logo
العاهل المغربي يُجدد الدعوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر

العاهل المغربي يُجدد الدعوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر

وجه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء، خطابا إلى الشعب المغربي، بمناسبة عيد العرش الذي يصادف الذكرى الـ26 لتوليه الحكم.
وفيما قال العاهل المغربي إن اقتصاد المغرب حافظ على نسبة نمو هامة ومنتظمة، خلال السنوات الأخيرة، رغم التحديات، وجه باعتماد جيل جديد من برامج التنمية، وتوفير مناخ ملائم للمبادرة والاستثمار المحلي، وتقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، وغيرها من المشروعات.
وجدد الملك محمد السادس في الخطاب دعوته إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر مؤكدا استعداد بلاده لحوار «صريح ومسؤول» مع الجارة الشرقية حول مختلف القضايا العالقة، مؤكداً تمسك بلاده بمشروع «الاتحاد المغاربي» معتبرا أن تفعيله لا يمكن أن يتم من دون انخراط فعلي للمغرب والجزائر إلى جانب باقي دول المنطقة.
وفي ما يلي نص الخطاب الملكي السامي:
«الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
شعبي العزيز،
يشكل الاحتفال بعيد العرش المجيد، مناسبة سنوية لتجديد روابط البيعة المتبادلة، ومشاعر المحبة والوفاء، التي تجمعنا على الدوام، والتي لا تزيدها الأيام إلا قوة ورسوخا.
وهي مناسبة أيضا للوقوف على أحوال الأمة: ما حققناه من مكاسب، وما ينتظرنا من مشاريع وتحديات، والتوجه نحو المستقبل، بكل ثقة وتفاؤل.
لقد عملنا، منذ اعتلائنا العرش، على بناء مغرب متقدم، موحد ومتضامن، من خلال النهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة، مع الحرص على تعزيز مكانته ضمن نادي الدول الصاعدة.
فما حققته بلادنا لم يكن وليد الصدفة، وإنما هو نتيجة رؤية بعيدة المدى، وصواب الاختيارات التنموية الكبرى، والأمن والاستقرار السياسي والمؤسسي، الذي ينعم به المغرب.
واستنادا على هذا الأساس المتين، حرصنا على تعزيز مقومات الصعود الاقتصادي والاجتماعي، طبقا للنموذج التنموي الجديد، وبناء اقتصاد تنافسي، أكثر تنوعا وانفتاحا، وذلك في إطار ماكرو - اقتصادي سليم ومستقر.
ورغم توالي سنوات الجفاف، وتفاقم الأزمات الدولية، حافظ الاقتصاد الوطني على نسبة نمو هامة ومنتظمة، خلال السنوات الأخيرة.
كما يشهد المغرب نهضة صناعية غير مسبوقة، حيث ارتفعت الصادرات الصناعية، منذ 2014 إلى الآن، بأكثر من الضعف، لاسيما تلك المرتبطة بالمهن العالمية للمغرب.
وبفضل التوجهات الاستراتيجية، التي اعتمدها المغرب، تعد اليوم، قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية والسياحة، رافعة أساسية لاقتصادنا الصاعد، سواء من حيث الاستثمارات، أو خلق فرص الشغل.
ويتميز المغرب الصاعد بتعدد وتنوع شركائه، باعتباره أرضا للاستثمار، وشريكا مسؤولا وموثوقا، حيث يرتبط الاقتصاد الوطني، بما يناهز ثلاثة ملايير مستهلك عبر العالم، بفضل اتفاقيات التبادل الحر.
كما يتوفر المغرب اليوم، على بنيات تحتية حديثة ومتينة، وبمواصفات عالمية.
وتعزيزا لهذه البنيات، أطلقنا مؤخرا، أشغال تمديد خط القطار فائق السرعة، الرابط بين القنيطرة ومراكش، وكذا مجموعة من المشاريع الضخمة، في مجال الأمن المائي والغذائي، والسيادة الطاقية لبلادنا.
شعبي العزيز..
تعرف جيدا أنني لن أكون راضيا، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات. لذا، ما فتئنا نولي أهمية خاصة للنهوض بالتنمية البشرية، وتعميم الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم المباشر للأسر التي تستحقه.
وقد أبانت نتائج الإحصاء العام للسكان 2024، عن مجموعة من التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية، التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية.
وعلى سبيل المثال، فقد تم تسجيل تراجع كبير في مستوى الفقر متعدد الأبعاد، على الصعيد الوطني، من 11,9 في المائة سنة 2014، إلى 6,8 سنة 2024.
