض مشاريع التصفية، والحصار، ومحاولات التهجير القسري، والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والوحدة الوطنية كخيار لا غنى عنه في مواجهة العدوان والمشروع الصهيوني. مهرجان سياسي في البقاع: لا للتوطين... نعم للعودة في إطار الفعاليات نفسها، نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية في البقاع مهرجاناً سياسياً حاشداً تحت شعار: "لن نرحل... ستبقى فلسطين للفلسطينيين". أقيم المهرجان في قاعة الرئيس محمود عباس داخل مخيم الجليل، بحضور قيادات سياسية فلسطينية ولبنانية. تقدّم الحضور د. رياض أبو العينين، عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان، ومسؤول دائرة الشباب في سفارة دولة فلسطين مصطفى حمادة، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في البقاع المهندس فراس الحاج، وعضو لجنة المتابعة المركزية في اللجان الشعبية الأستاذ أسامة عطواني، وأمين سر اللجان الشعبية في البقاع خالد عثمان، إلى جانب ممثلين عن الفصائل والأحزاب اللبنانية والمكاتب الحركية وحشد كبير من أبناء المخيم وفي كلمته باسم اللجان الشعبية، قال الأستاذ أسامة عطواني: "77 سنة من التشريد واللجوء والمجازر، ولم يسقط حقنا في العودة، ولن يسقط. النكبة ليست ذكرى، بل واقع نعيشه كل يوم، خاصة في ظل ما يجري في غزة. ونرفض كل محاولات طمس هويتنا، بما فيها الهجمة على الأونروا، التي تبقى الشاهد الأممي على نكبتنا. نطالب بدعمها ورفض محاولات إنهاء دورها". كما شدّد عطواني على رفض التوطين، مطالباً الدولة اللبنانية بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية، بما فيها الحق في التملك والعمل، من دون المسّ بحق العودة من جهته، أكّد د. رياض أبو العينين في كلمته باسم منظمة التحرير الفلسطينية أن "النكبة لم تنتهِ بعد، وما زال شعبنا ينزف تحت الاحتلال. ولكن كما صمدنا طيلة 77 عامًا، سنواصل النضال حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين". ونوّه أبو العينين إلى أهمية دور المخيمات في الحفاظ على الهوية الوطنية، مؤكّدًا أن زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة إلى لبنان في 21 أيار الجاري "تحمل رسالة واضحة بأن اللاجئين هم أولوية سياسية ووطنية لدى القيادة الفلسطينية" وختم بالتشديد على أن حركة "فتح" ستبقى الحريصة على وحدة الصف الفلسطيني، وأن "بوحدتنا الوطنية نحمي قضيتنا ونواجه المؤامرات، ونبقي فلسطين البوصلة والقدس الهدف". جميع هذه الفعاليات، من اللقاءات الحوارية مع كبار السن، إلى الأنشطة التربوية مع الأطفال، مروراً بالوقفات الشعبية والسياسية، جاءت لتؤكد وحدة الفلسطينيين في الوطن والشتات، وارتباطهم الوثيق بحقهم التاريخي في العودة، ورفضهم لكل مشاريع التصفية. في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، يصرّ الفلسطينيون في مخيمات لبنان على أن الجرح المفتوح منذ عام 1948 لا يندمل إلا بالعودة، وأن غزة ليست وحدها في هذه المعركة، فصوت المخيمات، رغم التهجير والفقر، لا يزال يهتف: ما نسينا، ولن ننسى. بوابة اللاجئين الفلسطينيين

مئات الطلاب الفلسطينيين السوريين مهددون بالحرمان من التعليم في لبنان بسبب الإقامات
مئات الطلاب الفلسطينيين السوريين مهددون بالحرمان من التعليم في لبنان بسبب الإقامات

بوابة اللاجئين

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة اللاجئين

مئات الطلاب الفلسطينيين السوريين مهددون بالحرمان من التعليم في لبنان بسبب الإقامات

