
الملكة فريدة.. كشفت جرائم «فـاروق» الأخلاقية فانتقم منها بالطلاق
الشعب المصرى يــقدس الــحيــاة الزوجية، ويحترم الرجل الذى يرعى حقوق أهل بيته، وكان "فاروق الأول" فى بداياته، الملك الشاب المحبوب، وكان زواجه من "صافيناز ذو الفقار" يوم فرح فى القرى والمدن، وتفاءل الناس به واستبشروا، لأن والده "فؤاد الأول" كان سىء الخلق، يكره الحرية ويحتقر الشعب، ولكن "فاروق الأول" لم يستطع الصمود فى وجه "شلّة الفساد" التى ورثها عن والده، وهم مجموعة من الإيطاليين الموظفين فى قصر عابدين، حرضوه على الانحراف الأخلاقى، حتى انكشف أمره، وكانت "الملكة فريدة" زوجته هى الشاهدة على هذا الانحطاط والتردى الذى بلغه ـ جلالة الملك ـ وكان انتقام الملك فى صورة "طلاق" وقبلت "صافيناز" ـ الملكة فريدة ـ التحدى، وخرجت من القصر مرفوعة الرأس وواصل "الملك" سقوطه، حتى أزاحته ثورة يوليو عن العرش وطويت إلى الأبد صفحة عائلة محمد على من حياة المصريين.
زمن الملكية، هو زمن "فاروق " الصبى الذى جعلته الظروف ملكاً، ناقص التعليم والخبرة، فقد كان والده ـ رغم قصر قامته ـ عسكرياً فى بلاط الملك "عمانويل " فى إيطاليا، وكان جده "الخديو إسماعيل" متعلماً تعليماً راقياً فى "باريس" التى التحق بها ضمن ما أطلق عليها "بعثة الأنجال"، وكان زميله فى البعثة "على مبارك" المهندس المعروف فى تاريخنا المعاصر، لكن "فاروق" درس ما يدرسه تلاميذ "الإبتدائية" فى مدرسة قصرعابدين، وبعدها أُرسل ليدرس فى أكاديمية عسكرية بريطانية، وقبلته الأكاديمية بصفة "طالب مستمع" وبعد شهور قليلة قضاها فى هذه الأكاديمية، مات والده "الملك فؤاد" وأُعيد "الأمير الشاب" إلى "المملكة" ليرث عرش الوالد الذى توفى فى 26 أبريل 1936، ولأن هناك أطماعاً وصراعات فى الأسرة الحاكمة وتاريخ من الغدر والخيانة، اختارت "الملكة نازلى" التعجيل بجلوس ولدها على عرش مصر، بدعم من "الشيخ المراغى" شيخ الجامع الأزهر، الذى أفتى بضرورة احتساب "سن الأمير فاروق" بالتقويم الهجرى، ليصبح فى السن التى تضمن له الجلوس على العرش من دون منافسة من ولى العهد "محمد على" ابن عم الملك "الخديو توفيق"، وكان من الضرورى بعد أن تولى "فاروق الأول" عرش مصر، أن يخضع لبرنامج "تثقيف" ليكون على دراية بالشئون السياسية والعسكرية، وتم إعداد برنامج التثقيف، وكان يتضمن رحلة إلى أوربا، يستطيع خلالها "الملك الشاب" أن يرى ويعرف ويتعلم ما لم يتعلمه فى مدرسة أو جامعة.
زورق الحب
أطلقت صافيناز ذو الفقار لقب "زورق الحب" على الباخرة التى شهدت مولد الحب الجارف بينها وبين "الأمير فاروق"، وكان الصحفى محمد التابعى على ظهر هذه الباخرة، وكان قريباً من الحدث، لكن قلبه وعقله كانا مشغولين بقصة أخرى ـ على الباخرة ذاتها ـ هى قصة الحب التى وُلدت فى قلب "نازلى" الملكة الأم وحسنين باشا رئيس الديوان، الرياضى، الفارس، الذى قرر أن يسيطر على "العرش" بمفتاح موجود فى قلب "نازلى" الملكة الأرملة التى كانت تشتاق للحب والشعور بالحرية، لكن ـ التابعى ـ الذى تنبه للتقارب بين صافيناز وفاروق بعد حديث دار بينه وبين دكتور أحمد ماهر، عضو الوفد المصرى المسئول عن التفاوض فى مدينة "مونتريه" من أجل إلغاء "الامتيازات الأجنبية" فالدكتور ـ ماهرـ قال لصديقه الصحفى:
ـ صحيح.. جلالة الملك راح يتجوز الآنسة صافيناز؟
وهنا يكتب ـ التابعى ـ بقية القصة فى كتابه "أسرار السياسة والسياسة" يقول:
ـ كان عجيباً أن أسمع فى "مونتريه" من الدكتور أحمد ماهر، أول "إشاعة" تربط بين صافيناز وفاروق ودُهِشت وعجبت من أين جاءت هذه "الإشاعة"، فقد كان مضى شهر كامل، وأنا أرى فاروق وصافيناز دون أن أُلاحظ شيئاً، كان "فاروق" يعاملها كما يعامل شقيقاته الصغيرات، وكان أفراد الحاشية يعاملونها بأدب، كنا نبتسم إذا لقيناها ونحييها:
ـ بونجور مودموازييل..
ـ بونجور "فافيت"..
وكانت تردّ التحية بأدب واحتشام فتقول:
ـ بونجور إكسلانس..
ـ بونجور يا أستاذ..
ولم يخطر ببال أحدنا، أن هناك شيئاً ما بين "فاروق وصافيناز" أو أن "فافيت" هى ملكة مصر القادمة.
