logo
في أعماق بحر السياسة !

في أعماق بحر السياسة !

عكاظ١٠-٠٤-٢٠٢٥

في عالم يموج بالصراعات، التي قد تصل إلى حد النزاع المسلح، يصاب المواطن في الدول المنخرطة في الصراع بالحيرة من أمره، فهو لا يعلم لم بدأ الصراع وكيف سينتهي، ولعقود طويلة ظلت منطقة الشرق الأوسط مسرحاً للصراعات العسكرية التي أهلكت الحرث والنسل واستنزفت -ليس فقط الموارد الاقتصادية- بل الموارد البشرية أيضاً، ففي الحروب يصبح المال هو أقل تكلفة للحرب مقارنة بالخسائر البشرية التي تتجاوز في كثير من الأحيان مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعاقين، ناهيك عن تدمير مدن وقرى بأكملها.
في كثير من الأحيان لا يستطيع أحد أطراف الصراع العسكري حسم الحرب لصالحه، فيلجأ إلى ما يسمى بحرب الإبادة، من خلال تدمير المدن والقرى ودكها على رؤوس المواطنين الأبرياء بهدف إلحاق الهزيمة المعنوية بالطرف الآخر ولإجباره على الخضوع لشروطه، كما حدث لمدينتي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية، وكما حدث لقرية حلبجة التي تمت إبادتها بالأسلحة الكيماوية في حرب الخليج الأولى.
وعندما يحاول المواطن أن يستشف حقيقة ما يجري من حوله من خلال تتبع تصريحات مسؤولي كل طرف؛ حيث يحلل كل منهم طبيعة الصراع وفق منطقه الخاص، يجد تعارضاً ملموساً بين التصريحات المنسوبة لكل طرف، مما يفتح الباب على مصراعيه للتحليلات المتعارضة والمتناقضة مما يصيب المواطن بالحيرة التامة ويفقد القدرة على التمييز بين ما يجب عليه أن يصدقه وما لا يجب عليه أن يصدقه.
غير أنه لعل أسوأ ما في الحروب المفاجآت غير المتوقعة، فعادة ما تتخذ الحروب عقب اندلاعها مسارات لم يكن مخططًا لها، لأن تشابك الأحداث قد يدفع أطرافاً جديدة -لم تكن طرفاً أصيلاً في الصراع- للدخول في حلبة النزاع، ودخول أي طرف في صراع ما يتطلب جر تحالفاته الدولية معه لحماية مصالحها، فكل حليف استراتيجي حريص على الحفاظ على مناطق نفوذه الجغرافية، فالولايات المتحدة كانت -ولا تزال- تعتبر دول الخليج دولاً مستقرة ومتزنة سياسياً ويمكن التنبؤ بأفعالها، إضافة إلى أنها مورد مهم للطاقة على مستوى العالم، ويرتبط الاقتصاد الأمريكي بشراكات مع دول الخليج العربي، لذلك يضع كل الرؤساء الأمريكيين أمن الخليج على قائمة أولوياتهم.
غير أنه في ما يتعلق بالصراعات السياسية فإن ما يطفو على السطح في ما يتعلق بالأسباب الحقيقية لأي صراع قد يختلف تماماً عما تموج به أعماق بحر السياسة المتلاطم، ولا تستطيع أي دولة -وخاصة بعد اندلاع الحرب- أن تتمتع بالشفافية الكافية لتخبر العالم بما يحدث بالفعل في أرض المعركة، فدهاليز السياسة متشعبة وقد لا يلم بكافة خيوطها غير القليل من الساسة.
عقب اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023، أعلنت إسرائيل أن هدف حربها في قطاع غزة هو تحرير الأسرى من قبضة حماس، وهو الهدف الذي سرعان ما اتضح كذبه؛ فما إن تبدأ مفاوضات استعادة الأسرى حتى تقوم إسرائيل نفسها بعرقلتها ووضع السدود الواحد تلو الآخر أمامها، والمتتبع للأحداث يمكنه بوضوح استنتاج أهداف إسرائيل الخفية التي تتجاوز ما أعلنته، فوجود اتفاقية أوسلو (التي تعتبر كابوساً بالمقاييس الإسرائيلية لزعماء الحزب) كانت الهدف الحقيقي وراء صعود حزب الليكود للسلطة، فقد كان يهدف لتقويضها بكافة الطرق، لذلك فإن المتتبع لحرب السابع من أكتوبر يجد أن إسرائيل كانت تقصف غزة والضفة الغربية في آن واحد، مما يؤكد أن إسرائيل كانت تبيت النية للقضاء على السلطة الفلسطينية في الضفة.
ربما يتساءل المتابع للأحداث عن أسباب دخول إسرائيل على خط المواجهة مع سوريا، ولا سيما بعد سقوط نظام الأسد، فالإدارة السورية الجديدة لديها من مهماتها الداخلية ما يغنيها عن الدخول في أي صراع خارجي، ولكن عندما تقوم إسرائيل بتدمير المقدرات العسكرية لدول عربية فهي بذلك تقدم خدمة جليلة لبعض الدول الغربية، لأن الدول التي تم تدمير مقدراتها العسكرية بحاجة إلى بناء ترسانة أسلحة جديدة تعوض بها ما خسرته على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما ستتم ترجمته لصفقات عسكرية ضخمة من شأنها تغذية الشريان الاقتصادي لمؤسسات الصناعات العسكرية الغربية، وبهذا يستمر الوضع على نفس المنوال في دول الشرق الأوسط؛ حيث تشتري دوله السلاح ثم تدمره إسرائيل لتعود وتشتريه من جديد.
من المؤكد أن إسرائيل -من خلال ضربها للقواعد العسكرية السورية مؤخراً- قدمت للولايات المتحدة خدمة جليلة؛ فلطالما رغبت الولايات المتحدة في التخلص من النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وبالقضاء على نظام الأسد تلاقت المصالح الإسرائيلية والأمريكية معاً، وتم القضاء على الوجود الروسي (السوفييتي سابقاً)، الذي كان يؤرق الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو: وجهنا ضربات قوية للحوثيين لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة حتى الآن
نتنياهو: وجهنا ضربات قوية للحوثيين لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة حتى الآن

