
من الطائرات المسيرة إلى الرؤوس النووية.. مقارنة للقدرات العسكرية بين الهند وباكستان
Getty Images
أعلنت باكستان أنها أسقطت 25 طائرة هندية مُسيّرة فوق مدنها، خلال الغارات الجوية التي نفذتها الهند الأربعاء على مناطق باكستانية والجزء الخاضع لإدارتها من إقليم كشمير.
واعتبر المتحدث العسكري الباكستاني، أحمد شريف شودري، أن الغارات الهندية "عملٌ سافرٌ آخر من أعمال العدوان العسكري الهندي"، في حين أعلنت الهند أنها استهدفت "طائرات مُسيّرة وصواريخ" نشرتها باكستان. فيما يلي مقارنة بين قدرات الدولتين العسكرية.
الطائرات المسيّرة
General Atomics Aeronautical Systems
وقّعت الهند اتفاقية مع وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي لشراء 31 طائرة مسيرة مسلحة من طراز (HALE)
وسّعت الدولتان أساطيلهما من الطائرات المسيّرة من خلال الاستيراد وتطوير التكنولوجيا محلية الصنع، غير أن الهند تتصدر في هذا الجانب. إذ يقول محلل الشؤون الدفاعية راهول بيدي لبي بي سي، إن الهند - الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان - ستشغّل حوالي خمسة آلاف طائرة مسيرة خلال عامين إلى أربعة أعوام مقبلة. وفي عام 2024، وقّعت الهند اتفاقية مع وزارة الخارجية الأمريكية لشراء 31 طائرة مسيرة مسلحة من طراز (إم كيو سكاي غاردن) و ( HALE). لكن، وعلى الرغم من أن باكستان لديها طائرات مسيّرة أقل من الهند، إلا أن طائراتها العسكرية المسيّرة تتميز أيضاً بقدرات متنوعة مثل المراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة. وتكمن إحدى نقاط القوة الرئيسية للطائرات الباكستانية المسيّرة في الخبرة القتالية. فعلى سبيل المثال، استُخدمت طائرة البراق، وهي طائرة مسيرة قتالية باكستانية الصنع، في عمليات مكافحة الإرهاب منذ عام 2015، بالإضافة إلى استيراد طائرات مسيّرة متطورة من تركيا والصين.
ميزانية الدفاع وحجم الجيش
Getty Images
الهند تُصنّف كرابع أقوى جيش في العالم بحسب موقع "غلوبال فاير باور" المستقل
وتتجدد المخاوف من انخراط الهند وباكستان في حرب شاملة كما حدث عام 1999. وتصنَّف الهند كرابع أقوى جيش في العالم، بأكثر من 1.4 مليون جندي نشط، وفقاً لموقع "مؤشر غلوبال فاير باور (جي إف آي)" المستقل. في المقابل، يبلغ عدد أفراد الجيش الباكستاني 654 ألف جندي نشط. وأنفقت الهند تسعة أضعاف ما أنفقته باكستان على الدفاع خلال عام 2024، بحسب تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومن حيث القوة البرية، تمتلك الهند أكثر من 4200 دبابة ونحو 150 ألف عربة مدرعة. وتمتلك باكستان أكثر من 2600 دبابة وأقل من 18 ألف مركبة مدرعة، وفقا لـ جي إف آي.
AFP via Getty Images
القوات الجوية الهندية تتفوق على باكستان
وتمتلك القوات الجوية الهندية 2229 طائرة، منها 513 طائرة مقاتلة و130 قاذفة، بينما تمتلك باكستان أقل من ذلك بـ 830 طائرة وفقاً لمعهد (جي إف آي). ويتكون أسطول البحرية الهندية من 293 سفينة، وهو أكثر من ضعف حجم أسطول البحرية الباكستانية.
