logo
الجنرال يرمي جيرانه بالحجارة

الجنرال يرمي جيرانه بالحجارة

لكم٠٢-٠٥-٢٠٢٥

جانب كبير من التاريخ يولد محمولا على أكتاف الشعوب، لكن قسم كبير منه يخرج من رؤوس الطغاة.. وهؤلاء يتوعدون التاريخ للثأر منه.. عندما لا يبقى لهم سوى قبض من هزائم ونكسات، عادة ينقلبون على أنفسهم، يقيمون محافل العزاء على هويات من كأبة سياسية، أْو هزء عوالم من حسرة وندم..
تقول شريعة الطاغية، إن أوهام النصر، هو 'الدين' الوحيد الذي لا يمكن الكفر به.. وكل الطغاة في التاريخ، آمنوا بدين اوهام انتصاراتهم، بدءا من رَدْشیر یَکمْ الفارسي، امبراطور المملكة الأخمينية، مرورا بهانبال الفينيقي … وليس نهاية بأدولف هيتلر وغيره من الطغاة.. رفعوا أنفسهم إلى منزلة الحكماء والعباقرة والابطال.. وانتهوا إلى هزيمة مدوية وقاتلة..
وفي الديكتاتوريات العربية، تكون حصة الطغاة أكبر.. ولأن السلطة غواية تجدب الطاغية، وتستميله إلى ذلك الحد الذي يتحول فيه إلى 'غباء سياسي'، كما كتب الروائي الألماني غونتر غراس، لكن الطاغية يحلم كثيرا، كائن خرافي، تخرج من رأسه السياسة والدولة والشعب، كما لو كانت صكوك ملكية خاصة، تظهر له سريعا وتختفي لتخلفها غواية الطاغية وبأسه، وقدرته على ملء شاغر البلاد، معتقدا انه حجة وحيدة لكنس الفراغ وتشطيب الأعداء، وصاحب رسالة سياسية، غير مكرورة تبدأ وتنتهي معه..
وغرائبية الطغاة مباهاتهم بالثقافة والكتابة والفكر، فقد كتب بول بوت طاغية كمبوديا، وزعيم الخمير الحمر، ديوان شعر حين كان طالبا في باريس، ورئيسا للجبهة الشيوعية الكمبودية، وخلال حكمه، قتل أربعة ملايين كمبودي، حتى 1981، قال ' أنا نبي سياسي'، فيما قال نابليون بونابارت، ' ضعوا تقتكم في الأمة.. أنا الأمة'..
في رأس الطاغية، لا فرق بين الكتابة بالحبر والكتابة بالدم.. فموسوليني، بعد عمله ساعاته الطويلة كطاغية، يجد بعض الوقت لكتابة أشعار لزوجته، فيما الزعيم السوفييتي ليونيد بريجنيف، وبعد مطاردته للكاتب الروسي سولجنستين، وزج بالكثير من الأدباء الروس في السجن، انتزع لنفسه قسرا سنة 1979 ، جائزة لينين في الأدب عن ثلاثة أعمال: 'الأرض الصغرى'، 'الأرض البكر' و'الانبعاث'، وهو الذي لم يسبق له أن كتب هذه الكتب، بل أوصى بكتابتها وتدييلها باسمه..
أما العقيد معمر القذافي، فكتب دستوره الخاص، وهو الكتاب الأخضر،الذي قال عنه أنه أهم من كل الكتب السياسية التي ظهر تحت ىالآن، كما كتب أربعة كتب أخرى.. مع أنه أوصى بكتابتها لكتاب عرب، مصريين ولبنانيين وفلسطينيين، واكتفى بوضع اسمه عليها، كلقب من الألقاب الفكرية التي أضافها لألقابه العديدة، كأمين للقومية العربية وهو اللقب الذي منحه له الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ولقب الأخ العقيد، والأخ قائد الثورة، والزعيم الليبي معمر القذافي، وإمام المسلمين، وملك ملوك إفريقيا، وعميد الحكام العرب، وقائد منظمة القيادة الشعبية الإسلامية، وهي منظمة تتخذ من ليبيا مقرًّا لها وتضم مختلف المنظمات والأحزاب والفعاليات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
كما قرر الرئيس صدام حسين، في عيد ميلاده الستين، كتابة نسخة من القرآن الكريم بدمه، مخلوط بمادة كيميائية، في عام 1997، وفى سبتمبر 2000، تم وضعه فى مسجد أم المعارك فى بغداد، قبل أن يتم إزالته واختفائه بعد الإطاحة بصدام.. إصافة إلى أٍربعة روايات معروفة لدى العراقيين، وإن كانت بأسماء أخرى.. إضافة إلى أشعار هيتلر السيئة، ولوحاته الفنية البسيطة، وكتابه كفاحي، ، وهو الذي تسبب في إشعال حرب عالمية ثانية واحتلال 11 دولة ما بين احتلال جزئي وكامل، وفي وصيته التي أمام الجنرال بورمان، ووزير دعايته غوبلز، ووزير الاقتصاد فون بيلو، كتب هيتلر، 'سأموت واقفا ولن أستسلم، ولن أجبر على الاستقالة..'، في تلك الأثناء استدار إلى جهة غوبلز، وقال له.. ' أحب ويليام شكسبير. وردد مقطعا من مسرحة الملك لير، ' نبكي متى أردنا، وليس من الشجاعة أن ننتقم، بل أن نتحمل ونصبر. بالنار يختبر الرجل..'.
