logo
أخصائي روماتيزم: التوتر النفسي أحد العوامل في زيادة انتشار مرض العضل الليفي بين النساء

أخصائي روماتيزم: التوتر النفسي أحد العوامل في زيادة انتشار مرض العضل الليفي بين النساء

عمان نت٢٨-٠٤-٢٠٢٥

منذ أكثر من خمس سنوات، بدأت الثلاثينية رنا وهي موظفة في القطاع الخاص، تشعر بآلام تنتقل بين كتفيها وظهرها وساقيها، دون سبب واضح، إضافة إلى شعور دائم بالتعب والإرهاق رغم حصولها على ساعات نوم كافية، على حد تعبيرها.
رغم تعدد زيارتها للأطباء وخضوعها لعشرات التحاليل والفحوصات، تؤكد رنا بأنها لم تتمكن من العثور على تفسير واضح لما تمر به، حيث تم تشخيصها من قبل الأطباء في البداية على أنها مصابة بإجهاد عضلي عابر، ثم شخصت حالتها لاحقا بالاكتئاب، وظلت تتنقل بين العيادات إلى أن تم تشخيصها أخيرا بمرض "العضل الليفي" أو "الفيبروميالجيا".
تقول رنا "أصعب ما كنت أواجهه هو نظرة الناس الذين لا يرون شيئا ملموسا على جسدي، فيظنون أنني أفتعل الألم، حتى بعض الأطباء كانوا يشككون بشدة ما أشعر به."
اليوم، تسعى رنا إلى التكيف مع مرضها عبر اتباع برنامج علاج يجمع بين الأدوية الخفيفة وجلسات العلاج الطبيعي، إلى جانب جلسات دعم نفسي، لكنها تؤكد أن أكبر تحد ما زال يتمثل في نقص الوعي المجتمعي حول طبيعة هذا المرض، الذي يسرق من المصاب به طاقته بهدوء وبلا علامات واضحة.
ما هو مرض الفيبروميالجيا؟
يعرف الأطباء مرض العضل الليفي بأنه اضطراب مزمن يسبب آلاما عضلية هيكلية منتشرة، ويرافقه أعراض أخرى مثل التعب العام، واضطرابات النوم، ومشكلات في التركيز والذاكرة، إضافة إلى اضطرابات مزاجية كالاكتئاب والقلق.
وتشير الإحصاءات والدراسات العالمية إلى أن نسبة الإصابة بالمرض تتراوح بين 2% و4% من سكان العالم، مع ملاحظة أن النساء يشكلن الغالبية العظمى من الحالات، بنسبة تتراوح بين 80% و90%، غالبا ما يتم التشخيص بين سن 30 و50 عاما، لكنه قد يظهر في أي عمر، ويصيب أيضا الرجال والأطفال، وإن كان بدرجة أقل.
التشخيص والعلاج في الأردن
يؤكد أخصائي الروماتيزم والمفاصل الدكتور موسى الحديدي في حديثه لـ "عمان نت"، أن مرض العضل الليفي أصبح أكثر انتشارا في السنوات الأخيرة، خصوصا بين النساء في منتصف العمر، مشيرا إلى أن دراسات غير رسمية تبين أن نحو 4% إلى 5% من السيدات يصبن بهذا المرض.
ويوضح الحديدي أن الفيبروميالجيا يتمثل بشعور شديد بالألم يصيب العضلات والأوتار والمفاصل في مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى إرهاق بدني ونفسي شديد لدى المصابات، مضيفا بأنه نتيجة الألم المستمر، تدخل المريضة في دائرة مغلقة تبدأ بالاكتئاب واضطرابات النوم، وقلة النوم تزيد من الإعياء الجسدي والنفسي، مما يؤدي إلى ضعف عام، وبالتالي يتفاقم الاكتئاب.
وفيما يخص الفروقات بين ألم العضل الليفي وألم التهاب المفاصل الروماتويدي، يوضح الحديدي أن الروماتيزم غالبا ما يصاحبه أعراض إضافية مثل انتفاخ وتورم المفاصل، وتقييد حركتها، أما في حالات الفيبروميالجيا، فإن التحاليل المخبرية تكون عادة سليمة، بينما يظهر التهاب المفاصل الروماتيزم في الفحوصات عبر ارتفاع مؤشرات الالتهاب، بالإضافة إلى أن الروماتيزم قد يسبب تشوها في المفاصل أو يؤثر على الأعضاء الداخلية مثل القلب والكلى، وهو ما لا يسببه المرض.
ويضيف أن علاج المرض يتطلب صبرًا وعلاقة ثقة مع الطبيب المختص، إذ لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، ويقتصر التدخل على السيطرة على الأعراض عبر أدوية مضادة للاكتئاب ومرخيات للعضلات، بالإضافة إلى تجنب استخدام الكورتيزون الذي قد يزيد الأعراض سوءًا.
