
صنعاء تحت قبضة الحصار الداخلي: معاناة متفاقمة وصوت صحفي يكشف المستور
في تصريحات لافتة ومثيرة للانتباه، أطلق الصحفي اليمني البارز أحمد العباب تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني والسياسي المتدهور في العاصمة صنعاء، مؤكدًا أن المدينة تعاني حصارًا داخليًا خانقًا يفوق التصورات. جاءت هذه التصريحات عبر تغريدة نشرها العباب على حسابه الرسمي في منصة 'إكس' (تويتر سابقاً)، حيث كشف عن معاناة السكان تحت وطأة سيطرة الميليشيات الحوثية الانقلابية.
صنعاء تحت الحصار الداخلي
وصف العباب الحالة التي تعيشها صنعاء بأنها 'محاصرة من الداخل وليس من الخارج'، مشيرًا إلى أن هذا الحصار يتجاوز كل التوقعات ويترك آثارًا مدمرة على الحياة اليومية للمواطنين.
وأوضح أن الظروف القاسية التي يفرضها الحوثيون على السكان تجعل من الصعب عليهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حيث يواجهون تحديات جمة تشمل نقص الغذاء، الأدوية، والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى القمع المستمر والحريات المصادرة.
وفي سياق توضيحه لحجم المعاناة، قال العباب:
'ونلتمس العذر لمن يعيشون تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية في كل شيء.'
وهو ما يعكس فهمه العميق للضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها سكان العاصمة، الذين أصبحوا رهائن في مدينتهم بسبب السياسات التعسفية للميليشيات.
نداء للخلاص والإرادة الوطنية
شدد الصحفي اليمني على أن الحل الوحيد للخروج من هذا الواقع المرير يكمن في الإرادة الوطنية والتكاتف بين مختلف القوى الشرعية.
ودعا العباب القوات المسلحة اليمنية، المقاومة الشعبية، وأحرار اليمن إلى لعب دور أكبر في تحرير العاصمة وسكانها من قبضة الانقلاب، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لرفع الحصار الداخلي وإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة.
وقال في نهاية تغريدته:
'ولن يرفع ذلك الحصار إلا القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وأحرار اليمن عن صنعاء وساكنيها.'
تأتي تصريحات العباب في وقت يشهد فيه اليمن، وخاصة العاصمة صنعاء، تفاقمًا غير مسبوق في الأزمات المعيشية والإنسانية.
فقد أدت السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبعها الميليشيات الحوثية إلى تدهور الخدمات العامة، بما في ذلك الكهرباء والمياه، وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والوقود.
كما يتعرض المواطنون لانتهاكات مستمرة تشمل الاعتقالات التعسفية، التضييق على الحريات الشخصية، واستخدام العنف لقمع أي محاولات احتجاج أو اعتراض.
هذا الواقع المأساوي زاد من حالة الغليان الشعبي داخل المدينة، حيث يعبر السكان عن استيائهم المتزايد من سياسات الحوثيين التي تدفع بهم نحو المزيد من الفقر والعزلة.
ومع استمرار التضييق، يبدو أن الرغبة في التغيير تتصاعد بين أوساط السكان، الذين يأملون في يوم يتحررون فيه من قبضة الميليشيات.
دعوة للتحرك الدولي والإقليمي
في ظل هذه التحديات الجسام، يرى مراقبون أن تصريحات العباب ليست مجرد تعبير عن الواقع فحسب، بل هي أيضًا رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والإقليمي بضرورة التحرك الجاد لإنهاء معاناة اليمنيين.
فالوضع في صنعاء ليس مجرد قضية محلية، بل هو انعكاس للأزمة الأوسع التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، والتي تحتاج إلى حل شامل يعيد الاستقرار ويضع حدًا لمعاناة الملايين.
تصريحات أحمد العباب تسلط الضوء على واقع مرير يعيشه سكان العاصمة صنعاء، الذين أصبحوا ضحايا حصار داخلي لا يقل خطورة عن الحروب التقليدية.
وفي ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحة إلى توحيد الجهود الوطنية والدولية لتحرير المدينة وإعادة الأمل لسكانها.
فهل ستكون هناك خطوات فعلية لتحقيق هذا الهدف؟ أم أن صنعاء ستظل أسيرة سياسات القمع والاضطهاد لفترة طويلة قادمة
صنعاء،الحوثيين،الحصار
شارك على فيسبوك
شارك على تويتر
تصفّح المقالات
السابق
الحوثيون يواصلون التصعيد البحري: تهديدات مباشرة لناقلات النفط قبالة رأس

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 2 ساعات
- المشهد اليمني الأول
المرتضى: تجميد الطرف الآخر لملف الأسرى متاجرة قذرة بمعاناة البشر والتعنت يُفشل الحلول
أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء، عبدالقادر المرتضى، فشل جميع المحاولات الرامية إلى تحريك ملف الأسرى، محملاً الطرف الآخر المسؤولية بسبب ما وصفه بـ'التعنت' وعدم الجدية في التعامل مع هذا الملف الإنساني، في إشارة إلى فصائل التحالف ومنهم حزب الإصلاح. وقال المرتضى في تغريدة على منصة 'إكس': 'منذ ما يقارب السنة بعد جولة مسقط، ونحن نرسل الوسطاء المحليين إلى مأرب، ونتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف، لكن للأسف باءت كل هذه الجهود بالفشل بسبب تعنت الطرف الآخر.' وأضاف أن 'إيقاف ملف الأسرى بهذا الشكل يُعتبر متاجرة قذرة بمعاناتهم، وسقوطاً أخلاقياً.' مشيراً إلى أن التعنت المستمر يُفاقم الأزمة الإنسانية للأسرى وأسرهم، ويُعيق أي تقدم نحو حل عادل.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 8 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
المرتضى يكشف عن إفشال طرف التحالف لكل جهود تحريك ملف الاسرى
صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية // كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في صنعاء عبدالقادر المرتضى عن إفشال طرف التحالف لكل الجهود المبذولة لتحريك ملف الاسرى . وقال المرتضى في حسابه على منصة 'إكس ' أن توقيف ملف الاسرى بهذا الشكل يعتبر متاجرة قذرة في معاناتهم وسقوط أخلاقي غير مبرر . وأوضح المرتضى ان طرف صنعاء منذ ما يقارب سنة من بعد جولة مسقط وهو يراسل الوسطاء المحليين إلى مأرب ، ويتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف الإنساني.. مضيفا ان كل الجهود باءت بالفشل نتيجة تعنت الطرف الآخر . توقيف ملف الأسرى بهذا الشكل يعتبر متاجرة قذرة في معاناتهم وسقوط أخلاقي غير مبرر. منذ ما يقارب سنة من بعد جولة مسقط ونحن نرسل الوسطاء المحليين إلى مأرب ونتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك هذا الملف الإنساني، لكن للأسف بآءت كل هذه الجهود بالفشل نتيجة تعنت الطرف الآخر..!! — عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) May 24, 2025


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 16 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
الأونروا: المساعدات الواصلة إلى غزة 'إبرة في كومة قش'
متابعات/وكالة الصحافة اليمنية// قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة 'إبرة في كومة قش'. جاء ذلك في منشور للازاريني عبر منصة 'إكس'، في وقت لا يزال قطاع غزة يعاني فيه من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي. وأشار لازاريني، إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة عانوا، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، 'من الجوع والحرمان ومن أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا'. وقال إن 'المساعدات التي تصل الآن لغزة أشبه بإبرة في كومة قش'، مشددًا على أن 'تدفّق المساعدات بشكل فعال ومتواصل يمثل السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة'. وأوضح أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع هو '500-600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا'.