logo
استهداف أمريكي مكثف لأكثر من مئة هدف حوثي منذ منتصف مارس

استهداف أمريكي مكثف لأكثر من مئة هدف حوثي منذ منتصف مارس

شهدت الساحة اليمنية تصعيدًا عسكريًا لافتًا، حيث شهدت المحافظات اليمنية الثلاث، صنعاء ومأرب والحديدة، موجة واسعة من الغارات الجوية الأمريكية ضمن حملة بدأت منذ منتصف مارس 2025، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، خاصة في المواقع التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
ففي العاصمة صنعاء وضواحيها، تركزت الضربات على منطقة النهدين جنوبي المدينة، التي تُعد من أهم المراكز العسكرية الحوثية وتضم مخازن وثكنات ومقرات سابقة لألوية الحماية الرئاسية، كما طالت الغارات منطقة فج عطان في مديرية معين، حيث استهدفت أنفاقاً جبلية ومخازن أسلحة، بالإضافة إلى جبل نقم شرق العاصمة، ومنطقة بني حشيش شمال شرق صنعاء التي استُهدفت بخمس غارات، وكانت جماعة الحوثي قد حصنت مرتفعاتها مسبقاً وتُرجح وجود منصات صواريخ فيها، كذلك نُفذت غارات في مديرية همدان شمال غرب العاصمة، حيث استُهدفت مزرعة ومنطقة المعمر، إضافة إلى معسكر جربان الذي تعرض لقصف عنيف على مستودعات وأنفاق، وأكدت مصادر أمنية ومحلية فرض الحوثيين طوقاً أمنياً على المستشفى العسكري بالتزامن مع وصول مصابين، بينما أعلنت وزارة الصحة الخاضعة للجماعة أن إجمالي الضحايا في صنعاء ومناطق أخرى منذ انطلاق الحملة بلغ 107 قتلى و223 جريحاً.
وفي محافظة مأرب شرقي اليمن، نفذت المقاتلات الأمريكية 11 غارة استهدفت مواقع للحوثيين في مديريتَي العبدية ومجزر، وشملت مقار قيادة ومخازن أسلحة ومواقع عسكرية متقدمة، كما استهدفت ضربة جوية منزلاً في شمال المحافظة، يُعتقد أنه كان يؤوي عناصر حوثية، وأكد شهود عيان حدوث دمار واسع في عدد من المواقع، لكن لم يُعلن عن أرقام دقيقة للخسائر البشرية في هذه الغارات، وسط استمرار تحليق الطائرات الأمريكية في سماء المحافظة ومراقبتها للأهداف المتحركة والثابتة.
أما في محافظة الحديدة غرب البلاد، فقد كانت جزيرة كمران أحد أبرز الأهداف، حيث قصفت الطائرات مواقع وثكنات حوثية على الجزيرة المطلة على البحر الأحمر، وفي مدينة الحديدة نفسها وتحديداً في مديرية الحوك، تسببت الغارات في تدمير مبانٍ سكنية، وأعلنت جماعة الحوثي مقتل عشرة أشخاص في هذه المنطقة، كما استهدفت غارات أمريكية محمية برع الجبلية، حيث توجد ورش لتطوير صواريخ ومسيرات، إضافة إلى قصف محطة اتصالات تُستخدم من قبل الجماعة، وقد أظهرت لقطات مصورة حجم الدمار الذي خلفته هذه الغارات، خاصة وسط المناطق السكنية.