وحول إذا كان مرض الفيبروميالجيا نفسيا، يوضح أخصائي الروماتيزم والمفاصل الدكتور موسى الحديدي أن هذا المرض يصيب النساء في منتصف العمر وما بعده بنسبة أعلى بكثير مقارنة بالرجال، مؤكدا أن الضغوط النفسية والعصبية، تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض، لكنها ليست السبب الرئيسي للإصابة به، معتقدا أن هناك عاملا جينيا محددا يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، بينما يلعب الضغط النفسي دورا في زيادة الأعراض وصعوبة العلاج.
أما عن العلاقة بين المرض والإصابة بفيروس كورونا أو تلقي المطاعيم الخاصة به، يشير الحديدي إلى أن هذه الملاحظة لا تزال ضمن نطاق الدراسات الأولية، مشيرا إلى أنه حتى الآن، لا توجد دلائل علمية قاطعة تربط بشكل مباشر بين الإصابة بكورونا أو تلقي مطاعيمه وزيادة حالات الفيبروميالجيا، لكن من الملاحظ أن الفيروسات والضغوط التي رافقت الجائحة ساهمت في تفاقم أعراض المرض لدى بعض الأشخاص، وربما زادت من حالات ظهوره خاصة بين النساء.
دراسات تكشف تحديات التشخيص
في الأردن، أجريت دراسة في عيادة الروماتيزم بمستشفى الجامعة الأردنية بهدف تحديد نسبة انتشار الفيبروميالجيا بين المرضى الذين يراجعون العيادة بسبب آلام المفاصل والعضلات، حيث أظهرت النتائج أن نحو 6% من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة تنطبق عليهم معايير التشخيص المعتمدة من الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، كما لوحظ أن العديد منهم تلقوا سابقا تشخيصات خاطئة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الاكتئاب.
دراسة أخرى أجرتها جامعة العلوم والتكنولوجيا على مراجعي عيادات الروماتيزم والشكاوى العضلية، بينت أن نقص الوعي بالمرض بين الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الأولية يؤدي إلى تأخير التشخيص لعدة سنوات، مشيرة الدراسة أيضا إلى أن معظم المصابين يعانون من اضطرابات نوم ومشكلات نفسية مصاحبة مثل القلق والاكتئاب.
حتى اليوم، لا يوجد في الأردن "بروتوكول وطني موحد" للتعامل مع مرضى الفيبروميالجيا، مما يضع المرضى أمام تحديات إضافية في رحلة التشخيص والعلاج.
دور نمط الحياة والغذاء في العلاج
تغيير نمط الحياة يشكل جزءا أساسيا من التعامل مع الفيبروميالجيا، بحسب أخصائية التغذية زهيه صالح، التي تؤكد على أهمية التغذية الصحية والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والتوتر النفسي.
تشدد صالح على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السعرات الحرارية والسكريات، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء، وزيادة استهلاك الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
كما تنصح بالابتعاد عن الأغذية المصنعة، مراقبة تأثير بعض الأطعمة مثل الباذنجان والفلفل الأخضر والبندورة على الأعراض، والالتزام بنظام صحي لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع لتحسين الحالة.
وفيما يخص المكملات الغذائية، توضح صالح أن الدراسات حول فاعليتها محدودة، إلا أن بعض الفيتامينات مثل فيتامين د ضروري للغاية بسبب ارتباطه بالألم والاكتئاب، أيضا فيتامين سي وفيتامين إي يساهمان في الحفاظ على وظائف العضلات والحد من الأعراض.
وفيما يتعلق بالرياضة، توصي صالح بممارسة التمارين الخفيفة كالأيروبيكس، اليوغا، والتمارين المائية، مؤكدة أن هذه الأنشطة تساهم في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرعاية التنفسية تطالب الحكومة ببروتوكول لعلاج  مرضى الربو
الرعاية التنفسية تطالب الحكومة ببروتوكول لعلاج  مرضى الربو

