
ديفيد شينكر: عملية "الأسد الصاعد" ضربت التوازن في الشرق الأوسط
كتبت امل شموني في"نداء الوطن":في تصعيد حادّ للتوترات في الشرق الأوسط ، شنّت إسرائيل عملية " الأسد الصاعد" العسكرية ضد إيران ، أُشيدَ بها في أوساط واشنطن باعتبارها مبتكرةً وشاملةً. ووفقاً لديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق والزميل البارز في معهد واشنطن، فإن هذه العملية قد تُشير إلى حملةٍ استراتيجيةٍ طويلة الأمد. وقال شينكر": "أعتقد أن عملية إسرائيل كانت مبتكرةً وشاملةً. لقد قلّصت وأضعفت الكثير من قدرات إيران. إن هذه الحملة العسكرية لا تزال في بداياتها، وأتوقع أن تستمر لبعض الوقت. إنها تُشبه في استراتيجيتها وتكتيكها العمليات الإسرائيلية التي طالت حزب الله"، مُسلّطاً الضوء على التأثير الكبير الذي يُمكن أن تُحدثه هذه العملية على توازن القوى الإقليمي.
يبدو أن حملة "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مُخطّط لها بدقة، وهي تستند إلى سنواتٍ من التحضير الاستخباراتي. فقد أوضح شينكر قائلاً: "بالفعل. بعد حرب 2006 مع "حزب الله"، بدأت إسرائيل استثمار موارد كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد أهداف لـ "حزب الله". وقد طبّقت النهج نفسه مع إيران". وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، التي شملت تصفية شخصيات عسكرية رئيسية، تُظهر خطة قتالية مدروسة ومبتكرة.
تأتي هذه التطورات في ظل توترات مستمرة في العلاقات الأميركية - الإيرانية وديناميكيات جيوسياسية معقدة. ولاحظ شينكر أن إدارة ترامب كانت قد "منعت" إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية مباشرة ضد إيران. ومع ذلك، ومع فشل المفاوضات الدبلوماسية في تحقيق نتائج، غيّر ترامب مساره، مانحاً إسرائيل الضوء الأخضر لضرباتها الأخيرة، مع سعيه في الوقت نفسه إلى "الحفاظ على مسافة من العمليات"، مضيفاً أن ترامب لا يزال متفائلاً باستئناف المحادثات، وإن كان ذلك مع توقعات ضئيلة بالنجاح.
يشير شينكر إلى أنه في حين لا تزال طهران ملتزمة ببرنامجها النووي ، فإن الخسائر العملياتية قد تُجبرها على إعادة تقييم استراتيجيتها. وقال: "تحتاج إيران إلى تقييم اعتباراتها وحساباتها الاستراتيجية الخاصة بعناية. يبدو أنهم مُلتزمون بطموحاتهم النووية. ومع ذلك، إذا أُجبروا على الاختيار بين نظامهم وطموحاتهم النووية، فإن الاعتقاد السائد هو أنهم سيختارون بقاء النظام... ولكن من الواضح أنهم لا يريدون التنازل عن البرنامج النووي. لا يريدون أن يروا أنفسهم يخسرون المقاومة ، هم يريدون الردّ على إسرائيل... لكنهم قد لا يكونون في وضع يسمح لهم بذلك".
قد تكون للتداعيات الأوسع لهذا الصراع آثار دائمة على الاستقرار الإقليمي. يتكهّن شينكر قائلاً: "إذا أدّت هذه الأحداث إلى انتكاسة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني ، فسيكون ذلك مُفيداً للاستقرار الإقليمي ويُعزز القوى المُعتدلة في المنطقة". ومع ذلك، حذّر من أنه إذا تم تقليص قدرات إيران فقط بدلاً من القضاء عليها، فقد يدفعها ذلك إلى تسريع مساعيها النووية بدلاً من التراجع عنها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 44 دقائق
- ليبانون ديبايت
بين إسقاط النظام الإيراني واشتعال الحرب.. توقعات ومعلومات "صادمة" لفريدمان!
