
هل حان الوقت لاسترجاع زمام المبادرة في البحر الأحمر؟
"Galaxy Leader" في 19 نوفمبر 2023، والتي تم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين،
واستهداف ناقلة النفط "Strinda" في ديسمبر،
إلى جانب هجمات بطائرات مسيّرة ضد سفن مثل "Unity Explorer" و**"Number 9"** في يناير 2024.
كل ذلك يشير إلى تحوّل البحر الأحمر وباب المندب من ممر ملاحي دولي إلى ساحة صراع مفتوحة، تتداخل فيها أبعاد الأمن العربي والإقليمي والدولي. في هذا السياق، تزداد أهمية طرح السؤال:
هل تأخرنا في استعادة زمام المبادرة؟
الواقع الأمني المقلق بالتحالف الحوثي-الإيراني لم يعد يُخفي أهدافه.
ومحاولة الحرس الثوري الإيراني تفعيل هلال بحري شيعي يمتد من ميناء بندر عباس حتى موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة-الصليف-رأس عيسى)
فقد أعلنت جماعة الحوثي عبر متحدثها العسكري، يحيى سريع، في عدة مناسبات (منها بيان بتاريخ 14 يناير 2024)، أنها "تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا". هذا الخطاب، مترافقًا مع أدلة جمّة عن توريد إيراني مباشر لمنظومات صاروخية وبحرية متقدمة، كما وثّق تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الصادر في فبراير 2024، يجعل من التدخل الدولي أمرًا عاجلًا لا يحتمل التأجيل.
وإذا أردنا الاستفادة من تجارب دولية مشابهة، فإن تجربة البحر الأسود خلال الحرب الروسية–الأوكرانية تُظهر كيف يمكن للصراعات الإقليمية أن تعيد تشكيل موازين القوى البحرية وتُهدد أمن الملاحة العالمية. فمنذ اندلاع الحرب عام 2022، تحوّل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة استراتيجية بين روسيا وأوكرانيا، نظراً لأهميته العسكرية والتجارية لكلا الطرفين وخاصة
بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، عززت موسكو وجودها البحري في المنطقة، في حين طورت أوكرانيا استراتيجيات هجومية غير تقليدية شملت استخدام الزوارق والطائرات المسيّرة لاستهداف الأسطول الروسي، كما حدث في الهجوم على ميناء سيفاستوبول وإغراق الطراد "موسكفا".
وادى الى انسحاب روسيا من "اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود" في 2023 فاقم الأزمة، ورفع من حدة التهديدات لأمن الغذاء العالمي. هذه التطورات حولت البحر الأسود إلى نقطة توتر دولي تتجاوز أبعاد الحرب نفسها، وهو ما يُشير إلى أن ترك ساحة استراتيجية بحرية دون ردع مبكر قد يؤدي إلى تداعيات جيوسياسية عميقة.
وإذا كانت أوكرانيا، رغم ظروفها الصعبة، استطاعت تطوير أدوات ردع بحرية مؤثرة، فإن اليمن – بدعم إقليمي ودولي منسق – قادر على إعادة بناء قدراته البحرية، وتأمين واحد من أهم الممرات العالمية وهو مضيق باب المندب، بوابة البحر الأحمر.
ولذا نجد ان الحل اليمني لاستهداف الملاحة في البحر الأحمر من قبل الميليشيات الحوثية يمكن ايجاد الحلول التي تبدو عملية وواقعية، من خلال إعادة تأهيل قوات خفر السواحل اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا.
هذه القوات تأسست رسميًا عام 2003، وتلقت تدريبات في الولايات المتحدة وإيطاليا ومصر، كما شاركت في دوريات مشتركة لمكافحة القرصنة بين 2009 و2013.
لكن بعد انقلاب الحوثيين في 2014، وتدمير البنية المؤسسية، تراجع دور هذه القوات إلى الحد الأدنى، رغم أن نواةها لا تزال موجودة في مناطق الشرعية، مثل عدن والمكلا والمخا.
تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عام 2022 أشار إلى أن تأهيل هذه القوة يتطلب:
تحديث البنية التحتية البحرية (رادارات، زوارق سريعة، أجهزة اتصال).
إنشاء مركز عمليات بحري مشترك يربط بين عدن والمخا وسقطرى.
تدريب 800 عنصر على المهام الخاصة بالمراقبة البحرية والتعامل مع التهديدات غير التقليدية.
الدروس والتجارب إلاقليمية القابلة للتكرار:
1.الصومال:
في ذروة القرصنة عام 2011، سُجلت أكثر من 200 حالة اختطاف لسفن. لكن، منذ بدء بعثة EUCAP Somalia عام 2012، وبدعم من النرويج والاتحاد الأوروبي، تم تأهيل خفر السواحل الصومالي، وانخفضت الحالات إلى صفر تقريبًا بحلول 2019.
2. جيبوتي:
بدعم فرنسي وأمريكي، أنشأت جيبوتي مركز مراقبة ساحلية متقدم في 2017، وهو اليوم يعتبر نموذجًا في تتبع السفن التجارية والعسكرية.
3. الخليج العربي – مضيق هرمز:
منذ 2019، كثّفت دول الخليج (خاصة الإمارات وسلطنة عُمان) جهود الربط الإلكتروني بين وحدات خفر السواحل.
وأُنشئ مركز "التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية" (IMSC) في البحرين، وهو يضم 11 دولة ويشكل شبكة ردع قوية ضد التهديدات الإيرانية أو الهجمات العابرة للحدود.
ومن حيثيات السيناريو اليمني من الممكن لا المستحيل
إذا ما توفرت الإرادة السياسية والدعم اللوجستي فإن بناء منظومة بحرية يمنية قادرة على المساهمة في تأمين مضيق باب المندب ممكن.
يقترح الخبراء في مركز الأزمات الدولي (ICG) إنشاء
وحدة خاصة سريعة التدخل في المخا وجنوب البحر الأحمر.
مركز قيادة تكتيكي في عدن.
من خلال تعاون ثلاثي بين كلا من الحكومة اليمنية الشرعية و التحالف العربي و والاتحاد الأوروبي (على غرار بعثة "أتلانتا" الأوروبية لمكافحة القرصنة).
الدور الدولي يجب أن ينتقل من التصريحات إلى الأفعال
حيث أن
الجميع يُدرك أهمية البحر الأحمر، لكن ما ينقص هو العمل التنسيقي المؤسسي.
تجديد ولاية بعثة "أونماها" التابعة للأمم المتحدة في يونيو 2024 كان مؤشرًا إيجابيًا، لكنه يظل غير كافٍ و
المطلوب الآن
تحرك دبلوماسي تقوده الحكومة اليمنية بدعم خليجي لإقناع المجتمع الدولي بتمويل مشروع تأهيل شامل لخفر السواحل من خلال
ربط القوات اليمنية بمراكز عمليات إقليمية في جدة، عدن، ومقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين و
تحويل الموانئ المحررة (المخا، عدن، بلحاف) إلى قواعد دعم لوجستي لعمليات التأمين البحري.
الخاتمة: ان استعادة زمام المبادرة ضرورة لا رفاهية و
أمن البحر الأحمر مسألة استراتيجية وجودية، تتجاوز اليمن إلى أمن الطاقة العالمي (حيث يمر حوالي 20-30% من امدادات نفط وغاز العالم من هذه الممرات البحريةالحيوية)، واستقرار التجارة الدولية.
تأخير التحرك يعني:
إطالة عمر المليشيات و
زيادة الكلفة على الاقتصاد الإقليمي بالإضافة إلى
تقليص الثقة الدولية بالشركاء العرب في ضمان أمن الممرات البحرية وبخاصة في البحرالأحمر وخليج عدن.
إن إطلاق مشروع إعادة بناء خفر السواحل اليمني ليس مجرد استثمار أمني، بل هو رهان على الاستقرار والسلام في المنطقة.
