
أخبار العالم : ما الذي يريده كل من بوتين وترامب من قمة ألاسكا؟
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
Article Information Author, أنتوني زورشر وستيف روزنبرغ Role, بي بي سي نيوز – ألاسكا
قبل 2 ساعة
يلتقي اليوم الجمعة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأمريكية بأولويات متباينة، ويستعد كل منها لإجراء محادثات بشأن إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا.
ظل بوتين ثابتاً في رغبته بالسيطرة على أراضٍ أوكرانية، بينما لم يُخفِ ترامب رغبته في لعب دور "صانع السلام" على الساحة الدولية.
لكن قد يرى الزعيمان أيضاً فرصاً أخرى، مثل استعادة بوتين لمكانته الدبلوماسية على الساحة العالمية.
ويصعب التكهّن بأهداف ترامب، نظراً لتصريحاته المتقلّبة مؤخراً بشأن نظيره الروسي.
وفيما يلي، قراءة أوسع لما قد يسعى إليه الزعيمان من هذا اللقاء.
بوتين يطمح إلى اعتراف دولي، وربما أكثر
ستيف روزنبرغ – محرر الشؤون الروسية
أول ما يريده بوتين من هذه القمة هو أمر حصل عليه بالفعل: الاعتراف.
الاعتراف من أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة، بأن الجهود الغربية لعزل الكرملين فشلت.
إن مجرد انعقاد هذا الاجتماع رفيع المستوى يعد دليلاً على ذلك، وكذلك المؤتمر الصحفي المشترك الذي أعلن عنه الكرملين. ويمكن لموسكو أن تقول إن روسيا عادت إلى "طاولة الكبار" في السياسة العالمية.
وقالت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الشعبية هذا الأسبوع ساخرة: "أين هي هذه العزلة إذن".
ولم يكتفِ بوتين بالحصول على قمة روسية - أمريكية، بل حصل أيضاً على موقع مميز لعقدها. فألاسكا تمنح الكرملين مزايا عدة:
أولاً، الأمن؛ إذ تبعد ألاسكا عن إقليم تشوكوتكا الروسي نحو 90 كيلومتراً فقط، ما يتيح لبوتين الوصول إليها دون التحليق فوق دول "معادية".
ثانياً، المسافة البعيدة جداً عن أوكرانيا وأوروبا، وهو ما يتماشى مع رغبة الكرملين في تهميش كييف وقادة الاتحاد الأوروبي، والتعامل مباشرة مع الولايات المتحدة.
كما تحمل ألاسكا دلالة تاريخية، إذ إن بيعها من قبل روسيا القيصرية للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، يُستخدم من جانب موسكو لتبرير محاولتها الحالية لتغيير الحدود بالقوة في القرن الحادي والعشرين.
وكتبت "موسكوفسكي كومسوموليتس": "ألاسكا مثال واضح على أن الحدود يمكن أن تتغير، وأن أراضٍ شاسعة يمكن أن تنتقل ملكيتها".
لكن بوتين يريد أكثر من الاعتراف والرمزية، يريد النصر، إذ أصرّ على أن تحتفظ روسيا بكل الأراضي التي استولت عليها واحتلتها في أربع مناطق أوكرانية (دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون)، وأن تنسحب كييف من الأجزاء التي لا تزال تحت سيطرتها في تلك المناطق.
بالنسبة لأوكرانيا هذا أمر مرفوض، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لن يُعطي الأوكرانيون أرضهم للمحتل"، وهو ما يعرفه الكرملين جيداً.
لكن إذا حصل بوتين على دعم ترامب لمطالبه الإقليمية، فقد يُحسب أن رفض أوكرانيا سيؤدي إلى أن يقطع ترامب كل أشكال الدعم عن كييف، وفي هذه الحالة، قد تمضي روسيا والولايات المتحدة في تحسين العلاقات وتطوير التعاون الاقتصادي.
لكن هناك سيناريو آخر.
يواجه اقتصاد روسيا ضغوطاً كبيرة، وعجز الموازنة يتزايد، وإيرادات النفط والغاز تتراجع.
