logo
أزمة الكيان المركبة وتناقضها مع أوهام نتنياهو!ايهاب شوقي

أزمة الكيان المركبة وتناقضها مع أوهام نتنياهو!ايهاب شوقي

ساحة التحرير١٧-٠٤-٢٠٢٥

أزمة الكيان المركبة وتناقضها مع أوهام نتنياهو!
ايهاب شوقي
يعيش الكيان الصهيوني في مأزق وجودي غير مسبوق؛ يتناقض مع تصريحات الثقة غير المسوّغة التي يطلقها مجرم الحرب نتنياهو، والتي لا تستند إلى قوة عسكرية أو إجماع شعبي أو جبهة داخلية موحدة على استراتيجية حرب الإبادة التي يشنها، ولا محاولات تمدد الكيان في الإقليم.
هذه الأزمة الصهيونية المركبة من عدة أبعاد عسكرية وسياسية ومجتمعية، مع ما يرافقها من إصرار على تصدير صورة نصر تتمادى بالإجرام المعتمد على الدعم الأميركي المفتوح سياسيًا وعسكريًا، له تداعيات خطيرة على مستقبل الكيان، ومستقبل الأنظمة العربية الصامتة على الجرائم، والتي بإمكانها استغلال مأزق العدو لكبح جماحه، ولكنها لا تفعل ذلك، ولا تحاول اتخاذ مواقف قوية مع أميركا، بل تستمر في الضغط على المقاومة لتقديم التنازلات!
في هذا السياق؛ نناقش مظاهر أزمة العدو الصهيوني المركبة، والتي تشمل تقديم عرائض احتجاج من التشكيلات العسكرية كافة؛ والتي تنذر بتمرد واسع في الجيش الصهيوني، وتتزامن مع انضمام أكاديميين للاحتجاجات، بالإضافة إلى التظاهرات الشعبية المستمرة، وما قد يسببه ذلك التناقض مع الإصرار على استمرار الحرب والتوسع الإقليمي من خطوات إجرامية تعتمد كليًا على سلاح الجو والدعم الأميركي.
مظاهر الأزمة المركبة للكيان:
يعيش الكيان أزمة مركبة غير مسبوقة منذ نشأته المشؤومة، فقد وصل الانقسام الأفقي بين اليمين المتطرف واليسار وبقية التنوعات السياسية إلى مستويات قياسية. كما وصلت الانقسامات إلى الجيش ما ينذر بتمرد واسعة النطاق يشمل الأسلحة المقاتلة كافة، فضلًا عن أجهزة الاستخبارات وانقساماتها وصولًا إلى نقص العديد وأزمة في التجنيد لا تتوافق وتهديدات نتنياهو وخططه التوسعية.
يمكن رصد هذه الأزمة على الشكل الآتي:
1- توسع عرائض الاحتجاجات وتنوعها: في الأسبوع الأخير فقط، توسعت عرائض الاحتجاجات وتنوعت لتشمل عدة جهات عسكرية وأكاديمية، وخطورة الأمر تكمن في ثلاثة عوامل رئيسة:
الأول: سرعة الانتشار بما يوحي بأن الأمر يتدحرج ويتسع سريعًا.
الثاني: الانتقال بين جميع الوحدات والجهات المختلفة العسكرية والمدنية ما ينذر بتمرد جماعي.
الثالث، طريقة تعاطي نتنياهو الحمقاء ورئيس الاركان بفصل الجنود على الرغم مما يعانيه الجيش من أزمة في التجنيد.
إذ مؤخرًا، وقّع أكثر من 200 عضو حالي وسابق، في وحدة 'الكوماندوز' النخبوية التابعة للبحرية 'الإسرائيلية' المعروفة باسم 'شطيت 13″، رسالة طالبوا فيها رئيس الوزراء 'الإسرائيلي' بنيامين نتنياهو باستعادة جميع الرهائن فورًا، حتى لو تطلّب ذلك وقف العمليات العسكرية، وقالت رسالة وحدة 'الكوماندوز' أنها ندعم رسالة الطيارين الصادرة في 9 أبريل/نيسان الحالي.
كما كانت رسالة الطيارين بمثابة البؤرة التي جمعت بقية العرائض، فقد انضمت إليها جملة من الرسائل الاحتجاجية المماثلة التي قدمها 1525 عسكريًا من سلاح المدرعات، وأكثر من 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة، وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات، و150 ضابطًا سابقًا في سلاح البحرية، و100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط 'الإسرائيلية' ومئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 الاستخبارية 'الإسرائيلية'.
الأمر الأكثر ألمًا بالنسبة إلى الصهاينة كان دخول لواء غولاني على الخط، حين وقّع نحو 150 جنديًا 'إسرائيليًا' خدموا في لواء غولاني على عريضة احتجاج. كما وقّع نحو 3500 أكاديمي 'إسرائيلي' وأكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال التعليم، وما يزيد عن ألف من أولياء الأمور على عرائض تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.
ما يفاقم الأزمة هي طريقة تعاطي نتنياهو الحمقاء ورئيس الأركان إيال زمير، والذي وصف هذا التحرك أنه رفض للخدمة في الجيش 'الإسرائيلي'، وتوعد نتنياهو ووزراء في حكومته بفصل موقعي هذه العرائض من جنود الاحتياط. وصدّق زمير على قرار فصل قادة كبار ونحو ألف جندي احتياط من الخدمة، وذلك بعد توقيعهم على رسالة تدعو لإنهاء حرب غزة.
2- أزمة التجنيد والنقص العديد في الجيش
تأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع نقص العديد في الجيش بسبب رفض الخدمة العسكرية من جهة، وفشل في حل قضية تجنيد 'الحريديم' من جهة أخرى. وتناقلت التقارير تحذير رئيس الأركان 'الإسرائيلي' الجديد إيال زمير للحكومة من وجود نقص كبير في عدد المقاتلين في الجيش، وأنه أبلغ نتنياهو أن نقص الجنود المقاتلين قد يحد من قدرة الجيش على تحقيق طموحاته السياسية في غزة، وأن الإستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في غياب مسار دبلوماسي مكمل.
لبيان حجم أزمة النقص العددي؛ الأمر بحاجة إلى بعض الإحصائيات الكاشفة، حيث تفيد معطيات الجيش بأنّ معدلات مشاركة جنود الاحتياط الحالية في الوحدات القتالية تتراوح ما بين 60 إلى 70%، وقد أبلغ نتنياهو وكبار الوزراء بذلك بالكامل. إلا أن هناك تشكيك بهذه الأرقام. فقد ذكرت مجلة 972 'الإسرائيلية' أن الأرقام المتداولة عن عدد جنود الاحتياط الذين يبدون استعدادهم للخدمة العسكرية غير دقيقة، حيث تحدثت عن تقارير أخرى عن نسبة تحوم حول 50% فقط.
كما هناك صعوبات كشفها تقرير ليوآف زيتون المحلل العسكري لصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، منها نقص القوى البشرية والضغوط التشغيلية والنفسية، والتحديات اللوجيستية التي تهدد قدرته على الحفاظ على استقرار الجبهات المختلفة. واعترف زيتون بأنّ الجيش 'الإسرائيلي' خسر أكثر من 12 ألف جندي منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، بين قتلى وجرحى. بالإضافة إلى ذلك، هناك الزيادة في عدد القوات المطلوبة للدفاع عن الحدود، وتوسيع الوحدات العسكرية؛ مثل وحدات المدرعات والهندسة، والتي أدت إلى عجز كبير في عدد الجنود المتاحين.
كما كشف تحقيق نشره الموقع الإلكتروني 'شومريم' أن الجيش 'الإسرائيلي' قرر، وبهدوء، تمديد فترة خدمة ربع المجندات اللاتي التحقن بالجيش في العام 2023 لمدة 8 أشهر إضافية، في محاولة للتعامل مع النقص المتزايد في القوات، في ظل تعثر تمرير قانون التجنيد واستمرار تهرب أبناء التيار الحريدي من الخدمة العسكرية، وهي مشكلة لمّ يتوصلوا بعد إلى حل لها.
كذلك وفقًا لتقارير نشرها معهد دراسات الأمن القومي، في 'تل أبيب'، الأزمة تعود إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها طول أمد الحرب وانعدام الأفق السياسي والتأثير النفسي العميق على المجتمع 'الإسرائيلي' بأسره، خاصة بعد سقوط مئات الجنود والضباط منذ بدء العملية في تشرين الأول 2023.
السيناريوهات المتوقعة:
ممّا لا شك فيه أن استمرار الحرب لا يصبّ في مصلحة الكيان؛ وذلك لعدة أسباب؛ أهمها:
1- شهدت وحدات الاحتياط، والتي تشكل العمود الفقري لأي حملة طويلة الأمد، تراجعًا في نسب الاستجابة للاستدعاء، ما اضطر القيادة العسكرية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، شملت تمديد الخدمة الاحتياطية قسرًا، وتقليص أوقات الراحة الممنوحة للجنود، مع إعادة نشر بعض الوحدات في مناطق ساخنة بعد أوقات قصيرة جدًا من الاستراحة.
2- الأزمة لم تعد تقتصر على الجنود العاديين أو على وحدات الدعم اللوجستي، بل وصلت إلى وحدات النخبة التي طالما وُصفت بأنها الأكثر صلابة وانضباطًا.
3- خلخلة في الإجماع الوطني اعترف بها الصهاينة، مثل اعتراف مراسلة الشؤون العسكرية لهيئة البث العامة 'الإسرائيلية' كرميلا منشه، والتي قالت نصًا: 'على الرغم من أن المؤسسة السياسية والعسكرية 'الإسرائيلية' غالبا ما تُظهر تماسكا في أوقات الحرب، فإنّ وجود أصوات معارضة من داخل منظومتها الأمنية والأكاديمية قد يحدث خلخلة في الإجماع الوطني، ويضع ضغوطا متزايدة على القيادة السياسية'.
4- التوقعات بتوسع رقعة الاحتجاجات، مع تزايد الخسائر البشرية وضغط المجتمع الدولي، كما أن احتجاج الأكاديميين يمكن أن يُلقي بظلاله على الرأي العام 'الإسرائيلي'، ويعزز الانقسامات المجتمعية حيال استمرار العمليات العسكرية.
هذا الأمر يعني الاعتماد كليًا على سلاح الجو، بدعم أميركي مباشر، من دون قدرة على إحداث تغييرات على الأرض، أي حلقة مفرغة من الجرائم. وهذا ما يقود الكيان وراعيه الأميركي إلى ردود فعل شعبية وسياسية عنيفة، كما سيقود المقاومات إلى خيارات أخرى تختلف عن سياسة الصبر الاستراتيجي أو ترك المجال للتسويات، إذا بدا أن التسويات هي كسب للوقت تستمر معها الجرائم.
‎2025-‎04-‎17
The post أزمة الكيان المركبة وتناقضها مع أوهام نتنياهو!ايهاب شوقي first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي
زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي

ساحة التحرير

timeمنذ 2 أيام

  • ساحة التحرير

زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي

زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة! ايهاب شوقي* رغم سيل التصريحات التي تدفقت من منابر الخليج سواء من ترامب أو زعماء الخليج، فإن تصريحين لترامب يعبران جليا عن هذه الجولة، أولهما قول ترامب، إنها 'جولة قياسية جمعت ما بين 3,5 و4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط'، والثانية تجديد ترامب لرغبة أميركا في احتلال غزة وقوله 'إنه 'سيكون فخورًا لو تملكت الولايات المتحدة الأمريكية الأمر وجعلتها منطقة حرية'، وهو ما يدل عن أن الجولة كانت بالفعل قياسية، ولكن على مستوى الخيانة التاريخية وتفريط أنظمة الخليج. بعد عام وأكثر من سبعة أشهر من حرب إبادة تدار بعقل وسلاح وتمويل وغطاء أمريكي، تنافست فيها إدارتا بايدن وترامب على دعم الكيان علنًا، وهو ما يدل على أن أميركا هي صاحبة الحرب، والكيان هو المتصدر للواجهة، كان من المفترض في أضعف الإيمان أن تشهد العلاقات العربية الأمريكية جفوة أو ـ على الأقل ـ ضغوطًا باستخدام أوراق اقتصادية طالما أعلن النظام الرسمي العربي إفلاسه عسكرياً وافتقاده لإرادة المواجهة. ولكن، وعلى عكس المنطق بجميع فروعه الأخلاقية والإستراتيجية والسياسية، وجدنا تنافسًا خليجيًا على مكافأة أميركا والتقرب إليها، كأنها صلاة شكر خليجية لأميركا بسبب استهدافها وحربها على المقاومة للخلاص من 'صداع محور المقاومة'، وهو ما لم تخفِه أقلام ووسائل الإعلام الخليجية التي احتفت بترامب وأظهرت نشوة كبيرة بضعف وعزلة 'محور المقاومة' وفقاً لقراءتهم أو ـ بالأحرى ـ أمنياتهم وأوهامهم. والحديث عن خيانة النظام الرسمي وخاصة الخليجي للقضية والتواطؤ مع أميركا والكيان، أصبح حديثاً مكرراً وأصبح من العبث، لأنه يوضح الواضح والمفروغ منه، ولكن ما يعنينا هنا هو مناقشة هذه النشوة الزائفة بالانتصار ورسم ملامح شرق أوسط جديد يخلو من المقاومة، وهل فعلاً حوصرت المقاومة ودخلنا في حقبة أمريكية صهيونية خليجية تشكل ملامح الشرق الأوسط الجديد؟ هنا، نود مناقشة الأمر عبر عنوانين كبيرين، أولهما يتعلق بقراءة الخليج للمشهد وماتحاول تصديره من صورة وتضغط من أجل إتمامه لتصفية مشروع المقاومة، والثاني هو دلائل قوة المقاومة والتي ظهرت من سياسات وإجراءات ترامب التي استبقت جولته الخليجية 'القياسية' وفقاً لتعبيره، وذلك تالياً: أولاً: قراءة الخليج الواهمة للمشهد الإقليمي: اتضحت جلياً من تغطيات الإعلام الخليجي وكلمات بن سلمان وترامب، أن هذه الجولة تحاول ترسيخ صورة عهد جديد على أنقاض المقاومة، وهذه الصورة مبنية على عدة عوامل: 1- سقوط النظام في سورية وسيطرة نظام معادٍ للمقاومة وبالتالي تلميعه وإعطاء الشرعية له ورفع العقوبات وخلق نظام حكم وكيل للمصالح الأمريكية والخليجية وإدخاله حثيثاً إلى الاتفاقات الإبراهيمية والتطبيع، وهو ما يشكل حصاراً لوجستياً للمقاومة وقطعاً للتواصل بين جبهات المقاومة. 2- الضغط المكثف على الدولة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة وترتيب الأوضاع في لبنان على غرار سورية، تصوراً أن المقاومة ضعفت، وأن هذا التوقيت هو التوقيت الملائم لتفتيتها، قبل ترميم القوى واستعادة العافية. 3- تصور أن إيران في أضعف حالاتها بعد استهداف أبرز وأغلى قادة المقاومة، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله، وأنها في ركن ضيق يمكن لأميركا والخليج من خلاله تمرير الإملاءات أو انتزاع التنازلات أو إجبارها على التقوقع وراء حدودها. ولا شك أن تجاهل مصر والأردن وعدم لقاء ترامب بقادتهما يدل على طبيعة الشرق الأوسط الجديد القائم على التعاون الأمريكي الصهيوني الخليجي، بقواعد جديدة وممرات تجارية جديدة تجعل من دول المنطقة، بما فيها مصر وسورية والعراق ولبنان والأردن توابع وهوامش تخلو من نقاط القوة والضغط، وتخضع فقط للإملاءات بذريعة مسايرة الأمر الواقع