كذلك كان الطاغية نيرون، وجه من دم وشعر.. يقتل نهارا وينشد الاشعار على قيثارته لزوجته في المساء.. حتى أن مؤرخه تاسيتوس كتب في حولياته، 'كان نيرون معذبا من أشعاره أكثر من قتله لأعدائه..'.. وكأن الطاغية يقع دوما تحت وطأة التساوي في التناقض والانفصام، فحيت يوجد الدم والعنف، يوجد مكان للدم والتعذيب والألم.. وهذه القاعدة ما زالت سارية حتى اليوم، حتى أن الجنرال الجزائري سعيد شنقريحة، قال في إحدى خطبه، 'من لا يحب الجزائر، كافر بالله..' وهذا الكلام نابع من عقلية أستئصالية، ترى في كل مثقف يقول كلاما لا يأتي على هوى الطاغية،
يجب قتله والتنكيل به أو الزج به في السجن.. ويكون الكاتب بوعلام صنصال آخر ضحايا الطاغية، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات، بتهمة تذكيره بأخطاء الاستعمار الفرنسي، في إلحاق وضم أراضي مغربية للجزائر.. الغريب في الأمر أن الجنرال شنقريحة، قال بغرابة ' أنا مع حرية التعبير، لكن ما قاله صنصال لا أقبله..'.. وهو سليل جنرالات فرنسا إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر غطرسة مرضية والكبرياء بلا حدود، والبراعة في الزيف والكذب والتزوير والدسائس و تبرير صناعة التهم والاعتقالات والغدر وملاحقة المعارضين… لكنه، لا يخفي دفاعه عن مكيافيلي وكتابه 'الامير'.. 'عانق عدوك، واطعنه من الخلف..'.. وفي الجوهر هو أكبر من أي فكر، وابعد من أي إيديولوجيا، وأكبر من أي سياسة سوى، بقاءه خادما للسياسات الجزائرية المجربة والمتعاقبة..' والذي يبقى في هذا المفصل الجزائري الحالي، الزعيم والقائد الذي أوصل شعبه إلى ضفة النجاة، الأقدر على صناعة قدر رعاياه، والأقوى على الارتفاع عن هموم الشعب، والتنكر لها، وابداع صمم وجوده، واعظم من يدير شخصية الامبراطور، مقادا بخيال عدواني، وكبرياء بلا حدود ضد شعبه وضد شعوب أخرى.. ويكون داء الخيال الامبراطوري، الذي يتمتع به الطاغية شنقريحة، هو الداء الذي لا تنجو منه الشعوب، عادة ما يكون متخفيا أو غير ظاهر، أو ينتظر اللحظة المناسبة للظهور والانفجار.. لكن حين يصل إلى درجة الجلاء والكشف والعلانية، يصعب أن يرتد على نفسه، أو يعود إلى الوراء، أو يحتكم إلى نقد الضمير.. يكون أمامه حل واحد هو الانقلاب على نفسه، وهتك حيوات من ساروا وراءه.. حملة رسالته، المفاخرون بقبضة سيفه.. يستضيفهم إلى رفقة اندحاره وهاويته، وقد لا يستمر إلا بعد أن يشتري قدر بقائه بمزيد من الضحايا..
الجنرال شنقريحة هو من يقود الجارة الشرقية الجزائر، وفي عهدته العسكرية يتمتع عش الديكتاتورية بألف خير، يكبر وينتعش ويزيد.. تتغير الوجوه ولا يتغير رأس شنقريحة، يراوح في كل مرة بمزيد من الاستحقاقات الدموية في الشعب الجزائري، منذ زمن سرقة التحرير على يد العسكري الطاغية الهواري بومدين. الذي سرق الثورة الجزائرية، وقوض تحرير البلاد ثمنا لاتفاقية إيفيان المذلة، وهذا يكفي للاطمئنان على سلامة ثورته التصحيحية التي طارد بها زعماء جبهة التحرير، ورمى ببعضهم في السجون والباقي في المنافي، أو أنهاهم أمام فصيل حملة بنادق الاعدام.. ..
لكنه بالمقابل أسس لجيل آخرمن جنرالات الاوسمة التي حصدوها وراء مكاتبهم،وأحاطوها بنياشين أوهام النيف، وبرعوا في هتك أحلام الجزائر بمزيد من الخنق الشعبي وسفك الدم، حتى ان الشيء الوحيد الذي يتطور ويزيد باستمرار هو استبداد وظلم الجنرالات.. من الجنرال خالد نزار والجنرال توفيق، وقبلهما الزبيري إلى اليامين زروال، واللواء محمد العماري، وخليفه رحيم، والشاذلي بنجديد، وأحسن طافر، وعمار عثامنية، وأحمد قايد صالح، وآخرهم هو السعيد شنقريحة…
