
المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي
وسط تواطؤ وصمت عالمي، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة
الرباط
مساء الجمعة، فضلاً عن اعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع دعوات للإضراب عن الطعام، يوم غد السبت.
وشهدت مدن كبرى وصغرى في المغرب من بينها فاس ومراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وبركان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو وخريبكة ووادي زم وبني ملال ومكناس وإنزكان وتازة وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والمضيق، وقفات، عقب صلاة الجمعة، بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وبحسب مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 90 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 87.
وردّد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة، شعارات تندد بالتجويع وحرب الإبادة وبالمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، مطالِبين بوقف الإبادة والتجويع والحصار المضروب على القطاع. وعبّر المحتجون عن غضبهم من صمت الأنظمة والشعوب العربية على الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، معلنين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية ولرموزها. كذلك عبّر المشاركون في الوقفات عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.
إلى ذلك، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومسؤول ملف مناهضة التطبيع، سعيد مولاي التاج، إن جمعة الغضب 87 "تكتسي أهمية خاصة جداً، فهي تأتي في سياق الذكرى الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية رحمهم الله جميعاً، وتزامناً مع وصول سفينة أميركية محمّلة بالسلاح إلى ميناء طنجة المغربي، متوجهة إلى الكيان الصهيوني في جريمة تطبيعية أخرى، في وقت يتصاعد العدوان الصهيوني الممنهج على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصاراً وقتلاً وتجويعاً".
وأضاف مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد": "إذ نؤكد على دعمنا الكامل لصمود وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الغاشمة، التي لا تزال ترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء، وتعتمد سياسة تجويع ممنهجة، واعتداءات وحشية على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تعرف بمصائد الموت، نعرب في الهيئة عن استنكارنا الشديد للصمت المطبق من قبل الحكومات العربية والإسلامية الرسمية تجاه هذه الجرائم النكراء، ونؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يشكّل خيانة للقضية الفلسطينية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المغرب والمنطقة".
وقال إنه في هذا السياق دعت الهيئة كافة أبناء الشعب المغربي إلى المشاركة الواسعة والقوية في فعاليات جمعة طوفان الأقصى 87، المقررة اليوم الجمعة، كما ناشدت القوى الحية الانخراط الفاعل في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي 26، الذي تنظمه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تعد الهيئة من مكوناتها، يوم غد السبت. وتابع: "نسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي بالإضراب عن الطعام والصيام الجماعي والاعتصامات السلمية، التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، أمام السفارات والقنصليات إلى إيصال رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، ورفض مطلق لكل أشكال التطبيع، وإحراج الأنظمة في إطار حراك دولي عام لرفع حصار التجويع على أطفال غزة، والذي تحاول بعض الأنظمة العربية بضوء وتنسيق مع الكيان الصهيوني الالتفاف عليه بإسقاط المساعدات جواً أو إدخال شحنات محدودة براً".
وقال إن الهيئة "تجدد توجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الحقوقية والإنسانية، لإدانة هذه الجرائم ضد المدنيين، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، والعمل على ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين".
اعتصام أمام القنصلية الأميركية احتجاجاً على حرب غزة
ويأتي ذلك، في وقت يستعد فيه نشطاء مغاربة للاعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع إضراب عن الطعام، يوم غد السبت، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وتنديداً بسياسة تجويع الشعب الفلسطيني داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان لها، إلى الاعتصام أمام القنصلية الأميركية يوم غد السبت، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع تنفيذ إضراب عن الطعام طيلة اليوم في مختلف مدن المغرب.
من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، وقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في الرباط، مساء الجمعة، في سياق مواصلة فعاليات الحراك الشعبي المغربي تنديداً بالاحتلال وحرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وإحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية. كذلك، دعت مجموعة العمل الوطنية كل المكونات المدنية الشعبية المغربية إلى تنظيم اعتصامات وفعاليات ميدانية تحت شعار: "وصية الشهيد: لن نعترف بإسرائيل، والمقاومة مستمرة حتى التحرير وإسقاط التطبيع".
وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ومساندتهم ورفض التطبيع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
إصابات بغارات إسرائيلية مكثفة على دير سريان ومحيطها جنوبي لبنان
نفّذ طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق عدة في جنوب لبنان، تركزت على المثلث الجغرافي الواقع بين بلدات يحمر الشقيف وعدشيت القصير ودير سريان، حيث أُطلقت صواريخ من نوع جو - أرض باتجاه أهداف محددة. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن إحدى الغارات استهدفت مرأبًا للآليات والجرافات قرب منازل مأهولة في بلدة دير سريان، ما أسفر عن وقوع إصابات، لم يُعرف عددها بعد. وأضافت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي عاود استهداف الموقع ذاته بعد وقت قصير بغارة جديدة عنيفة، وسط تحليق مكثّف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة. وفي بلدة دير ياسين، تواجه فرق الإطفاء والإسعاف صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الغارة بسبب الغارات المتواصلة وتحليق المسيرات الإسرائيلية، ما يعيق عمليات الإنقاذ والإجلاء. بدورها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو بدأ بشن موجة من الغارات الجوية على مناطق جنوب لبنان، في إطار ما وصفته بعمليات عسكرية متواصلة ضد أهداف محددة. تقارير عربية التحديثات الحية ماذا بقي من ترسانة حزب الله التي تعتزم الحكومة اللبنانية تفكيكها؟ وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن حزب الله أنه سيتعامل مع القرار الذي اتخذته حكومة الرئيس نواف سلام بشأن حصر السلاح في يد القوات النظامية وكأنه "غير موجود"، واصفاً الخطوة بـ"الخطيئة الكبرى". وقرّر مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها الثلاثاء في قصر بعبدا الجمهوري برئاسة الرئيس جوزاف عون، واستمرّت لنحو ستّ ساعاتٍ "تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها". كذلك، أكد حزب الله انفتاحه "على الحوار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحرير أرضه والإفراج عن الأسرى، والعمل لبناء الدولة، وإعمار ما تهدَّم بفعل العدوان الغاشم"، مبدياً استعداده "لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، ولكن ليس على وقع العدوان". كما أكد ضرورة "تنفيذ الاتفاق من الجانب الإسرائيلي أولاً، وعلى الحكومة أن تعمل كأولوية باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، كما ورد في بيانها الوزاري". وختم بالقول "غيمة صيف وتمر إن شاء الله، وقد تعودنا أن نصبر ونفوز".


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
إشارات استفهام وتعجب من توجّه سورية شرقاً
من حسن الفطن والبراغماتية ربما، تنويع المخاطر، وتوازن العلاقات، وعدم وضع جميع البيض بسلة واحدة، ولكن ليست كسلة روسيا التي لم تق من راهن ببيضه على سلتها، من الاستبداد والاستهداف وحتى التخلف التقني والصناعي، ولنا تجارب عدة في المنطقة، تبدأ من جمال عبد الناصر، وتمرّ عبر حافظ الأسد، ولا تنتهي عند معمر القذافي وإيران. وعدا النتائج البعيدة، على صعيد التطور والاستقرار لمن راهن على روسيا، وما حلّ برهانه وبلده، نسأل، للدلالة ليس إلا. مَن في منزله منتج روسي كهربائي ، أو في منشأته آلات و تكنولوجيا روسية أو يركب سيارة روسية؟ أو حتى يفكر بإرسال أولاده للدراسة في روسيا؟ ومن الإجابة، يمكن البناء على حالة التطور هناك، أو النظرة التي يكوّنها العالم عن روسيا، التي اختصت بتطوير الترسانة العسكرية والتسابق المحموم، النووي والفضائي، معتمدة على اقتصاد ريعي، لم يزل يصنفها بين الأكثر إنتاجاً وتصديراً للنفط والغاز . لكن في المقابل، ولأننا نعيش عصر الاستقواء والبلطجة العسكرية، أليست روسيا اليوم قوة فاعلة عسكرية واقتصادية، صمدت بوجه أوروبا والولايات المتحدة خلال حربها على أوكرانيا الممتدة، منذ فبراير/شباط عام 2022؟ بل وخلقت نزاعات داخل حلف الناتو وتفوقت بحرب لم تزل مستمرة وحافظت على اقتصادها وموقعها العالمي، رغم كل الدعم الأورو-أميركي؟ وسورية اليوم، بأمس الحاجة لقوة كهذه، تقيها من قرار مفاجئ في مجلس الأمن، ومن مخاطر قد تلوح بأي لحظة، بواقع التمادي الإسرائيلي، وبدء تبدل النظرة والتعاطي الغربيين مع حكومة الرئيس أحمد الشرع، بعد أحداث الساحل والسويداء، وملامح انفجارات متوقعة مع قوات سوريا الديمقراطية. ربما تبحث دمشق عن تحييد القوة الروسية التي لم يزل خطرها ماثلاً عبر علاقات بفلول النظام السابق، بل ولها قواعد عسكرية بالساحل السوري، واتفاقات اقتصادية تمتد لخمسين سنة كما مرفأ طرطوس، أسستها بمنطق الإذعان، أو مقايضة الحماية بالجغرافيا والاقتصاد أيام المخلوع بشار الأسد، لتحافظ على وصولها للمياه الدافئة. اقتصاد عربي التحديثات الحية وزير الاقتصاد السوري يزور تركيا: اتفاقيات جديدة لتعميق العلاقات قصارى القول: شكّلت زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لروسيا أخيراً، صفعة، وأي صفعة، لعموم السوريين، الذين لما ينسوا بعد مدى القتل وحجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الروسية بسورية خلال ثورة الحرية والكرامة، ودور روسيا منذ عام 2015، في بقاء نظام الأسد وتهديم سورية وتأخير حلم السوريين عشر سنوات. وقيّم هؤلاء، بعاطفة وحس عفوي، ما رشح عن اتفاقات أو تفاهمات بطريقها كـ"إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية، وتطلعهما إلى علاقات صحية"، أو ما نُقل عن لقاء الشيباني بالرئيس فلاديمير بوتين، لانطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري. يسأل جلّ السوريين، وبحسهم العفوي المكتظ بحمولات الفواجع والخراب، عن الفائدة من "عفا الله عمّا مضى" مع روسيا، وهل سيجري تعويضنا عمّا لحقنا من موت ودمار، أو تعاد الأموال المنهوبة أو حتى تسلم موسكو بشار الأسد ليحاكم على الأرض السورية؟ وأي علاقات ستحكم البلدين مستقبلاً إن قفزنا على الماضي الأليم والأثيم؟ شراكة وندية أم إعادة تاريخ الوصاية؟ وهل تنويع المخاطر واللجوء لعضو دائم في مجلس الأمن، سيكون دعماً من أجل الشراكة، أم حماية تمهيداً للتبعية، وهذه الأسئلة وسواها، تتعاظم بواقع تحفّظ حكومة الرئيس الشرع عن مستقبل العلاقات، والتكتم الذي تبع زيارة الوزير الشيباني. الشارع السوري منقسم عملياً بين مؤيد لعودة العلاقات مع روسيا، نظراً لما يمكن أن تقدمه على صعيد الطاقة من نفط وغاز وحماية وحدة سورية جغرافياً، عبر لجم حلفائها داخل سورية، أو المعارض من السوريين لمد اليد لمن كان سبباً بقتل وتهجير السوريين وتهديم البنى والأحلام، خلال الثورة. لكن بغض النظر عن هذا الانقسام، فلنقيّم الأمر وفق ميزان الأرقام وحسابات المصالح، فربما بذاك يحسم تباين الآراء بالشارع السوري الذي أغضبته زيارة الوفد السوري الأخيرة لموسكو، وإن خفف من الغضب مؤشرات التقسيم التي تقودها إسرائيل، عبر أدوات سورية، والتي يمكن لموسكو أن تؤجلها، إن لم نقل تلغيها. بمعنى آخر، ستخسر سورية، على الأرجح، حسن علاقاتها مع الغرب، أوروبا والولايات المتحدة، إن عادت مراكبها ورست على شواطئ روسيا، بعد أن ألغت أوروبا والولايات المتحدة العقوبات عن سورية، أو جمدتاها، في مرحلة جديدة ووعود بدعم سورية ووحدتها. اقتصاد الناس التحديثات الحية زيادة الرواتب في سورية تشعل الأسعار: المواطن يدفع الثمن من جديد فحجم التبادل التجاري مع روسيا، التي اتفقنا أن صادراتها لسورية تقتصر، بالغالب، على النفط والغاز والسلاح، لم يتجاوز قبل الثورة، 2.5 مليار دولار عام 2010، حصة روسيا منه نحو 2.1 مليار دولار، بما يعادل 13% من إجمالي الواردات السورية وقتذاك، والتي بلغت 16.9 مليار دولار. في حين لم تصل الصادرات السورية لروسيا عتبة الخمسين مليون دولار، ولا تزيد عن نسبة عن 0.1% من حجم صادراتها في عام 2010، البالغة 13.5 مليار دولار. كما لم تزد الاستثمارات الروسية بسورية، رغم العلاقات القديمة مع نظام الأسدين، الأب والابن، عن 19 مليار دولار، جلّها من الطاقة والسياحة والنقل. في حين أنّ العلاقات السورية مع الاتحاد الأوروبي الموصوف قبل الثورة بالشريك التجاري الأول لسورية بنسبة 22.5% من تجارتها، والمهددة بالتراجع اليوم، جراء التقارب مع روسيا، إن لم نقل قطعها وعودة العقوبات، تصل إلى أكثر من 7.1 مليارات