وطنا نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • وطنا نيوز

الرعاية التنفسية تطالب الحكومة ببروتوكول لعلاج مرضى الربو

وطنا اليوم:طالبت جمعية الرعاية التنفسية الأردنية الحكومة بوضع بروتوكول علاجي وموحد للتعامل مع مرضى الربو والأعراض المشابهة في أقسام الطوارئ والمراكز الصحية بالمملكة. وأكد رئيس الجمعية الدكتور محمد حسن الطراونة بمناسبة اليوم العالمي لمرض الربو القصي الذي يصادف اليوم، أن الربو يمثل تحديًا صحيًا عالميًا ويستنزف موارد كبيرة من القطاع الصحي، ما يفرز أهمية وضع بروتوكول إجرائي واضح. والى جانب ذلك، يشدد الطراونة على ضرورة تفعيل دور الرعاية الصحية الأولية في التشخيص المبكر وإحالة المرضى إلى العيادات المتخصصة، بهدف تخفيف معاناة المرضى وتقليل تكلفة العلاج وتجنب الاستخدام غير الصحيح للأدوية. وبيّن الطراونة أن الرعاية المثلى لمرضى الربو يجب أن تستند إلى خطة علاجية فردية يضعها الطبيب المختص بناءً على تقييم شامل للأعراض وشدة الحالة. وأعرب عن قلق الجمعية إزاء التأخر في تشخيص بعض الحالات، مما يؤدي بوصول المرضى إلى مراحل متقدمة من الحالة المرضية، موضحا أن الإحصائيات العالمية تشير إلى وجود نحو 250 مليون حالة ربو، وهو رقم يدعو للقلق. وأوضح الطراونة أن الربو مرض تنفسي مزمن قد يصيب مختلف الفئات العمرية، وتتمثل أعراضه بانسداد أو تضيق في المسالك الهوائية نتيجة التعرض لمحفزات متنوعة. وتشمل الأعراض الشائعة ضيق وصعوبة التنفس، وآلام الصدر، والسعال، وفي الحالات الشديدة قد ينخفض مستوى الأكسجين ويظهر صفير في الصدر. كما سلط الضوء على أهمية 'الربو المهني'، الذي تظهر أعراضه لدى البعض أثناء ممارسة مهن معينة تكون محفزة للجهاز التنفسي. وشدد على ضرورة توعية هؤلاء العاملين بأهمية المتابعة الدورية مع الطبيب المختص واتخاذ تدابير السلامة المهنية اللازمة. وحذر الطراونة من أن التأخر في التشخيص أو إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك نوبات الربو الحادة التي قد تتسبب في نقص الأكسجين والحاجة إلى العناية المركزة، وفي بعض الحالات قد تكون قاتلة. وأكد على التطور الكبير في علاج الربو. وفيما يتعلق ببخاخات الربو، أوضح أنها ليست مسببة للإدمان، بل وسيلة فعالة لإيصال العلاج مباشرة إلى الرئتين. ودعا إلى ضرورة استخدامها بالطريقة الصحيحة ووفقًا لتوجيهات الطبيب المختص، محذرًا من الاستخدام العشوائي. كما حذر من التساهل في تناول أدوية الكورتيزون لعلاج الربو، مؤكدًا أنها تُعطى لحالات محددة وتحت إشراف طبي دقيق نظرًا لطريقة تناولها وإيقافها الخاصة وإمكانية تسببها في مضاعفات خطيرة. ونصح الطراونة المرضى بضرورة الالتزام بالأدوية الموصوفة، حيث يتم اختيار الدواء والجرعة بناءً على تقييم دقيق للحالة، مؤكدا على أهمية تفعيل وتطبيق قوانين مكافحة التدخين بجميع أشكاله، نظرًا لتأثيره السلبي على مرضى الربو

