
ما حكم سداد الورثة دينا ادعاه رجل على الميت؟ الإفتاء توضح
حث الشرع الشريف على الاهتمام بقضاء الدين قبل الموت
وقالت دار الإفتاء إنه من المقرر شرعًا أنَّ الديون المالية مِن أهم الحقوق التي يجب الوفاء والالتزام بها، فلا تزال ذمة الـمَدِين مشغولة بالدَّيْن حتى بعد موته، ولذا حَثَّت الأدلة الشرعيَّة على الاهتمام بقضاء الدَّيْن والتَّخَلُّص منه قبل الموت أو أن يبرئه الدائن؛ فأخرج الإمام أحمد في "المسند" والترمذي وابن ماجه في "السنن" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ».
قال المجد ابن الأثير في "الشافي في شرح مسند الإمام الشافعي" (2/ 433، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «معلقة بدينه» يريد أنها تطالبه بما تخلف عليه من الدَّيْن، ومؤاخذة به في الآخرة بعد الموت إلى أن يُوَفَّى ما عليه من الدَّيْن] اهـ.
حكم سداد الورثة دينا ادعاه رجل على الميت
بيان وجوب الوفاء بالدين إذا كان للميت تركة وثَبَتَ هذا الدَّيْن عليه بالبَيِّنَة
وأكدت الإفتاء جوب الوفاء والالتزام بالدَّيْن على الميت إنما يكون إذا ما كان للميت تركة وثَبَتَ هذا الدَّيْن عليه بالبَيِّنَة؛ فإنه حينئذٍ يُقضى من تركة الميت ما لم يصل إلى القضاء؛ فإن وصل لزم المدَّعي -صاحب الدَّيْن- أن يَحْلِفَ يمين الاستبراء بأنَّه ما استوفى هذا الدَّيْن من الميت بأي صورة من الصور على مذهب الحنفية والمالكية والشافعية، ولا يلزم الحلف وجوبًا عند الحنابلة، وإنما يحلف احتياطًا.
قال الإمام برهان الدين بن مَازَه الحنفي في "المحيط البرهاني" (8/ 141، ط. دار الكتب العلمية): [نقولُ فيمن ادَّعى دينًا على ميت وأقام البينة: إن القاضي يحلِّفه بالله بما استوفيت هذا الدَّيْن ولا أبرأته منه؛ لأنَّ الميت عاجز عن النظر لنفسه بنفسه، فينظر له القاضي بالاستحلاف، وإذا استحلفه يحلف بالله ما قبضت هذا المال من هذا المدعى عليه، ولا يعلم أن رسولك أو وكيلك قبض هذا المال منه، ولا أبرأته ولا أحلته به على أحد، ولا اغتصبت مثله من جنسه ولا اغتصبت به؛ لأنَّ الواحد من هذا لا تحصل براءة المدعى عليه، فيحلفه على جميع ذلك على الثبات] اهـ.
وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة" (2/ 915، ط. مكتبة الرياض): [مَن ادَّعى على ميت دينًا وأقام بينة لم يقض له حتى يحلف أنه ما قبض منه شيئًا، ولا أبرأ، ولا وهب، هذا احتياط للميت] اهـ.
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي الشافعي في "التنبيه" (ص: 255-256، ط. دار عالم الكتب): [وإن ادَّعى على ميت أو غائب أو صبي أو مستتر في البلد وله بَيِّنَة؛ سمعها الحاكم، وحكم بها، وأحلف المُدَّعِي أنه لم يبرأ إليه ولا من شيء منه] اهـ.
وقال الإمام شرف الدين الـحَجَّاوي الحنبلي في "الإقناع" (4/ 403، ط. دار المعرفة): [وإن ادَّعى على غائب مسافة قصر... أو ميت... بلا بينة؛ لم تسمع دعواه ولم يحكم له، وإن كان له بينة سمعها الحاكم وحكم بها في حقوق الآدميين... ولا يلزم المدعي أن يحلف أن حقه باقٍ والاحتياط تحليفه خصوصًا في هذه الأزمنة] اهـ.
