logo
بعد 2000 عام.. رفات بشرية تكشف لغز 'ذبح' شابة في طقس ديني خلال العصر الحديدي

بعد 2000 عام.. رفات بشرية تكشف لغز 'ذبح' شابة في طقس ديني خلال العصر الحديدي

سيدر نيوز٢١-٠٢-٢٠٢٥

Join our Telegram
توصل علماء الآثار إلى أن رفات بشرية قديمة، عُثر عليها في مستنقعات مقاطعة لندنديري بأيرلندا الشمالية، يُرجّح أنها تعود لامرأة شابة فارقت الحياة خلال طقوس قبل ما يزيد على ألفي عام.
وثمة اعتقاد أن الشابة 'قُتلت' في طقس ديني أو أثناء تقديم قرابين خلال العصر الحديدي.
وكان العلماء قد ظنّوا سابقاً عندما عثروا على الرفات التي يزيد عمرها على ألفي عام قُرب بيلاجي في أيرلندا الشمالية، أنها رفات شاب في سن المراهقة.
بيد أن فريقاً من الخبراء، من متحف أولستر وجامعات عدة، على رأسها جامعة كوينز بلفاست، أجرى دراسة متخصصة لكشف المزيد من المعلومات عن تلك الرفات البشرية.
وخلصت دراسات حديثة إلى أن الرفات، المكتشفة عام 2023، هي رفات شابة يتراوح عمرها بين 17 و22 عاماً.
وقدَّر العلماء طول الشابة بنحو خمسة أقدام وستة بوصات (1.7 متر).
وتُؤرّخ هذه الرفات إلى الفترة ما بين عام 343 وعام واحد قبل الميلاد، مما يعني أن عمرها يزيد على ألفي عام، وهي فترة تنتمي إلى حقبة ما قبل التاريخ المعروفة بالعصر الحديدي في أوروبا.
وسوف يُطلق على هذه الرفات من الآن فصاعداً اسم 'امرأة باليمكومبس مور'، على اسم المنطقة التي اكتُشفت فيها.
وقالت نيام بيكر، المشرفة على قسم علوم الآثار بالمتاحف الوطنية لأيرلندا الشمالية، في حديثها لبي بي سي، إن العثور على هذه الرفات البشرية يُمثل 'اكتشافاً بالغ الأهمية والأثر'.
وأضافت: 'ثمّة أدلة تشير إلى وجود آثار ذبح على فقرات العنق'.
وأوضحت بيكر أن هذه العلامات تدل على أن 'هذا الشخص تعرّض لعملية ذبح بشكل متعمّد في المستنقع'.
يذكر أنه خلال عملية اكتشاف الرفات، لم يعثر العلماء على جمجمة الشابة.
وقالت بيكر: 'من المرجح أنهم أخذوا الجمجمة في ذلك الوقت، خلال العصر الحديدي'.
وأضافت: 'لعل هذا الاكتشاف ينتمي إلى سلسلة من طقوس القتل وتقديم القرابين القديمة، إذ يُلاحظ تكرار مثل هذه الممارسات في مختلف أنحاء شمال غرب أوروبا وأيرلندا'.
كما تولّت إيلين ميرفي، أستاذة علم الآثار في جامعة كوينز بلفاست، مهمة فحص الرفات ووضع تقييم دقيق لها.
وقالت إن المصير الذي لاقته هذه الشابة لا يعد استثناء بين الأنماط السائدة في الاكتشافات الأثرية التي تعود إلى ذلك العصر.
وأضافت: 'كما هو الحال بالنسبة لكثير من رفات المستنقعات التي تعود إلى العصر الحديدي، لاقت هذه الشابة مصيراً مأساوياً، إذ أُريق دمها عن طريق قطع حلقها قبل أن تُفصل رأسها عن جسدها في مشهد دموي قاس'.
وقالت ميرفي: 'أخذوا الرأس، بينما تُرك الجسد في موقع سقوطه، ولم يُكشف عنه إلا بعد مرور نحو ألفي عام خلال أعمال تنقيب أثرية'.
BBC
وأشارت بيكر إلى أن الخبراء سيواصلون إجراء مزيد من الدراسات على هذه الرفات، علّها تفصح عن أسرار جديدة حول أساليب الحياة في العصر الحديدي.