ويضيف ـ التابعى ـ قوله:
ـ كان "فاروق" ومن معه قد غادروا "جنيف" إلى مدينة "بِرن" وفى "بِرن" بدت أول إشارة تدل على حقيقة عواطف ـ فاروق ـ نحو "صافيناز"..، كانت "صافيناز" تتناول طعامها دائماً مع "الأميرات" ـ فوزية وفايزة وفايقة ـ ثم تنسحب معهن بعد تناول العشاء مباشرة لتأوى كل منهن إلى غرفتها، وكان غير مسموح لهن بالسهر، ولكن حدث فى "بِرن" أن نزلت "الآنسة صافيناز" وهى ترتدى ثوباً من ثياب السهرة، ولم تنسحب بعد تناول العشاء مع الأميرات كما كانت تفعل، وبقيت فى القاعة الكبرى، ثم دعاها "فاروق" للرقص معه، ورقص الاثنان معاً أكثر من مرة فى تلك السهرة، وكانت أول مرة، وأول خطوة خطاها "فاروق" إلى "صافيناز" ولم تحدث هذه الخطوة إلا فى "بِرن"، ولكن "إشاعة" الزواج، كــانت فـــى مصر، قبل أن يصل ـ فاروق وصافيناز ـ إلى "بِرن" وقبل أن يرقصا معاً، وأنهيت مأموريتى فى "مونتريه" ولحقتُ بالملك "فاروق" وحاشيته فى مدينة "زيوريخ" وبعدها بأيام سافرنا إلى باريس، التى كانت "نازلى" تشتهى أن تزورها، وكنا جميعاً قد انتهينا إلى تقرير حقيقيتين هما: فاروق يحب صافيناز، ونازلى تحب حسنين..
صافيناز ذو الفقار
صافيناز ذو الفقار، هى من بنات "الأرستقراطية" الطبقة التى حكمت "مصر" قبل ثورة 23 يوليو 1952، كان خالها الفنان التشكيلى المعروف "محمود سعيد" يرعى موهبتها فى الرسم، وجدها لوالدتها "محمد سعيد باشا" والد أمها "زينب محمد سعيد" تولى رئاسة الحكومة المصرية، ووالدها كان من قضاة محكمة الاستئناف "المختلطة" وجدها لوالدها "على باشا ذو الفقارـ محافظ القاهرة ـ وجدها الأكبر "يوسف بك رسمى "أحد كبار الضباط فى الجيش المصرى فى عهد الخديو إسماعيل، وكانت أمها "زينب هانم ذوالفقار" وصيفة الملكة "نازلى" ودرست "صافيناز" فى مدرسة "راهبات نوتردام دى سيون "الفرنسية بالإسكندرية، وأجادت اللغة الفرنسية والإنجليزية، والعزف على البيانو، والرسم والتلوين وكان والدها "المستشار يوسف ذو الفقار" ماهراً فى الرسم والعزف على البيانو.
ووقع اختيار الملكة "نازلى" ـ الملكة الأم ـ على مجموعة من فتيات الطبقة الغنية المرتبطة بالعائلة الحاكمة، ودعتهن لمرافقة "الملك فاروق" فى رحلته إلى أوربا، بغرض اختيار "عروس" له تصلح أن تكون" ملكة مصر، "وشاءت الأقدار أن يدق قلب "فاروق" لهذه الفتاة المهذبة الباسمة الجميلة "صافيناز"، وكان الزواج الملكى فى 20 يناير 1938.
لكن مقارنة سريعة بين "صافيناز" و"فريدة "ـ الاسم الملكى الذى اختاره فاروق لها ـ تعطينا تصورات وحقائق عن الحياة التى عاشتها هذه السيدة، فهى أولى ملكات مصرـ منذ العصر الإسلامى ـ التى لقيت اهتمام الناس، ولقيت المحبة الكبيرة، وهذا لم يحدث مع ملكة قبلها، رغم أن "نازلى" كانت ملكة من "بنات الشعب" ووالدها من عائلة عريقة الإسلام، لكن "صافيناز" الآنسة المهذبة الجميلة ، كانت تتمتع بخصائص يحبها المصريون، من أهمها البساطة والابتسامة الصادقة ،وكان زواجها من "فاروق الأول" وهو الملك الشاب، مصدرا من مصادر "التفاؤل"، تفاءل المصريون بالملك الشاب، وتعاطفوا معه، لأن والده "الملك فؤاد" مات وتركه فى سن المراهقة، وكان موت ـ فؤاد ـ فى القاهرة فى الوقت الذى كان فيه "فاروق" فى لندن، أى أنه لم يودع أباه، وهذا جعل الشعب المصرى يتعاطف معه.
لكن فى دم الملك فؤاد، رغبة فى السير خارج الإطار، كان "فؤاد" يقامر ويخسر الأموال ويقترض من أفراد العائلة المالكة، وجىء به ليكون "السلطان" ويكون فى قبضة الاحتلال البريطانى، وكان ولده "فاروق" مثله، يقامر ويقيم علاقات مع سيدات متزوجات، ويمارس كل ألوان الانحراف، والمؤرخون يقولون إنه كان شاباً بريئاً، وفسد على أيدى "حسنين باشا " الذى كان "رائد الملك" فى الفترة التى قضاها فى الأكاديمية العسكرية فى لندن، وهذا ما جعل "عزيز المصرى" العسكرى المعروف، يرفض البقاء بجوار "فاروق" فى الغُربة، حتى لا يكون شريكاً فى إفساده، بينما واصَل "حسنين باشا" مهمته، وكانت رحلة أوربا " فى العام 1937 عقب وفاة الملك فؤاد" فرصة طيبة للتواصل مع "نازلى" الملكة الأم، وفى الوقت نفسه كان "فاروق" يخطو نحو "صافيناز" لكن الحال لم يدُم صفاؤه، كانت "صافينازـ الملكة فريدة" تنجب "البنات" ولا تنجب الذكور، فأنجبت "فوزية وفريال وفادية"، وكانت "الملكة نازلى" تعيّرها، وتُسمعها الكلام الجارح، وتتهمها بالعجز عن إنجاب "ولى العهد"، وبدأت لحظات العشق والحب تختفى من حياة الزوجين الشابين "فاروق وفريدة"، وقيل إن "نازلى" الملكة الأم، كانت تعمل ضد "الملكة فريدة" وتريد أن تكون هى الملكة، وتكون "فريدة" خاضعة لها، وقيل إن "حادث 4 فبراير 1942" ـ الانقلاب العسكرى البريطانى ـ أفقد "الملك الشاب ثقته بنفسه، وأصاب روحه بزلزال عنيف، جعله خائفاً، مضطرباً، وفى الوقت ذاته قرر عدد من أفراد العائلة المالكة ترتيب برنامج حفلات أُطلق عليه اسم "الترويح عن جلالة الملك" أو الترفيه الذى يستهدف إزالة أثر الصدمة عن قلبه، فقد كاد يفقد عرشه، لولا نصيحة "أحمد حسنين باشا"، قال له بالعربية ما معناه، لا توقع وثيقة التنازل عن العرش، فى مقابل استدعاء "مصطفى النحاس" وتكليفه بتشكيل حكومة "وفدية" يريدها الاحتلال البريطانى فى وقت المعركة بين المحور والحلفاء، فى ظل خطر "هتلر" و"موسولينى" الذى يهدد "القاهرة" نفسها، وهددها بالفعل بغارات جوية، وكانت قواته فى "العلمين" تخوض حرباً ضد الجيش البريطانى، وكان "فاروق" وفريق مقرب منه يبدى شماتة فى الجيش البريطانى ويتمنى هزيمة بريطانيا، وهذا ما جعل "بريطانيا" تأمر "فاروق الأول" ـ بالقوة العسكرية ـ أن يستدعى "النحاس باشا" الرجل الذى وقًع "معاهدة 1936" التى سُميت "معاهدة الصداقة" بين مصر وبريطانيا.
