
ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)
تحت شعار: 'مولاي مصطفى العلوي: العالِمُ المغربيُّ المُربّي والفقيهُ المُؤثِّر والفاعل في القضايا الوطنية والدولية'، يحتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس يوم السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية احتفاءً بالعالِم المغربي البارز مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، أحد أعلام القرن العشرين، وثاني مدير لدار الحديث الحسنية، وأول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال.
الندوة تنظمها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، بتنسيق مع عائلة المحتفى به، تعرف مشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف ربوع المملكة.
مسيرة علمية ووطنية حافلة
ولد مولاي مصطفى العلوي سنة 1912 بدويرة الزريب قرب مدينة الرشيدية، وسط أسرة علمية عريقة. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتلقى تعليمه الأولي والشرعي في كتاتيب ومنتديات فقهاء القرويين. تابع دراسته في فاس، وكان من أوائل المغاربة الذين انخرطوا في مسار التعليم النظامي الحديث.
شغل مناصب علمية وإدارية سامية، منها:
• مدير دار الحديث الحسنية (1966–1976).
• نائب رئيس رابطة علماء المغرب.
• عضو المجلس الأعلى العلمي.
• مدير ديوان وزير الأوقاف.
• أول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال (1985).
• أستاذ التفسير والحديث وعضو في برامج إذاعية علمية.
وترك العلّامة بصمات مؤثرة في مجال التأصيل الفقهي، والتربية الإسلامية، والدفاع عن القضايا الوطنية، ومناهضة الاستعمار، بالإضافة إلى دوره في التأطير العلمي والتكويني داخل المغرب وخارجه.
أعماله العلمية
من أبرز آثاره:
• تفسير غير مكتمل للقرآن الكريم (مخطوط).
• مساهمته في تحقيق 'التمهيد' لابن عبد البر.
• مقالات علمية منشورة في مجلات ودوريات.
• مشاركات فعّالة في المؤتمرات الإسلامية الدولية.
تكريم يليق برجل من رجالات المغرب
ستشهد الندوة جلسات علمية تتناول محاور متعددة من سيرة العلامة، من بينها:
• إسهاماته في تجديد الفكر الديني بالمغرب.
• دوره في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.
• مواقفه من القضايا الوطنية والتحررية.
• جهوده في ربط العلاقات العلمية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الإخبارية
منذ يوم واحد
- مراكش الإخبارية
المقاوم مولاي عبد السلام الجبلي يكتب: « الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية: إضاءات حول تعليم الذكور والإناث في مراكش الأربعينيات »
تتشرف جريدة مراكش الإخبارية وموقع مراكش7 بنشر هذا المقال الذي توصلت به من المقاوم الفذ مولاي عبد السلام الجبلي الذي يستعيد فيه ملامح الكتاتيب القرآنية والمدارس الوطنية كمدرسة الفضيلة ومدرسة الحياة والمدرسة العبدلاوية والمدرسة الحسنية..والأدوار التي اطلعت في تعليم الذكور والإناث من أبناء مدينة مراكش في أربعينيات القرن الماضي. مولاي عبد السلام الجبلي من مواليد 1929 أطال الله في عمره، وكما هو معلوم فهو أيقونة فذة من أيقونات المقاومة المسلحة والكفاح الوطني، تشرًب الفكر التحرري وهو لم يشب بعد عن الطوق، بنكران للذات نذر حياته من أجل تحقيق الاستقلال إبان فترة الحماية الفرنسية، كابد مرارة الإعتقال مرات عديدة بسجون القنيطرة، مراكش، تارودانت، ورزازات، تازناخت، والدار البيضاء، قبل أن يتجرع مرارة النفي خارج