
مؤتمر الأُمم المُتحدة 3 للمُحيطات: تمويل بلا إرادة سياسية؟!
توجه قادة العالم، الأحد 8 حزيران 2025، إلى نيس، في جنوب شرقي فرنسا، لحُضور " مؤتمر الأُمم المُتحدة الثالث للمُحيطات" الذي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحويله إلى قمة، لحشد الجُهود في حين قررت الولايات المُتحدة مُقاطعته. فما هي انعكاسات إحجام الولايات المُتحدة التي تملك أكبر مجال بحري في العالم، عن المُشاركة في هذه القمة؟.
لقد اجتمع الأحد حوالي خمسين رئيس دولة وحُكومة، بينهُم الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كما وأُقيم عرض بحري، كجزء من احتفالات "اليوم العالمي للمُحيطات"، عشية افتتاح القمة رسميا، الاثنين.
وركزت المُناقشات التي تستمر حتى 13 حزيران، على التعدين في قاع البحار، والمُعاهدة الدولية في شأن التلوث البلاستيكي ، وتنظيم الصيد المُفرط .
وقال ماكرون لصحيفة "أويست فرانس"، إن هذه القمة تهدف إلى "حشد الجهود، في وقت يتم التشكيك في قضايا المُناخ من جانب البعض"، مُعربا عن أسفه لعدم مُشاركة الولايات المُتحدة فيها. وأما الولايات المُتحدة التي تملك أكبر مجال بحري في العالم، فلن تُرسل وفدا على غرار ما فعلت في المُفاوضات المُناخية.
الأهداف الفرنسية
حددت فرنسا أهدافا طموحة لهذا المُؤتمر الأُممي الأول الذي يُعقد على أراضيها مُنذ مُؤتمر الأطراف حول المُناخ "كوب21" الذي استضافته باريس في العام 2015. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان - نويل بارو، إن فرنسا "تسعى إلى أن يكون المؤتمر مُوازيا بالنسبة إلى المُحيطات، لما كان عليه اتفاق باريس، قبل عشر سنوات، بالنسبة إلى المُناخ".
وأعرب الرئيس ماكرون قبل أشهر، عن رغبته في جمع 60 مُصادقة في نيس، للسماح بدُخول مُعاهدة حماية أعالي البحار حيز التنفيذ. ومن دون ذلك، سيكون المُؤتمر "فاشلا"، وَفق موقف أدلى به السفير الفرنسي لشؤون المُحيطات، أوليفييه بوافر دارفور، في آذار 2025.
وتهدف المعاهدة التي اعتُمدت في العام 2023، ووقعتها 115 دولة، إلى حماية الأنظمة البيئية البحرية في المياه الدولية التي تُغطي نحو نصف مساحة سطح كوكب الأرض. وقد صادقت عليها إلى الآن رسميا 28 دولة والاتحاد الأوروبي.
كما وتأمل فرنسا، في توسيع نطاق التحالُف المُؤلف من 33 دولة، والذي يُؤيد تجميد التعدين في قاع البحار.
مُكافحة التلوث البلاستيكي
ومن المُتوقع أن تتطرق النقاشات غير الرسمية بين الوفود أيضا، إلى المُفاوضات من أجل التوصُل إلى مُعاهدة لمُكافحة التلوث البلاستيكي، والتي ستُستأنف في آب المُقبل في جنيف، في حين تأمل باريس في الدفع قُدما نحو المُصادقة على الاتفاقات المُتصلة بمُكافحة الصيد غير القانوني والصيد المُفرط.
موجات الحر
تُغطي المُحيطات 70،8 في المئة من مساحة سطح الكرة الأرضية. وتشهد مُنذ عامين اثنين، موجات حر غير مسبوقة تُهدد كائناتها الحية. ولكن حمايتها هي الأقل تمويلا بين أهداف التنمية المُستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وقد شدد قصر الإليزيه، على أن قمة نيس "ليست مؤتمرا لجمع التبرعات بالمعنى الدقيق للكلمة"، في حين قالت كوستاريكا، الدولة المُشاركة في استضافة المؤتمر، إنها تأمل في جمع 100 مليار دولار من التمويل الجديد للتنمية المُستدامة للمحيطات.
