
تقرير ضحى وأطفالها.. نزحوا من الموت فاحترقوا في المأوى
عند ثلاجات الموتى في مجمع الشفاء الطبي، ترقد جثامين الشهيدة ضحى عبده (28 عامًا) وأطفالها الثلاثة: آدم (سنتان)، وخالد (6 سنوات)، وشام (7 سنوات)، إلى جانب زوجها محمد حجيلة وعدد من أقارب عائلته. استهدفتهم ثلاث طائرات إسرائيلية انتحارية مفخخة، عند الساعة الثانية من فجر الخميس، ليتحوّل المأوى الذي نزحت إليه ضحى قبل شهر هربًا من الموت في حي التفاح شرق غزة، إلى محرقة التهمت أجساد أبنائها وطمست ملامحهم، حتى لم يُعرفوا إلا بأسمائهم.
في وداع يشبه العناق الأخير، احتضنت ضحى أطفالها الشهداء وكأنها تصرُّ على الرحيل معهم. رحلت الأم إلى حيث سبَقها زوجها محمد الذي استشهد في بداية الحرب، فواجهت وحدها مصاعب النزوح والحرمان، تنقّلت بأطفالها من مركز إيواء إلى آخر، في بحث عبثي عن ملاذٍ آمن لم يكن موجودًا.
داخل المشرحة، حمل أحد أقارب العائلة جثمان الطفلة "لين"، لم تُكمل عامها الثاني، وقد لُفَّت بقطعة قماش ووُضعت فوق جثمان والدها صقر حجيلة، في مشهد يُمزق القلب.
وداع لا يشبه الوداع
مع ساعات الصباح الأولى، تجمّع أقارب الشهداء في ساحة المشرحة، والصدمة تكسو ملامحهم. لم تُمنح لهم فرصة لرؤية الوجوه، ولا حتى قبلة وداع؛ فالأجساد تفحّمت بفعل القصف، واكتفى الأهالي بنظرات باكية للأكفان البيضاء، ودموع صامتة اختلطت بصرخات الفقد والفاجعة.
صرخ خال الشهيدة، عثمان عبده، بمرارة: "نتفاجأ بأنهم يرسلون طائرات انتحارية لتفجير عائلة من أم وأطفال! بأي شرعٍ يُقتلون؟ بأي ضمير؟ حرقوهم أحياء... نطلب الرحمة من الله لأهل غزة."
جلست والدة ضحى قرب جثمان ابنتها الوحيدة، لا تكاد تصدق ما ترى. قبل يومٍ فقط زارتها، واحتضنت أحفادها، والآن تلقي عليهم نظرة الوداع الأخيرة، فقدت ابنها مصعب قبل أشهر، وها هي اليوم تعيش فاجعة فقد ضحى وأحفادها دفعة واحدة.
"بدنا نروح مع بعض"
يروي شقيق ضحى، عبد الرحمن، بكلمات ثقيلة تُغالب الدمع: "كانت أختي تخاف على أولادها كثيرًا. كانت تقول: إذا بدنا نستشهد، بدنا نروح مع بعض. ما بدنا يضل حدا يتحسّر على التاني."
ويضيف لصحيفة "فلسطين": "جاءنا الاتصال فجرًا من شقيق زوجها، يخبرنا بما جرى، وعندما وصلنا صُدمنا بتفحّمهم جميعًا."
يحاول عبد الرحمن التماسك وهو ينظر إلى الأكفان التي تضم أشلاء أبناء شقيقته: "كانوا في منتهى الجمال. شام كانت تحلم أن تصبح طبيبة، ووالدتهم كانت تدرّسهم بنفسها، ترفض إرسالهم للمراكز التعليمية خوفًا من القصف. كانت تبحث عن الأمان، لكنها لم تجده."
وكان من المقرر أن يزورها في يوم استشهادها، يقول: "بعد نزوحنا من حي التفاح إلى منزل عمي، فكرت أن أذهب عندها لأدرس استعدادًا للثانوية العامة، لكن استُشهدت قبل أن أتمكن من رؤيتها. تحدثنا قبلها بيوم، كنا نشتاق إليها كثيرًا. فراقها قاسٍ."
ويتابع: "كانت ترى زوجها محمد كثيرًا في المنام، قالت لنا مرارًا إنه يظهر لها في أحلامها... وكأنها كانت تودّعنا دون أن نعلم."
