logo
تعريب قيادة الجيش العربي الأردني: محطة تاريخية في مسيرة الاستقلال والسيادة

تعريب قيادة الجيش العربي الأردني: محطة تاريخية في مسيرة الاستقلال والسيادة

الشاهين٢٦-٠٢-٢٠٢٥

المستشار الاعلامي / جميل سامي القاضي
في تاريخ الأردن الحديث، تبرز عملية تعريب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956 كواحدة من أبرز المحطات التي أعادت تشكيل هوية الدولة وسيادتها ، هذا القرار لم يكن مجرد تغيير إداري في هيكلية القوات المسلحة، بل كان تحولاً جوهرياً يعكس إرادة وطنية لتعزيز الاستقلال، وتحرير القرار الوطني من الهيمنة الأجنبية، وبناء مؤسسات قائمة على الكفاءة الوطنية
فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، حيث فرضت بريطانيا انتدابها على شرق الأردن وخلال تلك الفترة، سيطر الضباط البريطانيون على المناصب العليا في الجيش العربي الأردني، كجزء من سياسة استعمارية تهدف إلى ترسيخ النفوذ البريطاني في المنطقة ، وعلى الرغم من حصول الأردن على استقلالها الرسمي في ٢٥ ايار من عام 1946، ظلت القيادات العسكرية البريطانية تُدير مفاصل الجيش، مما أثار استياءً وطنياً متزايداً.
فجاء قرار التعريب كخطوة نحو الاستقلال الكامل ففي الأول من آذار/ 1956، اتخذ الملك الراحل الحسين بن طلال قراراً جريئاً بطرد الضباط البريطانيين وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط أردنيين.
جاء هذا القرار في سياق سياسة وطنية أوسع سعت إلى تقليص النفوذ الأجنبي، وتعزيز الثقة بالقدرات الوطنية ،فالتعريب لم يكن مجرد تغيير في التشكيلات القيادية، بل كان تحدياً صريحاً للهيمنة البريطانية، وإعلاناً بأن الأردن قادر على إدارة شؤونه الدفاعية بكفاءة.
لقي هذا القرار البطولي ترحيباً شعبياً اردنيا وعربياً واسعاً، حيث رأى فيه المواطنون خطوةً نحو استكمال السيادة الوطنية، خاصةً في ظل المد القومي العربي خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، فقد مثَّل قرار التعريب امتداداً لحركات التحرر العربية، مثل ثورة يوليو 1952 في مصر التي أنهت النفوذ البريطاني ، ومقدمةً لأحداث كبرى مثل حرب السويس عام 1956، التي شكلت ضربةً للنفوذ الاستعماري في المنطقة.
فكان لهذا القرار أبعاد استراتيجية وسياسية
فقرار التعريب لم يكن حدثاً معزولاً، بل كان جزءاً من تحولات جيوسياسية عميقة شهدها الشرق الأوسط ، فبينما كانت بريطانيا وفرنسا تفقدان مواقعهما تدريجياً بعد الحرب العالمية الثانية، برزت حركات وطنية ترفض التبعية وتطالب بالاستقلال الكامل ، في هذا الإطار، ساهم قرار الأردن في تعزيز موجة التحرر العربية، وأرسى سابقةً لإمكانية تحقيق الاستقلال الفعلي عبر إحلال الكفاءات الوطنية مكان القيادات الأجنبية.
كما أكد القرار على الثقة المتبادلة بين القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الاردني ، حيث رأى المغفور له الملك الحسين في الضباط الأردنيين قدرةً على قيادة مؤسسة عسكرية ستكون حاميةً للوطن ورمزاً لوحدته ، ومنذ ذلك الحين، تحول الجيش العربي الأردني إلى رمز للفخر الوطني، ولعب دوراً محورياً في الدفاع عن أمن البلاد، سواء في مواجهة التحديات الخارجية أو في دعم الاستقرار الداخلي.
هذا وقد ترك قرار التعريب إرثاً مستمراً في الذاكرة الوطنية فبعد أكثر من ستة عقود، ما يزال الجيش الأردني يُعتبر أحد أركان الدولة الحديثة، وأحد أهم تجليات السيادة الأردنية.
كما أن هذه الخطوة الهاشمية المجيدة ساهمت في تعزيز الهوية الوطنية، وأثبتت أن الأردنيين قادرون على إدارة مؤسساتهم بمسؤولية وكفاءة، حتى في أصعب الظروف.
ختاماً، يظل تعريب قيادة الجيش العربي الأردني علامةً فارقةً في تاريخ الأردن الحديث، يمثل تجسيداً لإرادة شعب وقيادة في بناء دولة مستقلة ، وهو أيضاً شهادة على أن التحولات الكبرى لا تُصنع إلا بقرارات جريئة تضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاستقلال تحقق بالتضحيات ومواكب الشهداء
الاستقلال تحقق بالتضحيات ومواكب الشهداء

