
نصائح للحجاج قد تساعد في الحفاظ على صحتهم أثناء أداء مناسك الحج #عاجل
في كل عام، يخرج ما يقرب من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم في رحلة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، لأداء فريضة الحج واستكمال أحد أركان الإسلام الخمسة.
وتبدأ هذه الرحلة الروحانية في شهر ذي الحجة، الشهر الأخير من العام الهجري، ويتوافق موسم الحج هذا العام مع الفترة ما بين 4 إلى 9 يونيو/ حزيران من التقويم الميلادي، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مليون مسلم.
لكن الرحلة لا تقتصر على شعائر روحانية فقط، فقد تتطلب قوة بدنية للقيام بها. فبين حرارة الصحراء، والحشود الكبيرة، والوقت الطويل الذي يقضيه الحجاج في أداء الشعائر، يحتاج الجسم إلى بذل أقصى جهد لديه.
وأشارت بيانات رسمية سعودية إلى أن موسم الحج الماضي شهد وفاة 1300 شخص، معظمهم قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام وسط ارتفاعٍ حادٍ في درجات الحرارة. وقدرت إحصائيات عدد الحجاج العام الماضي بحوالي 1.8 مليون حاج.
وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد الحاج أثناء أداء هذه الفريضة الدينية.
على كل من يسافر لأداء الحج أن يستعد جيداً حتى قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية.
ويوصي خبراء الصحة بإجراء فحص كامل للجسم، خاصة للحجاج المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو الربو أو السرطان أو أمراض القلب.
ويجب التأكد من تلقي جميع اللقاحات الإلزامية التي تفرضها الحكومة السعودية، بما في ذلك لقاح الاتهاب السحائي، ولقاح كوفيد19 قبل عشرة أيام على الأقل من موعد الحج.
كما يجب على المسافرين من البلدان التي تعاني من شلل الأطفال والحمى الصفراء التأكد أيضاً من تلقي جرعات منشطة من اللقاحات المضادة لتلك الأمراض.
استعدادات ما قبل السفر
نظراً للعدد الكبير من الحجاج، تتحمل المنشآت الطبية في السعودية أعباءً تفوق قدراتها التشغيلية، لذا يجب على الحاج الاعتماد على نفسه قدر الإمكان.
وإذا كان الحاج يتناول أدوية تحت إشراف الطبيب، يجب عليه التأكد من أن تكون متوفرة طوال مدة الرحلة. وينصح الخبراء بحمل حقيبة طبية واحدة تحتوي على مسكنات الألم، وأدوية الإسهال، ومستلزمات الإسعافات الأولية للإصابات الطفيفة، ومعقمات اليدين، وأقنعة الوجه.
كما يُنصح بممارسة تمارين رياضية، خاصة بالنسبة لمن لم يعتادوا على المشي لمسافات طويلة في درجات حرارة مرتفعة.
ويتضمن الحج سلسلة من المناسك موزعة على مواقع مختلفة حول مكة المكرمة. وفي المتوسط، يقطع الحاج مسافة تتراوح بين خمسة وثلاثة عشر كيلومتراً يومياً بين هذه المشاعر المقدسة.
وتصل درجات الحرارة في السعودية إلى 51 درجة مئوية. وفي طبيعة الحال، لا يتحمل جسم الإنسان الوقوف أمام فرن بدرجة حرارة مرتفعة.
إذ يبدأ الجسم في بذل مجهود شاق حتى يبرد نفسه مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدٍ كبيرٍ، مما قد يؤدي إلى تشنجات حرارية، وإرهاق، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بضربة شمس.
وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة السعودية بتجنب التعرض للحرارة والحفاظ على رطوبة الجسم، إلا أن العديد من الحجاج يصابون بالإجهاد الحراري وضربات الشمس.
وقالت الحكومة السعودية هذا العام إنها ستوسع قدرات العاملين في مجال الصحة علاوة على إنشاء 400 مبرد مياه بالإضافة إلى زيادة عدد أجهزة رش المياه لمساعدة الحجاج على تحمل مع درجات الحرارة المرتفعة.
وقال وكيل وزارة الصحة السعودية لشؤون السكان عبدالله عسيري لوكالة أنباء فرانس برس 'هذا العام، لم نركز على الظروف المرتبطة بالحرارة، لأن الحج يتزامن مع حرارة شديدة. مؤشر الحرارة هذا العام بلغ أعلى مستوياته'.
ويُنصح أيضاً بترطيب الجسم باستمرار عن طريق شرب الماء حتى دون الشعور بالعطش، وإن أمكن، حمل زجاجات معزولة أو نحاسية للحفاظ على برودة الماء.
كما يُنصح بتنظيم الأنشطة على مدار اليوم لتفادي الخروج في ساعات الذروة، والتي عادةً ما تكون بين الحادية عشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبحث باستمرار عن الظل أو الأماكن جيدة التهوية.
ويُنصح باستخدام واقي من أشعة الشمس (SPF) بمعامل حماية 30 درجة أو أكثر مع إعادة وضعه على البشرة كل ساعتين لتجنب حروق الشمس. كما تُساعد الملابس فاتحة اللون والمسامية على تبريد الجسم لأنها تعكس أشعة الشمس. ويُنصح أيضاً بارتداء أحذية جيدة التهوية مع دعم جيد لأخمص القدم.
وتعتبر المظلات فاتحة اللون أو العاكسة للأشعة من الأشياء التي تساعد على إبعاد الحرارة الشديدة عن الجسم.
ولا ينبغي تجاهل أي علامات للتعب أو الدوار أو الغثيان، لأنها قد تكون مؤشراً على حالات خطيرة.
سلامة الحشود
وكلما زاد عدد الحجاج، زاد خطر الإصابة بالعدوى، إذ أن إهمال النظافة قد يحول السعال البسيط إلى عدوى متفشية.
وللحد من انتشار الأمراض، يُنصح الحجاج بغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين.
ويُنصح أيضاً بارتداء الكمامات لتجنب انتشار أي عدوى تنفسية. كما أن العديد من الأماكن المغلقة مُكيّفة، لذا من السهل ارتداء الكمامة في الأماكن الباردة.
