logo
على هامش ذكرى النكبة  مصطفى أبو عواد يروي وجعه الممتد منذ 1948

على هامش ذكرى النكبة مصطفى أبو عواد يروي وجعه الممتد منذ 1948

الدستورمنذ 5 أيام

بين أنقاض البيوت المهدمة، وصدى الجرافات التي لا تتوقف عن التدمير، تتجسد نكبة جديدة في مخيمي اللاجئين نور شمس وطولكرم، حيث يعيش المواطنون فصولا تعيد إلى الأذهان مشاهد العام 1948، يوم هجروا من أرضهم وقراهم قسرا.قبل 77 عامًا، هُجّر نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية، في واحدة من أقسى عمليات التطهير العرقي التي عرفها القرن العشرين، تركوا خلفهم منازل أغلقوها بمفاتيح لا تزال بحوزتهم، وأوراقا رسمية تثبت ملكيتهم، في انتظار عودة طال أمدها.على بعد ثلاثة كيلومترات شرق مدينة طولكرم، يقع مخيم نور شمس، الذي تأسس عام 1951 على يد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ليؤوي لاجئين من 27 قرية من قضاء حيفا، أبرزها صبارين.في هذا المخيم، يعيش اللاجئ مصطفى محمود عبد الفتاح أبو عواد (89 عاما)، أحد شهود النكبة الذين يحملون في ذاكرتهم مشهد التهجير الأول، ويعايشون اليوم فصول التهجير الثاني.«ما أراه اليوم لم أشهده حتى في نكبة 1948»، بهذه العبارة يلخص الحاج مصطفى واقع مخيم نور شمس، الذي تحول إلى ساحة حرب مفتوحة.ويضيف: «كنت طفلا في الثانية عشرة من عمري عندما أُجبرنا على مغادرة قريتنا صبارين في 12 أيار 1948، يومها، خرجنا تحت القصف على أمل العودة بعد شهر أو شهرين، لكننا لم نعد أبدا، أما اليوم، وبعد 77 سنة، أُجبرت من جديد على مغادرة بيتي، وهذه المرة في المخيم الذي ظنناه ملجأً».يقطن أبو عواد في حارة العيادة داخل المخيم، وهي من أكثر المناطق استهدافا، خلال العدوان الأخير الذي بدأ قبل 95 يوما، تعرض منزله للاقتحام من قبل قوات الاحتلال عبر طائرة التصوير «درون» دخلت غرفة نومه، رفض الاحتلال طلبه بمراعاته لعدم قدرته على الحركة بسبب سنه المتقدم، وأجبره على المغادرة تحت تهديد السلاح.كانت لحظات الخروج من المخيم مشهدا لا يُنسى، مشبعا بالخوف والوجع، جنود الاحتلال ينتشرون في الحارات، يداهمون المنازل، ويجبرون سكانها على مغادرتها دون السماح لهم بقليل من الوقت لأخذ حاجياتهم الضرورية، يبدأ الناس بالخروج من منازلهم مجبرين، وسط دموع الأمهات، وبكاء الأطفال، وارتباك الرجال وهم يهرعون لحمل كبار السن والمرضى، رسمت صورة حية لنكبة تُعاد.خرج البعض حفاة، وآخرون تركوا خلفهم الطعام على النار، وثيابا معلقة، ودفاتر مدرسية مفتوحة على الطاولات، لم يكن لدى سكان المخيم الوقت لتوديع منازلهم التي كانت تأويهم لعقود، والجنود يطلقون أوامر التهجير تحت تهديد السلاح.في شهادته، يرسم أبو عواد صورة موجعة للتاريخ المتكرر: «في السابق، كنت أحلم بالعودة إلى صبارين، اليوم، كل أمنيتي أن أعود إلى منزلي في المخيم، الذي حرقه الاحتلال ودمر كل ما فيه، هنا عشت، تزوجت، أنجبت، وبنيت حياتي، مخيم نور شمس كان نقطة انطلاقنا نحو العودة، واليوم نتمنى فقط الرجوع إليه».ويشبه المشهد الحالي في المخيم بـ»الزلزال» ويقول: دمار شامل في أحياء المنشية، العيادة، والمسلخ، ومداهمات متكررة، وتجريف متواصل، المخيمات الثلاثة في شمال الضفة نور شمس، طولكرم، وجنين باتت تعيش نكبة جديدة بكل تفاصيلها: نزوح، تشتيت، دمار، وفقدان.اليوم، لا يملك ابو عواد إلا صوته، وذاكرته التي تنزف ألما، ليحكي للعالم كيف أن النكبة لم تكن لحظة في التاريخ، بل واقعا متجددا ما زال الفلسطينيون يدفعون ثمنه حتى اليوم.كما كل منزل مهدم، وكل عائلة مكلومة، وكل طفل مهجر من بيته، تتجسد النكبة من جديد، وما كان يروى في القصص عن عام 1948، بات اليوم واقعا معاشا أمام أعين الأجيال الجديدة، التي ترى منازلها تهدم وتنسف، وأحياءها تغلق، وأهلها يطردون من بيوتهم.«وفا»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على هامش ذكرى النكبة  مصطفى أبو عواد يروي وجعه الممتد منذ 1948
على هامش ذكرى النكبة  مصطفى أبو عواد يروي وجعه الممتد منذ 1948