يورو، حصة الصادرات السورية منها نحو 3.5 مليارات يورو. وكذا العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي لا تقاس فقط بميزان أرقام التبادل، بل بما يمكن أن تنعكس، سواء بعودة العقوبات وتعطيل تطلعات سورية لجذب الأموال والاستثمارات، أو بشلل إعادة الإعمار بعد الدعم من الرئيس دونالد ترامب وتغزله بسورية وموقعها ورئيسها. نهاية القول: للساسة حساباتهم بلا شك، التي قد لا تنطلق من الاقتصاد، وإن كان دافعها الرئيس المصالح، بيد أن تبرير توازن العلاقات السورية بين الغرب والشرق، بالاعتماد على روسيا، أو التسلح بالفيتو الروسي، وحماية الداخل من التقلبات الغربية والعربدة الإسرائيلية، قد لا يكون الحل الناضج بوجود الصين في الشرق، على سبيل المثال وسبيل الخيار الأفضل، لأن تجريب المجرّب قد يكون خطأ الحكم الجديد في سورية والذي سيدفع ثمنه غالياً على صعيد الاقتصاد والتطور وحتى الديمقراطية التي ثار لأجلها السوريون ودفعوا فاتورة، لم يدفعها، بالعصر الحديث، سواهم.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
خبير أممي: كان واضحاً منذ بداية الحرب أن إسرائيل تسعى لتجويع غزة
بالرغم من حملة التنديد العالمية بحرب التجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وإبداء التعاطف مع الغزيين واستهجان الجرائم الإسرائيلية ، يتهم خبير أممي المجتمع الدولي بتجاهل المقدمات التي كانت تنذر بالوصول لهذا الوضع المأساوي في غزة وبالتالي لا يحق بحسبه للدول والحكومات وحتى المؤسسات ادعاء تفاجئها بما يحدث الآن ومدى إمعان الاحتلال في تكريس المجاعة في غزة، "فالجميع كان يعلم بأننا سنصل إلى هنا". وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري ، الذي حذّر لأول مرة من أن إسرائيل تُدبّر حملة تجويع جماعي متعمدة في غزة قبل أكثر من 500 يوم، لصحيفة ذا غارديان البريطانية: "لقد بنت إسرائيل آلة تجويع هي الأكثر كفاءة على الإطلاق. ورغم أنه من المؤلم رؤية الناس يتضورون جوعاً، إلا أنه لا ينبغي لأحد أن يُفاجأ، جميع المعلومات كانت مُعلنة منذ أوائل عام 2024". وأضاف أن "إسرائيل تُجوّع غزة. إنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، وهي جريمة حرب. لطالما كررتُ ذلك مراراً وتكراراً، أشعر بأنني كاساندرا (شخصية الأسطورية اليونانية التي كان الناس يتجاهلون توقعاتها وتحذيراتها)". ما يحدث في غزة "جريمة حرب واضحة" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بعد يومين من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، "حصاراً شاملاً" على غزة وقال إنه سيوقف إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود. وبعد نحو شهرين، أي في ديسمبر/كانون الأول 2023، كان سكان غزة (نحو مليونين ومائة ألف إنسان) يُشكلون 80% من سكان العالم الذين يعانون من جوع كارثي، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية. ويُسهم انتشار المجاعة وسوء التغذية والأمراض بالارتفاع الحاد في الوفيات المرتبطة بالجوع في جميع أنحاء غزة، حيث نُقل أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد بين إبريل/نيسان ومنتصف يوليو/تموز الماضيين، وفقاً لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهي مبادرة عالمية تُقدم بيانات آنية عن الجوع والمجاعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وحذر (IPC) في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف حالياً" في جميع أنحاء قطاع غزة، بحسب الصحيفة. وكان فخري من أوائل من حذّروا من المجاعة الوشيكة، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع إسرائيل من تجويع مليوني شخص في غزة. وقال في مقابلة مع ذا غارديان، نُشرت في 28 فبراير/شباط 2024: "لم نشهد قط سكاناً مدنيين يُجبرون على الجوع بهذه السرعة وبهذه الطريقة المتكاملة. إن حرمان الناس عمداً من الطعام يُعد جريمة حرب واضحة. لقد أعلنت إسرائيل عن نيتها تدمير الشعب الفلسطيني، كلياً أو جزئياً، لمجرد كونه فلسطينياً... هذه الآن حالة إبادة جماعية". ورغم الصور الصارخة للفلسطينيين الهزيلين القادمة من غزة وتقارير المنظمات الانسانية المختصة، استمرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وبعض حلفائها، في الإنكار والادعاء بأن الجوع ناتج عن مشاكل لوجستية وليس سياسة دولة. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "لا توجد سياسة تجويع في غزة. لا توجد مجاعة في غزة". وتُعتبر اليونيسف من بين العديد من وكالات الإغاثة التي أكدت أن سوء التغذية والمجاعة قد تصاعدا منذ أوائل مارس/آذار الماضي حين انتهكت إسرائيل من جانب واحد وقفاً لإطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة، وأعادت إسرائيل فرض حصار شامل بعد السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات خلال وقف إطلاق النار، والتي قالت وكالات الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية العاملة على الأرض إن هذه الكميات لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان الجائعين والمرضى والضعفاء بالكامل. قضايا وناس التحديثات الحية ارتفاع شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 180 وسط تحذير من كارثة صحية تقاعس دولي رغم تغيّر الخطاب وعمد الاحتلال بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استحداث مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي مؤسسة غامضة مدعومة من إسرائيل وإدارة ترامب، وبدأت عملياتها بغزة في مايو/أيار الماضي تحت حماية مسلحة يوفرها متعاقدون من القطاع الخاص والجيش الإسرائيلي. وسُمح لها باستبدال 400 مركز توزيع تابع للأمم المتحدة بأربعة مراكز فقط في جميع أنحاء غزة، تحت مزاعم إسرائيلية بأن حماس كانت تستولي على مساعدات الأمم المتحدة. وقال فخري: "هذا استخدام عسكري للمساعدات، وهو ليس للأغراض إنسانية بل للسيطرة على السكان، ونقلهم وإذلالهم وإضعافهم، كجزء من تكتيكات الحرب الإسرائيلية. إن مؤسسة غزة الإنسانية مخيفة للغاية لأنها قد تكون الصورة المرعبة الجديدة المُعسكرة للمساعدات في المستقبل". ويضيف فخري: "أرى لهجة سياسية أقوى، وإدانة أكبر، وخططاً مقترحة أكثر، ولكن على الرغم من التغيّر في الخطاب، ما زلنا في مرحلة التقاعس. ليس لدى السياسيين والشركات أي عذر، إنهم مخجلون حقاً. إن خروج ملايين الناس في مظاهرات رفضاً لما يحصل يُظهر أن العالم يُدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع". وعن دور الأمم المتحدة العاجزة أمام الفيتو الأميركي يرى فخري أنه "في ضوء استمرار الولايات المتحدة في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، فإنه من واجب الجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة قوات حفظ السلام لمرافقة القوافل الإنسانية إلى غزة"، ويؤكد فخري أن أغلبية الأصوات الدولية "والأهم من ذلك، أن ملايين الناس يُطالبون بذلك" تؤيد مثل هذا التوجه "يحاول الناس العاديون كسر الحصار غير القانوني لإيصال المساعدات الإنسانية، وتطبيق القانون الدولي الذي تفشل حكوماتهم في تنفيذه. وإلا فلماذا نُرسل قوات حفظ سلام إن لم يكن لإنهاء الإبادة الجماعية ومنع المجاعة". أخبار التحديثات الحية أسطول الصمود العالمي يستعد للإبحار إلى غزة بمشاركة نحو 50 سفينة تورك: صور غزة لا تحتمل وفي السياق، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن صور الجوعى في غزة "تمزق القلب ولا تُحتمل"، وأشار في بيان، اليوم الاثنين، إلى أن الوصول إلى هذا الوضع يُعد "إهانةً للإنسانية جمعاء"، مؤكداً أن الوضع في غزة يستوجب وضع حدٍّ نهائي للعنف. وقال: "إنقاذ الأرواح يجب أن تكون أولوية الجميع. المساعدات المسموح بدخولها أقل بكثير مما هو مطلوب، ويجب على إسرائيل أن تسمح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى المدنيين المحتاجين بسرعة ودون عوائق". وأوضح تورك أنّ إدخال المزيد من المساعدات سيمنع المعاناة والخسائر في الأرواح، مؤكداً أن "حرمان المدنيين من الوصول إلى الغذاء يُعتبر جريمة حرب، وربما تشكل جريمة ضد الإنسانية"، وجدد مطالبته بالإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. كما دعا المفوض الأممي الأطراف الدولية لممارسة "كل الضغوط لمنع هذه الانتهاكات ووضع حد لها".