logo
تجارب تعليم رائدة .. كيف تعمل المدارس في إندونيسيا على إعداد الطلاب للعصر الرقمي؟

تجارب تعليم رائدة .. كيف تعمل المدارس في إندونيسيا على إعداد الطلاب للعصر الرقمي؟

أرقاممنذ 2 أيام
تواجه إندونيسيا تحديًا حاسمًا يتمثل في تطوير نظامها التعليمي من خلال تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للنجاح في العصر الحالي، ورغم التقدم الذي أحرزته إلا أن النظام لا يزال يواجه تحديات منها نقص المعلمين والتوزيع غير المتكافئ للمعلمين، والأساليب التقليدية التي تحد من الإبداع ومهارات التفكير النقدي.
تمثل إندونيسيا رابع أكبر نظام تعليمي في العالم مع 60 مليون طالب، وأكثر من 300 ألف مدرسة، وما يزيد على 3 ملايين معلم، وبالتالي فإن إدخال التكنولوجيا في المدارس ليس اختياريًا، وبالفعل أعدت الحكومة الإطار الأكاديمي والمنهج الدراسي للمواد الجديدة وبدأت تدريب المعلمين في أنحاء البلاد.
ثورة في التعليم
تعد إندونيسيا مبادرة لإدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي كمادتين اختياريتين في المدارس الابتدائية والثانوية بداية من العام الدراسي المقبل 2025-2026، فلا تقتصر فقط على إمكانية تطوير مهارات التفكير النقدي والحساب لدى الأطفال، بل تعدهم أيضًا للعصر الرقمي مع تزايد حاجة البلاد للمواهب الرقمية.
مقارنة مع الصين
يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم عن طريق منصات التعلم المخصصة، وأنظمة التدريس الذكية والتقييم وتقديم الملاحظات الآلية لكن تعتبر تلك الخطوة من إندونيسيا متأخرة نسبيًا، نظرًا لتبني دول منها الصين مبادرات مماثلة قائمة منذ عقود، وحققت تطورات قبل سنوات من اكتساب أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" اهتمامًا عالميًا في 2023.
تحديات راهنة
رغم إقرار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بجهود إندونيسيا في التحول الرقمي، إلا أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين النتائج الحالية وتطلعات البلاد، في ظل تحديات كبيرة خاصة في ضمان الوصول العادل إلى الإنترنت في كافة المدارس.
تحول دور المعلمين
من التحديات الأخرى التي تواجه تلك الخطة هو مدى استعداد المعلمين وتفاوت المهارات التقنية بينهم وبين الطلاب، لأنه في الكثير من الحالات يشعر المعلمون أن طلابهم أكثر كفاءة في استخدام التكنولوجيا، وبالتالي لم يعد المعلمون المصدر الوحيد للمعرفة، بل أصبحوا ميسرين لعملية تعلم متطورة.
كيفية التنفيذ
يمكن للمدارس التي تتوافر بها بنية تحتية قائمة مثل مختبرات الوسائط المتعددة أو شبكة إنترنت موثوقة استخدام الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة للتعلم التفاعلي، أما المدارس التي لا تتوافر بها تلك الإمكانات فستوفر الحكومة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فضلا عن الاعتماد على نهج تعليمي دون أجهزة رقمية من خلال ألعاب تعليمية مثل "ليجو".
تجربة واقعية
كانت إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في نوسانتارا من بين أول المبادرين بتطبيق البرنامج، إذ بدأت بتقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي والبرمجة للطلاب دون تعيين مدرسين متخصصين، مع خطط للتطبيق بشكل أوسع نطاقًا مع بدء الفصل الدراسي الجديد، ولدعم الخطوة جهزت منشآتها بمخبر حاسوب يضم 30 جهازًا.
أهداف
أوضح "وينر جهاد أكبر" المسؤول بوزارة التعليم الإندونيسية أنه من خلال إتقان المهارات التقنية يتوقع من الطلاب ليس فقط مواجهة الثورة الصناعية المستمرة بل الاستعداد ليصبحوا قادة التكنولوجيا المستقبليين في إندونيسيا، من خلال تطور مهارات التفكير الحسابي، وحل المشكلات بشكل منهجي.