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • الدستور

على هامش ذكرى النكبة مصطفى أبو عواد يروي وجعه الممتد منذ 1948

بين أنقاض البيوت المهدمة، وصدى الجرافات التي لا تتوقف عن التدمير، تتجسد نكبة جديدة في مخيمي اللاجئين نور شمس وطولكرم، حيث يعيش المواطنون فصولا تعيد إلى الأذهان مشاهد العام 1948، يوم هجروا من أرضهم وقراهم قسرا.قبل 77 عامًا، هُجّر نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية، في واحدة من أقسى عمليات التطهير العرقي التي عرفها القرن العشرين، تركوا خلفهم منازل أغلقوها بمفاتيح لا تزال بحوزتهم، وأوراقا رسمية تثبت ملكيتهم، في انتظار عودة طال أمدها.على بعد ثلاثة كيلومترات شرق مدينة طولكرم، يقع مخيم نور شمس، الذي تأسس عام 1951 على يد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ليؤوي لاجئين من 27 قرية من قضاء حيفا، أبرزها صبارين.في هذا المخيم، يعيش اللاجئ مصطفى محمود عبد الفتاح أبو عواد (89 عاما)، أحد شهود النكبة الذين يحملون في ذاكرتهم مشهد التهجير الأول، ويعايشون اليوم فصول التهجير الثاني.«ما أراه اليوم لم أشهده حتى في نكبة 1948»، بهذه العبارة يلخص الحاج مصطفى واقع مخيم نور شمس، الذي تحول إلى ساحة حرب مفتوحة.ويضيف: «كنت طفلا في الثانية عشرة من عمري عندما أُجبرنا على مغادرة قريتنا صبارين في 12 أيار 1948، يومها، خرجنا تحت القصف على أمل العودة بعد شهر أو شهرين، لكننا لم نعد أبدا، أما اليوم، وبعد 77 سنة، أُجبرت من جديد على مغادرة بيتي، وهذه المرة في المخيم الذي ظنناه ملجأً».يقطن أبو عواد في حارة العيادة داخل المخيم، وهي من أكثر المناطق استهدافا، خلال العدوان الأخير الذي بدأ قبل 95 يوما، تعرض منزله للاقتحام من قبل قوات الاحتلال عبر طائرة التصوير «درون» دخلت غرفة نومه، رفض الاحتلال طلبه بمراعاته لعدم قدرته على الحركة بسبب سنه المتقدم، وأجبره على المغادرة تحت تهديد السلاح.كانت لحظات الخروج من المخيم مشهدا لا يُنسى، مشبعا بالخوف والوجع، جنود الاحتلال ينتشرون في الحارات، يداهمون المنازل، ويجبرون سكانها على مغادرتها دون السماح لهم بقليل من الوقت لأخذ حاجياتهم الضرورية، يبدأ الناس بالخروج من منازلهم مجبرين، وسط دموع الأمهات، وبكاء الأطفال، وارتباك الرجال وهم يهرعون لحمل كبار السن والمرضى، رسمت صورة حية لنكبة تُعاد.خرج البعض حفاة، وآخرون تركوا خلفهم الطعام على النار، وثيابا معلقة، ودفاتر مدرسية مفتوحة على الطاولات، لم يكن لدى سكان المخيم الوقت لتوديع منازلهم التي كانت تأويهم لعقود، والجنود يطلقون أوامر التهجير تحت تهديد السلاح.في شهادته، يرسم أبو عواد صورة موجعة للتاريخ المتكرر: «في السابق، كنت أحلم بالعودة إلى صبارين، اليوم، كل أمنيتي أن أعود إلى منزلي في المخيم، الذي حرقه الاحتلال ودمر كل ما فيه، هنا عشت، تزوجت، أنجبت، وبنيت حياتي، مخيم نور شمس كان نقطة انطلاقنا نحو العودة، واليوم نتمنى فقط الرجوع إليه».ويشبه المشهد الحالي في المخيم بـ»الزلزال» ويقول: دمار شامل في أحياء المنشية، العيادة، والمسلخ، ومداهمات متكررة، وتجريف متواصل، المخيمات الثلاثة في شمال الضفة نور شمس، طولكرم، وجنين باتت تعيش نكبة جديدة بكل تفاصيلها: نزوح، تشتيت، دمار، وفقدان.اليوم، لا يملك ابو عواد إلا صوته، وذاكرته التي تنزف ألما، ليحكي للعالم كيف أن النكبة لم تكن لحظة في التاريخ، بل واقعا متجددا ما زال الفلسطينيون يدفعون ثمنه حتى اليوم.كما كل منزل مهدم، وكل عائلة مكلومة، وكل طفل مهجر من بيته، تتجسد النكبة من جديد، وما كان يروى في القصص عن عام 1948، بات اليوم واقعا معاشا أمام أعين الأجيال الجديدة، التي ترى منازلها تهدم وتنسف، وأحياءها تغلق، وأهلها يطردون من بيوتهم.«وفا»