كما تجاوز المغرب، هذه السنة، عتبة مؤشر التنمية البشرية، الذي يضعه في فئة الدول ذات «التنمية البشرية العالية». غير أنه مع الأسف، ما تزال هناك بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية. وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية.
فلا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين.
شعبي العزيز،
لقد حان الوقت لإحداث نقلة حقيقية، في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية. لذلك ندعو إلى الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة. هدفنا أن تشمل ثمار التقدم والتنمية كل المواطنين، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء.
ولهذه الغاية، وجهنا الحكومة لاعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية.
وينبغي أن تقوم هذه البرامج، على توحيد جهود مختلف الفاعلين، حول أولويات واضحة، ومشاريع ذات تأثير ملموس، تهم على وجه الخصوص:
- أولا: دعم التشغيل، عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية، وتوفير مناخ ملائم للمبادرة والاستثمار المحلي،
- ثانيا: تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التربية والتعليم، والرعاية الصحية، بما يصون كرامة المواطن، ويكرس العدالة المجالية،
- ثالثا: اعتماد تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائية، في ظل تزايد حدة الإجهاد المائي وتغير المناخ،
- رابعا: إطلاق مشاريع التأهيل الترابي المندمج، في انسجام مع المشاريع الوطنية الكبرى، التي تعرفها البلاد.
شعبي العزيز،
ونحن على بعد سنة تقريبا، من إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، في موعدها الدستوري والقانوني العادي، نؤكد على ضرورة توفير المنظومة العامة، المؤطرة لانتخابات مجلس النواب، وأن تكون معتمدة ومعروفة قبل نهاية السنة الحالية.
وفي هذا الإطار، أعطينا توجيهاتنا السامية لوزير الداخلية، من أجل الإعداد الجيد، للانتخابات التشريعية المقبلة، وفتح باب المشاورات السياسية مع مختلف الفاعلين.
شعبي العزيز،
بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق.
وبصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت، وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك. لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول، حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.
وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف. كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة.
ومن جهة أخرى، فإننا نعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية. وفي هذا الإطار، نتقدم بعبارات الشكر والتقدير للمملكة المتحدة الصديقة، وجمهورية البرتغال، على موقفهما البناء، الذي يساند مبادرة الحكم الذاتي، في إطار سيادة المغرب على صحرائه، ويعزز مواقف العديد من الدول عبر العالم.
وبقدر اعتزازنا بهذه المواقف، التي تناصر الحق والشرعية، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
شعبي العزيز،
نغتنم مناسبة تخليد عيد العرش المجيد، لنوجه تحية إشادة وتقدير، لكل مكونات قواتنا المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والإدارة الترابية، والأمن الوطني، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، على تفانيهم وتجندهم الدائم، تحت قيادتنا، للدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره.
كما نستحضر بكل خشوع، الأرواح الطاهرة لشهداء المغرب الأبرار، وفي مقدمتهم جدنا ووالدنا المنعمان، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما.
ومسك الختام، قوله تعالى: «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف». صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سمو الأمير يعزي رئيس غانا بوفاة وزيري الدفاع والبيئة ومسؤولين بالحكومة
سمو الأمير يعزي رئيس غانا بوفاة وزيري الدفاع والبيئة ومسؤولين بالحكومة