وقالت: 'نرجو أن تقودنا تلك الدراسات إلى كشف أسرار النظام الغذائي الذي كانت تتبعه الشابة، وربما تتيح لنا معلومات تكشف عن آثار تحركاتها'.
وأضافت بيكر: 'سيُمكّننا ذلك من الوقوف على بعض المعلومات بشأن هويتها، وربما معرفة المجموعة السكانية التي كانت تنتمي إليها'.
وقالت: 'لا توجد سوى أدلة محدودة تزوّدنا بمعلومات بشأن تفاصيل الحياة اليومية في العصر الحديدي'.
وأوضحت بيكر أن 'ما تبقى من آثار ليس سوى قطع أثرية بديعة وأدوات فاخرة، الأمر الذي يشير إلى وجود نخبة اجتماعية خلال تلك الفترة'.
كما عُثر على نسيج مصنوع من مواد نباتية إلى جوار الرفات، ومن المحتمل أن يُعرض للجمهور مستقبلاً.
'معاملة الرفات باحترام'
يُعد حصن نافان في مقاطعة أرماغ أبرز مستوطنة معروفة من العصر الحديدي في أيرلندا الشمالية.
ولم تمض فترة قصيرة على الاكتشاف حتى نُشرت صور الرفات، إلا أن فكرة عرض رفات الشابة في معرض للجمهور في متحف أولستر تظل فكرة غير مرجحة.
ويرجع سبب ذلك إلى أن المتاحف، حسبما أوضحت هانا كراودي، رئيسة القسم الإشرافي بالمتاحف الوطنية لأيرلندا الشمالية، مطالبة بـ 'التفكير جيدا' فيما يخص الرفات البشرية التي تحتفظ بها، وسبل التعامل معها بما يليق من الاحترام.
وقالت: 'لقيت هذه المرأة حتفها بقطع رأسها، وهذا بطبيعة الحال يجعل حال البقايا المكتشفة في وضع قد يكون مؤلماً أو مروعاً لمن يشاهده'.
وأضافت كراودي: 'ينبغي أن يكون هناك مبرر قوي للغاية لعرض هذه الرفات، إذ أننا لا نسعى إطلاقا لعرضها بغرض الإثارة أو لفت الأنظار.
وأوضحت: 'أتصور أننا قادرون على تقديم عرض مميز وجذاب يتيح للناس فهم مجريات الأمور، وسرد قصة الشابة دون المساس بخصوصية الرفات'.
BBC
ويمكن أن يتضمن العرض إعداد رسومات فنية تخيلية تُظهر هيئة الشابة خلال حياتها.
كما أوضحت كراودي أن هناك مناقشات تُجرى بشأن مومياء 'تاكبوتي' المصرية، التي تُعد من أبرز المعروضات في متحف أولستر.
وقالت: 'توجد العديد من القضايا المعقدة التي يجب دراستها بعمق'.
وأضافت: 'يدور نقاش مستمر بشأن إذا كان ينبغي عرض تاكبوتي، والطريقة التي سيجري بها ذلك، إضافة إلى مستقبلها'.
وكان المتحف قد نظّم لقاء جمع نخبة من الخبراء من مختلف أنحاء المملكة المتحدة ومصر لبحث مستقبل تاكبوتي.
وقالت: 'إنهم (الخبراء) يساهمون في توجيه أفكارنا بشأن هذا الموضوع، ونحن بدورنا نجري مناقشات مع جمهورنا أيضاً'.
وأكدت كراودي أن ثمة مبررات قوية تدعم كلا الرأيين، سواء الرأي المؤيد لعرض تاكبوتي أو المعارض له.
واختتمت حديثها قائلة: 'نحن في طور التعامل مع هذه القضايا في الوقت الراهن، ونسعى لإجراء العديد من المناقشات قدر الإمكان'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقابر الجماعية في سوريا: 'سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا' #عاجل
المقابر الجماعية في سوريا: 'سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا' #عاجل

سيدر نيوز

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

المقابر الجماعية في سوريا: 'سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا' #عاجل