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

الاستقلال تحقق بالتضحيات ومواكب الشهداء

الشاعر عليان العدوان رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين كان استقلال الأردن وما زال إنجازا وطنيا عظيما، وحري بنا الاعتزاز والاحتفال بالمنجزات الوطنية وهي استحقاقات وسمة من سمات الشعوب التي تنعم بالأمن والكرامة والاستقلال، ومن أعظم الكلمات في اللّغات كافة معنى وفعلا واصطلاحا. لأن استقلال الأردن لم يكن إلاّ إنجازا تاريخيا تحقق بالتضحيات وبمواكب الشهداء من أبناء الوطن والأمة العربية. منذ إطلاق الرصاصة الأولى للثورة العربية الكبرى التي بدأت ثورة فكرية تداعى لها كل أحرار العرب ومثقفيه. ونودي بالشريف الحسين بن علي ملكا للعرب. وبعدها استشهاد الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالله الأول في القدس الشريف. وتوارثَ بنو هاشم الغر الميامين رفع راية الاستقلال ليعتبر استحقاقا تاريخيا لما تم إنجازه. من مأسسة الدولة وإصدار الدستور وجعل الأردن بلد القانون والمؤسسات ومن أهم منجزات الاستقلال تعريب الجيش العربي الأردني. الذي كان تحت الإدارة البريطانية وإلغاء المعاهدة البريطانية في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال. وفي عهده الذي تزامن مع نكبة الأهل في الشقيقة فلسطين العروبة ومعارك الشرف التي خاضها الجيش الأردني للدفاع عن القدس وعروبتها وقدسيتها الدينية وفي اللطرون وباب الواد وغيرها على ثرى فلسطين، وكانت بعدها معركة الكرامة التي قادها الملك الحسين بن طلال، وها نحن ننعم بقيادة عبد الله الثاني ابن الحسين الذي قاد معركة الكرامة الثانية للتصدي للإرهاب والتطرف. ولا بد لنا أن نقّر بالدور الريادي الذي لعبته قواتنا المسلحة في التّصدي لعصابات التهرب على الحدود الشمالية الشرقية. وأجهزتنا الأمنية أيضا. ومن أهم منجزات الاستقلال أن الإنسان أغلى ما نملك كما أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال بتعزيز الجيش الأبيض وإعداد الكوادر الطبية الأردنية ليكون الأردن المثل الذي يحتذى به على مستوى العالم. فيما تقدمه الخدمات الطبية الملكية التابعة لجيشنا العربي من خدمة في غزة والضفة الغربية وقدمت في الكثير من أقطار العالم. كان للاستقلال تأثير كبير على تمكين الأدباء والكتاب الأردنيين بطرق عدة من أهمها تعزيز الهوية الوطنية والاعتزاز بالمنجزات الوطنية. فالاستقلال ساهم في ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية. وهذا بدوره ألهم الكتاب والأدباء للتعبير عن هذه الهوية، وتناول قضايا الوطن وتاريخه وتراثه في أعمالهم. وأصبح الأدب وسيلة لتعزيز الشعور بالانتماء والفخر الوطني. وتوسيع آفاق التعبير فمع الاستقلال، ظهرت مساحة أكبر لحرية التعبير (وإن كانت تخضع من قبل للتطورات وتقلبات عبر التاريخ). حيث بدأ الكتاب في تناول مواضيع كانت محظورة أو حساسة في فترة ما قبل الاستقلال، مما أثرى الأدب الأردني وتنوعه. ومن ثمار الاستقلال كان لوزارة الثقافة دور كبير في إنشاء المؤسسات والجمعيات الثقافية لرعاية الأدباء والكتاب من خلال دعمها ونشر أعمال الأدباء، وإقامة الفعاليات، وعلى ذكر تأسيس الجمعيات الأدبية يعتبر اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ورابطة الكتاب نموذجين للرعاية والتنوير والان ما يزيد على سبعمائة جمعية ثقافية وهذه المؤسسات والجمعيات لعبت دورًا هامًا في دعم المشهد الأدبي الأردني. والاستقلال أتاح المجال للتفاعل مع الأدب العربي الأوسع وسمح للأردن بأن يكون أكثر انفتاحًا وتفاعلاً مع الحركات الأدبية والثقافية في الدول العربية الأخرى وهذا التفاعل أثرى الأدب الأردني وأتاح للأدباء الأردنيين أن يكون لهم صوت وتأثير على الساحة الأدبية العربية. وان الأدباء والكتاب لعبوا دورًا أساسيا في توثيق مراحل الاستقلال والإنجازات والتحديات التي واجهت الأردن في بداياته، وكذلك ساهم الاستقلال في حرية التعبير والراي عن تطلعات الشعب وآماله في بناء الدولة الحديثة. باختصار، استقلال الأردن خلق بيئة أكثر ملاءمة لنمو وتطور الأدب والكتابة، حيث أصبح للأدب دورًا مهمًا في بناء الهوية الوطنية، بالتعبير عن الذات والمجتمع، وتوثيق تاريخ البلاد ومستقبلها.