فضيحة فى القصر الملكى
الملكة "فريدة" هى الوحيدة التى هتف الشعب باسمها وأطلق شعاره "خرجت من دار الدعارة إلى دار الطهارة" والقلب والعقل المصرى، عقل عريق دقيق حساس، بليغ، فقد كان "الملك فؤاد" يستخدم بعض الخدم الإيطاليين فى القصر لمهمة جلب فتيات الليل، وتحول القصر من قصر حُكم إلى قصر تجرى فى أروقته وأجنحته جرائم وفضائح أخلاقية، وجاء "فاروق الأول" ليواصل مسيرة الوالد الراحل "فؤاد الأول" مستخدماً فرقة الإيطاليين الذين ورثهم عن والده، وعلى رأسهم "بولّلى" الذى منحه لقب البكوية، وجعله مسئول الشئون الخاصة للملك، ومن السيدات اللاتى ربطتهن علاقات "سرية" مع "فاروق" فتاة عملت بالتمثيل وماتت محترقة فى حادث طائرة، اسمها الفنى "كاميليا"، وكان وسيط التعارف بينها وبين "فاروق" صديقه ومستشاره الصحفى "كريم ثابت" وتولى "بوللى" ترتيب برنامج رحلة غرام جمعت "فاروق وكاميليا" فى جزيرة "قبرص" وكان سفر فاروق إلى قبرص باسم مستعار هو "فؤاد باشا المصرى"، ولكن الفضيحة الكبرى، التى قضت على ما تبقى من رابطة مودة بين "فاروق وفريدة" هى فضيحة "ليلى شيرين" وهى ليست فضيحة عادية، بل هى فضيحة أخلاقية، قانونية، سياسية، داخلية وخارجية، شغلت صفحات كثيرة من تقارير المخابرات البريطانية، ورسائل السفير البريطانى "مايلزلامبسون" والمستشار الشرقى للسفارة "والتر سمارت"، ولكن قبل قراءة تفاصيل حادثة "ليلى شيرين" هناك حادثة أخرى، جعلت الشكوك تزداد والهوّة تتسع بين الملك فاروق والملكة فريدة، وهى حادثة الضابط البريطانى الرسام ـ كابتن سيمون إلويس ـ الذى جاء إلى القاهرة وتواصل مع قصر عابدين وطلب رسم "بورتريه" لجلالة الملك فاروق، والملكة "فريدة" وقصة هذا الرسام والملكة المصرية "فريدة" أوردتها الكاتبة البريطانية "أرتميس كوبر" فى كتاب لها، نقل عنه "محمد حسنين هيكل" صفحات تحتوى تفاصيل الحكاية، وضمّنها كتابه "سقوط نظام" ومما قالته المؤلفة البريطانية:
ـ كان "سيمون إلويس" طموحاً، وطلب أن يرسم صورة لملك مصر وملكتها "فريدة"، وبدأت جلسات طويلة تجمع بين "الملكة فريدة" والرسام الإنجليزى، وكان اللقاء الأول بينهما فى بيت خالتها السيدة "ناهد سرى" زوجة "حسين باشا سرى"، وبعد الجلسة الأولى فى قصر عابدين، أبدى "إلويس" شكواه للملكة من حركة الوصيفات من حولهما وسأل ـ فريدة ـ ما إذا كان فى وسعها أن تذهب إليه فى مرسم خاص به، وتمكن من إقناع الملكة بالذهاب إلى مسكنه الذى يسكن فيه مع مجموعة من زملائه الضباط، وفى الوقت نفسه كانت "الملكة فريدة" تعيش أزمة بسبب مغامرات "فاروق" مع "فاطمة طوسون" زوجة النبيل "حسن طوسون" ابن الأمير "عمر طوسون"، وكانت "فاطمة " فائقة الجمال، وعرض عليها "فاروق" أن يتزوجها بعد أن يتم طلاقها من "حسن طوسون"، وهذه الأزمة التى عاشتها "الملكة فريدة" جعلتها تذهب إلى "سيمون إلويس" من دون استئذان "الملك فاروق".