يواجه مئات الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان خطراً حقيقياً بالحرمان من التقدّم للامتحانات الرسمية أو الحصول على شهاداتهم الجامعية، بسبب غياب الإقامات القانونية على الأراضي اللبنانية، وعدم توفّر الأطر الإدارية والسياسية التي تسعى لتسوية أوضاعهم. ومع غياب أي مبادرات ملموسة من الجهات المعنية، يبقى مصير هؤلاء الطلبة وأحلامهم الأكاديمية معلّقاً بقرار من الأمن العام اللبناني بشأن تجديد الإقامات، ما يدخل العائلات في دوامة من القلق والتشتت على مصير أبنائها. في مخيم برج البراجنة، تحوّل هذا الواقع إلى مصدر ضغط نفسي واقتصادي شديد، كما عبّرت عنه الطالبة ماريا بدوي، التي تدرس التمريض في المعهد الدولي في بيروت. وقالت ماريا في حديث خاص لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "تلقيت رسالة نصية من مديرة المعهد تبلغني أنني لن أتمكن من التقدّم للامتحانات الرسمية؛ بسبب عدم امتلاكي إقامة سارية، كان الخبر كالصاعقة، وأثّر سلباً على حياتي، لأن حلمي بالحصول على شهادة التمريض يتبخّر أمام عيني." الطالبة ماريا بدوي، تحرم من التقدم للامتحانات الرسمية بسبب غياب الإقامة وأوضحت بدوي أن المعهد سمح للطلاب السوريين بدخول الامتحانات بفضل "ورقة الأمم المتحدة"، بينما تم منع اللاجئين الفلسطينيين السوريين، رغم شرائهم أوراق الترشيح ودفعهم الرسوم المطلوبة. وأضافت: "أطالب أن يعاملونا كأناس لنا حقوق، أولها حق التعليم، وهو حق مقدّس لا يساوم عليه. نريد دخول الامتحانات والسماح لنا بذلك عبر الأونروا، فليس من المنطق أن تتحكم ورقة صغيرة بمستقبل جيل كامل." أرقام صادمة... "265 طالباً مهددون بالحرمان" أحمد سخنيني، عضو لجنة الثقافة والتعليم في مخيم برج البراجنة، كشف في مقابلة مع "بوابة اللاجئين" عن معطيات ميدانية صادمة، بعد جولات قامت بها اللجنة على مدارس الأونروا في بيروت. ووفقاً لسخنيني، فإن ما نسبته 90% من الطلاب الفلسطينيين السوريين غير مبرّرين قانونياً في المناطق التربوية اللبنانية، ما يجعلهم عاجزين عن استكمال تعليمهم أو التقدّم للامتحانات الرسمية. وفي التفاصيل أكد أن 62 طالباً في مدرسة البيرة غير مبررين. 69 طالباً في مدرسة القدس، 72 طالباً في مدرسة جالوت، إضافة إلى 26 طالباً في مدرسة الجليل. وبالتالي، فإنّ 265 طالباً يواجهون خطر الإقصاء من العملية التعليمية. جدول بعدد الطلاب بلا إقامة قانونية والمهددين بالحرمان من التعليم في لبنان وأضاف سخنيني: "نحن أمام مجزرة تعليمية تحصل بكل دم بارد. هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل 265 حلماً وأملاً علينا إنقاذهم. وهناك 30 طالباً مرشحاً للشهادات الرسمية مهددين بعدم الانتقال إلى المستوى التعليمي الأعلى." وأوضح أن "الطالب غير المبرر" هو من لا يُعترف بدوامه رسمياً، ولا يحصل على إفادة مدرسية مصدقة من وزارة التربية، كما لا يمكنه التقدّم للشهادات الجامعية. التعليم ما بعد "أونروا" في مهب الريح ونوّه سخنيني إلى أن الأزمة لا تتوقف عند المدارس، بل تتفاقم في المعاهد والجامعات، حيث لا يوجد رصد رسمي لحجم الكارثة، لكن اللجنة استطاعت توثيق حالتين مؤلمتين هما الطالبتان ماريا بدوي ورغد صالح، اللتان دفعتا رسوم التسجيل، واستوفتا شروط التقدّم للامتحانات، ليتم منعهما في اللحظات الأخيرة بسبب غياب الإقامات. وأوضح أن هذا يشكّل عبئاً إضافياً على عائلات مهجّرة أساساً من سوريا، تعاني من أوضاع اقتصادية مزرية، محذّراً من أن التعليم هو آخر ما تبقّى لهذه العائلات، وإن فقد، فسيكون الضياع مصير الأجيال. وفي مواجهة هذا الواقع، بادرت لجنة الثقافة والتعليم في مخيم برج البراجنة إلى تنظيم اعتصام احتجاجي دفاعاً عن حق الطلاب في التعليم دون تمييز، بعد التأكد من أن المئات مهددون بالحرمان نتيجة عدم تسوية أوضاعهم القانونية. وفي هذا السياق، قال سخنيني: "هذه صرخة من قلب المخيمات بوجه الأونروا والمرجعيات الرسمية الفلسطينية. لا مجال للتراخي أو المماطلة. علمنا أن مديرة الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس، التقت مؤخراً بوزيرة التربية اللبنانية، لكن دون نتائج تذكر." وطالبت اللجنة إدارة "أونروا" بالتحرّك الفوري، استناداً إلى مبدأ المساواة وعدم التمييز المنصوص عليه في المادة 7 من الدستور اللبناني، والمادة 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 26 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، للضغط من أجل معاملة الطلاب الفلسطينيين السوريين أسوة باللاجئين السوريين. المطلب القانوني: مساواة "بطاقة أونروا" بـ"ورقة الأمم المتحدة" واستندت اللجنة إلى القرار رقم 2 الصادر عن مجلس الوزراء اللبناني بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2024، والذي نصّ على اعتماد "ورقة الأمم المتحدة" كوثيقة رسمية للطلاب السوريين، وطالبت بتطبيق مبدأ القياس القانوني واعتماد بطاقة وكالة "أونروا" بذات الطريقة، لتبرير دوام الطلاب في المدارس الرسمية. وأشار سخنيني إلى أن الأمن العام اللبناني لم يقم بتجديد إقامات اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا منذ أكثر من عام، ما أدى إلى تراكم المشكلة، وخلق أزمة قانونية وتعليمية خانقة، تهدد مستقبل المئات من الطلبة. وختم أن الطلاب الفلسطينيين السوريين لا يطالبون بامتيازات، بل بحق بسيط وأساسي هو التعليم. وبين مماطلة الإدارات وتجاهل الجهات المسؤولة، بات مصير المئات منهم معلّقاً على "شقفة ورقة"، كما وصفتها الطالبة ماريا، فيما يستمر العد التنازلي لضياع عام دراسي كامل قد لا يعوض. موضوع ذو صلة: غياب الإقامة القانونية يضيع مستقبل الطلاب الفلسطينيين السوريين في لبنان بوابة اللاجئين الفلسطينيين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store