كان حظ الجميع في القيادة والسلطة، هو تاريخ الدم في الجزائر، ونقض العهود والولاء للخيانة وحروب الضغينة واقصاء بعضهم البعض.. غلبة جنرال على جنرال، كتيبة التملق والوصولية، والتمسح، والتزلف المتواصل، حتى أن أي جنرال وجد نفسه فوق طغمة الجنرالات، يحولهم إلى أعداد ومغرضين، ونزلاء سجون، حيث يوجد حاليا في الجزائر ما يزيد عن أربعين جنرالا ومئات الضباط من مراتب عسكرية متباينة.. وكان السعيد شنقريحة، من المغضوب عليهم أيام أحمد قايد صالح ، وكان قريبا من دخول السجن، وحين تم التخلص من القايد صالح، وحل شنقريحة مكانه، أطلق حملة استئصال ومتابعة ضد كتيبة القايد صالح، فزج بأزيد من أربعين جنرالا في السجن، ثم راح يحكم الجزائر بقبضة من حديد، وعَيَّن الرئيس عبد المجيد تبون، في انتخابات صورية، أضحت مدعاة للسخرية من قبل الجزائريين، فيما شنقريحة يعمد نفسه طاغيا وحاكما فعليا للجزائر..
شنقريحة يحكم الجارة الشرقية، وهو لن يضيف شيئا لوصية الهواري بومدين، ' إياكم أن تزيلوا من برامجكم، وجود عدو كبير في حدودكم الغربية، وهو المغرب'، وقد أحسن شنقريحة العمل بهذه الوصية وزاد عليها بقوله، 'المغرب هو عدونا الكلاسيكي'، وما زال يكررها في كل تصريحاته وخطبه.. وهو عسكري لايجيد أي شيء سوى براعته في الرجم بالحجارة، كان يحكي في ندوته الصحافية الأخيرة، مثل أفضل تلميذ بليد، ولم يستطع خلال ساعة من الغباء، الخروج عن النص المكتوب أمامه، حتى إذا اضطر إلى رفع عينيه عن الورقة، اختلطت عليه الأسطر والكلمات، وراح ينطق عن هوى.. وعلى جماعة مستشاريه العسكريين أن يبعثوا له من خلف الكاميرا بإشارات الصمم والنجدة.. وعلى الرئيس تبون أن يمعن في تصريف وصفة الرئيس الجزائري.. حتى أن أحد المعلقين قال في إحدى القنوات التلفزية التابعة لقصر المرادية، 'إن عدونا ليس شيئا آخر، غير جهنم المخزن التي توجد على حدودنا..
لا بل، كان من الغرور السياسي إلى درجة، أنه قال في إحدى تصريحاته، ' إن شيطان المخزن المغربي لا يختلف عن فاشية الاستعمار الفرنسي'، وبعد أن اكتشف أنه قال في فرنسا أكثر من المسموح بقوله، قال 'إنها فرنسا التي استعمرت الجزائر زمنا طويلا'، وكأنه يريد القول، وليس المغرب الذي ما زال يستعمر خيالنا…
يطبق أوامر العسكر ويزيد فيها
وحتى قبل أن تدفع به قوانين التمسح العسكري إلى منصبه الحالي، وهو الذي كان يدعو الله أن يحفظ العسكر، لأنهم خير ما أنتجت الجزائر، وخير من يقوم على صيانة مصائبها، ويرافع عنها ضد جيرانها، فإنه كان بارعا في استمالة العسكر، والظهور بمظهر الطاغية الذي يطبق أوامر العسكر ويزيد فيها.. وهذا تفصيل من تفاصيل، من النوع الذي يحلم كثيرا، ويمسك باحتياطي كبير وقديم من الأحلام، السياسية طبعا.. لكن كيف تصنع الأحلام السياسية في رأس رجل متطرف في غباءه السياسي، محدود التفكير، أو تحديدا لم يتجاوز تعليمه مستوى الباكالوريا، وبعدها مستوى أوامر وتوجيهات التكنات العسكرية ؟ .. ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن لرجل من هذا القبيل، يعاني من كل أنواع القصور.. السياسي والتعليمي وليس مفاجئا الأخلاقي ..
فهو لا يتردد في القول، أن مطلق تمنياته أن يركع المغرب.. طبعا، المثال لا يفتقد التعبير الصحيح، فالرجل تم سبْيُه أو أسره كجندي غاز في معركة أمغالا، رفقة العشرات من الجنود الجزائريين.. ومنذ ذلك الوقت وهو يرسم أمامه مشاريع الثأر ورد الصاع للمغرب.. لا ، بل ذهب بعيدا بتخصصه المتطرف في معاداة المغرب.. ورهانه الكبير، لما يزيد عن العقدين على دعم البوليساريو، ورعايته عسكريا وديبلوماسيا لضرب المغرب، ووقف استكمال وحدته الترابية.. هذا بعد تسليمنا أن الرجل يعاني من الأمية السياسية، ولم يسبق له أن كتب خطابا بنفسه، وأن مذكرات 'الأمر العسكري' تكتب له، ويطلب منه تحديدا إعادة قراءتها أو حفظها كي لا تستحيل كلمات التوجيه إلى مصائب لا تحمد عقباها.. لكن مع ذلك فالرجل يجيد لعبة الدومينو، وتحسب له مهارته في 'التشقلب' على ظهره وبطنه.. وما تتطلبه من صبر في مراكمة طاقة الخديعة والتزلف، وإلا كيف يمكن تفسير الحظوة العسكرية التي وصل أو تسلق إليها، حتى أصبح يحكم رقاب كبار قادة الجيش العسكري الجزائري؟..
