
"فورين بوليسي": أفق سياسي لفلسطين؟
ويرى التقرير أنّه على الرغم من أن الاعتراف بفلسطين رمزي في المدى القريب، إلا أن تنامي الاعترافات والضغوط يعكس بداية تحوّل في المزاج السياسي الغربي.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
استضافت فرنسا والمملكة العربية السعودية مؤتمراً مشتركاً في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، بهدف إحياء الهدف الراسخ، وإن كان بعيد المنال، المتمثل في حل الدولتين لـ "إسرائيل" وفلسطين. انعقد المؤتمر في ظل تصاعد الغضب العالمي إزاء أساليب "إسرائيل" في الحرب على غزة وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وساد شعورٌ بالإلحاح بين الحاضرين، حيث دعا الدبلوماسيون إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، ورفع القيود الإسرائيلية المفروضة على المساعدات.
تجاوز عدد القتلى في غزة منذ بدء الحرب 60 ألفاً، وحذّرت منظمة عالمية رائدة في رصد الجوع من أنّ "أسوأ سيناريو للمجاعة" يلوح في الأفق في القطاع. ووسط مخاوف متزايدة من سعي "إسرائيل" لإفراغ غزة وضمّها، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الإثنين، المشاركين في المؤتمر تجاوز "الخطابات حسنة النية".
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر، إنّ حل الدولتين في "خطر داهم"، وأقرّ بصعوبة التمسك بالأمل. إلا أنّ بارو جادل بأنّ حل الدولتين هو البديل الوحيد لدائرة العنف الطويلة بين "إسرائيل" وفلسطين، وجادل بأنه من غير المجدي التمسك بوقف إطلاق نار دائم من دون "رسم رؤية مشتركة لما بعد حرب غزة" و"أفق سياسي".
قاطعت الحكومة الإسرائيلية، المعارضة لقيام الدولة الفلسطينية، هذا الحدث، وكذلك فعلت الولايات المتحدة. ووصفت إدارة ترامب المؤتمر بأنه "غير مناسب" و"خدعة دعائية".
ربما يكون المؤتمر قد عجز عن إحياء حل الدولتين بشكل كامل. لكنه في المجمل، أكد عزم المجتمع الدولي على إنهاء أحد أكثر صراعات العالم تعقيداً، وأسهم في رسم خارطة طريق لكيفية تحقيق ذلك من خلال بيان مشترك - إعلان نيويورك - حظي بدعم جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي و17 دولة أخرى. 1 اب 14:23
31 تموز 12:40
ينص إعلان نيويورك على أنّ السلطة الفلسطينية، ستحكم في نهاية المطاف جميع الأراضي الفلسطينية. يدين الإعلان حماس على هجومها على "إسرائيل" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويدعوها إلى نزع سلاحها والتخلي عن السلطة، وهي المرة الأولى التي تدعم فيها جامعة الدول العربية، المؤلفة من 22 دولة، بياناً مشتركاً بهذا الشأن. ووصفت فرنسا الإعلان بأنه " غير مسبوق ".
قال ريتشارد غوان، مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، لموقع "SitRep": "على أقل تقدير، يُتيح كل هذا الحديث عن حل الدولتين في الأمم المتحدة أفقاً سياسياً للفلسطينيين الذين يتمسكون بفكرة وجود حل دبلوماسي لوضعهم". وأضاف غوان أنّ هذا قد يبدو "غير واقعي" على المدى القصير، لكن "من المهم التأكيد" أنّ "الأفق لا يزال قائماً".
أعربت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون، التي كانت في نيويورك لحضور المؤتمر، لموقع "SitRep" عن سعادتها بنتائج المؤتمر. وأضافت أنّ "الدول المتشابهة في التفكير" أبدت التزامها بحل الدولتين "كضمان وحيد لسلامة الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون جنباً إلى جنب"، وحددت "الخطوات التالية" لبناء دولة فلسطينية ودعم الفلسطينيين المعتدلين في سياق جهود إعادة الإعمار المستقبلية.