ويمين القضاء أو الاستبراء المذكورة في كلام الفقهاء هي يمينٌ يوجهها القاضي للمُدَّعِي بعد إثباته لدعواه بدليلٍ كاملٍ استظهارًا للحقيقة في الدعاوى على الغائب، ويكون الغرض منها أن يتأكد القاضي أن المُدَّعِي -صاحب الدَّين- لم يستوف الدَّيْنَ الذي له على المدعى عليه الغائب أو الميت، ولم يبرئه منه، وتسمى يمين الاستظهار أيضًا، كما قَرَّره الإمام بدر الدين الزركشي في "المنثور في القواعد" (3/ 381، ط. وزارة الأوقاف الكويتية)، وكذا الإمام الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" (6/ 310، ط. دار الكتب العلمية)، والشيخ محمد ميارة في "الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام" (1/ 100، ط. دار المعرفة)، وهو ما أفادته أيضًا "مجلة الأحكام العدلية" (ص: 354، ط. نور محمد)، وبَسَطَه شرحًا العَلَّامة السنهوري في "الوسيط" (11/ 592-593، ط. دار إحياء التراث).
حكم سداد الورثة دينًا ادّعاه رجلٌ على الميت وليس معه بينة
وأشار الإفتاء إلى أنه إذا تُوفي الرَّجُل وتركَ خَلْفَهُ إرْثًا، وادَّعَى رجلٌ على الورثة أنَّ له دينًا على هذا الميت، وكان هذا الدَّيْنُ مُحتمل الثبوت عقلًا وعرفًا، معلومًا متميزًا، ولم يكن مع المُدَّعِي -صاحب الدَّيْن- بينة، ولم يعلم الورثة بهذا الدَّيْن؛ فإنَّه لا يلزم الورثة شيء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ، وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى المدعى عليه". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، واللفظ لمسلم.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (12/ 3، ط. دار إحياء التراث العربي): [وهذا الحديث قاعدة كبيرة من قواعد أحكام الشرع، ففيه أنه لا يقبل قول الإنسان فيما يدعيه بمجرد دعواه، بل يحتاج إلى بينة أو تصديق المدعى عليه، فإن طلب يمين المدعى عليه فله ذلك، وقد بَيَّن صلى الله عليه وآله وسَلَّم الحكمة في كونه لا يعطى بمجرد دعواه؛ لأنَّه لو كان أعطي بمجردها لادعى قوم دماء قوم وأموالهم واستبيح، ولا يمكن المدعى عليه أن يصون ماله ودمه، وأما المُدَّعِي فيمكنه صيانتهما بالبَيِّنَة] اهـ.
ولأنَّه لو كان القول قولَ المدَّعِي -صاحب الدَّيْن- من غير بينة لما احتيج إلى البَيِّنَة من الكتابة والإملاء والإشهاد عليه ونحوه، فلما احتيج إليه دل على أن البَيِّنَة لازمة على المدَّعِي -صاحب الدَّيْن-. ينظر: "الكواكب الدراري" للكرماني (11/ 158، ط. دار إحياء التراث العربي).
وأَمَّا إن ادَّعى -صاحب الدَّيْن- على الورثة العلم بهذا الدَّيْن، وأنكروا، لزمهم الحلف على عدم العلم بهذا الدين، فإن حلفوا لم يثبت له الدَّيْن، وإن رفضوا ثبت له.
قال الإمام حسام الدين الشهيد الحنفي في "شرح أدب القاضي" (ص: 164، ط. دار الكتب العلمية) وهو يتحدث عما لو ادَّعى شخص على ورثةِ ميت أنه له عليه دينٌ ولا بَيِّنَة له وأنكر الوارث العلم بالدَّين: [(فإن لم يكن له بيّنة وأراد استحلافه، حلفه بالله ما تعلم لفلان هذا على أبيك هذا المال ولا شيئًا منه، فإن حلف تم الكلام، وإن نكل ثبت المال بنكوله)] اهـ.