تنضم إندونيسيا إلى عدد متزايد من الدول التي تدمج الذكاء الاصطناعي والمعرفة الرقمية في المناهج الدراسية، مع سعيها لتلبية متطلبات القوى العاملة المتطورة، لذلك لم يعد نظامها التعليمي يعتمد على الأساليب التقليدية بل بدأ الاستعداد لمستقبل ذكي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية
"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، وجامعة تافتس الأميركية، ومعهد اليابان لأمن الصحة، تطوير "خرائط بانجينوم" للسكان في السعودية واليابان، ما يساعد في تعزيز الطب الدقيق وعلم الوراثة السريرية، لفئتين سكانيتين طالما غاب تمثيلهما الكافي عن قواعد بيانات "البانجينوم" العالمية. ومصطلح "البانجينوم" يعني وجود مرجع جيني شامل يدمج التباينات الوراثية المستخلصة من عدد كبير من الأفراد داخل مجتمع أو نوع معين، بدلاً من الاعتماد على تسلسل جينوم فرد واحد فقط. ويمنح هذا النهج العلماء صورة أوضح للتنوع الجيني والأنماط الوراثية المميزة لكل مجتمع، مما يرفع دقة التشخيص والعلاج. ويُعد مشروع البانجينوم السعودي، امتداداً طبيعياً لمشروع الجينوم البشري السعودي، لكنه يضيف بعداً جديداً في دقة التمثيل الوراثي. فبينما ركّز مشروع الجينوم البشري السعودي، على بناء مرجع جيني يعتمد على تسلسل واحد أو عدد محدود من الأفراد لرصد الطفرات الشائعة في المجتمع، يهدف مشروع البانجينوم إلى جمع ودمج التباينات الوراثية من عدد كبير من الأفراد لتكوين خريطة شاملة تعكس التنوع الجيني الكامل للسكان. هذا النهج لا يكتفي بتحديد الطفرات المسببة للأمراض، بل يمكّن أيضاً من فهم أعمق للأنماط الجينية النادرة والشائعة على حد سواء، مما يعزز دقة التشخيص وتطوير الطب الدقيق الموجه خصيصاً لاحتياجات المجتمع السعودي. مشروع الجينوم السعودي بدأت فكرة رسم الخريطة الجينية للبشر على المستوى العالمي مع مشروع الجينوم البشري الذي أُطلق رسمياً في عام 1990 كمبادرة دولية ضخمة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا والصين، بهدف فك شفرة الحمض النووي البشري بالكامل وفهم ترتيب الجينات ووظائفها. وبعد 13 عاماً من العمل المكثف، أُعلن في عام 2003، اكتمال المشروع، ما فتح الباب أمام ثورة في علم الوراثة والطب الدقيق. تلت ذلك مشروعات وطنية في عدة دول، مثل مشروع الجينوم البريطاني الذي ركز على دمج الفحوص الجينية في الرعاية الصحية، والمشروع الياباني الذي استهدف دراسة الأمراض الشائعة في المجتمع الياباني. وقد ألهم هذا الزخم العالمي، العديد من الدول، ومنها السعودية، لإطلاق برنامج الجينوم السعودي في عام 2018، ليكون مشروعاً وطنياً يستفيد من أحدث تقنيات التسلسل الجيني لرسم أول خريطة وراثية شاملة للمجتمع السعودي، مع التركيز على مكافحة الأمراض الوراثية وتحسين جودة الرعاية الصحية. لكل شعب بصمته الوراثية الفريدة التي تميزه عن غيره، وينبع هذا التنوع من اختلاف البيئات التي يعيش فيها الأفراد، وتباين العادات وأنماط الحياة. ونظراً لأهمية هذه الاختلافات في تحديد الاستجابة للأدوية والعلاجات، بدأت مراكز الأبحاث حول العالم في إنشاء قواعد بيانات وراثية خاصة بكل مجتمع، لتطوير أدوية وفحوصات مخصصة له، إذ قد لا تكون المراجع الجينية المستمدة من شعوب أخرى فعّالة أو دقيقة بالقدر نفسه. وهنا تبرز أهمية القواعد الوطنية للبيانات الوراثية. في إطار "رؤية السعودية 2030" وبرنامج تحول القطاع الصحي، يمضي برنامج الجينوم السعودي بخطوات كبيرة نحو إحداث تحول جذري في قطاع