غير أن بريان أودونيل، مُدير حملة "من أجل الطبيعة"، وهي مُنظمة غير حكومية تعمل على حماية المحيطات قال: "أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال اللازمة لحماية المُحيطات". وأضاف: "ثمة أموال، ولكن لا إرادة سياسية".
وفي نيس ستُعرض على ماكرون "توصيات المؤتمر العلمي" الذي سبق القمة، فضلا عن مقياس "ستارفيش" الجديد الذي يُحدد حال المُحيط الذي يُعاني استغلالا مُفرطا وارتفاعا في درجة حرارته.
الصيد بشباك الجر
وتحت ضغط مُنظمات غير حكومية، أعلن ماكرون، السبت، "فرض قُيود على صيد الأسماك بشباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية، من أجل توفير حماية أفضل للأنظمة البيئية".
قيمة اقتصادية
في المُقابل، يرى الخُبراء أن "الحياة تحت الماء ضرورية للحياة على الأرض". فالمحيط يُنتج نصف الأُوكسجين الذي نتنفسه، ويُوفر الغذاء لملايين حول العالم، ويُؤدي "دورا أساسيا في التخفيف من تغير المُناخ باعتباره مصدرا رئيسيا للحرارة والكربون". وهُم يسعَون إلى الدفع بحلول مُبتكرة قائمة على العِلم، يتم تصميمها في شكل خطة عمل عالمية للمُحيطات.
وتُقدر قيمة "اقتصاد المُحيطات" في كُل أنحاء العالم، بحوالي 1،5 تريليون دولار سنويا، حيث يُمثل الاستزراع المائي القطاعَ الغذائي الأسرع نُموا. كما ويوفر الاقتصاد المُرتبط بمصايد الأسماك المحيطية 350 مليون وظيفة في كُل أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإن الاستِخدام غير المُستدام، وسوء استخدام موارد المُحيط، و تغيُر المُناخ ، والتلوث... كُلها تُهدد قدرة مُحيطاتنا على أن تُقدم الوِفرة لنا. وثمة حاجة إلى تسريع الوصول إلى أهـداف التنمية المُستدامة التي من المُقرر تحقيقها وثلثُها مُرتبط بصحة بيئة الأرض. وأما التلوث، فهو يعوق قُدرة المُحيط على توفير الرخاء للناس.
وينبغي أيضا ألا نغفل "الإعلان الوزاري" الصادر عن جمعية البيئة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي (الداعي إلى خفض المُنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بحُلول عام 2030) باعتباره مثالا لما يُحققه الالتزام متعدد الأفرقاء في صياغة عالم أفضل.
وعلى رغم أن الشعاب المرجانية تُمثل موطنا لرُبع مُجمل الحياة البحرية، فقد فقدت المُحيطات نصف هذه الشعاب، وهو ما يؤثر سلبا في الأمن الغذائي العالمي. كما ويزيد الصيد غير القانوني، وغير المُنظم، من العبء على النُظم الإيكولوجية.
وعلاوة على ذلك، يُشكل ارتفاع مُستوى سطح البحر، الناجم عن تغيُر المُناخ تهديدا وجوديا، حيث تقع الدُول الجُزرية الصغيرة النامية، في خط المواجهة لهذا الارتفاع الخطر.
وحدد المبعوث الخاص للمُحيط، بيتر تومسون، المشاكل الرئيسية التي تُواجه المُحيطات. وهي:
-التلوث: من البلاستيك إلى مُخرجات المجاري لقطاعات الزراعة والصناعة.
-إستدامة مصائد الأسماك في مُواجهة المُمارسات الضارة. (المُشكلتان قابلتان للمُعالجة في شكل كبير، في حُلول العام 2030).