وتشير الحصيلة الإجمالية للغارات منذ منتصف مارس وحتى التاسع من أبريل إلى قصف أكثر من مئة هدف في ثلاث عشرة محافظة، غير أن الضربات في صنعاء ومأرب والحديدة كانت الأكثر كثافة ودموية، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص وإصابة 223 آخرين، معظمهم من المدنيين وفق ما ذكرت وزارة الصحة الحوثية، فيما تؤكد واشنطن أن أهدافها تركزت على منشآت عسكرية ومخازن أسلحة ومنشآت قيادة وتحكم، ضمن حملة تهدف إلى ردع هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وتزامن هذا التصعيد مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس كارل فينسون" إلى مياه الشرق الأوسط، لتكون ثاني حاملة طائرات تنضم إلى العمليات البحرية ضد الحوثيين، إلى جانب "يو إس إس هاري ترومان"، وذلك في إطار جهود واشنطن لحماية حركة الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر، وتشير المعلومات إلى أن الحاملة مزودة بطائرات مقاتلة من طراز "إف-35 سي" وقادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية على نطاق عالمي، مما يعزز القدرات العسكرية الأمريكية في المنطقة بشكل ملحوظ.
وتأتي هذه الحملة الأمريكية كرد فعل مباشر على استئناف الحوثيين لهجماتهم على السفن التجارية والحربية، وعلى أهداف إسرائيلية، بذريعة التضامن مع الفلسطينيين في غزة بعد استئناف العمليات العسكرية هناك، هذه الهجمات أدت إلى تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أجبر العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها نحو طرق بديلة أطول وأكثر كلفة.
وفي حين تلتزم القيادة المركزية الأمريكية الصمت إزاء تفاصيل الضربات، قال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من هذه الحملة يتمثل في تدمير القدرات الهجومية للحوثيين، وردعهم عن تنفيذ المزيد من الهجمات، وضمان أمن الملاحة في الممرات البحرية الحيوية، وأكد أحد المسؤولين أن الحوثيين ما زالوا يمتلكون القدرة على شن الهجمات، ما يشير إلى أن العمليات الأمريكية ستتواصل خلال الفترة المقبلة بوتيرة متصاعدة.
ويذهب مراقبون إلى أن هذا التصعيد لا ينفصل عن سياق أوسع تسعى فيه واشنطن لتوجيه رسائل غير مباشرة إلى إيران، عبر استهداف حلفائها الحوثيين في اليمن، فبعد سنوات من سياسة ضبط النفس، يبدو أن الولايات المتحدة قد قررت إعادة رسم الخطوط الحمراء في المنطقة، ويرى محللون أن واشنطن لا تسعى فقط إلى إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية، بل تسعى أيضًا لتثبيت حضورها العسكري في المنطقة وردع طهران عن استخدام الجماعة كورقة ضغط، وفي نظر هؤلاء المراقبين، فإن الحملة الأمريكية الأخيرة قد تُشكّل بداية لمرحلة جديدة من الصراع، عنوانها مواجهة ممتدة مع وكلاء إيران في المنطقة، قد لا تكون ساحتها مقتصرة على اليمن فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جريمة نهب وسطو منظم: الحوثيون يبيعون ممتلكات بنوك خاصة وسط تحذيرات رسمية
جريمة نهب وسطو منظم: الحوثيون يبيعون ممتلكات بنوك خاصة وسط تحذيرات رسمية