وانتهت قصة الرسام بدخول ـ الملك فاروق ـ على الخط، وطلب من قادة الجيش البريطانى نقل "سيمون إلويس" إلى مكان آخر، ونُقل بالفعل إلى جنوب أفريقيا، وتوالت الأزمات بين الملك والملكة، واهتمت ـ السفارة البريطانية بالقاهرة ـ برصد تفاصيل الصراع الخفى بين "فريدة" و"فاروق"، وأورد ـ محمد حسنين هيكل ـ وثيقة بريطانية عبارة عن رسالة أرسلها السفير "مايلزلامبسون" إلى وزير الخارجية البريطانى فى لندن جاء فيها:
ـ قبل افتتاح البرلمان الجديد "18 يناير 1945" تلقينا تقارير مضمونها أن "الملك فاروق" أرسل لزوجته "الملكة فريدة" قائمة بأسماء الأميرات والنبيلات اللاتى دُعين معها إلى جلسة افتتاح البرلمان فى المقصورة الملكية وعلى قائمة المدعوات لاحظت "الملكة فريدة" وجود اسم النبيلة "فاطمة طوسون"، والملكة تعرف أن "فاطمة طوسون" على علاقة حميمة بالملك فاروق وأنهما يلتقيان فى بيت الأميرة "شويكار" التى تكرهها ـ فريدة ـ وقامت كبيرة وصيفات الملكة بإبلاغ كبير الأمناء فى القصر بأن "الملكة فريدة" لن تحضر الاحتفال بافتتاح البرلمان، وهذا الموقف وضع "الملك فاروق" فى مأزق، لأنه لم يكن يعرف كيف يبرر غياب زوجته عن المقصورة الملكية، وعلم "فاروق" أيضاً أن "الملكة نازلى" ـ الملكة الأم ـ لن تحضر الاحتفال، وقالت إن غياب "الملكة فريدة" وحضور"فاطمة طوسون" يضعها فى موقف حرج.
ونعــود إلى وثائق بريطانيا التى أوردها ـ حسنين هيكل ـ فى كتابه "سقوط نظام"، وهذه الوثيقة تخص حادثة "ليلى شيرين" السيدة التى ضبطتها الملكة فريدة ذات ليلة بالقرب من جناح الملك فاروق:
ـ بعد منتصف الليل يوم "12 أبريل 1945" لاحظت الوصيفة المناوبة للملكة وهى السيدة نعمت مظلوم، عندما خرجت من جناح الملكة فريدة لتجرى حديثاً تليفونياً، رأت سيدة ترتدى ملابس السهرة وتتمشى فى الصالون الملحق بجناح الملك وكان الباب مفتوحاً، واقتربت نعمت مظلوم من السيدة الغريبة، وتحت التهديد بالقتل، اعترفت ليلى شيرين بأنها جاءت إلى هنا مرات عديدة، بواسطة مكتب "بولّلى"..
هذه سطور من مذكرة كتبها السفير البريطانى "مايلزلامبسون" بمساعدة "كوكين بوين" مستشار وزارة الداخلية المصرية السابق، وكان يدير شبكة معلومات نافذة إلى قلب الحياة السياسية والإجتماعية فى مصر، وتطور الموقف فى ظل غياب الملك فاروق فى الفيوم، وكان هو من طلب "ليلى شيرين" ونسى الموعد، وسافر إلى الفيوم، وأصرت "الملكة فريدة" على إبلاغ النائب العام ومأمور قسم شرطة عابدين، ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، ورغم أن "ليلى شيرين" أُودعت "مستشفى الأمراض العقلية" بعد استخراج شهادة تفيد بمرضها العقلى من مستشفى دكتور "جيلات" ولكن "الملك فاروق" قرر أن يطلّق "الملكة فريدة" ولم يكتف بالطلاق، بل طالبها بالهدايا التى أهداها إليها فى فترة الخطوبة، وقرر أن يضم إليه ابنتيه "فريال وفوزية" ويترك "فادية" مع أمها وأبلغ الملكة فريدة بأنه يمهلها شهراً للبحث عن سكن خارج القصرالملكى.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952، وخروج "فاروق" مطروداً مــن مصر، دارت الأيام دورتهــا، وتنقلت "صافيناز ذو الفقار" بين مصر وأوربا، واحترفت الرسم وإقامة المعارض التشكيلية، وفى 15 أكتوبر 1988 انتقلت إلى جوار ربها، وكان "فاروق" قد توفى فى إيطاليا، ونُقل جثمانه إلى القاهرة ودُفن ذات ليلة من ليالى "مارس 1965" فى مقابر العائلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
"ستوديو إكسترا" تحليل سياسي مع عمرو حمزاوي وحوار فني مع أحمد شاكر
أشارت الإعلامية منة فاروق، إلى أن حلقة اليوم من برنامج ستوديو إكسترا، المعروض على قناة "إكسترا نيوز"، ستتضمن فقرات متنوعة بين السياسي والفني والخدمي، مؤكدة أن البرنامج يواصل تقديم محتوى يعكس نبض الشارع المصري. وذكرت منة فاروق أن الحلقة ستبدأ بحوار موسع مع الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، لتحليل التطورات الدولية والإقليمية، في ظل مشهد عالمي بالغ التعقيد، على حد وصفها. كما لفتت إلى أن الفنان أحمد شاكر سيكون ضيف الفقرة الثانية، مؤكدة أن نجاحه الأخير في تقليد شخصية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا يُختزل في كونه "ترند"، بل يأتي نتيجة موهبة حقيقية وتجربة فنية غنية. من جانبه، أوضح الإعلامي محمود السعيد أن الحلقة ستتضمن أيضًا عرضًا لشكاوى المواطنين في عدد من المحافظات، على رأسها البحيرة وأسيوط، ضمن فقرة التفاعل المجتمعي. وأضاف السعيد أن البرنامج يحرص على أن يكون حلقة وصل بين المواطنين والجهات المعنية، من خلال طرح القضايا المحلية والبحث عن حلول لها على الهواء مباشرة. وشدد على أن فقرة "اشتباك" في ختام الحلقة ستتناول قضية التربية وتغير مفاهيم التنشئة بين الأجيال، من الماضي إلى الحاضر، وتأثير المتغيرات المجتمعية على أساليب الآباء والأبناء.