حيث ان التاريخ لا ينتظر و البحر الأحمر لن يحرسه غير أهله.
المصادر:
8. بيانات جماعة الحوثي الرسمية – المتحدث العسكري، يناير وفبراير 2024
*محلل سياسي وأكاديمي يمني
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
رصد أسماء معتقلين جدد (طلاب وأطباء) طالتهم اعتقالات الحوثيين في ماوية بتعز
يمن ديلي نيوز : رصدت الحقوقية اليمنية إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الخميس 31 يوليو/تموز، أسماء جديدة قالت إنهم تعرضوا للاعتقال من قِبل جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، يوم الاثنين الماضي في مديرية ماوية شرقي محافظة تعز (جنوب غربي اليمن). وأوضحت في منشور على حسابها بمنصة 'إكس' أن المعتقلين من فئة الأطباء والطلاب وهم: وهيب حسن محسن خالد، عبدالرحمن صالح محسن خالد، رهيب حسان عايض صالح، وأسامه صادق صالح عايض. ووفقًا للمقطري، جرى اعتقال الأربعة من منازلهم في منطقة السويداء بمديرية ماوية، بذريعة أنهم يقومون بتجنيد أفراد لصالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. ويرتفع عدد المعتقلين الذين اعتقلتهم جماعة الحوثي يوم الاثنين الماضي في مديرية ماوية بمحافظة تعز إلى 13 مدنيًا، حيث نشرت الحقوقية المقطري في وقت سابق أسماء 9 مدنيين بينهم معلمون وأئمة مساجد وشخصيات اختطفهم الحوثيون بعد مداهمة منازلهم. والمعتقلون هم: رضوان عبيد عبدالمهيمن، جمال قائد سعيد محمد، نجيب عبده أحمد، جلال قائد المهاجري، حسن سيف الشرعبي، منصور ناصر الزراعي، محمد ناشر الحمري، صلاح عبدالفتاح منصور، عبدالوهاب محمد قايد. وقالت المقطري: 'مديرية ماوية من المديريات التي يتعرض سكانها لحملات اعتقال منذ منتصف 2015م، ويبدو أن جماعة الحوثي، وبعد حادثة قتل الشيخ حنتوس في ريمة، قيدت حركة التنقل والعمل، وضاعفت من القمع في مناطق سيطرتها، ومنها ما تبقى من مديريات لها في تعز'. مرتبط محافظة تعز مديرية ماوية إشراق المقطري الاعتقالات الحوثية


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
قائد أنصار الله يحذر من استمرار التعاون العربي مع "إسرائيل" ويتهم "السعودية وأنظمة عربية" بفتح أجوائها للقتل الجماعي
انتقد قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي 'التعاون المستمر' بين بعض الأنظمة العربية وإسرائيل، رغم الجرائم الصهيونية في غزة، مشيرا إلى أن '22 مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على غزة، بينما تريليونات العرب تذهب سدى'. وأكد الحوثي في كلمته الأسبوعية أن 'العدو الإسرائيلي يتكئ على الدعم الأمريكي ولا يبالي بالأصوات المنتقدة في العالم'، معتبراً أن 'النظرة الحقيقية لإسرائيل كمجرمة متوحشة تزعج الكيان الصهيوني الذي يحاول تجميل صورته البشعة عبر الدعاية'. وفي إشارة واضحة للسعودية، ذكر الحوثي أن 'بعض الأنظمة العربية فتحت أجواءها ومطاراتها لإسرائيل تحت ذريعة التطبيع'، مضيفاً: 'النظام السعودي يقدم تعاوناً مستمراً مع العدو عبر أجوائه ومطاراته'. ولفت إلى المفارقة في أن 'شحنات ضخمة تذهب من دول عربية وإسلامية لإسرائيل بينما أطفال غزة يتضوّرون جوعاً'، منتقداً 'زيادة التعاون التجاري العربي-الإسرائيلي مع تصاعد الجرائم في غزة'. وانتقد الحوثي 'جمود الشعوب العربية' الذي أرجع سببه إلى 'قرار رسمي بمنع أي تحرك مناصر للفلسطينيين'، وقال: 'بعض الأنظمة تصنف مجاهدي غزة بالإرهاب لمجرد دفاعهم عن شعبهم، بينما عليها إلغاء هذا التصنيف ومساندتهم'. وشدد قائد أنصار الله على أن 'الصمت العربي والإسلامي يشجع إسرائيل على الاستمرار في جرائمها'، داعياً إلى 'مواقف عملية' بدلاً من 'البيانات والإدانات'.