قضاء الدين
وقال الإمام الدسوقي المالكي في "حاشيته على الشرح الكبير" (4/ 229، ط. دار الفكر) وهو يتحدث عما لو ادَّعى شخص على ورثةِ ميت أنه له عليه دينٌ ولا بَيِّنَة له: [وإن لم يعلموا به حلفوا على عدم العلم إن ادَّعَى عليهم العلم، وإلَّا فلا] اهـ.
وقال الإمام محيي السنة البغوي الشافعي في "التهذيب" (8/ 248، ط. دار الكتب العلمية): [ولو ادَّعَى على ميت دينًا فقال: لي في ذِمَّةِ أبيك ألف درهم، لا يسمع، حتى يقول: وأنت تعلم، والتركة في يدك يلزمك أداؤها منها؛ فإذا أنكر الوارث، حلف على نفي العلم؛ فيقول: لا أعلم أن لك في ذمة أبي كذا] اهـ.
وقال الإمام أبو السَّعَادات البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (15/ 159، ط. وزارة العدل السعودية): [ادَّعى على (ميت، أو صغير، أو مجنون، بلا بينة؛ لم تُسمع دعواه) لأنَّه لا فائدة فيها (ولم يحكم له) بما ادَّعاه؛ لحديث: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ"] اهـ.
أَمَّا إذا علم الورثة بهذا الدَّيْن وأقروا به؛ فيجب عليهم قضاؤه لصاحبه ما لم يكن قد استوفاه من قبل بأي صورة من الصور.
قال الإمام الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (4/ 317، ط. دار المعارف): [وأما لو ادعى شخص على ورثة ميت أن له عليه دينًا ولابينة له به فالحكم أنهم إن علموا به وجب عليهم قضاؤه من تركته بعد يمين القضاء من رب الدَّيْن أن حقه باق إلى الآن] اهـ.
حكم سداد الورثة دينا ادعاه رجل على الميت
وأوضحت الإفتاء أنه بناء عليه وفي واقعة السؤال، فإنَّ دَعْوَى الدَّيْن على الميت لا تقبل إلَّا ببينة المدَّعي، مع يمين الاستبراء إن وصل الأمر إلى القضاء، فإذا لم تقم البَيِّنَة ولم يقر الورثة بالدَّيْنِ؛ لا يلزمهم شيء، فإن ادَّعَى عليهم العلم بالدَّيْن ولم يقروا به لزمهم الحلف على عدم العلم، ولا يلزمهم شيء حينئذ، وإن رفضوا الحلف ثبت له الدَّيْن ووجب عليهم قضاؤه، وأما إذا لم تقم البَيِّنَة وأقرالورثة بالدَّيْن فيجب عليهم قضاؤه لصاحبه ما لم يكن قد استوفاه من قبل بأي صورة من الصور.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار نيوز
منذ 44 دقائق
- النهار نيوز
صناديق الشيوخ تُنادي: شارك بصوتك... تصنع مستقبلك
في لحظة فارقة من عمر الوطن، وعبر بوابة الأمل والعمل، يتجدد العهد بين الشعب وديمقراطيته في ملحمة انتخابية سامقة المعاني، نبيلة الهدف، وهي انتخابات مجلس الشيوخ، ذلك الكيان التشريعي الذي يمثل ركنًا أصيلًا من أركان البناء السياسي المصري، وركيزة للحوار الراشد والرؤية المستنيرة. إن مشهد المشاركة الفعالة في هذه الانتخابات ليس مجرد إجراء ديمقراطي عابر، بل هو تجسيد حقيقي لحيوية الشعب المصري ووعيه السياسي، وهو إعلان واضح بأن المواطن لم يعد متفرجًا على مسرح السياسة، بل بات فاعلًا ومؤثرًا وصانع قرار. في الأيام الماضية، شهدت قرى ومدن محافظة المنوفية وغيرها من المحافظات، مؤتمرات انتخابية