أرض الوطن بعد أن حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات. صدر له حول سيرته الذاتية كتاب تحت عنوان « يوميات العمل الوطني المسلح في المغرب » للكاتب عبد الله العلوي، وكتاب ثان بعنوان: « المقاومة وتستمر الحكاية » للكاتب أسامة الزكاري، ثم كتاب ثالث موسوم ب « أوراق من ساحة المقاومة المغربية » باللغتين العربية والفرنسية، ومن المنتظر أن يصدر له كتاب جديد خلال الأيام القليلة القادمة. في 1934 أمر والدي العائلة بأخذي إلى الكُتاب، وكنا نسكن في حي سيدي أحمد السوسي، حيث يقع ضريح سيدي سليمان الجزولي، وكان الكتاب القرآني في سوق الغاسول الذي يتوفر على ثلاثة كتاتيب قرآنية، وكان السي لحسن السوسي يتولى التدريس في هذا الكتاب وعلى يده حفظت القرآن الكريم إلى حدود سورة الرحمان. جرت العادة الاحتفاء بالأطفال الذين حفظوا القرآن الكريم إلى حدود سورة الرحمان، طافوا بي أضرحة الأولياء السبعة* على متن جواد برفقة الأهل والعائلة والتلاميذ خاصة الصغار من الكتاتيب القرآنية، والطبالة، والغياطة، وانطلق الجميع في إنشاد هذه الكلمات: قلم الحقيقة أوجب مانقولُ نقول صدقا تعرفه العقولُ ومـامــحــمــد إلا رســـولٌ رسول الله أحمد يا شفـيع عندما أتممت حفظ القرآن الكريم أقام والدي حفلا للعائلة والأصدقاء والطلبة وأهل الحي وتلاميذ الكتاتيب، وسلموني « اللوحة » وهي لوحة تخطط من طرف خطاط موسومة بآية قرآنية كأنها شهادة، تسلم للطفل تنويها به إذا وصل مرحلة الرحمان أو طه، أو إذا تخرج وختم القرآن. واللوحة يتسلمها أستاذ الكتاب القرآني، وأثناء الاحتفال يجلس الطفل على كرسي وسط الحفل حاملا لوحة ويبدأ المدعوون في وضع إكراميات أو مايسمى شعبيا « غرامة » على اللوحة، تُسلم للفقيه/الأستاذ الذي يجلس بجانب الطفل المحتفى به، إذ تفرغ المبالغ التي على اللوحة في حضن الفقيه ويسلم عليه المدعوون ويشركونه على عنايته بالطفل. وهكذا أقيمت ثلاثة احتفالات: الرحمان، وطه، والختم، رحم الله الفقيه الجليل لحسن السوسي وجزاه خيرا. *عبد السلام الجبلي والمرحوم عبد الله إبراهيم* كنت قد انتقلت مع العائلة إلى حي قاعة بناهيض ولم أغادر الكُتاب القرآني بسوق الغاسول، إلا أن السلكة* الثانية تمت في حارة الصورة بمسجد سيدي بوحربة، الكتاب القرآني الملحق به، وعلى يد الفقيه سيدي علال المسيوي، أما السلكة الثالثة فكانت على يد الفقيه بوعزة في قاعة بناهيض ثم التحقت بجامعة بنيوسف في 1946، وكان عمري 17 سنة، كنا ندرس في حلقات حسب الأقسام الابتدائي، والثانوي الأول والثاني، والنهائي الابتدائي: 3 أقسام، والثانوي الأول: 3 أقسام، والثانوي الثاني: 3 أقسام، والنهائي: 3 أقسام، والتخرج يكون إما في الشريعة، أو الآداب. ويأخذ الدارس شهادة العالِمية عند التخرج. ومن المعروف أن جامعة ابن يوسف تأسست في العصر المرابطي، وكانت الدراسة فيها في حلقات في البداية تختم بإجازة مكتوبة من الفقيه الذي يُدرس المادة. لكن هذا النظام اتسم ببعض الارتباك، وفي بداية الأربعينيات تولى المرحوم ابن عثمان رئاسة الجامعة فوضع النظام وأُسس الإدارة وهيئة الأساتذة والأقسام، وسنوات التعليم كما شرحنا سابقا. وقد تعرض الفقيه بن عثمان لحملة ظالمة من طرف الحركة الوطنية وكتبوا على الجدران اسمه باعتباره خائنا. والواقع أن الفقيه بن عثمان كان له هدفٌ سام هو إعادة الاعتبار للجامعة اليوسفية وتنظيمها ووضع أسس تربوية وإدارية تحكمها، الأمر الذي لم يُدرك من طرف مجايليه فاعتقدوا أنه يقوم بمؤامرة