
ما تداعيات خفض موازنة "ناسا" عالميا؟
مع اعتراف شركاء أوروبيين بأن خفض موازنة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" يعرضهم للخطر، أكد المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية جوزيف أشباخر أن الوكالة تقيم تأثير موازنة "ناسا" المقترحة للسنة المالية المقبلة، إذ لا تزال لديها تساؤلات حول "التداعيات الكاملة" للتغييرات، ومنها برنامج أرتميس للقمر، وهو تعاون دولي، تعد فيه أوروبا شريكاً تقنياً وعلمياً.
وفي حال تأكيد هذا الخفض في عرض أكثر تفصيلاً سيقدم في أواخر مايو (أيار) الجاري أو أوائل يونيو (حزيران) المقبل، فإن هذا يعني فقدان وكالة "ناسا" نحو 6 مليارات دولار من موازنتها، وهو ما سيؤثر في أجندة المريخ التي يروّج لها الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" الملياردير إيلون ماسك، وفق "رويترز".
قرارات سلبية جاءت عقب بيان صحافي أصدرته "ناسا" في 29 أبريل (نيسان) الماضي، تفاخر ماسك فيه بأن الوكالة "تحقق إنجازات جديدة في أول 100 يوم من إدارة الرئيس دونالد ترمب". واحتفل البيان بسلسلة من الانتصارات، بما في ذلك التقدم المحرز في إيصال البشر إلى القمر والمريخ، على رغم حالة عدم اليقين المستمرة المحيطة بموازنة الوكالة.
ماذا سيحدث؟
وفقاً لموقع "دويتشه فيله" سيجري التخلص تدريجاً من نظام الإطلاق الفضائي بموجب الخفض المقترح لموازنة "ناسا"، وستكون مليارات الدولارات معرضة للخطر في جميع أنحاء الوكالة، إذ سيجري خفض موازنة "ناسا" الحالية البالغة 24.8 مليار دولار بنسبة 24 في المئة، مما قد يهدد مشاريع علمية كبرى وعمل آلاف الباحثين حول العالم.
في الواقع اقترحت إدارة ترمب زيادة قدرها مليار دولار "للبرامج المركزة على المريخ"، ويشير هذا إلى تحول في أولويات "ناسا" بعيداً من القمر، الذي حظي بدعم كبير خلال رئاسة ترمب الأولى، نحو المريخ، الذي يدفع به ماسك الآن.
وسيجري إلغاء برنامج نظام الإطلاق الفضائي (أس أل أس) التابع لـ"ناسا"، الذي عانى تجاوزات في التكاليف، وكبسولة طاقم مركبة "أوريون" الفضائية بحلول عام 2027. وبدلاً من ذلك، من المرجح أن يحل برنامج صاروخ "ستارشيب" التابع لشركة "سبيس إكس" محل كل من نظام الإطلاق الفضائي وأوريون على المدى الطويل، بعد أن حصل على عقد خدمات الإطلاق من "ناسا" حتى عامي 2030 و2032 في مارس (آذار) الماضي.
التغلب على الصين
يؤكد تقرير الموقع الألماني الذي حرره ماثيو وارد أجيوس وكان من تأليف ذو الفقار أباني، أن القمر لا يزال بالنسبة إلى "ناسا" والوكالات المتعاقدة معها ومنها الوكالة الاوروبية بوابة إلى المريخ، إذ أكد البيت الأبيض في بيانه العام الصادر في الثاني من مايو الجاري أن الموازنة تركز على "التغلب على الصين في العودة للقمر ووضع أول إنسان على المريخ".
وهذا يعكس بيان سابق لـ"ناسا" صدر في 29 أبريل الماضي، وجاء فيه أنها "تضع أجندة أميركا أولاً موضع التنفيذ"، و"تضمن فوز الولايات المتحدة في سباق الفضاء في هذه المرحلة الحرجة". وبتخصيص أكثر من 7 مليارات دولار لاستكشاف القمر، وضخ استثمارات جديدة بقيمة مليار دولار في البرامج التي تركز على المريخ، تضمن الولايات المتحدة أن تظل جهود استكشاف الفضاء البشري الأميركية فريدة ومبتكرة وفعالة". وأضافت أنها ستحقق أهدافها من خلال تقليص القوى العاملة في "ناسا"، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، وعمليات مركز "ناسا"، وصيانة المرافق والبناء وأنشطة الامتثال البيئي، كما سيجري إلغاء مبادرات أخرى تركز على المناخ والبيئة.
لا تزال هناك تساؤلات
أطلعت "ناسا" وكالة الفضاء الأوروبية على طلب الموازنة، وبينما لا تزال بعض التساؤلات قائمة حول التداعيات الكاملة، تعقد اجتماعات متابعة بين الطرفين. ولا تزال وكالة الفضاء الأوروبية (إي أس أيه) منفتحة على التعاون مع "ناسا" في شأن البرامج المخصصة للتخفيض أو الإلغاء، ولكنها مع ذلك تقيم الأثر مع الدول الأعضاء، استعداداً لمجلس وكالة الفضاء الأوروبية خلال يونيو المقبل.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وترى وكالة الفضاء الأوروبية أنها تتمتع و"ناسا" بتاريخ طويل من الشراكة الناجحة، لا سيما في مجال الاستكشاف، وهو مثال واضح على التعاون الدولي، ولديهما عدد من الأنشطة المشتركة التي ترسخ عقوداً من الروابط القوية بين الزملاء الأميركيين والأوروبيين.
ويعد استكشاف الفضاء مسعى يمكن فيه للجماعة الوصول إلى أبعد بكثير مما يمكن للفرد الوصول إليه، ولذلك تتمتع وكالة الفضاء الأوروبية بشراكات قوية مع وكالات الفضاء من جميع أنحاء العالم، وهي ملتزمة ليس فقط بأن تكون شريكاً موثوقاً به، بل قوياً ومرغوباً فيه.
بيان الوكالة الأوروبية
قبل أيام عدة أصدرت غرفة الأخبار في وكالة الفضاء الأوروبية بياناً مقتضباً للغاية، أكد فيه المدير العام لها جوزيف أشباخر أهمية التعاون في الأنشطة الفضائية، وجاء البيان ليوضخ مخاوف الوكالة من تأثر قطاعات أوروبية بهذا الحدث.
واستهل رئيس الوكالة الاوروبية البيان بتوضيح جاء فيه "في الثاني من مايو الجاري أصدر مكتب الإدارة والموازنة في البيت الأبيض نسخة موجزة من طلب الموازنة الرئاسي للسنة المالية 2026. ومن المتوقع إصدار النسخة الأكثر تفصيلاً من الطلب في أواخر مايو الجاري وأوائل يونيو المقبل، ويمثل إصدار طلب الموازنة بداية عملية الاعتمادات في الكونغرس الأميركي، التي تتوج بتوقيع الرئيس على مشروع قانون الموازنة الذي أقره مجلسا النواب والشيوخ، لذا تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل لا يزال قيد التنفيذ".
باتت "ناسا" مضطرة لتخلص تدريجي من نظام الإطلاق الفضائي (ناسا)
واختتم البيان بقوله "في مجلس وكالة الفضاء الأوروبية الذي سيعقد في يونيو المقبل، واستناداً إلى التطورات اللاحقة، سيجري تقييم مع الدول الأعضاء للإجراءات المحتملة والسيناريوهات البديلة لبرامج وكالة الفضاء الأوروبية المتأثرة والقطاعات الأوروبية ذات الصلة. وفي وقت لاحق من هذا العام، ستعقد وكالة الفضاء الأوروبية مجلسها على المستوى الوزاري، وهي عازمة على تعزيز إمكانات أوروبا في مجال الفضاء، بما يعود بالنفع النهائي على أوروبا والدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية ومواطنيها".
أخيراً في السياق ذاته أعادت وكالات أنباء حول العالم نشر هذا البيان بشيء من التحفظ والتكرار، إذ أكد تقرير إعلامي آخر أن وكالة الفضاء الأوروبية تجري محادثات حول "التداعيات الكاملة" لخفض "ناسا". فمع تحول طموحات الولايات المتحدة نحو المريخ، سيؤثر خفض موازنة وكالة الفضاء الأميركية أيضاً في عمل الباحثين الأوروبيين، وجهودهم للوصول إلى القمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 13 دقائق
- سعورس
دونالد ترمب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوما ما
وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في نوفمبر تشرين الثاني أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأمريكي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أمريكا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.