كويت نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • كويت نيوز

سمو الأمير يعزي رئيس غانا بوفاة وزيري الدفاع والبيئة ومسؤولين بالحكومة

بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية تعزية إلى فخامة الرئيس جون دراماني ماهاما رئيس جمهورية غانا الصديقة عبر فيها سموه حفظه الله عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة وزير الدفاع الغاني ووزير البيئة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار الغاني وآخرين من مسؤولي الحكومة في جمهورية غانا الصديقة إثر حادث تحطم مروحية عسكرية بمدينة أشانتي شمالي غرب العاصمة الغانية أكرا. راجيا سموه رعاه الله لفخامته وللشعب الغاني الصديق ولذوي الضحايا جميل الصبر وحسن العزاء.

السرهيد: عودة موسم الروبيان.. وتوقعات بانخفاض أكبر في الأسعار مع دخول «الميد»
السرهيد: عودة موسم الروبيان.. وتوقعات بانخفاض أكبر في الأسعار مع دخول «الميد»

كويت نيوز

timeمنذ 18 ساعات

  • كويت نيوز

السرهيد: عودة موسم الروبيان.. وتوقعات بانخفاض أكبر في الأسعار مع دخول «الميد»

أعلن رئيس الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك، عبد الله السرهيد، عن انطلاقة موسم صيد الروبيان لهذا العام، مؤكدًا وفرة الإنتاج وتراجع الأسعار في السوق المحلي، بما يعكس وفرة المعروض وتحقيق وعود الاتحاد. وقال السرهيد في تصريح صحفي: مع بداية الموسم، كانت سلة الروبيان تُباع بسعر 50 دينارًا، وكنا قد وعدنا بانخفاضها إلى ما بين 40 و45 دينارًا. وبفضل الله، تحقق هذا خلال 3 أيام فقط، حيث توفّر الروبيان بهذه الأسعار، وأرسلنا توثيقًا حيًا من السوق بالفيديو والتاريخ والوقت. وأشار إلى أن كميات الروبيان المتداولة في السوق حتى اليوم بلغت أكثر من 75 طنًا، متوقعًا أن تتجاوز 90 طنًا خلال الساعات القادمة، ما يبشّر بموسم وفير وأسعار مستقرة. وكشف السرهيد عن سعي الاتحاد حاليًا للحصول على تصاريح خاصة بموسم صيد 'الميد'، مؤكدًا أن دخوله السوق سيساهم في كسر الأسعار المرتفعة الحالية بشكل ملحوظ، مضيفًا: 'حين يدخل الميد السوق، ستتراجع الأسعار بشكل كبير، بل ستُحطم الأسعار الحالية تمامًا.'

من صيد الخاطر: النُّقَاضُ يُقَطَّر الجَلَبَ
من صيد الخاطر: النُّقَاضُ يُقَطَّر الجَلَبَ

الجريدة

timeمنذ 19 ساعات

  • الجريدة

من صيد الخاطر: النُّقَاضُ يُقَطَّر الجَلَبَ

«النُّقَاضُ يُقَطَّر الجَلَبَ»، قول عربي قديم يُنْصَح المرء به حتى يقوم بإصلاح ماله قبل أن يتطرَّقَ إليه الفَسَاد، والنُّقَاض بضم النون وشدها مقصود به فَنَاء الزاد أو الحلال، ويُقَطَّر أي يؤتى بقطار من الإبل، والجَلَبَ هو ما جُلب للبيع، أي إذا جاء الجَدْبُ جُلبت الإبل قطاراً للبيع، مخافة أن تهلك، ويُقَال للقوم الذين هلكت أموالهم: أنْقَضَ القوم. فهذا القول هو نصيحة تدعو إلى الاقتصاد بحفظ المال عن طريق استثماره بدلاً من هدره، وإضاعته على أمور ليس من ورائها عائد يكون عوناً في وقت الشدة، هذا المثل يتعارض تماماً مع المثل القائل: «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». وهناك آيات وأحاديث وأقوال كثيرة تحث على الاقتصاد وعدم التبذير والإسراف، فالله تعالى يقول محذراً: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا»، «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، «وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ»، فالنهي عن الإسراف واضح جلي حتى أن الله جعل المبذر من إخوان الشياطين. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما عالَ مَنِ اقتَصَدَ»، وهو قول شريف يؤكد أن مَن يقتصد في معيشته وتدبير أموره المالية لن يفتقر أبداً، فالاقتصاد هو ضمان الاستقرار المالي والوقاية من الفقر والحاجة، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ أَدَبًا، إِذَا وَسَّعَ عَلَيْهِ اقْتَصَدَ، وَإِذَا أَقْتَرَ عَلَيْهِ اقْتَصَرَ»، فيا لها من نصائح نبوية لو أخذت بها أمتنا ما جاعت ولا تقهقرت. وهناك حكم قيلت في الاقتصاد وحسن التصرف في المال والحلال، ومنها: «ادخرْ قرشك الأبيضِ ليومِك الأسود»، و«الادخار كنز لا يفنى»، و«من جدّ وجد، ومن زرع حصد»، وهذا القول تحديداً هو سر نجاح الأمم الحية، فهي جدّت وبذلت الجهد ولم تتقاعس، فحصلت على مرادها من صناعات وابتكارات واختراعات، وأقامت مؤسساتها التنموية التي ضمنت لها مستقبلها ووفرت لها الرفاهية والعيش الكريم... وويل لأمة أسرفت ولم تدّخر، وأهملت إصلاح مالها فأفلست.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store