الرعاية الصحية، من خلال إنشاء قاعدة بيانات وراثية غير مسبوقة توثق أول خريطة جينية شاملة للمجتمع السعودي. ولا تهدف هذه المبادرة النوعية، إلى دعم التشخيص والعلاج فقط، بل تسعى أيضاً إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة على المدى البعيد. ويعد البرنامج، أحد ركائز التقدم الطبي في السعودية، إذ يوفر تشخيصاً أدق، وعلاجات موجهة، وسبل وقاية متقدمة، ما ينعكس مباشرة على صحة الأجيال المقبلة. الطفرات الجينية المسببة للأمراض يعمل برنامج الجينوم السعودي على الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال الكشف المبكر عن الطفرات الجينية المسببة لها، مما يتيح فرصاً أكبر للتشخيص المبكر والوقاية قبل ظهور الأعراض أو انتقالها إلى الأجيال القادمة؛ ويسهم هذا التوجه في تحسين الصحة العامة وخفض العبء على قطاع الرعاية الصحية. كما يحرص البرنامج على تمكين العلماء والباحثين من الوصول إلى قاعدة بيانات وراثية شاملة للمجتمع السعودي، تمثل كنزاً معرفياً لدراسة الأمراض وفهم العوامل الجينية المؤثرة في صحتهم، ودعم الأبحاث التي قد تفتح آفاقًا لعلاجات مبتكرة. ويولي البرنامج أهمية كبيرة لدراسة المتغيرات الجينية وفهم تأثيرها على الصحة، سواء كانت مرتبطة بأمراض وراثية معروفة أو بعوامل تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مزمنة، مما يتيح تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة لكل فرد. وفي جانب الابتكار، يسعى البرنامج إلى تطوير أدوات التشخيص والوقاية، بما يشمل الاختبارات الجينية المتقدمة والبرامج الوقائية التي تقلل فرص الإصابة بالأمراض الوراثية أو الحد من مضاعفاتها. كما يستهدف البرنامج تقليل حالات الإصابة بالأمراض الوراثية عبر دمج الفحوص الجينية في منظومة الرعاية الصحية، بما يضمن تدخلات وقائية مبكرة وعلاجات أكثر دقة. ويعتمد البرنامج على إنشاء بنية تحتية متقدمة لعلم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، تضم أحدث تقنيات التسلسل الجيني وأنظمة تحليل البيانات الضخمة، لضمان إدارة فعّالة للبيانات وتحقيق أقصى استفادة بحثية منها. إلى جانب ذلك، يسهم البرنامج في تحسين نتائج العلاج من خلال استخدام التسلسل الجيني للمرضى، مما يتيح اختيار الأدوية والجرعات الأكثر ملاءمة لخصائصهم الوراثية، ويعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. كما يركز البرنامج على بناء القدرات السعودية في مجال الجينوم، عبر تدريب الكوادر السعودية وتأهيلهم للعمل في مجالات علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية، لضمان استدامة هذه الجهود على المدى الطويل. تحليل المواد البيولوجية يهدف البرنامج إلى تحقيق تقدم ملموس في ثلاث مجالات رئيسية تشمل تقليص زمن التشخيص، ورفع دقة وكفاءة تحديد الأمراض، وتغذية قواعد البيانات الوطنية بمعلومات وراثية شاملة للمجتمع السعودي. وحاليا، يخضع الأزواج لفحوصات الدم قبل الزواج، للكشف عن بعض الأمراض الوراثية الشائعة، لكن مع برنامج الجينوم سيتم توسيع الفحص ليشمل آلاف الأمراض، مما يتيح للأزواج معرفة ما إذا كانوا يحملون جينات قد تسبب أمراضاً لأطفالهم مستقبلًا. وحتى الآن؛ تم فحص63 ألف عينة وتوثيق 7 آلاف و500 متغير وراثي، وإنشاء 13 لوحة تسلسل جيني، إضافة إلى نشر 140 بحثاً علمياً في مجلات دولية مرموقة، مما يضع المملكة على طريق الريادة العالمية في مجال الطب الدقيق. وتُجمع العينات في برنامج الجينوم السعودي، من متطوعين أو