logo
تفاهمات حماس وواشنطن تثير قلق إسرائيل: تغيير منهجي شامل له ما بعده أم خطوة تكتيكية مؤقتة؟

تفاهمات حماس وواشنطن تثير قلق إسرائيل: تغيير منهجي شامل له ما بعده أم خطوة تكتيكية مؤقتة؟

الأياممنذ 4 أيام

Getty Images
الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر رفقة عائلته في تل أبيب بعد إطلاق حركة حماس سراحه
طرح التفاوض المباشر بين حماس والولايات المتحدة والذي أفضى إلى ما يعد أول اتفاق سياسي أمريكي مع الحركة بإطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، تساؤلات عدة عن نهج كل من حماس وواشنطن وتأثيرات هذه الخطوة على مستقبل الحرب في غزة وعلى العلاقات بين الأطراف الثلاثة ومدى تأثيره على وساطة مصر وقطر.
وأوضحت مصادر إسرائيلية عديدة أن إسرائيل لم تكن جزءاً من المفاوضات الأمريكية مع حماس ولم تطلع عليها، بل أبلغت قبل يوم من تنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح الجندي الكسندر عيدان.
وفيما قالت حركة حماس إن الموافقة على إطلاق سراح عيدان إنما هو "بادرة حسن نية"، يقدر محللون إسرائيليون أن هذه التفاهمات رافقتها وعودة أمريكية هامة لا تعلم عنها إسرائيل شيئاً، وربما لن يمكنها الاعتراض عليها مستقبلاً.
وبحسب تقرير تحليلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن حماس كسبت كثيراً من تفاوضها المباشر مع إدارة ترامب، ما يعزز شرعيتها الدولية و"يضعف الجبهة الإسرائيلية"، وهو ما جاء أيضاً في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والبيان أكد كذلك، أن "إسرائيل لم تكن جزءاً من المفاوضات"، وأن أي تحركات خارجية من دون تنسيق "ترسل إشارات خاطئة للرأي العام وتضرّ بالتماسك الداخلي".
ويرى محللون أن حماس، التي لم تحصل على مقابل مباشر وفوري لإطلاق سراح عيدان، ربحت بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، وأظهرت مرونة في التفاوض وأنها ليست طرفاً معطلاً.
وتعتقد حماس أنها بهذا التفاوض، الذي تم دون علم إسرائيل التي تعتقد أنها تسيطر على القرار الأمريكي بنسبة كبيرة، أحدثت نوعاً من الشرخ في العلاقة بين ترامب ونتنياهو أو على الأقل أربكت هذه العلاقة.
ومن بين ما استهدفته حماس من هذه الخطوة أيضا، "تكريس التفاضل بين الجنسيات وإظهار الأمر وكأن حياة الأمريكي أهم لدى حكومته من حياة الإسرائيلي لدى نتنياهو الذي وجهت له ضربة واضحة تتعلق بسياسياته التفاوضية،" بحسب مصدر في حركة حماس تحدث لبي بي سي عما سماه "العائد الاستراتيجي بعيد المدى".
قلق إسرائيلي واتهام بالتقصير
Getty Images
قوات إسرائيلية تستقبل الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد إطلاق حماس سراحه
وأثار إطلاق سراح عيدان بتفاوض مباشر بين حماس والولايات المتحدة، موجة من ردود الفعل في إسرائيل تراوحت بين الترحيب والقلق، والاتهام بالتقصير الحكومي.
وطرحت عودة عيدان أيضاً تساؤلات صعبة في إسرائيل، أبرزها: هل أصبحت الجنسية الأجنبية شرطاً للخروج من الأسر؟ وهل فشلت الحكومة في تحمل مسؤوليتها تجاه بقية الرهائن؟
يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، وصف الإفراج بأنه "مؤثر"، لكنه شدد على أن "الرهائن كلهم إسرائيليون، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة".
بيني غانتس، رئيس حزب "المعسكر الوطني"، قال إن "فرحتنا بعودة إيدن لا تُخفف من الإحباط من حكومة بلا مسؤولية"."
أما الصحفية لي ناعيم، فوصفت الوضع بـ"المخزي"، مضيفة: "فرحتنا مُرّة لأنه تم الإفراج عنه فقط لأنه يحمل جوازاً أمريكياً".
وسارع نتنياهو إلى تأكيد أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية والضغط العسكري في غزة والتنسيق مع الولايات المتحدة، لكن كثيرون من الساسة الإسرائيليين شككوا بذلك.