الصواريخ والأسلحة النووية
Getty Images
براهموس هو أحد صواريخ كروز الهندية القادرة على حمل أسلحة نووية أيضاً
ويتألف برنامج باكستان الصاروخي من صواريخ باليستية تكتيكية ميدانية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى. أما البرنامج الصاروخي الهندي فيتميّز بتنوعه، حيث تشمل صواريخ (بريثفي) التي يتراوح مداها بين 250 و600 كيلومتر؛ وصواريخ سلسلة (أغني) التي يتراوح مداها بين 1200 و8000 كيلومتر، بالإضافة إلى سلسلتي صواريخ كروز نيربهايا وبراهموس. ويشير المدى الواسع للصواريخ الهندية، إلى نوايا دلهي لردع الصين أيضاً، إذ توجد نزاعات إقليمية مستمرة بينهما. لكن هذا لا يعني أن التغلب على باكستان يعد أمراً سهلاً بالنسبة للهند، فكلا البلدين يمتلكان أسلحة نووية بقوة متماثلة تقريباً. وتمتلك الهند 172 رأسا نوويا، بينما تمتلك باكستان 170 رأسا نوويا وفقا لتقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومع ذلك، فإن عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاستخدام لدى البلدين غير محدد. ففي حين تُطوّر باكستان أسلحة نووية لمنافسة الهند، تُركز الهند على تطوير الأسلحة بعيدة المدى التي تُمكنها من استهداف الصين أيضا. لذا، يمكن أن تكون العواقب وخيمة، إذ إن الصين - جارة كل من الهند وباكستان - عززت ترسانتها النووية بنسبة 22 في المئة، حيث زادت رؤوسها الحربية من 410 إلى 500 رأس. ويدعو المجتمع الدولي كلا البلدين إلى ضبط النفس، باعتبار أن المخاطر كبيرة للغاية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 3 أيام
- الأيام
لماذا تشهد العلاقات الإماراتية الأمريكية 'دفعة نوعية غير مسبوقة' في عهد ترامب؟
Getty Images ترامب (يسار) يتحدث إلى محمد بن زايد خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى أبوظبي غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دولة الإمارات العربية المتحدة، الجمعة، في ختام جولته في الشرق الأوسط، التي شملت كلا من السعودية وقطر أيضا. تعد جولة ترامب، التي بدأت في 13 مايو/أيار الجاري واستمرت لأربعة أيام، أول زيارة خارجية رسمية له في ولايته الثانية، باستثناء حضوره مراسم تشييع جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان.أسفرت الزيارة عن صفقات بين دول الخليج وواشنطن بمئات المليارات من الدولارات، أبرزها ما أعلنته الإمارات بأنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، على مدى السنوات العشر القادمة. "عودة تاريخية" وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض زيارة الرئيس ترامب إلى الدول الخليجية الثلاث بـ "عودة تاريخية إلى منطقة الشرق الأوسط"، التي بدأ فيها زياراته الدولية خلال ولايته الأولى عام 2017 أيضا.وقالت كارولين ليفيت إنه "بعد 8 سنوات، سيعود الرئيس ترامب ليؤكد من جديد على رؤيته المُستمرة لشرق أوسط فخور ومزدهر وناجح، حيث تقيم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط علاقات تعاون، وحيث يتم هزيمة التطرف ليحل محله التبادل التجاري والثقافي".حظيت الزيارة بترحيب كبير من دول الخليج الثلاث واهتمام إعلامي واسع، وانعكست إيجابيا على تعزيز العلاقات بين وواشنطن وتلك الدول.وحصل ترامب بموجبها على تعهدات باستثمارات تصل إلى 600 مليار دولار من السعودية، و1.2 تريليون دولار من قطر، أما الإمارات فقد أعلن رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال استقباله نظيره الأمريكي في قصر الوطن بأبوظبي، أن بلاده ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر القادمة.وقال بن زايد: "هناك شراكة قوية بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال التنمية، وقد شهدت هذه الشراكة دفعة نوعية غير مسبوقة، خاصة في مجالات الاقتصاد الجديد، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والصناعة".وتتمتع أبوظبي بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة تاريخيا على مستوى مختلف الإدارات الأمريكية، لكنها تشهد مزيدا من التقدم في ظل إدارة الرئيس ترامب. تاريخ العلاقات Chen Mengtong/China News Service via Getty Images (من اليسار) رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير خارجية الإمارات، ووزير خارجية البحرين، خلال توقيع الاتفاقات الإبراهيمية في البيت الأبيض يوم 15 سبتمبر/أيلول 2020 تأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من قيام دولة الإمارات عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، وافتتحت الولايات المتحدة سفارتها في أبوظبي خلال العام ذاته.وكانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الإمارات.تمتعت الإمارات بعلاقات ثابتة ومستقرة مع واشنطن عبر الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لكنها شهدت تقدما ملحوظا خلال إدارة ترامب الأولى، التي بدأت عام 2017 وحتى مطلع عام 2021، حيث أصبحت أبوظبي أحدد أبرز حلفاء واشنطن بالمنطقة.وكانت الاتفاقيات الإبراهيمية أو "اتفاقيات إبراهام" محطة بارزة في تلك العلاقات، وتم التوقيع على أولى تلك الاتفاقيات في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية الولايات المتحدة مباشرة ودعم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتلحق بهما السودان والمغرب بعد ذلك.وعلى الرغم من تراجع نسبة التأييد العام للاتفاقيات الإبراهيمية في السنوات التالية، لاسيما في أعقاب الدمار الذي شهدته غزة بعد اندلاع حرب إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، إلا أن الاتفاقيات الإبراهيمية ظلت قائمة في حد ذاتها، إذ تسهم هذه الاتفاقيات في دعم طموحات الإمارات، على سبيل المثال، وتساعدها في بناء نفسها كقوة عسكرية، إضافةً إلى كونها مركزاً للأعمال التجارية ووجهة سياحية مرموقة، بحسب جيرمي بوين، محرر بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط.ويتوقع أن تشهد إدارة ترامب الثانية، التي بدأت قبل بضعة أشهر، مزيدا من تعزيز العلاقات بين واشنطن وأبوظبي. "نقاط اتفاق قوية" تتشارك الإمارات والولايات المتحدة نقاط اتفاق قوية في قضايا عديدة في ظل إدارة ترامب، مما يرشح العلاقات لمزيد من التوثيق والتقدم، وفق الدكتور معتز سلامة، الباحث المتخصص في الشأن الخليجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية بالقاهرة.يرى سلامة أن الهدف الأساسي للإمارات هو دعم الاستقرار في البيئة الخليجية والإقليمية المحيطة، واستمرار الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه الدولة، الأمر الذي يحققه ترامب.يقول سلامة: "فيما يتعلق بالشأن الإيراني، لا ترغب الإمارات في اندلاع حرب أو مواجهة عسكرية مع إيران تهدد أمن الخليج واستقراره السياسي وازدهاره الاقتصادي، لأن رخاء وازدهار الإمارات مرتبط باستقرار الأوضاع على ضفتي الخليج وعلى جوانب هذه المنطقة في المحيط الهندي والبحر الأحمر، وأعتقد أن هذه نقطة أساسية من نقاط التوافق".ويرى سلامة أن ترامب برغم تهديده بالعمل العسكري ضد ايران، "لكنه في قناعته الشخصية وتفضيلاته السياسية يضع هذا الأمر في المرتبة الثانية أو الثالثة، فهو بطبيعته لا يفضل الدخول في مواجهات عسكرية، وإنما يستخدم ذلك التهديد من أجل التوصل لأفضل اتفاق من وجهة نظرة".كما تتفق الإمارات مع رؤية ترامب للحوثيين باعتبارهم مصدرا رئيسيا من مصادر عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، وفق سلامة، ناهيك عن كون الإمارات أول دولة خليجية تطبع علاقاتها مع إسرائيل ضمن الاتفاقيات الإبراهيمية، التي دشنها ترامب، مما جعلها "تتمتع بحظوة مهمة وأساسية لدى ترامب بشكل خاص، وهو يدعو دول الخليج الأخرى إلى أن تحذوا حذوها والتحلي بالنموذج الإماراتي والانضمام إلى تلك الاتفاقيات".الرهان على دور الصفقات الاقتصادية في تسوية النزاعات السياسية أيضا من نقاط الاتفاق.يقول سلامة: "ترامب مدخله الأساسي لتسوية النزاعات السياسية والنزاعات المسلحة هو الصفقات. كذلك أعتقد أن دولة الإمارات تسعى لبناء صفقات اقتصادية وتجارية مع الدول التي أحيانا يكون بينها مشكلات سياسية، فالرهان على الشراكة والانتعاش الاقتصادي رهان أساسي يجمع الامارات والولايات المتحدة في عهد ترامب". "التوافق الشخصي" AFP يرى سلامة أن هناك توافقا شخصيا كبيرا بين محمد بن زايد وترامب يرى سلامة أن "وضوح شخصية الرئيس ترامب" يسهل على القادة الخليجيين ومنهم قادة الإمارات التعامل معه، فهو "رجل صفقات وذو شخصية قوية تجعله يمتلك القدرة على اتخاذ قرار أمريكي داخلي، يتجاوز به أحيانا مؤسسات وبيروقراطية الدولة الأمريكية"، وذلك على خلاف رؤساء آخرين يكون التعامل معهم على أساس مؤسسي وبيروقراطي.ويضيف: "هذا الرئيس يتعامل بشكل مباشر مع القادة الخليجيين وتربطه بهم علاقات شخصية قوية. وأعتقد أن هذه الطريقة في التعامل تسهل الكثير من الأشياء، وتتجاوز الكثير من الصعوبات فيما يتعلق ببناء أسس العلاقات".هناك نقطة محورية أخرى فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين حاليا، وهي "وجود قياديتين على نفس المستوى من الحكمة ونفس المستوى من القوة في كل من الامارات والولايات المتحدة"، وفق معتز سلامة.