logo
واشنطن دخلت الحرب مع طهران.. والمستقبل مجهول!

واشنطن دخلت الحرب مع طهران.. والمستقبل مجهول!

الدستورمنذ 3 ساعات

نفذت القوات الأمريكية ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، يقول عنها الرئيس دونالد ترامب، أنه (ناجحة للغاية)، وحذّر من أي رد إبراني انتقامي، (تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف المتبقية).. وفي البيت الأبيض، ألقى ترامب كلمة للأمة بعد الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية في إيران، قال فيها، (قبل فترة وجيزة، نفّذ الجيش الأمريكي ضربات دقيقة وشاملة على ثلاث منشآت نووية رئيسية للنظام الإيراني، وهي فوردو ونطنز وأصفهان.. كان هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي تشكله الدولة الراعية للإرهاب رقم واحد في العالم.. الليلة، أستطيع أن أبلغ العالم أن الضربات حققت نجاحًا عسكريًا باهرًا، إذ تم تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميرًا كاملًا وشاملًا.. والآن، يجب على إيران، المتسلطة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام.. إذا لم يفعلوا ذلك، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير).. وهو ما أشاد به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووصفه بـ (القرار الجريء) الذي اتخذه ترامب، وقال إن إسرائيل والولايات المتحدة تصرفتا (بتنسيق كامل).. بينما أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الهجمات الأمريكية (الشنيعة) على (المنشآت النووية السلمية) الإيرانية ستكون لها (عواقب وخيمة).
بهذه الخطوة، يكون ترامب قد خاض أكبر مخاطرة خلال أربع سنوات ونصف السنة مجتمعة، قضاها في البيت الأبيض، عندما قرر ضرب إيران والانضمام إلى حرب إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية.. رهان ترامب الأساسي، هو أن إيران ووكلائها في الشرق الأوسط قد ضعفوا، لدرجة أن الرئيس الأمريكي يستطيع تصوير تدخله على أنه محدود وناجح.. كما يراهن على أن طهران، بعد أن خضعت للضغوط، ستسعى سريعًا إلى تسوية بدلًا من الرد.. إذا كان ترامب على حق، في تصوره، فإنه سيكون قد حقق هدف السياسة الخارجية الأمريكية، الذي امتد إلى إدارات متعددة ـ القضاء على التهديد النووي الإيراني ـ وفعل ذلك بتكلفة منخفضة نسبيًا.. لكن هذه الخطوة تحمل في طياتها مخاطرة هائلة، تتمثل في إشعال فتيل الأزمة في الشرق الأوسط بشكل أكبر، مما يعرض أمن الولايات المتحدة وإسرائيل للخطر، ويؤدي إلى نتائج عكسية، على رئيس تعهد بعدم جر أمريكا إلى صراعات عالمية جديدة.. وهنا يرى برايان كاتوليس، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، أن (الأمر برمته يعتمد على رد فعل النظام الإيراني، وليس من الواضح ما هي قدرات النظام وإرادته في هذه المرحلة.. لكن شبكة إيران في جميع أنحاء المنطقة لا تزال فتاكة من الناحية العملياتية، وهي قادرة على زرع المزيد من عدم الاستقرار والإرهاب إذا اختارت ذلك).
كان ترامب قد أمضى جزءًا كبيرًا من حملته الرئاسية لعام 2024، وهو يزعم أنه سيكون صانع سلام في ولايته الثانية، ويحل الصراعات العالمية بدلًا من إثارة صراعات جديدة.. ولكنه، وتحت ضغط من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رأى في توجيه ضربة لإيران فرصة يجب اغتنامها، وفرصة لتأمين إرثه، كزعيم راغب في استخدام القوة العسكرية الأمريكية.. ويم أمس السبت، بدا ترامب مستمتعًا بانتقاله من الانعزالية إلى الحرب.. ارتدى الرئيس قبعة حمراء كُتب عليها (لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا)، أثناء اجتماعه مع كبار مساعديه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.. وفي خطابه بعد الضربات، حذّر من استعداده لتوسيع الحملة العسكرية ضد إيران، إذا لزم الأمر.. قال، (إما أن يتحقق السلام، أو ستقع مأساةٌ على إيران أعظم بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية.. تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف.. وإن لم يتحقق السلام سريعًا، فسنلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقةٍ وسرعةٍ ومهارة).