BBC 'هذه الرفات من مقبرة جماعية مختلطة'، هكذا يقول الدكتور أنس الحوراني. يقف رئيس مركز تحديد الهوية السوري، الذي افتُتح حديثاً، بجوار طاولتين مغطاتين برفات بشري من عظام الفخذ. فوق كل طاولة توجد 32 عظمة فخذ بشرية. وقد رُتبت ورُقمت بدقة. الفرز هو المهمة الأولى لهذه الحلقة الجديدة، في السلسلة الطويلة من الإجراءات الرامية إلى تقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة في سوريا. تعني 'المقبرة الجماعية المختلطة' أن الجثث رُميت واحدة فوق الأخرى. 'أكبر مقبرة جماعية في سوريا' من المرجح أن هذه العظام تعود إلى أشخاص ضمن مئات الآلاف، الذين يُعتقد أنهم قُتلوا على يد نظامي الرئيس السابق بشار الأسد ووالده حافظ، اللذين حكما سوريا لأكثر من خمسة عقود. إذا كان الأمر كذلك، يقول الدكتور الحوراني، إنهم من بين الضحايا الأحدث عهداً: قد ماتوا منذ ما لا يزيد عن عام. الدكتور الحوراني طبيب أسنان شرعي: يقول إن الأسنان يمكن أن تخبرك بالكثير عن الجثة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتحديد هوية الشخص. ولكن مع عظم الفخذ، يمكن لعمال المختبر في الطابق السفلي من هذا المبنى المكتبي في دمشق بدء المهمة: يمكنهم معرفة الطول والجنس والعمر، ونوع العمل الذي كانوا يمارسه أصحاب تلك الرفات، وقد يتمكنون أيضاً من معرفة ما إذا كان الضحية قد تعرض للتعذيب. المعيار الرئيسي في تحديد الهوية هو بالطبع تحليل الحمض النووي. لكنه يقول إنه لا يوجد سوى مركز واحد لفحص الحمض النووي في سوريا. 'قد دُمرت العديد من هذه المراكز خلال الحرب في البلاد. وبسبب العقوبات، فإن الكثير من المواد الكيميائية الأولية التي نحتاجها لإجراء الاختبارات غير متوفرة حالياً'. كما أُبلغوا بأن 'أجزاء من الأجهزة (اللازمة لإجراء ذلك التحليل) قد تُستخدم في الطيران، وبالتالي لأغراض عسكرية'. بمعنى آخر، قد تُعتبر 'مزدوجة الاستخدام'، وبالتالي يُحظر تصديرها إلى سوريا من قِبل العديد من الدول الغربية. يُضاف إلى ذلك التكلفة: 250 دولاراً أمريكياً لإجراء اختبار واحد. ويقول الدكتور الحوراني: 'في مقبرة جماعية مختلطة، يتعين إجراء حوالي 20 اختباراً لجمع جميع أجزاء جسد واحد'. يعتمد المختبر كلياً على تمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتقول الحكومة الانتقالية في سوريا إن 'العدالة الانتقالية' من أولوياتها. وقال العديد من السوريين الذين فقدوا أقاربهم، ولم يعثروا على جثثهم، لبي بي سي إنهم ما زالوا غير راضين ومحبطين: إنهم يريدون رؤية المزيد من الجهود من قِبل الثوريين الذين أطاحوا أخيراً بحكم بشار الأسد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد 14 عاماً من الحرب. خلال تلك السنوات الطويلة من الحرب، قُتل مئات الآلاف، وشُرد الملايين. ووفقاً لبعض التقديرات، اختفى قسراً أكثر من 130 ألف شخص. بالوتيرة الحالية، قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتحديد هوية ضحية واحدة فقط من مقبرة جماعية مختلطة. يقول الدكتور الحوراني: 'هذا عمل يستغرق سنوات طويلة'. جثث 'مشوّهة ومعذّبة' إحدى عشرة مقبرة من تلك 'المقابر الجماعية المختلطة' متناثرة حول قمة تل قاحل خارج دمشق. بي بي سي هي أول وسيلة إعلام دولية ترى هذا الموقع. القبور ظاهرةٌ للعيان الآن. خلال السنوات التي انقضت منذ حفرها، كان سطحها قد انضحل في الأرض الجافة الصخرية. يرافقنا حسين علوي المنفي، أو 'أبو علي'، كما يُطلق على نفسه. كان أبو علي سائقاً يعمل مع الجيش السوري. يقول: ' كانت حمولتي عبارة عن جثث بشرية'. BBC تمّ العثور على هذا الرجل – أبو علي – بفضل العمل الاستقصائي الدؤوب لمعاذ مصطفى، المدير التنفيذي السوري الأمريكي لقوة الطوارئ السورية، وهي مجموعة من النشطاء مقرها الولايات المتحدة. لقد أقنع مصطفى أبو علي بالانضمام إلينا، ليشهد على ما يسميه معاذ 'أسوأ جرائم القرن الحادي والعشرين'. نقل أبو علي شاحنات محملة بجثث إلى مواقع متعددة، لأكثر من عشر سنوات. في هذا الموقع كان يأتي، في المتوسط، مرتين أسبوعياً لمدة عامين تقريباً في بداية المظاهرات، ثم الحرب، بين عامي 2011 و2013 . كان الإجراء دائماً هو نفسه. كان يتوجه إلى منشأة عسكرية أو أمنية. يقول: 'كان لديّ مقطورة بطول 16 متراً. لم تكن تمتلئ دائماً بالكامل. لكنني كنتُ أحمل، على ما أظن، ما معدله 150 إلى 200 جثة في كل حمولة'. يقول إنه مقتنعٌ بأن حمولته كانت لمدنيين. 'كانت جثثهم مشوّهة ومعذّبة'. لم يكن بإمكانه تمييز هوياتهم إلا بأرقام مكتوبة على الجثث، أو مُلصقة على الصدر أو الجبهة. هذه الأرقام تُشير إلى مكان وفاتهم. فقال إن هناك الكثير من الجثث جاءت من 'الفرع 215' – وهو مركز اعتقال 'سيء السمعة' تابع للمخابرات العسكرية في دمشق يُعرف بهذا الاسم، وهو مكان سنعود إليه لاحقاً في هذا التقرير. لم تكن مقطورة أبو علي مزودة برافعة هيدروليكية لقلب حمولته وتفريغها. عندما كان يتراجع إلى الخلف باتجاه الحفرة، كان الجنود يسحبون الجثث إلى الحفرة واحدة تلو الأخرى. ثم تقوم جرافة صغيرة بـ'تسويتها وضغطها وردم القبر'. وصل إلى موقعنا ثلاثة رجال ذوي وجوهٍ شاحبة من قرية مجاورة. يؤكدون قصة الزيارات المنتظمة للشاحنات العسكرية إلى هذه البقعة النائية. أما الرجل الذي يقود السيارة: كيف له أن يفعل هذا أسبوعاً تلو الآخر، عاماً تلو الآخر؟ ماذا كان يقول لنفسه كلما صعد إلى مقصورة سيارته؟ يقول أبو علي إنه تعلّم أن يكون 'خادماً صامتاً' للدولة. 'بينما كان الجنود يلقون بالجثث في الحفر، كنت أبتعد وأنظر إلى النجوم، أو أنظر نحو دمشق'. 