الجديد. ثانياً: إجراءات ترامب الاستباقية الكاشفة للاحتيال والنصب: وما يجعلنا نقول، إن هذه النشوة زائفة، وإننا أمام أكبر جريمة احتيال ونصب أمريكية، وإننا أمام، إما سذاجة تاريخية أو خيانة قياسية من جانب دول الخليج هو عدة دلائل وشواهد استبقت جولة ترامب، تدلل على قوة المقاومة وعدم صحة الصورة التي تم تصديرها بأن اميركا منتصرة ومهيمنة وقادرة على قيادة الشرق الأوسط الجديد بالصورة التي تدعو لهذا التهافت الخليجي على إرضائها. ويمكننا رصد عدة إجراءات أمريكية استبقت الجولة للتدليل على ذلك: 1- المسارعة والضغط من أجل وقف الحرب بين الهند وباكستان، بعد تجاهل أمريكي في بداية الأمر فضح أن اشتعالها مصلحة أمريكية لجر الصين إلى الصراع وتوتير الأوضاع على حدود الممر التجاري الصيني. وهذه المسارعة حدثت، بعد ظهور السلاح الصيني وتفوقه على السلاح الغربي، وهو ما يهدد سمعة السلاح الغربي ويؤثر في مبيعات السلاح الأمريكي والذي يشكل ملفًا كبيرًا في جولة ترامب بمليارات الدولارات، ورغم ذلك اندفعت السعودية لعقد أكبر صفقة سلاح غير مسبوقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وصفها البيت الأبيض بـ'الأكبر في التاريخ'. ويشمل الاتفاق الذي أُبرم بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معدات عسكرية متطورة بقيمة 142 مليار دولار. 2- إعلان أميركا وقف إطلاق النار مع الحوثيين، رغم عدم سعي المقاومة اليمنية لهذا، بل وإعلان التحدي لأميركا واستهداف حاملات طائراتها واستمرار قصف العمق الصهيوني وتركيز استهداف مطار اللد 'بن غوريون' لفرض حصار جوي على الكيان. وهذا الإعلان الأمريكي كان بلا شك للحفاظ على هيبة أميركا التي تدعي حماية المنطقة وحماية دول الخليج، وقد جاء ترامب ليقبض ثمن حمايته للخليج، رغم فشله في حماية قواته البحرية وطائراته المسيرة، وفشله في حماية عمق الكيان، وهو الحليف الأوثق ورأس الحربة الأمريكية في المنطقة. 3- التظاهر الأمريكي وتصدير الخديعة بأن هناك خلافاً بين نتنياهو وترامب، وأن أميركا ترغب في إنهاء الحرب وأنها تتفاوض مع 'حماس' وذلك لخدمة هدفين: أولهما: حفظ ماء وجه الأنظمة كي لا تبدو أنها تكافئ من يقود الحرب. ثانيهما: الحفاظ على الهيبة الأمريكية ونسبة الفشل إلى نتنياهو، باعتباره معانداً لأميركا وهو من يتحمل هذا الفشل، رغم ان نتنياهو لا يملك إرادة مستقلة ولا يستطيع التصعيد إلا بضوء أخضر وطمأنة أمريكية. ولا شك أن اضظرار أميركا للتعامل المباشر مع حماس للإفراج عن رهينة تحمل الجنسية الأمريكية هو أكبر اعتراف بقوة المقاومة. 4- حرص أميركا على المفاوضات مع إيران رغم الثبات الإيراني ورفض الإملاءات ورفض التنازل عن الثوابت هو دليل مضاف على قوة المقاومة وثباتها، لأن الأمر لو كان مجرد مكابرة غير مبنية على قوة، لما انتظرت أميركا دقيقة واحدة لتشن عدوانًا على إيران. 5- عدم مقابلة الرئيس اللبناني جوزيف عون رغم رشوح تقارير بلقاء له مع ترامب، هو أكبر دليل على قوة حزب الله وأن مسألة نزع السلاح بالطريقة الأمريكية مستحيلة، وأن الرئيس عون لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة الأمريكية وتعريض وحدة لبنان للخطر. استخلاص: نحن أمام أكبر قضية احتيال ونصب أمريكي منذ عقد اتفاق كوينسي في العام 1945 والقاضي بحماية أميركا للسعودية مقابل النفط، والذي تطور ليشمل حماية دول الخليج مقابل الثروات، وهي جريمة قائمة على دجل أمريكي وسذاجة وتفريط تاريخي خليجي بسبب الحقد على المقاومة والذي دفع هذه الدول لتفضيل سقوط غزة وتصفية القضية وفرض 'إسرائيل الكبرى' على وجود مقاومة ومحور يحافظ على حقوق الأمة وثوابتها، ولكن هذه النشوة الزائفة سرعان ما ستتغير مع صمود المقاومة وكشف اهتراء هذا التحالف أمام قوة المقاومة الكامنة المنتظرة للأوامر والتوقيت المناسب. كاتب من مصر ‎2025-‎05-‎18 The post زيارة ترامب الخليجية.. عملية احتيال كبرى وصورة نصر زائفة!ايهاب شوقي first appeared on ساحة التحرير.