نشر الكاتب الأميركي توماس فريدمان مقالًا في صحيفة "نيويورك تايمز" اعتبر فيه أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، الذي استهدف منشآت نووية وبنى تحتية حساسة، يُعدّ تحولًا استراتيجيًا يُضاف إلى قائمة الحروب التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، مثل حروب 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، وأخيرًا 2025. فريدمان، المعروف بدعمه لإسرائيل وانتقاده لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من منطلق الحرص على أمنها، يرى أن من المبكر حسم تداعيات الضربة الإسرائيلية الأخيرة، غير أنه يتوقع أن تضع المنطقة أمام مسارين متضادين تمامًا. الأول يحمل آفاقًا إيجابية من وجهة نظره، يتمثل بإسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر اعتدالًا وعلمنة، فيما يُنذر الثاني بانفجار إقليمي واسع قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر. ويرجّح فريدمان وجود احتمال ثالث يقوم على تسوية تفاوضية مؤقتة، معتبرًا أن الهجوم ربما يحمل رسالة غير معلنة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإيرانيين بأنه لا يزال منفتحًا على الحوار لإنهاء برنامجهم النووي، داعيًا إياهم للإسراع في اتخاذ قرار التواصل. ويصف فريدمان الهجوم بأنه يختلف عن الضربات السابقة، لأن إسرائيل، هذه المرة، تبدو مصممة على استكمال المعركة حتى النهاية بهدف إنهاء البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت تفكر في توجيه مثل هذا الضربات منذ 15 عامًا، لكنها كانت تتراجع تحت الضغط الأميركي أو بسبب الشكوك بقدرتها على التنفيذ. ويرى أن ما يحدث اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لهذا التردد الطويل. من الناحية العملية، يعتقد فريدمان أن نجاح إسرائيل في إلحاق أضرار كافية بالمنشآت النووية الإيرانية لإجبار طهران على وقف تخصيب اليورانيوم، حتى ولو مؤقتًا، سيمثل مكسبًا عسكريًا لها. لكنه يعتبر أن الأهمية الأكبر تكمن في التأثير الإقليمي الأوسع للهجوم، لا سيما في تقليص النفوذ الإيراني في دول مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث بنت طهران شبكات مليشياوية للسيطرة غير المباشرة. وبرأيه، فإن هذا النفوذ بدأ يتراجع فعليًا عندما قرر نتنياهو ضرب حزب الله وشل حركته، ما خلق أجواء سياسية جديدة في لبنان وسوريا سمحت بظهور حكومات أكثر تنوعًا، رغم أن البلدين لا يزالان في وضع هش. وفي سياق تحليله لأداء نتنياهو، يميز فريدمان بين سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي الإقليمي الذي يتسم بالبراغماتية، وسلوكه الداخلي الذي تحكمه ضرورات البقاء السياسي. إذ يعتبر أن نتنياهو، عبر تحالفه مع اليمين المتطرف ورفضه إقامة دولة فلسطينية، جرّ الجيش الإسرائيلي إلى مستنقع غزة، ما شكل كارثة على المستويات الأخلاقية والاقتصادية والإستراتيجية. ويتوقف الكاتب عند نقطة محورية تتعلق بنجاح الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد مواقع عدد من كبار القادة والضباط الإيرانيين واغتيالهم، متسائلًا عن مصدر تلك المعلومات الدقيقة. ويقارن بين الواقع والمسلسل الدرامي "طهران"، المعروض على "Apple TV+"، والذي يُصوّر عميلاً للموساد يعمل داخل إيران. ومن خلال هذه المقاربة، يخلص فريدمان إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين، بسبب نقمتهم على النظام، قد يكونون مستعدين للتعاون مع إسرائيل، مما يسهّل اختراق الموساد لأعلى دوائر الحكم والعسكر في طهران. وفي حال فشل الضربة الإسرائيلية واستطاع النظام الإيراني التعافي