الملك حسين.. قائد بحجم وطن وبصمة لا تمحوها السنين
الملك حسين.. قائد بحجم وطن وبصمة لا تمحوها السنين

صراحة نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • صراحة نيوز

الملك حسين.. قائد بحجم وطن وبصمة لا تمحوها السنين

صراحة نيوز – لا يمكن الحديث عن تاريخ الأردن الحديث دون التوقف طويلاً عند سيرة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي شكّل رمزًا وطنيًا وعربيًا على مدار أكثر من أربعة عقود، قاد خلالها البلاد بحكمة وشجاعة نحو الاستقرار والبناء والتنمية، رغم ما حفلت به المنطقة من حروب وتحديات. وُلد الملك الحسين في عمّان في 14 تشرين الثاني عام 1935، وتلقى تعليمه في الأردن ومن ثم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا. تولّى الحكم في سنٍ مبكرة، في الثاني من أيار عام 1953، خلفًا لوالده الملك طلال، ليبدأ رحلة قيادة حافلة استمرت حتى وفاته في السابع من شباط عام 1999. على مدى 47 عامًا من الحكم، واجه الملك الحسين تحديات جسامًا، من نكسة عام 1967، وحرب 1973، إلى أحداث أيلول الأسود، وتداعيات الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لكنه قاد الأردن بثبات، وحرص دائم على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية. إنجازات الحسين لم تقتصر على الصعيد السياسي، بل شملت جميع مناحي الحياة: في التعليم: أطلق ثورة تعليمية جعلت من الأردن نموذجًا إقليميًا، فشهدت المملكة توسعًا كبيرًا في بناء المدارس والجامعات، وارتفاعًا ملحوظًا في نسبة التعليم. في الاقتصاد: أسس بنية تحتية متينة، واهتم بالقطاعات الإنتاجية والزراعية، وفتح الباب أمام الاستثمارات، رغم محدودية الموارد. في السياسة الخارجية: عُرف الحسين بكونه صوت الحكمة والاعتدال في المحافل الدولية، وساهم في رأب الصدع العربي، وشارك في جهود السلام، وكان له دور محوري في توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994، بما يضمن حماية الحقوق الأردنية، وخصوصًا في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. في التحديث والإصلاح: أعاد الحياة الديمقراطية في أواخر الثمانينيات، وسمح بإجراء انتخابات نيابية عام 1989، وأطلق الحريات الإعلامية، وعزز الشفافية والمشاركة السياسية. يُلقب بـ'ملك القلوب' لمحبته الواسعة بين الأردنيين والعرب، الذين رأوا فيه القائد والأب والرمز، الذي لم يغادرهم في أي أزمة، وكان دائمًا قريبًا من شعبه، يستمع لهم، ويشاركهم أفراحهم وهمومهم. رحل الملك الحسين في 1999، بعد صراع مع المرض، وودّعه الأردنيون بقلوب دامعة، وورثه نجله الملك عبدالله الثاني ليكمل المسيرة على ذات النهج.

د. خالد الوزني يكتب : الحد الأدنى للأجور بين المقطوعية والإنتاجية
د. خالد الوزني يكتب : الحد الأدنى للأجور بين المقطوعية والإنتاجية

