
في أقل من 10 دقائق... ذكاء اصطناعي يرسم خريطة الأضرار بعد الكوارث
لكن ماذا لو تمكنت طائرة مسيّرة من مسح حي كامل، وقام الذكاء الاصطناعي بتحويل اللقطات الجوية على الفور إلى خرائط تفصيلية تحدد حجم الأضرار والمسارات الآمنة للتنقل؟
لم يعد ذلك مجرد خيال، بل هو واقع اليوم. فقد طوّر فريق في جامعة «تكساس إي آند إم» أداة ذكاء اصطناعي أطلق عليها اسم «كلارك» (CLARKE) قادرة على تحويل صور الطائرات المسيّرة إلى خرائط شاملة للأضرار خلال دقائق، لتسرّع بشكل كبير من الاستجابة في أوقات الأزمات.
بدأت القصة بإلهام مستوحى من الخيال العلمي. ابتكر هذه التقنية طالب الدكتوراه توم مانزيني، بالتعاون مع رائدة الروبوتات الدكتورة روبن ميرفي. ويُعد «CLARKE» أول نظام يقدر على تصنيف الأضرار الهيكلية عبر أحياء كاملة بسرعة قياسية. ففي الاختبارات، تمكن من تقييم حالة 2000 منزل في غضون سبع دقائق فقط، مع تقديم تفاصيل إضافية عن الطرق القابلة للمرور وتلك المقطوعة، وهي معلومات قد تصنع الفارق بين إنقاذ سريع وتأخير مكلف.
تدرّب «كلارك» على صور التُقطت بالطائرات المسيّرة لأكثر من 21 ألف منزل تضررت في 10 كوارث كبرى (جامعة تكساس إي آند إم)
لا يكتفي «كلارك» ( CLARKE ) بالإشارة إلى المنازل المتضررة، بل يحول صور الطائرات المسيّرة إلى مخرجات عملية، عبارة عن خرائط مشروحة وجداول بيانات تتضمن العناوين ومستوى الضرر، وحتى توصيات بالمسارات الأكثر أماناً. بهذه الطريقة، تتحول اللقطات الجوية المبعثرة إلى خطة منظمة تُمكّن فرق الإنقاذ من العمل بكفاءة.
أثبت «CLARKE» فاعليته في أرض الواقع. فقد استُخدم خلال موسم الأعاصير لعام 2024 في فلوريدا وبنسلفانيا، عقب إعصاري «ديبي» و«هيلين». قامت الطائرات المسيّرة بجمع بيانات سريعة عن الأضرار، وحوّلها النظام إلى خرائط وجداول في دقائق، مما منح فرق الإنقاذ أفضلية حاسمة في وقت حساس.
تدرّب «كلارك» على بيانات مصورة لأكثر من 21 ألف منزل تضررت في عشرة كوارث كبرى، من بينها إعصارا «هارفي» و«إيان». سمح هذا التنوع للنظام بالتعرف على أنماط الأضرار الناجمة عن الفيضانات أو الرياح أو الحرائق، مما جعله مرناً وقادراً على التكيف مع أنواع مختلفة من الكوارث.
وإدراكاً لأهمية تمكين الفرق البشرية من استخدام الأداة، نظّمت جامعة ولاية فلوريدا تدريباً موسعاً للتعريف بـ«CLARKE» في تالاهاسي. ورغم توقع حضور 20 مشاركاً فقط، فوجئ المنظمون بتسجيل ما يقارب 100 من أفراد فرق الطوارئ، من قادة وحدات الإنقاذ الريفية إلى مديري الوكالات. ووفقاً لمسؤول نظم الطائرات غير المأهولة في فلوريدا، فإن الأداة تمنح الفرق المحلية القدرة على «تسيير الطائرات المسيّرة، وفهم الأضرار على الفور دون انتظار أيام لوصول تقارير خارجية.
بدأ تطوير «كلارك» (CLARKE ) عام 2022 وما زال يتطور(جامعة تكساس إي آند إم)
بدأ تطوير «كلارك» (CLARKE) عام 2022 وما زال يتطور. وبعد التجارب الميدانية، تعاون فريق «تكساس إي آند إم» مع معهد الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرار المجتمعي ومكتب الطوارئ في فلوريدا لإجراء محاكاة مكتبية عام 2025، بهدف تحسين أداء النظام وأدوات التدريب استناداً إلى ملاحظات المستجيبين الأوائل.
كما تكمن أهمية «CLARKE» في عدة نقاط، مثل السرعة في توفير ساعات أو حتى أيام عند إنتاج الخرائط في دقائق. أيضاً إمكانية الوصول وتمكين المناطق الريفية من إجراء تقييمات ذاتية. تتميز أيضاً بذكاء القرار، وتقديم تقييمات قابلة للتنفيذ وليس مجرد بيانات خام والتكيف مع أنواع متعددة من الكوارث. وتم تصميمه وفق احتياجات فرق الإنقاذ ويتم التحسين باستمرار.