طبعا وبمنطق الدسائس العسكرية وأمور أخرى، وصل شنقريحة إلى ما وصل إليه.. والذين يعرفونه جيدا يقولون أنه يشبه ثعابين المستنقعات، طاقة لا حدود لها في الصبر والانتظار والترقب الطويل.. والذين تابعوا عمليات تواصله وتنسيقه مع جماعة البوليساريو لأزيد من عشرين عاما، يعرفون كيف ظل يردد على قادة البوليساريو، أن المطلوب منهم أن يتعلموا الصبر، وليس تعلم العمليات الجراحية الحربية.. علموا جنودكم أن السلاح العسكري الذي تتدربون عليه، ليس هو السلاح الذي ستحاربون به..
وهذا يعني بلغة الأمر العسكري السري، أو الذي يفترض أن يفهمه حصرا قادة البوليساريو، أن السلاح الذي في اليد غير قابل للاستعمال اليوم وغدا، وعليهم أن يجيدوا لعب ملهاة العسكري والحرامي.. ولأن الرجل يجيد وعلى نحو بالغ قراءة ميزان القوى في المنطقة، فإنه يحتفظ لنفسه بالقدرة على تحريك هوامش الوضع، دون المس بالجوهر، الذي يؤكد أن غالبية الجنرالات يرون أن اندلاع الحرب مع المغرب، سينتج عنه ظهور الطابور الخامس الجزائري، الذي لن يكون في نهاية الأمر سوى الشعب الجزائري، الذي يتوخى تغيير النظام الجزائري السياسي أو العسكري.. وهذا أمر لا يمكن المغامرة به..
ولأن الحرب لن تكون تقليدية، تحرق فيها أنواع السلاح بين الجانبين، وتنشط فيها ساحة الضحايا والقتلى، كما يحدث عادة في الحروب، بل ستنتهي إلى غرق النظام الجزائري إلى غير رجعة، وهذا ما لا يمكن لشنقريحة المغامرة به.
وليس خفيا أن الجنرال شنقريحة، كان صاحب الفضل على البوليساريو، وأبو فكرة الدفع بهم في اتجاه الكركرات، ومن تم يمكن أن يخوضوا حرب الانتظار والصبر، إلى أن يستكملوا نقل قدراتهم العسكرية من تيندوف، ومن تم ينطلقون في حربهم ضد المغرب، على الأقل أن تكون هذه الحرب بعيدة من الحدود الجزائرية.. لكن هذا الرهان كان أضعف من بيت عنكبوت.. وفي المقابل فإن هامش المفاجأة كان واسعا جدا، وجاء من المغرب الذي تمكن من طرد مليشيا البوليساريو من الكركرات. أحد قادة البوليساريو السابقين، قال إن شنقريحة رمى بالبوليساريو في البحر.. كانوا قبل الكركرات يتاجرون بحصارهم في مخيمات تيندوف، الآن لا شيء تبقى لهم سوى الحصار في المخيمات، فيما يشبه معازل المجدومين..
ولأن الخوف والضعف من محرمات الثورات، ولأن البوليساريو شبوا على عقيدة معلقة عنترة بن شداد 'أَنَّني أَطعَنُ خَصمي وَهوَ يَقظانُ الجَنانِ' كما لو خبروا كل حروب القرن، فلم يبق للجنرال شنقريحة سوى تصعيد الحرب الإعلامية ضد المغرب، وهذا حل يصعب التمادي فيه طويلا، أو الرهان أكثر على البوليساريو، وهؤلاء ليسوا أكثر من مصاصي دماء، بل أصبحوا حجرا في حداء الجزائر، يأكلون من أموال شعبها، لكن لا يخفون أن قادة الجزائر كانوا سببا في مأساتهم وحصارهم وعجز وضمور أحلامهم .. فقد تم اقتياد جزء من الساكنة الصحراوية إلى مخيمات أقامها العسكر الجزائري في تيندوف، خلال نونبر ودجنبر من سنة 1975، طلبت البوليساريو من العديد من الناس الحضور لتجمع بكلتة زمور، وعندما حضروا طلب منهم عقد تجمع آخر ببئر الحلو. وبعد ذلك، طلب منهم الحضور لتندوف من أجل الإيقاع بهم في الشرك، ومنعهم نهائيا من الخروج لمدة نصف قرن..
الطغاة لهم وجه واحد في كل مراحل التاريخ.. يتشابهون في الأحلام والعدوان والطغيان.. وشنقريحة على خطى أحلام وكوابيس كل الطغاة.. بارع في خلق العداء للمغرب.. يعاديه ويحاربه كما لو ولد معه ولن ينتهي بانتهائه.. لكنه لا يتعظ ولا يتعلم درسا واحدا من التاريخ.. بل يجهل الدرس الأول في التاريخ، وهو 'كيف تصنع جارا وصديقا'.. بل اكتفى بتعلم درس واحد ووحيد من التاريخ، وهو كيف تجعل من التاريخ حانة للسكارى، يصيح فيها الطاغية منفصل الشخصية ثملا، مهرجا، ومغيبا، أو كسيحا أو لقيطا أو يقذف السائلة بعداوات وهمية، أويرمي جيرانه مباشرة بالحجارة..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقاوم مولاي عبد السلام الجبلي يكتب: « الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية: إضاءات حول تعليم الذكور والإناث في مراكش الأربعينيات »
المقاوم مولاي عبد السلام الجبلي يكتب: « الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية: إضاءات حول تعليم الذكور والإناث في مراكش الأربعينيات »