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
ملخص كلمة "السيد الحوثي" عن اخر المستجدات: الأنظمة العربية تغذي آلة القتل في غزة
في كلمة سياسية حادة، ألقاها قائد أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي، كشف عن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مُسلّطاً الضوء على كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومحذراً من تداعيات التواطؤ العربي والإسلامي، ومؤكداً أن مصير كيان الاحتلال مرتبط بيقين الوعد الإلهي، وليس بموازين القوى الآنية. مأساة الأطفال: وجه الإجرام الصهيوني وفضيحة المجتمع الدولي اعتبر السيد الحوثي أن 'مظلومية الأطفال في غزة' هي العنوان الأبرز للجريمة المستمرة، حيث كشف أن أكثر من 100 ألف طفل يواجهون خطر الموت جوعاً، بينهم 40 ألف رضيع يعانون من انعدام الحليب، في مشاهد 'رهيبة ومخزية' تُظهر هياكلهم العظمية، تُعدّ انتهاكاً صارخاً لكل القيم الإنسانية. وشدد على أن 'العدو الإسرائيلي يستهدف الأطفال الرضع كجزء من أهدافه العملياتية'، في تأكيد على نية إبادة جماعية ممنهجة. وأشار إلى أن 'الصهيونية هي نتاج التوحش الإجرامي'، مذكراً بأن الجرائم لم تقتصر على القصف، بل امتدت لاستهداف النساء أثناء الولادة، وتدمير البنية التحتية، وإفراغ القطاع من مقومات الحياة، بما في ذلك القضاء على الزراعة. خداع إسرائيلي: الهدن الإنسانية وإنزال المساعدات جواً نفى الحوثي صدق 'الهدن الإنسانية' التي أعلنتها إسرائيل، موضحاً أن العدو استهدف خلال أسبوع الهدنة أكثر من 4 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، غالبيتهم كانوا يسعون للحصول على الغذاء. ووصف إنزال المساعدات جواً بـ'الخدعة الجديدة'، مؤكداً أن 'الهدف ليس الإغاثة، بل الخداع واللعب بكرامة الناس'، مضيفاً أن 'من الممكن إيصال المساعدات براً عبر الأمم المتحدة، لكن العائق الوحيد هو إسرائيل التي تمنع التوزيع المنظم لتعميم الفوضى والاقتتال على الفتات'. تعاون عربي مخزي ونفط يُستخدم لقتل الفلسطينيين وجّه الحوثي انتقاداً لاذعاً للأنظمة العربية، معتبراً أن 'التخاذل العربي أسهم في تضخيم حجم الإجرام الصهيوني'. وكشف أن 'الطائرات الإسرائيلية التي تلقي القنابل الأمريكية على غزة تتحرك بوقود من النفط العربي'، كما أن 'الدبابات تجتاح غزة بالنفط العربي'. ولفت إلى أن '22 مليار دولار من التريليونات العربية تم تحويلها لأمريكا لدعم العدوان'. وأكد أن 'السعودية وأنظمة عربية أخرى تفتح أجواءها ومطاراتها للعدو الإسرائيلي'، وتستمر في 'التعاون الاقتصادي معه'، بل وترسل شحنات ضخمة من البضائع إليه، بينما يُجوع أطفال غزة. ووصف السماح بالسياحة المتبادلة مع الكيان الصهيوني بـ'الاستهانة بالدم الفلسطيني'. تصنيف المقاومة بالإرهاب: تواطؤ رسمي مع