الأمناء

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأمناء

نتنياهو: وجهنا ضربات قوية للحوثيين لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة حتى الآن

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، عن استعداده "لإنهاء الحرب في غزة ولكن بشروط". وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي: "أنا مستعد لإنهاء الحرب في غزة ولكن بشروط تضمن أمن إسرائيل وألا تبقى حماس في حكم غزة". وأضاف: "وإذا كانت هناك إمكانية لوقف إطلاق النار لإعادة المخطوفين فنحن مستعدون ولكن سيكون وقفا مؤقتا". وتابع: "قواتنا تضرب حماس بقوة ووجهت مع وزير الدفاع بتنفيذ ضربات أكثر وأقوى.. وكل مناطق قطاع غزة ستكون ضمن مناطق آمنة تحت سيطرتنا". وأكد نتنياهو أن حكومته "ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب في غزة كلها والعمل لم ينته بعد"، مضيفا "هناك 20 أسيرا حيا و38 جثة وسنعمل على استعادتهم جميعا". وبشان المساعدات، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي: "سنعمل في مرحلة أولى على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتفادي أزمة إنسانية". وأبرز أن "حماس تنهب جزءا كبيرا من المساعدات وتبيعها لتمويل الحركة"، موضحا "أصدقاؤنا يدعموننا لكنهم يتحفظون على حدوث مجاعة أو أزمة إنسانية في قطاع غزة". وبخصوص إيران، قال نتنياهو: "نعمل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم ونحافظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا". وأكمل: "سنبارك أي اتفاق مع إيران يمنعها من تخصيب اليورانيوم ومن السلاح النووي". كما توعد نتنياهو الحوثيين بالقول إن إسرائيل وجهت "ضربات قوية، لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة حتى الآن".