لطالما كانت إيران استثناءً لشعار ترامب بعدم التدخل. ففي أوائل عام ٢٠٢٠، مع اقتراب نهاية ولايته الأولى، شنّ عملية عسكرية بالغة الخطورة لاغتيال القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد.. قال ترامب آنذاك، (إذا تعرّض الأمريكيون للتهديد في أي مكان، فقد حددنا جميع تلك الأهداف بالكامل، وأنا مستعد لاتخاذ أي إجراء ضروري.. وهذا، تحديدًا، يتعلق بإيران).. وخلال زيارته الشهر الماضي لمنطقة الخليج، وجّه تحذيرًا واضحًا آخر لطهران، (نريدهم أن يكونوا دولة رائعة وآمنة وعظيمة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي.. هذا عرض لن يدوم إلى الأبد).. وتزايدت حدة هذه التحذيرات العلنية لطهران بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث غادر ترامب مبكرًا قمة مجموعة السبع في كندا، للنظر في توجيه ضربات ضد إيران.. ولم يُفلح اقتراحه يوم الخميس الماضي بمنح الجمهورية الإسلامية أسبوعين إضافيين للرضوخ للمطالب الأمريكية، أو لعله كان خداعًا آخر لطهران!!.
وترى دانا سترول، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشئون الشرق الأوسط، والتي تعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التحول العدواني لترامب تجاه إيران، يتعارض مع موقفه السابق بشأن السياسة الخارجية، (ترامب أعلن مرارًا وتكرارًا تفضيله للدبلوماسية، ورغبته في التوصل إلى اتفاق، ورغبته في أن يُحكم عليه من خلال الحروب التي لا تدخل فيها الولايات المتحدة.. وها نحن ذا، بعد خمسة أشهر من تولي الإدارة الثانية، وقد أدخل الولايات المتحدة في صراع مباشر مع إيران، في غياب أي توضيح جدي للشعب الأمريكي بشأن الصورة الاستخباراتية، وفي غياب أي تفاعل جاد مع الكونجرس بشأن تفويض استخدام القوة العسكرية).. وأعرب كريس فان هولين، السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، عن غضبه، مشيرًا إلى نوع الهجمات الداخلية التي قد يتوقعها ترامب في الأيام المقبلة، (لقد بدأت الحرب في العراق أيضًا بحجج واهية.. لقد دعمت الولايات المتحدة إسرائيل، ولكن ما كان ينبغي لها أن تنضم إلى نتنياهو في شن هذه الحرب الاختيارية).. وذهبت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، عضو الكونجرس الديمقراطية عن نيويورك، إلى عزل ترامب لشنّه عملًا عسكريًا دون إذن الكونجرس.. وكتب النائب الجمهوري، توماس ماسي، عن قرار ترامب بالهجوم، (هذا غير دستوري).. بينما أشاد بعض المشرعين الجمهوريين الآخرين بهذه الخطوة.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، والذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن ترامب لديه (هامش سياسي كبير) لمواصلة القتال، خصوصًا إذا ردت إيران.. لكنه حذّر أيضًا من أن الفرصة قد لا تدوم طويلًا، خصوصًا إذا اتسع نطاق الحرب أو أشعلت أزمة طاقة جديدة، (كيف سيؤثر ذلك على مقتل الأمريكيين، وارتفاع سعر النفط إلى ما يزيد عن مائة دولار للبرميل، فهذه مسألة أخرى).. ووصف جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، خطوة ترامب بأنها (كانت هذه مقامرة ضخمة من جانب الرئيس، ولا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كانت ستُؤتي ثمارها).
●●●