ضد وحدة الحركة الوطنية في التعليم مع جامعة القرويين بفاس، مما أدى إلى إصابته بسكتة قلبية نتيجة هذه الحملة الظالمة. كان منزله في حي المواسين، وكان الجدار المقابل لمنزله يمتلئ بالكتابات المناوئة له، مما عجل -كما أشيع- بوفاته، وتولى رئاسة الجامعة بعده الأستاذ عبد القادر المسيوي، ومن طاقمه الإداري مولاي الصديق العلوي ومحمد بن المعلم وغيرهم. كنت قد انخرطت في الحركة الوطنية قبل أن ألج جامعة ابن يوسف بعامين في 1944، وقد طردت من الجامعة بسبب مواقفي –مع جماعة من الوطنيين- حوالي 1950، وكنت الوحيد الذي صدر القرار بطرده نهائيا ومنعه من ولوج أي مدرسة أخرى سواء بمكناس أو فاس، فالتحقت بمدرسة التعليم الحرة أو التقليدية بشيشاوة بمنطقة السعيدات، وهي مدرسة داخلية لا تأتمر بأمر السلطات الاستعمارية، ودرست فيها لموسمين، وكان الأستاذ والمشرف على المدرسة يُدعى السي عبد القادر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان يدرسنا وهو على كرسي متحرك رحمه الله. مدرسة الفضيلة للبنات تأسست مدارس الحركة الوطنية بمراكش -والمغرب ككل- بهدف تعليم صغار الذين لم ينخرطوا في التعليم الفرنسي/الأجنبي، وكانت أول مدرسة: مدرسة الحياة، كان مقرها بحي المواسين في درب اسنان، وبعد الأربعينيات بدأ تأسيس المدارس التي أشرفت عليها الحركة الوطنية وهي عديدة منها المدرسة العبدلاوية والحسنية والقصبة وغيرها. وقد انتبه الإخوة في الحركة الوطنية إلى ضرورة تعليم البنات، فتم إنشاء مدرسة الفضيلة. كانت أغلب العائلات تتخوف من تدريس بناتها وخروجهن من المنزل، إلا بعض العائلات من الأعيان الذين وافقوا على ذهاب البنات إلى المدرسة وأغلبهن تجاوزن مرحلة الطفولة، وأغلب المدارس الوطنية لم تك تحدد سنا للتعلم؛ ومن أهم العائلات المراكشية التي سمحت لبناتها بالذهاب إلى المدرسة عائلة الشرايبي، وعائلة العاصمي، وعائلة السنتيسي، وعائلة الفقيه بنعبد الرازق وغيرها. وقد تطوع أعضاء الحركة الوطنية للتدريس فيها، منهم الراحل أحمد الشهيدي، ومن الطريف أن الأخ الشهيدي كان في حالة مرضية أو عطلة فطلب مني أن أنوب عنه ودَرّستُ فيها لمدة أسبوع إلى أن عاد من عطلته، ومن أساتذة « الفضيلة » أذكر الصديق الغراس، وعبد النبي بلعادل، وعبد القادر بناني، وهناك من قدم بها دروسا في بعض المناسبات كالأستاذ عبد الله إبراهيم. وقد تعرف على زوجته السيدة فاطمة السنتيسي في مدرسة الفضيلة. وتمتد فترة الدراسة صباحا ومساء. وأثناء تأسيس المدرسة فكر الإخوة في من يكون مديرا ويتصف بصفات تطمئن العائلات لإرسال بناتهن للمدرسة، وقد اتفق عبد الله إبراهيم ومحمد الملاخ وعبد القادر حسن على تعيين حسن العاصمي شقيق عبد القادر حسن. كان لمبادرة السلطان محمد الخامس بتشجيع كريمته الأميرة عائشة على إلقاء الخطابات وإظهارها كمتعلمة أثر في تشجيع العائلات على انخراط بناتهن في المدارس، وقد لعبت مدرسة الفضيلة دورا هاما في تعليم المرأة بمراكش والنواحي والآفاق. *سبعة رجال بمراكش هم: الإمام السهيلي، القاضي عياض، أبو العباس السبتي، الغزواني، يوسف بن علي، سليمان الجزولي وعبد العزيز التباع. *السلكة هي ختم وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب مرة أولى أوثانية أو ثالثة. ● م.الصديق العلوي: خريج ابن يوسف شاعر وأديب وله ديوان مطبوع مع مخطوطات لم تصدر بعد ، وكان دبلوماسيا وصديقا حميما للراحل امحمد بوستة، توفي مولاي الصديق العلوي سنة 2014. ● أحمد الشهيدي: من أعضاء الحركة الوطنية بمراكش، مارس الصحافة، وكان شاعرا، تولى القضاء وكان رئيسا للمحكمة بمراكش وبني ملال، تزوج أرملة الراحل الشهيد محمد الزرقطوني. ● محمد بن المعلم: أديب ومثقف موسوعي، كان مديرا للخزانة والمكتبة الجهوية بمراكش.