أرقام
منذ 25 دقائق
- أرقام
وكالة: الإنتاج العالمي من الطاقة الشمسية قد يتجاوز المصادر النووية هذا الصيف
نما الإنتاج العالمي من الطاقة الشمسية بوتيرة سريعة خلال الربع الأول من عام 2025، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى تتفوق إمدادات القطاع على إنتاج الطاقة النووية للمرة الأولى على الإطلاق خلال صيف هذا العام. أظهرت بيانات حصلت عليها وكالة "رويترز" من مركز "إمبر" لأبحاث الطاقة، أن إنتاج الطاقة الشمسية زاد بنسبة 34% على أساس سنوي خلال أول ثلاثة أشهر من العام الجاري. وأوضحت الوكالة أنه إذا حافظ إنتاج الطاقة الشمسية على نمو يناهز 30% في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس مقارنة بالفترات المناظرة من العام الماضي، سوف تتجاوز الإمدادات الشهرية للقطاع على مستوى العالم 260 تيراواط/ ساعة. وفي المقابل، بلغ متوسط الإنتاج الشهري من الطاقة النووية على مستوى العالم 223 تيراواط/ ساعة في عام 2024، وظلت الإمدادات الشهرية للقطاع دون الذروة المسجلة في عام 2019 عند 252 تيراواط/ ساعة. وأشارت الوكالة أنه من المرجح أن ينخفض الإنتاج العالمي من الطاقة الشمسية دون مستوى 250 تيراواط/ ساعة اعتباراً من شهر سبتمبر القادم، نظراً لتراجع عدد ساعات النهار في نصف الكرة الشمالي -الذي يستحوذ على أكثر من 75% من مزارع الألواح الشمسية في العالم- مع اقتراب الشتاء.


البلاد السعودية
منذ 27 دقائق
- البلاد السعودية
للعام الثالث على التوالي.. البنك السعودي الأول يحصد جائزة يوروموني لأفضل بنك في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات
البلاد- الرياض حقق البنك السعودي الأول إنجازًا جديدًا بفوزه بجائزة' أفضل بنك في المملكة في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية' لعام 2025، المقدمة من مجلة يوروموني، وذلك للسنة الثالثة على التوالي، مؤكدًا بذلك ريادته المستمرة في دفع عجلة التمويل المستدام، وتعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في القطاع المصرفي بالمملكة. تعكس هذه الجائزة التزام 'الأول' بدمج قيم الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في أعماله، وتقاريره المتعلقة بالاستدامة، وتواصله مع المساهمين. وتُجسد إستراتيجية البنك في هذا المجال تركيزه على خلق قيمة طويلة الأمد، مع دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030، إلى جانب الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. وتعليقًا على هذه المناسبة، صرّح توني كريبس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لدى 'الأول'، قائلًا:' إن حصولنا على هذه الجائزة للعام الثالث على التوالي، يُعد تأكيدًا على التزامنا المستمر بالممارسات المصرفية المسؤولة. نحن في الأول نؤمن بأن الاستدامة ليست مجرد مبادرة، بل جزء جوهري من نهجنا في خدمة عملائنا، ودعم مجتمعاتنا، وبناء مستقبل مستدام'. جدير بالذكر، أن 'الأول' قد عزز خلال العام الماضي تقاريره المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وعزز جهوده في مجال التمويل الأخضر، ودعم برامج تمكين المجتمعات، كما عقد شراكات إستراتيجية مع مؤسسات رائدة؛ لتعزيز الابتكار المستدام، بما في ذلك مجالات الزراعة التجديدية، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا المالية. وفي إطار جهوده في مجال التمويل الأخضر، أصدر البنك أول صكوك خضراء من الشريحة الأولى الإضافية بقيمة 650 مليون دولار أمريكي، حيث ستُخصص عائداتها لتمويل مشاريع بيئية مؤهلة. وتُعد هذه الصكوك أول إصدار يحمل تصنيف 'أخضر' من قبل بنك في المملكة، وذلك بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وأطر التمويل الأخضر العالمية، وقد حصلت على رأي طرف خارجي مستقل من وكالة التصنيف العالمية' إس أند بي جلوبال'. وتأتي هذه الجائزة استكمالًا لسلسلة من الجوائز، التي حصل عليها البنك، بما في ذلك جائزة برنامج الاستدامة لعام 2024، ضمن ملتقى الأسواق المالية، وجائزتا أفضل بنك في المملكة، وأفضل بنك خاص من يوروموني. ويواصل 'الأول' ريادته؛ كأول بنك في المملكة يطبّق إستراتيجية شاملة للاستدامة، تتضمن التزامه بالوصول إلى صافي انبعاثات تشغيلية صفرية بحلول عام 2035، وصافي انبعاثات صفرية شاملة للانبعاثات المموّلة بحلول عام 2060. كما يهدف البنك إلى تخصيص 34 مليار ريال سعودي بحلول عام 2025؛ تأكيدًا على التزامه بدعم الطموحات الإستراتيجية للمملكة.