الغريب، أن ترامب أقدم على ضرب منشآت إيران النووية، ووكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد، أن إيران لم تقرر بعد ما إذا كانت ستصنع قنبلة نووية، على الرغم من أنها طورت مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب اللازم للقيام بذلك، كما يقول جوليان بارنز، فس صحيفة The New York Times، نقلًا عن مسئةلين استخباراتيين في الولايات المتحدة، الذين أكدوا أن هذا التقييم لم يتغير منذ آخر مرة، تناولت فيها وكالات الاستخبارات مسألة نوايا إيران في مارس الماضي، حتى مع قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.. ساعتها، قال مسئولون كبار في الاستخبارات الأمريكية، إن القادة الإيرانيين من المرجح أن يتجهوا نحو إنتاج قنبلة، إذا هاجم الجيش الأمريكي موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم الإيراني، أو إذا قتلت إسرائيل الزعيم الأعلى الإيراني.. ويبقى أن مسألة ما إذا كانت إيران قد قررت إكمال بناء قنبلة نووية، لا أهمية لها في نظر العديد من صقور إيران في الولايات المتحدة وإسرائيل، الذين يرون أن طهران قريبة بما يكفي لتمثل خطرًا وجوديًا على إسرائيل.. إلا أن هذه المسألة كانت محور للجدل حاد في النقاش حول السياسة تجاه إيران، وقد عادت للظهور مع دراسة الرئيس ترامب لقصف فوردو.
وفي اجتماع البيت الأبيض، قال جون راتكليف، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إن إيران قريبة للغاية من امتلاك سلاح نووي.. إن إيران تمتلك المواد التي تحتاجها لصنع قنبلة، (لنكن واضحين تمامًا: إيران تمتلك كل ما تحتاجه لامتلاك سلاح نووي.. كل ما يحتاجونه هو قرار من المرشد الأعلى للقيام بذلك، وسيستغرق الأمر بضعة أسابيع لإكمال إنتاج هذا السلاح).. إلا أن بعض المسئولين الأمريكيين يرى إن هذه التقييمات الجديدة تعكس المعلومات التي قدمها الموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، والتي تعتقد أن إيران قادرة على الحصول على سلاح نووي خلال خمسة عشر يومًا.. وكثيرًا ما أكد نتنياهو، منذ عشرات السنين، أن إيران على بعد أشهر لامتلاك قنبلة نووية، لكن ذلك لم يحدث!!.. وظل تقييم الاستخبارات الأمريكية دون تغيير.
غالبًا ما تُصاغ تقييمات الاستخبارات بطريقة، تسمح لصانعي السياسات باستخلاص استنتاجات مختلفة.. ويعتقد العديد من مسئولي الاستخبارات، أن سبب تراكم إيران لهذه الترسانة الضخمة من اليورانيوم، هو قدرتها على التقدم نحو صنع قنبلة نووية بسرعة.. ويعتقد بعض المسئولين، أن تقييمات الاستخبارات الإسرائيلية، تأثرت برغبة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الحصول على الدعم الأمريكي لحملته العسكرية ضد إيران، وقد قال نتنياهو يوم الخميس الماضي، إن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها بمفردها، عندما يتعلق الأمر بالمنشآت النووية الإيرانية.. لكن أيًا من التقييمات الجديدة بشأن الجدول الزمني للحصول على القنبلة، لا يعتمد على معلومات استخباراتية تم جمعها حديثًا.
●●●
بقول إيان بارميتر، الباحث في دراسات الشرق الأوسط، بالجامعة الوطنية الأسترالية، إنه بعد التردد بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل حرب إسرائيل على إيران، اتخذ الرئيس دونالد ترامب قراره أخيرًا.. وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد، ضربت طائرات حربية وغواصات أمريكية ثلاثة مواقع نووية إيرانية، في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث يمتلك الإيرانيون موقعًا لتخصيب اليورانيوم، مدفونًا تحت جبل، على عمق نحو ثمانين مترًا.. ويتعين علينا أن ننظر إلى هذه الضربات، باعتبارها جزءًا من استمرارية شاملة، بدأت بحرب غزة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ثم استمرت مع هجمات إسرائيل على حزب الله (الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في لبنان)، وسقوط نظام الأسد المدعوم من إيران في سوريا.. لم تكن إيران قط أضعف مما هي عليه الآن.. وعندما قال ترامب إنه قد يستغرق أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن قصف إيران، فمن المرجح أن الإسرائيليين دفعوه للتحرك مبكرًا.