تميّزت سلوفينيا مؤخراً عن دول الاتحاد الأوروبي بكونها أول دولة في الاتحاد تمنع وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف - إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - من دخول حدودها بسبب خطابهما " الإبادة الجماعية " تجاه الفلسطينيين. هذا الأسبوع، فرضت هولندا أيضاً حظراً على دخول بن غفير وسموتريتش. وفي هذا السياق، شدد فاجون على أهمية ممارسة المجتمع الدولي ضغطاً سياسياً على "إسرائيل".
وانعقد المؤتمر بعد أيام قليلة من إعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، وكان الهدف منه تكثيف الضغط على الدول الأخرى لتحذو حذوها.
يبدو أنّ استراتيجية الضغط قد نجحت. ففي خضم المؤتمر، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستعترف بفلسطين إذا لم توافق "إسرائيل" على وقف إطلاق النار قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر. وفي خطابه في المؤتمر يوم الثلاثاء، قوبل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بتصفيق حار لإعلانه نية المملكة المتحدة اتخاذ هذه الخطوة. كما أعلنت كندا ومالطا هذا الأسبوع أنهما ستعترفان بفلسطين كدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
تُعدّ فرنسا والمملكة المتحدة من أقوى دول العالم، ولطالما كانتا حليفتين وثيقتين لـ "إسرائيل". ورغم أنّ الاعتراف بفلسطين كدولة يُعدّ خطوة رمزية إلى حد كبير في الوقت الحالي، وأنّ المملكة المتحدة لم تُعلن التزامها الكامل بذلك، إلا أنّ الخطوات التي اتخذتها الدولتان في هذا الاتجاه تُشير إلى أنّ الدول الغربية بدأت تفقد صبرها تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.
وعندما سُئلت عما إذا كان من الأفضل للندن أن تعترف من دون قيد أو شرط بفلسطين كدولة، وهو ما فعلته بالفعل سلوفينيا ونحو 75% من دول العالم، قالت فاجون إنها تتفهم أنّ المملكة المتحدة ودول أخرى تتوخى الحذر ولكن "بالطبع".
وأضافت أنّ "الوقت هو جوهر المسألة" مع تدهور الوضع الإنساني في غزة وموت الأطفال بسبب سوء التغذية، وأنّ الدول لديها "مسؤولية أخلاقية وقانونية للتحرك".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 27 دقائق
- الديار
"قوّة أي موفد هي بصداقته مع ترامب وإلا فدوره هو المشورة فقط" طبارة لـ"الديار": ستاتيكو ميداني جنوباً مع ضغط دون اختراقات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وسط النقاش الدائر حول انتهاء مهمة الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك في بيروت، يعتبر سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبّارة، أن "قوة أي موفد أميركي في لبنان، لا تتعلق بموقعه أو بتأييد الكونغرس الأميركي له أو حتى وزير الخارجية"، ويكشف أن "مهمة أي موفد رئاسي هي تقديم المشورة وليس التدخل في القرار"، كما يكشف أن "الأساسي في مهمة أي موفد، وتحديداً قوته كما هي الحال بالنسبة لستيفن ويتكوف، تكمن في أنه صديق شخصي للرئيس دونالد ترامب ويلعب الغولف معه، ومن هنا تأثيره في القرار وليس موقعه أو وظيفته في الإدارة، لأن الوظيفة لا تؤثر في النفوذ الخاص بكل موفد إلى بيروت في الاشهر الماضية". وفي حدبثٍ لـ"الديار"، يشير السفير طبارة إلى أن "السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى سيكون في بيروت بعد إقرار تعيينه في الكونغرس الأميركي، وذلك خلال أسابيع معدودة، وتحديداً مطلع أيلول المقبل، ولكن سواء كان السفير عيسى أو توم براك أو مورغان أورتيغاس، فإن الموقف الرسمي للإدارة الأميركية لن يتغيّر وهو ثابت من لبنان". ورداً على سؤال حول طبيعة موقف واشنطن من الجواب اللبناني على الورقة الأميركية التي قدّمها برّاك، يوضح السفير طبارة، أن "عنوان المرحلة هو المفاوضات التي ما زالت قائمة بين إيران وواشنطن، وما من قرارات تتعلق بأي ملفٍ آخر، ومنها