في أوقات الكوارث، الوقت ليس مالاً فقط، بل يشمل أرواحاً. بقدرته على تحويل صور الطائرات المسيّرة إلى خرائط دقيقة وقابلة للتنفيذ خلال أقل من عشر دقائق، يُعيد «كلارك» تعريف أسلوب عمل فرق الطوارئ. وُلدت هذه الفكرة من رؤية لذكاء اصطناعي سلس، وتدرّب التطبيق على كوارث حقيقية، وتطور بالتعاون مع مستخدمين فعليين، مما يجعله مثالاً حياً على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم الإنسان مباشرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 3 ساعات
- أرقام
تجارب تعليم رائدة .. كيف تعمل المدارس في إندونيسيا على إعداد الطلاب للعصر الرقمي؟
تواجه إندونيسيا تحديًا حاسمًا يتمثل في تطوير نظامها التعليمي من خلال تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للنجاح في العصر الحالي، ورغم التقدم الذي أحرزته إلا أن النظام لا يزال يواجه تحديات منها نقص المعلمين والتوزيع غير المتكافئ للمعلمين، والأساليب التقليدية التي تحد من الإبداع ومهارات التفكير النقدي. تمثل إندونيسيا رابع أكبر نظام تعليمي في العالم مع 60 مليون طالب، وأكثر من 300 ألف مدرسة، وما يزيد على 3 ملايين معلم، وبالتالي فإن إدخال التكنولوجيا في المدارس ليس اختياريًا، وبالفعل أعدت الحكومة الإطار الأكاديمي والمنهج الدراسي للمواد الجديدة وبدأت تدريب المعلمين في أنحاء البلاد. ثورة في التعليم تعد إندونيسيا مبادرة لإدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي كمادتين اختياريتين في المدارس الابتدائية والثانوية بداية من العام الدراسي المقبل 2025-2026، فلا تقتصر فقط على إمكانية تطوير مهارات التفكير النقدي والحساب لدى الأطفال، بل تعدهم أيضًا للعصر الرقمي مع تزايد حاجة البلاد للمواهب الرقمية. مقارنة مع الصين يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم عن طريق منصات التعلم المخصصة، وأنظمة التدريس الذكية والتقييم وتقديم الملاحظات الآلية لكن تعتبر تلك الخطوة من إندونيسيا متأخرة نسبيًا، نظرًا لتبني دول منها الصين مبادرات مماثلة قائمة منذ عقود، وحققت تطورات قبل سنوات من اكتساب أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" اهتمامًا عالميًا في 2023. تحديات راهنة رغم إقرار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بجهود إندونيسيا في التحول الرقمي، إلا أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين النتائج الحالية وتطلعات البلاد، في ظل تحديات كبيرة خاصة في ضمان الوصول العادل إلى الإنترنت في كافة المدارس. تحول دور المعلمين من التحديات الأخرى التي تواجه تلك الخطة هو مدى استعداد المعلمين وتفاوت المهارات التقنية بينهم وبين الطلاب، لأنه في الكثير من الحالات يشعر المعلمون أن طلابهم أكثر كفاءة في استخدام التكنولوجيا، وبالتالي لم يعد المعلمون المصدر الوحيد للمعرفة، بل أصبحوا ميسرين لعملية تعلم متطورة. كيفية التنفيذ يمكن للمدارس التي تتوافر بها بنية تحتية قائمة مثل مختبرات الوسائط المتعددة أو شبكة إنترنت موثوقة استخدام الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة للتعلم التفاعلي، أما المدارس التي لا تتوافر بها تلك الإمكانات فستوفر الحكومة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فضلا عن الاعتماد على نهج تعليمي دون أجهزة رقمية من خلال ألعاب تعليمية مثل "ليجو". تجربة واقعية كانت إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في نوسانتارا من بين أول المبادرين بتطبيق البرنامج، إذ بدأت بتقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي والبرمجة للطلاب دون تعيين مدرسين متخصصين، مع خطط للتطبيق بشكل أوسع نطاقًا مع بدء الفصل الدراسي الجديد، ولدعم الخطوة جهزت منشآتها بمخبر حاسوب يضم 30 جهازًا. أهداف أوضح "وينر جهاد أكبر" المسؤول بوزارة التعليم الإندونيسية أنه من خلال إتقان المهارات التقنية يتوقع من الطلاب ليس فقط مواجهة الثورة الصناعية المستمرة بل الاستعداد ليصبحوا قادة التكنولوجيا المستقبليين في إندونيسيا، من خلال تطور مهارات التفكير الحسابي، وحل المشكلات بشكل منهجي. تنضم إندونيسيا إلى عدد متزايد من الدول التي تدمج الذكاء الاصطناعي والمعرفة الرقمية في المناهج الدراسية، مع سعيها لتلبية متطلبات القوى العاملة المتطورة، لذلك لم يعد نظامها التعليمي يعتمد على الأساليب التقليدية بل بدأ الاستعداد لمستقبل ذكي.