'كسروا ذراعيه وضربوه على ظهره' دمشق – المكان الذي عادت إليه السورية ملك عودة مؤخراً، بعد سنوات قضتها لاجئة في تركيا. ربما تكون سوريا قد تحررت من قبضة عائلة الأسد، لكن لا يزال هناك حكم بالسجن المؤبد بحق ملك. على مدى الثلاثة عشر عاماً الماضية، ظلت حبيسة روتين يومي من الألم والشوق. في عام 2012، بعد عام من تجرؤ بعض السوريين على الاحتجاج ضد الأسد، اختفى ابناها. BBC كان محمد لا يزال مراهقاً عندما جُنّد في جيش الأسد، مع انتشار المظاهرات وإشعال النظام لحملات قمع تحولت لحرب شاملة. تقول والدته إنه كان يكره ما يراه. بدأ محمد بالفرار من الجيش، حتى أنه شارك في المظاهرات بنفسه. لكن تم تعقبه. تقول والدته: 'كسروا ذراعيه وضربوه على ظهره. قضى ثلاثة أيام فاقداً للوعي في المستشفى'. تغيب محمد عن الجيش بدون إذن مرة أخرى. تقول ملك: 'أبلغت عن اختفائه، لكنني أنا التي كنت أخفيه'. في مايو/ أيار 2012، نفد حظ محمد، البالغ حينها من العمر 19 عاماً. أُلقي القبض عليه مع مجموعة من أصدقائه، وأُطلق عليهم النار. تقول ملك إنه لم يكن هناك أي إخطار رسمي. لكنها لطالما توقعت أنه قد قُتل. بعد ستة أشهر، اقتاد الضباط ماهر، شقيق محمد الأصغر، من المدرسة. كان هذا ثاني اعتقال لماهر. شارك في الاحتجاجات عام 2011، وعمره 14 عاماً. أدى ذلك إلى اعتقاله الأول. عندما أُطلق سراحه بعد شهر، كان يرتدي ملابسه الداخلية، وجسده مغطى، كما تقول والدته، بحروق سجائر وجروح وقمل. 'كان مرتعباً'. تعتقد ملك أن ماهر اختفى من المدرسة عام 2012، لأن السلطات اكتشفت أنها كانت تخفي شقيقه الأكبر. الآن، ولأول مرة منذ 13 عاماً، تعود ملك إلى تلك المدرسة، متلهفة لمعرفة ما حدث لماهر. أخرج مدير المدرسة الجديد دفترين أحمرين ممزقين. تتبعت ملك صفوف الأسماء بإصبعها، ثم وجدت اسم ابنها. في ديسمبر/ كانون الأول 2012، ورد في السجل بشكل قاطع: طُرد ماهر من المدرسة لتغيبه عن الدروس لمدة أسبوعين. لا يوجد تفسيرٌ لإخفاء الدولة له. مع ذلك، ثمة أمرٌ آخر: عُثر على ملفٍّ يحتوي على سجلات ماهر المدرسية. غلافه مُزيّن بصورةٍ لبشار الأسد، وهو ينظر إلى الأفق البعيد بتأمل. التقطت ملك قلماً من على مكتب مدير المدرسة وخربشت فوق الصورة. لو فعلت هذا التصرف قبل ستة أشهر من الآن، لكاد أن يودي بحياتها. لسنوات، لم يكن لدى ملك أي أثر لماهر تتشبث به، سوى رجلين يقولان إنهما شاهدا ماهر في 'الفرع 2015' – وهذا هو مركز الاعتقال العسكري نفسه، الذي خرج منه هذا العدد الكبير من الجثث لينقلها أبو علي في شاحنته. أخبر أحد الرجلين ملك أن ابنها أخبره شيئاً عن والديه، تقول والدته إن ماهر وحده من كان يعلم ذلك الشيء. إنه هو بالتأكيد. 'لقد طلب من هذا الرجل أن يخبرني أنه بخير'. تنهدت ملك وانهمرت دموعها، ووضعت منديلاً ممزقاً على عينيها. بالنسبة لملك، كغيرها من السوريين، لم يكن سقوط الأسد مجرد يوم فرح، بل يوم أمل. 'كنت أعتقد بنسبة 90 في المئة أن ماهر سيخرج من السجن. كنت أنتظره'. لكنها لم تتمكن حتى من العثور على اسم ابنها في قوائم السجناء. وهكذا يستمر نبض الألم يسري في جسدها. 'أشعر بالضياع والارتباك'، كما تقول. لقد قُتل شقيقها الأصغر، محمود، بنيران دبابة أطلقت النار على المدنيين عام 2013. لكن 'على الأقل عثروا على جثته وشُيّعت في جنازة'.