ولقاءات جماهيرية، حيث التف المواطنون حول المرشحين، وطرحوا الأسئلة، واستمعوا للإجابات، وناقشوا البرامج، في مشهد يستحق أن يُدرَّس في مدارس الوعي والمواطنة. ومن بين كل هذه المشاهد، يبرز حضور الناخبين، شبابًا وكهولًا، رجالًا ونساءً، كعنوان ناصع على أن الوعي السياسي لم يمت، بل يزداد نضجًا كل يوم. رأينا الأمهات يزغردن فرحًا بالمشاركة، ورأينا الشباب يرفعون أيديهم بالحبر الفسفوري كوسام على صدورهم. كل فرد منهم كان يدرك أن صوته ليس مجرد صوت، بل شهادة أمام الله والتاريخ. أما مجلس الشيوخ، فرغم أن البعض قد يراه بعيدًا عن واقع المواطن، إلا أن حقيقته تقول غير ذلك. فالمجلس هو منصة للحوار العميق وصياغة التشريعات بعيون خبراء، وهو بيت الخبرة الذي يعيد ترتيب الأفكار قبل أن تصبح قوانين. فيه تُدرس القضايا الكبرى من التعليم إلى الاقتصاد، ومن العدالة الاجتماعية إلى الأمن القومي. ومشاركة الناس في انتخاب أعضائه هي تأكيد على أن الشعب لا يكتفي بالمطالبة، بل يُشارك في التخطيط والتنفيذ. ولعل ما يلفت النظر هذا العام هو ازدياد نسبة الوعي لدى المواطنين، حيث لم تعد المشاركة قائمة على العاطفة أو الوعود الرنانة، بل على الفهم العميق لأهمية الصوت الانتخابي، وعلى إدراك الدور الحقيقي للنائب في مجلس الشيوخ، كصوت للضمير الوطني لا للهوى الشخصي. وختامًا، فإن المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ ليست فقط حقًا، بل هي واجب. صوتك هو سهم في صدر الفساد، ودرع ضد الجهل، وخطوة على طريق التنمية. فلتكن شريكًا في صناعة الغد، ولتضع اسمك في سجل الأوطان التي لا تتخلى عن حقها في الاختيار. تحيا مصر بصوت شعبها... وبعقول مفكريها... وبضمير ناخبيها.


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
خلاف داخل دير سانت كاترين بسيناء.. إنقلاب 15 راهبًا على المطران داميانوس
أفاد نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، نقلا عن أورثوذوكسيا نيوز، بوجود أزمة داخل دير سانت كاترين في سيناء على خلفية إنقلاب 15 راهبًا على المطران داميانوس. وبحسب أورثوذوكسيا نيوز،سبب الأزمة في جماعة سيناء هو مشروع قانون وزارة التعليم الذي ينص، من بين أمور أخرى، على إنشاء كيان قانوني في اليونان باسم "دير سيناء" جبل سيناء المقدس الملكي المستقل للروم الأرثوذكس في اليونان". في الأيام الأخيرة، عارض بعض آباء الدير هذا المسعى، مما أدى إلى أزمة بين الرهبان ورئيس الدير. الرهبان، وعددهم 15، الذين تسائلوا قبل أيام عن تصرفات رئيس الدير بشأن مشروع القانون، ذهبوا أمس الأربعاء 30 يوليو 2025 إلى أبعد من ذلك من خلال مطالبة بطريرك القدس صاحب الغبطة ثيوفيلوس، بطرد رئيس الدير، السيد داميانوس، مستشهدين بقرار من الجمعية العامة للدير. "خلال الجمعية العامة لأخوية سيناء، اليوم الأربعاء، 7/30 يوليو 2025، تقرر بالإجماع عزل المطران داميانوس، رئيس أساقفة سيناء وفران ورايثو، من منصبه