الحركات الإسلامية

timeمنذ 21 ساعات

  • الحركات الإسلامية

جريمة نهب وسطو منظم: الحوثيون يبيعون ممتلكات بنوك خاصة وسط تحذيرات رسمية

في تصعيد خطير يهدد الاستقرار المالي والمصرفي في اليمن، أقدمت مليشيا الحوثي على بيع ممتلكات البنوك الخاصة الواقعة في مناطق سيطرتها، في خطوة وُصفت بأنها "جريمة نهب وسطو منظم" تمس بشكل مباشر سلامة النظام المصرفي والاقتصاد الوطني. وتأتي هذه الخطوة بعد أن قررت عدة بنوك نقل غرف عملياتها ومقارها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، في محاولة لحماية أصولها وودائع عملائها من الانتهاكات المتزايدة، وتمثل هذه الممارسات الحوثية تهديدًا واضحًا للاستقرار المالي، وتستلزم استجابة صارمة لوقف هذا العبث المنظم الذي يطال أحد أعمدة الاقتصاد اليمني. وفي هذا السياق، أطلق ناشطون وإعلاميون حملة إعلامية موسعة تحت وسم #الحوثي_ينهب_ودائع_البنوك، تهدف إلى تسليط الضوء على هذه الانتهاكات ورفع الوعي العام بخطورتها، وتُحذر الحملة من أن أي تورط في شراء أو بيع أو التصرف في الأصول المصادرة يُعد دعمًا مباشرًا للإرهاب، ويعرض المتورطين للمساءلة القانونية محليًا ودوليًا، بما في ذلك إدراجهم على قوائم العقوبات وتجميد أصولهم. وناشدت الحملة رجال المال والأعمال والمواطنين والمؤسسات التجارية برفض التعامل مع العروض المشبوهة التي تروج لها المليشيا، وتؤكد أن المال المنهوب لا يتحول إلى ملكية مشروعة، بل يصبح عبئًا قانونيًا يلاحق حامله، وأي تورط في بيع أو شراء أو حتى الوساطة بشأن هذه الأصول يُعد مشاركة في جريمة تمويل الإرهاب، بما قد يؤدي إلى الملاحقة القضائية دوليًا ومحليًا، والخسارة المالية والسمعة وربما الحرية. ووجهت الحملة رسالة واضحة إلى المؤسسات المالية الدولية ومراكز القرار الاقتصادي الإقليمي، أكدت فيها أن مليشيا الحوثي تعمل على تحويل النظام المصرفي إلى أداة لتمويل الحرب والإرهاب، في سابقة خطيرة تهدد الأمن المالي للمنطقة بأكملها. في المقابل، حذرت الحكومة اليمنية من التصعيد الحوثي، واعتبرته بمثابة سلوك انتقامي ولصوصي يكشف عن استخفافها بالقانون وتهديدها الخطير للاستقرار المالي والمصرفي في البلاد. وأهابت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بكافة المواطنين، ورجال الأعمال، والشركات التجارية، بعدم التورط في شراء أو بيع أو رهن أو نقل ملكية أي من الأصول والعقارات أو المنقولات التي كانت مملوكة لتلك البنوك. وقال الإرياني في تغريدة له على منصة أكس " أن أي مشاركة – مباشرة أو غير مباشرة – تُعد جريمة تمويل ودعم مباشر للارهاب العابر للحدود، وتعرّض مرتكبيها للمساءلة الجنائية والملاحقة القضائية، محلياً ودولياً، بما في ذلك خطر الإدراج على قوائم العقوبات الدولية وتجميد الأصول". وأضاف الوزير اليمني "أن أي تصرف بهذه الأصول باطل قانوناً ولا يُعتد به، ولا يترتب عليه أي أثر قانوني حالياً أو مستقبلاً". ولفت الإرياني إلى أن الحكومة اليمنية، انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والدستورية، تؤكد التزامها الكامل بحماية النظام المصرفي وحقوق المودعين والمساهمين، وستتخذ كافة الإجراءات القانونية لضمان ذلك. ويبدو أن ميليشيا الحوثي تتعامل المليشيا الحوثية مع أموال المودعين وممتلكات البنوك كأنها غنائم حرب، وتستخدمها كمصدر تمويل لعملياتها العسكرية، ضاربة عرض الحائط بمبادئ حقوق الملكية وحماية القطاع الخاص، ويعكس هذا السلوك سياسة ممنهجة للنهب والعقاب الجماعي، ويقوض ما تبقى من ثقة في النظام المالي والاقتصادي. ويرى المراقبون إلى أن هذه الممارسات تعكس عقلية النهب والعقاب الجماعي التي تتبعها المليشيا، وتهدف إلى تدمير ما تبقى من الثقة في النظام المصرفي، كما يرون أن تحويل أموال المودعين وممتلكات البنوك إلى أدوات لتمويل الحرب يشكل تهديدًا مباشرًا ليس فقط لليمن، بل للأمن المالي الإقليمي برمّته، ويؤكد المراقبون على أن الموقف الواضح للحكومة اليمنية، والدعوة الشعبية الواسعة لرفض هذه الممارسات، يمثلان خطوة مهمة في مواجهة هذا العبث المنهجي، وأن وقف نهب وتخريب النظام المالي هو واجب وطني وأخلاقي، يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لردع المليشيا ومنعها من الاستمرار في تقويض أسس الدولة والاقتصاد.

"إعادة تشغيل مطار صنعاء".. بين البروباجندا الحوثية وواقع الانهيار
"إعادة تشغيل مطار صنعاء".. بين البروباجندا الحوثية وواقع الانهيار

الحركات الإسلامية

timeمنذ 5 أيام

  • الحركات الإسلامية

"إعادة تشغيل مطار صنعاء".. بين البروباجندا الحوثية وواقع الانهيار

أثار إعلان جماعة الحوثي مطلع الأسبوع استئناف الرحلات الجوية في مطار صنعاء الدولي، بعد نحو عشرة أيام من الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة، موجة من الجدل والانتقادات، وسط تشكيك واسع في صحة المزاعم المتعلقة بجاهزية المطار الفنية، واتهامات للمليشيا باستخدام الحدث كمنصة دعاية سياسية على حساب سلامة المدنيين. وكان مطار صنعاء قد خرج عن الخدمة بالكامل جراء غارات جوية شنتها إسرائيل في السادس والسابع من مايو الجاري، واستهدفت المطار وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة، بالإضافة إلى منشآت مدنية وموانئ في الحديدة، رداً على هجوم صاروخي تبنّته جماعة الحوثي واستهدف محيط مطار "بن غوريون" في تل أبيب. وبحسب الحوثيين، فإن الغارات تسببت بخسائر مادية تتجاوز 500 مليون دولار، وشملت تدمير منشآت المطار الرئيسية، بما في ذلك صالات الركاب ومدرج الطيران، إضافة إلى ثلاث طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية كانت تحتجزها الجماعة منذ نحو عام. وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها استعراضية، أعلنت جماعة الحوثي السبت الماضي، عبر وسائل إعلامها، إعادة تأهيل مطار صنعاء واستئناف الرحلات الجوية، معلنة هبوط أول طائرة قادمة من العاصمة الأردنية عمّان وعلى متنها 136 راكباً. غير أن المشهد المصور لهبوط الطائرة أثار موجة واسعة من الاستياء، بعدما ظهر المدرج مغطى بالغبار الكثيف لحظة ملامسة عجلات الطائرة، في صورة تعكس تهالك البنية الفنية للمطار، ووصف شهود العيان المشهد بأنه أقرب لهبوط اضطراري على طريق ترابي، ما دفع بناشطين إلى التحذير من "كارثة جوية محتملة"، وسط تقارير عن عمليات ترميم بدائية للحفر في المدرج استمرت أسبوعين فقط. وفي تعليقها على الحدث قالت الحكومة اليمنية أن إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بشأن "إعادة جاهزية" مطار صنعاء، لا يتجاوز كونه استعراضا دعائيا، يعكس حالة الإنكار التي تعيشها المليشيا أمام حجم الخراب الذي تسببت فيه جراء سياساتها ومغامراتها، ومحاولاتها تضليل الرأي العام وتحويل مأساة تدمير المطار إلى "نصر". وأضافت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "المطار الذي دُمرت بنيته التحتية بالكامل من صالات ومكاتب ادارية درجات وأجهزة ملاحة ومراقبة، وحتى الطائرات المدنية نفسها، لا يُعاد تأهيله عبر طبقة إسفلت بدائية تطلق الغبار كما لو كانت طريقاً ريفية، ولا ببناء صالة وصول ومغادرة، بعجل بطريقة أقرب إلى أسواق الخضار منها إلى مطار دولي". وتابع الوزير اليمني في تغريدة له على منصة إكس "الأخطر من ذلك أن المليشيا تدفع نحو تشغيل المطار في ظل غياب أبسط مقومات السلامة، معرضة أرواح المدنيين والطائرة المدنية الوحيدة المتبقية في المطار لأضرار جسيمة، نتيجة الهبوط والإقلاع على مدرج متهالك لا تتوفر فيه المعايير الدولية، ما قد يتسبب في تلف محركات الطائرة أو خروجها عن الخدمة، والتي تقدّر قيمة المحرك الواحد منها ما بين عشرة إلى خمسة عشر مليون دولار وهو ما يكشف مدى استخفاف المليشيا بالأرواح والممتلكات". ولفت الإرياني إلى أن الحوثيون لا يعيدون تأهيل مطار، بل يعيدون إنتاج أكاذيبهم، ويحاولون إيهام الناس بأنهم قادرون على الإنجاز، بينما هم في الحقيقة يعمّقون العجز ويجملون الكارثة، ما يحدث ليس تأهيلا، بل محاولة لتغطية الفشل ببروباجندا إعلامية لا تنطلي على أحد. ومن جانبها، أصرت المليشيا الحوثية على تقديم ما جرى كنجاح لوجستي وفني، إذ قال مدير مطار صنعاء خالد الشايف، إن المطار يضم "صالتين جاهزتين لخدمة الركاب"، بينما صرّح نائب وزير النقل في حكومة الحوثيين، يحيى السياني، أن المطار أصبح "جاهزًا لتأمين أربع رحلات يوميًا" بعد استيفاء ما وصفها بـ"المعايير الدولية". لكن مقاطع الفيديو والوقائع الميدانية التي ترافقت مع أول رحلة، خالفت تمامًا هذه التصريحات، واعتُبرت دليلاً قاطعًا على استمرار الخطر، خصوصاً مع عدم تأهيل حقيقي للمدرج وتجاهل كامل لمتطلبات السلامة الجوية. وتكشف محاولة جماعة الحوثي تسويق استئناف الرحلات في مطار صنعاء عن نمط متكرر في التعامل مع الكوارث، حيث تُستخدم الأحداث الكبرى كأدوات دعائية لتصدير صورة "القدرة والإنجاز"، حتى على أنقاض مؤسسات مدمرة ومهددة بالانهيار. وبينما يسعى الحوثيون لتثبيت سردية "الانتصار" في مواجهة الضربات الإسرائيلية، تبدو الحقائق على الأرض أبعد ما تكون عن روايتهم، حيث يفتقر المطار لأدنى مقومات التشغيل الآمن، وتُدار سلامة المسافرين وسط ركام المطار وركام الحقيقة.

العلاقة بين أمريكا وإسرائيل !باقر الجبوري
العلاقة بين أمريكا وإسرائيل !باقر الجبوري

ساحة التحرير

timeمنذ 6 أيام

  • ساحة التحرير

العلاقة بين أمريكا وإسرائيل !باقر الجبوري

العلاقة بين أمريكا وإسرائيل !! ستراتيجية أم تكتيك !! باقر الجبوري تعالت الاصوات في إسرائيل ومن المتعاطفين معها في أمريكا قبل زيارة ترامب للمنطقة وبعد الاتفاق على وقف اطلاق النار بين القوات الامريكية والقوات اليمنية في البحر الاحمر وكثر الكلام عن تخلي الاخير عن الحلف الستراتيجي مع إسرائيل وانه تركها وحيدة في ساحة المعركة !! وكأن لسان حال البعض منهم يقول ( أمريكا باعت إسرائيل لإيران وللمقا..ومة ) كما كانوا يرددون اكاذيبهم سابقاً أن ( ايران قد باعت المقا..ومة لاسرائيل ولأمريكا )!! لكن الحقيقة غير ذلك !! فامريكا لم تقم ببيع أسرائيل للمقا..ومة كما أن أيران لم تقم ببيع المقا..ومة لاسرائيل ! وهنا يجب علينا التفريق بين الاهداف الستراتيجية وبين التكتيك المرحلي فكما ان ستراتيجية ايران مع المقا..ومة لكنها تستخدم تكتيك المفاوضات مع أمريكا للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية شرحناها في منشورات سابقة فكذلك هي ستراتيجية أمريكا مع اسرائيل ! فامريكا اليوم أستخدمت التكتيك بإعلان ايقاف الحرب مع اليمن لفترة محدودة وهو اعلان رسمي بتخليها عن اسرائيل لو كان ذلك حقيقة ولكن الموضوع هو كما ذكرنا تكتيك للماطلة وللحصول على مكاسب اقتصادية عالية الدسومة من دول ( الحلب العربي ) ولضمان عدم تعكير اجواء تلك الغزوة الترامبية لتلك الدول بصواريخ الحو..ثي التي قد تطال ترامب لو بقي الحال على ماهو عليه في البحر الاحمر وهذا الكلام بالاتفاق مع اسرائيل والمطلوب ( واحد يرفع والثاني يكبس )!! نعم ستراتيجية أمريكا وحتى الرمق الاخير مع اسرائيل وستبقى مع اسرائيل بل ان الحقيقة التي قد يتغافل عنها الكثير هي ان اسرائيل تمثل القاعدة الام والمتقدمة لها في الشرق الاوسط للحرب ضد ليران أو للسيطرة مستقبلاً على كل دول المنطقة !! ولكن ماذا ( لو ) صح هذا الكلام بإن امريكا تخلت عن اسرائيل !! وعليه نتسائل هنا !! . فكيف نفسر استمرار نزول طائرات الشحن الجوي الامريكية يوميا في مطارات اسرائيل وهي محملة بأطنان من الاسلحة والاعتدة والتجهيزات العسكرية مع الاف الاطنان من الصواريخ ذات القدرة التدميرية الكبيرة !! . ولا ادري فلو صح هذا الكلام فبماذا نفسر وجود الغطاء الجوي الامريكي فوق سماء فلسطين المحتلة لحماية إسرائيل وبقاء منظومات الصواريخ الاعتراضية التي ارسلتها أمريكا لاسرائيل تدار من قبل ضباط أمريكان !!! . وكيف نفسر بقاء المئات من الجنود الامريكان يقاتلون حتى هذه اللحظة مع الجيش الاسرائيلي في غزة وجنين ونابلس وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة !! ومن باب أخر فالكلام الذي نسمعه عن تخلي ادارة ترامب عن اسرائيل يخالف أصلا أهداف زيارته الاخيرة للمنطقة ولقائه بالارهابي الجولاني والتي كانت تصب في مصلحة اسرائيل وضمان أمنها في المرحلة القادمة فكان من اهم مخرجات ذلك اللقاء !! ●. قبول الجولاني بالتطبيع مع إسرائيل ! ●. قبول الجولاني بتأمين الأمن الاسرائيلي باخلاء سوريا من قيادات ومكاتب المقا..ومة الفلسطينية ! ●. القبول باعادة تدوير نفايات الارهاب من الجنسيات الاوزبكية والشيشانية والايگورية والعرب والاوربيين وغيرهم من الذين دخلوا الى سوريا لاسقاط نظام الاسد واستخدامهم مجدداً في مخططات ومعارك جديدة لاسقاط دول اخرى في المنطقة قد تكون لبنان او العراق او غيرها من الدول المجاورة لسوريا !! وهنا نتسائل فهل كان الكلام عن تخلي ترامب وادارته عن اسرائيل مطابق لواقع العلاقة المستمرة لحد الان بينهما والذي تكلمنا عنه في هذه العجالة .. أم لا !!! الواقع يقول ان أمريكا لم ولن تتخلى عن إسرائيل بل هي مستعدة للتضحية بكل أبقار الخليج وبغاله وحميره في مقابل بقاء اسرائيل كشرطي لها في المنطقة !! وللفكاهة .. ترامب يبيع البقرة السعودية ويفضحها أمام إيران بعد ان حلبها وغادرها الى الامارات ومنها الى قطر فيصرح من هناك ان (( على ايران تشكر قطر لانها منعتنا من ضرب ايران بعد ان طلب الاخرون منا ذلك ))!! اعتقد ان ليس من الصعب علينا ان نعلم من هم الاخرون الذين قصدهم ترامب بكلامه هذا !!! الكل للبيع .. الا إسرائيل !! ‎2025-‎05-‎18 The post العلاقة بين أمريكا وإسرائيل !باقر الجبوري first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store