مراكش الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • مراكش الإخبارية

المقاوم مولاي عبد السلام الجبلي يكتب: « الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية: إضاءات حول تعليم الذكور والإناث في مراكش الأربعينيات »

تتشرف جريدة مراكش الإخبارية وموقع مراكش7 بنشر هذا المقال الذي توصلت به من المقاوم الفذ مولاي عبد السلام الجبلي الذي يستعيد فيه ملامح الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية كمدرسة الفضيلة ومدرسة الحياة والمدرسة العبدلاوية والمدرسة الحسنية..والأدوار التي اطلعت في تعليم الذكور والإناث من أبناء مدينة مراكش في أربعينيات القرن الماضي. مولاي عبد السلام الجبلي من مواليد 1929 أطال الله في عمره، وكما هو معلوم فهو أيقونة فذة من أيقونات المقاومة المسلحة والكفاح الوطني، تشرًب الفكر التحرري وهو لم يشب بعد عن الطوق، بنكران للذات نذر حياته من أجل تحقيق الاستقلال إبان فترة الحماية الفرنسية، كابد مرارة الإعتقال مرات عديدة بسجون القنيطرة، مراكش، تارودانت، ورزازات، تازناخت، والدار البيضاء، قبل أن يتجرع مرارة النفي خارج أرض الوطن بعد أن حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات. صدر له حول سيرته الذاتية كتاب تحت عنوان « يوميات العمل الوطني المسلح في المغرب » للكاتب عبد الله العلوي، وكتاب ثان بعنوان: « المقاومة وتستمر الحكاية » للكاتب أسامة الزكاري، ثم كتاب ثالث موسوم ب « أوراق من ساحة المقاومة المغربية » باللغتين العربية والفرنسية، ومن المنتظر أن يصدر له كتاب جديد خلال الأيام القليلة القادمة. في 1934 أمر والدي العائلة بأخذي إلى الكُتاب، وكنا نسكن في حي سيدي أحمد السوسي، حيث يقع ضريح سيدي سليمان الجزولي، وكان الكتاب القرآني في سوق الغاسول الذي يتوفر على ثلاثة كتاتيب قرآنية، وكان السي لحسن السوسي يتولى التدريس في هذا الكتاب وعلى يده حفظت القرآن الكريم إلى حدود سورة الرحمان. جرت العادة الاحتفاء بالأطفال الذين حفظوا القرآن الكريم إلى حدود سورة الرحمان، طافوا بي أضرحة الأولياء السبعة* على متن جواد برفقة الأهل والعائلة والتلاميذ خاصة الصغار من الكتاتيب القرآنية، والطبالة، والغياطة، وانطلق الجميع في إنشاد هذه الكلمات: قلم الحقيقة أوجب مانقولُ نقول صدقا تعرفه العقولُ ومـامــحــمــد إلا رســـولٌ رسول الله أحمد يا شفـيع عندما أتممت حفظ القرآن الكريم أقام والدي حفلا للعائلة والأصدقاء والطلبة وأهل الحي وتلاميذ الكتاتيب، وسلموني « اللوحة » وهي لوحة تخطط من طرف خطاط موسومة بآية قرآنية كأنها شهادة، تسلم للطفل تنويها به إذا وصل مرحلة الرحمان أو طه، أو إذا تخرج وختم القرآن. واللوحة يتسلمها أستاذ الكتاب القرآني، وأثناء الاحتفال يجلس الطفل على كرسي وسط الحفل حاملا لوحة ويبدأ المدعوون في وضع إكراميات أو مايسمى شعبيا « غرامة » على اللوحة، تُسلم للفقيه/الأستاذ الذي يجلس بجانب الطفل المحتفى به، إذ تفرغ المبالغ التي على اللوحة في حضن الفقيه ويسلم عليه المدعوون ويشركونه على عنايته بالطفل. وهكذا أقيمت ثلاثة احتفالات: الرحمان، وطه، والختم، رحم الله الفقيه الجليل لحسن السوسي وجزاه خيرا. *عبد السلام الجبلي والمرحوم عبد الله إبراهيم* كنت قد انتقلت مع العائلة إلى حي قاعة بناهيض ولم أغادر الكُتاب القرآني بسوق الغاسول، إلا أن السلكة* الثانية تمت في حارة الصورة بمسجد سيدي بوحربة، الكتاب القرآني الملحق به، وعلى يد الفقيه سيدي علال المسيوي، أما السلكة الثالثة فكانت على يد الفقيه بوعزة في قاعة بناهيض ثم التحقت بجامعة بنيوسف في 1946، وكان عمري 17 سنة، كنا ندرس في حلقات حسب الأقسام الابتدائي، والثانوي الأول والثاني، والنهائي الابتدائي: 3 أقسام، والثانوي الأول: 3 أقسام، والثانوي الثاني: 3 أقسام، والنهائي: 3 أقسام، والتخرج يكون إما في الشريعة، أو الآداب. ويأخذ الدارس شهادة العالِمية عند التخرج. ومن المعروف أن جامعة ابن يوسف تأسست في العصر المرابطي، وكانت الدراسة فيها في حلقات في البداية تختم بإجازة مكتوبة من الفقيه الذي يُدرس المادة. لكن هذا النظام اتسم ببعض الارتباك، وفي بداية الأربعينيات تولى المرحوم ابن عثمان