logo
العملية 750.. ضربة موجعة للحوثي وصفعة مخزية لإيران

العملية 750.. ضربة موجعة للحوثي وصفعة مخزية لإيران

اليمن الآنمنذ 3 أيام
قراءة وتحليل أحمد غيلان
في واحدة من أبرز العمليات النوعية التي كشفت خفايا تبعية مليشيا الحوثي للنظام الإيراني، أعلنت المقاومة الوطنية اليمنية في الساحل الغربي عن إحباط محاولة تهريب ضخمة لشحنة أسلحة ومعدات حربية نوعية قُدّرت بحوالي 750 طنًا، كانت في طريقها للحوثيين عبر البحر الأحمر.
ضربة أمنية.. ورسائل استراتيجية
العملية التي نفذتها بحرية المقاومة وشعبة الاستخبارات لم تكن مجرد نجاح عسكري أو أمني عابر، بل مثلت ضربة استراتيجية موجعة، إذ كشفت حجم التورط الإيراني المباشر في دعم الحوثيين؛ لقتل اليمنيين، والقرصنة على الملاحة، وزعزعة استقرار المنطقة، واستهداف الأمن والسلم الدوليين، وفضحت زيف الادعاءات التي طالما روّجت لها المليشيا بشأن 'قدراتها التصنيعية '، والتي اتضح أنها ليست سوى وهم مصنّع إيرانيًا، يُعاد تغليفه في اليمن وتقديمه للرأي العام على أنه إنجاز ذاتي.
فالشحنة التي تم اعتراضها كانت بمثابة 'معمل حرب متنقل'، احتوت على طائرات مسيّرة مفككة، وصواريخ مجزأة، وكتالوجات إرشادية باللغة الفارسية، بالإضافة إلى أدوات التجميع الدقيقة، ومفاتيح الربط، وكأنما أُعدّت وفق 'مقررات محو الأمية العسكرية'، خصيصًا لمأجوري طهران في اليمن.
تفكيك سردية.. الصناعة المحلية
ما يثير السخرية السوداء أن مليشيا الحوثي طالما استعرضت هذه المعدات – ذاتها ' في مهرجاناتها وشاشاتها، باعتبارها 'صناعات يمنية خالصة'، وهؤ وقاحة معتادة كشفتها الأرقام التسلسلية الإيرانية، والتعليمات المرفقة، واللغة الفارسية التي كُتبت بها كتالوجات الاستخدام.
والأدهى من ذلك أن إيران لم تكتفِ بتهريب العتاد، بل أرسلت قبل ذلك خبراء متخصصين، يتم تهريبهم سرًا، لتركيب هذه المعدات وتدريب كوادر المليشيا على استخدامها، في تكرار لمشهد الحرب بالوكالة، وتمكين أدواتها في المنطقة.
من طهران إلى مرّان.. أسماء للتضليل والتمويه
عمليات التمويه تجاوزت شكل الشحنات إلى تسميات الأسلحة؛ فصاروخ 'خيبر شكن' مثلاً أصبح اسمه 'فلسطين 2' لدى الحوثيين، وصاروخ 'غدير' تحول إلى 'باب المندب 2″، وهكذا دواليك في مشهد تضليلي يهدف إلى إضفاء طابع قُدسي أو وطني على أدوات القتل والدمار المستوردة من طهران.
هذه التسميات ليست عشوائية، بل تعكس استراتيجية إيرانية مزدوجة: من جهة، تحصين الوكلاء المحليين بخطاب دعائي يخاطب العاطفة الدينية والقومية، ومن جهة أخرى، تتملص إيران من المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي، عبر وكلاء يديرون العمليات نيابة عنها، دون أن يترتب على ذلك تداعيات تطال إيران، وليس مهمًّا أن تكون تبعات القبح الإيراني على اليمن.
إسقاط الوهم.. وتعزيز الثقة
ما فعلته المقاومة الوطنية – في هذه العملية – لا يقتصر على إحباط شحنة تهريب، بل يتجاوزها إلى إسقاط سردية كاملة، لطالما اعتمدت عليها مليشيا الحوثي في تعبئة أتباعها، وطمأنة مموليها، وابتزاز اليمنيين، لقد تمكّنت العملية من نزع قناع 'القدرة الذاتية' وفضح حقيقة الاعتماد الكامل على الدعم الخارجي الإيراني، تقنيًا ولوجستيًا واستخباراتيًا.