حفل تنكري عالمي
حفل تنكري عالمي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

حفل تنكري عالمي

لا تحتمل إسرائيل من حلفائها الأوروبيين حتى القليل من التهديد اللفظي والإجراءات الشكلية. ثارت غضبة نتنياهو لبيان فرنسا وكندا وبريطانيا، الذي «يعارض بشدة» العمليات العسكرية في غزة، ويطالب بإدخال مساعدات، ملوحاً بعقاب (قد) يأتي. إسرائيليون وصفوا الموقف الجديد بـ«تسونامي» على إسرائيل، ونتنياهو اعتبرها «جائزة كبرى» لحركة «حماس». مع أن كل ما نسمعه لا يزال في حيز الكلام. بمقدور أوروبا أن تفعل الكثير، لكنها تكتفي بالتلويح وخطوات محدودة. بعد 53 ألف قتيل، غالبيتهم من العزّل، باعتراف الأمم المتحدة، وهو ما لم يشهده صراع من قبل، تستشيط بريطانيا، وكل ما تفعله، أن تجمّد مفاوضات حول توسيع التجارة الحرة مع حليفتها، وتستدعي السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي. مع ذلك تقوم القيامة في إسرائيل. فرنسا تهدد بالاعتراف بدولة فلسطينية، بعد وقت من التفكّير والتردد حتى تصير الدولة الموعودة وهماً من دون مقومات، أو إمكانات، بعد أن يفنى العباد. من غير لبس، أعلن وزير المالية سموتريتش أن هدف الهجوم الأخير «عربات جدعون» هو: تفكيك غزة وتدميرها تدميراً شاملاً لا سابق عالمياً له (علماً بأنها مدمرة)، حيث «لا دخول ولا خروج، بل غزو وتطهير، والبقاء حتى القضاء على (حماس)». يعتمد هؤلاء في إجرامهم على أن «الجميع اعتادوا فكرة أنه يمكنك قتل 100 غزّي في ليلة واحدة... ولا أحد في العالم يهتم»، هكذا يتفاخر العضو في البرلمان تسفي سوكوت، وهذا ما يحدث فعلاً. كثيرون يقولون إن الحرب صارت عبثية وبلا هدف واضح، مع أن المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقفون عن تأكيد غايتهم الأخيرة: «التهجير». هل تتناسب الردود على إسرائيل مع فظاعة الجرائم التي ترتكبها والنيات التي تعلنها؟ وهل تستحق التحركات والتصريحات والتهديدات الأوروبية الرمزية الاحتفاء العربي بها باعتبارها تحولات استراتيجية. لا شيء يشي بذلك. سموتريتش نفسه يعتبر أن إدخال أقل من القليل من الطعام قد يكون كافياً لإسكات الحلفاء المحتجين، الذين جلّ ما يزعجهم رؤية 14 ألف طفل يموتون جوعاً في الأيام القليلة المقبلة. الموقف الأوروبي هو إعلان براءة مسبقة من النكبة الحتمية المقبلة التي تصرّ عليها إسرائيل. المخاوف هي غدر التاريخ من محاكمات دولية قد تطال رئيساً هنا، ووزيراً غربياً هناك. الجميع يريد