وأثارت مفاوضات حماس والولايات المتحدة قلق العديد من السياسيين، ليس فقط بعد هذه التفاهمات المباشرة، إنما قبل أشهر عندما علمت إسرائيل عبر استخباراتها عن وجود قنوات اتصال سرية بين الطرفين من أجل المفاوضات.
وأن تتفاوض حماس والولايات المتحدة بشكل مباشر يعتبر قضية "خطيرة"، ومصدر القلق لدى اليمين في إسرائيل من أن "يؤدي ذلك مستقبلاً لفرض صفقة سيئة" على إسرائيل.
المراسلة السياسية، تال شنايدر، قالت لبي بي سي، إن إدارة ترامب منحت إسرائيل "فرصة زمنية محدودة" لتحقيق تقدم، لكنها لم ترَ أي نتائج، ما دفعها إلى التحرك منفردة.
واعتبرت شنايدر أن إسرائيل لم تكن جزءاً من عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بملفات إقليمية مهمة، من بينها التفاهمات مع الحوثيين، والتفاوض مع إيران، وإطلاق سراح مواطن أمريكي من الاحتجاز، وهي إشارات تدل على توتر متصاعد في العلاقة بين واشنطن ونتنياهو، على حد تعبيرها.
وأضافت: "ترامب لا يعادي إسرائيل، لكن علاقته بنتنياهو متوترة. ما نراه هو عمل أمريكي دون تنسيق، وربما في بعض الأحيان ضد رغبات الحكومة الإسرائيلية".
وما تزال الإجابات التي يريدها الإسرائيليون غير واضحة بشأن مستقبل التفاهمات الأمريكية مع حماس، ومدى قدرة ترامب على فرض حلول معينة على إسرائيل قد لا تتماشى مع توجهات اليمين المتشدد.
إذ يعتبر اليمين المتشدد الأولوية في غزة هي القضاء على حماس مع هدف ثانوي وهو إعادة المحتجزين الإسرائيليين.
إريك رودنيتسكي، الباحث في جامعة تل أبيب، وصف العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية الحالية بأنها "زواج غير مريح"، مشيراً إلى أن ترامب يسعى لحلول "براغماتية"، حتى لو تمت بدون التنسيق الكامل مع تل أبيب.
وحذر من أن هذه التحركات تثير قلقاً داخلياً إسرائيلياً متزايداً بشأن قدرة الحكومة على ضمان أمن مواطنيها، في ظل مفاوضات تتم بعيداً عنها.
ويتوقع الباحث الإسرائيلي أن تصبح قضية المفاوضات مع حماس أكثر بروزاً على جدول الأعمال السياسي للحكومة الإسرائيلية، بعد الاتفاق الأمريكي الأخير مع حماس، مع إمكانية الوصول إلى اتفاقات جزئية أو شاملة، ولكن لا شك أن الحكومة الإسرائيلية ستجد نفسها مضطرة لمواجهة هذه القضية المهمة، التي لا يمكن تجاهلها بأي حال.
باب حوار مفتوح ولكن
Getty Images
متظاهر مؤيد للفسطينيين يرتدي عصبة رأس تحمل شعار حماس خلال احتجاج في نيويورك ضد تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
ويعتقد محللون فلسطينيون أن باب الحوار بين حماس الولايات المتحدة فُتح وسيظل مفتوحاً دوماً، خصوصاً فيما يتعلق بجثث لرهائن إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية ما يزالون في غزة، غير أنه ليس من المؤكد أن يكون "حواراً مثمراً".
ويرى مصطفى إبراهيم، وهو كاتب ومحلل سياسي مقيم في قطاع غزة حالياً، أن حماس لم تختر بمفردها الحوار مع الولايات المتحدة.
ويعتقد إبراهيم أن الإدارة الأمريكية سعت نحو الاتفاق مع حماس بسبب تعثر المفاوضات ووجود مختطف أمريكي وجثث أمريكيين، في محاولة لوضع حد لما يجري خاصة في ظل الإصرار الإسرائيلي على استعادة الرهائن بالقوة.
ولا يتوقع الكاتب الفلسطيني بأن يكون لهذا التواصل ثمار ضخمة إذا استمر تبنى الولايات المتحدة لمواقف إسرائيل بشكل كامل بألا يكون لحماس وجود لها في "اليوم التالي" في حكم غزة، مع الإصرار على نزع سلاحها.
وبشأن مستقبل العلاقات الأمريكية مع حماس، يعتقد إبراهيم بأنه ربما يكون "هناك توجه أمريكي بالتعامل مع حماس على أن تستجيب الحركة لطلب أمريكا وإسرائيل أن تظل حركة سياسية منزوعة السلاح ومن ثم تصبح جزءاً من منظومة الحكم القادم".