مرضى وفق معايير دقيقة، ثم تُنقل إلى مختبرات متخصصة حيث تُفصل المادة الوراثية وتُحلل باستخدام تقنيات متقدمة مثل "التسلسل الجيني عالي الإنتاجية" ويتيح هذا الفحص، الكشف عن الطفرات أو التغيرات في تسلسل الحمض النووي، والتي قد تكون مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. أما المتغيرات الوراثية فهي اختلافات طبيعية أو طفيفة في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد. بعضها شائع في المجتمع ولا يؤثر على الصحة، بينما قد يتسبب البعض الآخر في زيادة خطر الإصابة بأمراض وراثية أو مزمنة وتمنح دراسة هذه المتغيرات، الباحثين فهماً أعمق لعلاقة الجينات بالصحة والمرض، وتساعد الأطباء في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة، مما يدعم مفهوم "الطب الدقيق" الذي يعالج المريض بناء على خصائصه الجينية الفريدة. أما "اللوحة الجينية" فهي مجموعة مختارة من الجينات أو المواقع الجينية التي تُفحص معاً في اختبار واحد للكشف عن متغيرات محددة مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. وفي برنامج الجينوم السعودي، تصمم اللوحات الجينية بحيث تضم الجينات الأكثر ارتباطاً بالأمراض الشائعة في المجتمع السعودي، مما يتيح إجراء فحوص مركزة وفعالة. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي اللوحة على جينات مسؤولة عن أمراض الدم الوراثية، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، أو بعض أنواع السرطان. وتكمن أهميتها في أنها تختصر الوقت والتكلفة مقارنة بفحص الجينوم الكامل، وتوفر أداة تشخيصية سريعة للأطباء لتحديد الخطر أو التشخيص بدقة أكبر. كما تستخدم هذه اللوحات في برامج الفحص المبكر قبل الزواج أو الحمل، وفي متابعة الحالات المرضية المعقدة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الوقاية والعلاج الموجه. في السعودية، يمثل ارتفاع معدلات زواج الأقارب أحد أبرز العوامل المؤثرة في الخريطة الجينية للسكان. فبحسب دراسة للدكتور أحمد الفارس من جامعة القصيم، نُشرت في العدد الأول من "مجلة الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة السريرية السعودية" في عام 2019، تصل نسبة زواج الأقارب في المملكة إلى نحو 58%. ويؤدي هذا النمط من الزواج إلى زيادة احتمالية ظهور الأمراض الوراثية المتنحية النادرة، حيث يحمل كلا الوالدين الجين المسبب للمرض، ما يرفع احتمال أن يرث الأبناء نسختين منه فتظهر لديهم الإصابة. في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بدأ الباحثون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إجراء دراسات واسعة لرصد الأمراض الوراثية في المجتمع السعودي، وتبين أن نسبة الأمراض المتنحية تصل إلى 84%، مقابل 15% للأمراض غير المتنحية. وشكلت هذه النتائج الدافع وراء التفكير في تأسيس قاعدة بيانات وراثية وطنية، وهو ما تحقق لاحقاً عبر برنامج الجينوم البشري السعودي؛ كمشروع وطني لدراسة الأساس الجيني للأمراض الوراثية في المملكة. ما هو "البانجينوم"؟ أما "البانجينوم" فهو مفهوم متطور في علم الجينوم يهدف إلى تقديم صورة شاملة ومتنوعة للتركيب الجيني لنوعٍ ما، بدلاً من الاعتماد على جينوم مرجعي واحد فقط. في الجينوم التقليدي، يجرى تحليل تسلسل الحمض النووي لشخص أو كائن واحد، ويُستخدم هذا الجينوم كنموذج أساسي للمقارنة. لكن "البانجينوم" يتجاوز ذلك عبر دمج بيانات من العديد من الأفراد المختلفين، مما يسمح بتمثيل أوسع للتنوع الجيني في المجتمع أو النوع المدروس. هذه المقاربة توفر خريطة جينية أكثر دقة، تكشف عن المتغيرات النادرة والمناطق التي قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. وأطلق اتحاد المرجع البانجينومي البشري (HPRC)، أول مسودة للبانجينوم البشري، بعد تجميع وتسلسل 47 جينوماً مزدوج المجموعة الكروموسومية بالكامل، اختيرت بعناية لتمثيل التنوع الجيني العالمي، وبموافقة أصحاب العينات على إتاحة البيانات بلا قيود. وقد شملت العينات، بيانات من مشروع "الألف جينوم"، مع اختيار خطوط خلوية طبيعية من الناحية الكروموسومية، وبتمثيل جغرافي ووراثي واسع، لضمان بناء مرجع يعكس التنوع البشري بدقة أكبر، ويكون أساسًا لأبحاث الجينوم في المستقبل. ورغم أن أول بانجينوم بشري أُعلن عنه في عام 2023، إلا أنه استند أساساً إلى عينات لم تضم أي أشخاص من أصول عربية أو يابانية، ما يعني أن قرابة 10% من سكان العالم لم يكونوا ممثلين فيه؛ وقد دفع هذا النقص الباحثين مؤخراً إلى إعداد خرائط بانجينوم فرعية لمجموعات سكانية محددة، لتكون مراجع أدق وأكثر ملاءمة لها. جاء الاهتمام بدراسة البانجينوم استجابة لتحديات واضحة في مجال البحث الجيني، أبرزها محدودية الاعتماد على جينوم مرجعي واحد، إذ إن جينوم فرد واحد لا يمكنه أن يعكس التنوع الوراثي الكبير بين البشر. كما أن التنوع العرقي والجغرافي يفرض فروقاً ملحوظة في الجينات بين المجموعات السكانية، ما يجعل "البانجينوم" أداة أساسية لفهم هذا الاختلاف. إضافة إلى ذلك، فإن تحسين دقة التشخيص للأمراض الوراثية يتطلب الكشف عن متغيرات جينية نادرة قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. ويسهم البانجينوم كذلك في دعم الطب الشخصي عبر تصميم خطط علاجية دقيقة ومخصصة لكل فرد، فضلًا عن دوره في دراسة تطور الإنسان وفهم تاريخه عبر تتبع الهجرات البشرية القديمة وآليات التكيف مع البيئات المختلفة. يمثل اختيار تسلسل مرجعي في تحليل الجينوم خطوة محورية، إذ يُبنى عليه كل ما يلي من تحليلات جينية. وقد برز نموذج رسم البانجينوم البياني كحل مبتكر يدمج الأنماط الجينية لعدة أفراد، ما يعكس التنوع الوراثي بصورة أشمل. وأصبح من الممكن تقنياً في السنوات الأخيرة، بناء الجينومات البشرية من الصفر بفضل تقنيات تسلسل القراءة الطويلة، لكن عدد الجينومات المتاحة بحرية ودون قيود ما زال قليلاً، وهذا يمثل عائقاً أمام بناء المراجع الجينومية أو البانجينومات. وتشمل التحديات الحالية؛ قلة عدد وجودة الجينومات المتاحة للعامة، والتعقيدات التقنية في التعامل مع رسوم البانجينوم البيانية وبرمجياتها، بالإضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية، حيث أن عددًا محدودًا من العينات البشرية حصل على الموافقات الأخلاقية اللازمة للإتاحة المفتوحة. مشروع مشترك رغم أن رسوم البانجينوم البيانية تمثل نوعاً حديثاً من هياكل البيانات، فإن تقنياتها ما زالت في طور النضج. وعلى عكس الجينوم الخطي الذي طُورت حوله أدوات وخوارزميات على مدى عقود، فإن البانجينوم البياني يواجه نقصاً في الأدوات البرمجية المتاحة، ولا يمكنه حتى الآن النمو ليشمل آلاف الأفراد من جميع أنحاء العالم بسبب قيود الموارد، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الحاسوبية. ولهذا يُتوقع أن تلعب رسوم البانجينوم الخاصة بالمجتمعات دوراً مهماً في التحليلات الجينومية الموجهة لمجتمع بعينه، بما في ذلك التطبيقات السريرية، وهناك بالفعل عدة رسوم بيانية خاصة بمجموعات