إسرائيلية الصنع: باكستان تسقط 25 مسيّرة أطلقتها الهند
إسرائيلية الصنع: باكستان تسقط 25 مسيّرة أطلقتها الهند

جو 24

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • جو 24

إسرائيلية الصنع: باكستان تسقط 25 مسيّرة أطلقتها الهند

جو 24 : قال الجيش الباكستاني، اليوم الخميس، إنه أسقط حتى الآن "25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع" أطلقتها الهند منذ مساء الأربعاء "عبر وسائل تقنية وأيضاً عسكرية"، غداة اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين تعد الأخطر بين نيودلهي وإسلام آباد منذ عقدين. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الباكستاني "تحييد" 12 مسيَّرة هندية في مواقع عدة، مشيراً إلى مقتل مدني وإصابة 4 جنود بجروح. وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري: "الليلة الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيَّرات إلى مواقع عدة". وأضاف: "تمكَّنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور". وقال مسؤول الشرطة المحلية، محمد رضوان، إنه تم إسقاط طائرة مسيَّرة بالقرب من منطقة والتان السكنية في لاهور، التي تضم أيضاً منشآت عسكرية. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم إسقاط طائرتَي درون أخريين في مدينتين أخريين بإقليم البنجاب، الذي تعدُّ لاهور عاصمته، وفقاً لما ذكرته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية. وقالت الهند إنها قصفت "بنية تحتية إرهابية" في باكستان، في الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء)، بعد أسبوعين من اتهامها لها بالضلوع في هجوم في الشطر الهندي من كشمير، أدى إلى مقتل 26 شخصاً معظمهم من السياح الهندوس. ونفت إسلام آباد الاتهام، وتعهَّدت بالرد على الضربات الصاروخية. وقالت إنها أسقطت 5 طائرات هندية. ووصفت السفارة الهندية في بكين التقارير عن إسقاط الطائرات المقاتلة بأنها "معلومات مضللة". وتقول باكستان إن 31 مدنياً على الأقل قُتلوا، وإن نحو 50 أُصيبوا في الغارات والقصف عبر الحدود بعد ذلك، بينما تقول الهند إن 13 مدنياً هندياً قُتلوا وأُصيب 43. وذكر مسؤولون هنود أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود خفَّت حدته قليلاً خلال الليل. في غضون ذلك، عادت الحياة إلى طبيعتها في معظم المدن الباكستانية، واستأنف الطلاب الدراسة، لكن في إقليم البنجاب الحدودي، ظلَّت المستشفيات وهيئات الدفاع المدني في حالة تأهب قصوى. ورغم تعهُّد الحكومة الاتحادية الباكستانية بالرد على الضربات الهندية، فإن وزير الدفاع خواجة محمد آصف، قال لصحيفة "نيويورك تايمز"، أمس (الأربعاء)، إن بلاده مستعدة لتهدئة التوترات. تابعو الأردن 24 على