ومن جانبه، يوضح المحلل السياسي، إسماعيل مسلماني، في حديثه لصحيفة الرسالة التابعة لحركة حماس، بأن الحركة تهدف إلى إظهار استعدادها للتفاوض المباشر مع واشنطن، مشيراً إلى أن الإفراج قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية.
ويقول مصدر مصري مطلع لبي بي سي، إن حماس حاولت خلال الفترة الأخيرة التواصل المباشر مع واشنطن، بعد تعثر التفاوض عبر الوسطاء مصر وقطر وتزايد الشروط الإسرائيلية في كل جولة تفاوضية.
ويضيف المصدر لبي بي سي، أن حماس تسعى لنموذج تواصل سياسي "مشابه للنموذج الإيراني مع أمريكا،" مؤكداً أن الحركة تعتقد أنها يمكنها إدارة علاقة جيدة مع الولايات المتحدة قد تسهم ولو بقدر قليل في تبنى الرؤية الإسرائيلية كاملة.
حوار حماس: القانون والسياسة
Getty Images
المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف
وقبل أسابيع قليلة، كشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن العنصر الجديد والمتغير الأهم في الرؤية الأمريكية لإدارة ترامب في قضية غزة.
وفي حديث لويتكوف مع الإعلامي المؤثر في الأوساط المحافظة في أميركا تاكر كارلسون، أوضح أن هناك إمكانية لبقاء حماس في معادلة غزة بشكل من الأشكال لكن من غير جناحها العسكري وسلاحها.
وحماس من جانبها، تراهن على إمكانية تطوير هذا التمايز في الموقف الأمريكي عن الموقف الإسرائيلي، وتأمل في تطوير خط تفاوض بل وتفاهم أكبر مع الولايات المتحدة يكون مستقلاً عن إسرائيل.
وتصنف واشنطن، حركة حماس، على أنها "منظمة إرهابية" منذ تسعينيات القرن الماضي، غير أنها تواصلت معها مؤخراً فأبرمت ما يعد الاتفاق السياسي الأول لإطلاق سراح عيدان.
ويقول الدبلوماسي الأمريكي السابق العربي الأصل هادي عمرو، إن القوانين الأمريكية لا تمنع التفاوض مع الإرهابيين أو المنظمات الإرهابية.
وشغل عمرو في الماضي منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي وكان مسؤولاً عن الشؤون الفلسطينية في الوزارة أثناء إدارة الرئيس السابق جو بايدن وهو اليوم زميل في معهد بروكنز في واشنطن.
ويتحدث عمرو عن أن القانون يمنع تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وقد يشمل هذا دفع نفقات سفرهم أو إقامتهم، ويذهب ساخراً للقول بأنه ليس بإمكانك أن تشتري لهم "الشاورما" مثلاً، لكن ليس هناك ما يمنع من الحوار معهم.
ويرى عمرو بأن ترامب ربما اختار الحوار طريقاً لتغيير نهج حركة حماس ولتحقيق هدفه في تحرير الرهينة الأمريكي. لكنه يتحدث بحذر ويقول إنه لا يعرف دوافع الرئيس الأمريكي وإدارته، لكنه يشير إلى أنه يبدو أن "الأهداف التي يريدها ترامب قد تحققت".
ولا يبدو أن دعم الولايات المتحدة وترامب لإسرائيل من الناحية الاستراتيجية قد تغير، لكن يبدو أن هناك اختلافاً في الرؤى والأولويات في موضوع غزة والرهائن تحديداً.
ويرى برايان كاتوليس، زميل معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن إسرائيل ورئيس وزراءها لم يتقدما إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق في غزة الذي كان قائماً.
وأوضح الباحث الأمريكي أن هذا القرار أثار قلق ترامب بخصوص الرهائن وتحديداً الرهينة الأمريكي وجعله يتحرك بهذه الطريقة.
لكن كاتوليس يقول أيضاً أن ذلك لا يعني تخلياً من ترامب عن التزامه بدعم إسرائيل وهو الذي يستمر فعلياً بتقديم ذلك الدعم عن طريق الشحنات العسكرية، مضيفاً أن الاختلاف حتى الآن يتعلق بطريقة التعامل مع ملف الرهائن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟
من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟

الأيام

timeمنذ 2 ساعات

  • الأيام

من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟

Getty Images الجنرال لويس بوتا قائد قوات الترنسفال وجنوده خلال حرب البوير الثانية، وقد أصبح أول رئيس وزراء لجنوب إفريقيا بينما تضع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيودا على عملية تجنيس المهاجرين وطالبي اللجوء من دول تمزقها الحروب والمجاعات، وصلت إلى الولايات المتحدة مؤخرا أول مجموعة مكونة من 59 شخصا بِيض البشرة من جنوب إفريقيا (الأفريكانرز) والذين منحهم ترامب حق اللجوء في أمريكا. وغالبا ما ينتظر اللاجئون سنوات قبل معالجة طلباتهم والموافقة على سفرهم إلى الولايات المتحدة، إلا أن الأفريكانرز الذين وصلوا إلى أمريكا، لم ينتظروا أكثر من 3 أشهر. وقد شهدت العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة توترا ملحوظا منذ تكليف الرئيس ترامب إدارته في فبراير الماضي بوضع خطط لإعادة توطين "الأفريكانرز" في الولايات المتحدة. وانتقدت الولايات المتحدة السياسة الداخلية لجنوب إفريقيا، متهمة الحكومة بالاستيلاء على أراضي المزارعين البِيض دون أي تعويض، وهو أمر تنفيه جنوب إفريقيا. ويذكر أنه بعد أكثر من 30 عاماً على نهاية النظام العنصري في جنوب أفريقيا، لا يمتلك المزارعون السود سوى جزء صغير من أفضل الأراضي الزراعية في البلاد، ولا تزال غالبيتها في أيدي البِيض. وتعتزم حكومة جنوب إفريقيا توزيع 8 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية على المزارعين السود بحلول عام 2030، ضمن جهودها لتحقيق العدالة الاقتصادية بعد عقود من سياسات الفصل العنصري. ففي يناير الماضي، وقّع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قانوناً مثيراً للجدل يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي المملوكة للقطاع الخاص دون تعويض، في ظروف معينة، عندما يُعتبر ذلك "عادلاً ويخدم المصلحة العامة". وقد وصف رامافوزا المجموعة التي سافرت إلى الولايات المتحدة بـ"الجبناء"، قائلاً إنهم لا يريدون معالجة أوجه عدم المساواة في حقبة الفصل العنصري. Reuters أول مجموعة من البيض من جنوب أفريقيا تهبط في مطار دالاس ونسبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لترامب تشبيهه جهود حكومة جنوب أفريقيا للقضاء على التفاوتات العرقية بالتمييز ضد البِيض، وقال إن الأفريكانرز ضحايا "إبادة جماعية". وأضاف قائلاً: "إن المزارعين يُقتلون، إنهم بِيض، وسواء كانوا بيضاً أم سوداً، لا فرق لديّ، يُقتل المزارعون البِيض بوحشية، وتُصادَر أراضيهم في جنوب أفريقيا". وسبق أن اشار إيلون ماسك، أحد أقطاب إدارة ترامب والمولود في جنوب أفريقيا، إلى حدوث "إبادة جماعية للبِيض" في جنوب أفريقيا، واتهم الحكومة بتمرير "قوانين ملكية عنصرية". ودُحضت مزاعم الإبادة الجماعية للبِيض على نطاق واسع. ولا تدعم بيانات الشرطة هذه الرواية، إذ تُظهر أن عمليات القتل في المزارع نادرة، وأن معظم الضحايا من السود. كما قالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا في بيان بهذا الشأن إن الاتهامات الموجَّهة للحكومة بالتمييز ضد الأقلية البيضاء في البلاد "لا أساس لها من الصحة"، وإن برنامج إعادة التوطين الأمريكي محاولة لتقويض "الديمقراطية الدستورية" في البلاد. Getty Images تتطلع المجموعة الأولى المكونة من 59 لاجئاً من الأفريكانرز إلى حياتهم الجديدة في الولايات المتحدة وأضاف البيان أن البلاد عملت "بلا كلل" لوقف التمييز، بالنظر إلى تاريخها من القمع العنصري في ظل نظام الفصل العنصري. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ترامب قوله إن الولايات المتحدة ستمنح الجنسية للأفريكانرز. وتعتزم الإدارة الأمريكية الاعتماد على مكتب اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية للمساعدة في إعادة توطين القادمين إلى الولايات المتحدة. وقد تواصل المكتب مع منظمات اللاجئين للتحضير لوصول الأفريكانرز، وفقاً لمذكرة صادرة عن الوزارة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز. وحسب المذكرة، ستساعدهم الإدارة في العثور على "مساكن مؤقتة أو طويلة الأجل، وأثاث منزلي، وأدوات منزلية أساسية، ولوازم تنظيف". كما تخطط الإدارة لمساعدتهم في تأمين "البقالة، والملابس المناسبة للطقس، والحفاضات، وحليب الأطفال، ومنتجات النظافة، والهواتف المدفوعة مسبقاً التي تُعينهم على حياتهم اليومية". ويبلغ عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا نحو 4.2 مليون نسمة من بين نحو 63 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد، وقد مثّل الأفريكانرز في أوائل القرن الحادي والعشرين حوالي 60 في المئة من السكان البِيض هناك. "لم أحضر إلى هنا للتسلية" وقال تشارل كلاينهاوس، أحد الأفريكانرز الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة والبالغ من العمر 46 عاماً، لبي بي