بوابة ماسبيرو
منذ 3 أيام
- بوابة ماسبيرو
الملكة فريدة.. كشفت جرائم «فـاروق» الأخلاقية فانتقم منها بالطلاق
شخصيات لها تاريخ «70» قصة حب جمعت بين «صافيناز ذوالفقار» و«فاروق» على ظهر باخرة تقل الملكة نازلى وشقيقات الملك وحسنين باشا رئيس الديوان فاروق ارتكب فعل الخيانة واستضاف سيدة تُدعى «ليلى شيرين» ذات ليلة فى قصر عابدين وتم القبض عليها وإيداعها مستشفى الأمراض العقلية لإنقاذ سمعة جلالته! الشعب المصرى يــقدس الــحيــاة الزوجية، ويحترم الرجل الذى يرعى حقوق أهل بيته، وكان "فاروق الأول" فى بداياته، الملك الشاب المحبوب، وكان زواجه من "صافيناز ذو الفقار" يوم فرح فى القرى والمدن، وتفاءل الناس به واستبشروا، لأن والده "فؤاد الأول" كان سىء الخلق، يكره الحرية ويحتقر الشعب، ولكن "فاروق الأول" لم يستطع الصمود فى وجه "شلّة الفساد" التى ورثها عن والده، وهم مجموعة من الإيطاليين الموظفين فى قصر عابدين، حرضوه على الانحراف الأخلاقى، حتى انكشف أمره، وكانت "الملكة فريدة" زوجته هى الشاهدة على هذا الانحطاط والتردى الذى بلغه ـ جلالة الملك ـ وكان انتقام الملك فى صورة "طلاق" وقبلت "صافيناز" ـ الملكة فريدة ـ التحدى، وخرجت من القصر مرفوعة الرأس وواصل "الملك" سقوطه، حتى أزاحته ثورة يوليو عن العرش وطويت إلى الأبد صفحة عائلة محمد على من حياة المصريين. زمن الملكية، هو زمن "فاروق " الصبى الذى جعلته الظروف ملكاً، ناقص التعليم والخبرة، فقد كان والده ـ رغم قصر قامته ـ عسكرياً فى بلاط الملك "عمانويل " فى إيطاليا، وكان جده "الخديو إسماعيل" متعلماً تعليماً راقياً فى "باريس" التى التحق بها ضمن ما أطلق عليها "بعثة الأنجال"، وكان زميله فى البعثة "على مبارك" المهندس المعروف فى تاريخنا المعاصر، لكن "فاروق" درس ما يدرسه تلاميذ "الإبتدائية" فى مدرسة قصرعابدين، وبعدها أُرسل ليدرس فى أكاديمية عسكرية بريطانية، وقبلته الأكاديمية بصفة "طالب مستمع" وبعد شهور قليلة قضاها فى هذه الأكاديمية، مات والده "الملك فؤاد" وأُعيد "الأمير الشاب" إلى "المملكة" ليرث عرش الوالد الذى توفى فى 26 أبريل 1936، ولأن هناك أطماعاً وصراعات فى الأسرة الحاكمة وتاريخ من الغدر والخيانة، اختارت "الملكة نازلى" التعجيل بجلوس ولدها على عرش مصر، بدعم من "الشيخ المراغى" شيخ الجامع الأزهر، الذى أفتى بضرورة احتساب "سن الأمير فاروق" بالتقويم الهجرى، ليصبح فى السن التى تضمن له الجلوس على العرش من دون منافسة من ولى العهد "محمد على" ابن عم الملك "الخديو توفيق"، وكان من الضرورى بعد أن تولى "فاروق الأول" عرش مصر، أن يخضع لبرنامج "تثقيف" ليكون على دراية بالشئون السياسية والعسكرية، وتم إعداد برنامج التثقيف، وكان يتضمن رحلة إلى أوربا، يستطيع خلالها "الملك الشاب" أن يرى ويعرف ويتعلم ما لم يتعلمه فى مدرسة أو جامعة. زورق الحب أطلقت صافيناز ذو الفقار لقب "زورق الحب" على الباخرة التى شهدت مولد الحب الجارف بينها وبين "الأمير فاروق"، وكان الصحفى محمد التابعى على ظهر هذه الباخرة، وكان قريباً من الحدث، لكن قلبه وعقله كانا مشغولين بقصة أخرى ـ على الباخرة ذاتها ـ هى قصة الحب التى وُلدت فى قلب "نازلى" الملكة الأم وحسنين باشا رئيس الديوان، الرياضى، الفارس، الذى قرر أن يسيطر على "العرش" بمفتاح موجود فى قلب "نازلى" الملكة الأرملة التى كانت تشتاق للحب والشعور بالحرية، لكن ـ التابعى ـ الذى تنبه للتقارب بين صافيناز وفاروق بعد حديث دار بينه وبين دكتور أحمد ماهر، عضو الوفد المصرى المسئول عن التفاوض فى مدينة "مونتريه" من أجل إلغاء "الامتيازات الأجنبية" فالدكتور ـ ماهرـ قال لصديقه الصحفى: ـ صحيح.. جلالة الملك راح يتجوز الآنسة صافيناز؟ وهنا يكتب ـ التابعى ـ بقية القصة فى كتابه "أسرار السياسة والسياسة" يقول: ـ كان عجيباً أن أسمع فى "مونتريه" من الدكتور أحمد ماهر، أول "إشاعة" تربط بين صافيناز وفاروق ودُهِشت وعجبت من أين جاءت هذه "الإشاعة"، فقد كان مضى شهر كامل، وأنا أرى فاروق وصافيناز دون أن أُلاحظ شيئاً، كان "فاروق" يعاملها كما يعامل شقيقاته الصغيرات، وكان أفراد الحاشية يعاملونها بأدب، كنا نبتسم إذا لقيناها ونحييها: ـ بونجور مودموازييل.. ـ بونجور "فافيت".. وكانت تردّ التحية بأدب واحتشام فتقول: ـ بونجور إكسلانس.. ـ بونجور يا أستاذ.. ولم يخطر ببال أحدنا، أن هناك شيئاً ما بين "فاروق وصافيناز" أو أن "فافيت" هى ملكة مصر القادمة. ويضيف ـ التابعى ـ قوله: ـ كان "فاروق" ومن معه قد غادروا "جنيف" إلى مدينة "بِرن" وفى "بِرن" بدت أول إشارة تدل على حقيقة عواطف ـ فاروق ـ نحو "صافيناز"..