أن يغسل يديه من الإبادة قبل أن تنتهي. اللغة الدبلوماسية المستخدمة من نوع «احتمال مجاعة» أو «شبهة إبادة» تبدو مقززة، إذ لم يعد من شبهات ولا احتمالات. الكارثة قائمة، والفظائع منقولة على الهواء. نتنياهو وصف الموقف الأوروبي بـ«النفاق الأخلاقي». قد يكون هذه المرة صادقاً. إذ إن أوروبا لا تزال الحديقة الخلفية التي تتنفس منها إسرائيل. تتبادل معها التجارة من دون عوائق. منذ زمن بعيد تعتبر نفسها جزءاً من أوروبا، فهي عضو في اتحاد كرة القدم، وتتنافس في مسابقة الأغنية «يوروفيجن» حتى وهي ترتكب جرائمها، وترتبط مع الكثير من بلديات كبريات المدن باتفاقيات تآخٍ وتعاون. أوروبا شريك اقتصادي أساسي لإسرائيل، منها تستورد ثلث احتياجاتها، وإليها ترسل ربع صادراتها، وهذا يشكل أكثر من 47 مليار يورو، أي يكاد يوازي معاملاتها مع أميركا. الأهم أن الكثير من الصادرات عسكرية لها صلة بالصواريخ وأنظمة الدفاع والطائرات من دون طيار. بقيت التبادلات والمؤتمرات والاتفاقات على حالها. لا بل تم عقد صفقات على أسلحة طورت بعد تجريبها على الغزيين أثناء الحرب، رغم كل ما سمعناه من كلام إنساني وتعاطف وإدانات. لم نرَ أي إجراء جدي، لا خوف على انقسام دول الاتحاد حول موضوع حساس، بل لأن مصلحة إسرائيل تفوق أي اعتبار. يصف إسرائيليون الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه أقرب الأصدقاء، لكنه وغيره من الحلفاء الخلّص يخشون فعلاً أن تكون إسرائيل بدأت بحفر قبرها ذاتياً. يرون الرأي العام يتنامى ضدها، ويحاولون ردعها لمصلحتها، لا حباً بقضية عادلة تستحق تحريك ضمائرهم. وإذا كان من مخاوف داخلية، فهي المزيد من الانقسام المجتمعي، واستغلال اليمين المتطرف لمشاعر الكراهية تجاه العرب لتغذية طروحاتهم وبث سمومهم. ألمانيا ماضية في دعمها الكبير لإسرائيل، فرنسا لم توقف شراء قطع لمصانع الأسلحة، وإسبانيا التي نظن أنها رأس حربة، لم تعلق التعاون مع الشركات الإسرائيلية الأمنية. كل شيء يسير على خير ما يرام. الآن فقط صدّق البرلمان الإسباني على (النظر) في (مقترح) حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل. ما وصلنا إليه، لا مفاجأة فيه. منذ بدء الحرب شرح وزير التراث إلياهو أنه يحبذ استخدام السلاح النووي ضد الفلسطينيين، ووصفهم بـ«الوحوش» واقترح إرسالهم إلى «الصحارى» بعد قطع الغذاء عنهم. هل من جديد؟! قد تكون إسرائيل اليوم بكل وحشيتها هي الأكثر وضوحاً في هذا الحفل التنكري العالمي.

