logo
'تسفّل ' الخطاب الطائفي ومستقبل البلاد !

'تسفّل ' الخطاب الطائفي ومستقبل البلاد !

موقع كتابات٠٥-٠٥-٢٠٢٥

يقول جمال الدين الافغاني ' التسفّل أيسر من الترّفع ' وهي فكرة متحايثة مع الحقيقة الفيزيائية بأن كل محاولة ارتفاع تقاوم الجاذبية الارضية ، فيكون الصعود والارتقاء صعبا فيما الانحدار أو المنحدر يسلّم نفسه لقوة الجاذبية فيكون الانحدار سهلاً !
أسهم التسفّل مرتفعة وترتفع في الكتابات والتصريحات مع الانبثاق المبكر جداً للحملات الانتخابية ليتصدر الخطاب الطائفي المتسفّل واجهة الفضائيات والكتابات لجوقة من النكرات من محترفي التسفّل الأرخص والأسهل لدغدغة المشاعر السفلية لجمهور يفتقر الى الوعي ، والأكثر تحديدا حتى بعضا من الجمهور النخبوي وهو يتلقف تلك السموم التي تحرث في سرديات الماضي لاحباً بالمذهب ولا بالمكوّن بل تسفيلاً لهما معاً ، فالماضي لشريحة واسعة من الجمهور أقوى لديها من الحاضر .
خطابات تسافلية موجهة لجمهور عادة مايتبنى الافكار الطائفية دفعة واحدة ، افكاراً لاتحتمل النقاش ولا المعارضة خاضعة لسلطة فردية ' اسطورية ' أو مؤسساتية دينية ضيقة يرفعها الخطاب الى مستوى التقديس للتحشيد الجماهيري في طرق كلّها تودي الى اللامستقبل !
خطابات منتجوها الاحزاب الاسلاموية فطبيعتها وبنيتها الايديولوجية طائفية ، فالحزب الاسلامي سنّي وحزب الدعوة شيعي والاثنان يدخلان الاننتخابات بخطاب طائفي مقيت وان كان عنوانه الوطنية العامة ، وفي خارج هذا المستنقع الطائفي لاوجود لهما ، ففكرة الطائفية تنمو وتترعرع وتؤثر وتستقطب في فضاءات جمهور غير واع جمهور يقيني جاهل منوّم مغناطيسياً بفكرة الخلاص التي لن تأتي ابداً ..الخلاص من جحيم الحاضر ولكن الى أين ..؟
الى كهوف الماضي حيث الطمأنينة الروحية المخادعة !
خطاب التسافل الطائفي خطابا تافهاً ومدمراً للدولة الوطنية الى الحد الذي يطلق فيه احد التافهين سمومه الطائفية بالقول ، ان السنّة قتلة وتافه آخر يختصر العملية السياسية بأحقية حكم الشيعة فقط تحت شعار الاغلبية الطائفية وهو شعار مناقض لأهداف الديمقراطية..
خطورة الخطاب الطائفي إنه يمهّد ويهيء الارضية الخصبة لتقسيم البلاد بتقبل فكرة الاقليم السني والدولة الشيعة والطموح الكردي وهو تقسيم لن يحدث الا بعد حرب أهلية ، فهل يدرك تفهة هذا الخطاب الى أين يودي خطابهم ؟
في فلم ' الكيف ' الذي انتج عام 1985 يطلب محمود عبد العزيز من شاعر يكتب الاغاني للمطربين ان يكتب له نصا غنائيا ، كتب الشاعر نصا جاداً رفضه المغني قائلا ' الناس لاتريد ذلك ' طالباً منه نصاً قصيراً واضحاً محددا وتافها ملخصاً مطلبه ' أريد كلمات تافهة سيدي' !!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي
سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي

ساحة التحرير

timeمنذ 3 أيام

  • ساحة التحرير

سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي

سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع! ميلاد عمر المزوغي ما لاحظناه على الاقل منذ الاتيان بالجولاني رئيسا للبلاد باسناد قوي من امير المؤمنين اردوغان ,ان الاوضاع في سوريا لا تسير نحو اقامة الدولة المدنية ,بل خلق فتنة بين مكونات الدولة ومنها مجازر الساحل بحق العلويين ومجازر اخرى بحق الشيعة وكذلك الدروز, أي ان غالبية المكونات تعاني من الحكم الجديد. بالأمس يقول الامريكان بان الجولاني وتنظيمه ارهابي ويرصدون اموالا طائلة لمن يقبض عليه ,فجأة يصبح ذلك الارهابي يستقبل من قبل رئيس الدولة التي رصدت المبلغ؟ ويوصف بانه شاب يسعى الى بناء دولته؟ ,كنا ندرك تماما ان ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم داعش من صنع امريكا ويصفونه بانه تنظيم اسلامي متطرف ,ها قد اوصلوه الى سدة الحكم ,ويطلبون منه قطع أي اتصال بري بين إيران ولبنان، ترك السماء مفتوحة للطيران الأمريكي والإسرائيلي، عدم تصدير الأفكار 'الثورية والمتطرفة' لدول الجوار التي تدور في فلك امريكا ، تدمير ما تبقى من ترسانة الجيش السوري, هذا ان تبقى منها شيء بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة . الحكام العرب الذين ساهموا في إمداده بكل ما استطاعوا وفق الأوار الامريكية يستقبلون الجولاني بالبسط الحمراء ,انه صديق حميم لهم لانهم جميعا سواسية في طاعة ولي الامر امريكا من اجل ان ترضى عنهم وتبقيهم في السلطة. رفع العقوبات عن النظام الجديد ومحاولة المساهمة في عمليات الاعمال بسبب الخراب الذي طال البلد جراء دعمهم(الامريكان وبعض الحكام العرب) للفصائل التكفيرية ,فما يكون من الرئيس المؤمن بالنهج التكفيري, الا القول بانه سيكون هناك مشروع برج يحمل اسمه في دمشق 'برج ترامب', الاشياء تم ترتيبها مسبقا ولم تكن وليدة اللحظة تفتيت الامة واحياء دور الاقليات التي كانت تعيش بأمان وسلام في كنف الدولة الاسلامية على مر العصور, إنها محاولة لإحداث الفوضى في المنطقة, لكي يهنأ الكيان المحتل لفلسطين لا نقول الابن المدلل لأمريكا بل لأنه (العدو) يملك القدرة على الاتيان بالرئيس الذي يخدم مصالح الصهاينة. لا نقول بان الجولاني تلقى دعوة لزيارة البيت الابيض, بل تلقّى امرا بالمجيء الى هناك, كي يسمع ما يجب عليه فعله, سيبقى الامريكان في شرق سوريا لتامين منابع النفط, ورصد أي حركة يكون من شانها الاضرار بمصالح امريكا والصهاينة. لعل السؤال الاهم هو, هل سيخنع الشعب السوري لإملاءات امريكا من خلال بيدقها الجولاني؟. الذي نعرفه ان السوريين بمختلف اطيافهم العرقية والدينية, قاموا بالثورة ضد المستعمر العثماني (رغم تشدقه بإقامة شرع الله) الذي امعن فيهم قتلا وتعذيبا ,كذلك انتفض الشعب السوري ضد المستعمر الفرنسي الى ان اجبره على الرحيل المخزي والمذل. نتمنى من الطائفة الدرزية الكريمة بسوريا, ان تبتعد عن الكيان الصهيوني وتصرفاته الحمقاء بشان مساعدته لها, وان تتبرأ من كل من يتعاون مع الصهاينة ضد ابناء سوريا, فالمحتل الى زوال هكذا قرانا بكتب التاريخ والخزي والعار للخونة, دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة ‎2025-‎05-‎19 The post سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.