فقدها كسر شيئًا داخله
بصوت يختنق بالحنين، يقول عبد الرحمن: "بوجود الأخت، تشعر ببهجة العيد. برحيلها تفقد أشياء كثيرة. كانت قريبة منا جميعًا. بعد استشهاد زوجها، نزحت إلينا وعاشت بيننا... الفقد كسر فيها الكثير."
ويتذكّر اليوم الأول لفقد زوجها محمد: "أخرنا إخبارها بوفاته ثلاثة أيام، خشينا على حالتها النفسية، لكنها بدأت تشعر، وحين علمت، دخلت في صدمة استمرت لأكثر من شهرين."
استشهد محمد أثناء محاولته شراء دواء لابنه الصغير، وكان قد مرّ بوالده يساعده في تعبئة المياه، بينما ذهب الأب لشراء الدواء. في تلك اللحظة، قصف الاحتلال المنزل، واستشهد محمد مع والدته وشقيقاته. واليوم، بلحظة قصف جديدة، لحقَت بهم زوجته وأطفاله، ولم ينجُ من العائلة إلا شخص واحد.
لا أمان حتى في النوم
في زاوية أخرى، جلست قريبات الشهيدة يبكين بصمت موجع. كل العائلة كانت مجتمعة في مركز الإيواء التابع لمدرسة مصطفى حافظ، في لحظة سكينة قبل الفجر. لم يتوقع أحد أن تُغدر أحلامهم بثلاث طائرات مفخخة، تقصف المكان دون إنذار، لتسرق أرواحهم وهم نائمون.
تقول إحدى القريبات، وهي تمسح دموعها: "ضحى كانت تخشى على أطفالها من القصف في محيط منزل والدها بحي التفاح، فذهبت إلى مركز الإيواء عند أهل زوجها. لكن حتى هناك لم يسلموا. ما ذنب الأطفال؟ ماذا رأوا من الدنيا ليُقصفوا بهذه الوحشية؟"
نزحت ضحى – المعروفة بـ "أم خالد" – خمس مرات في الأسابيع الأخيرة، بحثًا عن بقعة آمنة. أرادت فقط أن تحمي أطفالها، أن تحافظ على شيء من رائحة زوجها الراحل.
تختم خالتها بحسرة: "كان أولادها من أجمل ما يكون... أذكياء، وطيبون. لكن انظر كيف صاروا... أين حق الطفولة في غزة؟!"
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 13 ساعات
- جريدة الايام
عشائر الخليل: الشعب الفلسطيني لن يسمح بإحياء "وهم روابط القرى"
الخليل – وكالات: تبرأت عشائر الخليل، أمس، من تقرير نشرته صحيفة أميركية تحدث عن إقامة "إمارة عشائرية" في المحافظة ومن الشخص الذي تحدث فيه، وأكدت التزامها بالثوابت الفلسطينية. جاء ذلك في مؤتمر صحافي بمكتب المحافظة، تحدث خلاله ممثل عشائر الخليل نافذ الجعبري. وأعلن الجعبري رفضه لما تضمنه تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس، عن مقترح أحد أفراد عائلة الجعبري "الاعتراف بإسرائيل دولةً يهوديةً وتأسيس إمارة عشائرية داخل الخليل"، مع إعلان نية الإمارة المتخيلة الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق الصحيفة. وقال نافذ الجعبري: إن "الشعب الفلسطيني شعب واعٍ، ولا يمكن التفريط بقضيته". وأضاف: "إننا كعشيرة آل الجعبري نعلن براءتنا التامة واستنكارنا واستهجاننا لما أقدم عليه أحد أفراد العائلة غير المعروف لدى العشيرة، وليس من سكان خليل الرحمن". وأكد التزام العائلة بـ"الثوابت الإسلامية والوطنية، وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على كامل ترابنا الوطني". في الإطار، أصدرت عشائر الخليل بياناً قالت فيه: "نؤكد لجماهير شعبنا، داخل المحافظة وخارجها، أن أبناء عشائر الخليل لن يكونوا إلا في خندق الحق، صفاً واحداً مع أبناء شعبنا في غزة والقدس والشتات، صفاً منيعاً لا يُخترق، ولا يُشترى. وإننا إذ نُذكّر العدو ومن يمد له يداً، أن الخليل، مدينة سيدنا إبراهيم، لم تعرف يوماً إلا العصيان على الظالم، والثبات على العهد". وأضافت: "في زمنٍ تكالبت فيه قوى الباطل، وتقدّمت فيه أدوات الفتنة، وتبدّلت فيه الأسماء وتنكّرت الوجوه، نقف نحن، عشائر محافظة الخليل، على بصيرة من أمرنا، مستمسكين بحبل الله المتين، رافضين أن نُؤتى من ظهورنا، أو نُخدع باسم مشاريع وهمية تعود علينا بالخذلان والعار. إننا، أبناء هذه الأرض الذين ارتوت حجارتها بدماء الجدود، لن نقبل بإعادة تدوير الخيانة تحت أي مسمى، ولن نسمح بإحياء روابط القرى، تلك التي لفظها شعبنا منذ عقود، واعتبرها خنجراً مسموماً في خاصرة نضاله العادل". وصباح أمس، نشرت الصحيفة الأميركية تقريراً بعنوان "عرض فلسطيني جديد للسلام مع إسرائيل".