-ولكن العصية على المُعالجة هي المُشكلات المرتبطة بالتحمُض وبإزالة الأُوكسيجين، وباحترار المُحيطات. وهذه كُلها مُرتبطة بانبعاثات الغازات الدفيئة.
غير أن الأخطَر أن هذه "التحديات" ستستمر لمئات السنين حتى ولو قامت الدول مُجتمعة بالمطلوب مع انتهاء "مؤتمر الأُمم المُتحدة - 3 للمُحيطات". فهل يكون العالَم هذه المرة "على أعتاب ثورة إيجابية عظيمة"؟.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 3 ساعات
- سيدر نيوز
إيلون ماسك 'نادم' على بعض ما قاله في حق ترامب
أعرب الملياردير، إيلون ماسك، عن ندمه على بعض المنشورات التي كتبها عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال حربهما الكلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي إكس: 'أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي. لقد تماديت إلى أبعد مما ينبغي'. وظهر خلاف بين الرئيس الأمريكي والرئيس التنفيذي لتيسلا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن وصف ماسك مشروع قانون الضرائب الذي اقترحته إدارة ترامب بـ'البشع والمثير للاشمئزاز'. يأتي منشور ماسك بعد أن صرّح ترامب بانفتاحه على إمكانية المصالحة في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست يوم الأربعاء. وقال الرئيس إنه يشعر 'بقليل من خيبة الأمل' إزاء تداعيات ذلك، لكنه 'لم يكن يحمل أي ضغينة'. وقد أقرّ مجلس النواب الأمريكي، الشهر الماضي، الموازنة الفيدرالية، التي تتضمن إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وزيادة في الإنفاق على الدفاع، لتبدأ مناقشتها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ. وحث ماسك الأمريكيين على التواصل مع أعضاء الكونغرس الذين يمثلونهم في واشنطن 'لوقف مناقشة مشروع القانون'، لأنه يعتقد أنه قد 'يتسبب في ركود في النصف الثاني من هذا العام'. وزعم ملياردير التكنولوجيا، دون دليل، أن اسم ترامب يظهر في ملفات حكومية غير منشورة مرتبطة بـ جيفري إبستين المتهم بالاعتداء الجنسي. وقد نفى البيت الأبيض هذه المزاعم. ورد ترامب على تلك المزاعم، قائلاً إن ماسك 'فقد عقله'، وهدد بإلغاء التعاقدات الحكومية مع شركاته، والتي تُقدَّر بحوالي 38 مليار دولار. ويُوجَّه جزء كبير من هذه الأموال إلى شركة ماسك لتكنولوجيا الفضاء 'سبيس إكس'. وقال ترامب، في مقابلة مع قناة 'إن بي سي' الأحد الماضي: 'أعتقد أن هذا أمر سيئ للغاية، لأنه لا يحترم أي أحد على الإطلاق. لا يمكن لأحد أن يُسيء إلى منصب الرئيس'. ويبدو أن ماسك حذف العديد من منشوراته خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك المنشور الذي دعا فيه إلى عزل ترامب. وكان ماسك من أكبر المتبرعين لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، وكان يُعتبر الذراع الأيمن للرئيس. ودعا ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، إلى ترحيل ماسك، الذي وُلد في جنوب أفريقيا، من الولايات المتحدة. وقال نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إنه يأمل في أن 'يعود إيلون ماسك في نهاية المطاف إلى صفوفنا'، لكن ذلك قد يكون صعبًا بالنظر إلى أن الملياردير أصبح 'نوويًا'. ودعا معظم الجمهوريين إلى المصالحة بين الرجلين، بينما يراقب الديمقراطيون تطوُّر الخلاف. وجاءت تداعيات هذه الخطوة بعد وقت قصير من مغادرة ماسك وزارة الكفاءة الحكومية (دوغ)، بعد 129 يوماً فقط في الوظيفة.