سكانية قيد التطوير. وفي الدراسة الجديدة، قدم مشروع JaSaPaGe، وهو مرجع بانجينوم بياني خاص بالسكان في السعودية واليابان، وهما مجموعتان بشريتان ظلتا ممثلتين بشكل محدود في الدراسات الجينومية السابقة. وقد استخدم الباحثون في الدراسة السعودية، تقنيات تسلسل متعددة لتسلسل جينومات 10 أفراد يابانيين و سعوديين، وبنوا تجميعات ثنائية الصيغة الصبغية لكل عينة. استُخدمت هذه التجميعات لإنشاء رسم بانجينوم بياني خاص باليابانيين من 10 عينات، وآخر خاص بالسعوديين من 8 عينات أضيف إليها جينوم سعودي منشور سابقًا، ليصبح المجموع 9 عينات سعودية. ورغم أن اليابان والسعودية تقعان على طرفي قارة آسيا، فإنهما لم تكونا ضمن الإصدار الأول من مشروع اتحاد المرجع البانجينومي البشري، كما أن الاختلاف الجيني الكبير بينهما قد يكشف عن نطاق أوسع من التنوع في الأنماط الجينية عبر القارة. قام الفريق أيضاً بدمج الرسمين البيانيين الخاصين بالمجموعتين في رسم بانجينوم بياني مشترك يضم شعبين مختلفين جينياً إضافة إلى مرجعين جينوميين عالميين. والبيانات الناتجة، بما في ذلك بيانات التسلسل، وتجميعات الجينوم، ورسوم البانجينوم البيانية، إلى جانب البرمجيات والبرامج النصية المستخدمة في إنشائها وتقييمها، متاحة للجميع مجاناً. وتمت عملية بناء المرجع باستخدام تقنيات متقدمة جداً لضمان أعلى درجات الدقة في قراءة وترتيب الجينوم. من بين هذه التقنيات تقنية تسلسل الجينوم بقراءات طويلة ودقيقة في الزمن الحقيقي، وهي طريقة تعطي قراءات طويلة ودقيقة للحمض النووي، مما يساعد في فك شيفرة المناطق الصعبة والمعقدة. كما استخدم الباحثون تقنية "التسلسل عبر المسام النانوية"، التي تقرأ سلاسل طويلة من الحمض النووي بشكل مستمر، حتى لو احتوت على تكرارات جينية معقدة. كما استخدموا البنية ثلاثية الأبعاد للحمض النووي داخل نواة الخلية لمعرفة كيفية ارتباط أجزاء الجينوم معاً داخل النواة، مما يساعد في ترتيب الأجزاء بشكل صحيح أثناء التجميع. ويعكس المرجع الجديد، التنوع الجيني في المجموعتين السكانيتين (السعودي والياباني) بشكل أدق، مما يرفع من قيمته للأبحاث الطبية والوراثية وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، ملاك عابد الثقفي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأمراض والطب المخبري في مركز تافتس الطبي، إن المشروع يمثل امتداداً لسنوات من العمل على الجينوم السعودي، مضيفة: "هذا الإسهام يعزز التمثيل في علم الجينوم ويضمن أن يخدم الطب الدقيق جميع الفئات السكانية". أما المؤلف المشارك في الدراسة، روبرت هوهن دورف، الباحث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فأوضح أن الجمع بين بيانات مجتمعين مختلفين جينياً مثل السعودية واليابان، اللتين تفصل بينهما مسافات وتاريخ وراثي طويل، أتاح دراسة تأثير اختلاف المراجع على دقة تحديد المتغيرات الجينية، مما يوفر رؤى جديدة يمكن أن تنعكس على تحسين الصحة العامة. بينما المؤلف المشارك في الدراسة، يوسوكي كاواي، الباحث في معهد اليابان لأمن الصحة، فقد اعتبر أن التعاون في إعداد "خرائط بانجينوم" مخصصة لليابانيين والسعوديين يمثل خطوة مهمة لسد فجوة واضحة في التمثيل الجيني على مستوى العالم. وأضاف أن دمج البيانات الوراثية المتنوعة من البلدين أتاح إنشاء مرجع قوي يسهم في رفع دقة تحديد المتغيرات الجينية، ويفتح آفاقًا واسعة لتطوير طب دقيق مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مجموعة سكانية.