كرئيس دير ورئيس أساقفة للدير الملكي المقدس والمستقل، سيناء" جبل سيناء، المدوس من قبل الله، وذلك وفقًا للمادة 12 من النظام الأساسي للدير. لذلك، نرسل إليكم هذه الرسالة وفقًا للمادة 35 من النظام الأساسي المذكور أعلاه للدير المقدس. مع الاحترام الواجب، الأب الرهباني سمعان الأب الرهباني أرسانيوس الأب الرهباني ميخائيل الأب الرهباني نيلوس الأب الرهباني نيفون الأب الرهباني بامفيلوس الأب الرهباني سمعان الراهب دانيال الراهب صفرونيوس الراهب أوستاثيوس الراهب نكتاريوس الراهب هيسيخيوس الراهب ثيوفيلوس الراهب ألكسيوس الراهب موسى يُعدّ رئيس الأساقفة داميانوس، بصفته العضو الوحيد في الأخوية الذي يحمل الجنسية المصرية، حلقة الوصل الرئيسية مع السلطات المصرية، وهو دور يجعل وجوده بالغ الأهمية لإدارة الدير وللتوازن الدبلوماسي الدقيق المرتبط بمكانته الدولية الفريدة. أكد رئيس الأساقفة عزمه على العمل وفقًا للقوانين المقدسة، مؤكدًا على ضرورة التأمل الروحي والعودة إلى الوحدة. وفي الختام، دعا إلى التضامن الوطني والكنسي للحفاظ على الاستمرارية التاريخية لدير سيناء المقدس، رمز التراث الثقافي والديني العالمي. فيما يلي رد رئيس الأساقفة داميانوس من سيناء: «في عام 2012، وبعد استئنافٍ من عمدة مدينة سانت كاترين آنذاك ومحافظ جنوب سيناء آنذاك إلى القضاء المصري، بدأت عملية جلجثة دير سيناء المقدس. هذا التشكيك غير المفهوم وغير المبرر إطلاقًا في الوضع الراهن للدير المقدس الممتد لقرون (والذي انعكس أيضًا في قرار اليونسكو عام 2002 بإعلان الدير المقدس معلمًا للتراث الثقافي العالمي) بعد قرار محكمة استئناف الإسماعيلية الصادر في 28 مايو 2025، يهدد وجود دير سيناء المقدس ذاته. ومنذ ذلك اليوم، بدأت جهود جبارة لإنقاذ الدير المقدس وضمان مستقبله. بعد جهدٍ كبير، بدأ هذا الجهد يُثمر. وكان تقديم مشروع القانون الذي يمنح تمثيل الدير المقدس في اليونان الشخصية القانونية في اليونان، والتأييد الإجماعي من جميع الأطراف، بمثابة لحظة عودة الأمل، إذ أصبح دير سيناء المقدس نقطة توحد بين الهيلينية والأرثوذكسية. ومدّت الهيلينية في كل مكان يدها بكل قلبها إلى مصر الصديقة، داعيةً إلى التعاون والتعايش القائم على مُثُل عليا كالحرية الدينية. وردت الدولة الصديقة بأن معالي وزير خارجية جمهورية مصر العربية سيزور أثينا في السادس من أغسطس المقبل وهو الموعد الذي نتوقع فيه بحق نهاية جبل الجلجثة في الدير المقدس. ومع ذلك، في تلك اللحظة التي عاد فيها الأمل، وبدأت الجهود تؤتي ثمارها، ثبتت صحة الآية التي كتبها د. سولوموس مرة أخرى: "الخلاف الذي يستمر هو صولجان ماكر. الجميع يبتسمون، خذوه وقولوا ذلك أيضًا". بعض آباء دير سيناء المقدس "تأثروا وتأملوا ودرسوا التقاليد" لا بهدف مراعاة القوانين الإلهية والمقدسة واللوائح الأساسية لدير سيناء المقدس، بل للتخطيط لدوسها. لقد غضضتُ الطرف عما فعلوه حتى لا يصرف