والمضي قدمًا في تطوير السلاح النووي، فإن فريدمان يتوقع دخول المنطقة في حالة حرب استنزاف طويلة بين أقوى جيشين في الشرق الأوسط، مما سيزيد من اضطراب الأسواق العالمية ويعمّق أزمة الطاقة، كما قد يدفع إيران إلى مهاجمة الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن أو حتى القوات الأميركية في المنطقة. ويشير الكاتب إلى أن مثل هذا السيناريو لن يترك أمام إدارة ترامب خيارًا سوى التدخل المباشر عسكريًا، ليس فقط لوضع حد للحرب، بل وربما لإنهاء النظام الإيراني نفسه، وهو مسار يقول فريدمان إن عواقبه لا يمكن التكهن بها. في ختام مقاله، يؤكد الكاتب أن التجارب التاريخية في الشرق الأوسط تعلّمنا درسين أساسيين. الأول، أن الأنظمة الشمولية مثل النظام الإيراني غالبًا ما تبدو قوية حتى تنهار فجأة. والثاني، أن سقوط الاستبداد لا يعني بالضرورة بزوغ الديمقراطية، إذ إن البديل قد يكون حالة من الفوضى والانقسام الطويل. وبينما يعبّر فريدمان بصراحة عن رغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه في الوقت نفسه لا يُخفي قلقه من التكاليف والتداعيات التي قد تنجم عن ذلك على المنطقة بأسرها.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
لماذا لم تٌقحم إيران "حزب الله" في الحرب مع إسرائيل؟
أوضح خبير عسكريّ أنّ "حزب الله" لم يردّ على الهجمات الإسرائيليّة التي تستهدف إيران منذ يوم أمس، لأنّ إيران ترفض حاليّاً إقحام أيّ فصيل موالٍ لها في الحرب مع إسرائيل، وتُريد إثبات قوّتها في المنطقة، لتُحافظ على مكانتها وعلى شروطها في المُفاوضات النوويّة". وأكّد أنّ "الحرب انتقلت الآن إلى الأراضي الإيرانيّة مباشرة، وطهران كانت تتحكّم بها منذ 7 تشرين الأوّل 2023 من سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة، بينما في الوقت الراهن، فإنّ هدفها أنّ تُرسل رسائل إلى دول المنطقة وإلى أوروبا وأميركا، أنّها ليست بحاجة إلى أذرعها للدفاع عن نفسها، وأنّها قويّة كفاية لمُواجهة إسرائيل". في المقابل، لفت الخبير العسكريّ إلى أنّه "إذا لم تنجح الحلول الإيرانيّة في ردع إسرائيل، فإنّها من دون شكّ قد تلجأ من جديد إلى "حزب الله" في لبنان، والحوثيين في اليمن". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
بين إسقاط النظام الإيراني واشتعال الحرب.. توقعات ومعلومات "صادمة" لفريدمان!
نشر الكاتب الأميركي توماس فريدمان مقالًا في صحيفة "نيويورك تايمز" اعتبر فيه أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، الذي استهدف منشآت نووية وبنى تحتية حساسة، يُعدّ تحولًا استراتيجيًا يُضاف إلى قائمة الحروب التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، مثل حروب 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، وأخيرًا 2025. فريدمان، المعروف بدعمه لإسرائيل وانتقاده لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من منطلق الحرص على أمنها، يرى أن من المبكر حسم تداعيات الضربة الإسرائيلية الأخيرة، غير أنه يتوقع أن تضع المنطقة أمام مسارين متضادين تمامًا. الأول يحمل آفاقًا إيجابية من وجهة نظره، يتمثل بإسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر اعتدالًا وعلمنة، فيما يُنذر الثاني بانفجار إقليمي واسع قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر. ويرجّح فريدمان وجود احتمال ثالث يقوم على تسوية تفاوضية مؤقتة، معتبرًا أن الهجوم ربما يحمل رسالة غير معلنة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإيرانيين بأنه لا يزال منفتحًا على الحوار لإنهاء برنامجهم النووي، داعيًا