رئاسة الجامعة فوضع النظام وأُسس الإدارة وهيئة الأساتذة والأقسام، وسنوات التعليم كما شرحنا سابقا. وقد تعرض الفقيه بن عثمان لحملة ظالمة من طرف الحركة الوطنية وكتبوا على الجدران اسمه باعتباره خائنا. والواقع أن الفقيه بن عثمان كان له هدفٌ سام هو إعادة الاعتبار للجامعة اليوسفية وتنظيمها ووضع أسس تربوية وإدارية تحكمها، الأمر الذي لم يُدرك من طرف مجايليه فاعتقدوا أنه يقوم بمؤامرة ضد وحدة الحركة الوطنية في التعليم مع جامعة القرويين بفاس، مما أدى إلى إصابته بسكتة قلبية نتيجة هذه الحملة الظالمة. كان منزله في حي المواسين، وكان الجدار المقابل لمنزله يمتلئ بالكتابات المناوئة له، مما عجل -كما أشيع- بوفاته، وتولى رئاسة الجامعة بعده الأستاذ عبد القادر المسيوي، ومن طاقمه الإداري مولاي الصديق العلوي ومحمد بن المعلم وغيرهم. كنت قد انخرطت في الحركة الوطنية قبل أن ألج جامعة ابن يوسف بعامين في 1944، وقد طردت من الجامعة بسبب مواقفي –مع جماعة من الوطنيين- حوالي 1950، وكنت الوحيد الذي صدر القرار بطرده نهائيا ومنعه من ولوج أي مدرسة أخرى سواء بمكناس أو فاس، فالتحقت بمدرسة التعليم الحرة أو التقليدية بشيشاوة بمنطقة السعيدات، وهي مدرسة داخلية لا تأتمر بأمر السلطات الاستعمارية، ودرست فيها لموسمين، وكان الأستاذ والمشرف على المدرسة يُدعى السي عبد القادر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان يدرسنا وهو على كرسي متحرك رحمه الله. مدرسة الفضيلة للبنات تأسست مدارس الحركة الوطنية بمراكش -والمغرب ككل- بهدف تعليم صغار الذين لم ينخرطوا في التعليم الفرنسي/الأجنبي، وكانت أول مدرسة: مدرسة الحياة، كان مقرها بحي المواسين في درب اسنان، وبعد الأربعينيات بدأ تأسيس المدارس التي أشرفت عليها الحركة الوطنية وهي عديدة منها المدرسة العبدلاوية والحسنية والقصبة وغيرها. وقد انتبه الإخوة في الحركة الوطنية إلى ضرورة تعليم البنات، فتم إنشاء مدرسة الفضيلة. كانت أغلب العائلات تتخوف من تدريس بناتها وخروجهن من المنزل، إلا بعض العائلات من الأعيان الذين وافقوا على ذهاب البنات إلى المدرسة وأغلبهن تجاوزن مرحلة الطفولة، وأغلب المدارس الوطنية لم تك تحدد سنا للتعلم؛ ومن أهم العائلات المراكشية التي سمحت لبناتها بالذهاب إلى المدرسة عائلة الشرايبي، وعائلة العاصمي، وعائلة السنتيسي، وعائلة الفقيه بنعبد الرازق وغيرها. وقد تطوع أعضاء الحركة الوطنية للتدريس فيها، منهم الراحل أحمد الشهيدي، ومن الطريف أن الأخ الشهيدي كان في حالة مرضية أو عطلة فطلب مني أن أنوب عنه ودَرّستُ فيها لمدة أسبوع إلى أن عاد من عطلته، ومن أساتذة « الفضيلة » أذكر الصديق الغراس، وعبد النبي بلعادل، وعبد القادر بناني، وهناك من قدم بها دروسا في بعض المناسبات كالأستاذ عبد الله إبراهيم. وقد تعرف على زوجته السيدة فاطمة السنتيسي في مدرسة الفضيلة. وتمتد فترة الدراسة صباحا ومساء. وأثناء تأسيس المدرسة فكر الإخوة في من يكون مديرا ويتصف بصفات تطمئن العائلات لإرسال بناتهن للمدرسة، وقد اتفق عبد الله إبراهيم ومحمد الملاخ وعبد القادر حسن على تعيين حسن العاصمي شقيق عبد القادر حسن. كان لمبادرة السلطان محمد الخامس بتشجيع كريمته الأميرة عائشة على إلقاء الخطابات وإظهارها كمتعلمة أثر في تشجيع العائلات على انخراط بناتهن في المدارس، وقد لعبت مدرسة الفضيلة دورا هاما في تعليم المرأة بمراكش والنواحي والآفاق. *سبعة رجال بمراكش هم: الإمام السهيلي، القاضي عياض، أبو العباس السبتي، الغزواني، يوسف بن علي، سليمان الجزولي وعبد العزيز التباع. *السلكة هي ختم وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب مرة أولى أوثانية أو ثالثة. ● م.الصديق العلوي: خريج ابن يوسف شاعر وأديب وله ديوان مطبوع مع مخطوطات لم تصدر بعد ، وكان دبلوماسيا وصديقا حميما للراحل امحمد بوستة، توفي مولاي الصديق العلوي سنة 2014. ● أحمد الشهيدي: من أعضاء الحركة الوطنية بمراكش، مارس الصحافة، وكان شاعرا، تولى القضاء وكان رئيسا للمحكمة بمراكش وبني ملال، تزوج أرملة الراحل الشهيد محمد الزرقطوني. ● محمد بن المعلم: أديب ومثقف موسوعي، كان مديرا للخزانة والمكتبة الجهوية بمراكش.

ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)
ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)

اليوم 24

timeمنذ 3 أيام

  • اليوم 24

ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)

تحت شعار: 'مولاي مصطفى العلوي: العالِمُ المغربيُّ المُربّي والفقيهُ المُؤثِّر والفاعل في القضايا الوطنية والدولية'، يحتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس يوم السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية احتفاءً بالعالِم المغربي البارز مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، أحد أعلام القرن العشرين، وثاني مدير لدار الحديث الحسنية، وأول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال. الندوة تنظمها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، بتنسيق مع عائلة المحتفى به، تعرف مشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف ربوع المملكة. مسيرة علمية ووطنية حافلة ولد مولاي مصطفى العلوي سنة 1912 بدويرة الزريب قرب مدينة الرشيدية، وسط أسرة علمية عريقة. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتلقى تعليمه الأولي والشرعي في كتاتيب ومنتديات فقهاء القرويين. تابع دراسته في فاس، وكان من أوائل المغاربة الذين انخرطوا في مسار التعليم النظامي الحديث. شغل مناصب علمية وإدارية سامية، منها: • مدير دار الحديث الحسنية (1966–1976). • نائب رئيس رابطة علماء المغرب. • عضو المجلس الأعلى العلمي. • مدير ديوان وزير الأوقاف. • أول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال (1985). • أستاذ التفسير والحديث وعضو في برامج إذاعية علمية. وترك العلّامة بصمات مؤثرة في مجال التأصيل الفقهي، والتربية الإسلامية، والدفاع عن القضايا الوطنية، ومناهضة الاستعمار، بالإضافة إلى دوره في التأطير العلمي والتكويني داخل المغرب وخارجه. أعماله العلمية من أبرز آثاره: • تفسير غير مكتمل للقرآن الكريم (مخطوط). • مساهمته في تحقيق 'التمهيد' لابن عبد البر. • مقالات علمية منشورة في مجلات ودوريات. • مشاركات فعّالة في المؤتمرات الإسلامية الدولية. تكريم يليق برجل من رجالات المغرب ستشهد الندوة جلسات علمية تتناول محاور متعددة من سيرة العلامة، من بينها: • إسهاماته في تجديد الفكر الديني بالمغرب. • دوره في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال. • مواقفه من القضايا الوطنية والتحررية. • جهوده في ربط العلاقات العلمية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.