أخصائي روماتيزم: التوتر النفسي أحد العوامل في زيادة انتشار مرض العضل الليفي بين النساء
أخصائي روماتيزم: التوتر النفسي أحد العوامل في زيادة انتشار مرض العضل الليفي بين النساء

عمان نت

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • عمان نت

أخصائي روماتيزم: التوتر النفسي أحد العوامل في زيادة انتشار مرض العضل الليفي بين النساء

منذ أكثر من خمس سنوات، بدأت الثلاثينية رنا وهي موظفة في القطاع الخاص، تشعر بآلام تنتقل بين كتفيها وظهرها وساقيها، دون سبب واضح، إضافة إلى شعور دائم بالتعب والإرهاق رغم حصولها على ساعات نوم كافية، على حد تعبيرها. رغم تعدد زيارتها للأطباء وخضوعها لعشرات التحاليل والفحوصات، تؤكد رنا بأنها لم تتمكن من العثور على تفسير واضح لما تمر به، حيث تم تشخيصها من قبل الأطباء في البداية على أنها مصابة بإجهاد عضلي عابر، ثم شخصت حالتها لاحقا بالاكتئاب، وظلت تتنقل بين العيادات إلى أن تم تشخيصها أخيرا بمرض "العضل الليفي" أو "الفيبروميالجيا". تقول رنا "أصعب ما كنت أواجهه هو نظرة الناس الذين لا يرون شيئا ملموسا على جسدي، فيظنون أنني أفتعل الألم، حتى بعض الأطباء كانوا يشككون بشدة ما أشعر به." اليوم، تسعى رنا إلى التكيف مع مرضها عبر اتباع برنامج علاج يجمع بين الأدوية الخفيفة وجلسات العلاج الطبيعي، إلى جانب جلسات دعم نفسي، لكنها تؤكد أن أكبر تحد ما زال يتمثل في نقص الوعي المجتمعي حول طبيعة هذا المرض، الذي يسرق من المصاب به طاقته بهدوء وبلا علامات واضحة. ما هو مرض الفيبروميالجيا؟ يعرف الأطباء مرض العضل الليفي بأنه اضطراب مزمن يسبب آلاما عضلية هيكلية منتشرة، ويرافقه أعراض أخرى مثل التعب العام، واضطرابات النوم، ومشكلات في التركيز والذاكرة، إضافة إلى اضطرابات مزاجية كالاكتئاب والقلق. وتشير الإحصاءات والدراسات العالمية إلى أن نسبة الإصابة بالمرض تتراوح بين 2% و4% من سكان العالم، مع ملاحظة أن النساء يشكلن الغالبية العظمى من الحالات، بنسبة تتراوح بين 80% و90%، غالبا ما يتم التشخيص بين سن 30 و50 عاما، لكنه قد يظهر في أي عمر، ويصيب أيضا الرجال والأطفال، وإن كان بدرجة أقل. التشخيص والعلاج في الأردن يؤكد أخصائي الروماتيزم والمفاصل الدكتور موسى الحديدي في حديثه لـ "عمان نت"، أن مرض العضل الليفي أصبح أكثر انتشارا في السنوات الأخيرة، خصوصا بين النساء في منتصف العمر، مشيرا إلى أن دراسات غير رسمية تبين أن نحو 4% إلى 5% من السيدات يصبن بهذا المرض. ويوضح الحديدي أن الفيبروميالجيا يتمثل بشعور شديد بالألم يصيب العضلات والأوتار والمفاصل في مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى إرهاق بدني ونفسي شديد لدى المصابات، مضيفا بأنه نتيجة الألم المستمر، تدخل المريضة في دائرة مغلقة تبدأ بالاكتئاب واضطرابات النوم، وقلة النوم تزيد من الإعياء الجسدي والنفسي، مما يؤدي إلى ضعف عام، وبالتالي يتفاقم الاكتئاب. وفيما يخص الفروقات بين ألم العضل الليفي وألم التهاب المفاصل الروماتويدي، يوضح الحديدي أن الروماتيزم غالبا ما يصاحبه أعراض إضافية مثل انتفاخ وتورم المفاصل، وتقييد حركتها، أما في حالات الفيبروميالجيا، فإن التحاليل المخبرية تكون عادة سليمة، بينما يظهر التهاب المفاصل الروماتيزم في الفحوصات عبر ارتفاع مؤشرات الالتهاب، بالإضافة إلى أن الروماتيزم قد يسبب تشوها في المفاصل أو يؤثر على الأعضاء الداخلية مثل القلب والكلى، وهو ما لا يسببه المرض. ويضيف أن علاج المرض يتطلب صبرًا وعلاقة ثقة مع الطبيب المختص، إذ لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، ويقتصر التدخل على السيطرة