ويشير سلامة إلى "الكيمياء الشخصية (التوافق الشخصي) في العلاقة بين محمد بن زايد وترامب... الرهان على الدور القيادي لكل رئيس في بلده مسألة مهمة ومتحققة جدا، وتساعد الامارات على أن تتخذ قراراتها على مدى السنوات الأربع من حكم ترامب بناء على رؤية واضحة، فيما يتعلق بمستقبل علاقاتها بالولايات المتحدة والتطورات الإقليمية". هل هناك تحديات؟ لا يشير المراقبون إلى تحديات كبيرة قد تعرقل العلاقات بين أبوظبي وواشنطن في ظل إدارة ترامب، لكن ريهام محمد، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، تشير إلى "التقارب بين الإمارات والصين في مجالات كالبنية التحتية وشبكات الجيل الخامس، ما قد يثير قلقا في واشنطن حيال مستقبل التحالف الاستراتيجي مع أبوظبي، واحتمالية تأثير زيادة المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين على الإمارات".يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، قد فرضت قيوداً صارمة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى الشرق الأوسط – بما في ذلك الإمارات - ومناطق أخرى، وذلك لأسباب من بينها المخاوف من نقل أشباه الموصلات إلى الصين، حيث يمكن استخدامها في دعم القدرات العسكرية لبكين.كما تشير الباحثة، في تقرير منشور على موقع "شاف" للدراسات السياسية، إلى أن "سياسات ترامب ربما تؤدي إلى زيادة الضغوط على الإمارات لتبني مواقف معينة تجاه قضايا حساسة، مثل العلاقة مع الصين أو إيران، ما يمكنُ أن يدخل أبوظبي في وضع معقد من حيث الموازنة بين مصالحها الإقليمية والدولية".ربما يكون لوجهة النظر هذه اعتبار مهم، خصوصا في ظل الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس ترامب ضد الصين ودول أخرى في مستهل إدارته الثانية، وكذلك في حال فشل التوصل لاتفاق نووي بين إدارة ترامب وإيران بشأن برنامجها النووي. ماذا في المستقبل؟ يقول معتز سلامة إن الفترة الرئاسية الأولى لترامب غلفتها إلى حد كبير أزمة الرباعي العربي – السعودية والإمارات والبحرين ومصر – مع قطر، وبالتالي لم يكن يوجه خطابا مشتركا لدول الخليج "وكان لديه مشكلة في التعامل معهم وفي علاقاته البينية معهم".لكن في فترته الثانية يأتي ترامب إلى المنطقة في ظروف مختلفة، لأن دول الخليج "تدخل الآن في مزاج تعاوني وحديث مشترك وأهداف مشتركة الى حد كبير"، وبالتالي فإن ترامب يمثل فرصة أكبر ومزاجا ربما أكثر قربا لدول الخليج في فترته الثانية عنه في فترته الأولى.ويستشهد بصفقة الاستثمارات الإمارتية بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، معتبرا أن هذا معناه أن أبوظبي تبني في ظل عهد ترامب شراكة "ربما تدوم لمئة عام".ويشكك مراقبون في إمكانية تنفيذ هذه الصفقات الضخمة المعلنة بشكل كامل، إذ ربما يتم تأجيل بعضها أو تجميده عند التفاوض على التفاصيل، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتصدير الرقائق الأكثر تقدما للإمارات، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي لدى دوائر في الحكومة الأمريكية، أو ربما بمجرد انتهاء رئاسة ترامب الثانية، أو عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض.ورغم ذلك يرى سلامة أننا بصدد علاقات بين البلدين "متقدمة بشكل مستمر. هذه العلاقات ليس فيها انكسارات، أو تحول من الصداقة إلى العداء، بل بالعكس فيها تقدير متبادل من الجانبين مهما تبدلت الإدارات أو القيادات، لكن في ظل إدارة ترامب فإن العلاقة مرشحة لمزيد من التطور على كافة الأصعدة".


الأيام
منذ 4 أيام
- الأيام
'حياتنا استراحات قصيرة بين جولات الرعب': كيف عاش الليبيون في طرابلس الأيام الماضية؟
Getty Images خلف القتال في العاصمة الليبية طرابلس خسائر بشرية ومادية. فتحت محلات المواد الغذائية والصيدليات وبعض المخابز في العاصمة الليبية أبوابها، أما محطات البنزين فشهدت اكتظاظا وطوابير طويلة أمامها. كل ذلك بعد ثلاث ليال من اقتتال دام في شوارع طرابلس وترك آثارا تحاول البلديات تنظيفها. بعض الشوارع التي كانت دائمة الحركة، مثل طريق الشاطئ، بدت خالية صباح الخميس، إذ لا يزال الناس في خوف من مغادرة منازلهم. رغم توقف صوت الرصاص في الأحياء السكنية المكتظة، لم يتبدد الخوف الذي يعيشه سكان العاصمة الليبية منذ أيام. فبينما طمأنتهم وزارة الداخلية في طرابلس صباح الأربعاء بأن الأوضاع تحت السيطرة وأن بإمكانهم استئناف حياتهم الطبيعية، جاءت ليلة الأربعاء أشد