والأهم من ذلك أنها عززت ثقة الداخل والخارج بقدرة قوات المقاومة الوطنية على التصدي لأكبر التهديدات، وأكدت أن إيران ليست بعيدة عن المحاسبة، وأن أذرعها مكشوفة، وأن مشروعها التخريبي في اليمن ليس قدرًا لا مفر منه.
ليس استثناءً.. بل حلقة في سلسلة
العملية 750 ليست الأولى، لكنها الأكثر دلالة؛ إذ سبقتها عمليات أخرى نجحت فيها القوات البحرية وخفر السواحل التابعة للمقاومة في اعتراض شحنات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأخرى تحمل حشيشًا ومخدرات تُستخدم في تعبئة مقاتلي الحوثي ذهنيًا وسلوكيًا، وصولًا إلى شحنة '3 ملايين صاعق تفجير' و'آلاف الكيلومترات من أسلاك التفجير'، جميعها تؤكد أن طهران ترسل الموت لليمنيين في صناديق مغلّفة، لا تختلف كثيرًا عن تلك التي صدّرتها في العراق ولبنان وسوريا.
معركة السيادة مستمرة
ما تقوم به المقاومة الوطنية في الساحل الغربي هو دفاع مشروع عن الكرامة والسيادة والحق، وليس بحثًا عن ترند إعلامي أو مكسب سياسي، إنها معركة وعي وطني والتزام اخلاقي وقيم إنسانية قبل أن تكون معركة سلاح، وهي عملية تأكيد أن اليمنيين قادرون على فضح الخداع، وإحباط التآمر، وردع الشر، ومواجهة أدوات المشروع الإيراني مهما تغيّرت أشكالها ومسمياتها.
معركة وطنية واقليمية وانسانية
إن المعركة اليوم تتجاوز حدود اليمن، وتمتد إلى صميم الأمن الإقليمي والدولي، فكل دعم يقدمه الأشقاء، وكل كلمة يُدلي بها الأحرار في الداخل والخارج، هي جزء من هذه المواجهة، التي تخوضها المقاومة – نيابةً عن كل مُستهدف – في وجه التطرّف والطائفية والعدوان الإيراني.
رسائل على هامش الانجاز:
– إلى طهران: أدواتكم مكشوفة، وأساليبكم مفضوحة، وكل شحنة قبح ترسلونها سنكون لها بالمرصاد.
– إلى المأجور عبدالملك الحوثي: حجمك معروف، ونهايتك محسومة، واليمن ليس ملعبًا لأوهامك ولا منصة لأحقاد سادتك.
– إلى المترددين والمشككين والصامتين:
التردد في الحق ضعف، والتشكيك بإنجازات الأبطال انحراف، والحياد في معركة الخير والشر خيانة، والصمت عن جرائم الحوثي مشاركة في إثمها.
– إلى أبطال المقاومة: أنتم المعنى الحقيقي لكل إنجاز يحمي اليمن، بكم تُصنع الانتصارات، وبكم تتحصن السيادة ويُبنى المستقبل.
– إلى أبطال اليمن في كل جبهات المواجهة: كل إنجاز يتحقق هو وسام شرف لكل مترس جمهوري أينما كان، ومعركة تحرير اليمن قائمة وأنتم أهل لخوضها بكل وسائل المواجهة.
– إلى كُل من يقرأ ويسمع ويتابع رسائلنا: لن تجف الصحف، ولن تُرفع الأقلام، ولن تسكت البنادق، حتى نستعيد الحق، وندحر المأجورين، ونحقق السلام الكامل والشامل والعادل والمستدام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مليشيا الحوثي تطلق حملة تجنيد جديدة في صنعاء تحت غطاء 'نصرة الأقصى'
مليشيا الحوثي تطلق حملة تجنيد جديدة في صنعاء تحت غطاء 'نصرة الأقصى'