وينبغي أيضاً متابعة أي إعلانات من السلطات السعودية باستمرار. وقال مسؤولون سعوديون إنهم سوف يستحدثون نُطُم جديدة لتقديم تنبيهات صحية وتنبيهات بأحوال الطقس عند تعرض البلاد لدرجات حرارة شديدة أو عند الازدحام.
وينبغي أن يحمل الحجاج باستمرار بطاقات للتاريخ المرضي تحتوي على بيانات الاتصال في حالات الطوارئ. كما ينبغي أن يعرفوا أماكن المرافق الطبية القريبة منهم.
الحج رحلة فُرضت على المسلمين مرةً واحدةً في العمر، وعلى الرغم من أن الجميع يسعى لأدائها، لكن الخبراء ينصحون بالاستماع إلى الجسم وإعطاء الأولوية للصحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المركزية
منذ يوم واحد
- المركزية
اللبنانية: تعيين الدكتورة نجاز علولو مديرة لكلية الصحة (5)
المركزية - عيّن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران الدكتورة نجاز جليل علولو مديرة لكلية الصحة العامة – الفرع الخامس، وذلك اعتبارًا من 21 أيار 2025. وافد بيان للجامعة بان علولو حائزة دكتوراه في الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الخلوي والجزيئي من جامعة باريس، وهي عضو في الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، وفي رصيدها مجموعة من الأبحاث المنشورة في مجلات عالمية مُحكمة تتعلق بعلوم السرطان وهندسة الأنسجة الحيوية وأمراض القلب.


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
نصائح للحجاج قد تساعد في الحفاظ على صحتهم أثناء أداء مناسك الحج #عاجل
في كل عام، يخرج ما يقرب من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم في رحلة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، لأداء فريضة الحج واستكمال أحد أركان الإسلام الخمسة. وتبدأ هذه الرحلة الروحانية في شهر ذي الحجة، الشهر الأخير من العام الهجري، ويتوافق موسم الحج هذا العام مع الفترة ما بين 4 إلى 9 يونيو/ حزيران من التقويم الميلادي، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مليون مسلم. لكن الرحلة لا تقتصر على شعائر روحانية فقط، فقد تتطلب قوة بدنية للقيام بها. فبين حرارة الصحراء، والحشود الكبيرة، والوقت الطويل الذي يقضيه الحجاج في أداء الشعائر، يحتاج الجسم إلى بذل أقصى جهد لديه. وأشارت بيانات رسمية سعودية إلى أن موسم الحج الماضي شهد وفاة 1300 شخص، معظمهم قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام وسط ارتفاعٍ حادٍ في درجات الحرارة. وقدرت إحصائيات عدد الحجاج العام الماضي بحوالي 1.8 مليون حاج. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد الحاج أثناء أداء هذه الفريضة الدينية. على كل من يسافر لأداء الحج أن يستعد جيداً حتى قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية. ويوصي خبراء الصحة بإجراء فحص كامل للجسم، خاصة للحجاج المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو الربو أو السرطان أو أمراض القلب. ويجب التأكد من تلقي جميع اللقاحات الإلزامية التي تفرضها الحكومة السعودية، بما في ذلك لقاح الاتهاب السحائي، ولقاح كوفيد19 قبل عشرة أيام على الأقل من موعد الحج. كما يجب على المسافرين من البلدان التي تعاني من شلل الأطفال والحمى الصفراء التأكد أيضاً من تلقي جرعات منشطة من اللقاحات المضادة لتلك الأمراض. استعدادات ما قبل السفر نظراً للعدد الكبير من الحجاج، تتحمل المنشآت الطبية في السعودية أعباءً تفوق قدراتها التشغيلية، لذا يجب على الحاج الاعتماد على نفسه قدر الإمكان. وإذا كان الحاج يتناول أدوية تحت إشراف الطبيب، يجب عليه التأكد من أن تكون متوفرة طوال مدة الرحلة. وينصح الخبراء بحمل حقيبة طبية واحدة تحتوي على مسكنات الألم، وأدوية الإسهال، ومستلزمات الإسعافات الأولية للإصابات الطفيفة، ومعقمات اليدين، وأقنعة الوجه. كما يُنصح بممارسة تمارين رياضية، خاصة بالنسبة لمن لم يعتادوا على المشي لمسافات طويلة في درجات حرارة مرتفعة. ويتضمن الحج سلسلة من المناسك موزعة على مواقع مختلفة حول مكة المكرمة. وفي المتوسط، يقطع الحاج مسافة تتراوح بين خمسة وثلاثة عشر كيلومتراً يومياً بين هذه المشاعر المقدسة. وتصل درجات الحرارة في السعودية إلى 51 درجة مئوية. وفي طبيعة الحال، لا يتحمل جسم الإنسان الوقوف أمام فرن بدرجة حرارة مرتفعة. إذ يبدأ الجسم في بذل مجهود شاق حتى يبرد نفسه مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدٍ كبيرٍ، مما قد يؤدي إلى تشنجات حرارية، وإرهاق، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بضربة شمس. وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة السعودية بتجنب التعرض للحرارة والحفاظ على رطوبة الجسم، إلا أن العديد من الحجاج يصابون بالإجهاد الحراري وضربات الشمس. وقالت الحكومة السعودية هذا العام إنها ستوسع قدرات العاملين في مجال الصحة علاوة على إنشاء 400 مبرد مياه بالإضافة إلى زيادة عدد أجهزة رش المياه لمساعدة الحجاج على تحمل مع درجات الحرارة المرتفعة. وقال وكيل وزارة الصحة السعودية لشؤون السكان عبدالله عسيري لوكالة أنباء فرانس برس 'هذا العام، لم نركز على الظروف المرتبطة بالحرارة، لأن الحج يتزامن مع حرارة شديدة. مؤشر الحرارة هذا العام بلغ أعلى مستوياته'. ويُنصح أيضاً بترطيب الجسم باستمرار عن طريق شرب الماء حتى دون الشعور بالعطش، وإن أمكن، حمل زجاجات معزولة أو نحاسية للحفاظ على برودة الماء. كما يُنصح بتنظيم الأنشطة على مدار اليوم لتفادي الخروج في ساعات الذروة، والتي عادةً ما تكون بين الحادية عشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبحث باستمرار عن الظل أو الأماكن جيدة التهوية. ويُنصح باستخدام واقي من أشعة الشمس (SPF) بمعامل حماية 30 درجة أو أكثر مع إعادة وضعه على البشرة كل ساعتين لتجنب حروق الشمس. كما تُساعد الملابس فاتحة اللون والمسامية على تبريد الجسم لأنها تعكس أشعة الشمس. ويُنصح أيضاً بارتداء أحذية جيدة التهوية مع دعم جيد لأخمص القدم. وتعتبر المظلات فاتحة اللون أو العاكسة للأشعة من الأشياء التي تساعد على إبعاد الحرارة الشديدة عن الجسم. ولا ينبغي تجاهل أي علامات للتعب أو الدوار أو الغثيان، لأنها قد تكون مؤشراً على حالات خطيرة. سلامة الحشود وكلما زاد عدد الحجاج، زاد خطر الإصابة بالعدوى، إذ أن إهمال النظافة قد يحول السعال البسيط إلى عدوى متفشية. وللحد من انتشار الأمراض، يُنصح الحجاج بغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين. ويُنصح أيضاً بارتداء الكمامات لتجنب انتشار أي عدوى تنفسية. كما أن العديد من الأماكن المغلقة مُكيّفة، لذا من السهل ارتداء الكمامة في الأماكن الباردة. وينبغي أيضاً متابعة أي إعلانات من السلطات السعودية باستمرار. وقال مسؤولون سعوديون إنهم سوف يستحدثون نُطُم جديدة لتقديم تنبيهات صحية وتنبيهات بأحوال الطقس عند تعرض البلاد لدرجات حرارة شديدة أو عند الازدحام. وينبغي أن يحمل الحجاج باستمرار بطاقات للتاريخ المرضي تحتوي على بيانات الاتصال في حالات الطوارئ. كما ينبغي أن يعرفوا أماكن المرافق الطبية القريبة منهم. الحج رحلة فُرضت على المسلمين مرةً واحدةً في العمر، وعلى الرغم من أن الجميع يسعى لأدائها، لكن الخبراء ينصحون بالاستماع إلى الجسم وإعطاء الأولوية للصحة.


شبكة النبأ
منذ 2 أيام
- شبكة النبأ
البيئة تحتفل وحدها: أين ذهب البشر؟!
يُحتفل باليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو كل عام، كمناسبة عالمية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وتحفيز العمل الجماعي لحماية كوكبنا. وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة، يأتي التلوث البلاستيكي كواحد من أخطر الأزمات التي تهدد النظم البيئية وصحة الإنسان... يُحتفل باليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو كل عام، كمناسبة عالمية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وتحفيز العمل الجماعي لحماية كوكبنا. وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة، يأتي التلوث البلاستيكي كواحد من أخطر الأزمات التي تهدد النظم البيئية وصحة الإنسان. فالبلاستيك، الذي يُصنع أساسًا من مشتقات الوقود الأحفوري، يساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، فضلًا عن تلويثه للمحيطات والتربة ومصادر المياه. تشير الدراسات إلى أن العالم ينتج أكثر من 440 مليون طن من البلاستيك سنويًا، ينتهي المطاف بنسبة كبيرة منها في الطبيعة، حيث يستغرق تحللها مئات السنين. كما كشفت الأبحاث عن وجود جزيئات البلاستيك الدقيق (الميكروبلاستيك) في دم الإنسان، والمشيمة، وحتى في الخضار والفواكه التي نتناولها يوميًا، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان واضطرابات الهرمونات. في هذا السياق، أصبح خفض إنتاج البلاستيك وإيجاد بدائل مستدامة أولوية عالمية، خاصة مع توقعات بتضاعف كميات النفايات البلاستيكية ثلاث مرات بحلول عام 2040 إذا استمرت المعدلات الحالية. وتبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة، مثل تطوير بوليميرات قابلة للتدوير بشكل كامل، أو استخدام كائنات حية مثل ديدان الوجبة التي يمكنها تفكيك البلاستيك، أو ابتكار مرشحات طبيعية لإزالة الجسيمات البلاستيكية من المياه. اليوم العالمي للبيئة ليس مجرد يوم للتوعية، بل هو دعوة عاجلة للتحول من الاقتصاد الخطي القائم على الاستهلاك والإهدار إلى نموذج دائري يحترم موارد الأرض. فالحلول الفردية، مثل تجنب الأكياس البلاستيكية والأدوات ذات الاستخدام الواحد، مهمة، لكنها لا تكفي وحدها. يتطلب الأمر تغييرًا جذريًا في السياسات الصناعية، ودعم الابتكارات الخضراء، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الأزمة قبل فوات الأوان. فهل نستطيع، بحلول اليوم العالمي للبيئة في العام المقبل، أن نُظهر تقدمًا ملموسًا في معركتنا ضد التلوث البلاستيكي؟ الإجابة تعتمد على ما نفعله اليوم. يُصنَع البلاستيك من مواد مشتقة من الوقود الأحفوري، ويُساهم احتراقه في إطلاق غازات دفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، وهما يُعتبران السبب الرئيسي في ارتفاع حرارة الأرض. أما أدوات المائدة البلاستيكية، فتُصنع غالبًا من مادة تُدعى "البوليسترين"، وهي نوع من البلاستيك القاسي الذي يتم إنتاجه من مخلفات البترول. أوضحت فاليانت، وهي مديرة الاتصالات في مشروع Beyond Plastics الوطني الهادف إلى إنهاء التلوث البلاستيكي ويأخذ من كلية بينينغتون بولاية فيرمونت الأمريكية مقرًا له أن "البلاستيك يساهم بتغيّر المناخ في كلٍّ من مراحل دورة حياته". وأضافت أنّ "إنتاج البلاستيك يساهم في ارتفاع حرارة الكوكب بمعدل يزيد أربع مرات عن السفر الجوي". لا تقتصر المشكلة على أثره المناخي فقط، بل يمتد أثر البلاستيك ليشمل تلوّث الهواء والماء الناتج عن عمليات الحفر والتكسير الهيدروليكي، وصولًا إلى الانبعاثات السامة من مصانع إنتاج البلاستيك. أشارت فاليانت أيضًا إلى أن دورة حياة البلاستيك ترتبط بما يُعرف بالظلم البيئي، إذ غالبًا ما تُصنع المنتجات البلاستيكية وتُتلف في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، أو في المجتمعات من ذوي البشرة الملوّنة. وقد أدّت هذه الملوثات إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في تلك المناطق. من جهة أخرى، لفتت الدكتورة جيليان غولدفار، وهي أستاذة الهندسة الكيميائية والجزيئية الحيوية في جامعة كورنيل بنيويورك، إلى أن "المصافي تحتاج عادةً إلى حوالي 1.5 برميلًا من المياه لكل برميل نفط تتم معالجته". أثر أدوات المائدة القابلة لإعادة الاستخدام تُقدّر بعض التقارير أنّ بين 36 و40 مليار قطعة من أدوات المائدة البلاستيكية تُستخدم سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، أي أكثر من 100 مليون قطعة يوميًا. رغم الاعتقاد الشائع بأنّ إعادة تدوير هذه الأدوات قد يُخفّف من أضرارها، إلا أن الواقع مختلف تمامًا. وبحسب تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن 9% فقط من إجمالي البلاستيك الذي تم إنتاجه عالميًا حتى عام 2018، أي نحو 9 مليارات طن متري، قد تمت إعادة تدويره. هذا يعني أن الغالبية العظمى من البلاستيك تنتهي في مكبّات النفايات أو في الطبيعة، حيث تبقى لقرون من دون أن تتحلّل. وعلّقت غولدفار أنّ "البلاستيك المصمّم ليدوم طويلاً يعني أنّ الشوكة التي استخدمتها في غداء اليوم قد تظل في مكبّ النفايات لمدة تصل إلى 500 عام"، موضحة أنّ أدوات المائدة البلاستيكية عندما تُلقى في مكبّات النفايات، تتعرّض لعوامل ميكانيكية مثل الاحتكاك والضغط بين أطنان القمامة، إلى جانب عوامل بيولوجية وكيميائية مثل البكتيريا والمواد الكيميائية المسبّبة للتآكل. رغم أنّ هذه العوامل لا تُسرّع من تحلّل البلاستيك بشكل فعّال، لكنّها تُسهم في إطلاق المزيد من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (الميكروبلاستيك)، التي قد تتسرب في المياه الملوثة وتصل إلى مصادر المياه الجوفية. أما ما لا يُعاد تدويره أو يُرمى، فغالبًا ما يُحرق أو يُلقى في الطبيعة، حيث أشارت غولدفار إلى أنّ حرق الأدوات البلاستيكية يُطلق ثاني أكسيد الكربون، وقد يُنتج موادًا ملوّثة أخرى مثل الجسيمات الدقيقة، وأول أكسيد الكربون، خصوصًا إذا لم تكن محارق النفايات تعمل بكفاءة كاملة. أظهرت تقارير وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) أنّ الانبعاثات الناتجة عن الحرق تبقى أدنى من تلك الناتجة عن المكبّات. وتقوم الوكالة برصد هذه الانبعاثات وتحديد معايير للملوثات المسموح بها. أما في ما يتعلق بالحلول، أكدت فاليانت أنّ الأثر الأكبر على البيئة لا يأتي من استخدام الأفراد للبلاستيك، بل من عملية إنتاجه نفسها، مضيفة أنّ "هذا سبب آخر يؤكّد أن حلول إدارة النفايات وحدها لن تكون كافية لمواجهة هذه الأزمة. نحتاج إلى إيقاف التلوث من المصدر، أي تقليل إنتاج واستخدام البلاستيك منذ البداية". رغم أنه عُثر على جسيمات بلاستيكية دقيقة في الرئة البشرية، وأنسجة مشيمة الأم والجنين، وحليب الثدي البشري، ودم الإنسان، إلا أنه حتى وقت قريب، أُجري عدد قليل جدًا من الأبحاث حول كيفية تأثير هذه البوليمرات على أعضاء الجسم ووظائفه. وجدت دراسة أجريت في مارس/ آذار 2024، أنّ الأشخاص الذين لديهم جسيمات بلاستيكية دقيقة أو جسيمات بلاستيكية نانوية في شرايين الرقبة، كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الموت لأي سبب، في السنوات الثلاث التالية، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم أي سبب. يقول الخبراء إن المواد البلاستيكية النانوية تُعتبر أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إثارة للقلق على صحة الإنسان. وقد تغزو الجزيئات الصغيرة الخلايا والأنسجة الفردية في الأعضاء الرئيسية، ما قد يؤدي إلى خلل العمليات الخلوية وترسب مواد كيميائية تُخلّ بالغدد الصماء مثل البيسفينول، والفثالات، ومثبطات اللهب، والمواد متعددة الفلور أو PFAS، والمعادن الثقيلة. وقالت شيري ماسون مديرة الاستدامة في جامعة "بن ستايت بيرند" في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، بلقاء سابق مع CNN، إن "كل هذه المواد الكيميائية تستخدم لتصنيع البلاستيك، لذلك إذا شق البلاستيك طريقه إلينا، فإنه يحمل معه تلك المواد الكيميائية". وأوضحت ماسون أن "هذه المواد الكيميائية يمكن أن تنتقل إلى الكبد، والكلية، والدماغ، بل وتشقّ طريقها عبر حدود المشيمة، وصولًا إلى الجنين لدى المرأة الحامل". ولفت متحدث باسم الرابطة الدولية للمياه المعبأة، وهي رابطة صناعية، في لقاء مع CNN إلى أنّه "لا يوجد حاليًا إجماع علمي حول الآثار الصحية المحتملة للجسيمات النانوية والبلاستيكية الدقيقة. لذلك، فإن التقارير الإعلامية المبنية على الافتراضات والتخمينات لا تفعل شيئًا أكثر من إثارة الخوف لدى الجمهور من دون داعٍ". وجدت دراسة نُشرت في مجلة العلوم البيئية، ما بين 52050 و233000 جزيء بلاستيكي حجمه يقل من 10 ميكرومترات في مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضار. وكان التفاح والجزر من بين أكثر الفاكهة والخضار تلوثًا، ويحتوي تباعًا، كل غرام على أكثر من 100 ألف قطعة من البلاستيك الدقيق. وعُثر على أصغر الجزيئات في الجزر، بينما تم العثور على أكبر قطع من البلاستيك في الخس، وهو أيضًا من أنواع الخضار الأقل تلوثًا. وقالت المتحدثة باسم دول الحد الجنوبي من العالم "آنا روشا": إنّ هناك استعدادا كاملا لمعالجة البوليمرات البلاستيكية الأولية بموجب المعاهدة. ووفقًا للمنظمات البيئية، تعد هذه النقطة هامة للغاية، إذ يرى "غراهام فوربس" من منظمة السلام الأخضر لوكالة فرانس برس، أنه لا يمكن إنهاء التلوث البلاستيكي إذا لم تتضاءل كميّة إنتاج البلاستيك. وجدير بالذكر أن إنتاج البلاستيك السنوي تضاعف خلال 20 عاما ليصل إلى 460 مليون طن في السنة، ويرى مراقبون أنّ هذا الرقم سيتضاعف 3 مرّات في غضون العقود الـ4 القادمة إذا استمرّ على الوتيرة نفسها. ويقول فوربس إن معيار نجاح هذه المعاهدة يتوقف على مدى مقدرتها على علاج وخفض إنتاج البلاستيك، وأيّ عوامل أخرى لن تكون فعّالة البتة. وبحسب الوفد الفرنسي، كان من المتوقع أن يلتزم وزراء البيئة لمجموعة الدول الصناعية السبع بخفض عمليات إنتاج البلاستيك بعد لقائهم في إيطاليا مؤخرا، مشيرين إلى أن مستوى التلوث البلاستيكي الحالي بات مقلقا. واقترحت كل من رواندا وبيرو خفض إنتاج البلاستيك بنسبة 40% خلال السنوات الـ15 المقبلة، بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ المنعقدة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، إذ يُعد إنتاج البلاستيك أحد أهم العوامل المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بسبب الوقود الأحفوري المستخدم في أثناء عمليات التصنيع. وأشار أمين المجلس الدولي للجمعيات الكيميائية "كريس غان"، إلى أنّهم ملتزمون بأي اتفاقية تحد من مخاطر النفايات البلاستيكية، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على المزايا التي يوفرها البلاستيك من أجل عالم أكثر صحة واستدامة، وهو ما يعني أهمية اتباع نهج متوازن يعالج المشكلة ويحافظ على تطبيقات المواد البلاستيكية المفيدة في مختلف القطاعات. ومن جهتها وصفت مستشارة التخلص من النفايات والمواد البلاستيكية للتحالف العالمي لبدائل المحروقات من أميركا اللاتينية "أليخاندرا بارا"، خيار إعادة التدوير بأنه يُعد "زائفا". وقالت إنّ الكثير من البلاستيك لا يمكن إعادة تدويره، كما أن عملية صهر المواد البلاستيكية إلى أشكال جديدة لها أيضا أضرار كبيرة لأنها تطلق السموم وانبعاثات الكربون، فضلًا عن أنّ جمع وفرز المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير مكلف نسبيا. تكمن المشكلة الأساسية للبلاستيك في أنه يستغرق وقتاً طويلاً كي يتحلل في الطبيعة، وقد تصل مدة تحلله إلى مئات السنين، لذلك، وبالنظر إلى قلة برامج التدوير، تتراكم أطنان من النفايات البلاستيكية في المحيطات واليابسة. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية تُرمى سنويا في المحيطات، فيما يعاد تدوير نحو 9% فقط منها. كما يؤكد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 85% من القمامة البحرية هي من البلاستيك، ويحذر التقرير من أنه بحلول عام 2040 ستتضاعف كمية النفايات البلاستيكية التي تتدفق إلى المحيط ثلاث مرات تقريبا، وأن 23 إلى 37 مليون طن من النفايات البلاستيكية ستُضاف إلى المحيط كل عام. المايكروبلاستيك أو المواد البلاستيكية الدقيقة، جزيئات بلاستيكية صغيرة يقل قطرها عن 5 مليمترات، وهو ما يعادل حجم حبة السمسم تقريباً. ويوجد المايكروبلاستيك في الطبيعة نتيجة تفكك وتكسر القطع البلاستيكية الأكبر حجماً مثل زجاجات المياه، أو العلب البلاستيكية أو إطارات السيارات، ويحدث هذا إما عن طريق التحلل الكيميائي، أو التآكل إلى قطع أصغر بسبب التعرض للعوامل البيئية، وخاصة أشعة الشمس وأمواج المحيط، والإجهاد الميكانيكي. كما يدخل المايكروبلاستيك في بعض الصناعات مثل مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان، ويمكن أن ينتج من الألياف الدقيقة المتساقطة من الملابس والمنسوجات الأخرى مثل شباك الصيد. ويقدر العلماء وجود ما لا يقل عن 170 تريليون جزيء بلاستيكي في المحيطات، ويبلغ وزنها الإجمالي نحو مليوني طن. مرشح طبيعي جديد يحارب التلوث البلاستيكي في المياه طور فريق من الباحثين في جامعة ووهان الصينية مرشحا جديدا قادرا على إزالة ما يصل إلى 99.9% من المواد البلاستيكية الدقيقة من المياه، باستخدام مزيج مبتكر من المواد الطبيعية. يعتمد المرشح، الذي يسمى "Ct-Cel"، على مادتين رخيصتين ومستدامتين: الكيتين (المستخرج من عظام الحبار) والسليلوز (المستخرج من القطن). واختبر الفريق هذا المرشح ضد العديد من أنواع البلاستيك المختلفة، ووجد أنه يزيل