
تفاصيل جديدة عن "هجوم إيران".. متى بدأت التحضيرات له؟
نشرت وكالة "آكسيوس" الأميركية تقريراً جديداً قالت فيه إن العملية الإسرائيلية الواسعة النطاق التي تم تنفيذها ضدّ إيران ، فجر الجمعة، واستهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومواقع الصواريخ والعلماء والجنرالات، جاءت بعد 8 أشهر من الاستعدادات السرية المكثفة.
وتقولُ الوكالة إن العملية أطلقت حرباً جديدة في الشرق الأوسط قد تجرّ الولايات المتحدة ، وتقضي على أي أمل في التوصل إلى اتفاق نووي، وقد وجهت ما يُمكن اعتباره أكبر ضربة للنظام الإيراني منذ ثورة 1979، وأضافت: "ما هذه إلا البداية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أنّ إسرائيل تسعى لـ" القضاء على القدرات النووية والصاروخية الباليستية في عملية يُتوقع أن تستمر عدة أيام على الأقل". في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون آخرون إنَّ العملية قد تستغرق أسابيع.
الوكالة تشير إلى أنَّ "إسرائيل في الساعات الأولى فقط من العملية، اغتيال علماء نوويين تزعم أنهم يمتلكون الخبرة اللازمة لصنع قنبلة نووية، مشيرة إلى أنه "تم استهداف حوالى 25 عالماً، تأكد مقتل 2 منهم على الأقل حتى الآن"، وتابعت: "أيضاً، استهدفت إسرائيل كبار قادة الجيش الإيراني وتم تأكيد مقتل قائد الحرس الثوري ورئيس الأركان العسكرية بالإضافة إلى جنرال كبير آخر".
ولم تقتصر العملية الإسرائيلية على الغارات الجوية فحسب، بل صرّح مسؤولون بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لديه عملاء على الأرض ينفذون عمليات تخريب سرية على مواقع الصواريخ والدفاع الجوي.
ومن المتوقع، بحسب "آكسيوس"، أن تواصل إسرائيل قصف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض في الأيام المقبلة، إلى جانب أهداف أخرى.
وذكرت الوكالة أيضاً أن "فكرة تنفيذ عملية تستهدف في وقت واحد برامج إيران الصاروخية والنووية ــ والتي وصفها نتنياهو بأنها تهديدات وجودية لإسرائيل ــ تبلورت بعد أن ضربت إيران إسرائيل في تشرين الأول، خلال دورة من التصعيد المتبادل بين البلدين".
وأكملت: "بدافع من ترسانة الصواريخ الإيرانية سريعة النمو ودفاعاتها الجوية الضعيفة في أعقاب الرد الإسرائيلي، أمر نتنياهو الأجهزة العسكرية والاستخباراتية بالبدء في التخطيط".
وقال الجيش الإسرائيلي إن هناك عاملاً آخر يتمثل في معلومات استخباراتية حول أبحاث وتطوير الأسلحة النووية، والتي تشير إلى أن إيران قادرة على بناء قنبلة بسرعة أكبر إذا اختارت القيام بذلك.
وقد زاد من إلحاح الأمر افتتاح منشأة جديدة للتخصيب تحت الأرض خلال الأسابيع المقبلة، وهي المنشأة التي ستكون محصنة حتى ضد القنابل الأميركية الضخمة التي تخترق المخابئ.
وحتى في الوقت الذي سعى فيه الرئيس ترامب إلى التوصل إلى اتفاق نووي ، كانت إسرائيل تستعد لهذه الضربة - جمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديد مواقع الأصول، وإجراء التدريبات في نهاية المطاف.
وأثارت هذه الاستعدادات قلق البعض في البيت الأبيض ، الذين شعروا بالقلق من أن نتنياهو قد يتحرك حتى بدون الضوء الأخضر من ترامب، وفق "آكسيوس".
أكد نتنياهو لترامب أنه لن يفعل ذلك، ومن جانبه، أبلغ البيت الأبيض نتنياهو أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، فستفعل ذلك بمفردها.
وقال ترامب نفسه عدة مرات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك قبل ساعات من الضربات، إنه يعارض أي ضربة إسرائيلية من شأنها أن "تفجر" المفاوضات.
لكن في الساعات التي تلت بدء الهجوم، أبلغ المسؤولون الإسرائيليون الصحافيين أن كل هذا كان بالتنسيق مع واشنطن.
وزعم مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" أن ترامب ومساعديه كانوا يتظاهرون فقط بمعارضة هجوم إسرائيلي علناً، ولم يُعربوا عن معارضتهم سراً. وفي السياق، زعم واحد من المسؤولين الإسرائيليين قائلاً: "حصلنا على ضوء أخضر أميركي واضح".