الملف اللبناني، وخصوصاً أن هذه المفاوضات تتمحور حول ملفاتٍ ثلاثة وهي البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الإيرانية، ومصير القوى المتحالفة مع إيران". وبالتالي، يشدّد السفير طبارة على أن الستاتيكو الحالي لن يتغير في المرحلة المقبلة، وذلك بانتظار نتائج المفاوضات الإيرانية ـ الأميركية، وهذا الأمر يعني أن لا تغيير في المشهد اللبناني بالنسبة لما يتردّد حول موضوع تنفيذ الاقتراحات الأميركية، باستثناء دعم ما تطرحه إسرائيل بالنسبة للمناطق الحدودية شمال إسرائيل، حيث إن المهم بالنسبة لها هو إقامة منطقة محروقة، بمعنى البقاء في النقاط الاستراتيجية التي تحتلها، ومنع أي إمكان لحصول عمليات تسلّل من جنوب لبنان باتجاه الجليل وتنفيذ عمليات خطف مثل حركة حماس في 7 أوكتوبر". ويستبعد السفير طبارة، حصول "أي اختراقات في الواقع الميداني الحالي سواء بالنسبة لحزب الله وقراره المرتقب بشأن حصرية السلاح أو إسرائيل بشأن الانسحاب من النقاط المحتلة"، موضحاً أن "المرحلة ليست لاتخاذ قرار في الوقت الحالي من الجانب اللبناني أو من الجانب الإسرائيلي بالنسبة للانسحاب أو بالنسبة لتسليم سلاح حزب الله". وبالتوازي، لا يُخفي السفير طبارة استمرار "الضغوطات الأميركية على لبنان، وذلك بمعزل عمّا إذا كانت ستؤدي إلى اختراق في المشهد الحالي"، مؤكداً أن "الاميركيين يضغطون حالياً على الجيش اللبناني، الذي يطالبهم من جهته بالدعم العسكري من أجل الانتشار وحماية الجنوب من الاعتداءات الإسرائيلية". ويتابع السفير طبارة، مؤكداً أن "إسرائيل والولايات المتحدة تضغطان من أجل انسحاب حزب الله من قرى جنوب الليطاني أو حتى بعض القرى الجنوبية لإخلائها من السلاح، ولكن عناصر الحزب هم أهالي الجنوب وسكان هذه القرى ويعيشون في بيوتهم ويقاومون أي اعتداء إسرائيلي، وهذا الأمر هو من ضمن التفاصيل العملية لما هو مطروح، لأن هناك صعوبات وتعقيدات هي أكبر من العملية نفسها، إذ لا يُعقل أن يتوجّه سكان الجنوب نحو الشمال".


الميادين
منذ 30 دقائق
- الميادين
وسائل إعلام إسرائيلية: "القناة 14" عن مصدر سياسي: حتى الآن لم يتخذ قرار تنفيذي لاحتلال غزة والجهة التي ستحسم الأمر هي "الكابينت"
وسائل إعلام إسرائيلية: "القناة 14" عن مصدر سياسي: حتى الآن لم يتخذ قرار تنفيذي لاحتلال غزة والجهة التي ستحسم الأمر هي "الكابينت"


LBCI
منذ 40 دقائق
- LBCI
اتصال بين الرئيسين عون والسيسي... وهذا ما تم التشديد عليه
تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي أن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث أكد الرئيسان حرصهما على مواصلة دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولاسيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين. وأضاف السفير محمد الشناوي، أن الاتصال تطرق إلى تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل تحقيق التهدئة وخفض التصعيد بالمنطقة، حيث أكّد السياسي دعم مصر الراسخ لسيادة لبنان وسلامة ووحدة أراضيه، ورفضها القاطع لأي انتهاكات تمس السيادة اللبنانية. كما جدّد الرئيس المصري الإعراب عن دعم مصر لجهود المؤسسات الوطنية اللبنانية في تحقيق الأمن والاستقرار داخل لبنان، مشدداً على حرص مصر على المساعدة في جهود الحكومة اللبنانية في إعادة الإعمار، وهو ما ثمنه الرئيس اللبناني. وأشار إلى أن الاتصال تطرق إلى مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شدد الرئيسان على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي، وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلاً عن الإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وسرعة البدء في عملية إعادة إعمار القطاع، وأكدا كذلك على الموقف الثابت لمصر ولبنان في دعم الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.