شبكة أنباء شفا
منذ 16 ساعات
- شبكة أنباء شفا
عشائر الخليل: نرفض رفضاً قاطعاً أي محاولة لإحياء مشاريع مشبوهة تستهدف وحدة الصف الوطني
شفا – رفضت عشائر محافظة الخليل، رفضاً قاطعاً أي محاولة لإحياء مشاريع مشبوهة تستهدف وحدة الصف الوطني وتخترق ظهر الموقف الفلسطيني تحت عباءات الزيف، واعتبرت أي تواطؤ مع هذه المشاريع خيانةً لدماء الشهداء، وخروجاً عن الإجماع الوطني، وتفريطاً بميراث النضال، ولن يمرّ ذلك دون رد شعبي عشائري وأهلي واضح وصارم. جاء ذلك، بعد نشر موقع ' وول ستريت جورنال' تقريرا مطولا، عن خمسة أشخاص، وصفتهم بأنهم 'شيوخ الخليل البارزين' وقعوا رسالةً يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية. وخطتهم هي أن تنفصل الخليل عن السلطة الفلسطينية، وتنشئ إمارةً خاصة بها، وتنضم إلى اتفاقيات إبراهيم. من جانبها قالت عائلة الجعبري، في بيان لها:' إننا كعشيرة آل الجعبري، نعلن براءتنا التامة، واستنكارنا واستهجاننا، لما أقدم عليه أحد أفراد العائلة، غير المعروف لدى العشيرة وليس من سكان مدينة خليل الرحمن. وأكدت عشيرة الجعبري، 'التزامها بالثوابت الاسلامية والوطنية، وحقوق شعبنا في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل ترابنا الوطني'. كما وطالبت عشائر محافظة الخليل، في بيان لها، وصل معا تسخة عنه، طالبت:' السلطة الوطنية الفلسطينية بأخذ دورها الطبيعي والتاريخي في حماية المشروع الوطني، وعدم السماح لأي جهة كانت أو افراد بالتورط – عن قصد أو غير قصد'. وقالت العشائر، في بيانها:'نؤكد لجماهير شعبنا، داخل المحافظة وخارجها، أن أبناء عشائر الخليل لن يكونوا إلا في خندق الحق، صفاً واحداً مع أبناء شعبنا في غزة والقدس والشتات، صفاً منيعاً لا يُخترق، ولا يُشترى. وإننا إذ نُذكّر العدو ومن يمد له يداً، أن الخليل، مدينة سيدنا إبراهيم، لم تعرف يوماً إلا العصيان على الظالم، والثبات على العهد'. واضافت :' في زمنٍ تكالبت فيه قوى الباطل، وتقدّمت فيه أدوات الفتنة، وتبدّلت فيه الأسماء وتنكّرت الوجوه، نقف نحن، عشائر محافظة الخليل، على بصيرة من أمرنا، مستمسكين بحبل الله المتين، رافضين أن نُؤتى من ظهورنا، أو نُخدع باسم 'مشاريع وهمية' تعود علينا بالخذلان والعار. إننا، أبناء هذه الأرض الذين ارتوت حجارتها بدماء الجدود، لن نقبل بإعادة تدوير الخيانة تحت أي مسمى، ولن نسمح بإحياء روابط القرى، تلك التي لفظها شعبنا منذ عقود، واعتبرها خنجراً مسموماً في خاصرة نضاله العادل'.