، كانت "صافيناز" تتناول طعامها دائماً مع "الأميرات" ـ فوزية وفايزة وفايقة ـ ثم تنسحب معهن بعد تناول العشاء مباشرة لتأوى كل منهن إلى غرفتها، وكان غير مسموح لهن بالسهر، ولكن حدث فى "بِرن" أن نزلت "الآنسة صافيناز" وهى ترتدى ثوباً من ثياب السهرة، ولم تنسحب بعد تناول العشاء مع الأميرات كما كانت تفعل، وبقيت فى القاعة الكبرى، ثم دعاها "فاروق" للرقص معه، ورقص الاثنان معاً أكثر من مرة فى تلك السهرة، وكانت أول مرة، وأول خطوة خطاها "فاروق" إلى "صافيناز" ولم تحدث هذه الخطوة إلا فى "بِرن"، ولكن "إشاعة" الزواج، كــانت فـــى مصر، قبل أن يصل ـ فاروق وصافيناز ـ إلى "بِرن" وقبل أن يرقصا معاً، وأنهيت مأموريتى فى "مونتريه" ولحقتُ بالملك "فاروق" وحاشيته فى مدينة "زيوريخ" وبعدها بأيام سافرنا إلى باريس، التى كانت "نازلى" تشتهى أن تزورها، وكنا جميعاً قد انتهينا إلى تقرير حقيقيتين هما: فاروق يحب صافيناز، ونازلى تحب حسنين.. صافيناز ذو الفقار صافيناز ذو الفقار، هى من بنات "الأرستقراطية" الطبقة التى حكمت "مصر" قبل ثورة 23 يوليو 1952، كان خالها الفنان التشكيلى المعروف "محمود سعيد" يرعى موهبتها فى الرسم، وجدها لوالدتها "محمد سعيد باشا" والد أمها "زينب محمد سعيد" تولى رئاسة الحكومة المصرية، ووالدها كان من قضاة محكمة الاستئناف "المختلطة" وجدها لوالدها "على باشا ذو الفقارـ محافظ القاهرة ـ وجدها الأكبر "يوسف بك رسمى "أحد كبار الضباط فى الجيش المصرى فى عهد الخديو إسماعيل، وكانت أمها "زينب هانم ذوالفقار" وصيفة الملكة "نازلى" ودرست "صافيناز" فى مدرسة "راهبات نوتردام دى سيون "الفرنسية بالإسكندرية، وأجادت اللغة الفرنسية والإنجليزية، والعزف على البيانو، والرسم والتلوين وكان والدها "المستشار يوسف ذو الفقار" ماهراً فى الرسم والعزف على البيانو. ووقع اختيار الملكة "نازلى" ـ الملكة الأم ـ على مجموعة من فتيات الطبقة الغنية المرتبطة بالعائلة الحاكمة، ودعتهن لمرافقة "الملك فاروق" فى رحلته إلى أوربا، بغرض اختيار "عروس" له تصلح أن تكون" ملكة مصر، "وشاءت الأقدار أن يدق قلب "فاروق" لهذه الفتاة المهذبة الباسمة الجميلة "صافيناز"، وكان الزواج الملكى فى 20 يناير 1938. لكن مقارنة سريعة بين "صافيناز" و"فريدة "ـ الاسم الملكى الذى اختاره فاروق لها ـ تعطينا تصورات وحقائق عن الحياة التى عاشتها هذه السيدة، فهى أولى ملكات مصرـ منذ العصر الإسلامى ـ التى لقيت اهتمام الناس، ولقيت المحبة الكبيرة، وهذا لم يحدث مع ملكة قبلها، رغم أن "نازلى" كانت ملكة من "بنات الشعب" ووالدها من عائلة عريقة الإسلام، لكن "صافيناز" الآنسة المهذبة الجميلة ، كانت تتمتع بخصائص يحبها المصريون، من أهمها البساطة والابتسامة الصادقة ،وكان زواجها من "فاروق الأول" وهو الملك الشاب، مصدرا من مصادر "التفاؤل"، تفاءل المصريون بالملك الشاب، وتعاطفوا معه، لأن والده "الملك فؤاد" مات وتركه فى سن المراهقة، وكان موت ـ فؤاد ـ فى القاهرة فى الوقت الذى كان فيه "فاروق" فى لندن، أى أنه لم يودع أباه، وهذا جعل الشعب المصرى يتعاطف معه. لكن فى دم الملك فؤاد، رغبة فى السير خارج الإطار، كان "فؤاد" يقامر ويخسر الأموال ويقترض من أفراد العائلة المالكة، وجىء به ليكون "السلطان" ويكون فى قبضة الاحتلال البريطانى، وكان ولده "فاروق" مثله، يقامر ويقيم علاقات مع سيدات متزوجات، ويمارس كل ألوان الانحراف، والمؤرخون يقولون إنه كان شاباً بريئاً، وفسد على أيدى "حسنين باشا " الذى كان "رائد الملك" فى الفترة التى قضاها فى الأكاديمية العسكرية فى لندن، وهذا ما جعل "عزيز المصرى" العسكرى المعروف، يرفض البقاء بجوار "فاروق" فى الغُربة، حتى لا يكون شريكاً فى إفساده، بينما واصَل "حسنين باشا" مهمته، وكانت رحلة أوربا " فى العام 1937 عقب وفاة الملك فؤاد" فرصة طيبة للتواصل مع "نازلى" الملكة الأم، وفى الوقت نفسه كان "فاروق" يخطو نحو "صافيناز" لكن الحال لم يدُم صفاؤه، كانت "صافينازـ الملكة فريدة" تنجب "البنات" ولا تنجب الذكور، فأنجبت "فوزية وفريال وفادية"، وكانت "الملكة نازلى" تعيّرها، وتُسمعها الكلام الجارح، وتتهمها بالعجز عن إنجاب "ولى العهد"، وبدأت لحظات العشق والحب تختفى من حياة الزوجين الشابين "فاروق وفريدة"، وقيل إن "نازلى" الملكة الأم، كانت