قسوة مما سبق. لم يصدر مركز طب الطوارئ والدعم في طرابلس أي حصيلة دقيقة لعدد القتلى والجرحى جراء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة في الأيام التي تلت مقتل آمر جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي في طرابلس، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة الككلي". "كلما اهتزت الجدران يسألني أطفالي: هل سنموت الليلة؟" في ليلة الأربعاء، كانت طلقات الرصاص تدوي بالقرب من منزل فاطمة النعّاس في حي أبو سليم، أحد أكثر الأحياء تضررًا. انقطع التيار الكهربائي عن حيها وأحياء مجاورة، فاضطرت لقضاء الليل محتضنة أطفالها في زاوية من المنزل الغارق في الظلام. "كلما اهتزت الجدران يسألني أطفالي: هل سنموت الليلة؟ لم أستطع الإجابة وكل ما فعلته أنني أمسكت أيديهم بقوة، وقلت لهم إن الصباح سيأتي"، تقول فاطمة. سالم الورفلي، 42 عاما، أب لخمسة أطفال، قضى الليل في أرق يراقب عبر نافذة بيته في زاوية الدهماني. "لم يغفُ لي جفن طوال الليل. جلست في صمت، أراقب عبر النافذة عربات مسلّحة تمر في الأزقة الضيقة بينما تنفجر قذائف يشعرك دويها بأنها سقطت في غرفة جلوسك". هدأ الرصاص وبقي صوت سالم يرتجف وهو يقول لبي بي سي: "كأنها الحرب عادت لتطرق بابنا من جديد. رأيت الجيران يهربون بأطفالهم إلى أسطح المنازل، باحثين عن أمان وهمي". عندما اندلعت الاشتباكات في طرابلس، كانت ربيعة وعائلتها يستعدون لحفل زفاف ابن أختها يوم الأربعاء. ألغي الحفل وبات همهم البقاء في أمان. "كانت الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء ليلة رعب لم نتخيل أبدا أننا سنعيشه. كنتُ أرى القذائف تتطاير في السماء أمام عيني." حاولت ربيعة أن تصف لنا بدقة الخوف الذي سكن أعين الناس في الشوارع ليلتها، كانت في سيارتها مع أبناء أختها تحاول الوصول إلى البيت بأمان: "الناس في سياراتهم ينظرون لبعضهم بخوف لا يستطيعون الكلام والتواصل مع الآخرين. ننظر في أعين بعضنا بحثا عن رسالة طمأنة، لكن لا أحد يستطيع الكلام". عندما اشتد القتال في المناطق القريبة من المعسكرات ومقرات دعم الاستقرار، حوصر السكان في بيوتهم بين القذائف والرصاص. وطالبت الجهات المدنية وفرق الإسعاف فتح ممرات آمنة يخرج منها المواطنون إلى مكان آمن، لكن ذلك لم يحدث وقتها ولم يجرؤ أحد على مغادرة بيته. "كنا مستعدين للنزوح، لكن كيف وإلى أين؟" تقول نسرين لبي بي سي. BBC استقبل مستشفى الكلى بترهونة عددا من المصابين والمرضى القادمين من طرابلس هربا من القتال علي الزايدي، مصاب بالفشل الكلوي، لا يمنحه وضعه الصحي خيار انتظار الهدنة وقد أغلق مركز غسيل الكلى الذي اعتاد زيارته في طرابلس. لم يجد سبيلا للنجاة سوى أن يقود سيارته برفقة ابنه نحو مدينة ترهونة المجاورة. "أوقفني أحد المسلحين عند باب البيت وقال لي: 'ابقَ هنا ولا تخرج' .. لكنني لم أكن مستعدًا للموت وسط القذائف والألم ينهش جسدي"، يقول علي بصوت منهك. وصل ترهونة صباح الأربعاء في رحلة "كانت هي الأصعب في حياتي"، يقول علي. استقبلت ترهونة ومدن أخرى مجاورة لطرابلس من تمكنوا من الهرب من القتال الدائر في العاصمة. رياض عمران، مدير مكتب الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر الليبي بترهونة، أوضح أن فرق الطوارئ انتشرت على البوابات الحدودية مع طرابلس، وتم إنشاء آلية موحدة للاستجابة السريعة تشمل تقديم الإسعافات الأولية، نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، توزيع المساعدات الإغاثية، وتأمين بيئة مؤقتة وآمنة تشمل المأوى والغذاء للنازحين. BBC فريق الهلال الأحمر الليبي في ترهونة يستقبل الفارين من القتال في طرابلس "حياتنا هنا استراحات قصيرة بين جولات من الرعب" يفكر سالم جديا في الانتقال إلى بنغازي "على الأقل هناك، لا أستيقظ على أصوات الرصاص ولا يقضي أطفالي الليل يرتجفون وأنا معهم"، يقول سالم. ومثله آخرون ما عادوا يشعرون بالأمان في طرابلس، حتى وإن مرت هذه الأزمة بسلام، يقولون إنهم لا يريدون العيش فيها بعد الآن، يستقرون لفترة ثم تسوء الأوضاع. بعضهم يتمسك بالعيش في ليبيا وبحقهم في بلد آمن مستقر. بغضب وصوت حاد رغم التعب البادي فيه، قالت أمل عبد الله لبي بي سي "نحن نرفض أن نعيش في الرعب الذي شهدناه في الأيام الماضية بين نزيف الدم وصراخ الكبار وبكاء الأطفال. نرفض أن يمضي أطفالنا حياتهم في رعب وأن يضيع مستقبلهم. ونطالب بإنهاء القتال بين أبناء شعبنا الليبي كله بشكل فوري ونهائي وبانتخاب عادل بين كل أطياف الشعب الليبي ينهي حالة الانقسام." آخرون بدأوا يفقدون الأمل في أن ينعموا بأمان في بلادهم. "حياتنا هنا هي استراحات قصيرة بين جولات من الرعب، محاصرون بين جماعات مسلحة لا تكترث لحالنا"، تقول فاطمة النعاس البالغة من العمر 29 عاما، لبي بي سي. "أرهقتنا الحروب، كلما اعتقدنا أننا تجاوزنا الأيام السيئة وآن لنا أن نستقر ونبني بلدا نحلم به، يعيدنا القتال المسلح إلى مربع البداية" تقول نسرين. عبد السلام شاب من سكان طرابلس، يؤلمه أن ما يعانيه وأبناء بلده سببه "تناحر داخلي على السلطة"، كما يقول. تحدث لنا باسمه وباسم شباب ليبيين يشاركونه الشعور باستحالة العيش في ليبيا، ليس فقط بسبب ما حدث في الأيام الأخيرة: "وضع أمني غير مستقر وميليشيات متغولة في العاصمة والبلد بأكمله وانقسام سياسي وأزمة اقتصادية خانقة، نفكر فقط في الهجرة الآن، لم يعد من الممكن البقاء في هذا المكان". BBC سيارات متضررة ومحترقة في شارع بطرابلس من يتحمل مسؤولية ما يعيشه الليبيون؟ وصف من تحدثنا إليهم ما حدث في الأيام الأخيرة بـ"ليال لم يشهدها الليبيون منذ أكثر من عشر سنوات"، واشتكوا من الميليشيات والجماعات المسلحة المتناحرة في البلاد منذ سنين، بعضهم طالب بوقف القتال وأغلبهم فقد الأمل في أن يكون من بين المتناحرين من قد يسمع نداءات المدنيين. لكن في البلاد وعاصمتها حكومة قائمة يحملها الليبيون مسؤولية أمنهم وضمان حقهم في العيش بأمان. شهدت طرابلس وعدد من المدن الأخرى مساء الأربعاء مظاهرات واسعة طالبت بوقف فوري للقتال، ووضع حد لنفوذ الجماعات المسلحة، كما حمّل المتظاهرون رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مسؤولية ما جرى ودعوا إلى استقالته. Getty Images متظاهرون في ساحة الشهداء بطرابلس يطالبون باستقالة حكومة الوحدة الوطنية وقال رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة لبي بي سي إن "الدبيبة وحكومته مسؤولون عن أمن المواطنين وعما يحدث في حقهم من جرائم ترقى إلى جرائم حرب: التحصن في الأحياء السكنية وتحويلها إلى ساحة قتال، استهداف المؤسسات الصحية والتعليمية والمدنيين، كلها جرائم حرب." يقول حمزة الذي يحمل المجتمع الدولي أيضا "مسؤولية محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم من قادة الفصائل ومن أعطاهم الشرعية السياسية والتمويل". من جهته قال رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة في اجتماع أمني الأربعاء إنه "لا شرعية لأي كيان مسلح خارج إطار وزارة الدفاع والجيش الليبي" وقال الدبيبة في الاجتماع الذي عرض فيه تفاصيل خطة لتأمين العاصمة ومتابعة أوضاع السجون إن "زمن الأجهزة الموازية قد ولّى ولا مكان في ليبيا إلا للمؤسسات النظامية من جيش وشرطة فقط". ووصف الدبيية ما تخوضه الحكومة الآن بـ"معركة استعادة الوطن من الفوضى إلى دولة القانون."


الأيام
منذ 4 أيام
- الأيام
تفاهمات حماس وواشنطن تثير قلق إسرائيل: تغيير منهجي شامل له ما بعده أم خطوة تكتيكية مؤقتة؟
Getty Images الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر رفقة عائلته في تل أبيب بعد إطلاق حركة حماس سراحه طرح التفاوض المباشر بين حماس والولايات المتحدة والذي أفضى إلى ما يعد أول اتفاق سياسي أمريكي مع الحركة بإطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، تساؤلات عدة عن نهج كل من حماس وواشنطن وتأثيرات هذه الخطوة على مستقبل الحرب في غزة وعلى العلاقات بين الأطراف الثلاثة ومدى تأثيره على وساطة مصر وقطر. وأوضحت مصادر إسرائيلية عديدة أن إسرائيل لم تكن جزءاً من المفاوضات الأمريكية مع حماس ولم تطلع عليها، بل أبلغت قبل يوم من تنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح الجندي الكسندر عيدان. وفيما قالت حركة حماس إن الموافقة على إطلاق سراح عيدان إنما هو "بادرة حسن نية"، يقدر محللون إسرائيليون أن هذه التفاهمات رافقتها وعودة أمريكية هامة لا تعلم عنها إسرائيل شيئاً، وربما لن يمكنها الاعتراض عليها مستقبلاً. وبحسب تقرير تحليلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن حماس كسبت كثيراً من تفاوضها المباشر مع إدارة ترامب، ما يعزز شرعيتها الدولية و"يضعف الجبهة الإسرائيلية"، وهو ما جاء أيضاً في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. والبيان أكد كذلك، أن "إسرائيل لم تكن جزءاً من المفاوضات"، وأن أي تحركات خارجية من دون تنسيق "ترسل إشارات خاطئة للرأي العام وتضرّ بالتماسك الداخلي". ويرى محللون أن حماس، التي لم تحصل على مقابل مباشر وفوري لإطلاق سراح عيدان، ربحت بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، وأظهرت مرونة في التفاوض وأنها ليست طرفاً معطلاً. وتعتقد حماس أنها بهذا التفاوض، الذي تم دون علم إسرائيل التي تعتقد أنها تسيطر على القرار الأمريكي بنسبة كبيرة، أحدثت نوعاً من الشرخ في العلاقة بين ترامب ونتنياهو أو على الأقل أربكت هذه العلاقة. ومن بين ما استهدفته حماس من هذه الخطوة أيضا، "تكريس التفاضل بين الجنسيات وإظهار الأمر وكأن حياة الأمريكي أهم لدى حكومته من حياة الإسرائيلي لدى نتنياهو الذي وجهت له ضربة واضحة تتعلق بسياسياته التفاوضية،" بحسب مصدر في حركة حماس تحدث لبي بي سي عما سماه "العائد الاستراتيجي بعيد المدى". قلق إسرائيلي واتهام بالتقصير Getty Images قوات إسرائيلية تستقبل الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد إطلاق حماس سراحه وأثار إطلاق سراح عيدان بتفاوض مباشر بين حماس والولايات المتحدة، موجة من ردود الفعل في إسرائيل تراوحت بين الترحيب والقلق، والاتهام بالتقصير الحكومي. وطرحت عودة عيدان أيضاً تساؤلات صعبة في إسرائيل، أبرزها: هل أصبحت الجنسية الأجنبية شرطاً للخروج من الأسر؟ وهل فشلت الحكومة في تحمل مسؤوليتها تجاه بقية الرهائن؟ يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، وصف الإفراج بأنه "مؤثر"، لكنه شدد على أن "الرهائن كلهم إسرائيليون، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة". بيني غانتس، رئيس حزب "المعسكر الوطني"، قال إن "فرحتنا بعودة إيدن لا تُخفف من الإحباط من حكومة بلا مسؤولية"." أما الصحفية لي ناعيم، فوصفت الوضع بـ"المخزي"، مضيفة: "فرحتنا مُرّة لأنه تم الإفراج عنه فقط لأنه يحمل جوازاً أمريكياً". وسارع نتنياهو إلى تأكيد أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية والضغط العسكري في غزة والتنسيق مع الولايات المتحدة، لكن كثيرون من الساسة الإسرائيليين شككوا بذلك. وأثارت مفاوضات حماس والولايات المتحدة قلق العديد من السياسيين، ليس فقط بعد هذه التفاهمات المباشرة، إنما قبل أشهر عندما علمت إسرائيل عبر استخباراتها عن وجود قنوات اتصال سرية بين الطرفين من أجل المفاوضات. وأن تتفاوض حماس والولايات المتحدة بشكل مباشر يعتبر قضية "خطيرة"، ومصدر القلق لدى اليمين في إسرائيل من أن "يؤدي ذلك مستقبلاً لفرض صفقة سيئة" على إسرائيل. المراسلة السياسية، تال شنايدر، قالت لبي بي سي، إن إدارة ترامب منحت إسرائيل "فرصة زمنية محدودة" لتحقيق تقدم، لكنها لم ترَ أي نتائج، ما دفعها إلى التحرك منفردة. واعتبرت شنايدر أن إسرائيل لم تكن جزءاً من عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بملفات إقليمية مهمة، من بينها التفاهمات مع الحوثيين، والتفاوض مع إيران، وإطلاق سراح مواطن أمريكي من الاحتجاز، وهي إشارات تدل على توتر متصاعد في العلاقة بين واشنطن ونتنياهو، على حد تعبيرها. وأضافت: "ترامب لا يعادي إسرائيل، لكن علاقته بنتنياهو متوترة. ما نراه هو عمل أمريكي دون تنسيق، وربما في بعض الأحيان ضد رغبات الحكومة الإسرائيلية". وما تزال الإجابات التي يريدها الإسرائيليون غير واضحة بشأن مستقبل التفاهمات الأمريكية مع حماس، ومدى قدرة ترامب على فرض حلول معينة على إسرائيل قد لا تتماشى مع توجهات اليمين المتشدد. إذ يعتبر اليمين المتشدد الأولوية في غزة هي القضاء على حماس مع هدف ثانوي وهو إعادة المحتجزين الإسرائيليين. إريك رودنيتسكي، الباحث في جامعة تل أبيب، وصف العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية الحالية بأنها "زواج غير مريح"، مشيراً إلى أن ترامب يسعى لحلول "براغماتية"، حتى لو تمت بدون التنسيق الكامل مع تل أبيب. وحذر من أن هذه التحركات تثير قلقاً داخلياً إسرائيلياً متزايداً بشأن قدرة الحكومة على ضمان أمن مواطنيها، في ظل مفاوضات تتم بعيداً عنها. ويتوقع الباحث الإسرائيلي أن تصبح قضية المفاوضات مع حماس أكثر بروزاً على جدول الأعمال السياسي للحكومة الإسرائيلية، بعد الاتفاق الأمريكي الأخير مع حماس، مع إمكانية الوصول إلى اتفاقات جزئية أو شاملة، ولكن لا شك أن الحكومة الإسرائيلية ستجد نفسها مضطرة لمواجهة هذه القضية المهمة، التي لا يمكن تجاهلها بأي حال. باب حوار مفتوح ولكن Getty Images متظاهر مؤيد للفسطينيين يرتدي عصبة رأس تحمل شعار حماس خلال احتجاج في نيويورك ضد تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ويعتقد محللون فلسطينيون أن باب الحوار بين حماس الولايات المتحدة فُتح وسيظل مفتوحاً دوماً، خصوصاً فيما يتعلق بجثث لرهائن إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية ما يزالون في غزة، غير أنه ليس من المؤكد أن يكون "حواراً مثمراً". ويرى مصطفى إبراهيم، وهو كاتب ومحلل سياسي مقيم في قطاع غزة حالياً، أن حماس لم تختر بمفردها الحوار مع الولايات المتحدة. ويعتقد إبراهيم أن الإدارة الأمريكية سعت نحو الاتفاق مع حماس بسبب تعثر المفاوضات ووجود مختطف أمريكي وجثث أمريكيين، في محاولة لوضع حد لما يجري خاصة في ظل الإصرار الإسرائيلي على استعادة الرهائن بالقوة. ولا يتوقع الكاتب الفلسطيني بأن يكون لهذا التواصل ثمار ضخمة إذا استمر تبنى الولايات المتحدة لمواقف إسرائيل بشكل كامل بألا يكون لحماس وجود لها في "اليوم التالي" في حكم غزة، مع الإصرار على نزع سلاحها. وبشأن مستقبل العلاقات الأمريكية مع حماس، يعتقد إبراهيم بأنه ربما يكون "هناك توجه أمريكي بالتعامل مع حماس على أن تستجيب الحركة لطلب أمريكا وإسرائيل أن تظل حركة سياسية منزوعة السلاح ومن ثم تصبح جزءاً من منظومة الحكم القادم". ومن جانبه، يوضح المحلل السياسي، إسماعيل مسلماني، في حديثه لصحيفة الرسالة التابعة لحركة حماس، بأن الحركة تهدف إلى إظهار استعدادها للتفاوض المباشر مع واشنطن، مشيراً إلى أن الإفراج قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية. ويقول مصدر مصري مطلع لبي بي سي، إن حماس حاولت خلال الفترة الأخيرة التواصل المباشر مع واشنطن، بعد تعثر التفاوض عبر الوسطاء مصر وقطر وتزايد الشروط الإسرائيلية في كل جولة تفاوضية. ويضيف المصدر لبي بي سي، أن حماس تسعى لنموذج تواصل سياسي "مشابه للنموذج الإيراني مع أمريكا،" مؤكداً أن الحركة تعتقد أنها يمكنها إدارة علاقة جيدة مع الولايات المتحدة قد تسهم ولو بقدر قليل في تبنى الرؤية الإسرائيلية كاملة. حوار حماس: القانون والسياسة Getty Images المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وقبل أسابيع قليلة، كشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن العنصر الجديد والمتغير الأهم في الرؤية الأمريكية لإدارة ترامب في قضية غزة. وفي حديث لويتكوف مع الإعلامي المؤثر في الأوساط المحافظة في أميركا تاكر كارلسون، أوضح أن هناك إمكانية لبقاء حماس في معادلة غزة بشكل من الأشكال لكن من غير جناحها العسكري وسلاحها. وحماس من جانبها، تراهن على إمكانية تطوير هذا التمايز في الموقف الأمريكي عن الموقف الإسرائيلي، وتأمل في تطوير خط تفاوض بل وتفاهم أكبر مع الولايات المتحدة يكون مستقلاً عن إسرائيل. وتصنف واشنطن، حركة حماس، على أنها "منظمة إرهابية" منذ تسعينيات القرن الماضي، غير أنها تواصلت معها مؤخراً فأبرمت ما يعد الاتفاق السياسي الأول لإطلاق سراح عيدان. ويقول الدبلوماسي الأمريكي السابق العربي الأصل هادي عمرو، إن القوانين الأمريكية لا تمنع التفاوض مع الإرهابيين أو المنظمات الإرهابية. وشغل عمرو في الماضي منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي وكان مسؤولاً عن الشؤون الفلسطينية في الوزارة أثناء إدارة الرئيس السابق جو بايدن وهو اليوم زميل في معهد بروكنز في واشنطن. ويتحدث عمرو عن أن القانون يمنع تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وقد يشمل هذا دفع نفقات سفرهم أو إقامتهم، ويذهب ساخراً للقول بأنه ليس بإمكانك أن تشتري لهم "الشاورما" مثلاً، لكن ليس هناك ما يمنع من الحوار معهم. ويرى عمرو بأن ترامب ربما اختار الحوار طريقاً لتغيير نهج حركة حماس ولتحقيق هدفه في تحرير الرهينة الأمريكي. لكنه يتحدث بحذر ويقول إنه لا يعرف دوافع الرئيس الأمريكي وإدارته، لكنه يشير إلى أنه يبدو أن "الأهداف التي يريدها ترامب قد تحققت". ولا يبدو أن دعم الولايات المتحدة وترامب لإسرائيل من الناحية الاستراتيجية قد تغير، لكن يبدو أن هناك اختلافاً في الرؤى والأولويات في موضوع غزة والرهائن تحديداً. ويرى برايان كاتوليس، زميل معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن إسرائيل ورئيس وزراءها لم يتقدما إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق في غزة الذي كان قائماً. وأوضح الباحث الأمريكي أن هذا القرار أثار قلق ترامب بخصوص الرهائن وتحديداً الرهينة الأمريكي وجعله يتحرك بهذه الطريقة. لكن كاتوليس يقول أيضاً أن ذلك لا يعني تخلياً من ترامب عن التزامه بدعم إسرائيل وهو الذي يستمر فعلياً بتقديم ذلك الدعم عن طريق الشحنات العسكرية، مضيفاً أن الاختلاف حتى الآن يتعلق بطريقة التعامل مع ملف الرهائن.