انتباهنا عن الهدف الرئيسي المتمثل في الحفاظ على نظام الدير المقدس العريق. ومع ذلك، فإن أفعالهم غير القانونية الآن تُفضي إلى فضيحة شعب الله المؤمن، وتقوض وحدة الإخوان، وتقود الدير إلى "الأسر البابلي"، وفوق كل ذلك، تقدم أفضل خدمة لأولئك الذين يتمنون ألا تنتهي جلجثة الدير المقدس. "اليوم يغرق يهوذا المعلم ويستقبل الشيطان. لقد أعمته عاطفة الجشع، ومن أظلم سقط من النور". إن ما يفعلونه دون خوف من الله، ودون خجل أو وعي، يشكل انقلابًا ضد الكنيسة، ولن نسمح بأن تكون له العواقب الكارثية على سلامة ووحدة الهيلينية كما كانت للانقلابات الأخرى. بصفتي أبًا روحيًا لهم، من واجبي أن أبذل قصارى جهدي ليدركوا خطأهم ويتجنبوا الوقوع في فخّهم. بعد الصلاة، وبقلبٍ يغمره الألم، ويدٍ ترتجف، لا من وطأة 91 عامًا من الحياة الدنيا، بل من مسؤولية مستقبل الدير المقدس، عليّ أن أفعل ما توقّعه القوانين الإلهية المقدسة، التي سيستسلمون لطابعها التوفيقي، حتى تتاح لهم فرصة التوبة، وبالتالي، متحدين جميعًا، بعيدًا عن الأنانية الزائلة والغرور، لإنقاذ الدير المقدس. فلنستلهم جميعًا من الوحدة التي يُظهرها البرلمان اليوناني هذه الأيام من جميع جوانبها من أجل إنقاذ دير سيناء المقدس. أبارك الجميع وأتمنى أن تشمل نعمة القديسة كاترين ومحل تجلي الله سيناء" جبل سيناء وطننا وكل واحد منا بمفرده». من المنتظر أن تقدم بطريركية القدس حلاً نهائياً للأزمة التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين رهبان دير القديسة كاترينا المقدس في سيناء" جبل سيناء ورئيس الدير رئيس أساقفة سيناء فاران ورايثو المتروبوليت داميانوس.


24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
استشهاد 25 فلسطينيًا بينهم 12 من منتظري المساعدات في قطاع غزة
ارتقى 3 شهداء و25 مصابًا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح الفلسطينية، وفقًا لما نقلته هيئة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية. كما أعلنت وكالة وفا للأنباء الفلسطينية، استشهاد 22 مواطنا، فجر اليوم السبت، بينهم 12 من منتظري المساعدات، و3 نساء، برصاص وقصف الاحتلال في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وأوضحت الوكالة أن 12 شهيدا وصل إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة من منطقة المساعدات في محور نتساريم. شهداء غزة وأشارت الوكالة إلى ارتقاء 3 مواطنين من عائلة سمور واصابة آخرين جراء إلقاء قنبلة من طائرة مسيرة تابعة للاحتلال على خيام النازحين بالقرب من مفترق الصناعة شمال مدينة خان يونس. كما استُشهدت سيدتان جراء قصف خيمة شمال غرب مدينة خان يونس؛ وهن: رنا رمزي يحيى أبو حمرة، ووالدتها هناء أبو حمرة. المفوض العام للأونروا: يجب إغراق غزة بمساعدات غذائية واسعة النطاق فورا خطيب الجامع الأزهر: ما يفعله الصهاينة بأهل غزة عاقبته وخيمة.. فالكل سيقف أمام الله ويُحاسب على عمله