امنحني العدالة وكن من شئت
امنحني العدالة وكن من شئت

وكالة أنباء براثا

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة أنباء براثا

امنحني العدالة وكن من شئت

جاء في الاداب السلطانية ص/11 ولما فتح ـ الصحيح لما احتل ـ هولاكو بغداد في سنة 656 ه‍ أمر أن يستفتي العلماء أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء بالمستنصرية لذلك، فلما وقفوا على المسألة أحجموا عن الجواب وكان رضى الدين علي بن الطاوس حاضر المجلس وكان مقدما محترما، فلما رأى احجامهم تناول الورقة وكتب بخطه: الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر، فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه.. للتوضيح اعتناق الاسلام او الكفر يعود على صاحبه ، اما العدالة والظلم فيعودان على المجتمع ، والعدالة التي تحدث عنها هولاكو ليست وفق مفهومه بل بالمفهوم العام لا يرفضها الانسان السوي بعيدا عن ماهية العدالة وفلسفة الفلاسفة ، فالعدالة بالاجماع هي روح الحياة واجاد وافاد الشيعة الامامية عندما جعلوا العدالة اصل من اصول الدين ، فالعدالة الصحيحة طبقا لشريعة الاسلام ينعم كل الانام بالخير والحرية والسلام وهنالك رواية للامام علي عليه السلام ( لابد من حاكم بر او فاجر ) حاول بعض الكتاب ومنهم د رشيد الخيون لتجيير هذا الحديث لجعل حكومة الطاغية افضل من حكومة اليوم ، وهذه المقارنة مغلوطة جملة وتفصيلا ، وتفسير حديث الامام علي عليه السلام بانه لا بد من حاكم او قائد للمجتمع اي لا يسمى هرم ان لم يكن له راس ولا يسمى جبل ان لم يكن له قمة والحاكم شيء وعدالته شيء اخر نعود الى جدلية العدالة وما ترتب عليها من مناصب اصبحت مثار جدل ونقاشات حادة حتى ادت الى الغاء الاخر ، العدالة التي يحققها الفقيه فانا اؤمن بولايته ، وان حققها حاكم ليس بفقيه فانا اؤمن بحاكميته ، وان حققها اجنبي وليس بمسلم فانا اؤمن بعدالته ، والعدالة الحقة هي التي تتحقق وفق تشريع عادل والتشريع العادل يشرعه انسان وفق امتيازات خاصة ، وهنا بدا النقاش والجدل . نعم هنالك من يؤمن بولاية الفقيه ويرفض كل من لا يؤمن بها ، وهذا راي مرفوض جملة وتفصيلا ليس لانه خطا وليس لانه صح ، فالاعتقاد بولاية الفقيه مشروطة بالعدالة ، والعدالة تكون بوجهات نظر مختلفة عند الشيعة انفسهم وعند السنة وعند بقية الاديان والطوائف ، ولكن الرغبة لولاية الفقيه باعتبار الفقيه مجتهد والمجتهد يكون ذو اطلاع واسع بادوات استنباط الاحكام الاسلامية سواء فقه اصول تاريخ حديث وغيرها . وفي الوقت ذاته هنالك الكثير من المسلمين فروا من حاكمهم المسلم الى بلد حاكمه ليس بمسلم ليشعر بالعدالة في حقوقه ، بل في بعض الاحيان حتى في ممارسة شعائره الدينية في بعض البلدان الغربية يجد حريته ، وهنا هذا لا يعني ان حكامهم اي الاجنبي يتصفون بالعدالة بل اغلبهم لظرف سياسي معين يكون تعاملهم مع المسلم بشكل عادل بينما في ظروف اخرى يعلن العداء جهارا نهارا وحتى اعلامهم هو الذي روج لمصطلح ( الاسلام فوبيا ) وهو الذي شرع قانون منع الحجاب وغيرها .. من محطات التاريخ الم يهاجر المسلمون من مكة الى بلاد الحبشة بلاد النصارى وحصلوا على العدالة ؟ نعم هنالك تفاصيل تخص تشريعات الاحوال الشخصية مثلا فكل دين او مذهب يلتزم بما يؤمن ولا يحق للاخر ان يفرض على الاخر بما يؤمن . نحن تحدثنا عن العدالة كمفهوم عام وليس بالضرورة يتحقق على يد مسلم او غير مسلم بل مفردات العدالة الاساسية عندما تتحقق يكون هو المطلوب وضمن العدالة الحرية الملتزمة فكن من شئت وامنحني العدالة .