ترامب وقناة 'بن غوريون' وانكشاف مصر الاستراتيجي! ايهاب شوقي
ترامب وقناة 'بن غوريون' وانكشاف مصر الاستراتيجي! ايهاب شوقي

ساحة التحرير

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

ترامب وقناة 'بن غوريون' وانكشاف مصر الاستراتيجي! ايهاب شوقي

ترامب وقناة 'بن غوريون' وانكشاف مصر الاستراتيجي! ايهاب شوقي في أعقاب مصادقة 'الكابينيت' على توسيع الحرب على قطاع غزة، وما يشمله من احتلال للمزيد من المناطق والبقاء فيها، واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذه العملية الموسعة، صرح نتنياهو بأن الجيش لن ينسحب من مناطق يدخل إليها. وقال 'بتسلئيل سموتريتش': 'إننا لم نكن ندخل غز حتى نخرج منها، وهو ما يوفر شواهد إضافية لخطط أوسع تتعلق بالإقليم وبمشروع 'جيو- استراتيجي' و'جيو-اقتصادي' أميركي صهيوني، تتزامن معه تسريبات بخصوص قناة السويس وقواعد أمريكية في جزيرتي تيران وصنافير. إذ نقلت، مؤخرًا، وسائل إعلام لها موثوقة، عن مصادر رسمية مصرية، أن المملكة السعودية عرضت على الولايات المتحدة إقامة قواعد عسكرية في جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة، في إطار مقترح أميركي يهدف إلى توسيع النفوذ العسكري في البحر الأحمر. وهو عرض يتزامن مع تصريحات مريبة للرئيس ترامب تدعي أن اميركا تحمي قناة السويس؛ فيحق لها المرور مجانًا من دون رسوم، وهو تزامن يوحي بأن تصريحات ترامب تأتي في سياق التهديد لقناة السويس، وليس مجرد ابتزاز. يكتمل مشهد التهديد، هنا إذا، ما رُبط بالأحداث في مشروع قناة 'بن غوريون'، والتي يوفر احتلال غزة لها حظًا وافرًا للتنفيذ بسبب تقليل الكلفة وسهولة وسرعة شقها، والذي تعطل كثيرًا بسبب وجود مقاومة في غزة يمكنها تهديد القناة وإغلاقها، وبسبب طرقها الالتفافية للوصول إلى عسقلان؛ وهذا ما يشكل كلفة كبيرة وصعوبات جغرافية. في هذا الصدد؛ نحن أمام مشهد متكامل من التهديد لدول المنطقة كافة، ومنها ما يعرف بمحور 'الاعتدال'، وأكبر المهددين هي مصر وأمنها القومي، سواء عبر الانكشاف الاستراتيجي لسيناء أم عبر الانكشاف الاقتصادي بسلبها أهم شريان للعملة الأجنبية، وقطع الطريق عن مشروعاتها الاستثمارية، وسلبها أوراق القوة والردع كافة. هذه الأمور بحاجة إلى بعض التفاصيل؛ لبيان مدى جدية المشهد الراهن وخطورته: أولاً- بخصوص جدية احتلال غزة يصعب تصور هذا الحشد الصهيوني، وهذا الغطاء الأميركي الشامل للغطاء العسكري والسياسي والاقتصادي، وحتى والتدخل الفعلي عسكريًا بالعدوان على اليمن والتهديد لإيران، أنه مجرد ضغط سياسي لتحرير الأسرى، أو للضغط على تخلي المقاومة عن الحكم في غزة؛ بل هو مشهد تصفية وتطهير عرقي وتهجير تحت مرأى العالم ومسمعه والمؤسسات الأممية. تاليًا؛ إن العائق الوحيد هو صمود المقاومة في غزة وجبهات الإسناد النشطة؛ مثل اليمن، والصابرة والمنتظرة للأوامر مثل لبنان. لكن فعليًا ينفّذ مشروع التهجير والقتل والإبادة وتوسيع الكيان لمناطق سيطرته مستغلاً الظرف السوري، والصمت والعجز والتخاذل العربي الرسمي. وهذا الاحتلال لن يكون مجرد احتلال استيطاني، المخطط هو أن يكون احتلالاً للثروات، وعلى رأسها آبار الغاز في حقل غزة مارين، وتنفيذ حلم الكيان منذ الستينيات بشق قناة 'بن غوريون' لإنهاء مشروع قناة السويس، في جوانبه الاستراتيجية والاقتصادية. ثانيًا- قناة 'بن غوريون' والممر الهندي مشروع قناة 'بن غوريون' هو مشروع أميركي بامتياز؛ لأن أميركا لا ترغب في ممرات دولية مشتركة ومتوازنة بين أطراف الصراع الدولي، بل ترغب في ممرات تخضع بالكامل للسيطرة الأمريكية. واللافت أن الولايات المتحدة درست اقتراحًا، في العام 1963، باستخدام 520 قنبلة نووية لصنع بديل لقناة السويس يمر عبر 'إسرائيل' ، وفقا لما نشرته صحيفة 'بيزنس إنسايدر'، نقلاً عن مذكرة رفعت عنها السرية في العام 1996. ومشروع قناة بديلة عن قناة السويس يكفل لأميركا الربط مع مشروع الممر الهندي لتحويل مجرى الاقتصاد العالمي، من الهند إلى أوروبا، بعيدًا عن الممر الصيني. وهذا ما أكدته تصريحات سابقة لنتنياهو؛ أوضح فيها أن 'إسرائيل' في محور مشروع دولي غير مسبوق سيربط البنية التحتية من آسيا إلى أوروبا، وأن الممر الجديد 'سيؤتى ثماره لرؤية طويلة الأمد ستغير وجه الشرق الأوسط و'إسرائيل'. إزاء ذلك؛ يكفي معرفة أن التجارة بين الهند وأوروبا اعتمدت، بشكل كبير، على قناة السويس، ولكن بعد استحواذ 'كونسورتيوم' بقيادة 'مجموعة أداني' الهندية على ميناء حيفا، ثاني أكبر ميناء في'اسرائيل'. إذ المخطط هو تحويل حيفا إلى منشأة عالمية المستوى، يمكن أن تكون طريقًا بديلاً، إلى جانب تحدي بصمة الصين المتنامية في المنطقة. بالعودة إلى تفجير مرفأ بيروت؛ يكتمل المشهد لبتضح مسار الخطط الصهيونية والأميركية في تخريب المرافئ، والتي تمثل مشتركات لجميع الأطراف، وتطوير المشروعات التي تخدم الأجندة الاقتصادية الأمريكية وحلفاءها حصرًا. وهنا؛ يتمثل البديل الاقتصادي الأساسي لقناة السويس في إنشاء قناة 'بن غوريون'، بين إيلات والبحر الأبيض المتوسط، ما يستوجب الاستيلاء على قطاع غزة كاملاً، لأن أرض غزة فقط هي التي تسمح بحفر القناة بخلاف أراضي المنطقة الصخرية الأخرى. ثالثًا- القواعد الأمريكية في تيران وصنافير تزامن تسريب الأخبار عن اتفاق سعودي- أميركي في إقامة قواعد عسكرية في تيران وصنافير، والتي تنازلت مصر عنها على الرغم من الاعتراضات الشعبية وأحكام القضاء المصري ببطلان التنازل عنها، مع الإعداد لزيارة ترامب إلى السعودية في أيار/مايو الجاري. وتزامنت، أيضا، مع تصريحات وقحة لترامب تدعي أن أميركا تحمي القناة؛ فيحق العبور المجاني للسفن العسكرية والتجارية. يمكن أن يفهم التصريح أنه تهديد بالربط مع سياق الإعلان عن بدء مفاوضات استثمارية ضخمة لمصر مع الصين، وكذلك تنفيذ أول مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين المصري والصيني تحت اسم 'نسور الحضارة'. ومصدر التهديد هنا نابع من أن قناة السويس، بالنسبة إلى أميركا، ليست مجرد ممر مائي، بل ركيزة استراتيجية في أي خطط تمتد من المتوسط إلى الخليج، وتاليًا التلويح بقواعد أمريكية تشرف على سيناء والعقبة هو تهديد مزدوج لمصر، حيث يعني في جانب منه تهديدًا للقناة، وفي الجانب الآخر حماية ودعمًا لإنشاء القناة البديلة. لقد حدثت تسريبات إعلامية تؤكد هذه الفكرة، فقد نقل عن مسؤولين أوروبيين ومصريين وإقليميين أن ما تريده واشنطن وتناقشه مع حلفائها الإقليميين هو تغيير جذري في منظومة الأمن في البحر الأحمر، ما يضعها في طليعة القوى المراقبة للممر البحري. وممّا لا شك فيه أن تنازل مصر عن الجزيرتين أفقدها ورقة إغلاق الملاحة في وجه السفن الإسرائيلية في حال أي حرب يمكن أن يشنها الكيان الصهيوني على مصر، لأنه بموجب التنازل أصبح ممرًا دوليًا، وأصبح إغلاقه في حال الحرب عدوانًا بعد أن كان حقًا مكفولاً لمصر. هذا يعني أن 'إسرائيل' لو تمادت في عدوانها ومخطط التهجير، واندلع بسبب إصرارها أي اشتباك مع مصر، فإن أوراق القوة المصرية تراجعت، والأخطر أن أميركا راعي الكيان قد تتمركز على حدود سيناء لتشرف على مخطط التهجير، وربما على العدوان على سيناء. مما لا شك فيه أنها مخططات كابوسية؛ ولعل مصر تفطن حاليًا إلى الخطأ التاريخي بتنازلها عن دورها في الصراع وتخليها عن المقاومة، وما تبعه من تفريط في أوراق القوة والدخول إلى هذا المنزلق من الانكشاف الاستراتيجي.. ولكن؛ ربما هناك مجال للعودة واللحاق بالبقية الباقية من الأمن القومي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، شريطة توفر الإرادة السياسية واتباع خطوات استراتيجية حقيقية، لا مناورات شكلية لتحسين شروط التبعية. ‎2025-‎05-‎10 The post ترامب وقناة 'بن غوريون' وانكشاف مصر الاستراتيجي! ايهاب شوقي first appeared on ساحة التحرير.