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
استنفار أمني أميركي في الشرق الأوسط... إخلاءات لسفارات واشنطن بالعراق والكويت والبحرين
تستعد السفارة الأميركية في العراق لإخلاء منظم نظرا لتزايد المخاطر الأمنية في المنطقة وفق مسؤولين أميركيين أكدوا أيضاً استعداد وزارة الخارجية الأميركية لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن في البحرين والكويت غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين. وقال المسؤولون إنه "تقرر كذلك تقليص بعثة أميركا في العراق بناء على أحدث التحليلات الأمنية، ومن المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظما للسفارة الأميركية في بغداد. والهدف هو القيام بذلك عبر الوسائل التجارية، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك". وذكروا أن "سيسمح الجيش الأميركي لعائلات العسكريين الأميركيين في البحرين بمغادرة المملكة موقتا بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة. وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية نقلاً عن مصدر حكومي أن العراق لم يرصد أي حدث أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من السفارة في بغداد. وأذن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط. وقال مسؤول أميركي: "لا تزال سلامة وأمن أفراد جيشنا وعائلاتهم على رأس أولوياتنا، وتراقب القيادة المركزية الأميركية تطور التوتر في الشرق الأوسط". وأضاف المسؤول: "تعمل القيادة المركزية بتنسيق وثيق مع نظرائنا في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى حلفائنا وشركائنا في المنطقة، للحفاظ على جاهزية دائمة لدعم أي عدد من البعثات حول العالم في أي وقت". وقال مسؤولان أميركيان إن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل "إريك" كوريلا أرجأ شهادته أمام المشرعين الأميركيين التي كان من المقرر أن يدلي بها غدا الخميس بسبب التوتر في الشرق الأوسط. إلى ذلك، أكد مسؤول أميركي آخر أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وإنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، والتي تعمل كالمعتاد. وارتفعت العقود الآجلة للنفط ثلاثة دولارات بعد التقارير عن الإجلاء في بغداد، وبلغ سعر خام برنت 69.18 دولار للبرميل. وحذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق اليوم من أن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط قد يصعد النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الرئيسية. ونصحت الهيئة السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر الخليج وخليج عُمان ومضيق هرمز. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفقا لمقابلة نشرت اليوم الأربعاء إنه بات أقل ثقة تجاه موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق مع واشنطن. وهدد ترامب إيران مرارا بتوجيه ضربة عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق اليوم إن طهران ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن. وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم الأربعاء على موقع إكس: "التهديدات باستخدام 'القوة الساحقة' لن تغير الحقائق. إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والنزعة العسكرية الأميركية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار". وجاء هذا البيان فيما يبدو ردا على تعليق سابق لقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا بأنه قدم للرئيس "مجموعة واسعة من الخيارات" لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