وإذا دفعت المشكلات الاقتصادية بوتين لإنهاء الحرب، فقد يلجأ الكرملين إلى التسوية.
لكن حتى الآن، لا مؤشر على ذلك، إذ يواصل المسؤولون الروس التأكيد على أن المبادرة لا تزال بيدهم في ساحة القتال.
ترامب يبحث عن فرصة لإعلان تقدم نحو السلام
أنتوني زورشر – مراسل شؤون أميركا الشمالية
من جانبه وعد ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2024، بأن إنهاء حرب أوكرانيا سيكون سهلاً، وأنه يستطيع القيام بذلك خلال أيام قليلة.
وظل هذا الوعد يخيّم على جهوده لحل النزاع، إذ تذبذبت مواقفه بين الإحباط من الأوكرانيين ومن الروس منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
وفي اجتماع درامي بالبيت الأبيض في فبراير/شباط، وجّه انتقادات حادة لزيلينسكي، ثم علّق مؤقتاً المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدولة التي مزقتها الحرب.
وفي الأشهر الأخيرة، أصبح أكثر انتقاداً لتعنّت بوتين واستهدافه المدنيين، وحدد سلسلة من المواعيد النهائية لفرض عقوبات جديدة على الروس وعلى الدول التي تتعامل معهم.
وكان يوم الجمعة الماضي أحدث هذه المواعيد، لكنه - كما في كل مرة - تراجع في اللحظة الأخيرة.
واليوم، يستضيف الرئيس الروسي على الأراضي الأمريكية، ويتحدث عن "تبادل الأراضي"، وهو ما تخشى أوكرانيا أن يكون تنازلات إقليمية مقابل السلام.
لذلك، فإن أي نقاش حول ما يريده ترامب من محادثاته مع بوتين يوم الجمعة، يبقى مشوشاً بسبب تصريحاته وأفعاله المتقلبة.
هذا الأسبوع، حاول ترامب خفض سقف التوقعات بشأن القمة، ربما في إقرار ضمني بمحدودية فرص تحقيق نجاح باهر في غياب طرف رئيسي في الحرب.
يوم الاثنين، قال إن اللقاء سيكون "جلسة استكشافية"، مضيفاً أنه سيعرف "على الأرجح خلال أول دقيقتين" إن كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مع بوتين.
وأوضح: "قد أرحل وأتمنى لهم حظاً سعيداً، وتنتهي المسألة. وقد أقول إن هذا لن يُحلّ".
ويوم الثلاثاء، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذا التوجه، ووصفت القمة بأنها "جلسة استماع".
لكن في منتصف الأسبوع، عاد ترامب لرفع سقف التوقعات قائلاً إنه يعتقد أن زيلينسكي وبوتين، يريدان السلام.
ومع ترامب، غالباً ما يكون من الأفضل توقّع ما هو غير متوقّع.
وقد تحدث زيلينسكي وقادة أوروبيون معه يوم الأربعاء في محاولة لضمان ألا يبرم صفقة مع بوتين ترفضها أوكرانيا أو لا تستطيع قبولها.
ومع ذلك، كان واضحاً طوال العام تقريباً أن ترامب سيرحب بأن يُنسب إليه إنهاء الحرب.
وفي خطابه إبان تنصيبه رئيساً، قال إنه يريد أن يكون إرثه الأبرز هو كونه "صانع سلام"، وليس سراً أنه يطمح لجائزة نوبل للسلام.
وفي المكتب البيضاوي يوم الخميس، تفاخر ترامب بإنهاء ما وصفه بعدد من الصراعات العالمية منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، لكن عند سؤاله عن حرب أوكرانيا، أقرّ بصعوبة الموقف.
وقال ترامب: "كنت أظن أن هذه ستكون الأسهل، لكنها في الواقع الأصعب".