يمكننا أن نفترض أن هناك الكثير من الضغوط الإسرائيلية على ترامب، لاستخدام القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة، والتي يبلغ وزنها ثلاثين ألف رطل، والتي لا تستطيع سوى الولايات المتحدة نشرها باستخدام قاذفاتها من طرازB2.. بعد أن اتخذ ترامب الخطوة المهمة بدخول الولايات المتحدة في حرب جديدة بالشرق الأوسط، إلى أين تتجه الأمور؟.
هناك عدة سيناريوهات محتملة.. أن ترد إيران.. ويعلم الإيرانيون أنهم لا يملكون القوة لمواجهة الولايات المتحدة، وأن الأمريكيين قادرون على إلحاق أضرار جسيمة ببلادهم، بل وحتى تعريض استقرار النظام الإيراني للخطر.. وهذا هو الاعتبار الأول دائمًا بالنسبة للنظام الديني بقيادة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وكل شيء آخر تابع لذلك.. ولكي نتمكن من قياس رد الفعل الإيراني المحتمل، يمكننا أن ننظر إلى كيفية ردها على اغتيال إدارة ترامب الأولى لرئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني، في يناير 2020.. أعلنت إيران أنها سترد بقوة، لكن كل ما فعلته هو إطلاق وابل من الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق، لم يُسفر عن أي وفيات أمريكية، وأضرار طفيفة.؟ وبعد هذا الرد الرمزي، أعلنت إيران أن الأمر قد حُسم.. إذًا، من المرجح أن يكون رد فعل إيران على الضربات الأمريكية الجديدة على هذا المنوال.. ومن المرجح أنها لن ترغب في الرد بالمثل على الولايات المتحدة، بشن هجمات على منشآت أمريكية في المنطقة.. وقد وعد ترامب بالرد بقوة، (على إيران، المتسلطة في الشرق الأوسط، أن تُحقّق السلام الآن.. وإن لم تفعل، فستكون هجماتها المستقبلية أشدّ وأسهل بكثير).
من غير الواضح أيضًا، إلى متى ستتمكن إيران من مواصلة هذه الحرب.. يعتمد هذا إلى حد كبير على عدد الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق المتبقية لديها.. هناك تقديرات متباينة لعدد الصواريخ الباليستية المتبقية في مخزوناتها.. ويُعتقد أن لديها حوالي ألفي صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل في بداية الحرب.. وتشير بعض التقديرات إلى أن إيران أطلقت سيعمائة منها، بينما تشير تقديرات أخرى إلى حوالي أربعمائة.. ومهما كان العدد، فإن مخزوناتها تتضاءل بسرعة.. كما دمّرت إسرائيل حوالي ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية.. ولو استطاعت إسرائيل تدميرها جميعًا، لكانت قدرة إيران على الردّ محدودة للغاية.
السيناريو الثاني.. أن تتراجع إيران.. ققبل أن تتدخل الولايات المتحدة في الصراع، قالت إيران إنها مستعدة للتفاوض، ولكنها لن تفعل ذلك، بينما لا تزال إسرائيل تشن هجماتها.. أحد السيناريوهات المطروحة، هو أنه من الممكن الآن التوصل إلى نوع من التسوية، حيث تعلن إسرائيل عن وقف إطلاق النار، وتوافق إيران والولايات المتحدة على استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي لطهران.. لكن، تكمن المشكلة الكبرى في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صرّح بأنه لا يثق بعملية التفاوض، وأنه لا يريد وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، حتى يتم تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية بالكامل.. كما أنه يقصف محطات النفط ومنشآت الغاز الإيرانية لزيادة الضغط على النظام.. لكن النظام أظهر تصميمًا لا يُصدق على الحفاظ على ماء وجهه.. فقد تعرّض لضغوط شديدة في أوقات مختلفة، خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، ولم يُفكّر قط في الاستسلام، حتى أسقط صاروخ أمريكي طائرة ركاب إيرانية عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل مائتين وتسعين شخصًا.. وافقت إيران حينها على وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.. لكن الحرب الإيرانية ـ العراقية استمرت ثماني سنوات، وتسببت في مقتل ما يُقدر بمليون شخص.. وعندما وافق المرشد الأعلى آنذاك، آية الله روح الله الخميني، على وقف إطلاق النار، قال إنه (أسوأ من شرب السم).
نظرًا لحالة القدرات العسكرية الإيرانية، قد يستسلم خامنئي، المرشد الأعلى الحالي، لمجرد محاولة الحفاظ على النظام.. لكن هذا سيكون بمثابة تراجع كبير من وجهة نظره، وقد كان عنيدًا للغاية في الماضي.. النظام لا يحظى بشعبية كبيرة، لكن الشعب الإيراني، من واقع التجربة، وطنيٌّ بامتياز، مخلصٌ لوطنه، إن لم يكن للنظام.. مع أنه من الصعب قياس الرأي العام في بلدٍ يبلغ عدد سكانه تسعين مليون نسمة، إلا أن الكثير من الإيرانيين لا يرغبون في أن تأمرهم الولايات المتحدة أو إسرائيل بفعل أي شيء، ويفضلون مواصلة القتال.
قال نتنياهو، إنه يريد خلق الظروف التي تمكن الشعب الإيراني من الانتفاضة ضد النظام.. لكن تجدر الإشارة، إلى أن نقيض الاستبداد ليس بالضرورة الديمقراطية، بل قد يكون الفوضى.. تضم إيران عددًا من المجموعات العرقية المختلفة، وقد تكون هناك خلافات كبيرة حول من سيحل محل النظام الديني في حال سقوطه.. في هذه المرحلة، من المرجح أن يتمكن النظام من الصمود.. وحتى لو مات خامنئي فجأةً، فمن المرجح أن يتمكن النظام من استبداله بسرعة.. مع أننا لا نعرف خليفته المحتمل، إلا أن النظام كان لديه متسع من الوقت للتخطيط لذلك. وسيدرك أصحاب المناصب العليا أيضًا أن صراعًا على خلافة خامنئي سيُعرّض النظام للخطر.
وفقًا لاستطلاع رأي جديد أجرته مجلة (الإيكونوميست) ومؤسسة (يوجوف)، ونُشر في 17 يونيو، عارض 60% من الأمريكيين التدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران، بينما أيده 16% فقط.. أما بين الجمهوريين، فقد عارض 53% منهم العمل العسكري.. لذا، لم تكن هذه الضربات تحظى بشعبية كبيرة بين الأمريكيين في هذه المرحلة.. ومع ذلك، إذا كان هذا حدثًا منفردًا ونجح في إنهاء الحرب بسرعة، فمن المرجح أن يحظى ترامب بإشادة غالبية الأمريكيين.. وإذا اضطرت الولايات المتحدة إلى العودة بمزيد من القاذفات ـ أو وقعت هجمات خطيرة على المصالح الأمريكية في المنطقة ـ فقد يؤدي ذلك إلى المزيد من ردود الفعل السلبية بين الأمريكيين.
والسؤال الآخر هو: إذا لم يتم تدمير، حلال الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، أربعمائة كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، الذي تمتلكه إيران، وهو ما أكده اليوم الأحد، مسئول إيراني كبير، قال إنه تم نقل هذه الكمية من مفاعل فوردو إلى مخبأ مجهول.. واعتمادًا على حجم الضرر الذي لحق بأجهزة الطرد المركزي، فقد تتمكن إيران من إعادة بناء برنامجها النووي بسرعة نسبية.. وقد يكون لديها حافز أكبر لزيادة تخصيب هذا اليورانيوم إلى درجة نقاء 90%، أي إلى مستوى صالح لصنع أسلحة نووية، لبناء جهاز نووي!!.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب الرئيس الأميركي: إيران بعثت 'رسائل غير مباشرة' بعد القصف
نائب الرئيس الأميركي: إيران بعثت 'رسائل غير مباشرة' بعد القصف