اليمن الآن

timeمنذ 21 دقائق

  • اليمن الآن

مليشيا الحوثي تطلق حملة تجنيد جديدة في صنعاء تحت غطاء 'نصرة الأقصى'

بدأت مليشيا الحوثي، الجمعة، حملة جديدة للتجنيد والتعبئة العسكرية في العاصمة المختطفة صنعاء، عبر توزيع منشورات داخل المساجد عقب صلاة الجمعة، دعت من خلالها المواطنين للالتحاق بدورات قتالية تحت شعار 'نصرة المسجد الأقصى'. وتضمنت المنشورات، التي وُزعت على نطاق واسع، رقمًا مخصصًا للتسجيل والمشاركة في ما وصفته الجماعة بـ'دورات تعلم السلاح'، وسط مؤشرات على تصعيد عسكري محتمل داخل البلاد. ورغم الطابع الديني الذي حاولت المليشيات إضفاءه على الحملة، فقد أثارت الخطوة جدلًا واسعًا بين السكان، حيث اعتبرها العديد من الناشطين غطاءً لحشد مقاتلين تمهيدًا لمعركة جديدة في عدد من المحافظات، بينها مأرب وتعز والضالع والجوف. كما أفادت مصادر محلية بأن خطباء مساجد محسوبين على الجماعة ألقوا خطبًا تحث على القتال، في حين شوهد مشرفون ميدانيون وهم يطالبون شبان الأحياء بملء استمارات التجنيد، ما زاد من التوتر في عدد من الأحياء السكنية. وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصعيد عسكري في عدد من جبهات القتال، في وقت تواجه فيه الجماعة انتقادات متزايدة من سكان مناطق سيطرتها، الذين يرون في هذه الخطوات استمرارًا لنهج استخدام القضايا الإقليمية لأغراض داخلية. وتشير التحركات الأخيرة إلى احتمال فتح جبهات جديدة، في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة سياسية، واستمرار الجمود الدولي تجاه تصعيد الأوضاع في اليمن.

الحـ.ـوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حـ.ـرب جديدة
الحـ.ـوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حـ.ـرب جديدة

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

الحـ.ـوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حـ.ـرب جديدة

بخطوة وصفت بأنها مقدمة لجولة دموية قادمة، وزّعت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، اليوم الجمعة، منشورات تعبئة وتحشيد عسكري داخل مساجد العاصمة المحتلة صنعاء، عقب صلاة الجمعة، تحت لافتة "نصرة المسجد الأقصى". المنشورات التي وُزّعت على المصلين، دعت المواطنين للالتحاق بدورات قتالية، قالت الجماعة إنها تحت شعار "نصرة الأقصى"، لكنها – وفقًا لتعليقات واسعة من مواطنين ونشطاء – مجرد ستار دعائي لمعارك قادمة تخطط لها المليشيا داخليًا، في محافظات مأرب، تعز، الضالع، لحج، أبين، الجوف، وصعدة. وأرفقت المليشيا في منشوراتها رقمًا مخصصًا للتواصل والتسجيل في تلك الدورات القتالية، مؤكدة أنها ستكون "مفتوحة لتعلم السلاح"، وهو ما اعتُبر تصعيدًا واضحًا يفضح النوايا الحقيقية للحوثيين بإشعال جبهات جديدة، واستغلال القضايا الإقليمية لتمرير مخططاتهم التخريبية داخل اليمن. وأكد مواطنون في صنعاء أن بعض خطباء الجمعة التابعين للمليشيا رددوا خطبًا حماسية تحرض على القتال، فيما رُصدت تحركات ميدانية لمشرفين حوثيين وهم يجبرون شباب الأحياء على تعبئة استمارات الانضمام. التحركات الحوثية هذه تأتي في ظل تصاعد التوترات العسكرية على عدة جبهات، وسط معلومات عن حشود وتعزيزات للمليشيا تمهيدًا لمعركة محتملة في مأرب والساحل الغربي، ما يُنذر بجولة جديدة من الدماء والمعاناة في ظل صمت دولي مريب. وتواجه مليشيا الحوثي رفضًا شعبيًا متصاعدًا داخل مناطق سيطرتها، حيث يرى كثير من اليمنيين أن المليشيا تتاجر بالقضية الفلسطينية لتغطية جرائمها ومخططاتها التوسعية في الداخل.