ترامب ليس من النوع الذي يغوص في التفاصيل، لكن إذا أتيحت له فرصة للإعلان عن إحراز تقدم نحو السلام خلال المحادثات في أنكوراج، فسوف يستغلها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 17 دقائق
- الدولة الاخبارية
جاستن توماس راسل: قمة ألاسكا منحت بوتين مكسبا سياسيا وأوكرانيا الخاسر الأكبر
الأحد، 17 أغسطس 2025 08:41 مـ بتوقيت القاهرة قال جاستن توماس راسل، المدير التنفيذي لمركز السياسة الخارجية، إن قمة ألاسكا الأخيرة أظهرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان الرابح الأكبر بعدما جرى استقباله على السجادة الحمراء من قبل الرئيس الأمريكي، رغم صدور مذكرة توقيف دولية بحقه واتهامه بارتكاب جرائم حرب. وأضاف راسل، في مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مشهد الترحيب ببوتين بدا كأنه تكريم لبطل عائد من الحرب، وهو ما أظهر ضعفًا للولايات المتحدة أمام خصمها الاستراتيجي، وأحدث صدمة لدى الأوكرانيين الذين يفترض أن واشنطن تدافع عنهم. وأوضح أن الخاسر الأكبر من القمة كان أوكرانيا، إذ جرى استبعاد رئيسها فلاديمير زيلينسكي من اللقاء، بينما سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد صفقات بالنيابة عنها، وهو ما وصفه راسل بـ"فكرة سيئة للغاية وخطيرة على الأمن الدولي". وأشار إلى أن ترامب ينظر إلى السياسة الخارجية بعقلية "التاجر المباشر"، محاولًا استخدام التقارب مع روسيا كورقة في مواجهة التمدد الاقتصادي للصين، وربما طمعًا في الفوز بجائزة نوبل للسلام، غير أن الواقع العالمي- بحسب راسل- أثبت له أن صناعة السلام ليست بالأمر السهل، وأن الحروب أكثر تعقيدًا واستمرارًا. وأكد راسل أن التوقعات حول قمة واشنطن المقبلة ما زالت غامضة، خصوصًا مع تداول أفكار حول "تبادل أراضٍ" بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي والشعب الأوكراني بشكل قاطع، مشددًا على أن أي محاولة لإعادة تسمية الأفعال غير القانونية التي قام بها بوتين لن تؤدي إلا إلى تعزيز أطماعه التوسعية. وختم حديثه بالقول: "ترامب يجب أن يدرك أن هذه دول حقيقية، وهذه مسألة حياة أو موت، وليست مجرد صفقة سياسية أو لعبة جي وسياسية".


نافذة على العالم
منذ 17 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : آصف ملحم: هناك جدل حول نتائج قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين
الأحد 17/أغسطس/2025 - 08:15 م 8/17/2025 8:15:07 PM اعتبر الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إم لي" للدراسات في موسكو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خرج منتصرًا سياسيًا ودبلوماسيًا من قمة ألاسكا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن مجرد قبول ترامب بمعظم مطالب بوتين يعد إنجازًا لروسيا. وشدد خلال مداخلة لبرنامج "إكسترا اليوم" المُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، في الوقت ذاته على أن "الانتصار ما زال معلقًا"، موضحًا أن ترامب قد لا يتمكن من تنفيذ كل ما وعد به بسبب المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة، فضلًا عن التحفظات الأوروبية التي أبدت قلقًا واسعًا من تقارب ترامب مع موسكو. وأضاف ملحم، أن الدستور الأوكراني لا يتيح لأي رئيس التنازل عن أراضٍ سيادية إلا عبر استفتاء شعبي أو برعاية دولية، ما يجعل أي اتفاقيات محتملة عرضة للتعقيدات القانونية والسياسية.