النهار المصرية

timeمنذ 29 دقائق

  • النهار المصرية

نائب الرئيس الأميركي: إيران بعثت 'رسائل غير مباشرة' بعد القصف

أعلن نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، الأحد، أن إيران بعثت "رسائل غير مباشرة" إلى الولايات المتحدة بعد الهجوم، لكنه لم يُفصّل وإلى ذلك، أقر مسؤول أميركي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الهجوم الذي شنته القاذفة "بي-2" على موقع فوردو النووي الإيراني لم يدمر المنشأة المحصنة بشدة، لكنه ألحق بها أضرارا بالغة فيها وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. من جهته، رفض أعلن نائب الرئيس الأميركي، يوم الأحد، الإفصاح عما إذا كانت مواقع التخصيب النووي الإيرانية الثلاثة التي قصفتها القوات الأميركية ليلاً قد دُمرت، لكنه قال إن قدرتها على صنع سلاح قد تراجعت بشكل كبير. وعلق فانس، في مقابلة مع كريستين ويلكر في برنامج "واجه الصحافة" على قناة NBC الأميركية : "لسنا في حرب مع إيران، نحن في حرب مع برنامجها النووي". وأكد أن الولايات المتحدة لا تسعى للإطاحة بالقيادة الإيرانية، وهي نقطة مهمة في ظل سعي إدارة ترامب لتجنب الانضمام إلى جهد خارجي طويل الأمد لإحداث تغيير في إيران. وتابع فانس: "ما فعلناه هو أننا دمّرنا البرنامج النووي الإيراني... من دون تعريض حياة الطيارين الأميركيين للخطر". وفي وقت لاحق، عندما استشهدت ويلكر بادعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من يوم السبت، بأن المنشآت الثلاثة التي قُصفت قد "دُمّرت تمامًا"، لم يُجب فانس بشكل مباشر. وعقّب فانس: "لن أخوض في معلومات استخباراتية حساسة حول ما رأيناه على الأرض في إيران، لكننا رأينا الكثير، وأنا واثق تمامًا من أننا أخرنا بشكل كبير تطويرهم لسلاح نووي.. هذا هو هدف الهجوم". وأضاف فانس: "ما سيحدث بعد ذلك يعود للإيرانيين". وقال إنه كانت هناك "رسائل غير مباشرة" من إيران إلى الولايات المتحدة بعد الهجوم، لكنه لم يُفصّل. واعتبر فانس أن عدم اتخاذ الرئيس للإجراء الذي اتخذه كان سيُعتبر "تصرفًا غير مسؤول". كما لم يُحدد نائب الرئيس متى قرر ترامب المضي قدمًا في الهجوم، لكنه أوضح أن الرئيس اختار الضربة العسكرية بعد أن توصل إلى استنتاج مفاده أن إيران لا تعمل "بحسن نية" في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لتقليص برنامجها للتخصيب النووي. وفي رسال للداخل الأميركي، قال فانس: "أنا أتعاطف بالتأكيد مع الأميركيين المنهكين بعد 25 عامًا من التدخلات الخارجية في الشرق الأوسط، أنا أفهم القلق، ولكن الفرق هو أنه في ذلك الوقت، كان لدينا رؤساء أغبياء، والآن لدينا رئيس يعرف بالفعل كيفية تحقيق هدف الأمن القومي الأميركي".

مسؤول أمريكي: ترامب لا يريد التصعيد لكنه مستعد للرد إذا هاجمت إيران
مسؤول أمريكي: ترامب لا يريد التصعيد لكنه مستعد للرد إذا هاجمت إيران