خطورة خطاب الازدراء والتحريض الطائفي المتصاعد ضد شيعة العراق
خطورة خطاب الازدراء والتحريض الطائفي المتصاعد ضد شيعة العراق

موقع كتابات

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

خطورة خطاب الازدراء والتحريض الطائفي المتصاعد ضد شيعة العراق

تطوَّر بعض الخطاب السُّني العراقي الطائفي بشكل كبير نحو مزيد من التطرّف بعد سيطرة عصابات الجولاني على سوريا، وبدأ يتحوّل من شعورٍ بالنشوة والثقة بالنفس إلى تهديدٍ علني للشيعة، واستعدادٍ ميداني لمهاجمة النظام السياسي العراقي، والدعوة إلى العودة بالقوة لاحتكار السلطة في العراق، والانتقام من الشيعة. هذا الخطاب يقوم على وهمٍ كبيرٍ ينتجه عقلٌ أخرق، يشبه البناء على أرض طينية مشبعة بمياه آسنة، مما سيؤدي إلى غرق أصحابه ومروِّجيه وهلاك أتباعه. فهؤلاء الطائفيون الحالمون قد لا يدركون أن أمنهم واستقرارهم وثقتهم الحقيقية بأنفسهم لا تتحقق إلّا من خلال تعايشٍ إيجابي مع أهلهم الشيعة، في العراق والمنطقة، ومن خلال الكفّ عن التحريض ضدهم والتآمر عليهم، والقبول بالواقع الديموغرافي والسياسي العراقي. وخلاصة هذا الواقع هي أن العرب السنّة أقلية مذهبية وقومية (16% فقط من عدد سكان العراق)، في حين أن الشيعة يشكّلون الأغلبية الساحقة (65% من سكان العراق)، وأن السنة العرب لن يعودوا إلى احتكار السلطة في العراق، بل لن يتقاسموا قرار الدولة والحكم مع الشيعة مناصفةً، لا اليوم ولا غداً، ولا في المستقبل البعيد، حتى لو استعانوا بكل دول العالم، وليس فقط بعصابات الجولاني أو إرهابيي داعش والقاعدة، أو فلول البعث، أو حكّام تركيا والسعودية وقطر والأردن. فهذه الأوهام ينبغي أن تتلاشى إلى غير رجعة. أما المكابرة والاستغراق في الأحلام والاتكال على الخارج فلن تجديهم نفعاً، بل ستدخلهم في أنفاق مظلمة ومتاهات لا نهاية لها. ومن بديهيات مخرجات النظام الديمقراطي أن تكون مفاصل الدولة العراقية وقراراتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية بيد الشيعة، كما هو الحال في معظم دول العالم، حيث تتولى الأكثرية القومية أو المذهبية أو الدينية قيادة الدولة وإدارة الحكم. وقد بدأ الشيعة في العراق، منذ عام 2003، يتدرجون في امتلاك عناصر القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، حتى بلغوا مستويات غير مسبوقة منذ قرون طويلة. ولا يعلم كثير من العراقيين، سنة وشيعة، أن 20% فقط من عديد القوات المسلحة العراقية وعدتها، قادرة ــ بحسب المعطيات العسكرية ــ على الاستيلاء على دمشق خلال شهر واحد، وهو ما يجعل الاستقواء النفسي والدعائي بعصابات الجولاني لا يعدوا أن يكون عبثاً أخرق. ولعل من الواجب أن يسجد سنّة العراق لله شكراً كل يوم، على ما يتمتعون به من امتيازات كبيرة لا تحلم بها أي أقلية أخرى في العالم، بل لم يكونوا يتمتعون بها حتى في عهد النظام البعثي، وخاصة على مستوى أوضاعهم المعيشية والمالية والاقتصادية والدينية. كما ينبغي لهم أن يشكروا أهلهم