وصفة الخراب الأمريكية للبنان! ايهاب شوقي
وصفة الخراب الأمريكية للبنان! ايهاب شوقي

ساحة التحرير

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

وصفة الخراب الأمريكية للبنان! ايهاب شوقي

وصفة الخراب الأمريكية للبنان! ايهاب شوقي عندما وصَّفت المقاومة الدور الأمريكي في الصراع الوجودي مع الصهاينة بأنه دور قيادي وليس دور وساطة، وأن العدوان أمريكي بالأساس، فهي كانت تفطن إلى حقيقة الدور الأمريكي، والذي لا يعبأ بخراب لبنان وجره مجددًا إلى حروب أهلية لتحقيق المصالح الأمريكية الجيوسياسية، وإن اتخذت واجهة إسرائيلية يمارس الكيان من خلالها دوره ككيان وظيفي ورأس حربة للاستعمار والهيمنة الأمريكية. وقد اتخذت الممارسات الأمريكية في المنطقة منحى جديدًا من الناحية الشكلية مع تولي ترامب سدة الحكم في واشنطن، رغم أنه استمرار لمنحاها التقليدي من حيث المضمون والجوهر، وهذا المنحى يتمثل في خلع القناع والكشف عن الخطط والمؤامرات بصراحة ووقاحة تتناقض مع السياسة والقانون الدوليين. وفي لبنان، تتجلى الوقاحة الأمريكية في أوضح صورها مع لقاءات المبعوثة الأمريكية لإدارة ترامب، مورغان أورتاغوس، مع المسؤولين اللبنانيين وهي ترتدي قلادة عليها 'نجمة داود' الصهيونية، ومع تصريحاتها العلنية والمستمرة حول نزع سلاح المقاومة، رغم معرفتها العميقة بحساسية هذا الملف وخطورته، وبأن مجرد مناقشته من غير المسموح أن يتدخل بها أي طرف خارجي، وأنها حكر على الحوار الداخلي وفي إطار ظروف وتدابير خاصة تتعلق بالتفاهم على إستراتيجية دفاعية، ولا سيما مع إعلان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن خطورة هذا الملف وأن سلاح المقاومة خط أحمر. وفي واقع الأمر، تشكل تصريحات أورتاغوس واجهة لتوصيات الصهاينة في أميركا، وعلى رأسهم تحالف 'فاندنبرغ'، الذي أصدر توصيات لإدارة ترامب، تثبت الممارسات الأمريكية أن الإدارة ملتزمة بها وتنفذها بشكل حرفي. ويضاف إلى ذلك ما يوصي به ديفيد شينكر، أحد أبرز الصهاينة الأمريكيين والذي يكرس سياساته كدبلوماسي، وقلمه ككاتب وخبير إستراتيجي، للتحريص على المقاومة ولا سيما حزب الله. وهنا لا بد من إلقاء الضوء على تحالف 'فاندنبرغ'، وتوصياته التي تحمل وصفة الخراب للبنان وكذلك رؤية ديفيد شينكر التي تتضافر مع هذه التوصيات، مع رصد الشواهد العملية التي تؤيد تنفيذ هذه المخططات على الأرض، ومنها استمرار العدوان الصهيوني على لبنان، وأخطره المتمثل في عدوان الضاحية الأخير: تحالف 'فاندنبرغ': هذا التحالف هو عبارة عن مجموعة أسسها ويرأسها إليوت أبرامز، بعد وقت قصير من تولي إدارة بايدن، إلا أن التحالف لا يضم شخصيات من الحزب الديمقراطي، وإنما يضم ٧٥ شخصية بين مسؤولين سابقين وخبراء، إمّا منتمين إلى الحزب الجمهوري أو غير منتمين لأي حزب، وأبرامز هو شخصية معروفة من معسكر المحافظين الجدد، ومن ضمن أعضاء التحالف شخصيات من مراكز دراسات مقربة من حزب الليكود الإسرائيلي مثل 'مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات'، ومراكز دراسات أخرى تتلقى التمويل من شركات السلاح. وأصدر التحالف سلسلة شاملة من التوصيات لترامب، صدرت في 16 صفحة بعنوان 'صفقات القرن: حلّ الشرق الأوسط'، وهذه التوصيات تدعو إدارة ترامب إلى الاستفادة من كل عناصر القوة الأميركية من أجل منع إيران التي تعد 'التهديد الأكبر للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والسبب وراء أغلب المشاكل الأمنية في المنطقة'، (بحسب تعبير التقرير)، من امتلاك قنبلة نووية. ويقول التقرير إن 'إسرائيل' حليفتنا الأساسية في المنطقة، ويجب أن تزودها واشنطن بكل الأسلحة التي تحتاجها من أجل مساعدتها على الانتصار في الحرب ومنع التصعيد على نطاق أوسع'، وتدعو التوصيات واشنطن إلى الإبقاء على وجودها العسكري في كل من العراق وسورية، وتعليق كل المساعدات للجيش اللبناني 'حتى يثبت استعداده للوقوف بوجه حزب الله'. وفي ما يخص لبنان تحديدًا، ينبغي ذكر نص التقرير الأصلي بسبب خطورته، ولأن هناك شواهد تقول، إنه يطبق بالفعل، وإن المبعوثة الأمريكية 'أورتاغوس' تكاد تنفذ ما فيه من إملاءات، إذ يقول تقرير فاندنبرغ التحريضي نصًا: 'الحزب المدعوم من إيران راسخ في جوانب حاسمة من المجتمع والحكومة اللبنانية، ويستخدم هذه القوّة في جهوده لزعزعة استقرار 'إسرائيل' وفرض النفوذ الإيراني في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. وعلى السياسة الأميركية أن تتعامل مع لبنان باعتباره دولة أسيرة لإيران ما لم تضعف قبضة الحزب.. إنّ انتخاب رئيس جديد، منعه الحزب لمدّة عامين، يشير إلى وجود أمل أن تؤكّد الدولة اللبنانية نفسها وتستعيد سيادتها من الحزب وإيران. ولكنّ هذا الأمل لن يصبح حقيقة إلا إذا حافظت الولايات المتحدة على سياسة صارمة وحازمة ضدّ نفوذ الحزب وإيران'. ويوصي التقرير بأن 'تراجع أميركا متطلّبات تمويل القوات المسلّحة اللبنانية، وأن تفرض متطلّبات أكثر صرامة تقضي بالاستقلال التامّ عن الحزب. وحتّى يتمّ اعتبارها مستقلّة تماماً عن سيطرة الحزب ونفوذه، يجب على الولايات المتحدة أن تعلّق كلّ التمويل للقوّات المسلّحة اللبنانية، على أمل أن يؤدّي إضعاف إسرائيل للحزب إلى تشجيع القوّات المسلّحة اللبنانية على تأكيد استقلالها في وقت قريب جداً'. وهنا لا بد من الالتفات إلى تنسيق الخطط بين أميركا و'إسرائيل'، حيث يمكن رصد الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار، والعدوان على الضاحية للمرة الثالثة، في إطار هذا الضغط ومحاولات استدراج الحزب لخيارات صعبة، إما بالرد وبالتالي الوقيعة مع الدولة والجيش، وإما بالصمت وبالتالي تسييد صورة مغلوطة عن أن الصبر الإستراتيجي هو ضعف، وبالتالي تشجيع الدولة على نزع السلاح وتزيين الفتنة لها. وصفة ديفيد شينكر للخراب ديفيد شينكر، شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى في عام 2019، في إدارة ترامب الأولى، والتقى وقتها مع المسؤولين اللبنانيين في جولة تحريضية على سلاح المقاومة، أي مارس دور المبعوثة أورتاغوس نفسه حاليًا، وشينكر شغل منصب كبير مستشاري وكيل وزارة الدفاع للسياسة الخاصة بالشؤون السورية والأردنية واللبنانية والإسرائيلية والفلسطينية، واللافت أنه في سنة 2010، اقترح شينكر أن تراجع أميركا تقييم المساعدات العسكرية المقدّمة للبنان، وذلك بسبب حزب الله. ومؤخرًا نشر شينكر مقالًا في معهد واشنطن بعنوان 'ليس هناك وقت أفضل لنزع سلاح حزب الله'، يحرض به على نزع سلاح المقاومة انطلاقًا من قراءة له بأن حزب الله وإيران في 'أضعف حالاتهما'، ويوصي بمقاله بالإقدام على هذه الخطوة أيًا كانت التداعيات، حيث يقول نصًا: 'ومما لا شك فيه أن 'حزب الله' سيحاول التأجيل والتسويف في مسألة نزع سلاحه، على أمل الحفاظ على قدراته المتبقية. وإذا أصرت الحكومة على موقفها ووسعت نطاق جهودها ضد الحزب، فقد تندلع اشتباكات عنيفة. ومع ذلك، وعلى الرغم من المخاطر، فإن اللحظة الراهنة قد تكون الفرصة الأنسب لنزع سلاح 'حزب الله' -سواء بموافقته أو دونها'. وهنا، لا بد من القول، إن الإشارات الصادرة من الدولة تبدو حريصة على تجنب هذه الفتنة، ولكنها تعكس أيضاً حجم الضغوط الأمريكية والصهيونية، وأن هناك في الكواليس والعلن دفعًا نحو هذه الفتنة، وعلى الدولة هنا تقع مسؤولية مواجهة أميركا ولو بإقناعها بأن المقاومة جادة في خطوطها الحمراء، وأنه يتعين تجنب الخلط بين الصبر الإستراتيجي والضعف، وأن الاستقرار ليس له إلا طريق واحد وهو الانسحاب الإسرائيلي وترك لبنان لأهله وقواه السياسية للاتفاق ومناقشة مستقبل لبنان وإستراتيجيته الدفاعية بعيدًا عن وصفة الخراب الأمريكية والممارسات الصهيونية التكميلية للمؤامرة. ‎2025-‎05-‎03 The post وصفة الخراب الأمريكية للبنان! ايهاب شوقي first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store