الأسبوع

timeمنذ 35 دقائق

  • الأسبوع

مسؤول أمريكي: ترامب لا يريد التصعيد لكنه مستعد للرد إذا هاجمت إيران

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب محمود حجازي كشف موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد مواصلة الضربات على إيران لكنه مستعد لذلك إذا ردت طهران، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية. وأوضح أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن ترامب أبلغ نتنياهو أنه يريد اتفاقا مع طهران. مواجهة إسرائيل وإيران الهجوم الأمريكي على إيران وصباح اليوم الأحد، استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، المفاعلات النووية الثلاثة الكبار في أصفهان، مفاعل «نطنز و«أصفهان»، ومركز التخصيب النووي في «فوردو». تفصيلا، تم الهجوم باستخدام 125 طائرة تنوعت بين طائرات مقاتلة، طائرات خداع، طائرات مرافقة، طائرات تزويد بالوقود الجوي، وتم إلقاء نحو 12 قنبلة من طراز«GBU-57» التي تزن الواحدة منها حوالي 14 طن، والخارقة للتحصينات، على منشأة فوردو، بالإضافة إلى استهداف الغواصات الأمريكية منشأتي نطنز وأصفهان، بـ 30 صاروخا بعيد المدى من نوع «توماهوك». وكتب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد تنفيذ الهجوم بدقائق، على منصة «تروث سوشيال»، أن الطائرات الحربية الأميركية نفّذت هجوما ناجحا للغاية على منشآت إيران النووية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان. وأضاف أن الطائرات الحربية باتت خارج المجال الجوي الإيراني، وأنها آمنة في طريق العودة بعد أن ألقت حمولة كبيرة من القنابل على فوردو. وأشار إلى أنه لا يوجد قوة عسكرية بالعالم تستطيع فعل ما قامت به القوات الأميركية، معلناً أنه: "حان وقت السلام". وفي مؤتمر صحفي اليوم، قال ترامب إن بلاده حرمت إيران من القنبلة النووية، مضيفا: «أنها حققنا أمس نجاحا عسكريا باهرا في إيران»، مشيرا إلى أن «إيران قتلت وأضرت بآلاف الأمريكيين واستولت على سفارتنا بطهران في عهد إدارة الرئيس كارتر». بداية الهجمات الإسرائيلية على طهران وشنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق في 13 يونيو 2025، استهدفت فيها المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، واستخدمت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة، وأسفرت وقتها عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين، لترد إيران في نفس الليلة، وتطلق وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، وخلال الأيام الماضية استهدفت مواقع في حيفا وتل أبيب ومناطق سكنية. الحوثي يدخل خط المواجهة وتطور الوضع في 15 من يونيو، حيث دخلت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن على خط النار، ونفذت هجمات صاروخية باليستية «بما في ذلك صواريخ فرط صوتية» على أهداف إسرائيلية في مدينة يافا ووسط إسرائيل، لتتسع بذلك رقعة الصراع، وفقا لوسائل عالمية. استهداف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وهاجمت إيران أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي «المخابرات العسكرية والموساد»، في يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025. وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، بأن مصادر دفاعية إيرانية أكدت مقتل عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في هذه الأجهزة. تفصيلا، نفذت قوات الجو - فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على مراكز أمنية واستخباراتية في شمال تل أبيب باستخدام صاروخ متطوّر جديد، استهدفت خلال هذا الهجوم مركزين استخباريين رئيسيين هما، «أمان» «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» و«الموساد» «جهاز العمليات والتجسس الخارجي». استهداف مبنى Gav-Yam 4 واستهدفت إيران أمس الجمعة، مبنى Gav-Yam 4، وهو مركز تقني ضخم يقدّم خدمات تجسس وذكاء اصطناعي لصالح الجيش الإسرائيلي، ويعمل فيه موظفون تابعون لشركات عالمية مثل مايكروسوفت وIBM، وضباط تقنيون تابعون لوحدات الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، وفي هذا المبنى يتم تدريب عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على استخدام الطيارات المسيرة، وبه مكاتب مرتبطة بأعمال التجسس التابعة لوحدات الجيش والأمن الداخلي الإسرائيلي. وفي نفس المنطقة التي يتواجد فيها المبنى، والتي استهدفتها إيران بصاروخ يحمل حوالي 300 كيلو متفجرات، هناك أيضا مجمع استخبارات عسكري ضخم تابع للجيش الإسرائيلي، يضم وحدة «أوفك» التكنولوجية التابعة لسلاح الجو، ومراكز تكنولوجيا سيبرانية أخرى، وقيادة منطقة الجنوب العسكرية بالكامل. إيران تتسبب في دمار هائل بإسرائيل وأمس السبت شنت إسرائيل غارات جوية انتقامية مركزة على العمق الإيراني، استهدفت مدن: «أصفهان- شيراز - قم - سمنان»، وتسببت في دمار هائل في هذه الأماكن. وفي التفاصيل، شنت حوالي 15 طائرة إسرائيلية هجوما قويا على نفق ضخم يقع غرب إيران كان يتم فيه تخزين صواريخ، وهناك 50 طائرة أخرى قصفت أصفهان واستهدفت المباني المدنية ومواقع الدفاع الجوي والمنشآت النووية، وفقا لـ وكالة Associated Press وReuters. فقدت إيران في هذه الضربات حوالي 44 منصة صواريخ، ومنذ بداية الحرب إلى الآن سقط أكثر من 639 شهيد مدني، منهم العالم النووي الإيراني، إيثار طبطبائي، الذي اغتالته إسرائيل وزوجته بطائرة مسيرة أثناء الغارات، وفقا لـ وكالة مهر الإيرانية. وردت إيران على هذا الاعتداء بقوة، وأطلقت رشقة صاروخية جديدة استهدفت خلالها تل أبيب وهولون ومناطق أخرى، وتأتي هذه الإصابات نتيجة استنزاف ذخيرة الدفاع الجوي للاحتلال. وحتى هذه اللحظة لازالت الهجمات مستمرة من كلا الجانبين.