البلاستيك الدقيق بكفاءة عالية، حتى في المياه المتنوعة مثل مياه الري الزراعية ومياه البحيرات والمياه الراكدة والمياه الساحلية. وقد أظهرت الاختبارات أنه يحافظ على كفاءته بنسبة تزيد عن 95% حتى بعد إعادة استخدامه حتى 5 مرات. وأشار الباحثون إلى أنه يعمل بفعالية مع مجموعة واسعة من الشظايا البلاستيكية، بما في ذلك المواد الأكثر شيوعا مثل البوليسترين وبولي ميثيل ميثاكريلات والبولي بروبيلين وبولي إيثيلين تيريفثاليت. ويُعزى الأداء الممتاز للمرشح إلى قدرته على التفاعل مع أنواع البلاستيك المختلفة بفضل التفاعلات الجزيئية المتعددة بين المواد. وبينما أظهر فعالية في وجود ملوثات أخرى مثل البكتيريا والمذيبات، إلا أن بعض المواد الكيميائية قد تؤثر قليلا على كفاءته في امتصاص البلاستيك. كما أن دمج الكيتين والسليلوز معا يتطلب تلاعبا كيميائيا دقيقا لإعادة بناء هياكلهما الداخلية، ما يعزز قدرتهما على امتصاص البلاستيك الدقيق. ورغم أنه ما زال في مرحلة التطوير الأولية، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أنه يمكن أن يساهم في مكافحة التلوث البلاستيكي العالمي (يُقدر أن 4.6 مليار طن من النفايات البلاستيكية موجودة حاليا في البيئة). وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "قد يفتح هذا البحث آفاقا لاستخدام مواد الكتلة الحيوية في معالجة البلاستيك الدقيق في البيئات المائية بتكلفة فعالة". كشف تقرير جديد عن مدى صادم لأزمة النفايات البلاستيكية على الأرض، الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلا من الجهات المعنية لإدارة الأزمة. وحذر الخبراء من أن العالم في طريقه إلى توليد 220 مليون طن من النفايات البلاستيكية هذا العام. وقال الباحثون إن زهاء 70 مليون طن منها سينتهي بها المطاف في الطبيعة، بسبب اختلال التوازن بين أحجام البلاستيك المستهلكة والقدرة على إدارة البلاستيك في نهاية تاريخ استهلاكه. كما قدروا أن كل شخص على هذا الكوكب سيولد في المتوسط 28 كغ من النفايات البلاستيكية، وأن هناك ارتفاعا ثابتا في إجمالي النفايات البلاستيكية بنسبة 7% منذ عام 2021. ويأتي التقرير في الوقت الذي يصل فيه العالم إلى "يوم تجاوز حد البلاستيك"، حيث تتجاوز النفايات البلاستيكية للبشرية القدرة على التعامل معها. وهذا يعني أنه لن تتم إدارة النفايات البلاستيكية بشكل جيد خلال الأيام الـ 117 المتبقية في عام 2024، وفقا لمنظمة Earth Action. ووجد باحثو Earth Action أن ثلثي (66%) من سكان العالم يعيشون الآن في مناطق تتجاوز فيها النفايات البلاستيكية بالفعل القدرة على إدارتها. وقالت سارة بيرارد، الرئيسة التنفيذية المشاركة في Earth Action وشبكة البصمة البلاستيكية: "يجب أن يكون يوم تجاوز حد البلاستيك بمثابة شهادة على مسارنا الحالي وكنموذج للإجراءات الضرورية. إن النهج المعتاد لحل أزمة البلاستيك لن يؤدي إلا إلى تفاقم آثارها". وأضافت: "إن ضرورة التغيير تنبع من الحاجة إلى حماية البيئة وصحتنا". وحذرت منظمة Earth Action من أنه على الرغم من التحسن في ممارسات إدارة النفايات البلاستيكية، فإن الكمية الإجمالية منها الخاضعة للإدارة السيئة، تظل دون تغيير تقريبا بسبب زيادة الإنتاج كل عام. وقال نيكولاس روشات، مؤسس Mover Plastic Free Sportswear: "إن الحلول المزعومة مثل إعادة تدوير البلاستيك لن تؤدي إلا إلى زيادة التلوث البلاستيكي الفيزيائي والكيميائي. لقد حان الوقت للمضي قدما إلى ما هو أبعد من الإصلاحات المؤقتة، والاستثمار في البدائل المبتكرة وغير الملوثة عبر سلاسل التوريد والتي ستحمينا في المستقبل من الكارثة الوشيكة". ويأتي ذلك قبل الجولة النهائية من مفاوضات الأمم المتحدة لتطوير "معاهدة ملزمة دوليا" بشأن تلوث البلاستيك، والتي ستقام في نوفمبر في جمهورية كوريا. وستمثل معاهدة الأمم المتحدة العالمية للبلاستيك "أول جهد شامل في العالم لتنظيم البلاستيك بأهداف مثل الحد من إنتاجه، وإدخال أهداف إعادة التدوير وحظر مواد كيميائية معينة". أعلنت جامعة أوساكا اليابانية عن تطوير نوع جديد من البوليميرات التي ستستخدم في صناعة المنتجات البلاستيكية، وتسهل عملية إعادة تدويرها. وجاء في بيان صادر عن الخدمة الصحفية للجامعة:"تمكن العلماء في جامعاتنا من تطوير بوليميرات عالية المتانة تستخدم في صناعة البلاستيك، هذه البوليميرات يمكن فصل مكوناتها عن بعضها البعض باستخدام مواد محفزة خاصة، الأمر الذي يجعلها مناسبة لصناعة المنتجات البلاستيكية المتينة القابلة لإعادة التدوير لعدد غير محدود من المرات". وأشار البيان إلى أن علماء الكيمياء وخلال العقود الماضية طوروا العشرات من أنواع المواد البلاستيكية والبوليمرية التي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها من جديد، وأدى هذا الأمر إلى تقليل التلوث وتخفيف العبء على البيئة بشكل كبير، لكن أغلب هذه المواد كانت متانتها منخفضة، وتتدهور جودتها عند إعادة التدوير، لذا أجرى العلماء في الجامعة دراسات لتطوير مواد متينة وتسهل عمليات إعادة تدويرها، واكتشفوا أن هاتين المشكلتين يمكن حلهما من خلال دمج جزيئات خاصة في البوليميرات العالية المتانة، إذ يمكن كسر روابط هذه الجزيئات باستخدام مواد محفّزة