الشيعة الذين لم يعاملوهم كما عاملهم نظام البعث السني، ولم يحمِّلوهم وزر طائفية ذلك النظام وعنصريته وظلمه وقمعه وتهميشه للشيعة، بل جعلوهم شركاء أساسيين في الحكم، ومنحوهم رئاسة أعلى سلطة تشريعية في الدولة، إلى جانب العديد من المناصب العليا التي يُحرم منها الشيعة في البلدان الأخرى التي يشكّلون فيها نسبًا تفوق نسبة السنة العرب في العراق بكثير. ويتزامن خطاب التحريض الطائفي المتصاعد ضد الشيعة مع خطاب الازدراء؛ فمفردات مثل 'الشروگ'، 'الصفويين'، 'العتاگه'، 'العجم'، 'الذيول' وغيرها، هي مصطلحات يستخدمها الطائفي العراقي للتعبير عن ازدرائه للشيعة والتحريض عليهم، دون أن يذكر كلمة 'الشيعة' مباشرة، مراوغةً وتجنّباً للمواجهة المباشرة. ويستهدف بهذا الأسلوب خداع بعض الشيعة المغفّلين أو المنسلخين عن هويتهم، لإيهامهم بأنه لا يقصدهم، بل يقصد فئات معينة. وهذا الأسلوب ليس جديداً؛ فقد كان يستخدمه النواصب والطائفيون سابقاً عندما كانوا يصفون الشيعة بالرافضة والغلاة والمشركين، لتجنّب المواجهة المباشرة معهم. وكان ابن تيمية التكفيري من أبرز من مارس هذه المخاتلات. وكان هناك من الشيعة من يبرّر صمته آنذاك، بزعم أنه ليس مقصوداً بتلك الأوصاف. وهو ما يحدث اليوم أيضاً؛ حيث يُقنع بعض الشيعة أنفسهم بأن مصطلحات مثل 'الشروگي'، أو 'الصفوي'، أو 'العجمي'، أو 'الذيل'، أو 'العتاگ' لا تستهدفهم، وإنما تستهدف مناطق أو وظائف أو تيارات سياسية ودينية بعينها. لكن الحقيقة أن الطائفي يقصد بهذه المصطلحات جميع الشيعة دون استثناء: إسلاميين أو علمانيين، مؤمنين أو ملحدين، متمسكين بهويتهم أو منسلخين عنها، حكّاماً أو معارضين، سياسيين أو دينيين. ومن أراد خداع نفسه والتهرّب من واجب الدفاع عن النفس، فذلك شأنه. ولا شك أن الاستمرار في التصعيد العدواني والتحريضي ضد الشيعة، والدفع بالبعثيين والتكفيريين نحو مزيد من التغلغل في مفاصل الدولة، والعمل على تخريبها من الداخل، واستخدام المصطلحات الطائفية والعنصرية بهدف الازدراء، والاستعانة بالأنظمة السنية الطائفية، يؤدي تلقائياً إلى ردود أفعال تصعيدية مقابلة من القواعد الشعبية والنخب الشيعية. لذلك، ينبغي مواجهة هذه الموجة المرَضيّة الجديدة المتصاعدة، ومنع انتشار عدواها وتحولها إلى وباء، وتنفيس احتقان الشارع الشيعي للحيلولة دون تفجّره، كما حدث في عامي 2006 و2014. ولعل الوسائل الآتية كفيلة بذلك: قيام المواطنين وممثليهم في مجلس النواب بمقاضاة كل مَن يستخدم هذا الخطاب وتلك المصطلحات الطائفية ويروج لها، بغض النظر عن صفته أو موقعه. مبادرة الادعاء العام بمقاضاتهم أيضاً استناداً إلى الحق العام، تمهيداً لاتخاذ قرارات قضائية صارمة وفرض عقوبات رادعة. التحضير لتنظيم احتجاجات شعبية مدنية. فرض العزلة السياسية على الأفراد والمجموعات الداعمة لهذا الخطاب. التفكير الجاد في تقنين شيعية الدولة العراقية، ثقافياً وقانونياً وسياسياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store