نافذة على العالم
منذ 17 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "ضمانات أمنية وتبادل الأراضي".. مبعوث ترامب يكشف لـCNN عن "تنازلات" قدمها بوتين في ألاسكا حول أوكرانيا
نافذة على العالم - (CNN)-- قال المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف لشبكة CNN، الأحد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وافق على السماح لأوكرانيا بـ"ضمانات أمنية قوية" من الولايات المتحدة كجزء من اتفاق سلام محتمل، وذلك خلال قمته بألاسكا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة. وأردف ويتكوف أن بوتين وافق على السماح بوضع بند دفاعي جماعي لأوكرانيا في اتفاق السلام المستقبلي. وأضاف ويتكوف لجيك تابر من شبكة CNN في برنامج "حالة الاتحاد": "اتفقنا على ضمانات أمنية قوية أصفها بأنها ستُغير قواعد اللعبة"، واصفًا الضمان الأمني بأنه نوع من الحماية على غرار "المادة الخامسة" ضد أي غزو روسي إضافي، في إشارة إلى المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال ويتكوف إن هذا البند - الذي يشبه اتفاق "المادة الخامسة" في حلف شمال الأطلسي والذي ينص على أن الهجوم على أحد الأطراف هو هجوم على الجميع - كان بمثابة حل بديل لإصرار روسيا على عدم تمكن أوكرانيا أبدا من الانضمام إلى حلف الناتو. وقال: "لقد توصلنا إلى اتفاق يسمح للولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بتقديم صيغة مشابهة للمادة الخامسة لتوفير ضمانة أمنية". وأكد المبعوث الأمريكي أن بوتين وافق أيضا على "تكريس تشريع" من جانب روسيا بعدم دخول أي منطقة أخرى، سواء في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في أوروبا، كجزء من اتفاق سلام محتمل. بوتين قدم تنازلات بشأن تبادل الأراضي: وذكر ستيف ويتكوف، أن بوتين قدّم تنازلات بشأن مطلبه بـ"تبادل الأراضي" الأوكرانية خلال قمته مع الرئيس دونالد ترامب. ورفض ويتكوف الإدلاء بتفاصيل، لكنه أشار إلى أن الروس يرون الآن أن "تبادل الأراضي" يحدث عند خط التماس الحالي، وليس عند الحدود الإدارية لبعض المناطق الخمس التي طالما كانت محل اهتمام بوتين. وقال ويتكوف: "قدّم الروس بعض التنازلات على الطاولة فيما يتعلق بجميع هذه المناطق الخمس"، موضحا أن القضية ستُطرح للنقاش مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته للمكتب البيضاوي، الاثنين. وقال ويتكوف: "نأمل أن نتمكن من اتخاذ قرارات حاسمة". تحول في موقف روسيا: وأضاف أن موقف روسيا يُمثل تحولًا عن المحادثات السابقة، ولكنه لا يزال غير كافٍ للتوصل إلى اتفاق سلام شامل. وقال ويتكوف: "كان مهمًا، وهذا لا يعني أنه كاف، النقطة المهمة هي أننا بدأنا نرى بعض الاعتدال في طريقة تفكيرهم بشأن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي". وأردف ستيف ويتكوف أن التقدم الملحوظ الذي تحقق خلال قمة الجمعة، مع الرئيس الروسي دفع الرئيس الأمريكي إلى التخلي عن مساعيه للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل بدلاً من ذلك على الدفع نحو اتفاقية سلام أوسع نطاقاً. وقال ويتكوف: "لقد أحرزنا تقدماً كبيراً في هذا الاجتماع فيما يتعلق بجميع العناصر الأخرى اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام، لدرجة أن الرئيس ترامب، تحول نحو هذا الاتجاه". وأضاف ويتكوف أن هناك الآن زخما نحو اتفاق سلام أوسع نطاقا يلغي الحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري. وقال: "نحن عازمون على محاولة التوصل إلى اتفاق سلام ينهي القتال بشكل دائم وبسرعة كبيرة. أسرع من وقف إطلاق النار. لقد تجاوزنا جميع أنواع القضايا التي كان يجب مناقشتها والاتفاق عليها خلال وقف إطلاق النار". وأضاف المبعوث الأمريكي أن الروس قد ذهبوا إلى أبعد من الاجتماعات السابقة في تخفيف حدة مواقفهم. وقال ويتكوف: "للمرة الأولى، نشهد تسهيلات أكبر مما شهدناه في الماضي". ترامب: تقدم كبير ومن جانبه، كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" قبل دقائق: "تقدم كبير بشأن روسيا. تابعونا!". ولم يُقدّم الرئيس الأمريكي أي تفاصيل إضافية، لكن رسالته تأتي عقب قمته مع بوتين في ألاسكا، وقبل لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين.