
بعد صراع مع المرض... وفاة الممثل المصري لطفي لبيب عن 78 عاما
وكان لبيب قد أصيب قبل سنوات بجلطة في المخ أثرت على جانبه الأيسر وحدت من نشاطه الفني لكنه ظهر لاحقا في بعض الأعمال القليلة.
وفي وقت سابق من شهر تموز، دخل إلى المستشفى ومكث فيه أسبوعا قبل أن يعود إلى منزله لكن حالته الصحية تدهورت من جديد فنقل إلى المستشفى يوم أمس الثلاثاء.
وولد لبيب عام 1947 وحصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية كما تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أن يلتحق بالجيش ويشارك في حرب السادس من تشرين الأول 1973 وهي التجربة التي ألف عنها كتابا بعد ذلك بعنوان "الكتيبة 26".
وشارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي وتميز في الأدوار الكوميدية، وعمل مع كبار نجوم الكوميديا.
ومن أبرز أعماله: "جاءنا البيان التالي"، و"رشة جريئة"، و"يا أنا يا خالتي"، و"في محطة مصر"، و"إتش دبور"، و"كده رضا"، و"طير أنت"، و"عسل أسود"، و"سيما علي بابا"، و"أسد وأربع قطط"، و"عنتر ابن ابن ابن شداد"، و"خيال مآتة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 17 ساعات
- الميادين
من "فيسبوك" إلى "تيك توك" – كيف تُعاد هندسة وعي المجتمعات؟
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات الرقمية، يطلّ تطبيق "تيك توك" كأحد أكثر المنصات حضوراً ونفوذاً في منطقتنا، وخاصة في مصر. لكن ما يميّز حضوره هنا ليس فقط حجم الانتشار أو ساعات المشاهدة، بل طبيعة المحتوى الذي يسيطر على شاشاته، والذي يختلف جذرياً عن التجارب العالمية الأخرى. ففي حين تُستثمر المنصة في دول آسيوية وأوروبية وأميركية في تعزيز المحتوى التعليمي والإبداعي وتنمية المهارات، يغلب على نسختها المصرية – والعربية عموماً – محتوى يتسم بالتفاهة والسطحية، يتراوح بين الإيحاءات الفجة والمشاهد المثيرة والتمثيليات الساخرة من القيم الأسرية والاجتماعية. هذه الظاهرة لا يمكن قراءتها كمجرّد انعكاس لذوق عامّ أو فروق ثقافية، بل هي مؤشّر على إعادة توجيه ممنهجة لبوصلتنا القيمية. الأمر لا يقف عند حدود الترفيه المبتذل؛ فالمنصة باتت تروّج لأنماط سلوك تهدم مفهوم العمل الجادّ والإنجاز الفعلي، لتحلّ محلّها ثقافة "الترند" اللحظي، والربح السريع بلا إنتاج حقيقي. ومع كلّ مقطع ينتشر، تتسلل رسالة ضمنية بأنّ النجاح يقاس بعدد المشاهدات والإعجابات، لا بقيمة الجهد أو المحتوى. هذا التباين بين النسخ العالمية ونسختنا الإقليمية يفتح الباب أمام تساؤلات جادّة: هل نحن أمام صدفة بريئة نابعة من خصوصية اجتماعية؟ أم أنّ الخوارزميات موجّهة عمداً لدفع مجتمعاتنا نحو دوائر مغلقة من الاستهلاك الرقمي السطحي، كجزء من مشروع أوسع لإعادة تشكيل الوعي والسلوك في المنطقة؟ منذ أكثر من عقد، شهد العالم العربي انفجاراً رقمياً مع صعود "فيسبوك" وغيره من منصات التواصل، لتصبح ساحات التعبئة الشعبية والحشد السياسي. أدّت هذه المنصات دوراً بارزاً في إشعال شرارة "الربيع العربي"، لكنها كانت أيضاً المدخل إلى مرحلة جديدة من إعادة تشكيل الوعي الجمعي. فمن ساحات التظاهر المفتوحة إلى الفضاءات الافتراضية، بدأ التحوّل من الحشد الثوري إلى التوجيه الخفي للمجتمعات. اليوم، نجد أنفسنا أمام نسخة أكثر نعومة وخفاءً من هذا التأثير، تجسّدها منصة مثل "تيك توك". لم تعد المسألة تتعلّق فقط بحرية التعبير أو كسر احتكار الإعلام التقليدي، بل أصبحت مرتبطة بإدارة دقيقة للمزاج العام والقيم والسلوكيات، من خلال محتوى مصمّم خصيصاً لجذب الانتباه وإعادة برمجة الأولويات. الانتقال من "فيسبوك" الثوري إلى "تيك توك" الترفيهي ليس مجرّد صدفة زمنية؛ إنه مسار مدروس، حيث تحوّلت أدوات الحشد من خطاب سياسي مباشر إلى ترفيه مُعلّب يفرغ طاقات الأجيال في دوامة من المقاطع القصيرة واللحظات الزائفة. في هذه المساحة الجديدة، يصبح التحكّم في اتجاهات الفكر والسلوك أكثر انسيابية وأقلّ إثارة للشبهات، بينما يستمر المشروع الأوسع لإعادة صياغة هوية المنطقة ووعي شعوبها بوتيرة ناعمة ولكن ثابتة. لم يكن مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" الذي تردّد في الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي منذ مطلع الألفية مجرّد شعار للاستهلاك الإعلامي، بل كان تعبيراً عن رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة رسم خرائط المنطقة جيوسياسياً وديموغرافياً وثقافياً. هذه الرؤية، التي استندت إلى نظرية "الفوضى الخلّاقة"، لم تعد تعتمد فقط على القوة العسكرية أو التدخّل المباشر، بل تبنّت أساليب أكثر نعومة وأطول أمداً، حيث تُزرع البذور في العقول قبل أن تُفرض على الخرائط. 29 تموز 12:03 3 حزيران 09:13 في هذا السياق، تحوّلت المنصات الرقمية إلى مسرح أساسي لتنفيذ هذه الاستراتيجية. فكما كانت الحروب التقليدية تفتح الأبواب لإعادة تشكيل السلطة والنفوذ، باتت الحروب الناعمة على الشاشات تمهّد الأرضية لإعادة تشكيل الهوية والثقافة. من "فيسبوك" الذي أدّى دور الشرارة الأولى في تحريك الشارع، إلى "تيك توك" الذي يُعيد صياغة السلوكيات والقيم اليومية، يمكن رؤية خيط واحد يربط بين أدوات الحشد المباشر وأدوات الترويض الناعم. إنّ ما نشهده اليوم ليس مجرّد صدفة في مسار تطوّر المنصات الرقمية، بل هو جزء من إعادة تموضع واسعة لآليات النفوذ في المنطقة. واللافت أنّ هذا التحوّل يجري في العلن، تحت لافتة "حرية التعبير" و"المحتوى الترفيهي"، بينما يحمل في جوهره عملية إعادة صياغة للعقول والأولويات بما يتماشى مع مصالح من صاغوا مشروع "الشرق الأوسط الجديد" في غرف التخطيط المغلقة. في بدايات العقد الثاني من الألفية، برز "فيسبوك" كمنصة الحشد الثوري الأبرز، حيث وفّر فضاءً مفتوحاً للشباب للتعبير عن آرائهم وتبادل الدعوات للتظاهر، بعيداً عن الرقابة التقليدية للإعلام الرسمي. لقد ساعد في كسر جدار الخوف، وربط بين أفراد وجماعات من مختلف المدن والقرى، ليصبح وقوداً أساسياً لشرارة "الربيع العربي". لكن خلف صورة الحرية والانفتاح، كان هناك بعد آخر أقلّ وضوحاً وأكثر تأثيراً. فقد أظهرت الخوارزميات قدرة هائلة على تضخيم الانقسامات، ودفع النقاشات نحو الاستقطاب الحادّ، وتغذية مشاعر الغضب والتوتر. وبالتوازي، أدّت جهات دولية وإقليمية دوراً في تدريب بعض النشطاء على أساليب الحشد الرقمي وإدارة الحملات عبر المنصة، مما جعلها أداة سياسية بامتياز. ومع انحسار الموجة الثورية، تحوّل "فيسبوك" من ساحة أمل للتغيير إلى مختبر لتفكيك الروابط الاجتماعية. فغياب البدائل المؤسسية، والانزلاق نحو صراعات الهوية والطائفية، فتح المجال أمام استغلال المنصة لإعادة تشكيل المجال العامّ بما يخدم مشاريع الهيمنة والنفوذ. هكذا، أتمّ "فيسبوك" انتقاله من كونه محفّزاً للثورات إلى أداة لإدارة الفوضى، وربما تكريسها. إذا كان "فيسبوك" قد أدّى دور شرارة الحشد الثوري، فإنّ "تيك توك" يمثّل اليوم مرحلة أكثر نعومة وخطورة من إعادة تشكيل الوعي. فالتطبيق الذي اكتسح الهواتف في المنطقة، وخصوصاً في مصر، لم يعد مجرّد منصة لمقاطع مرحة أو رقصات عابرة، بل تحوّل إلى فضاء ضخم يغلب عليه المحتوى المبتذل والسطحي، الموجّه أساساً نحو شرائح شابة واسعة. في قلب هذه الظاهرة، برز ما يُعرف بـ "التوبيرز" – نجوم تيك توك – الذين يجذبون ملايين المتابعين عبر مقاطع إيحائية أو ساخرة من القيم الاجتماعية، ويحقّقون أرباحاً طائلة من دون إنتاج ذي قيمة حقيقية. هذه الثقافة الرقمية تُرسّخ مفاهيم الربح السريع والنجاح اللحظي، مقابل تهميش ثقافة العمل الجادّ والإبداع المنتج. الخطر الحقيقي يكمن في أنّ هذا الانحدار القيمي لا يحدث في فراغ، بل في سياق أوسع من توجيه الخوارزميات نحو ما هو مثير وصادم، مع غياب شبه كامل للمحتوى الهادف والتعليمي في النسخة العربية للتطبيق. وبالمقارنة، تُظهر نسخ التطبيق في بلدان أخرى حضوراً قوياً للمحتوى العلمي والفني والتنموي، ما يطرح تساؤلات جدّية حول ما إذا كان هذا التباين مجرّد مصادفة ثقافية أم جزء من هندسة ممنهجة لإبقاء مجتمعاتنا أسيرة الترفيه السطحي والفوضى الناعمة. المواجهة لا تكون بالمنع الأعمى أو الرفض الانفعالي، بل برؤية استراتيجية تحصّن المجتمع من الداخل: - ترسيخ التربية الرقمية في المدارس والجامعات كجزء من المنهج، لفهم المنصات والتعامل الواعي مع محتواها. - الاستثمار في إنتاج محتوى عربي مؤثّر وهادف ينافس على جذب الانتباه بقوة المحتوى السطحي نفسه. - إنشاء آليات رقابة ذكية تحمي الوعي من الانحدار، من دون أن تخنق حرية التعبير. فالوعي ليس ترفاً فكرياً، بل هو الحصن الأخير للمجتمع. وإذا سقط، لن تُسعفنا التكنولوجيا ولا الشعارات في استعادة ما ضاع.


الميادين
منذ يوم واحد
- الميادين
أم كلثوم "التي لا يعرفها أحد"
لطالما جرى التساؤل عن سرّ سطوة "كوكب الشرق" أمّ كلثوم، المولودة باسم فاطمة إبراهيم في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 1898، بقرية طماي الزهايرة، من أعمال محافظة الدقهلية، والمتوفية في 3 شباط/فبراير من العام 1975، وهي سطوة طاولت العرب بمختلف بلدانهم وفئاتهم وطبقاتهم. لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة يسهر الملايين في أنحاء العالم العربي لسماعها في الساعة العاشرة كل أول ليلة خميس من الشهر. بل كانت دنيا بأسرها، موهبة، وشخصية ونفوذاً وسلطة عاطفية وتناقضاً حاداً بين حياتها الخاصة وحياتها العامة، في عبارات محمود عوض، أحد أصدقائها الشخصيين، وممن كتبوا عنها "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" (القاهرة، 1969) في شبه سيرة غير مكتملة. ويصف عوض وقوفها أمام الجمهور: "إنها تجعل الميكروفون يتراجع والمسرح يهتز والجمهور يقفز والمدينة تسهر والبلد يرقص والفن يغنى. إنها تصنع من صوتها وعواطفها ومشاعرها شبكة ضخمة تمسك بمستمعيها حيث يصبح كل شيء فيهم كالآخر، كل واحد مندمج في الآخر. نحن، أنت، هم، هو، كل شيء يفقد شخصيته ويجد معنى جديداً وعواطف جديدة لمدة محدودة من الزمن" (ص 87). كانت نموذجاً ورمزاً لحياة، لمجتمع ولظروف هذا المجتمع (ص 5). وقد وصف الموسيقار اللبناني، سليم سحاب، أم كلثوم بأنها "مؤسسة فنية متكاملة". قدّم المفكر اللبناني، فواز طرابلسي، في مقالته "أم كلثوم: مسكن الأوجاع لا يشفي من مرض" (بيروت، الحرية، 10 شباط، 1975)، تعليله الخاص، فالمرأة المذكورة تظهر وكأنها "راهبة صوفية متعبدة"، وتنمو الصوفية دائماً، في زعمه، في تربة مليئة بالتناقضات وفي المراحل الإنتقالية، وكانت أم كلثوم، وفاقاً لما ينقل طرابلسي عن الناقد المصري، غالي شكري: "أكثر التجسيدات الفنية نضجاً لنقطة التحولات التاريخية في حياة المجتمع المصري نحو الوسط"، والوسط هو "بؤرة التناقضات ومركز احتدامها ومجال المحاولات الوهمية للخروج منها". فالكبت والقهر والحرمان الذي عانت منه الشعوب العربية وجد له صوتاً يعبر عنه، وهذا الدور منح كوكب الشرق، في واحدة من ألقابها :"كل قوتها وشمول سطوتها". وقد صدحت حنجرتها بأغاني العشق والأوجاع والإشارات الدينية، و"اتحاد العشق بالدين هو تحديداً الصوفية". "كانت "ثومة" (أو سومة) عزاء الشعب العربي المسكين، وحين غابت سُلِب منه هذا العزاء، ولم يبق إلا القهر الجارح المُصفى". ويقتبس طرابلسي من الفنانة، إيتيل عدنان، قولها إن التمسك بـ"الست" باق "طالما الذل الوطني طاغ، وطالما الخوف مسيطر، والأعداء يبدون أقوى، وسنظل نحتاجها، طالما نشوة الحزن على الآلام تنوب عن العمل لاسئصالها". يفكّك الباحث والصحافي اللبناني، حازم صاغية، في مؤلفه "أم كلثوم سيرة ونصاً: الهوى دون أهله" (بيروت، 1991) سيرتها، كما كتبتها د. نعمات أحمد فؤاد (القاهرة، 1983)، ويُفنِد المُتخيل فيها، وفي زعمه أن الفنانة الراحلة "سكنت واحداً من نصوص الرواية الأيديولوجية عن الذات، بعد أن تم رفعها إلى سويّة الخوارق والمعجزات". ويشير صاغية إلى نمو "الظاهرة الكلثومية" بالتوازي مع تطورات موضوعية كانت تحصل في أرض الواقع (ص 25)، واكتمال الظاهرة وقع في العهد الناصري فباتت "حدثاً قومياً غربياً" وحصل في أغانيها القران بين "الوطنيّة والعروبة والإسلام" (ص 28). بدوره حاول الناقد المصري، رجاء النقاش، حلّ "لغز أم كلثوم" (القاهرة، 2009)، في كتاب مكون من 15 فصلاً تكشف جوانب ثرية ومتنوعة من حياة المطربة الكبيرة، فيرى أن سبب بزوغ نجمها هو إخلاصها وتفانيها في خدمة الفن، ورغبتها في التعلم والإبداع. ويكرّس 3 فصول من مؤلفه لقصة الحب بين أم كلثوم والشاعر أحمد رامي (كتب لها نحو 137 أغنية)، ويؤكد أنه كانت بينهما قصة حب راقية، ولكن الزواج بينهما كان أمراً عسيراً. أفرد الكاتب اللبناني، المقيم في فرنسا، سليم نصيّب، رواية عنها حملت عنوان "أم" (Oum) عام 1994 (ترجمها الشاعر الراحل، بسام حجار، بعنوان "كان صرحاً من خيال"، بيروت، 2010). وهي عن ذلك الحب الذي جمعها مع الشاعر، أحمد رامي، الذي صاغ لها أجمل القصائد لتغنيها. وهي في نظره أضحت "رمزاً حياً لنهضة مصر"، ويعتبر أن صعودها المذهل والسريع نحو النجومية العالمية، وقدرتها المذهلة على الحفاظ على شعبيتها رغم التغيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية العميقة التي غيرت وجه مصر في القرن العشرين، دليلٌ ليس على موهبتها فحسب، بل أيضاً على إصرارها وطموحها. كما أن الشائعات التي طاولتها وطاردتها في ذروة نجاحها، كانت لتدمر أي فنانة غيرها، لكنها استطاعت بقوة عزمها أن تبقى في القمة نجمة بلا منازع خلال 52 سنة، إنها الرواية عن قصة حب متحمسة ودائمة، حب رجل لامرأة، وحب تلك المرأة لموسيقاها وبلدها، وحب العالم بأسره لفنانيه الكبار. في حديث من طرف واحد يكتب نصيّب على لسان رامي: " كانت تحب النساء، أعلم، ولكن ليس بالطريقة التي يلمّحون إليها. لقد فتحت عينيها على عالم حيث الرجال، كل الرجال، يشبهون والدها، بالطغيان نفسه، وبالعناد نفسه، وبحسّ التملّك نفسه، فبحثت عن الأمان في جنسها هي. وكانت تردّد على مسامع الجميع: لن أتزوج لأنّني تزوّجت فنّي، ويجب أن أكرّس نفسي لما وهبته، ولجمهوري الغيور، وبذلك كسرت العرف، وما كانت لتعرف عرفاً آخر، فوجدت نفسها بلا أعراف. (...)، أقول أنا، إنّها خنثى، رجل وامرأة معاً، لا جنس لها، لأنّها من الجنسين"، (نقلاً عن محاضرة فيروز كراوية: "أم كلثوم: من الأنسة إلى الست"، القاهرة، 2015). ولقد كان من العسير إخضاع أم كلثوم لمعايير المجتمع العادية، في مسائل الأنوثة والزواج والإنجاب، فهي في زعم الكاتب العراقي موسى الشديدي "جسد رفض الخضوع للمعيارية المتسلطة" (بغداد، جنسانية أم كلثوم، 2019). زارت أم كلثوم لبنان في بداية حياتها الفنية الفعلية، وذلك في شهر أيلول/سبتمبر من العام 1931، وحظيت باستقبال شعبي واسع، واكب وصول باخرتها إلى ميناء بيروت. وفي هذه الرحلة أحيت 3 حفلات، 2 منها في مسرح "التياترو الكبير" في بيروت، وثالثة في صالة فندق الجبيلي في منطقة عاليه. وبعدما استأنفت رحلتها إلى سوريا، عادت وأحيت مجموعة من الحفلات في طرابلس ومسرح منشية البلدية في عاليه وكازينو ألفونس في بيروت. ثم عادت بدعوة رسمية في العام 1954 من أجل أحياء حفلة زفاف الأمير طلال بن عبد العزيز على كريمة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رياض الصلح، لكنها لم تغن في هذه المناسبة، فأقامت لها نقابة الموسيقيين في لبنان حفلة كبيرة بحضور رئيس الوزراء وبعض الوزراء وكبار الأدباء والفنانين. ثم تكررت زياراتها الغنائية إلى لبنان، فأحيت في 12 و14 أيار/مايو 1955 حفلتين في مسرح اليونيسكو، وحفلتين أخريين في 19 و21 تموز/يوليو من العام التالي في بيسين عاليه، وعادت ثانية إلى مسرح اليونيسكو لتحييّ في 19 و 21 تشرين الثاني/نوفمبر حفلتين تحت رعاية رئيس الوزراء آنذاك، رشيد كرامي بمناسبة عيد استقلال لبنان. ومن ثم أحيت حفلتين أيضاً في بيسين عاليه في آب/أغسطس 1962، وحفلتين في مسرح سينما ريفولي في تشرين الثاني/نوفمبر 1964، وحفلة في 7 آب/أغسطس 1965 في بيسين عاليه، تخللها سوء التنظيم، ومن ثم بدأت مرحلة مشاركات أم كلثوم في مهرجانات بعلبك فتتالت حفلاتها في الأعوام 1966 و1970 و1978. (التواريخ من المصادر الصحافية، ولا سيّما من المجلات الفنية الناشطة آنذاك مثل الموعد والشبكة والصحف اليومية). ولم تنس لجنة مهرجانات بعلبك كوكب الشرق فاستعادتها بصوت مي فاروق في صيف العام 2018. ولأنها لا تزال حاضرة في الوجدان العربي وتشغل باله، قام الملحن المصري، عمرو مصطفى، بتلحين أغنية جديدة بصوت أم كلثوم باستخدام تطبيقات الذكاء الصناعي، كما لجأت جهات فنية كثيرة الى إعادة بث حفلاتها بتقنية الهولوغرام، وكأنها تعبر الأزمان ولا تموت. وأعلنت وزارة الثقافة المصرية عام 2025 عام "أم كلثوم" داعية للإحتفال بها.


الميادين
منذ 4 أيام
- الميادين
عمرها 4000 عام.. بصمة يد تكشف أسرار "بيوت الأرواح" الفرعونية
اكتشف باحثون بريطانيون ومرممون من جامعة "كامبريدج" في متحف "فيتزويليام" طبعة يد بشرية عمرها 4 آلاف سنة على قطعة أثرية مصرية قديمة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية. فقد عثر مرممو متحف "فيتزويليام" على بصمة اليد القديمة على قاعدة نموذج طيني يُعرف باسم "بيت الروح"، وهو نموذج مصغّر لمنزل مصنوع من الطين أو الفخار، كان يوضع قديماً في المقابر ويُستخدم لوضع قرابين الطعام أو كمأوى للأرواح، وذلك بعد فحص القطعة الأثرية بدقة، وتبيّن أنها صنعت بين عامي 2055 و1650 قبل الميلاد، ويتم الاستعداد حالياً لعرضها في معرض جديد. ويُعد العثور على طبعة يد كاملة على لوح أثري أمر نادر الحدوث، وفق ما تقول هيلين سترودويك، كبيرة أمناء المتحف وعالمة المصريات في متحف "فيتزويليام": "لم أرَ من قبل بصمة يد كاملة كهذه على قطعة مصرية". ومن المرجح، وفق الفريق البحثي، أنّ صاحب طبعة اليد هو نفسه صانع "بيت الروح"، ترك بصمته عليه قبل أن يجف اللوح الطيني ويُحرق، ولكن لم تستبعد سترودويك عودة طبعة اليد لشخص آخر. وقد وُصف هذا الاكتشاف بأنه "رائع وغريب"، إذ قالت سترودويك لوكالة (فرانس برس): "عندما ترى شيئاً كهذا، تشعر بقرب شديد من الشخص الذي ترك بصماته على القطعة"، مضيفةً: "يمكنك رؤية جميع الأصابع، وأيضاً مكان راحة اليد". ستُعرض هذه القطعة الأثرية النادرة (بصمة اليد) إلى جانب قطع أخرى في معرض "صنع في مصرالقديمة" الذي سيُفتتح في 3 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بالمتحف نفسه. ويركّز المعرض على صُنّاع القطع الأثرية المصرية، وخاصة على صناعة المجوهرات والسيراميك والمنحوتات. وأكّدت سترودويك، أمينة المعرض أن الخطوة الأولى في حفظ هذه القطع الأثرية بشكل صحيح وآمن هو معرفة كيفية صنعها، ولهذا يبحث خبراء الآثار في كيفية صنع هذه القطع الأثرية منذ عام 2014. وتضيف سترودويك أنه غالباً ما يتم إهمال معرفة معلومات عن الخزافين والحرفيين المصريين، ويصبّ الباحثون اهتمامهم في الغالب على القطع الأثرية ومنتجاتهم فقط. 🚨BREAKING: 4,000-Year-Old Handprint Found on Ancient Egyptian Soul HouseA rare, complete handprint—likely left by an ancient potter has been discovered on the underside of a 4,000-year-old clay soul house at the Fitzwilliam Museum, Cambridge. Dating to c. 2055–1650 BCE and… التوصل لمعلومات عن الخزافين الذين عملوا في مصر القديمة مهمة صعبة، طرح الباحثون افتراضات حولهم، فافترضوا أن استخدام الفخار منخفض القيمة في المنحوتات قد يدلّ على أن الخزافين المصريين لديهم مكانة اجتماعية أدنى من غيرهم من الحرفيين. Researchers found a 4,000-year-old handprint on the bottom of a "soul house," a clay funerary object popular during Egypt's Middle Kingdom period. ولا شكّ أن أساليب البحث الجديدة سهّلت مهمة معرفة المزيد من المعلومات عن كيفية عمل الحرفيين المصريين وأساليب عيشهم بحسب سترودويك. قالت سترودويك: "لا يمكننا الجزم بهوية الشخص من بصمة اليد. إنها صغيرة جداً، تقريباً بنفس حجم يدي". وبناء عليه تتوقع سترودويك أن طبعة اليد تعود إلى شاب صغير في السن، قد يكون هو نفسه من صنع القطعة أو لشخص آخر، كان مسؤولاً عن نقلها إلى الخارج لتجف. إلى جانب هذه القطعة الأثرية القديمة سيضم معرض "صُنع في مصر القديمة" قطعة أثرية كبيرة مُعارة من متحف اللوفر في فرنسا، وهي الأهم من نوعها التي تُعرض في المملكة المتحدة منذ ما يقرب من 20 عاماً.