هل يتكرر سيناريو الساحل السوري في جرمانا؟
هل يتكرر سيناريو الساحل السوري في جرمانا؟

ليبانون 24

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

هل يتكرر سيناريو الساحل السوري في جرمانا؟

بي بي سي": شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق بسوريا ليلة غير مسبوقة من التوتر والعنف، بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء يُزعم أنه يهاجم النبي محمد. اندلع التوتر بشكل مفاجئ بعد هجوم شنّته مجموعات مسلحة، تخلله إطلاق نار كثيف، وأعقبته موجة من التكبيرات والاشتباكات المسلحة، وسقوط قذائف هاون، ما أدى إلى حالة من الذعر والقلق بين الأهالي. وفي تطور سريع للأحداث، تبين أن التسجيل الصوتي الذي تسبب بالتصعيد مفبرك، وهو ما أكدته وزارة الدفاع السورية في بيان رسمي، موضحة أن التسجيل لا يعود للشخص الذي نُسب إليه. كما نفى الشيخ المعني علاقته بالتسجيل بشكل قاطع، وهو يقيم أصلاً في محافظة السويداء ولم يصدر عنه أي تصريح من هذا النوع. وقد أسفرت الاشتباكات العنيفة عن مقتل ستة عناصر من قوى الأمن العام في منطقة جرمانا. مرهف، شاب من محافظة السويداء ويقيم في جرمانا منذ سنوات، يروي تفاصيل اللحظات الأولى للهجوم قائلاً: "فجأة، بدأ إطلاق النار في الهواء، واجتاز المسلحون الحاجز الأمني عند مدخل المنطقة. كان اليوم عادياً جداً، الحياة طبيعية تماماً، ثم بدأ إطلاق نار كثيف من دون أي إنذار أو مبرر واضح". أضاف مرهف أن حالة من الاستنفار عمّت جرمانا فور اندلاع الاشتباكات: "استنفرت كل المنطقة، وخرج أبناء جميع الطوائف، حتى من يملكون السلاح من المدنيين، وشعرنا بأن الخطر يهددنا جميعاً دون استثناء". وعن مشاعره خلال الحدث، قال بصوت متقطع: "أشعر أني مخنوق جداً، من الصعب علي الكلام.. لا أستطيع أن أُخرج الكلمات. أنا حزين جداً على الشباب الذين قُتلوا. كنا دائماً يداً واحدة: المسيحيون والمسلمون والدروز والجميع". مرهف وصف الهجوم بأنه كان "عشوائياً وهمجياً"، وأشار إلى أن التهديد ما زال قائماً بسبب استمرار الحشود. "مشكلتنا الآن مع جماعات مثل الشيشان وأبو عمشة، وغيرهم من الملثمين، وهؤلاء ليسوا عرباً أصلاً. نخاف أن يتكرر في جرمانا ما حصل في الساحل السوري". وفي حديث مع بي بي سي، أوضح مكرم عبيد، محامي في مركز العمل الأهلي في جرمانا ومُكلف من قبل الهيئة الروحية بمتابعة التطورات في المدينة، أن ما جرى هو نتيجة مباشرة لـ "تجييش طائفي غير واعٍ وغريب عن عادات وأخلاق سكان جرمانا. وقال: "هذا النوع من التحريض قد يخلق حساسيات خطيرة بين المكونات الاجتماعية، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لمواجهته وتقديم الحقائق كما هي". وأشار عبيد إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تضليل الرأي العام، إذ يمكن لأي شخص نشر مقطع صوتي من أي مكان وادعاء أنه من داخل جرمانا. وتابع قائلاً إنهم تحدثوا مع جيرانهم في منطقة المليحة ، التي شهدت أيضاً اعتداءات مشابهة، وقد أكد الأهالي هناك أن المجموعات المهاجمة ليست من المليحة أصلاً، بل عناصر غريبة عن المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع وخطورته. "لا نملك معلومات دقيقة عن خلفية هذه المجموعات، لكن من الواضح أنهم خارجون عن القانون، متطرفون، ويحملون أجندات غريبة لا تنتمي إلى المجتمع السوري". وأعرب في ختام حديثه عن ارتياحه لتدخل الحكومة: "تدخل الحكومة جاء في الوقت المناسب، وقد وعدت بعدم تكرار هذا المشهد الذي تسبب بتوتر كبير". وقال مصدر أمني لبي بي سي إن جرمانا شهدت مساء أمس الاثنين "تجمعات مريبة لمقاتلين خارجين عن القانون، تزامناً مع توتر شعبي واسع النطاق بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء نُسب إلى شخصية قيل إنها من وجهاء الطائفة الدرزية ، ما أدى إلى شحن في النفوس وتوتر طائفي واضح". وأوضح أن عدة أعيرة نارية أُطلقت باتجاه منطقة المليحة المحاذية لجرمانا، "ما أدى إلى استفزاز بعض المقاتلين المحليين، الذين تصرفوا بشكل فردي دون علم الدولة ، واشتبكوا مع مجموعات مسلحة من داخل الحي في جرمانا". وأضاف قوات الأمن تدخّلت سريعاً لفضّ الاشتباك والسيطرة على الوضع، وتم بالفعل "احتواء الاشتباكات وانتشار وحدات أمنية في المنطقة لضبط الأمن ومنع أي مقاتلين من الوصول إلى داخل جرمانا". وأشار إلى أنه تم إقرار هدنة مؤقتة، وأن مفاوضات تُجرى حالياً مع وجهاء جرمانا لتسليم الخارجين عن القانون، مضيفاً أن "هناك أسرى من الطرفين ويتم التفاوض بشأنهم ضمن بنود التهدئة". كما تشمل بنود المفاوضات تسليم الجثث بين الطرفين، التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، وتسليم الأسلحة الموجودة داخل جرمانا، في خطوة تهدف إلى إعادة الهدوء وضمان سلامة المدنيين. ( بي بي سي)