غزة والإبادة جوعاً
غزة والإبادة جوعاً

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

غزة والإبادة جوعاً

لعل ما يجري لبشر يعيشون في قطاع غزة ما هو إلا إبادة جماعية وتطهير عنصري بقيادة رئيس وزراء دولة يخطب أمام الأمم المتحدة ومعترف به دولياً، هو بنيامين نتنياهو، الذي أعطى الضوء لتجويع وقتل آلاف من البشر يقطنون غزة؛ أكبر سجن بشري عرفه التاريخ، من دون أن يحظى حتى بنقد خجول لبشاعة أفعاله، بينما صَمَت مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي هو الآخر، الذي اكتفى بالشعور بالقلق من دون الإدانة، وإن كانت هي الأخرى لا تسمن من جوع ولا تغني عن عطش ولا تحمي من قتل. ولهذا تعتبر مطالبة العالم الخجول إسرائيل باتخاذ تدابير طارئة بشأن منع الإبادة الجماعية، ومنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية، ضرباً من الخيال. ومن المستحيل أن يستجيب لها نتنياهو وحكومة حربه التي تحرض على ارتكاب إبادة جماعية في غزة بشكل مستمر وتتخذ جميع التدابير لاستمرار هذه الإبادة، في ظل صمت عالمي غير مسبوق تجاوز الأخلاق الإنسانية. فمفهوم الإبادة الجماعية عند إسرائيل، التي قتل جيشها الآلاف من المدنيين من غير قتلى «حماس» في غزة وجرح ثلاثة أضعافهم، مختلف عن مفهوم الإبادة بالمفهوم الإنساني، بعد فاتورة دم باهظة سببها إباحة القتل والإبادة الجماعية بمفهوم ديني، وهي من الظواهر التي تفسر المناخ العنصري عند البعض في إسرائيل ممن يؤمنون بظاهرة «الغوييم» التي تحض على العنف ونبذ الآخر، بل وإباحة قتله. هذا المناخ الفكري المتطرف الذي أنتج حركات إرهابية سابقة، مثل «كاخ»، وأمثال «مائير كاهانا» وعصابات «جبل الهيكل» وجماعة «غوش إيمونيم» وجماعة «نماحيلييت»، وهي جماعات تعلّم الفكر المتطرف في مدارس، من أشهرها «اليشيفا»، وهذا الفكر تتبناه اليوم حكومة الحرب في إسرائيل، برئاسة نتنياهو الملاحَق بقضايا فساد حتى داخل إسرائيل. فالتاريخ والموروث الإسرائيلي لا يخلوان من مبررات الإبادة، في الأثر والتاريخ الصهيوني؛ فهي كثيرة، ولعل البروتوكول التاسع من بروتوكولات حكماء صهيون، الذي ينص على أنه «ومنا قد انطلقت تيارات الرعب الذي دارت دوائره بالناس»، يؤكد وجود المناخ العنصري الذي لا يتورع عن ارتكاب إبادة جماعية، وغزة تحترق، ويرتفع فيها عدد الشهداء كل يوم، جلهم من الأطفال والنساء، ويستمر الإرهاب الحقيقي في منع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى، ويقوم بقصف المستشفيات وقتل الأطباء وأطقم التمريض، والتحجج بوجود مقاتلين أو أنفاق تحت المستشفيات. ولهذا فإن أي إبعاد أو ترحيل قسري لسكان غزة (سواء بالبيع أو شراء الأرض أو تحت أي مسمى ولو إعمار غزة وجعلها «ريفيرا الشرق الأوسط») ما هو إلا تهجير قسري لسكان من أرضهم بعد أن حولتها قوة الاحتلال الإسرائيلي إلى ركام وخراب، وأفسدت الأرض والماء فيها. فالمنطق الصهيوني هو منطق التجويع والتعطيش والقتل المستند إلى بعض النصوص الدينية التي يرى بعضهم أنها تبرر القتل والتجويع. فمن لم تقتله القنابل والصواريخ يقتله الجوع والعطش. فالماء، سبيل الحياة، يُقطع عن غزة. وتلويث المياه في غزة يتم كعقاب جماعي. إضافة إلى ذلك، واضح أن المؤسسة العسكرية الصهيونية المتطرفة لا تكتفي بذلك بل تخطط لتنفيذ سياسة الطرد الجماعي ونزع الملكية من الأرض والديار عن السكان الأصليين. الفكر المتطرف يغذي الحرب والتصادم، ويمنع أي مبادرات للسلام أو التعايش، بل يعرقل ويُفشِل جميع مبادرات السلام. صحيح أن ليس جميع من في إسرائيل يؤمن بهذا المنطق، ولكن يكفي أن حكومة نتنياهو أغلب الوزراء فيها يؤمنون بهذا، بل ويجاهرون به، من دون أدنى عقاب أو اعتراض من الخمس الكبار في مجلس الأمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store