أخبارنا

timeمنذ 14 ساعات

  • أخبارنا

د. خالد الوزني يكتب : الحد الأدنى للأجور بين المقطوعية والإنتاجية

أخبارنا : بقلم: أ.د. خالد واصف الوزني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية سجال عميق ظهر على إحدى القنوات التلفزيونية في لبنان منذ عدة أيام، وبحضور وزير العمل اللبناني حول أهمية الاتفاق على حدٍّ أدنى للأجور. بيد أنَّ الذاكرة التاريخية لمفهوم الحد الأدنى للأجور تشير إلى أنَّ هذا المفهوم ظهر أولاً في أواخر القرن التاسع عشر في نيوزيلاندا، ثمَّ في أستراليا، لتنتقل الفكرة إلى بريطانيا العظمى مع بدايات القرن العشرين، في العام 1909، وهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، آنذاك، والتي امتدت أراضيها ومستعمراتها، لتظهر الحاجة فيها إلى استغلال خيرات المناطق المستعمرة، الزراعية، والمعدنية، والتعدينية، ما يرتبه ذلك من حاجة إلى استقطاب نوعية من العمالة غير الماهرة، والمهنية الفلاحية والتصنيعية عبر مستويات بحد أدنى من الأجر، لا يكفي لقضاء كافة الحاجات، ولا يسد متطلبات الحياة بشكل كامل، ويجعل من العودة الدائمة إلى العمل متطلب حياة ووجود. أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ظهرت فكرة الحد الأدنى للأجور مع بدايات العام 1938، أي مع بزوغ الحرب العالمية الثانية، والحاجة أيضاً إلى عمال السُّخرة، والعمالة متدنية الأجور، القادرة على العمل ساعات طوال، طلباً للمال، وتلبية للحاجات الأساسية، ضمن ظروف الحرب القاسية. مفهوم الحد الأدنى للأجور يدور حول أهداف ظاهرها الحدُّ من الفقر، وحماية الطبقات العاملة من الاستغلال، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ضمن ما عُرِف بمعايير العدالة في العمل، أمّا باطنها فقد تفاوت بين مصلحة صاحب العمل، وتحقيق استيعاب عادل للعمالة. وتلجأ الدول المختلفة إلى تلك المعايير، أو القوانين أو الأنظمة تحت مظلة أهدافٍ تسعى للعدالة الاجتماعية، والحدِّ من الفقر، وتحفيز الاقتصاد المحلي، والحدِّ من الحاجة إلى الاعتماد على الدعم الحكومي. بيد أنَّ مفهوم الحد الأدنى للأجور جاء في شكل تحديد الحد الأدنى لأجر ساعة العمل، وليس تحديد حدٍّ أدنى لأجٍر شهريٍّ مقطوع. والحقيقة وبعيداً عن النقاش والجدال حول أيهما أكثر عدالة وتحقيقاً للهدف الأمثل للعمالة، فإنَّ اعتماد الحد الأدنى لساعة العمل أظهر جدواه للعمال أكثر من الأجر الشهري المقطوع. والواضح من التطبيقات العالمية في الدول المتقدمة، والاقتصادات الأكثر إنجازاً أنها جميعاً تُطبِّق الحد الأدنى على أساس الساعة وليس الأجر الشهري، مع مراعاة أنَّ العمل بدوام كامل يتطلَّب حداً أدنى وأعلى لساعات العمل الأسبوعية، وما زاد على ذلك، برغبة العامل، يُعَوَّض عنه بأجر إضافي بمعدل زيادة يصل إلى نحو 25% عن أجر الساعة العادية. الحد الأدنى للأجور باستخدام الساعة الإنتاجية يُعَدُّ أكثر عدالة للعامل ولصاحب العمل لعدة أسباب، منها المرونة في عدد ساعات العمل، ما يشجِّع عمل طلبة الجامعات، وبعض المضطرين للعمل الجزئي، وممَّن لا تتطلَّب طبيعة عملهم تواجد لأكثر من ساعات قليلة، بحيث ينتقلون بعدها من مكان عمل إلى آخر. كما أنَّ الحد الأدنى للساعة أكثر سهولة في المقارنة، وبالمراقبة، وبالتعامل مع ظروف العمل المتنوّعة، الموسمية، أو المهنية. وقد سمح مفهوم العمل المرن، والعمل عن بُعد، وما تطوَّر إليه سوق العمل بعد «كوفيد 19» بالكثير من التطوُّرات التي تجعل من تحديد ساعات العمل المرنة، وتحديد أجر للساعة، أكثر نجاعة في الإنتاج والعمل الحر. اللجوء إلى الحد الأدنى لأجر ساعة العمل أفضل بكثير في استيعاب العمالة المحلية، وفي إحلال العمالة، وفي توفير مرونة لصاحب العمل، وللعامل، وفي تحقيق العوائد للجانبين. جميع الدول المتقدِّمة تتعامل بهذا المفهوم، ولا تلجأ إلى الحد الأدنى الشهري المقطوع، وعند البحث تجد أنَّ تلك الدول تسجِّل أقل معدلات للبطالة. الدروس تقول إنَّ الحد الأدنى لأجر الساعة أكثر منطقية وأكثر منفعة لجانبي المعادلة من الحد الأدنى الشهري، مع أنَّ المقاربتين يتنافيان مع مفهوم حرية السوق، وفوائض العرض والطلب، كما أنهما قد ينفعان العمالة الوافدة أكثر من المحلية وخاصة في الدول التي يكون فيها سوق العمل منفلتاً، وبعيداً عن التنظيم والانضباطية والرقابة على العمالة الوافدة، ويفتقر أيضاً للتخطيط السليم لخريطة عمل استشرافية للقوة البشرية الوطنية. khwazani@ أ.د. خالد واصف الوزني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store