53 % من سكان العالم يفضّلون الهاتف 
على الصديق.. و62 مليار كيلو نفايات إلكترونية
53 % من سكان العالم يفضّلون الهاتف 
على الصديق.. و62 مليار كيلو نفايات إلكترونية

عكاظ

timeمنذ 4 ساعات

  • عكاظ

53 % من سكان العالم يفضّلون الهاتف على الصديق.. و62 مليار كيلو نفايات إلكترونية

أظهر تقرير الاستدامة في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية 2025 الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST) أرقاماً صادمة، إذ جاء فيه أن أكثر من نصف سكان العالم (53%) يفضلون التمسك بهواتفهم المحمولة حتى لو كان الثمن خسارة صديق مقرّب، فيما يواصل الشباب بين 15 و24 عاماً تصدّر مشهد الاستخدام الرقمي بنسبة تصل إلى 70% عالمياً. الأرقام لم تتوقف عند السلوكيات الفردية، وامتدت إلى مخاطر جماعية، أبرزها إنتاج 62 مليار كيلوغرام من النفايات الإلكترونية في عام واحد فقط، مع إعادة تدوير رسمي لم يتجاوز 22.3% من هذا الكم الهائل. وأوضح التقرير، أن 20% من أبرز التهديدات العالمية ترتبط بفقدان الثقة والاتزان الرقمي، نتيجة انتشار المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وتصاعد الجرائم الإلكترونية، وتزايد تحديات الأمن السيبراني وهذه المخاطر باتت تشكل عنصر قلق دولي يوازي في خطورته التحديات الاقتصادية والسياسية. وفي مواجهة هذه المؤشرات، أطلق مؤتمر حوكمة الإنترنت بالتعاون مع برنامج سينك (Sync) مبادرة مؤشر الاتزان الرقمي. وجاءت المبادرة دعوةً عالميةً إلى إعداد مقارنات معيارية وتبادل أفضل الممارسات التنظيمية بين الدول، بما يضمن خلق عصر رقمي أكثر أماناً ومسؤولية. وتركز على ثلاثة محاور رئيسية: سد الفجوة الرقمية عبر تعزيز الوصول المتكافئ إلى الإنترنت والخدمات التقنية، رفع مستوى الوعي لتقليل المخاطر المرتبطة بالإدمان الرقمي وسوء الاستخدام، موازنة الآثار الرقمية لحماية الأفراد والمجتمعات من التبعات النفسية والاجتماعية والبيئية. ويرى خبراء، أن ما تكشفه هذه الأرقام يعكس إدراكاً عالمياً بأن التحول الرقمي لا يقتصر على تطوير البنية التحتية أو تعزيز الخدمات التقنية، بل يمتد إلى بناء إنسان متوازن رقمياً، قادر على الاستفادة من مزايا العصر الرقمي مع الحد من مخاطره. كما يشير التقرير إلى أن التحديات البيئية - وفي مقدمتها النفايات الإلكترونية - تمثل اختباراً لقدرة الحكومات على إيجاد حلول مستدامة، من خلال تعزيز التشريعات وتفعيل دور الاقتصاد الدائري. أخبار ذات صلة

كيف يصبح الجوال أداة إنقاذ من الزلازل في غياب شبكات الرصد؟
كيف يصبح الجوال أداة إنقاذ من الزلازل في غياب شبكات الرصد؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

كيف يصبح الجوال أداة إنقاذ من الزلازل في غياب شبكات الرصد؟

تشكل الزلازل تهديداً مستمراً لحياة الملايين حول العالم. ورغم معرفة العلماء المسبقة بالمناطق المعرضة لهذا الخطر، فإن هذه الكوارث الطبيعية تواصل تهديد المجتمعات، متسببة في خسائر بشرية ومادية واسعة النطاق، خصوصاً في الدول التي تفتقر إلى بنية تحتية متطورة لرصد الهزات الأرضية أو إصدار إنذارات مبكرة. إنذار هاتفي مبكر ورغم توفر تقنيات متقدمة في بعض الدول، فإن غالبية المناطق المعرضة للخطر تظل دون حماية فعّالة من آثار الزلازل المفاجئة. وبما أن إنشاء شبكات رصد دائمة يُعد مكلفاً ومعقداً، خصوصاً في الدول منخفضة الموارد، باتت هناك حاجة ملحّة إلى حلول بديلة توفر إنذارات مبكرة لحماية السكان. في سياق ذلك، طور فريق بحثي أميركي، بالتعاون مع شركة «غوغل»، نظاماً عالمياً يعتمد على الهواتف الذكية التي تعمل بنظام «أندرويد» لرصد الزلازل وإصدار إنذارات مبكرة، يمكنه اكتشاف النشاط الزلزالي في الوقت الفعلي، وتوجيه تنبيهات منقذة للأرواح بكفاءة تضاهي الأنظمة التقليدية المعتمدة على الشبكات الزلزالية الثابتة. وحسب الباحثين، يستفيد نظام «AEA» من المستشعرات المدمجة في هواتف «أندرويد» لرصد