اليوم 24
منذ 2 أيام
- اليوم 24
ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)
تحت شعار: 'مولاي مصطفى العلوي: العالِمُ المغربيُّ المُربّي والفقيهُ المُؤثِّر والفاعل في القضايا الوطنية والدولية'، يحتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس يوم السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية احتفاءً بالعالِم المغربي البارز مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، أحد أعلام القرن العشرين، وثاني مدير لدار الحديث الحسنية، وأول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال. الندوة تنظمها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، بتنسيق مع عائلة المحتفى به، تعرف مشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف ربوع المملكة. مسيرة علمية ووطنية حافلة ولد مولاي مصطفى العلوي سنة 1912 بدويرة الزريب قرب مدينة الرشيدية، وسط أسرة علمية عريقة. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتلقى تعليمه الأولي والشرعي في كتاتيب ومنتديات فقهاء القرويين. تابع دراسته في فاس، وكان من أوائل المغاربة الذين انخرطوا في مسار التعليم النظامي الحديث. شغل مناصب علمية وإدارية سامية، منها: • مدير دار الحديث الحسنية (1966–1976). • نائب رئيس رابطة علماء المغرب. • عضو المجلس الأعلى العلمي. • مدير ديوان وزير الأوقاف. • أول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال (1985). • أستاذ التفسير والحديث وعضو في برامج إذاعية علمية. وترك العلّامة بصمات مؤثرة في مجال التأصيل الفقهي، والتربية الإسلامية، والدفاع عن القضايا الوطنية، ومناهضة الاستعمار، بالإضافة إلى دوره في التأطير العلمي والتكويني داخل المغرب وخارجه. أعماله العلمية من أبرز آثاره: • تفسير غير مكتمل للقرآن الكريم (مخطوط). • مساهمته في تحقيق 'التمهيد' لابن عبد البر. • مقالات علمية منشورة في مجلات ودوريات. • مشاركات فعّالة في المؤتمرات الإسلامية الدولية. تكريم يليق برجل من رجالات المغرب ستشهد الندوة جلسات علمية تتناول محاور متعددة من سيرة العلامة، من بينها: • إسهاماته في تجديد الفكر الديني بالمغرب. • دوره في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال. • مواقفه من القضايا الوطنية والتحررية. • جهوده في ربط العلاقات العلمية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم رؤية ملكية متبصرة لمكافحة الفكر المتطرف والارهاب
يوسف بنشهيبة – باحث في العلوم الجنائية والأمنية تميزت المملكة المغربية عن باقي دول العالم في محاربتها للتطرف والإرهاب، بفضل القيادة الملكية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بجهود كبيرة، وبمقاربة استباقية متعددة الأبعاد في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وتعتبر المملكة المغربية نموذج يحتذى به بالنسبة إلى باقي الدول العربية والدولية، في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ولم تتوقف المملكة المغربية عند حدود الردع الزجري، بل أيقنت المملكة على أن اقتلاع جذور الإرهاب يتطلب مقاربة جادة مشتركة شاملة، تجمع بين المؤسسات الأمنية والاهتمام بالبعد السوسيو- اقتصادي والتعاون الدولي، وتأهيل الحقل التربوي والديني…، هذا الأخير الذي شهد بدوره العديد من التحولات والإصلاحات الهيكلية المهمة، والتي تروم إلى نشر وتعزيز الوسطية والاعتدال، وقيم التسامح والتوازن بين الثوابت الدينية ومتطلبات العصر، وحماية ممارسة الشعائر والعبادات، وتنظيم الفتاوى. 