تعمل ضد "الملكة فريدة" وتريد أن تكون هى الملكة، وتكون "فريدة" خاضعة لها، وقيل إن "حادث 4 فبراير 1942" ـ الانقلاب العسكرى البريطانى ـ أفقد "الملك الشاب ثقته بنفسه، وأصاب روحه بزلزال عنيف، جعله خائفاً، مضطرباً، وفى الوقت ذاته قرر عدد من أفراد العائلة المالكة ترتيب برنامج حفلات أُطلق عليه اسم "الترويح عن جلالة الملك" أو الترفيه الذى يستهدف إزالة أثر الصدمة عن قلبه، فقد كاد يفقد عرشه، لولا نصيحة "أحمد حسنين باشا"، قال له بالعربية ما معناه، لا توقع وثيقة التنازل عن العرش، فى مقابل استدعاء "مصطفى النحاس" وتكليفه بتشكيل حكومة "وفدية" يريدها الاحتلال البريطانى فى وقت المعركة بين المحور والحلفاء، فى ظل خطر "هتلر" و"موسولينى" الذى يهدد "القاهرة" نفسها، وهددها بالفعل بغارات جوية، وكانت قواته فى "العلمين" تخوض حرباً ضد الجيش البريطانى، وكان "فاروق" وفريق مقرب منه يبدى شماتة فى الجيش البريطانى ويتمنى هزيمة بريطانيا، وهذا ما جعل "بريطانيا" تأمر "فاروق الأول" ـ بالقوة العسكرية ـ أن يستدعى "النحاس باشا" الرجل الذى وقًع "معاهدة 1936" التى سُميت "معاهدة الصداقة" بين مصر وبريطانيا. فضيحة فى القصر الملكى الملكة "فريدة" هى الوحيدة التى هتف الشعب باسمها وأطلق شعاره "خرجت من دار الدعارة إلى دار الطهارة" والقلب والعقل المصرى، عقل عريق دقيق حساس، بليغ، فقد كان "الملك فؤاد" يستخدم بعض الخدم الإيطاليين فى القصر لمهمة جلب فتيات الليل، وتحول القصر من قصر حُكم إلى قصر تجرى فى أروقته وأجنحته جرائم وفضائح أخلاقية، وجاء "فاروق الأول" ليواصل مسيرة الوالد الراحل "فؤاد الأول" مستخدماً فرقة الإيطاليين الذين ورثهم عن والده، وعلى رأسهم "بولّلى" الذى منحه لقب البكوية، وجعله مسئول الشئون الخاصة للملك، ومن السيدات اللاتى ربطتهن علاقات "سرية" مع "فاروق" فتاة عملت بالتمثيل وماتت محترقة فى حادث طائرة، اسمها الفنى "كاميليا"، وكان وسيط التعارف بينها وبين "فاروق" صديقه ومستشاره الصحفى "كريم ثابت" وتولى "بوللى" ترتيب برنامج رحلة غرام جمعت "فاروق وكاميليا" فى جزيرة "قبرص" وكان سفر فاروق إلى قبرص باسم مستعار هو "فؤاد باشا المصرى"، ولكن الفضيحة الكبرى، التى قضت على ما تبقى من رابطة مودة بين "فاروق وفريدة" هى فضيحة "ليلى شيرين" وهى ليست فضيحة عادية، بل هى فضيحة أخلاقية، قانونية، سياسية، داخلية وخارجية، شغلت صفحات كثيرة من تقارير المخابرات البريطانية، ورسائل السفير البريطانى "مايلزلامبسون" والمستشار الشرقى للسفارة "والتر سمارت"، ولكن قبل قراءة تفاصيل حادثة "ليلى شيرين" هناك حادثة أخرى، جعلت الشكوك تزداد والهوّة تتسع بين الملك فاروق والملكة فريدة، وهى حادثة الضابط البريطانى الرسام ـ كابتن سيمون إلويس ـ الذى جاء إلى القاهرة وتواصل مع قصر عابدين وطلب رسم "بورتريه" لجلالة الملك فاروق، والملكة "فريدة" وقصة هذا الرسام والملكة المصرية "فريدة" أوردتها الكاتبة البريطانية "أرتميس كوبر" فى كتاب لها، نقل عنه "محمد حسنين هيكل" صفحات تحتوى تفاصيل الحكاية، وضمّنها كتابه "سقوط نظام" ومما قالته المؤلفة البريطانية: ـ كان "سيمون إلويس" طموحاً، وطلب أن يرسم صورة لملك مصر وملكتها "فريدة"، وبدأت جلسات طويلة تجمع بين "الملكة فريدة" والرسام الإنجليزى، وكان اللقاء الأول بينهما فى بيت خالتها السيدة "ناهد سرى" زوجة "حسين باشا سرى"، وبعد الجلسة الأولى فى قصر عابدين، أبدى "إلويس" شكواه للملكة من حركة الوصيفات من حولهما وسأل ـ فريدة ـ ما إذا كان فى وسعها أن تذهب إليه فى مرسم خاص به، وتمكن من إقناع الملكة بالذهاب إلى مسكنه الذى يسكن فيه مع مجموعة من زملائه الضباط، وفى الوقت نفسه كانت "الملكة فريدة" تعيش أزمة بسبب مغامرات "فاروق" مع "فاطمة طوسون" زوجة النبيل "حسن طوسون" ابن الأمير "عمر طوسون"، وكانت "فاطمة " فائقة الجمال، وعرض عليها "فاروق" أن يتزوجها بعد أن يتم طلاقها من "حسن طوسون"، وهذه الأزمة التى عاشتها "الملكة فريدة" جعلتها تذهب إلى "سيمون إلويس" من دون استئذان "الملك فاروق". وانتهت قصة الرسام بدخول ـ الملك فاروق ـ على الخط، وطلب من قادة الجيش البريطانى نقل "سيمون إلويس" إلى مكان آخر، ونُقل بالفعل إلى جنوب أفريقيا، وتوالت الأزمات بين الملك والملكة، واهتمت ـ السفارة البريطانية بالقاهرة ـ برصد تفاصيل الصراع الخفى بين "فريدة" و"فاروق"، وأورد ـ محمد حسنين هيكل ـ وثيقة بريطانية عبارة عن رسالة أرسلها