ويقول المسؤولون إنَّ "الهدف كان إقناع إيران بعدم وجود هجوم وشيك والتأكد من أن الإيرانيين الموجودين على قائمة الأهداف الإسرائيلية لن ينتقلوا إلى مواقع جديدة"، وتابع: "حتى أن مساعدي نتنياهو أطلعوا الصحفيين الإسرائيليين على أن ترامب حاول وضع حد للهجوم الإسرائيلي في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، في حين أن المكالمة في الواقع تناولت التنسيق قبل الهجوم، حسبما يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن".
ولم يؤكد الجانب الأميركي أياً من ذلك، وفي الساعات التي سبقت الضربة وتلت، نأت إدارة ترامب بنفسها عن العملية الإسرائيلية في تصريحات علنية ورسائل خاصة إلى حلفائها.
وصرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سريعاً بأن الهجوم الإسرائيلي كان "أحادي الجانب" ولم يكن هناك أي تدخل أميركي.
وبعد ساعات، أكد ترامب أنه كان يعلم أن الهجوم قادم، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي تدخل عسكري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 13 دقائق
- ليبانون 24
ديفيد شينكر: عملية "الأسد الصاعد" ضربت التوازن في الشرق الأوسط
كتبت امل شموني في"نداء الوطن":في تصعيد حادّ للتوترات في الشرق الأوسط ، شنّت إسرائيل عملية " الأسد الصاعد" العسكرية ضد إيران ، أُشيدَ بها في أوساط واشنطن باعتبارها مبتكرةً وشاملةً. ووفقاً لديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق والزميل البارز في معهد واشنطن، فإن هذه العملية قد تُشير إلى حملةٍ استراتيجيةٍ طويلة الأمد. وقال شينكر": "أعتقد أن عملية إسرائيل كانت مبتكرةً وشاملةً. لقد قلّصت وأضعفت الكثير من قدرات إيران. إن هذه الحملة العسكرية لا تزال في بداياتها، وأتوقع أن تستمر لبعض الوقت. إنها تُشبه في استراتيجيتها وتكتيكها العمليات الإسرائيلية التي طالت حزب الله"، مُسلّطاً الضوء على التأثير الكبير الذي يُمكن أن تُحدثه هذه العملية على توازن القوى الإقليمي. يبدو أن حملة "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مُخطّط لها بدقة، وهي تستند إلى سنواتٍ من التحضير الاستخباراتي. فقد أوضح شينكر قائلاً: "بالفعل. بعد حرب 2006 مع "حزب الله"، بدأت إسرائيل استثمار موارد كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد أهداف لـ "حزب الله". وقد طبّقت النهج نفسه مع إيران". وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، التي شملت تصفية شخصيات عسكرية رئيسية، تُظهر خطة قتالية مدروسة ومبتكرة. تأتي هذه التطورات في ظل توترات مستمرة في العلاقات الأميركية - الإيرانية وديناميكيات جيوسياسية معقدة. ولاحظ شينكر أن إدارة ترامب كانت قد "منعت" إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية مباشرة ضد إيران. ومع ذلك، ومع فشل المفاوضات الدبلوماسية في تحقيق نتائج، غيّر ترامب مساره، مانحاً إسرائيل الضوء الأخضر لضرباتها الأخيرة، مع سعيه في الوقت نفسه إلى "الحفاظ على مسافة من العمليات"، مضيفاً أن ترامب لا يزال متفائلاً باستئناف المحادثات، وإن كان ذلك مع توقعات ضئيلة بالنجاح. يشير شينكر إلى أنه في حين لا تزال طهران ملتزمة ببرنامجها النووي ، فإن الخسائر العملياتية قد تُجبرها على إعادة تقييم استراتيجيتها. وقال: "تحتاج إيران إلى تقييم اعتباراتها وحساباتها الاستراتيجية الخاصة بعناية. يبدو أنهم مُلتزمون بطموحاتهم النووية. ومع ذلك، إذا أُجبروا على الاختيار بين نظامهم وطموحاتهم النووية، فإن الاعتقاد السائد هو أنهم سيختارون بقاء النظام... ولكن من الواضح أنهم لا يريدون التنازل عن البرنامج النووي. لا يريدون أن يروا أنفسهم يخسرون المقاومة ، هم يريدون الردّ على إسرائيل... لكنهم قد لا يكونون في وضع يسمح لهم بذلك". قد تكون للتداعيات الأوسع لهذا الصراع آثار دائمة على الاستقرار الإقليمي. يتكهّن شينكر قائلاً: "إذا أدّت هذه الأحداث إلى انتكاسة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني ، فسيكون ذلك مُفيداً للاستقرار الإقليمي ويُعزز القوى المُعتدلة في المنطقة". ومع ذلك، حذّر من أنه إذا تم تقليص قدرات إيران فقط بدلاً من القضاء عليها، فقد يدفعها ذلك إلى تسريع مساعيها النووية بدلاً من التراجع عنها.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
اتصال بين ترامب ونتنياهو
أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحادثا هاتفيًّا.