سي، إنه غادر وطنه بعد تلقيه تهديدات بالقتل عبر رسائل واتساب. وتابع كلاينس، الذي يقيم حالياً في فندق صغير في بافالو في ولاية نيويورك، قائلاً: "اضطررتُ لمغادرة منزل يضم 5 غرف نوم، والذي سأفتقده الآن"، مشيراً إلى أنه ترك سيارته وكلابه وحتى والدته، ويضيف قائلا: "لم أحضر إلى هنا للتسلية". BBC قال تشارل كلاينهاوس إنه تلقى تهديدات بالقتل في الأسبوع الماضي، كان كلاينهاوس يعيش في مزرعة عائلته في مقاطعة مبومالانغا بجنوب أفريقيا، وتُعرف هذه المقاطعة، بجمالها الطبيعي الأخّاذ وحياة البرية الوفيرة، وبأنها "المكان الذي تشرق فيه الشمس". والتباين في مكان الإقامة واضح للغاية، لكن بالنسبة له، فإن وضعه في بافالو في نيويورك، أفضل حالا بالفعل، ويقول كلاينهاوس، الذي توفيت زوجته في حادث سير عام 2006: "أطفالي الآن بأمان". ويُقر بأنه فوجئ بسرعة وصوله إلى الولايات المتحدة، وأنه مُمتن لترامب، ويقول: "شعرتُ أخيراً أن هناك من يرى ما يحدث في هذا العالم". وعندما وصل هو وعائلته مع آخرين إلى المطار، استُقبلوا ببالونات حمراء وبيضاء وزرقاء، ويصف كلاينهاوس الفخامة والاحتفال بأنه "مذهل". ويعترف كلاينهاوس بأن السود في جنوب أفريقيا عانوا مثله، لكنه يقول: "لم تكن لي أي علاقة بالفصل العنصري، لا شيء، لا شيء، لا شيء". ويُقر كلاينهاوس بانخفاض معدل جرائم قتل المزارعين في جنوب أفريقيا، لكنه يقول إنه لا يريد أن يكون ضحية، ويضيف قائلاً: "هناك أشخاص في منطقتي قُتلوا رمياً بالرصاص". وعلى الجانب الآخر، هناك فريق من الأفريكانرز يرفض مغادرة البلاد مثل أولريش جانس فان فورين الذي قال لبي بي سي: "أعشق الترويج لجنوب أفريقيا، ولا أنوي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجنوب أفريقيا هي موطني". وجانس فان فورين شغوف بمشاركة وإبراز بعضٍ من أجمل معالم جنوب أفريقيا مع جمهوره الغفير من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيراً ما يلتقط هذا الشاب الجنوب أفريقي الأبيض، البالغ من العمر 38 عاماً، صوراً لمشاهد مثل صباح جوهانسبرغ البارد، وأشجار الجاكاراندا الأرجوانية التي تشتهر بريتوريا بجمالها، أو شواطئ كيب تاون الشهيرة. وقال جانس فان فورين، الذي يتابعه أكثر من مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي: "جنوب أفريقيا هي موطني. إنها موطن جذوري وتراثي، حيث يمكنني المساهمة في تاريخ أمتنا وإحداث تأثير هادف، وأنا منخرط بشدة في نجاح جنوب أفريقيا، وأفخر بكوني جزءاً من رحلة نجاحها". وأضاف قائلاً: "إن الجدل حول وضع الأفريكانرز في جنوب أفريقيا جعلني أكثر تصميماً من أي وقت مضى على البقاء في البلاد والعمل بكل طاقتي على نجاحها". من هم الأفريكانرز؟ تقول دائرة المعارف البريطانية إن الأفريكانرز هم جنوب إفريقيون من أصل أوروبي، لغتهم الأم هي الأفريكانية، وينحدرون من البوير. وتعني كلمة بوير بالهولندية مزارع، وهم الجنوب أفريقيون من أصل هولندي أو ألماني، أو الإنجيليون الفرنسيون الذين هربوا من الاضطهاد الديني في أوروبا، وكانوا من أوائل المستوطنين في ترانسفال ودولة أورانج الحرة، واليوم، يُشار إلى أحفاد البوير عادةً باسم الأفريكانرز. وقد كلفت شركة الهند الشرقية الهولندية يان فان ريبيك في عام 1652 بإنشاء محطة شحن في رأس الرجاء الصالح. وفي عام 1707، بلغ عدد السكان الأوروبيين في مستعمرة كيب تاون 1779 شخصاً، وسرعان ما ازدهرت المستعمرة الهولندية. وكان البوير معادين للشعوب الأفريقية الأصلية، الذين خاضوا معهم حروباً متكررة على المراعي، كما كانوا معادين أيضاً لحكومة الكيب، التي كانت تحاول السيطرة على تحركات البوير وتجارتهم، وقارنوا أسلوب حياتهم بأسلوب حياة الآباء العبرانيين المذكورين في الكتاب المقدس، حيث طوروا مجتمعات أبوية مستقلة قائمة على اقتصاد رعوي متنقل. Ulrich Janse van Vuuren يقول أولريش جانس فان فورين: "لا أنوي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجنوب أفريقيا هي موطني" وفي تأثر بالعقيدة الكلفينية التي كانوا يدينون بها، اعتبروا أنفسهم أبناء الرب في البرية، فهم "مسيحيون مختارون من الرب لحكم الأرض وسكانها الأصليين المتخلفين". وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، كانت الروابط الثقافية بين البوير ونظرائهم في المناطق الحضرية تتضاءل، على الرغم من أن كلتا المجموعتين استمرتا في التحدث باللغة الأفريكانية، وهي لغة تطورت من خليط من اللغة الهولندية واللغات الأفريقية الأصلية ولغات أخرى. وأصبحت مستعمرة الكيب ملكية بريطانية عام 1806 نتيجة للحروب النابليونية، وعلى الرغم من قبول البوير في البداية للإدارة الاستعمارية الجديدة، إلا أنهم سرعان ما شعروا بالاستياء من السياسات الليبرالية البريطانية، وخاصة فيما يتعلق بتحرير العبيد. وبسبب ذلك، فضلاً عن حروب الحدود مع السكان الأصليين، والحاجة إلى أراضٍ زراعية أكثر خصوبة، بدأ العديد من البوير في عشرينيات القرن التاسع عشر بالهجرة شمالاً وشرقاً إلى داخل جنوب أفريقيا، وقد عُرفت هذه الهجرات باسم "الارتحال الكبير". وفي عام 1852، وافقت الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال المستوطنين في ترانسفال (التي أصبحت لاحقاً جمهورية جنوب أفريقيا)، وفي عام 1854 اعترفت باستقلال أولئك الموجودين في منطقة نهري فال-أورانج (التي أصبحت لاحقاً دولة أورانج الحرة)، وتبنّت هاتان الجمهوريتان الجديدتان الفصل العنصري. حروب البوير مهّد اكتشاف الماس والذهب في جنوب أفريقيا في عام 1867الطريق لحربين؛ الأولى في نهاية عام 1880 وأوائل عام 1881، والثانية بين عامي 1899 و1902. وتعود جذور الصراع إلى مطالبات بريطانيا بالسيادة على جمهورية جنوب أفريقيا الغنية، وقلقها من رفض البوير منْح الحقوق المدنية لما يُسمى "الأوتلاندرز" (المهاجرون - ومعظمهم بريطانيون - إلى مناطق مناجم الذهب والماس في الترانسفال). وأثارت أسباب الحرب جدلاً حاداً بين المؤرخين، ولا تزال دون حلٍ حتى اليوم كما كانت خلال الحرب نفسها؛ حيث زعم السياسيون البريطانيون أنهم كانوا يدافعون عن "سيادتهم" على جمهورية جنوب أفريقيا، المنصوص عليها في اتفاقيتَيْ بريتوريا ولندن لعامي 1881 و1884 على التوالي. فيما يؤكد العديد من المؤرخين أن الصراع كان في الواقع للسيطرة على مجمع ويتواترسراند الغني لتعدين الذهب الواقع في جمهورية جنوب أفريقيا، وكان هذا المجمع أكبر مجمع لتعدين الذهب في العالم في وقتٍ كانت الأنظمة النقدية العالمية، وعلى رأسها البريطانية، تعتمد بشكل متزايد على الذهب. Getty Images مجموعة من جنود الكوماندوز البوير مع مدفع هاوتزر خلال الحرب في جنوب أفريقيا حوالي عام 1900 ووقعت حرب البوير الأولى عندما قامت الحكومة البريطانية بتعيين اللورد كارنافون سكرتيراً للمستعمرات، وسرعان ما بدأ بالتفاوض مع الإدارات المحلية من أجل تحقيق اتحاد فيدرالي في جنوب أفريقيا، ولكن المفاوضات انهارت في عام 1877، فقام اللورد كارنافون بإرسال قوة بريطانية لضم الترانسفال بالقوة. وحدثت أول مواجهة بين الجانبين في مدينة بوتشيفستروم في 16 ديسمبر/‏كانون الأول 1880، وانتصر البوير في هذه المواجهة. وفي 27 فبراير/‏شباط من عام 1881 هُزمت القوات البريطانية في معركة ماغوبار - لتفشل بريطانيا في بسط سيادتها على منطقة الترنسفال. وظلت العلاقة متوترة بين الطرفين حتى اندلعت حرب البوير الثانية في عام 1899. وبدعم من دولة أورانج الحرة، خاضت جمهورية جنوب أفريقيا معركة ضد الإمبراطورية البريطانية لأكثر من عامين. كانت بوادر تلك الحرب قد بدأت في عام 1897 - عندما طلب ألفريد ميلنر المفوض السامي البريطاني في جنوب أفريقيا تعديل دستور ترانسفال لتوفير المزيد من الحقوق السياسية للبريطانيين الذين يعيشون في الجمهورية. وسرعان ما بدأت الحكومة البريطانية في إرسال قوات لتعزيز حاميتها في جنوب أفريقيا. وفي 9 أكتوبر من عام 1899 أصدرت جمهوريتا البوير إنذاراً نهائياً لبريطانيا، طالبتا فيه القوات البريطانية بالانسحاب من المناطق الحدودية، ولم يستجب البريطانيون لهذا الإنذار. في 11 أكتوبر من عام 1899، تم إعلان الحرب رسميا. ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحرب وتحديدا في 15 نونبر من عام 1899 - وقوع المراسل الحربي البريطاني الشاب وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد، في أسر قوات الجنرال لويس بوتا قائد قوات البوير وجنوده الذين نصبوا كمينا لقطار مصفّح في ناتال، وقد تم اعتقال تشرشل وسجنه في بريتوريا. ورغم أنها كانت أكبر وأكثر الحروب تكلفةً - والتي خاضتها بريطانيا بين الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى (حيث أنفقت أكثر من 200 مليون جنيه استرليني)، إلا أنها دارت بين طرفين متحاربين غير متكافئين تماماً؛ حيث بلغ إجمالي القوة العسكرية البريطانية في جنوب أفريقيا ما يقرب من 500 ألف جندي، بينما لم يتجاوز عدد البوير حوالي 88 ألف مقاتل. لكن البريطانيين كانوا يقاتلون في بلد معادٍ على أرض وعرة، مع خطوط اتصالات طويلة، في حين كان البوير - في الغالب في وضع دفاعي - قادرين على استخدام نيران البنادق الحديثة بكفاءة عالية، في وقتٍ لم تكن القوات المهاجمة تملك أي وسيلة للتغلب عليها. ورغم مهارة البوير في حرب العصابات، استسلموا في النهاية للقوات البريطانية عام 1902، منهين بذلك الوجود المستقل لجمهوريتَيْ البوير. وقد لقي عشرات الآلاف من البوير حتفهم بسبب القتال والجوع والمرض، وضم البريطانيون المنتصرون جمهوريتَيْ جنوب أفريقيا وأورانج الحرة. وبعد الحرب أظهر الطرفان الاستعداد للتعاون بهدف التوحد ضد الأفارقة السود، ورغم ذلك ظلت العلاقات بين البوير (أو الأفريكانرز، كما أصبحوا يُعرفون) والجنوب أفريقيين الناطقين بالإنجليزية فاترة لعقود عديدة. وعلى الصعيد الدولي، ساهمت الحرب في تأجيج الأجواء بين القوى الأوروبية العظمى، إذ وجدت بريطانيا أن معظم الدول الأوروبية تتعاطف مع البوير. التمييز العنصري Getty Images في تحدٍّ لقوانين الفصل العنصري الصارمة، استولت مجموعة من السكان الأصليين من جنوب أفريقيا في عام 1952 على عربة قطار كُتب عليها "للأوروبيين فقط" - ودخلوا كيب تاون حيث اعتقلتهم الشرطة وعلى الرغم من إعادة دمجهم في النظام الاستعماري البريطاني بعد الحرب، احتفظ الأفريكانرز بلغتهم وثقافتهم، وحققوا في نهاية المطاف نفوذاً سياسياً عجزوا عن تحقيقه عسكرياً. وفي عام 1910 قام البريطانيون بتأسيس اتحاد جنوب أفريقيا من قِبل المستعمرات البريطانية السابقة، كيب تاون وناتال، وجمهوريتَيْ البوير جنوب أفريقيا (الترانسفال)، ودولة أورانج الحرة. وسرعان ما أُعيد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وظلّ عنصراً أساسياً في السياسات العامة للبلاد طوال معظم القرن العشرين، ولم يُلغَ في تسعينيات القرن العشرين إلا بعد استنكار عالمي. وبين عامي 1910و1948 حكم جنوب أفريقيا 3 زعماء من البيض هم بوتا، وجان سميث، وهرتسوغ، وهم جنرالات سابقون في الجيش، وقد عمل هؤلاء على تطوير قوميةٍ جنوب أفريقية وإرساء قواعد نظام حكم عنصري في البلاد. وتعود بدايات نظام الفصل العنصري إلى قرار قانون الأراضي في عام 1913 لمنع السود في جنوب أفريقيا، باستثناء سكان مقاطعة كيب تاون، من شراء الأراضي خارج المحميات المُخصَّصة لهم. وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت جنوب غرب أفريقيا، الإقليم الألماني السابق، ناميبيا حالياً، تحت إدارة جنوب أفريقيا - وذلك في عام 1919. وتعزز التمييز ضد السود والآسيويين وأغلبهم من الهنود، الذين شجع البريطانيون هجرتهم إلى جنوب أفريقيا في القرن التاسع عشر، مع وصول الحزب الوطني، الذي أسسه الأفريكانرز في عام 1914، إلى الحكم في 1948، وذلك بسنّ قوانين لفصل البيض عن بقية السكان في التعليم والرعاية الصحية ووسائل النقل والمطاعم والشواطئ، ومنع الزواج المختلط بين الأعراق، والاستيلاء على 87 في المئة من الأراضي للبِيض، والتهجير القسري لأكثر من 3 ملايين من السود، وفرض تدريس اللغة الأفريكانية، كما أن السود لم يكن لهم حق التصويت ولم يكن لهم تمثيل في الحكومة. وفي عام 1950 بدأ تصنيف السكان حسب العرق، وإقرار قانون المناطق الجماعية لفصل السود عن البِيض، وقد رد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان قد تأسس عام 1912، بحملة عصيان مدني بقيادة نيلسون مانديلا. ولقي 69 متظاهراً أسود مصرعهم في شاربفيل في عام 1960، كما تم حظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي العام التالي انسحبت جنوب أفريقيا من الكومنولث وأعلنت الجمهورية، فيما قاد مانديلا الجناح العسكري الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي بدأ تمرداً ضد النظام العنصري. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأ الضغط الدولي على الحكومة العنصرية، واستبعاد جنوب أفريقيا من الألعاب الأولمبية. وفي عام 1964 - صدر الحكم على زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، نيلسون مانديلا، بالسجن المؤبد. نهاية حكم البِيض Getty Images قاد نيلسون مانديلا النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تولى فريدريك دبليو دي كليرك الرئاسة في عام 1989 خلفاً لـ بي دبليو بوتا، ليتم إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة. كما أُطلق سراح العديد من نشطاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي عام 1990 انتهى الحظر على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتم إطلاق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عاماً في السجن. وألغى دي كليرك في عام 1991 قوانين الفصل العنصري المتبقية، وتم ورفع العقوبات الدولية. وفي عام 1994 فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأول انتخابات غير عنصرية، وأصبح نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد، وترأس حكومة وحدة وطنية، وعادت جنوب أفريقيا إلى الكومنولث، وشغلت مقعداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غياب دام 20 عاماً. وفي عام 1996 بدأت لجنة الحقيقة والمصالحة برئاسة رئيس الأساقفة ديزموند توتو جلسات استماع بشأن جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة السابقة وحركات التحرير خلال حقبة الفصل العنصري. ووصف تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الفصل العنصري بأنه جريمة ضد الإنسانية. يذكر أن العديد من الأفريكانرز غادروا جنوب أفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري، ويقيم الآن حوالي 100 ألف منهم في بريطانيا. ومن المتوقع أن يستمر تراجع عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا؛ وينعكس ذلك في التقديرات الرسمية التي أشارت إلى تراجع عددهم بنحو 113 ألف نسمة بين عامي 2016 و2021.

نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل
نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل

بديل

timeمنذ 4 ساعات

  • بديل

نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل

انتقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سلطات بريطانيا وفرنسا وكندا لمطالبتها بوقف العملية في قطاع غزة وخططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وغرد نتنياهو على منصة 'إكس' قائلا: 'بمطالبتهم إسرائيل بوقف حربها الدفاعية من أجل بقائها قبل القضاء على إرهابيي حركة حماس على حدودنا، وبمطالبتهم بإنشاء دولة فلسطينية، فإن القادة في لندن وأوتاوا وباريس يقدمون مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بينما يحفزون في نفس الوقت فظائع مماثلة جديدة'. وأضاف نتنياهو: 'إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس ترامب وتدعو جميع القادة الأوروبيين إلى فعل الشيء نفسه. يمكن أن تنتهي الحرب غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ونزع سلاح حماس، وطرد قادتها القتلة. لا يمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل'. ويوم الاثنين، أعلنت سلطات بريطانيا وفرنسا وكندا أنها ستتخذ 'إجراءات ملموسة' ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة ولم ترفع القيود عن المساعدات الإنسانية. كما عارضت هذه الدول أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مهددة إسرائيل بفرض عقوبات مستهدفة. وجاء في البيان أيضا عزم حكومات هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية. وقد بدأت القوات الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة كجزء من عملية 'عربات جدعون' لتوجيه ما وصفته بـ 'ضربة حاسمة ضد حركة حماس'، ويتم التوسع في العمليات القتالية بالتزامن مع مفاوضات في قطر عبر وسطاء، ما زالت تحاول التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى.

جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر
جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر

كش 24

timeمنذ 13 ساعات

  • كش 24

جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جولة في الشرق الأوسط ليواجه عاصفة من التساؤلات المتصاعدة حول مدى ملاءمة قراره بقبول طائرة فاخرة مقدمة من قطر بقيمة 400 مليون دولار. وقد منح الجمهوريون الرئيس مساحة واسعة للمناورة في قضايا متعددة منذ بداية ولايته، دعما لأجندته السياسية. لكن هذه المرة، لم يسارع كثيرون منهم إلى الدفاع عنه، بعد أن أعلن صراحة نيته قبول الطائرة كهدية. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لصحيفة "ذا هيل": "إنها تشتيت لا داعي له"، واصفا المزاج العام داخل مؤتمر الحزب تجاه الصفقة المحتملة. ويرى كثير من الجمهوريين أن هذه الهدية لن تكون مجانية فعليا، نظرا إلى أن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلًا، ما يدفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن ترامب قد لا يستخدمها أبدا قبل انتهاء ولايته. وكان ترامب قد عبر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، والذي تنفذه شركة "بوينغ" عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. لكن المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه. وقد تصاعدت هذه الأزمة في نهاية الأسبوع الماضي، حين أكد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) مقدمة من قطر كهدية تسلم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا إلى مكتبته الرئاسية بعد انتهاء ولايته. وأشار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى أن تحويل الطائرة القطرية إلى طائرة رئاسية سيتطلب عملية معقدة للغاية لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة. وأعربوا عن قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة. وقالت السيناتور سوزان كولينز: "هذه الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، من بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك". وأضافت: "وبحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة للاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلًا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس". كما لم تلق هذه المبادرة ترحيبا حتى من بعض أشد مؤيدي ترامب في مجلس الشيوخ. فقد أعرب السناتور ريك سكوت عن مخاوفه بشأن ارتباط قطر بدعم حركة "حماس"، مكررا أكثر من مرة أنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس. وفي السياق ذاته، أعرب السناتور تيد كروز عن قلقه من احتمالات التجسس، قائلا: "الطائرة تثير مشكلات كبيرة تتعلق بالتجسس والمراقبة"، مضيفا: "لست من محبي قطر، فلديها سجل مقلق في تمويل متطرفين دينيين يسعون لقتلنا، مثل حماس وحزب الله. وهذه مشكلة حقيقية". أما بعض المشرعين الآخرين، فاختاروا إما الامتناع عن التعليق أو الاكتفاء بالدعوة لاحترام القانون، مشيرين إلى أن الصفقة لم تكتمل بعد وما تزال "افتراضية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store