القيادة الأمريكية استهدفت 800 موقع للحوثيين، والإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته منذ الحرب الباردة
القيادة الأمريكية استهدفت 800 موقع للحوثيين، والإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته منذ الحرب الباردة

سيدر نيوز

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

القيادة الأمريكية استهدفت 800 موقع للحوثيين، والإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته منذ الحرب الباردة

Reuters قتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص خلال قصف جوي استهدف العاصمة صنعاء الأحد، حسبما أعلنت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، بينما قالت القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط إنها ضربت مئات الأهداف التابعة للحوثيين منذ منتصف مارس/أذار الماضي. وأوضحت قناة المسيرة أن 'قصفاً أمريكياً على منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث' شمال العاصمة صنعاء، تسبب في مقتل ' ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء وعدد من الإصابات كحصيلة أولية'، مشيرة إلى أن القصف استهدف ثلاثة منازل في المنطقة. وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح في قطعة قماش أبيض، نقلت عن مراسلها قوله إنّ 'هناك أشلاء لنساء وأطفال' في المكان. وفي وقت سابق أفادت جماعة الحوثيين بتعرض أنحاء أخرى من البلاد لضربات أمريكية، ولا سيما في صعدة ومحافظة عمران في الشمال. ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، أسفرت الغارات الأميركية عن مقتل 228 شخصاً على الأقل – بما في ذلك حصيلة الأحد – بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى البيانات التي تنشرها جماعة الحوثيين. ولم يتسنى لبي بي سي التأكد من الحصيلة بشكل مستقل. تراجع الهجمات الحوثية تزامناً مع ذلك، أعلن مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، أن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 800 هدف في اليمن منذ منتصف مارس/أذار الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين من جماعة الحوثيين، بمن فيهم أعضاء في القيادة. وأوضح بيان (سنتكوم) أنه 'منذ بداية عملية (راف رايدر)، دمرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومرافق تخزين الأسلحة المتقدمة' التابعة للحوثيين في اليمن. وأضاف مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط في بيانه، أنه 'مع أن الحوثيين واصلوا مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها'، مشيراً إلى أن 'معدل إطلاق الصواريخ البالستية تراجع بنسبة 69 في المئة، فيما تراجعت الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة بنسبة 55 في المئة'. وقال بيان (سنتكوم) إن 'إيران تواصل بلا شك تقديم الدعم للحوثيين، ولا يمكن للحوثيين مواصلة مهاجمة قواتنا إلا بدعم من النظام الإيراني'، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل 'زيادة الضغط حتى يتحقق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة في المنطقة'. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها 'على ارتباط بإسرائيل'. وشكلت تلك الهجمات تهديداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس التي يمرّ عبرها حوالى 12 في المئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا. الإنفاق العسكري الأكبر منذ الحرب الباردة ومع استمرار التوترات والحروب لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن الإنفاق العسكري العالمي، شهد ارتفاعاً كبيراً في عام 2024. وأوضح المعهد في تقرير نشره فجر الاثنين، أن الانفاق العسكري العالمي وصل إلى قرابة 2.7 تريليون دولار أميركي خلال العام الماضي، وهو أكبر قيمة يتم تسجيلها منذ نهاية الحرب الباردة. وأرجع المعهد ارتفاع الانفاق العسكري في العالم إلى الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، مشيراً إلى أن الزيادة كانت ملحوظة في دول أوروبا والشرق الأوسط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store