اسرائيل: مستعدون لوقف الحرب إذا أوقف المرشد الأعلى الإيراني إطلاق الصواريخ
اسرائيل: مستعدون لوقف الحرب إذا أوقف المرشد الأعلى الإيراني إطلاق الصواريخ

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 38 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

اسرائيل: مستعدون لوقف الحرب إذا أوقف المرشد الأعلى الإيراني إطلاق الصواريخ

أشار مسؤولون إسرائيليون، اليوم الأحد، إلى استعداد تل أبيب وقف حملتها العسكرية ضد إيران، إذا أوقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إطلاق الصواريخ، وسعى لحل للصراع. وذكرت ذلك صحيفة "يديعوت آحرونوت" في تقرير نشرته في أعقاب الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الرئيسية في إيران، عقب أكثر من أسبوع من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على أهداف في أنحاء الجمهورية الإسلامية. ووفقا للتقييمات الإسرائيلية، تسببت الضربة الأمريكية في أضرار جسيمة. ويعتقد أن منشأة "نطنز" قد دمرت، بينما تعرضت منشآتا "فوردو" و"أصفهان" لأضرار جسيمة. وتقول إيران أنها نقلت اليورانيوم المخصب قبل الهجوم الأمريكي. وقالت إنه لم يتم رصد تسرب إشعاعي من المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في إسرائيل تقديرها بأن مئات الكيلوجرامات من المواد النووية المخصبة قد دمرت في الهجمات. وصرح مسؤول إسرائيلي: "إذا أوقف خامنئي إطلاق النار غدا وقال إنه يريد إنهاء هذا، فسنقبل بذلك". ورغم التقييمات الأولية، أكد مسؤولون إسرائيليون أن التأثير الكامل للضربة الأمريكية لم يتحقق منه بشكل مستقل بعد. وقال أحد المسؤولين: "تعتقد المؤسسة الدفاعية أن الإيرانيين لم يتمكنوا من إزالة كميات كبيرة من المواد النووية المخصبة قبل الضربة". وأضاف: "على الأكثر، تمكنوا من استخراج كمية صغيرة. أما الجزء الأكبر - مئات الكيلوجرامات - فقد دمر". وحسب هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، فهم يرون أن التقديرات تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني تراجع إلى الوراء لأكثر من عقد من الزمن. وقال أحد هؤلاء المسؤولين الذين لم تسمهم الصحيفة إن الهدف الأساسي من العمل العسكري الإسرائيلي هو البرنامج النووي الإيراني، وإن تغيير النظام لم يكن هدفا قط، على حد تعبيره، لكنه قال إن الضربات قد تؤدي إلى تقويض النظام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store