إياهم للإسراع في اتخاذ قرار التواصل. ويصف فريدمان الهجوم بأنه يختلف عن الضربات السابقة، لأن إسرائيل، هذه المرة، تبدو مصممة على استكمال المعركة حتى النهاية بهدف إنهاء البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت تفكر في توجيه مثل هذا الضربات منذ 15 عامًا، لكنها كانت تتراجع تحت الضغط الأميركي أو بسبب الشكوك بقدرتها على التنفيذ. ويرى أن ما يحدث اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لهذا التردد الطويل. من الناحية العملية، يعتقد فريدمان أن نجاح إسرائيل في إلحاق أضرار كافية بالمنشآت النووية الإيرانية لإجبار طهران على وقف تخصيب اليورانيوم، حتى ولو مؤقتًا، سيمثل مكسبًا عسكريًا لها. لكنه يعتبر أن الأهمية الأكبر تكمن في التأثير الإقليمي الأوسع للهجوم، لا سيما في تقليص النفوذ الإيراني في دول مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث بنت طهران شبكات مليشياوية للسيطرة غير المباشرة. وبرأيه، فإن هذا النفوذ بدأ يتراجع فعليًا عندما قرر نتنياهو ضرب حزب الله وشل حركته، ما خلق أجواء سياسية جديدة في لبنان وسوريا سمحت بظهور حكومات أكثر تنوعًا، رغم أن البلدين لا يزالان في وضع هش. وفي سياق تحليله لأداء نتنياهو، يميز فريدمان بين سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي الإقليمي الذي يتسم بالبراغماتية، وسلوكه الداخلي الذي تحكمه ضرورات البقاء السياسي. إذ يعتبر أن نتنياهو، عبر تحالفه مع اليمين المتطرف ورفضه إقامة دولة فلسطينية، جرّ الجيش الإسرائيلي إلى مستنقع غزة، ما شكل كارثة على المستويات الأخلاقية والاقتصادية والإستراتيجية. ويتوقف الكاتب عند نقطة محورية تتعلق بنجاح الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد مواقع عدد من كبار القادة والضباط الإيرانيين واغتيالهم، متسائلًا عن مصدر تلك المعلومات الدقيقة. ويقارن بين الواقع والمسلسل الدرامي "طهران"، المعروض على "Apple TV+"، والذي يُصوّر عميلاً للموساد يعمل داخل إيران. ومن خلال هذه المقاربة، يخلص فريدمان إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين، بسبب نقمتهم على النظام، قد يكونون مستعدين للتعاون مع إسرائيل، مما يسهّل اختراق الموساد لأعلى دوائر الحكم والعسكر في طهران. وفي حال فشل الضربة الإسرائيلية واستطاع النظام الإيراني التعافي والمضي قدمًا في تطوير السلاح النووي، فإن فريدمان يتوقع دخول المنطقة في حالة حرب استنزاف طويلة بين أقوى جيشين في الشرق الأوسط، مما سيزيد من اضطراب الأسواق العالمية ويعمّق أزمة الطاقة، كما قد يدفع إيران إلى مهاجمة الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن أو حتى القوات الأميركية في المنطقة. ويشير الكاتب إلى أن مثل هذا السيناريو لن يترك أمام إدارة ترامب خيارًا سوى التدخل المباشر عسكريًا، ليس فقط لوضع حد للحرب، بل وربما لإنهاء النظام الإيراني نفسه، وهو مسار يقول فريدمان إن عواقبه لا يمكن التكهن بها. في ختام مقاله، يؤكد الكاتب أن التجارب التاريخية في الشرق الأوسط تعلّمنا درسين أساسيين. الأول، أن الأنظمة الشمولية مثل النظام الإيراني غالبًا ما تبدو قوية حتى تنهار فجأة. والثاني، أن سقوط الاستبداد لا يعني بالضرورة بزوغ الديمقراطية، إذ إن البديل قد يكون حالة من الفوضى والانقسام الطويل. وبينما يعبّر فريدمان بصراحة عن رغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه في الوقت نفسه لا يُخفي قلقه من التكاليف والتداعيات التي قد تنجم عن ذلك على المنطقة بأسرها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News