الرميد ينتقذ توحيد خطبة الجمعة.. جعلت المساجد وكأنها إذاعة وطنية
الرميد ينتقذ توحيد خطبة الجمعة.. جعلت المساجد وكأنها إذاعة وطنية

هبة بريس

timeمنذ 5 أيام

  • هبة بريس

الرميد ينتقذ توحيد خطبة الجمعة.. جعلت المساجد وكأنها إذاعة وطنية

هبة بريس_ الرباط قال وزير العدل السابق، المصطفى الرميد، إن خطة تسديد التبليغ التي اعتمدت في الشهور الأخيرة، فيما يخص خطب الجمعة ، لاقت نوعا من الاستهجان وعدم القبول، وأن إلقاءها من قبل جميع أئمة الجمعة، جعلها نصا واحدا لامحيد عنه، بالنقطة والفاصلة، على امتداد التراب الوطني، جعل المساجد وكأنها إذاعة وطنية، نص واحد بأصوات مختلفة، بدون روح ولامواءمة أو ملاءمة. وأضاف الرميد في تدوينة طويلة عريضة دونها على حائطه الفايسبوكي، أن الأمر يتعلق بفكرة مقبولة مبدئيا، لو أنها خضعت لشيء من التعديل والعقلنة والاعتدال في التصريف والتنزيل، وذلك باختيار عدد وفير من الخطب في كل موضوع من المواضيع ، ووضعها رهن إشارة الخطباء الذين يختارون منها النصوص التي توائم حالات وحاجات رواد مساجدهم، مع حفظ هامش مقبول لهؤلاء الخطباء، لكي يضيفوا مايجعل خطبهم تستجيب لحاجات البيئات المختلفة. وأثنى الرميد على دور وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية بالشكر على مجهوداتها الجبارة منذ سنوات في خدمة الدين، وترسيخ قيمه في المجتمع، وقد وفقت في جوانب شتى، أهمها التشجيع على حفظ القرآن الكريم، واتقان تلاوته، حتى أصبح أطفال المغرب وشبابه يحتلون الصفوف الأولى في المسابقات القرآنية، عبر العالم حفظا وتجويدا، فضلا عن ذلك، هناك قناة محمد السادس ، ومعها إذاعة محمد السادس ،حيث تسجل هذه الأخيرة أرقاما قياسية في عددالمستمعين. وتابع الرميد قوله : ' إذا استحضرنا الجهود المبذولة في طباعة المصحف الشريف، بكافة الأحجام والألوان، وما يتصل بذلك من تشجيع للخط العربي، وغيره، لاتضح أن المملكة ماضية في رعاية كلام الله من عدة وجوه… أما على صعيد بناء المساجد ، فقد قال الرميد بأن هناك جهود كبيرة للوزارة، ومعها المحسنون، وغيرهم، تتوفر المملكة على ما هي جديرة به، باعتبارها دولة أمير المؤمنين، على بنية مسجدية محترمة، تلبي حاجات المجتمع المغربي المسلم إلى حدكبير. وأضاف الرميد أن الوزارة بذلت جهودا مستحسنة في تنظيم شؤون المساجد، بإبعادها عن التجادبات السياسية ، وحفظها من الاختراقات الطفيلية، وكل ذلك كان ضروريا ومحمودا للحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة ووحدتهم المذهبية. وختم المصطفى الرميد تدوينته بالقول: ' نعم قد تقتضي بعض اللحظات الدينية أو الوطنية، التي ينبغي أن تبقى محدودة جدا، توحيد الخطب، لتصل الرسالة الواحدة الواضحة لجميع المؤمنين، أما فرض خطبة واحدة، في كل أيام الجمعة، وعلى امتداد السنة، وفي كل المساجد، فهذا مما لايليق، ولا ينبغي، ويتعين وضع حد له، حفاظا على جاذبية المسجد ، وقدسية صلاة الجمعة، ورشد تدبير الشان الديني . والله اعلم يقول الرميد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store