على الأعراض عبر أدوية مضادة للاكتئاب ومرخيات للعضلات، بالإضافة إلى تجنب استخدام الكورتيزون الذي قد يزيد الأعراض سوءًا. وحول إذا كان مرض الفيبروميالجيا نفسيا، يوضح أخصائي الروماتيزم والمفاصل الدكتور موسى الحديدي أن هذا المرض يصيب النساء في منتصف العمر وما بعده بنسبة أعلى بكثير مقارنة بالرجال، مؤكدا أن الضغوط النفسية والعصبية، تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض، لكنها ليست السبب الرئيسي للإصابة به، معتقدا أن هناك عاملا جينيا محددا يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، بينما يلعب الضغط النفسي دورا في زيادة الأعراض وصعوبة العلاج. أما عن العلاقة بين المرض والإصابة بفيروس كورونا أو تلقي المطاعيم الخاصة به، يشير الحديدي إلى أن هذه الملاحظة لا تزال ضمن نطاق الدراسات الأولية، مشيرا إلى أنه حتى الآن، لا توجد دلائل علمية قاطعة تربط بشكل مباشر بين الإصابة بكورونا أو تلقي مطاعيمه وزيادة حالات الفيبروميالجيا، لكن من الملاحظ أن الفيروسات والضغوط التي رافقت الجائحة ساهمت في تفاقم أعراض المرض لدى بعض الأشخاص، وربما زادت من حالات ظهوره خاصة بين النساء. دراسات تكشف تحديات التشخيص في الأردن، أجريت دراسة في عيادة الروماتيزم بمستشفى الجامعة الأردنية بهدف تحديد نسبة انتشار الفيبروميالجيا بين المرضى الذين يراجعون العيادة بسبب آلام المفاصل والعضلات، حيث أظهرت النتائج أن نحو 6% من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة تنطبق عليهم معايير التشخيص المعتمدة من الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، كما لوحظ أن العديد منهم تلقوا سابقا تشخيصات خاطئة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الاكتئاب. دراسة أخرى أجرتها جامعة العلوم والتكنولوجيا على مراجعي عيادات الروماتيزم والشكاوى العضلية، بينت أن نقص الوعي بالمرض بين الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الأولية يؤدي إلى تأخير التشخيص لعدة سنوات، مشيرة الدراسة أيضا إلى أن معظم المصابين يعانون من اضطرابات نوم ومشكلات نفسية مصاحبة مثل القلق والاكتئاب. حتى اليوم، لا يوجد في الأردن "بروتوكول وطني موحد" للتعامل مع مرضى الفيبروميالجيا، مما يضع المرضى أمام تحديات إضافية في رحلة التشخيص والعلاج. دور نمط الحياة والغذاء في العلاج تغيير نمط الحياة يشكل جزءا أساسيا من التعامل مع الفيبروميالجيا، بحسب أخصائية التغذية زهيه صالح، التي تؤكد على أهمية التغذية الصحية والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والتوتر النفسي. تشدد صالح على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السعرات الحرارية والسكريات، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء، وزيادة استهلاك الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. كما تنصح بالابتعاد عن الأغذية المصنعة، مراقبة تأثير بعض الأطعمة مثل الباذنجان والفلفل الأخضر والبندورة على الأعراض، والالتزام بنظام صحي لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع لتحسين الحالة. وفيما يخص المكملات الغذائية، توضح صالح أن الدراسات حول فاعليتها محدودة، إلا أن بعض الفيتامينات مثل فيتامين د ضروري للغاية بسبب ارتباطه بالألم والاكتئاب، أيضا فيتامين سي وفيتامين إي يساهمان في الحفاظ على وظائف العضلات والحد من الأعراض. وفيما يتعلق بالرياضة، توصي صالح بممارسة التمارين الخفيفة كالأيروبيكس، اليوغا، والتمارين المائية، مؤكدة أن هذه الأنشطة تساهم في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.