السفير "مايلزلامبسون" إلى وزير الخارجية البريطانى فى لندن جاء فيها: ـ قبل افتتاح البرلمان الجديد "18 يناير 1945" تلقينا تقارير مضمونها أن "الملك فاروق" أرسل لزوجته "الملكة فريدة" قائمة بأسماء الأميرات والنبيلات اللاتى دُعين معها إلى جلسة افتتاح البرلمان فى المقصورة الملكية وعلى قائمة المدعوات لاحظت "الملكة فريدة" وجود اسم النبيلة "فاطمة طوسون"، والملكة تعرف أن "فاطمة طوسون" على علاقة حميمة بالملك فاروق وأنهما يلتقيان فى بيت الأميرة "شويكار" التى تكرهها ـ فريدة ـ وقامت كبيرة وصيفات الملكة بإبلاغ كبير الأمناء فى القصر بأن "الملكة فريدة" لن تحضر الاحتفال بافتتاح البرلمان، وهذا الموقف وضع "الملك فاروق" فى مأزق، لأنه لم يكن يعرف كيف يبرر غياب زوجته عن المقصورة الملكية، وعلم "فاروق" أيضاً أن "الملكة نازلى" ـ الملكة الأم ـ لن تحضر الاحتفال، وقالت إن غياب "الملكة فريدة" وحضور"فاطمة طوسون" يضعها فى موقف حرج. ونعــود إلى وثائق بريطانيا التى أوردها ـ حسنين هيكل ـ فى كتابه "سقوط نظام"، وهذه الوثيقة تخص حادثة "ليلى شيرين" السيدة التى ضبطتها الملكة فريدة ذات ليلة بالقرب من جناح الملك فاروق: ـ بعد منتصف الليل يوم "12 أبريل 1945" لاحظت الوصيفة المناوبة للملكة وهى السيدة نعمت مظلوم، عندما خرجت من جناح الملكة فريدة لتجرى حديثاً تليفونياً، رأت سيدة ترتدى ملابس السهرة وتتمشى فى الصالون الملحق بجناح الملك وكان الباب مفتوحاً، واقتربت نعمت مظلوم من السيدة الغريبة، وتحت التهديد بالقتل، اعترفت ليلى شيرين بأنها جاءت إلى هنا مرات عديدة، بواسطة مكتب "بولّلى".. هذه سطور من مذكرة كتبها السفير البريطانى "مايلزلامبسون" بمساعدة "كوكين بوين" مستشار وزارة الداخلية المصرية السابق، وكان يدير شبكة معلومات نافذة إلى قلب الحياة السياسية والإجتماعية فى مصر، وتطور الموقف فى ظل غياب الملك فاروق فى الفيوم، وكان هو من طلب "ليلى شيرين" ونسى الموعد، وسافر إلى الفيوم، وأصرت "الملكة فريدة" على إبلاغ النائب العام ومأمور قسم شرطة عابدين، ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، ورغم أن "ليلى شيرين" أُودعت "مستشفى الأمراض العقلية" بعد استخراج شهادة تفيد بمرضها العقلى من مستشفى دكتور "جيلات" ولكن "الملك فاروق" قرر أن يطلّق "الملكة فريدة" ولم يكتف بالطلاق، بل طالبها بالهدايا التى أهداها إليها فى فترة الخطوبة، وقرر أن يضم إليه ابنتيه "فريال وفوزية" ويترك "فادية" مع أمها وأبلغ الملكة فريدة بأنه يمهلها شهراً للبحث عن سكن خارج القصرالملكى. وبعد قيام ثورة يوليو 1952، وخروج "فاروق" مطروداً مــن مصر، دارت الأيام دورتهــا، وتنقلت "صافيناز ذو الفقار" بين مصر وأوربا، واحترفت الرسم وإقامة المعارض التشكيلية، وفى 15 أكتوبر 1988 انتقلت إلى جوار ربها، وكان "فاروق" قد توفى فى إيطاليا، ونُقل جثمانه إلى القاهرة ودُفن ذات ليلة من ليالى "مارس 1965" فى مقابر العائلة.


النهار المصرية
منذ 5 أيام
- النهار المصرية
'ستوديو إكسترا' ينفي هدم المقابر المرخصة بقطور بالغربية: إزالة مبانٍ مخالفة بُنيت ليلًا على أرض زراعية
نفى برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، صحة ما تردد بشأن هدم المقابر المرخصة في مدينة قطور بمحافظة الغربية، مؤكدًا أن ما جرى إزالته هو مبانٍ حديثة أُنشئت بالمخالفة للقانون على أرض زراعية. وقال رفيق ناصف، مراسل «إكسترا نيوز» بالغربية، في مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين منة فاروق ولما جبريل، إنه تم التحقق ميدانيًا من الأمر، مشيرًا إلى أن المقابر التي تم هدمها بُنيت ليلًا دون ترخيص وعلى مساحة 42 مترًا مربعًا داخل المقابر الرئيسية للمدينة، موضحًا: «تواصلنا مع الأجهزة التنفيذية وأكدوا لنا أن هذه المقابر بنيت على أرض زراعية بالمخالفة للقانون، وتم تحرير محاضر في الجمعية الزراعية وإخطار مركز ومدينة قطور». وأضاف: «ما تم هدمه عبارة عن 7 عيون تقريبا، ولم يتم دفن أي جثامين بها، حيث كانت المخالفات لا تزال في بدايتها». وشددت الإعلامية منة فاروق على أن المقابر القديمة المرخصة لا مساس بها، وأن الإزالة طالت فقط المباني الجديدة غير المرخصة، وهو ما أكده مراسل القناة. وأشار "ناصف" إلى وجود أراض مخصصة بالمحافظة يمكن بناء المقابر عليها، لكن يشترط الحصول على التراخيص اللازمة، لافتًا إلى هدم بعض المساحات حول المقابر نتيجة عدم وجود تراخيص للبناء عليها.