العدو وأدان السيد الحوثي تصنيف بعض الأنظمة العربية لفصائل المقاومة في غزة بـ'الإرهاب'، معتبراً أن 'من يدافع عن شعبه ومقدساته لا يمكن أن يكون إرهابياً'، وأن هذا التصنيف 'يشكل تعاوناً مباشراً مع العدو'. وأشار إلى أن 'كل من يقف صادقاً ضد إسرائيل يُعادى من قبل بعض الأنظمة'، بينما 'دعاة الفتنة ينشطون ضد الأمة ولا يحركون ساكناً أمام العدو الصريح'. فشل المفاوضات وانكشاف المطالب الصهيونية رأى الحوثي أن 'المسؤول عن فشل المفاوضات هو من يصر على استمرار جريمة القرن'، مشيراً إلى أن المطالب الإسرائيلية بـ'استسلام حماس وتسليم سلاحها' تُظهر أن 'العدو لا يريد سلاماً، بل استسلاماً كاملاً'. واعتبر أن انسحاب إسرائيل من المفاوضات 'يفضح نواياها العدوانية'. دور المجاهدين: خط الدفاع الأول عن الأمة أكد أن 'المجاهدين في غزة ولبنان هم خط الدفاع الأول عن الأمة'، مشيداً بصمودهم على مدى 662 يوماً، وتنفيذ كتائب القسام وسرايا القدس لعمليات جهادية بطولية. ووصف استبسالهم في اقتحام الدبابات وتفجيرها بـ'الدرس الأعظم للأمة'. وشدد على أن 'لولا تضحياتهم، لكانت مصر والأردن وسوريا تحت السيطرة الإسرائيلية'. الوعي المغيب: أزمة إدراك وعمى قلوب أشار إلى أن 'الأمة تعاني من أزمة إدراك وعمى قلوب'، تُروّض فيها الشعوب على القبول بالذل. وتساءل: 'كيف تبقى أمة بحجمها وعدد سكانها جامدة أمام أكبر مأساة إنسانية؟'، معتبراً أن 'التجاهل لن يعفي الأمة من العقاب'، وأن 'الله يصنع المتغيرات'. وأضاف: 'لا تظنوا أن الحساب يكون فقط على الصلاة والصوم، بل على التواطؤ في أكبر إجرام عرفه التاريخ'. ودعا إلى 'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'، معتبراً أن 'ما يفعله العدو الإسرائيلي من أكبر المنكرات'. مواقف غربية: تناقض صارخ وخداع مكشوف انتقد المواقف الأوروبية، مشيراً إلى أن 'بريطانيا وفرنسا وألمانيا تتحدث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها تزود إسرائيل بالسلاح'. واعتبر أن 'الحديث عن حقوق الإنسان والقيم الليبرالية من قبل الغرب هو خداع'، بينما 'الاتحاد الأوروبي يواصل اتفاقياته مع العدو'. وأشار إلى أن 'إدراج هولندا لإسرائيل في قائمة التهديدات الأمنية موقف متقدم'، داعياً الأنظمة العربية إلى 'الاقتداء بالرئيس الكولومبي الذي منع تصدير الفحم للعدو'. الوعد الإلهي: زوال الكيان الصهيوني حتمي اختتم السيد الحوثي كلمته بالتأكيد على أن 'الكيان الصهيوني كيان زائل حتماً'، مهما بلغ من إجرام، وأن 'تخاذل الأمة لا يُؤجل النهاية، بل يُكبّد الخسائر'. وشدد على أن 'النصر سيكون لمن ثبت على الحق، وصدق مع الله، وناهض المسؤولية'. ودعا 'المساجد، الجامعات، النخب، ووسائل الإعلام' إلى 'استنهاض الأمة'، معتبراً أن 'فلسطين هي أعظم ميدان للجهاد، وأصدق اختبار للإيمان'.