استشاري الأمراض الصدرية يقدم نصائح للتخفيف من حساسية الربيع
استشاري الأمراض الصدرية يقدم نصائح للتخفيف من حساسية الربيع

الدستور

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

استشاري الأمراض الصدرية يقدم نصائح للتخفيف من حساسية الربيع

الدستور-محمود كريشان يقول اختصاصي الامراض الصدرية والحساسية وعضو جمعية الحساسية والمناعة الاردنية الدكتور محمد حسن الطراونة "يبدأ موسم ظهور حبوب القاح في فصل الربيع عندما تبداء الازهار بالتفتح حيث يكون هذا وقت صعب في بعض الاحيان للاشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب القاح واعراضها المزعجهة حيث تعرف حبوب القاح على انها مسحوق ابروتيني ناعم جدًا تقوم بانتاجه الزهور والاشجار والاعشاب من اجل عملية التلقيح في النباتات وتسبب هذه الحبوب حساسية عند مجموعة كبيرة من الناس عند ملامستها او استنشاقها فإن الجهاز المناعي يتعرف عليها على انها مسببات خطر مثل الفايروسات والبكتيريا يقوم الجسم بافراز مواد كيميائية لمحاربة هذه الحبوب تعرف بأسم ردة الفعل التحسسية واضاف الدكتور محمد الطراونه أن من اكثر انواع حساسية حبوب القاح شيوعًا حساسية العشب و البلوط و السندر والزيتون. وتابع الدكتور الطراونة حديثه أن اعراض حساسية حبوب القاح تتمثل في ما يلي سيلان أنفي حكهة في العيون وعطاس والسعال انسداد في الانف صفير حكو في الحلق تورم تحت العيني احمرار في العينين وانخفاض حاسة الشم والذوق الناتج عن تهيج الجيوب الانفية ، فهذه الاعراض تضعف التركيز وتؤثر على جودة النوم ، مبينا انه في حال لاحظ الشخص المصاب تفاقم شديد في الاعراض وعدم استجابة الادوية الاعتيادية لديه يجب استشاره الطبيب المختص في الامراض الصدرية والحساسية. وأورد الطراونة انه يمكن بعد استشارة الطبيب المختص تشخيص الحاله عن طريه اختبار وخز الجلد لتبين اذا كان هذا الشخص مصاب بحساسيه حبوب القاح وبعد الفحص السريري واخذ السيرة المرضية يمكن ان يقوم الطبيب بصرف بخاخ الانف او مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان وفي الحالات الشديدة قد نحتاج في بعض الاحيان الى اعطاء ماده الكورتيزون ،في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية الاعتيادية. وختم الطراونة حديثه بنصائح للتخفيف من اعراض الحساسية على رأسها تجنب الخروج من المنزل خلال الايام الجافة او خلال الرياح ،ارتداء قناع الوجه الذي يحمي من حبوب اللقاح ،الابتعاد عن العمل في الحديقة خلال فصل الربيع ، وارتداد النظارات الواقية والتأكد من اغلاق النوافذ والابواب وقت ذروة انتشار حبوب القاح ،استبدال الملابس عند العودة من الخارج مباشرةً ،اخذ حمام لتخلص من اي حبوب لقاح قد تكون عالقة في الشعر او الجسم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store