'لقد كان إطلاق قناة محمد السادس للقرآن الكريم، نابع من رؤية ملكية متبصرة لأمير المؤمنين'، للدور الكبير الذي تعلبه وسائل الإعلام في الإرشاد الديني ونشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، ومحاربة الفكر المتطرف واقتلاع جذوره، وأن محاربة الفكر المتطرف لا يقتصر على المقاربة القانونية والأمنية والقضائية فقط، ولكن هي مقاربة تستلزم تظافر كل الجهود. سموم فكرية متشددة منحرفة ضالة تهدد نظام القيم وأنماط السلوك بالمجتمع، من خلال نشر الفهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامي، حيث يتعرض العديد من الأفراد لغسيل الدماغ، مما يهدد معه عالم يروم أفراده لنشر السلم والسلام، والأمن والطمأنينة. على مر السنوات، حظيت المقاربة المغربية الشاملة والمندمجة لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، بإشادة دولية واسعة، تبوئه مكانة ريادية على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال، وكما سبق الذكر أن المقاربة المغربية الاستباقية، جعلت من المملكة المغربية متميزة في تعاطيها مع الفكر المتطرف والإرهاب، هي رؤية وقائية استباقية نهجتها المملكة، ولعل إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ساهمت بشكل فعال في محاربة الفكر المتطرف، من خلال نشر التفسيرات الدينية الصحيحة، في وقت شهد فيه المغرب قيام العديد من الأفراد ممن يحملون الفكر المتطرف المتشدد بنشر سمومهم داخل المجتمع. 'سنة 2004 الأحداث الإرهابية ذاكرة جماعية مشتركة بين جميع المغاربة'، تأسيس إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم في 2 رمضان 1425 _ موافق 16 أكتوبر من نفس السنة، رؤية ملكية متبصرة حكيمة، لوقف ووضع حد للامتداد الفكر المتطرف، من خلال نشر التفسيرات المعتدلة للإسلام بما يتماشى مع رغبة المملكة في التحديث والانفتاح، ومنع تنامي التطرف في المساجد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام. جاء اختيار الراديو كوسيلة إعلامية ناجعة، باعتباره أكثر الوسائل الإعلامية المسموعة بين شرائح المجتمع المغربي، وبالتالي كانت الضرورة تستلزم العمل على توسيع دائرة نشر المعلومة الدينية وتعميمها الطريق الأمثل، وقد خلق هذا الاختيار قاعدة جماهيرية عريضة في كل المدن المغربية الكبرى، والمناطق الريفية على حد السواء، علاوة على أن لها متابعين من الجالية المغربية في الخارج، كما أن الإذاعة تبث برامج باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، والعديد من القضايا الاجتماعية ذات الصلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. 'إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، آلية إعلامية ساهمت بشكل فعال في تحقيق الأمن الروحي وتأهيل الحقل الديني بالمغرب'، ومحاربة الفكر المتطرف والارهاب من خلال نشر تعاليم الدين الإسلامي السمح، والدعوة إلى التسامح والانفتاح واحترام الديانات الأخرى. ' لقد شكلت إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم قيمة مضافة داخل المشهد السمعي البصري المغربي'، حيث تنوعت أدوارها بين ما هو تربوي وتثقيفي وديني، وساهم تواصل وتفاعل المواطنين المباشر، مع برامج الإذاعة والتي يحضر فيها علماء وفقهاء من مختلف المجالس العلمية، من خلال الأسئلة التي يطرحها المستمعين، وسيلة فاعلة وفعالة قطعت الطريق مع العديد من الممارسات التي يعمد فيها البعض إلى إصدار فتاوى، أو الإجابة عن أسئلة دينية بدون الاحتكام إلى أساس ديني صحيح، وبذلك ساهم هذا التواصل المباشر مع المواطنين، في نشر وتثبيت العقيدة الصحيحة، والإجابة عن استفسارات المواطنين المختلفة وتوعيتهم، 'هي بوصلة شرعية صحيحة توجه الأفراد نحو الدين الإسلامي الحق السمح، دين وسطية واعتدال'. إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، منذ نشأتها، وهي تعمل على تطوير شبكة برامجها لتخدم اهتمامات المستمعين وحاجاتهم في التوعية الدينية والصحية والاجتماعية، كما أن الإذاعة ومن خلال العديد من البرامج تناولت قضايا الشباب الراهن بأسلوب وسطي معتدل، ناصح ميسر. إن نموذج المملكة المغربية في مجال التدبير والتأطير الديني هذا، والذي يعتمد على استغلال وسائل الإعلام من أجل محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، أصبح مرجعًا عالميًا في التسيير الديني الرشيد الميسر، ومكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، والذي تسهر من خلاله المملكة على نشر العقيدة الصحيحة، والخطاب الديني الهادئ بما يضمن تحقيق الاستقرار والأمن الروحي، وهذا ما يعكس الإقبال المتزايد على الاستماع للإذاعة من طرف المواطنين. 'حضور قوي للمرأة العالمة داخل إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم'، جاء تكريس انخراط المرأة داخل الحقل الديني من خلال الخطاب الملكي الثاني بتاريخ 30 أبريل 2004. مقتطف من الخطاب الملكي السامي بتاريخ 30 أبريل 2004 'وإدراكا من جلالتنا بأن هذا الركن المؤسسي، لا يمكن أن يستقيم إلا بتعزيزه بالركن التأطيري الفعال، فإننا قد وضعنا طابعنا الشريف، على ظهائر تعيين أعضاء المجالس العلمية، في تركيبتها الجديدة، مكلفين وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنصيبها، لتقوم من خلال انتشارها عبر التراب الوطني، بتدبير الشأن الديني عن قرب، وذلك بتشكيلها من علماء، مشهود لهم بالإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها، والجمع بين فقه الدين والانفتاح على قضايا العصر، حاثين إياهم على الإصغاء إلى المواطنين، ولا سيما الشباب منهم، بما يحمي عقيدتهم وعقولهم من الضالين المضلين، حريصين على إشراك المرأة المتفقهة في هذه المجالس، إنصافا لها، ومساواة مع شقيقها الرجل'. الحرص المولي السامي، بإشراك المرأة العالمة في تأهيل الحقل الديني في شقه الإعلامي، هو حرص على إنصاف المرأة واعتراف بمكانتها داخل المجتمع، وبالأدوار المهمة التي تقوم بها، فقد أثبتت المرأة العالمة المغربية إعلاميا قدرتها واستحقاقها للأمانة التي أناطها بها أمير المؤمنين، في تأهيل المجتمع دينيا وتربويا ودعويا. إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، منشأة إعلامية كان لها الفضل الكبير، في ترسيخ العقيدة الصحيحة لدى العديد من المواطنين، وضمان تحقيق الاستقرار والأمن الروحي، ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب، في فترة حرجة عاشتها المملكة المغربية، وبرزت هذه المنشأة الإعلامية وفق رؤية ملكية متبصرة، وتعد مكسبا ثقافيا وإعلاميا، ونموذجا يحتذى به في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب قاريا ودوليا