عكاظ
منذ 11 ساعات
- عكاظ
استطلاع: 55% من كبار السن في أمريكا يستخدمون الذكاء الاصطناعي
أظهر استطلاع حديث، أجرته جامعة ميشيغان، أن 55% من الأمريكيين فوق سن الـ50 يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل المساعدات الصوتية وروبوتات الدردشة النصية، في مجالات تمتد من الترفيه والبحث إلى الأمان المنزلي والتخطيط للسفر. وبيّن الاستطلاع، الذي شمل نحو 3000 مشارك، أن 96% من مستخدمي أجهزة الأمان المنزلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي شعروا بزيادة في الأمان، فيما أشار نصفهم تقريباً إلى رغبتهم في البقاء مستقلين في منازلهم بدلاً من الانتقال لدور رعاية. كما كشف تفاوتاً في الاستخدام بحسب الصحة، التعليم، والدخل. ورغم الانتشار الواسع، ما زالت الثقة تمثل تحدياً، إذ أعرب 54% فقط عن ثقتهم في محتوى الذكاء الاصطناعي، بينما طالب 90% بضرورة الإفصاح الواضح عن المحتوى الناتج عنه. وتسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى سياسات وتعليمات واضحة تعزز الشفافية وتحد من المخاطر، خصوصاً مع مناقشات أمريكية حالية لتوسيع لوائح الإفصاح إلى مجالات الإعلان ومنصات التواصل الاجتماعي. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 15 ساعات
- عكاظ
يوم استقلال الهند التاسع والسبعين.. نقلة نوعية ونمو متسارع
بينما تحتفل الهند بيوم استقلالها التاسع والسبعين في 15 أغسطس 2025، تُعدّ هذه المناسبة فرصة للتأمل في تضحيات مناضلينا من أجل الحرية وفي المسيرة الاستثنائية لأمة ارتقت لتصبح قوة عالمية. ويتجلى تقدم الهند اليوم في ريادتها في مجالات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية واستكشاف الفضاء، لقد أدى النجاح الأخير الذي حققته مهمة الفضاء المأهولة غاغانيان إلى وضع الهند بين مجموعة النخبة من الدول القادرة على رحلات الفضاء البشرية. وفي الوقت نفسه تواصل البنية التحتية الرقمية في الهند إحداث نقلة نوعية في حياة الناس من خلال تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحكومية مما يُمكّن الملايين. ولا تزال الإدارة البيئية حجر الزاوية في أجندة التنمية الهندية. وتُجسّد مبادرة «لايف» (أسلوب حياة من أجل البيئة) الطموحة التزام الهند بمعيشة مستدامة وحشد المواطنين حول العالم نحو ممارسات صديقة للبيئة. ويتزامن هذا مع نمو سريع في قطاع الطاقة المتجددة مع قيام الهند بتوسيع قدرتها في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في تحقيق انبعاثات صفرية صافية. ويعتمد اقتصاد الهند، وهو أحد أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم على الابتكار وريادة الأعمال، وقد أتاحت مبادرات مثل «صنع في الهند» و«الهند الرقمية» فرصا هائلة وجذبت الاستثمارات الأجنبية ورسّخت مكانة الهند كلاعب حاسم في سلسلة التوريد العالمية. وتستمر الشراكة التاريخية الراسخة بين الهند والمملكة العربية السعودية في الازدهار. وتمتد هذه العلاقة المتعددة الأوجه من قطاعات الطاقة والتجارة إلى التعليم والثقافة وترتكز على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة نحو السلام والازدهار. وتشكّل الجالية الهندية في المملكة العربية السعودية التي يبلغ عددها أكثر من 2.7 مليون نسمة جسراً حيوياً بين البلدين، ومساهماتهم في تنمية المملكة وثقافتها ومجتمعها تعزز نسيج هذه الدولة الصديقة، ونحن ممتنون لكرم ضيافة المملكة ودعمها الثابت. وفي هذه المناسبة نعرب أيضاً عن تقديرنا للمملكة العربية السعودية لتسهيل أداء الحج الآمن والمثري روحياً للحجاج الهنود خلال موسم الحج 1446هـ. ومع اقتراب الهند من الذكرى الثمانين من الاستقلال فإن روح التعاون والشراكة بين الهند والمملكة العربية السعودية من المتوقع أن تصل إلى مستويات أعلى معا، وسنواصل العمل نحو تحقيق الأهداف المشتركة في الابتكار والاستدامة والرخاء الشامل. وفي يوم الاستقلال هذا، لا نحتفل فقط بإرث ماضينا بل نحتفل أيضاً بوعد مستقبلنا، مستقبل مرسوم بالمرونة والتقدّم وروابط الصداقة الدائمة. أخبار ذات صلة