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
تقرير طفولة تسحقها الحرب في غزَّة... "معيلون صغار" لأسر مكلومة
غزة/ رامي محمد: لم يبلغ أكبرهم سن الحادية عشرة، لكنهم أصبحوا معيلين لأسرتهم بعد أن اختطف الموت والدهم في حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. ثلاثة أطفال من عائلة واحدة يجوبون شوارع وأزقة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يقودون عربة خشبية يجرّها حمار محملة ببرميل ماء عذب يبيعونه للمارة في محاولة يائسة لتأمين لقمة العيش في وقت يُحرم فيه أكثر من 90% من أهالي القطاع من المياه النظيفة وفق تقارير الأمم المتحدة. محمود الحواجري الطفل الأكبر البالغ من العمر عشرة أعوام، يتولى قيادة الحمار وتوجيه العربة، في حين يقوم شقيقه الأوسط (9 أعوام) بتعبئة الجالونات، ويشاركهما شقيقهم الأصغر (8 أعوام) مهام البيع والتوزيع. بثياب باهتة ووجوه أنهكها التعب يسيرون تحت شمس يوليو اللاهبة، لكن في عيونهم بريق طفولة تصارع للبقاء. يقول محمود لصحيفة "فلسطين": "أبونا استشهد بالحرب كان عندنا العربة، واقترحت أمي نشتغل ونبيع الميّ، لأن الناس محتاجة ميّ حلوة، خاصة بالصيف هيك نساعد بالبيت ونجيب شوية مصاري". منذ استشهاد والدهم قبل ثلاثة أشهر، وجدت الأسرة نفسها بلا معيل حاولت الأم، التي تعيل أربعة أطفال، أن تصمد وحدها، لكنها اضطرت لإشراك أبنائها في تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن أكثر من 17,000 طفل في قطاع غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ بداية العدوان، فيما يعاني أكثر من ثلاثة من كل أربعة أطفال في غزة من اضطرابات نفسية شديدة. وتشير المنظمة إلى أن نحو 40% من الأطفال يضطرون للعمل في مهن شاقة أو خطرة نتيجة انهيار الأوضاع الإنسانية. في مخيم البريج وسط القطاع، تحاول حنين عمار البالغة من العمر 17 عامًا أن تقاوم مصيرًا مشابهًا بطريقتها الخاصة، فبعد استشهاد والدها في الشهر الرابع من العدوان قررت أن تحول جزءًا من منزلها إلى "زاوية تعليم" تقدم فيها دروسًا خصوصية لأطفال الحي في مواد اللغة العربية والرياضيات مقابل أجر رمزي. تقول حنين لصحيفة "فلسطين": "بدأت بطفلين والآن لدي 13 طالبًا بعضهم لا يعرف القراءة، صحيح أنني لست معلمة محترفة، لكن أحاول أن أُعوضهم شيئًا مما خسروا". ووفق بيانات وزارة التربية والتعليم في غزة فقد دمر الاحتلال أو ألحق الضرر بأكثر من 411 مدرسة ومنشأة تعليمية، وتوقفت العملية التعليمية بالكامل لأكثر من 625 ألف طالب وطالبة، فيما تُستخدم أكثر من 30% من المدارس كمراكز إيواء للنازحين في ظروف إنسانية وصحية مأساوية. أسوأ الأزمات الإنسانية الاختصاصي الاقتصادي محمد سكيك يرى أن أطفال غزة يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث إن أكثر من 50% من أهالي القطاع هم دون سن 18 عامًا، ويعيشون في ظل حصار خانق وحرمان من أبسط حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والغذاء. يقول سكيك لصحيفة "فلسطين": "حين يتحول الأطفال إلى معيلين للأسرة، أو يضطرون لترك مقاعد الدراسة للعمل في بيع الماء أو الخردة، فهذا ليس فقط انتهاكًا لحقوقهم بل جريمة موجهة ضد مستقبل المجتمع الفلسطيني بأكمله". ويضيف "الطفولة لم تعد مرحلة بريئة في غزة، بل باتت حقلًا مليئًا بالتحديات القاسية". والتقرير الأخير للبنك الدولي يعكس حجم الكارثة إذ رصد انهيار النشاط الاقتصادي في قطاع غزة بنسبة تجاوزت 83% منذ بداية العدوان، وخسائر في رأس المال الثابت تُقدّر بنحو 29.9 مليار دولار، في وقت بلغ فيه معدل التضخم السنوي 238% مدفوعًا بارتفاع أسعار الغذاء والنقل نتيجة ندرة السلع وغياب سلاسل التوريد. أما على مستوى سوق العمل فقد بلغ معدل البطالة 79% بنهاية 2024 وهو من بين الأعلى عالميًا، في حين ارتفع معدل الفقر الوطني من 22.1% في 2023 إلى 37.7% نهاية العام ذاته، وسط تقديرات بأن معظم أهالي غزة باتوا تحت خط الفقر المدقع. المصدر / فلسطين أون لاين