النشرة
منذ 2 ساعات
- النشرة
إسرائيل تُعيد تشكيل الشرق الأوسط بدماء أبنائه
من يقرأ عقل نتنياهو بعد "7 اوكتوبر"، ومن يقرأ عقل إسرائيل المتعطشة للخلاص من عقدة غزّة ومن غبار هزائمها المتراكمة، ومن يفك شيفرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض، يدرك أن اللعبة لم تكن يومًا مجرد ردّ فعل أو مغامرة محدودة أو حتى محاولة تطويق "حماس" و"الجهاد" و" حزب الله "، بل كانت وما تزال خطة محكمة، غايتها الكبرى رأس المحور: إيران . فمنذ اللحظة الأولى لانفجار بركان الجنوب الفلسطيني، عرف رئيس وزراء الحرب الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أين يُريد أن يصل، رغم ظنّ الكُثُر أن "المفاجأة" أوقعت إسرائيل في شَرَك عسكري، لكن القراءة المتأنية للعقل الإسرائيلي وتحديدًا عقل نتنياهو تكشف أن الكيان، كان يعرف أين يريد أن يصل. المعركة على غزة كانت ولا تزال بوابة نحو حرب إقليمية شاملة، تستهدف قلب المحور الذي يشكل خطراً وجودياً على ا الإسرائيلي. ليس بصدفة أن تتزامن المجازر في غزة مع التصعيد على الجبهات الأخرى: الجنوب اللبناني، الجولان، العراق، واليمن. وليس من العبث أن تصاعدت الاغتيالات في قلب الضاحية الجنوبية، وأن الأجواء اللبنانية باتت مكشوفة أمام طائرات العدو، فيما تتحول الحدود إلى ساحة قصف متبادل مفتوح. من يقرأ مسار الحرب يرى بوضوح: الهدف ليس إسقاط غزة ولا حتى ضرب حزب الله وحده، بل جرّ المحور كلّه إلى معركة تُبرر لاحقًا الضربة الكبرى: ضرب إيران. وحين تسقط طهران، يسقط رأس المقاومة، وتُستكمل خريطة الشرق الأوسط الجديد ، التي بُدِئت بتقطيع أوصال العراق وسوريا وليبيا واليمن. كذلك فإن ترامب بنسخته الثانية، لم يعد بشعار "أميركا أولاً" بمعناه الانعزالي، بل عاد هذه المرة ليُتم الصفقة الكبرى، بالنار لا بالضغوط السياسية والإقتصادية فقط: تسليم المنطقة إلى إسرائيل كاملةً غير منقوصة، بعد إزالة "الخطر الإيراني" الذي يُزعج واشنطن وتل أبيب وبعض الدول الإقليمية. في السياق ذاته، لا بد من قراءة التحركات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا قبل سقوطها، وهي عبارة عن سلسلة اغتيالات، قصف لمخازن سلاح، واستهداف قادة كبار في الحرس الثوري وحزب الله، وثم الضربة القاضية بسقوط بشار الأسد وهو ما كان بالنسبة لإسرائيل خطوة لازمة على طريق محاولة إسقاط طهران، وهو ما فشلت فيه الحرب الكونية على سوريا طيلة 13 عامًا، لكنها قد تحاول إنجازه الآن من بوابة الحرب الكبرى. الحقيقة أن لا خداع حصل من إسرائيل أو أميركا لإيران، مَن يظن أن نتنياهو وقيادته وقعا في فخ "7 أكتوبر" فهو يقرأ المشهد بسطحية. إسرائيل وبدعم أميركي ودولي تقبلت الجرح لتطلق حربها على المحور كلّه، الذي حاول تجنب الحرب الواسعة واعتبر أن اسرائيل لا تريدها أو أميركا لا ترغب بها، والنتيجة كانت أن تل ابيب استدرجت المعركة إلى حيث تريد، وجعلت من الدماء في فلسطين ولبنان وسوريا جسراً نحو الحرب الإقليمية الكبرى. كل الإشارات كانت تقول أن الشرق الأوسط الجديد يُرسم بالنار، وإسرائيل ليست إلا أداة التنفيذ، فيما العقل الأميركي يقف خلف الستار يوزع الأدوار، والمحور الذي تقوده إيران يُفترض أنه كان يدرك اللعبة، ولو حاول تجنبها، وهو يعرف أيضًا أن هذه الجولة ليست ككل الجولات، هي تثبيت الوجود أو الفناء وتسليم المنطقة لإسرائيل بالكامل، فالشرق الأوسط الجديد يُكتب الآن بالدم.