جرش تفعل خطة طوارئ صيفية لمواجهة حرائق الغابات
جرش تفعل خطة طوارئ صيفية لمواجهة حرائق الغابات

جهينة نيوز

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

جرش تفعل خطة طوارئ صيفية لمواجهة حرائق الغابات

تاريخ النشر : 2025-04-21 - 10:48 pm قال محافظ جرش فراس الفاعور إن المحافظة فعلت خطة طوارئ خاصة بفصل الصيف للحد من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية. وأضاف الفاعور أن المحافظة فتحت غرف عمليات رئيسية وفرعية لمتابعة الحالات الطارئة على مدار الساعة إلى جانب صيانة أبراج المراقبة المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة والتنسيق الكامل بين الدوائر الرسمية ذات العلاقة. وأشار إلى أن العمل جارٍ على إزالة الأعشاب الجافة في المناطق الحرجية ذات الخطورة العالية، مشددًا على عدم التهاون في التعامل مع أي شخص يثبت تعمده إشعال الحرائق. وبينت مديرة زراعة جرش المهندسة علا المحاسنة أن المديرية فعّلت 10 أبراج مراقبة مزودة بمناظير وأجهزة لاسلكية لرصد أي طارئ والتبليغ عنه بسرعة، مشيره إلى أن المديرية بدأت بزراعة أشتال الخروب في المناطق الحرجية، نظرًا لقدرة هذا النوع من الأشجار على إبطاء انتشار النيران. وقال مدير آثار جرش محمد الشلبي إن المديرية باشرت بإزالة الأعشاب الجافة من داخل الموقع الأثري الذي تبلغ مساحته نحو 750 دونمًا، مشيرًا إلى أن نسبة الإنجاز في عمليات الإزالة وصلت إلى 80 بالمئة. وأكد مدير دفاع مدني جرش المقدم ثامر البقاعي جاهزية كوادر الدفاع المدني للتعامل مع مختلف الظروف الطارئة، موضحًا أن زمن الاستجابة لا يتجاوز 7 دقائق وأن الخطة الموضوعة تتضمن إجراءات وقائية لتقليل انتشار الحرائق. وقال مدير شرطة البيئة في جرش النقيب علاء مهيدات إن الشرطة البيئية وزعت منذ مطلع أيار منشورات توعوية على زوار المواقع البيئية، ووفرت سيارات دفع رباعي للوصول إلى المناطق الوعرة ومكبرات صوت للتنبيه بضرورة الحفاظ على نظافة المواقع إلى جانب استخدام طائرة "درون" لتحديد مواقع الحرائق بدقة. وأشار مدير تربية جرش وائل أبو عزام إلى أن المديرية تنظم حملات دورية لتنظيف المناطق الحرجية وإزالة الأعشاب الجافة بالتنسيق مع أولياء الأمور والطلبة بهدف تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية. --(بترا) تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store