عرض عسكري اميركي احتفالا بذكرى تأسيس الجيش وميلاد الرئيس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تستمر التحضيرات في واشنطن لعرض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش يوم السبت 14 حزيران، تزامنا مع عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب. وقال مات مكول، وهو مسؤول في جهاز الخدمة السرية بمكتب واشنطن، خلال مؤتمر صحفي إن الجهات المنظمة تتوقع حضور "مئات الآلاف" من المشاركين. وقد عبر مسؤولون في العاصمة عن قلقهم من الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالبنية التحتية للمدينة جراء مرور المعدات العسكرية الثقيلة. كما أثار عدد من النواب الديمقراطيين في الكونغرس تساؤلات حول التكلفة المرتفعة للفعالية، والتي قد تصل إلى 45 مليون دولار. وقال ترامب خلال حديثه إلى الصحفيين في البيت الأبيض: "سيكون يوما رائعا. لدينا دبابات وطائرات وكل أنواع المعدات. سنحتفل ببلادنا أخيرا"، محذرا من أن أي مظاهرات ستواجه باستخدام القوة. الجدول الزمني للفعاليات ومن المقرر أن يبدأ العرض العسكري في الساعة 6:30 مساء، حيث سيتحرك على طول شارع Constitution Avenue NW بمشاركة آلاف الجنود يسيرون في تشكيلات منتظمة، مرتدين أزياء عسكرية تمثل جميع الحروب الأميركية منذ الثورة. وسيتضمن العرض معدات عسكرية ضخمة تشمل دبابات ومروحيات ومركبات قتالية مسلحة. كما سيشمل هبوطا مظليا يؤديه فريق Golden Knights التابع للجيش، يلي ذلك عرض كبير للألعاب النارية. وستنطلق فعاليات اليوم في الساعة 9:30 صباحا بمسابقة للياقة البدنية. وستفتتح مهرجانات في National Mall بدءا من الساعة 11 صباحا، وستضم عروضا موسيقية حية، إلى جانب عرض ثابت لمعدات عسكرية تشمل مركبات وأسلحة متنوعة. ومن المتوقع أن تصل تكلفة هذا الحدث إلى 45 مليون دولار، في حين لم تعلن منظمة America250 وهي الجهة المنظمة، عن عدد المسجلين لحضوره حتى الآن. تشديد الإجراءات الأمنية وإغلاقات واسعة وسيطلب من الراغبين في الحضور حجز تذاكر مجانية من خلال منظمة America250، على ألا يتجاوز عدد التذاكر اثنتين لكل رقم هاتف. وستشمل الترتيبات الأمنية نشر نحو 175 جهاز كشف معادن عند ثلاث نقاط تفتيش رئيسية، بالإضافة إلى إقامة حواجز معدنية مضادة للتسلق تمتد على مسافة 18 ميلا، وتحليق طائرات مسيّرة في سماء المنطقة. وفي يوم العرض، سيتوجب على الحضور المرور عبر نقاط تفتيش للدخول إلى موقع الفعاليات. وتشمل قائمة المحظورات: الأسلحة، والدراجات، والعصي الذاتية (selfie sticks)، والمظلات ذات الرؤوس المعدنية، بالإضافة إلى الحقائب واللافتات التي تتجاوز القياسات المسموح بها. وسترافق هذه الفعاليات سلسلة من إغلاقات الطرق في وسط العاصمة، وسيبقى مترو واشنطن يعمل بشكل طبيعي، باستثناء إغلاق المدخل الشمالي الغربي لمحطة Smithsonian الواقعة ضمن نطاق الحزام الأمني. كما ستخضع العديد من خطوط الحافلات لتحويلات بسبب الإغلاقات المرورية. وستتوقف الرحلات الجوية مؤقتا في مطار رونالد ريغان مساء السبت، بسبب العروض الجوية العسكرية المقررة على طول مسار العرض. مخاوف محلية وتحركات معارضة وقد أعربت عمدة العاصمة، موريل باوزر، في نهاية مايو، عن خشيتها من أن تتسبب الدبابات والمركبات العسكرية بأضرار للبنية التحتية للمدينة. وقال جيس كاري، وهو مهندس في هيئة أركان الجيش، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إن الجيش قام بتثبيت صفائح معدنية في نقاط محددة من مسار العرض، وخصوصًا في المناطق التي تتطلب من الدبابات القيام بمناورات حادة. وأضاف: "إنه مجرد عرض. سيتحركون ببطء شديد، وسيكونون حذرين". وفي الوقت ذاته، يراقب المسؤولون في المدينة تسع مظاهرات مقررة للاحتجاج على العرض. أما خارج العاصمة، فتعمل مجموعات من حركة "لا ملوك" (No Kings) على تنسيق احتجاجات متزامنة في مدن أخرى عبر الولايات المتحدة، رغم عدم وجود تحركات معلنة داخل واشنطن نفسها. ويذكر أن الخطط للاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي كانت قيد الإعداد منذ عدة سنوات، لكنها لم تكن تشمل عرضا عسكريا في البداية. وقد صادف أن التاريخ يتزامن مع عيد ميلاد ترامب، الذي عبر مرارا خلال ولايته الأولى عن رغبته في تنظيم عرض عسكري ضخم.