الاهتزازات الأرضية وتحليلها وإصدار تحذيرات فورية قبل بدء الاهتزازات الخطرة. ويعمل النظام تلقائياً ضمن إعدادات هواتف «أندرويد»، التي تمثل نحو 70 في المائة من الهواتف الذكية على مستوى العالم، وفق ما نُشر في عدد 17 يوليو (تموز) 2025 من دورية «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم». وخلال الفترة بين عامي 2021 و2024، رصد النظام نحو 312 زلزالاً شهرياً حول العالم، تطابق 85 في المائة منها مع كتالوجات الزلازل التقليدية، ما يؤكد موثوقية النظام. وتراوحت شدة الزلازل التي تم رصدها بين 1.9 و7.8 درجة على مقياس ريختر، بما في ذلك زلازل كبيرة في تركيا واليابان. أما بالنسبة للزلازل التي بلغت قوتها 4.5 درجة فأكثر، فقد أطلق النظام نحو 60 تنبيهاً شهرياً في 98 دولة، استفاد منها نحو 18 مليون مستخدم شهرياً. وأظهرت استبيانات شملت أكثر من مليون مستخدم أن 85 في المائة ممن تلقوا التنبيه شعروا بالاهتزاز فعلياً، حيث تلقى 36 في المائة منهم التنبيه قبل بدء الاهتزاز، و28 في المائة في أثناء الاهتزاز، و23 في المائة بعد بدئه. نظام داعم ويقول الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور ريتشارد ألين، مدير مختبر بيركلي لعلوم الزلازل في جامعة كاليفورنيا، والباحث الزائر في «غوغل»، إن نظام تنبيهات الزلازل عبر «أندرويد» هو نظام داعم يهدف لتعزيز السلامة العامة، وليس بديلاً عن أنظمة الكشف أو التنبيه الرسمية المعتمدة للزلازل. وأوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا النظام يسهم في دعم بنية رصد الزلازل من خلال الاستفادة من الهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد» كشبكة رصد زلازل موزعة. ففي كثير من المناطق المعرضة للزلازل، لا تتوفر شبكات الرصد الإقليمية اللازمة لتشغيل أنظمة الإنذار المبكر التقليدية، وهنا تلعب هواتف «أندرويد» دوراً في توفير شبكة واسعة لرصد النشاط الزلزالي، وتنبيه الناس المعرضين للخطر. وأشار إلى أن النظام يعتمد على المستشعرات الموجودة في مليارات الهواتف التي تعمل بـ«أندرويد»، حيث تستطيع هذه المستشعرات استشعار الاهتزازات والإشارة إلى احتمال حدوث زلزال. وتعمل هذه الأجهزة معاً كأنها أجهزة قياس زلازل صغيرة، لتشكّل أكبر شبكة رصد زلازل في العالم. وعند اكتشاف حدوث زلزال، يقوم النظام بإرسال تنبيهات للأشخاص المعرضين للخطر، بهدف حمايتهم باستخدام أحدث التقنيات. ونوّه بأن انتشار هواتف «أندرويد» أسهم في رفع عدد الأشخاص الذين يمكنهم تلقي تنبيهات مبكرة من نحو 250 مليون شخص في 2019 لنحو 2.5 مليار شخص حالياً. وأضاف: «نسعى إلى إيصال هذه التنبيهات المفيدة إلى المزيد من الناس حول العالم. ومن خلال قدراتنا العالمية على الرصد، نتعلم باستمرار من كل زلزال لتحسين خوارزمياتنا، وتقديم تنبيهات أدق وأفضل». تعزيز السلامة من جهته، قال مارك ستوغيتيس، مهندس البرمجيات الرئيسي في «أندرويد»: «رغم أن النظام ليس بديلاً عن الأنظمة الوطنية الرسمية للإنذار المبكر، فإن فاعليته تقترب من فاعلية أنظمة الإنذار المبكر الوطنية المعتمدة، إذ أصدر النظام بين عامي 2020 و2024 تنبيهات لـ 1279 زلزالاً تم رصدها بالفعل عبر شبكات الزلازل الوطنية». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ما يميز هذا النظام عن الأنظمة التقليدية هو مدى انتشاره الواسع بفضل توفر هواتف «أندرويد»؛ ما يجعله وسيلة فريدة للوصول لعدد أكبر من المستخدمين حول العالم. ونوّه ستوغيتيس بأن تطوير نظام عالمي للإنذار المبكر بالزلازل يعتمد على الهواتف الذكية، يُعد أمراً بالغ الأهمية لتعزيز السلامة العامة وجهود الحد من المخاطر في مختلف أنحاء العالم؛ فهو يعزز بشكل كبير كفاءة البنية التحتية القائمة لرصد الزلازل، ويوسّع نطاق الوصول لتنبيهات منقذة للحياة، خصوصاً في المناطق التي لا تتوفر فيها قدرات إنذار مبكر تقليدية للزلازل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store