شاهد.. الحوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حرب جديدة
شاهد.. الحوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حرب جديدة

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

شاهد.. الحوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حرب جديدة

اخبار وتقارير شاهد.. الحوثي يعلن التعبئة في صنعاء استعداداً لجولة حرب جديدة الجمعة - 25 يوليو 2025 - 11:16 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص بخطوة وصفت بأنها مقدمة لجولة دموية قادمة، وزّعت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، اليوم الجمعة، منشورات تعبئة وتحشيد عسكري داخل مساجد العاصمة المحتلة صنعاء، عقب صلاة الجمعة، تحت لافتة "نصرة المسجد الأقصى". المنشورات التي وُزّعت على المصلين، دعت المواطنين للالتحاق بدورات قتالية، قالت الجماعة إنها تحت شعار "نصرة الأقصى"، لكنها – وفقًا لتعليقات واسعة من مواطنين ونشطاء – مجرد ستار دعائي لمعارك قادمة تخطط لها المليشيا داخليًا، في محافظات مأرب، تعز، الضالع، لحج، أبين، الجوف، وصعدة. وأرفقت المليشيا في منشوراتها رقمًا مخصصًا للتواصل والتسجيل في تلك الدورات القتالية، مؤكدة أنها ستكون "مفتوحة لتعلم السلاح"، وهو ما اعتُبر تصعيدًا واضحًا يفضح النوايا الحقيقية للحوثيين بإشعال جبهات جديدة، واستغلال القضايا الإقليمية لتمرير مخططاتهم التخريبية داخل اليمن. وأكد مواطنون في صنعاء أن بعض خطباء الجمعة التابعين للمليشيا رددوا خطبًا حماسية تحرض على القتال، فيما رُصدت تحركات ميدانية لمشرفين حوثيين وهم يجبرون شباب الأحياء على تعبئة استمارات الانضمام. التحركات الحوثية هذه تأتي في ظل تصاعد التوترات العسكرية على عدة جبهات، وسط معلومات عن حشود وتعزيزات للمليشيا تمهيدًا لمعركة محتملة في مأرب والساحل الغربي، ما يُنذر بجولة جديدة من الدماء والمعاناة في ظل صمت دولي مريب. وتواجه مليشيا الحوثي رفضًا شعبيًا متصاعدًا داخل مناطق سيطرتها، حيث يرى كثير من اليمنيين أن المليشيا تتاجر بالقضية الفلسطينية لتغطية جرائمها ومخططاتها التوسعية في الداخل. الاكثر زيارة اخبار وتقارير عيدروس الزبيدي يُطيح برئاسة الانتقالي: زلزال سياسي يهز هرم القيادة.. وهذه ا. اخبار وتقارير انفجارات عنيفة تهز صنعاء الآن.. غموض يلف المواقع المستهدفة قرب مطار العاصمة. اخبار وتقارير فضيحة معاشات الدولار: الحنشي يتهم باجنيد بتوزيع 30 مليون شهريًا خارج القانو. اخبار وتقارير تفكيك شفرة 12 صاروخ كانوا في طريقهم إلى الحوثي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store