خاصة تعتمد على النيكل، وبالتالي ستسهل عمليات إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية المصنوعة من هذه البوليميرات. وحول الموضوع قال الأستاذ في جامعة أوسكا، مامورو توبيسو:"لقد طورنا بوليميرات عالية المتانة يمكن تقسيم جزيئاتها بسهولة إلى وحدات مفردة في بضع خطوات بسيطة في ظل ظروف بيئية معينة، تطوير هذه المواد هو خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للصناعة الكيميائية، لأن هذه المواد تمكننا من إنتاج البلاستيك القوي للغاية والذي يمكن إعادة تدويره لعدد لا نهائي من المرات دون أن تتدهور خصائصه". ويرى العلماء اليابانيون أن الطريقة الجديدة ستقلل من تكلفة إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، واستخراج المواد الأحفورية اللازمة لإنتاج البلاستيك وإعادة تدويره، وهذا الأمر سيقلل من كميات المخلفات البلاستيكية في مكبات النفايات، وسيحافظ على الموارد البيئية. ديدان قادرة على تفتيت البلاستيك توصل باحثون أفارقة إلى اكتشاف واعد في مكافحة التلوث البلاستيكي الذي وصل إلى مستويات عالية في بعض البلدان الإفريقية، حيث اكتشفوا قدرة يرقات دودة الوجبة على أكل البوليسترين وهو من أقوى أنواع البلاستيك الذي يصعب تفكيكه ويستخدم على نطاق واسع في التعبئة والتغليف. وتم هذا الاكتشاف في كينيا بواسطة فريق من الباحثين من المركز الدولي لفسيولوجيا وبيئة الحشرات، ونشرت نتائجه في مجلة التقارير العلمية. وقال الباحثون إن ديدان الوجبة لا تهضم البوليسترين فحسب، بل تحتوي أيضًا على بكتيريا في أمعائها تساعد في تحطيم المادة، مما سيساعد مستقبلا على عزل وتحديد السلالات البكتيرية المحددة التي تشارك في تحلل البوليسترين وفحص إنزيماتها، لإعادة تدوير النفايات. وأظهرت الدراسة أن اليرقات التي تتغذى على خليط من البوليسترين ونخالة القمح نجت بشكل أكبر من غيرها واستهلكت البوليسترين بكفاءة أكبر من تلك التي تغذت على البوليسترين فقط. ويمكن أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى حلول مبتكرة لإدارة النفايات البلاستيكية باستخدام الإنزيمات والميكروبات التي تنتجها هذه الحشرات، خاصة في البلدان التي تعاني من ارتفاع استيراد المنتجات البلاستيكية، وانخفاض معدلات إعادة الاستخدام، ونقص إعادة تدوير هذه المنتجات، وعلى الرغم من أن موطن هذه اليرقات هو إفريقيا، إلا أنها موجودة في العديد من البلدان الأخرى. ستساعد على التخلص من البلاستيك الملوث قال القائمون على الدراسة إنها المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف قدرة نوع من الحشرات الأصلية في إفريقيا على تفتيت البلاستيك الملوث، والمعروف باسم البوليسترين الرغوي، هو مادة بلاستيكية تستخدم على نطاق واسع في تغليف الأطعمة والإلكترونيات والصناعات. وأوضح الباحثون، وهم فريق من العلماء من المركز الدولي لعلم وظائف الأعضاء والبيئة الحشرية بكينيا، أنهم قاموا بتجربة استمرت لأكثر من شهر، حيث تم تغذية اليرقات إما على البوليسترين وحده، أو على النخالة (طعام غني بالعناصر الغذائية) وحدها، أو على مزيج من البوليسترين والنخالة. ووجدوا أن ديدان الوجبة التي تتغذى على نظام غذائي من البوليسترين والنخالة بقيت على قيد الحياة بمعدلات أعلى من تلك التي تتغذى على البوليسترين وحده. كما وجدنا أنها تستهلك البوليسترين بكفاءة أكبر من تلك التي تتغذى على نظام غذائي من البوليسترين فقط. وأضافوا: "رغم أن النظام الغذائي الذي اشتمل على البوليسترين وحده ساعد على بقاء ديدان الوجبة، إلا أنها لم تحصل على القدر الكافي من التغذية لجعلها قادرة على تحلل البوليسترين بكفاءة. وقد عزز هذا الاكتشاف أهمية اتباع نظام غذائي متوازن حتى تتمكن الحشرات من استهلاك البلاستيك وتحلله على النحو الأمثل". أدوات جديدة للتخلص من النفايات البلاستيكية أكد الباحثون أن هذه الديدان قد تلعب دورًا في الحد من النفايات الطبيعية، وخاصة بالنسبة لأنواع البلاستيك المقاومة لطرق إعادة التدوير التقليدية، ودعوا إلى ضرورة أن تركز الدراسات المستقبلية على عزل وتحديد السلالات البكتيرية المحددة التي تشارك في تحلل البوليسترين وفحص إنزيماتها، لكشف ما إذا كان من الممكن إنتاج هذه الإنزيمات على نطاق واسع لإعادة تدوير النفايات، واختبار انواع أخرى من البلاستيك لمعرفة مدى تنوع هذه الحشرة في تطبيقات إدارة النفايات الأوسع. وأضافوا أنه بدلاً من إطلاق أعداد هائلة من هذه الحشرات في مواقع القمامة وهو أمر غير عملي، يمكننا استخدام الميكروبات والإنزيمات التي تنتجها في المصانع ومكبات النفايات ومواقع التنظيف. ويأمل الباحثون أن تكون هذه الدراسة بداية لابتكار أدوات جديدة تساعد في التخلص من النفايات البلاستيكية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، خاصة بعد أن وصلت مستويات التلوث البلاستيكي إلى مستويات عالية للغاية في بعض البلدان الإفريقية. أفادت دراسة علمية حديثة أنه لا ينبغي التعامل مع البلاستيك على أنه مجرد مشكلة نفايات، بل كمنتج يشكل تهديدا للنظم البيئية وصحة الإنسان. ووفقا للتحليل العلمي، فإن تلوث البلاستيك يغير عمليات نظام الأرض بالكامل، ويؤدي إلى تفاقم تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتحمض المحيطات، واستخدام المياه العذبة والأراضي. وقال المؤلفون إنه لا ينبغي التعامل مع البلاستيك باعتباره مشكلة نفايات فحسب، بل كمنتج يلحق الضرر بالنظم البيئية والصحة البشرية. وأصدر المؤلفون تحذيرهم في الأيام التي سبقت بدء المحادثات النهائية في كوريا الجنوبية للاتفاق على معاهدة عالمية ملزمة قانونا لخفض تلوث البلاستيك. وقد أعاقت الخلافات حول الحاجة إلى تضمين تخفيضات لصناعة إنتاج البلاستيك التي تبلغ قيمتها 712 مليار دولار في المعاهدة التقدم نحو معاهدة بشأن تلوث البلاستيك. وفي المحادثات الأخيرة في أبريل، اتُهمت الدول المتقدمة بالخضوع لضغوط من جهات في مجال الوقود الأحفوري والصناعة لتجنب أي تخفيضات في الإنتاج. وتمثل المناقشات في كوريا الجنوبية، التي تبدأ في 25 نوفمبر، فرصة نادرة للدول للتوصل إلى اتفاق لمعالجة هذه الأزمة العالمية. وفي عام 2022، تم إنتاج ما لا يقل عن 506 مليون طن من البلاستيك في جميع أنحاء العالم، ولكن يتم إعادة تدوير 9% فقط على مستوى العالم. ويتم حرق الباقي أو دفنه أو إلقائه في مكبات النفايات، حيث يمكن أن يتسرب إلى البيئة. والآن، تنتشر المواد البلاستيكية الدقيقة في كل مكان، من قمة جبل إيفرست إلى خندق ماريانا، أعمق نقطة على وجه الأرض. وفحصت الدراسة الجديدة للتلوث البلاستيكي الأدلة المتزايدة على تأثيرات البلاستيك على البيئة والصحة ورفاهية الإنسان. ويحث الباحثون على التوقف عن النظر إلى التلوث البلاستيكي باعتباره مجرد مشكلة نفايات، وبدلا من ذلك معالجة تدفقات المواد عبر مسار حياة البلاستيك بالكامل، من استخراج المواد الخام وإنتاجها واستخدامها، إلى إطلاقها في البيئة ومآلها، وتأثيرات نظام الأرض. وقالت باتريشيا فيلاروبيا غوميز، المؤلفة الرئيسية الورقة البحثية، في مركز ستوكهولم للمرونة: "يُنظر إلى البلاستيك على أنه تلك المنتجات الخاملة التي تحمي منتجاتنا المفضلة، أو التي تجعل حياتنا أسهل والتي يمكن "تنظيفها بسهولة" بمجرد أن تصبح نفايات، لكن هذا بعيد كل البعد عن الواقع. البلاستيك مصنوع من مزيج من آلاف المواد الكيميائية. العديد منها، مثل المواد الكيميائية المسببة لاضطراب الغدد الصماء والمواد الكيميائية الدائمة، تشكل سمية وضررا للنظم البيئية والصحة البشرية. ويجب أن ننظر إلى البلاستيك باعتباره مزيجا من هذه المواد الكيميائية التي نتفاعل معها على أساس يومي". وتُصنع أغلب المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة (98%) من الوقود الأحفوري، وأكبر سبع شركات منتجة للبلاستيك هي شركات تعمل بالوقود الأحفوري، وفقا لبيانات عام 2021. واقترح رئيس محادثات معاهدة الأمم المتحدة إدراج دورة حياة البلاستيك بالكامل في المعاهدة. تقليل استخدام البلاستيك.. حماية لكوكب الأرض وجسم الإنسان بالتوازي مع تقليل المساهمة في التلوث وأزمة المناخ، فإنّ خفض استخدام الأشخاص للبلاستيك يُقلّل أيضًا من احتمالية تراكم الميكروبلاستيك داخل الجسم، بحسب ما يؤكده الخبراء، وهذه ظاهرة بدأت الأبحاث الحديثة بالكشف عنها على نحو متزايد. وقد أظهرت الدراسات وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، ورئتيه، والمشيمة، وحتى في الدماغ والخصيتين. وأعربت فاليانت عن قلقها الكبير حيث أن الكثير من هذه المواد الكيميائية ترتبط بمرض السرطان، واضطرابات الهرمونات، والسكري، ومشاكل الخصوبة. وخَلُصَت إلى أنه "علينا تقليل تعرضنا لهذه المواد، لذا من الضروري أن يتدخل صانعو السياسات لإجبار الشركات على اتخاذ خطوات جادة". طرق لتقليل "تناول" البلاستيك وقالت ماسون إن مستويات التلوث الموجودة في المياه المعبأة تعزز نصيحة الخبراء القديمة بشرب مياه الصنبور من الزجاج أو الأوعية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لتقليل التعرّض. وأضافت أن هذه النصيحة تمتد إلى الأطعمة والمشروبات الأخرى المعبأة بالبلاستيك أيضًا. ولتقليل التعرّض للمواد البلاستيكية، يجب الالتزام بالتالي: تجنب تناول أي شيء يتم تخزينه في وعاء بلاستيكي. قم بارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية وشراء المنتجات الاستهلاكية المصنوعة من مواد طبيعية. لا تستخدم البلاستيك في الميكروويف. بدلًا من ذلك، قم بتسخين الطعام على الموقد أو من خلال وضعه بأوعية زجاجية في الميكروويف. إذا استطعت، تناول أكبر قدر ممكن من الأطعمة الطازجة، وقلل من شراء الأطعمة المصنعة والمغلفة بالبلاستيك. في اليوم العالمي للبيئة، نُدرك أكثر من أي وقت مضى أن قضية التلوث البلاستيكي لم تعد مجرد تحدٍ بيئي، بل أزمة متشابكة تمس صحة الإنسان، واستقرار المناخ، وعدالة المجتمعات. يُعد البلاستيك أحد أكثر المواد خطورة لتأثيره المتراكم وطبيعته غير المتحللة، وقد أثبتت الدراسات أن أضراره تمتد من أعماق المحيطات إلى شرايين الإنسان. ومع تزايد الإنتاج بلا هوادة، بات واضحًا أن الحلول الجزئية كالفرز وإعادة التدوير لم تعد كافية. إن مواجهة هذا الخطر تتطلب إرادة سياسية عالمية لتقليص الإنتاج من المصدر، واستثمارًا حقيقيًا في البدائل المستدامة، وتعزيز وعي الأفراد بأثر اختياراتهم اليومية. لنجعل هذا اليوم نقطة تحول حقيقية نحو كوكب أنظف وأكثر أمانًا للأجيال القادمة.